بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/02/16
شرح فقرة: "يا سميع، يا شفيع، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لانزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن مقاطعه الجديدة حيث يبدأ علی هذا النحو: (اللهم اني أسالك باسمك يا سميع، يا شفيع، يا رفيع، يا منيع، يا سريع، يا بديع، ...).
هذا المقطع من الدعاء يظل - كسائر مقاطعه - حافلاً بالاسماء الحسنی وسائر مظاهر عظمة الله تعالی، واولها مظهر او عبارة (يا سميع). فماذا نستخلص من الكلمة؟
من الطبيعي، ان (السميع) هو: صيغة المبالغة بالنسبة الی صاحب الصفة، وهي من السمات المعروفة بدلالتها وشيوعها في النصوص الشرعية، ان الله تعالی هو السميع والبصير، يسمع جميع ما يدور علی الالسنة من المخلوقات وما تخفيه الصدور ايضاً، اي: انه يسمع كل مايدور من الحوارات الصامتة والناطقة، حيث نعرف جميعاً ان الافكار بدورها هي - كما يؤكد ذلك المعنيون باللغة وفنونها - تعتبر كلاماً، ولكنه كلام صامت، وهذا يعني انه تعالی يسمع النجوی كما يسمع السر.
ويقول المعنيون باسماء الله الحسنی بان (السميع) تنسحب دلالته الواسعة علی جملة ظواهر مثل العليم بالمسموعات من اصوات وحروف، والسميع للدعاء، بل وينسحب علی دلالة القبول، اي: الاجابة وبين ايضاً، ان هذه الصفة حينما يتأملها قارئ الدعاء، حينئذ لا تتعمق قناعته بعظمة الله تعالی من حيث قدراته غير المحدودة في الاحاطة بما يصدر من المخلوقات فحسب، بل برحمته تعالی في سماعه لمناجاتنا وادعيتنا وطموحاتنا وآمالنا، حيث يستجيب لها ويحققها بفضل منه ورحمته. بعد ذلك نواجه عبارة (يا شفيع) ، فماذا تعني؟
الجواب: الشفيع من حيث دلالته اللغوية قد يرتبط بالشفع اي: الزرح قبالة الفرد، وقد يعني: من يتوسط الی الله تعالی في رعايته وغفرانه ورحمته للمؤمنين، وهذا كشفاعة الاربعة عشر معصوماً (عليهم السلام) مثلا أو الانبياء أو الصالحين ولكن عندما ترتبط هذه السمة بالله تعالی فان الدلالة حينئذ ستختلف بطبيعة الحال ولكن مع ذلك فان السياقات التي يرد فيها مصطلح (الشفاعة) تشير الی انه تعالی (اشفع الشافعين) بمعنی انه يتدخل في رعاية عبده، وشموله برحمته، وغفرانه للذنب بل حمل عباده المظلومين علی التنازل عن حقوقهم حيال الآخر: رحمة منه بكليهما، اي: العفو والتنازل عن حق احدهم حيال الآخر مقابل ما يتفضل به تعالی من العفو حيال عبده المتنازل عن الآخر.
المهم ان الشفاعة تظل بالنسبة الی الله تعالی ومقايستها بالنسبة الی الشافعين من عباده، تظل صريح العبارة القائلة بأنه تعالی (اشفع الشافعين). بعد ذلك نواجه عبارة (يا رفيع)، فماذا نستلهم منها؟
الجواب: من الواضح، ان (الرفيع) هو من (الرفعة) اي العلو، والله تعالی هو الاعلی والارفع في الحالات جميعاً، انه الرفيع في صفاته، اي: العالي في الصفات، فضلاً عما ورد في القرآن الكريم من الاشارة الی انه تعالی (رفيع الدرجات) بمعنی انه ذو الصفات العالية من جانب، وانه (الرافع) لدرجات الانبياء والصالحين في منازلهم الاخروية، أوانه رافع السماوات والارض، حيث وردت النصوص المفسرة لعبارة (الرفيع) بالدلالات التي تمت الاشارة اليها.
ختاماً نسأله تعالی ان يرفع درجاتنا جميعاً، وان يستجيب لدعائنا، انه (السميع)، وان يرحمنا بشفاعته التي هي (اشفع) من الشفاعات، وان يوفقنا الی ممارسه الطاعة، والتصاعد بها الی النحو المطلوب، انه سميع جيب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...