بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/01/31
شرح فقرة: "يا من جعل الارض مهاداً، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الجديدة، حيث بدأ علی النحو الآتي: (يا من جعل الارض مهاداً، يا من جعل الجبال اوتاداً، يا من جعل الشمس سراجاً، وجعل القمر نوراً).
ان هذا المقطع من الدعاء يتميز بكونه خاصاً بالسمات او المظاهر الطبيعية التي خلقها الله تعالی، كالارض، والجبال والشمس والقمر، ثم يتميز بكونه (تناصاً) اي: اقتباساً في معظمه من القرآن الكريم او الحديث، والمهمّ الآن: ان نحدثك عن كل مظهر من ذلك، ونبدأ بالحديث عن العبارة الاولی وهي: (يا من جعل الأَرْضَ مِهَادًا). فماذا نستخلص منها؟
طبيعياً، ثمة نصوص مفسّرة موضوعياً، وهو ما ينبغي الوقوف عنده، ثم نواجه في بعض العبارات بعداً بلاغياً فيما يتـّعين علينا ان نتناوله في ضوء المعاير الفنية: مادمنا نعرف تماماً ان النصوص الشرعية قرآناً واحاديث تتميز ببلاغتها: كما هو واضح. اذن لنتحدث عن عبارة (يا من جعل الأَرْضَ مِهَادًا) ونتساءل من جديد: ماذا نستلهم منها؟
النصوص المفسرة تقول ان المقصود من ذلك هو: جعلها قراراً أو بساطاً، طبيعياً ثمه نصوص قرآنية تتحدث عن جوانب متنوعة من الارض من نحو: «وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا» ومن نحو: «الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا».
والمهمّ ايضاً ان نشير - كما قلنا - اولاً الی الدلالة التفسيرية، ثم الی الدلالة الفنية، لا نحتاج الی توضيح الدلالة اللغوية لمفهوم الارض بقدر ما نحتاج الی الاعتبار بذلك، اي: ان الله تعالی يذكرنا اولاً بابداعه للظواهر الكونية حتی تتعمق قناعتنا بعظمته تعالی، ثم بما تحمله هذه الظواهر من النعم حتی نشكره تعالی عليها، وهذه هي وظيفة المؤمنين الذين خلقهم الله تعالی کي يمارسوا الوظيفة العبادية، ومنها: التفكر في خلق الله تعالی.
ونتساءل الآن اذا تجاوزنا مفهوم الارض وجعلها (مِهَادًا)، تری ماذا نستلهم من كلمة (المهاد) فنياً بالاضافة الی دلالتها الموضوعية؟
في تصورنا ان (المهاد) او المهد مادام لغوياً يعني في احد مصاديقه (الفراش) من حيث بسطه بطبيعة الحال، او يعني بالنسبة الی الطفل (وهو العاجز) موضعاً يوطأ له، او يعني: الارض المنخفضة: حينئذ ففي الحالات جميعاً نتداعي بالذهن الی احد مصاديق [الأرض ]وهو (الذلول) اي: المطيع والميسر، حينئذ فان القرآن الكريم نفسه: فسّر لنا بلاغياً معنی الارض من حيث كونها (ذلولاً)، والسؤال من جديد: ماذا نستخلص من عبارة (الذلول) التي تعني: الطواعية واليسر؟
ان ما نستخلص من ذلك، من المنتج من عبارة (الذي جعل لكم الأَرْضَ مِهَادًا) هو: اولاً ان الارض (فراش) يستريح الانسان إليه في حالات النوم والجلوس حينئذ فان الحاجة الی النوم تظل من اهم الدوافع التركيبية في الانسان بحيث اذا خرج منه تعرض للموت والامر كذلك بالنسبة الی من يريد ان يجد له موضعاً يجلس فيه بعد العمل في حياة الانسان اليومية، بالاضافة الی ما يواكب عملية الجلوس والاستراحة من زينة ونحو ذلك.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...