بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/01/18
شرح فقرة: "يا من اماتني واحياني، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الأدعية (المباركة) ومنها دعاء (الجوشن الكبير) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة من، ونحدثك الآن عن أحد مقاطعه الذي ختم بعبارة: (يا من أماتني وأحياني). تری ماذا نستلهم من العبارة المتقدمة؟
ان العبارة المذكورة من الوضوح بمكان، بيد أن السؤال هو: ما هي النكات والعظات أو الاستلهامات التي تتداعی بها الی الذهن مثل هذه العبارة الواضحة؟
ان الله تعالی (يميت) الشخصية و(يحييها)، أي تحيا مدة من العمر، ثم تموت وهذا هو أحد الاستخلاصات من العبارة المشار اليها.
لكن ألا يتداعی الذهن بدوره الی دلالة في مالاحظناها، وهي: ان الله تعالی اماتنا بمعنی انا كنا امواتاً في اصلاب أبائنا اي: نطفاً ثم أحياناً، أو كنا خاملي الذكر فاحياناً بالظهور، فضلاً عن استخلاصات اخری ذكرها المفسرون، المهم هو: اننا في الحالات جميعاً يمكننا ان نستخلص العبر والعظات والنكات المتنوعة التي تثري معرفتنا بعظمة الله تعالی في اماتتنا واحيائنا والان ما هي الاستخلاصات التي نستلهمها؟
لو انسقنا مع التفسير القائل: بأن الله تعالی أحيانا بعد أن كنا نطفا في اصلاب آبائنا، فان النكتة المستخلصة هي: التذكير بان الله تعالی ما خلق الانس والجن الا ليعبدوه وهذا يعني: علينا ان نمارس وظيفتنا العبادية بالنحو المطلوب واما لو انسقنا مع التفسير القائل: بانا كنا خاملي الذكر فاحيانا الله تعالی بالظهور، فان الامر لكذلك، اي ان الظهور لشخوصنا ينبغي ان يستثمر للعمل العبادي، اذن العظة هي: ان نمارس عملنا العبادي الذي خلق الله تعالی الانسان من اجله.
والان مع ملاحظتنا لمفهوم (الاحياء) وضرورة استثمار ذلك العمل العبادي، فان (الاماتة) بدورها تحمل الوظيفة ذاتها، بمعنی أن الشخصية الاسلامية عند تبيين وظيفتها العبادية الاختبارية في الحياة، بعدها سیتبين مصيرها الآخروي وهو امتداد عبادي ايضا، اي: ان الاخرة وهي الدار الابدية تظل ممارسة عبادية ايضاً، ولكنها ليست إختبارية او امتحانية بل هي نتيجة لما مارسناه في الحياة الدنيا وهذا في حالة نجاحنا العبادي، ولكن ماذا لو كانت الممارسة فاشلة: لاسمح الله تعالی.
ان مجرد التداعي بالذهن الی الموت، يقترن بجملة تداعيات ذهنية بحسب درجة الشخصية من الوعي العبادي ومن المستحسن ان نستحضر الحديث الذاهب الی ان عبادة الناس هي: ثلاثة انماط: عبادة الاحرار، عبادة التجار، عبادة العبيد، وحينئذ كل شخصية بحسب درجتها من العبادات الثلاثة سوف تستثمر حياتها للظفر بما تطمح اليه، حيث يطمح الاحرار الی رضاه تعالی ويطمح التجار الی الجنة، ويطمح العبيد الی الابتعاد عن الوقوع في النار. اذن في الحالات جميعا،يظل مفهوم العبارة القائلة: (يا من اماتني واحياني) حافلة بالاستلهامات المتقدمة.
ختاماً نسأله تعالی ان يجعلنا من الاشخاص الذين يعبدون الله تعالی عبادة (الحر) اي: نبتغي بذلك رضاه تعالی لانه اهل للعبادة بمستواها الذي نطمح اليها، كما نساله تعالی ان يوفقنا للطاعة المشار اليها، والتصاعد بها الی النحو المطلوب، انه سميع مجيب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...