بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/03/27
شرح فقرة: "يا حفيظ، يا محيط، يا مقيت، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها دعاء ( الجوشن الكبير )، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: ( يا حفيظ، يا محيط، يا مقيت،... )، والآن نتحدث عن الاول منها وهو: احد اًسمائه تعالی الحفيظ. فمذا نستلهم؟
بشير المعينون بهذا الشأن الی ان صفة ( الحفيظ ) تنسحب علی جملة ظواهر، منها: انه تعالی حافظ السماوات والارض وما بينهما، ومنها: انه تعالی حافظ للانسان من المكاره، ومنها: انه تعالی يزن الاشياء وبمقاديرها، اي: من حيث الحفظ او المقدار الذي يحقق حفظها من اي خلل مثلاً، وهذا فيما يرتبط بكلمة ( الحفيظ ). ولكن ماذا بالنسبة الی صفة ( المحيط )؟
يقول احد النصوص المعني بشرح الأسماء الحسنی ان ( المحيط ) يعني: انه تعالی ( هو المستولي والمتمكن من الأشياء، الواسع لها علماً وقدرةً، فهو محيط اي مسئول علی جميع الأشياء علماً فلا يغرب عنه مثقال ذرةٍ في السماوات ولا في الارض، ... ).
يبقی ان نحدثك عن الصفة الثالثة وهي: ( المقيت ) ونتساءل من جديد: ما المقصود منها؟
الشروح تشير الی ان ( المقيت ) يعني الذي يعطي القوت، وايضاً بمعنی: الحافظ الرقيب.
ان قارئ الدعاء من الممكن ان يقرأ هذه العبارات دون ان يربط بين الوشائج التي تحكمها، مع ان ملاحظة هذه الوشائج من الأهمية بمكان: مادام قارئ الدعاء معنياً بان يعني ما يقرأ.
ان اسماء الله الحسنی يحمل كل واحد منها دلالة او دلالات يتداعي الذهن خلالها الی توليد دلالات جديدة فمثلاً: الصفة الثالثة القائلة بان ( المقيت ) هو: من يعظي القوت، هذه الصفة ليست من الدلالات العابرة بقدرما نتطلب تأملاً دقيقاً وتداعياً الی مصاديق متنوعة من رحمته تعالی: ان القوت هو المادة التي تقوم عليها حياة الانسان، فاذا فقدها فقد حياته.
اذن ما اشدّ رحمته تعالی عندما نستخصر في اذهاننا انه تعالی هو صاحب القوت بل صاحب استمرارية حياتنا.
وعن الحقائق التي يتعين استخصارها في الذهن ان القوت اذا اضطرب او تعسر تحققه فان البناء النفسي للشخصية ينهار وتتحول الشخصية الی شخصية عصابية مريضة متوترة متمزقة منشطرة داخلياً.
اذن للمرة الجديدة، ان صفة ( المقيت ) هي: تجسيد لرحمته تعالی في أحد مصاديقها: كاوضحنا.
والآن ماذا بالنسبة الی صفتي ( الحفيظ ) و ( المحيط )، ايضاً: ان صفة ( الحفيظ ) في احد مصاديقها المرتبطة بحفظ الانسان، تظل بدورها تجسيداً لاحد مصاديق الرحمة، انه تعالی حفظ الانسان من المكروه دون ان يشعر احدنا بذلك، ان الشخص معرّض للكارثة في اية لحظة من حياته، ولكن الله تعالی هو الحفيظ لهذا الشخص، والّا فيسحترق ويتوتر ويصبح عصابياً في حالة ما اذا بقی اسير الكارثة والمكروه.
والامر نفسه بالنسبة الی مظهر ( المحيط )، قد يخيّل القارئ الدعاء ان ( المحيط ) هو خاص بعلم الله تعالی دون انعكاساته علی الانسان، ولكن هذا التصور مخطئ دون اي ريب، ان الله تعالی مسئول علی الوجود وعلی ما فيه من مصادر الاشباع لحاجاتنا، انه تعالی هو المهيئ لها، والموزّع لها، والمقدّر لها، فتكون النتيجة هي ان هذه الصفة بدورها احد مصاديق الرحمة من الله تعالی.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...