بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/01/20
شرح فقرة: "يا من يحق الحق بكلماته، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الان عن أحد مقاطعه الجديدة وهو: (يا من يحق الحق بكلماته، يا من يقبل التوبة عن عباده، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من لاتنفع الشفاعة الابأذنه).
والان نبدأ مع العبارة الاولی من مقطع الدعاء، وهي: (يا من يحق الحق بكلماته). فماذا نستلهم منها؟
عبارة (يا من يحق الحق) تظل من الوضوح بمكان من حيث دلالتها اللغوية، بمعنی ان الله تعالی (حق) وانه يحقق (الحق) في شتی دلالاته التي تعني ماهو خير محض. بيد ان السؤال المهم هو: ماذا تعني عبارة (بكلماته)؟ اي ماذا يعني ان الله تعالی يحق الحق بكلماته. هل ان (الكلمات) مصطلح خاص بظاهرة دون اخری؟
هل ان (الكلمات) هي رمز او جملة رموز تحتشد في هذه العبارة او الاصطلاح؟
ان القرآن الكريم قد استخدم عبارة او مصطلح (الكلمات) ليس لدلالة أو ظاهرة خاصة دون سواها بل استخدمها في سياقات متنوعة، منها مثلا قوله تعالی عن آدم (عليه السلام) «فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ» ومنها قوله تعالی عن ابراهيم (عليه السلام) «وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ».
ومنها قوله تعالی «لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ».
وهذا في ميدان صيغة (الجمع) اما في ميدان الصيغة المفردة «كَلِمَةُ»، فقد وردت بدورها في جملة مواقع منها قوله تعالی «إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ» ومنها قوله تعالی «كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا» الآن مع ملاحظتنا لهذه السياقات المتنوعة لعبارة «كَلِمَاتٍ» او «كَلِمَةُ» ماذا نستخلص منها؟
الجواب: لاشك لكل استخدام سياقه الخاص، فبعبارتي «كَلِمَاتٍ» الواردة في سياق الحديث عن آدم وابراهيم (عليهما السلام) تختلف بطبيعة الحال عن عبارة «كَلِمَاتٍ» الواردة في سورة الكهف التي تقول «لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ» ولسنا في صدد التعريف بهذه السياقات المتنوعة بقدر ما نستهدف الاشارة الی ان «كَلِمَاتٍ» الواردة في سياق المقطع القائل: (يا من يحق الحق بكلماته) تظل رمزاً مرشحاً بجملة دلالات لا دلالة واحدة بمعنی ان كل متلق يستطيع ان يستخلص ما يتناسب وخلفيته او مرجعيته الثقافية.
ولكن ماذا نستخلص نحن الآن من العبارة المذكورة في حدود استجابتنا الاحتمالية؟ نقول الاستجابة الاحتمالية لاننا لانملك يقينا لدلالة العبارة المتقدمة بقدر ما نحتمل ما يأتي.
في تصورنا ان عبارة «كَلِمَاتٍ» الله تعالی ترشح بجملة دلالات منها: الاشارة الی عظمة الله مطلقاً ومنها الاشارة الی نعمه التي لا تحصی ومنها الاشارة الی ارادته تعالی والی قدرته تعالی والی علمه تعالی والی مطلق (الحق) او الخير الذي يفيض الله تعالی به علی الكائنات من هنا، فان عبارة (يحق الحق) تحتمل هذه الدلالات بأكملها لان تحقيق الحق ينسحب علی ما هو خير محض - كما قلنا - والخير له مصاديق متنوعة لا تنحصر في دلالة خاصة، وهو مالمحنا الی بعض مصاديقه المفصحة بعامة عن (عظمة) تعالی ورحمته.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...