بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/01/23
شرح فقرة: "يا من يقبل التوبة من عباده، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لانزال نحدثك عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا من يقبل التوبة عن عباده، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من لا تنفع الشفاعة الابأذنه).
ونقف اولاً عند فقرة (يا من يقبل التوبة عن عباده)، وهي فقرة من الوضوح بمكان، ولكنها تحفل بما ينبغي ان نستحضره الآن من دلالاته المثيرة والمذكرة بوجوب الطاعة والتوبة، وعدم العود الی الذنب.
العبارة- كما نلاحظ - تشير الی ان الله تعالی بلغ من رحمته التي لا حدود لها أن يقبل التوبة من العباد مع انهم خالفوا اوامره ومارسوا ما منعهم وحذرهم منه، لكنهم مع ذلك واصلوا الممارسات المنهي عنها او تخلوا عن الممارسات التي آمرهم بها.
نقول مع ذلك فان الله تعالی يقبل التوبه عن العباد. فماذا نستلهم من قبوله التوبة؟ وماذا نستلهم من دلالات التوبة؟
نتحدث أولاً عن دلالة التوبة. فماذا نستخلص منها؟
الجواب: من البين ان التوبة تعني: عزم الشخصية علی عدم العود الی الذنب، بشرط أن تكون التوبة صادقة: بطبيعة الحال.
والسؤال المهم هو: ان عدم العود الی الذنب يقترن بتعديل في السلوك النفسي للشخصية وذلك لأن ممارسة الذنب هي: سلوك منحرف أو سلوك شاذ او سلوك عصابي: كما هو واضح ولكن الشخصية التي تعتزم وتقرر عدم العودة الی الذنب فان هذا يعني: تحولاً في السلوك، اي: التحول من المرض النفسي الی الصحة النفسية، وهو معطی ضخم، حيث ان العبادات النفسية والارشادية لا يعنيها الّا أن تحولّ الاشخاص العصابين الی أسوياء وهذا ما يتحقق في التصور الاسلامي للسلوك في أحد انماطه، ألا وهو: التحول من ممارسة الذنب الی الطاعة.
اذن مادام العبد قد ندم علی سلوكه، واطاع الله تعالی: حينئذ فان الرحمة الالهية تتدخل فتقبل التوبة. ليس هذا فحسب، بل تحوّل السيئة الی حسنة، وهذا هو منتهی ما نتصور من الرحمة الالهية: كما هو واضح.
ومن مستويات الرحمة غير المحدودة لله تعالی، هو: ان نتصور مدی عطاء الله تعالی حيال عبده حينما يبشّره ويعده بقبول التوبة قبالة ما يتصوره المذنب من اليأس - لا سمح الله تعالی - من رحمته تعالی وذلك لان اليأس يعني: ان يتوقف العبد عن ممارسة وظيفته العبادية فيقول او يتحدث عن نفسه قائلاً: ما معنی ان امارس الطاعة اذا كنت من اصحاب النار؟
لذلك، فان بث الأمل بدلا من اليأس يسهم في تصعيد السلوك وتعديله، وتشجيع الشخصية علی ممارسة ما هو الاحسن من السلوك، وهذا بدوره معطی ضخم من الزاوية النفسية التي تحقق توازناً داخلياً للشخصية من حيث تركيبتها العامة، فضلاً عما يحققه قبول التوبة من معطيات عبادية يجد جزاءها في اليوم الآخر.
اذن ما اضخم ما تتضمنه عبارة (يا من يقبل التوبة) من المعطيات الدنيوية والأخروية؟ سائلين الله تعالی ان يوفقنا الی التوبة، والی ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الی النحو المطلوب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...