بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/01/25
شرح فقرة: "يا من يحول بين المرء وقلبه، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها دعاء (الجوشن الكبير) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثك الآن عن أحد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من لا تنفع الشفاعة الا بإذنه) ونقف عند عبارة: (يا من يحول بين المرء وقلبه) وهنا نتساءل: مالمقصود من العبارة المتقدمة؟
من الممكن ان يستخلص قارئ العبارة القائلة: (يا من يحول بين المرء وقلبه) جملة دلالات عرض لها المعنيون بهذا الشأن ولكن بحسب تصورنا القاصر بأن المقصود من ذلك هو: ان الله تعالی يمنع أو يحجز الشخصية من ان تحقق ما تتمناه من الظواهر. كيف ذلك؟ ان المرء ينوي او يعتزم بان يقوم بعمل ما ولكن الله تعالی يتدخل فيمنع تحقق ذلك. لماذا؟
الجواب: ان الله تعالی هو الحكيم العارف بمصلحة عبده فقد يحب العبد شيئاً ما ولكن الله تعالی يكره ذلك لمعرفته تعالی بما هو في صالح العبد المذكور وقد يكره العبد شيئاً ما ولكن الله تعالی يعلم بان المصلحة او الخير في العكس من ذلك.
والمهم ان الله تعالی وهو يحب عباده لا يصنع لهم ولا يقسم لهم إلا ما هو الخير، لذلك اذا كان العبد قد عزم علی شيء ليس من مصلحته، فان الله تعالی يحول بين العبد وبين ما عزمه او نواه من العمل.
بعد ذلك نواجه عبارة (يا من لا تنفع الشفاعة الا بأذنه) وهذا النص هو تناص أو اقتباس او تضمين للنص القرآني الكريم الذاهب الی انه تعالی لا يشفع الا باذنه تبعاً لقوله تعالی «مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ» كما ورد في نص آخر انه لا يقبل الشفاعة الا ممن ارتضی والمهم الآن هو: مفهوم الشفاعة وما تعنيه من الدلالات. فماذا نستلهم من ذلك!
الشفاعة هي باختصار: التوسط لدی الله تعالی لصالح هذا العبد او ذاك، ومن الطبيعي ان الله تعالی مادام عارفاً بما تتطلبه المصلحة من الامر فأن الشفاعة لا تتم الا بأذنه تعالی في حالة ما اذا ناسب الموقف شفاعته تعالی ولعل اهم المعطيات المترتبة علی الشفاعة هي: الشفاعة التي يتولاها الاربعة عشر معصوماً فيما تكشف عن مدی محبتهم (عليهم السلام) لمن والاهم والتزم بمبادئهم التي رسمها تعالی.
كما لا نغفل عن الدور الذي أشارت النصوص الی بعض اصحابه: كالشخصيات الخيرة او الاصدقاء حيث اشارت النصوص الواردة عنهم (عليهم السلام) ان هؤلاء الاتقياء أو الاصدقاء وسواهم يشفعون لدی الله تعالی للمئات والالاف: تيمّناً من الله تعالی اشخصياتهم الملتزمة بطاعته تعالی.
بعد ذلك نواجه عبارة (يا من هو اعلم بمن ضل عن سبيله) وبالقابل هو ايضاً اعلم بمن اهتدی: كما وردت النصوص بذلك وما يعنينا الان هو: ماذا نستلهم من العبارة المتقدمة؟
لا نحتاج الی كثير تأمل حتی ندرك سريعاً بان الله تعالی هو العالم مطلقاً بكل شيء، ومن ذلك الاشخاص الذين ضلوا عن سبيل الله تعالی وانحرفوا عن الالتزام بمبادئ الله تعالی ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته، حيث ان المنحرف عنهم انما هو ضال دون ادنی شك كما نطقت النصوص الشرعية المتنوعة بذلك.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...