بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/04/06
شرح فقرة: "يا من حمده عز للحامدين، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء ( الجوشن الكبير )، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد في: ( يا من حمده عز للحامدين، يا من طاعته نجاة للمطيعين، يا من بابه مفتوح للطالبين، ... ).
هذه العبارات او الظاهرامتداد لما سبق من العبارات حيث تتناول كل واحدة منها مظهراً من عظمة الله تعالی ورحمته، وتتناول العطاء المترتب علی ذلك، والملاحظ هنا - وهذا ما نستهدف الاشارة اليه - هو: ان العطاء المترتب علی سمات الله تعالی من حيث انعكاساته علی الشخص، يظل متفاوتا من جانب ومجانسا لطبيعة المظهر من جانب آخر. فمثلاً ورد ان العطاء المنسحب علی المطيع هو ( النجاة ). تری: ما هو السر الكامن وراء ذلك؟
من الواضح، ان من يطيع الله تعالی فاطاعته ( نجاة ) له في الآخرة، اي: يظفر برضاه تعالی والجنة، حيث ان ثواب الطاعة هو: الجزاء المشار اليه ولكن بالنسبة الی الحامد حيث تقول العبارة بان الحمد لله من قبل الشخص هو عز له يتناول جانباً آخر من العطاء متجانسا مع طبيعة الحمد، فالحمد هو الثناء علی الله تعالی وهو غير ممارسة الافعال المفصحة عن الالتزام من حيث الجزاء المترتب علی الطاعة مقابل الجزاء السلبي المترتب علی المعصية، بينما ( الحمد ) هو ثناء علی عظمة الله تعالی، وهو احد وجوه الطاعة حيث يختص بالصلة الوجدانية بين العبد والله تعالی، ان العبد يحمد الله تعالی وهو تعبير عن وعي العبد بعظمة الله تعالی والله تعالی حينما يحمده الحامدون انما يرفع درجتهم، والحامدون بذلك يحصلون علی موقع اجتماعي ( اذا صح التعبير ) أو علی موقع الهي هو عز لهم لانه الموقع بوضوح هو: موضع فخر واعتزاز ومجد للشخصية: كما هو واضح.
بعد ذلك نتجه الی عبارة ( يا من بابه مفتوح للطالبين )، ماذا نستخلص منه؟ ان الطالب لحاجة عند الله تعالی يعني: ان العبد يتجه الی الله تعالی ملتمسا منه ان يتفضل عليه باجابة دعائه وتحقيق حاجته، وهذا يستتبع - بطبيعة الحال - ان يكون الله تعالی عند حسن ظن عبده، بمعنی انه يستجيب له دعاءه ويقض حاجته، وهذا ما عبرت الفقرة عنه حينما قالت: ( يا من بابه مفتوح للطالبين ). فهنا قد استخدم الدعاء اسلوب الاستعارة حيث خلع علی الاجابة طابع الباب وفتحه، اي: جعل للاجابة بابا، وجعل الباب مفتوحاً فهذا يعني ان الله تعالی يسمع دعاء عبده وحاجته التي التمسها منه.
بعدها نواجه عبارة ( يا من سبيله واضح للمنيبين ).
تری: ماذا نستلهم من هذه العبارة وصلتها بسابقتها؟ الانابة هي الرجوع مرة بعد اخری، اي: ان المنيب هو من يرجع في اموره جميعاً الی الله تعالی، مرة بعد أخری، ومن ان ينقطع عن الله تعالی ومن الواضح، ان من يرجع الی الله تعالی في جميع اموره ويكلها الی الله تعالی: حينئذ فان اشباع حاجاته يتحقق بدون حساب. من هنا، نجد ان فقرة الدعاء قد استهدفت الاشارة الی ان الامر من الوضوح بمكان كبير لمن يرجع باموره الی الله تعالی، حيث ان هذا السبيل - وهو الانابه وما يترتب عليها من العطاء - تتضح تماما بما لا ترديد فيه، من حيث ان التوجه الی الله تعالی دون سواه يعني: حتمية قضاء حوائج المنيب: كما هو بين.
بعد ذلك نواجه عبارة ( يا من آياته برهان للناظرين )، ثم عبارة ( يا من كتابه تذكرة للمتقين )، هاتان العبارتان متجانستان ومتفاوتتان في آن واحد، حيث نحدثك عنهما في لقاء لاحق ان شاء الله تعالی.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...