بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

موضوع البرنامج: بيان مصاديق اتباع او الخروج عن ولاية اهل البيت(ع)حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول دلالات وصف النبي الاكرم(ص) للائمة(ع) بانه سفينة نوح
بقلم: الدكتور محمود البستاني
نحن الان مع مقطع جديد من الزيارة الجامعة للائمة عليهم السلام وهي ما يطلق عليها مصطلح او اسم الجامعة الكبيرة المقطع يتحدث عن الائمة عليهم السلام وموقعهم الرسالي والعلاقة المصيرية بينهم وبين المسلمين من حيث التوكيد على ضرورة التمسك بهم والا فان الخارج عن ذلك بين مارق وهالك، وهذا ما نطقت الزيارة به عندما قالت: (فالراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصر في حقكم زاهق) هذه الفقرات من الزيارة تلخص لنا بوضوح موقع الائمة عليهم السلام وعلاقة الاخرين بهم وهي فقرات استعارية تنطوي على دلالات في غاية الاهمية يجدر بنا ملاحظتها.
العبارة الاولى تقول: (فالراغب عنكم مارق) هذا التعبير او الجملة الاستعارية تقرر بوضوح بان الراغب عن الائمة عليهم السلام هو مارق أي خارج عن الدين ولعل المتأمل للنصوص الشرعية يلاحظ بوضوح ان النصوص الشرعية طالما تشير او تستخدم عبارة (المروق) بحيث يتداعى الذهن سريعاً الى المروق عن الدين وهي عبارة اخذت مادتها من السهم المارق أي الخارج من الرمية واستخدمت ـ كما قلنا ـ في المروق عن الدين وفي الاشارة الى الضلالة وما الى ذلك.
والمهم هو عملية الانسلال او الخروج من الرمية حيث يتداعى الذهن من ذلك الى الخروج عن الدين وهذا ما قصده النص كما هو واضح وبالفعل ان القرآن الكريم حينما يأمر باطاعة الله ورسوله واولي الامر انما يشير الى الائمة عليهم السلام وعندما تتحدث آية التطهير عن اذهابها الرجس عن المشمولين بها فانما تشير الى الائمة عليهم السلام والى فاطمة الزهراء(ع) والنبي(ص) عندما يأمر بان نتمسك بالثقلين كتاب الله وعترته انما يشير الى الائمة عليهم السلام واذن من لا يلتزم باوامر الله تعالى واوامر الرسول(ص) الذاهبة الى اطاعة الائمة عليهم السلام يعد حينئذ ممن خرج من دين الله ورسوله.
وهذا فيما يتصل بالعبارة الاولى وهي فالراغب عنكم مارق ولكن ماذا عن عبارة والمقصر في حقكم زاهق أي المقصر في حقهم(ع) هالك والسؤال هو ما هو الفارق بين المارق والهالك؟ او ما هو الفارق بين الراغب عن الائمة عليهم السلام وبين المقصر في حقوقهم؟ مما لا شك فيه ان المقصر في الادلاء لحقوقهم عليهم السلام هو اقل مفارقة من الراغب عنهم ولكن في النهاية هالك ضال لا يهتدي الى ما هو حق بقدر ما يخلط بين ما هو حق وبين ما هو باطل كمن يستمد مثلاً تعليماته من مصادر غير الائمة عليهم السلام وهي تيارات متنوعة منحرفة بعضها بعيد كل البعد عن مبادئ الائمة التي اوصلها الرسول(ص) اليهم وبعضها يماثل بينها وبين الحقوق المتصلة بالائمة عليهم السلام كمن يخلط عملاً صالحاً بغيره حينئذ فان امثلة هؤلاء هالكون او لنقل باطلون في استمدادهم المبادئ من غير مصادرها الحقيقة وهذا ما تعبر عنه كلمة زاهق التي تعني في احدى دلالاتها الباطل ودلالتها ايضاً الهالك وفي الحالين فان الاشارة الى ان من يقصر في معرفة الائمة عليهم السلام يبطل عمله او يهلك في تبنيه غير الائمة عليهم السلام ولم يعطهم الحق مما اعطاه الله تعالى ورسوله(ص).
اخيراً تبقى العبارة القائلة (واللازم لكم لاحق) فماذا نستلهم منها؟
لا اعتقد ان احداً منا يجهل دلالة ما تنطق العبارة به من مفهومات انها تقرر بوضوح بان الذي يلتزم الائمة عليهم السلام بمعنى يلتزم بما امر الله تعالى وبما امر(ص) به ومن ثم ما امر الائمة به من المبادئ مثل هؤلاء الملتزمين او الملازمين للائمة عليهم السلام تقول الزيارة عنهم بانهم لاحقون والسؤال من جديد ما معنى انهم لاحقون أي اللازم لهم هو لاحق؟ ان ادنى تأمل في الموضوع يقتادنا الى الذهاب بان اللازم للائمة عليهم السلام لاحق بهم في مصائرهم كمن يتجه الى موكب يلازمه حينئذ فان المصير الذي ينتهي الموكب اليه هو اللحوق بمن في الموكب فالذي يمسك بباب الموكب في النهاية يلتحق باصحاب الموكب، وبذلك يكون مع الائمة عليهم السلام دنيا وآخرة وهذا المعنى اشتمل عليه بوضوح حديث النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي روي باسانيد كثيرة في مصادر السنة والشيعة وهو الحديث الذي يعرف بحديث سفينة نوح عليه السلام ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي يعرفنا ببعض دلالات هذا الحديث ...
المحاور: السلام على ضيفنا سماحة الشيخ باقر الصادقي ورحمة الله وبركاته؟
الشيخ باقر الصادقي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ من الاحاديث التي استفاض نقلها في مختلف الكتب المعتبرة والمجاميع الحديثية عند مختلف المذاهب الاسلامية الحديث المعروف بحديث سفينة نوح يعني تشبيه النبي الاكرم(ص) في ائمة عترته بانهم سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق ما هي دلالات هذا الحديث ما الذي يستفاد منه فيما يرتبط بمسؤولية الامة تجاه ائمة أهل البيت عليهم السلام؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، من جملة الدلالات الواضحة لهذا الحديث حديث السفينة المعروف هو الالتزام بخط اهل البيت والكون مع اهل اليبت ولزوم اهل البيت عليهم السلام كما ان السفينة التي هيئها الله عز وجل لنبي الله نوح وامره بالركوب وانهم نجوا حينما ركبوا في تلك السفينة من الغرق انجاهم الله عز وجل، كذلك من لزم اهل البيت عليهم السلام ولازمهم واخذ عنهم الاحكام والفتوى وجميع الامور المرتبطة بالدين والدنيا في الحقيقة سيكون سبيله الى النجاح ويأمن من الغرق والانحراف ونعوذ بالله العدول عن الحق من الحق الى الباطل فالكون مع اهل البيت والملازمة لاهل البيت واتباع اهل البيت في الحقيقة سبيل واضح للنجاة وللذلك شبه اهل البيت بسفينة نوح، كما ان سفينة نوح من ركبها نجى كذلك من يلتزم بخط اهل البيت عليهم السلام قولاً وفعلاً وعملاً ويكتفي اثارهم في الحقيقة تكون عاقبته للنجاة.
المحاور: سماحة الشيخ من المعلوم ان الذين كانوا مع نوح على نبينا وآله وعليه افضل الصلاة والسلام هم الذين شكلوا المجتمع التوحيدي بعد انتهاء الطوفان وتغييض الماء وما جرى واستواء السفينة على الجودي فهل يمكن من هذه الزاوية القول بان الذين يكونون مع آل محمد صلوات الله عليهم هم الذين يشكلون في الواقع المجتمع التوحيدي الموعود به في آخر الزمان؟
الشيخ باقر الصادقي: بلا شك هذا واحد من المعاني باعتبار ان الجانب التوحيدي يجسده الامام المعصوم بافضل صورة وبلا شك الامام الحجة(عج) هو وارث لخط الانبياء الذين دعوا الى توحيد الله وكذلك وارث جده الرسول المصطفى(ص) فبلا شك الكون مع الامام من ابرز المصاديق الواضحة للنجاة.
المحاور: سماحة الشيخ هنالك مجموعة من الاحاديث الشريفة تشير الى قضية الرجعة وان من كان توفي على الايمان كتبت له الرجعة وهو خير في الرجعة في دولتنا في تعبير الروايات او دولة محمد(ص) فهذا على طول الزمان يبقى انه هم ممكن مفتوح باب ان يشكلوا هذا المجتمع ووراثة الصالحين للارض؟
الشيخ باقر الصادقي: بلا شك هذا من ابرز مصاديقه وهم يرثون الارض واتباعهم ومن سار على خطهم ودعى الى منهجهم بلا شك هم المؤهلون ان يكونوا من النواة الاساسية لهذه الدولة التي ترفع شعار التوحيد.
ختاماً نسأله تعالى ان يجعلنا ممن لازم الائمة عليهم السلام ومن اللاحقين بهم وان يوفقنا دوماً الى ممارسة الطاعة انه ولي التوفيق.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...