بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/04/07
شرح فقرة: "يا من آياته برهان للناظرين، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء ( الجوشن الكبير ) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: ( يا من آياته برهان للناظرين، يا من كتابه تَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ... ).
في لقاءات سابقة اوضحنا من جانب تجانس الموضوعات التي ترد في كل مقطع، وتجانس كل مقطعين او اكثر من زاوية اخری، فضلاً عن تجانس الصيغ الاشباعية والصورية.
ويعنينا الآن ان نحدثك عن تجانس هاتين العبارتين اللتين استشهدنا بهما قبل قليل، وهما: ( يا من آياته برهان للناظرين، يا من كتابه تَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ).
ان هاتين العبارتين تتجانسان - كما هو واضح - في تذكيرهما قارئ الدعاء من حيث آياته الكونية تعالی وكتابه الكريم، ثم من حيث علاقة ذلك بالناظر علی الآيات المشار اليها، ثم بالمتقين القارئين لكتاب الله تعالی. والسؤال الآن هو: ما هي الاسرار الكامنة وراء الاشارة الی البرهان الذي يستخلصه الناظر الی آيات الله تعالی، والی كتابه تعالی؟
ان السؤال الاول هو: ما هي العلاقة بين الناظر الی آيات الله تعالی وكتاب الله تعالی؟
ثمة علاقة واضحة بين آيات الله تعالی الكونية: كالسماء والارض والشمس، وهي دلائل علی ابداعه تعالی وعظمته، وبين القرآن الكريم من حيث انطواؤه علی آيات ايضاً، وهي: المبادئ المطروحة فيه فيما تفصح بدورها عن عظمته ورحمته.
ان القارئ للقرآن الكريم يتعظ بما هو مطروح فيه من الآيات المشيرة الی عظمته تعالی، والی المبادئ الموجود فيه وهي آيات بدورها ولكنها آيات مبادئ وافكار وسلوك، حيث يفيد منها القارئ للقرآن الكريم والسؤال الجديد هو: ما هي - ثانياً - العلاقة المستخلصة بين آياته تعالی بصفته برهاناً للناظر، وبين كتابه مع بصفته تَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ؟
ثم سؤال ثالث هو: العلاقة بين الناظر الی ظواهر الكون: الآيات، اي الشمس قبلاً أو السماء أو النبات، وبين التذكرة لمن اتقی الله من خلال قراءته وتدبّره للآيات القرآنية الكريمة اي: الآيات الكونية ويقابلها الآيات القرآنية؟
واضح كذلك، ان الناظر الی مظاهر الكون الابداعية سوف يتعمق يقينه بعظمته تعالی، لانها آيات تبهرالناظر الی السماء ونباتها وسعتها وطبقاتها، والامر كذلك حينما ينظر المتقي اي: المؤمن بآيات الكونية المشار اليها وبين ملاحظته لما ورد في القرآن من المبادئ.
ثم نجد ان العلاقة بين المتقي وبيد الناظر الی آيات الله تعالی هي: ان المتقي ( وليس الشخص العادي ) هو الذي يتأثر وينفعل بما يقرأ من القرآن، بحيث تنفعه الذكری، وهو ما اشارت العبارة اليه بقولها: ( يا من كتابه: تَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ )، والأمر كذلك بالنسبة الی الناظر الی مظاهر الكون، حيث ان رؤية المظاهر من سماء وارض وشمس لا تحتاج الی تقوی بقدر ما تحتاج الی من ينظر الی الظاهرة الاعجازية فيؤمن بها يجب تشكل برهاناً لدی من ينظر اليها، فيتعمق ايمانه بالله تعالی، وهذا ما عبّرت الفقرة من المقطع عن بقولها: ( يا من آياته برهان للناظرين ).
اذن اتضح لنا جانب او اكثر من العلاقات المتجانسة بين العبارة المشيرة الی ان آيات الله تعالی هي برهان للناظر اليها، وبين العبارة المشيرة الی ان كتاب الله تعالی هو تَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...