بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2009/12/03
شرح فقرة: "يا قهار، يا جبار، يا صبّار، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا قهّار، يا جبّار، يا صبّار، ...)، هذه المظاهر من عظمة الله تعالی، تعرص لجملة صفات، منها هاتان الصفتان المتجانستان وهما: (يا قهّار)، (يا جبار). فماذا نستخلص منهما؟
لقد لاحظنا - في لقاء سابق - ان مقطع الدعاء الذي نحدثك عنه قد استهلّ بصفتين من الرحمة هما (يا ستـّار، يا غفار)، وهما صفتان متجانستان كما هو واضح، حيث يعرضان للستر علی الذنب ولغفرانه، وهو منتهی الرحمة من الله تعالی.
بيد ان الملاحظ ان صفتين اعقبتهما تتحدثان عن القوّة، اي: ان القوة والرحمة لا تنفصل احداهما عن الاخری، بصفة ان القوة هي الهيمنة علی الوجود، وبصفة ان الرحمة هي الخير للوجود، من هنا فان القوة والرحمة تظلان من الصفات التي تفسّر لنا احد مظاهر العظمة الالهية. والآن، ماذا نستلهم من العبارتين (يا قهّار)، (يا جبّار)؟
ان القهّار يعني انه تعالی يقهر الاشياء بعظمته، ولا یملك أحد من المخلوقات ما يضاد ذلك، ومنه: القهر لعباده مثلاً بالموت، ان الموت حادث لا مناص منه، ولا يملك احد من المخلوقات ان يرفعه عن البشر وسواهم، وهو ينطوي علی حكمة الاختبار الإلهي الذي خلق (الموت) و(الحياة) ليبلونا اينّا أَحْسَنُ عَمَلاً، فالحياة هي: الممر للتجربة العبادية، والموت هو المفضي الی الجزاء المترتب علی التجربة، ومن هنا كان الله تعالی (قهاراً) لعباده من خلال الموت الذي يجسّد احد طرفي التجربة العبادية. وهذا فيما يتصل بصفة (القهّار) ولكن ماذا بالنسبة الی صفة (الجبّار)!
الجبّار يعني القدرة والسلطة والعظمة، وهي صفة متجانسة مع (القهّار) بصفة ان (القهر) يقترن بالقدرة الالهية، وما لسلطته الالهية علی المخلوقات، وبعظمته التي لا يطالها شيء، حيث ان القهر والقدرة والسلطة جميعاً: تندرج ضمن عظمته تعالی التي يتفرد بها بطبيعة الحال. بعد ذلك نواجه عبارة (يا صبّار). فماذا نستلهم منها؟
ان صفة (صبّار) تقترن بصفة (الحلم)، حيث ان الله تعالی لا حدود لصبره او لحلمه حيال العباد الذين لا حريجة لديهم او غير الملتزمين، او المتمردين وسواهم، انه تعالی يصبر ويحلم الی درجة ان العبد يخيّل اليه ان الله تعالی قد رفع العقاب، الا ان صبره تعالی وحلمه يقترن بفسح المجال للعبد بان يتوب مثلاً، أو يؤجل العقاب استدراجاً للمنحرفين الذين لا دين لهم.
بعد ذلك نواجه عبارة (يا بارّ) وهي عبارة تلفت نظرنا الی ورودها في سياق (الصبر) او (الحلم) حيث تتجانس دون ادنی شك مع (البارّ) الذي يعني تعامله تعالی مع عباده بالحبّ وباللطف وبالشفقة وبالاحسان، وهي مفردة تشمل - كما ورد في اللغة - هذه الصفات التي اشرنا اليها، وهي: الحب، اللطف، الشفقة، الاحسان.
هنا يتعين علينا ان نربط بين صفة (صبار) وصفة (بار) بصفة ان الحلم عن عباده تعالی يعني: انه محبّ لعباده، مشفق عليهم، يلطف بهم.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...