بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/04/18
شرح فقرة: "يا رشيد، يا حميد، يا مجيد، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن الأدعية المباركة، ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: ( يا رشيد، يا حميد، يا مجيد، يا شديد، يا شهيد ). هذه جملة مظاهر من عظمة الله ورحمته، نحدثك عنها، حيث ختم بها مقطع الدعاء السابع والسبعين، وهو مقطع تضمن - كسائر مقاطع الدعاء - عشرة مظاهر، خمسة منها ذات فواصل موحّدة هي: ( معين، امين، مبين، متين، مكين، ... ) حيث ختمت بفاصلة حرفي الياء والنون، فيما حدثناك عنها سابقاً، واما الخمس عبارات الاخری، فهي ذات فواصل جديدة تنتهي بحر في الياء والدال، مما يعني ان هذا التقسيم للمقطع الی صوتين، كل صوت تتضمن خمسة مظاهر، انما هو صياغة بلاغية فائقة، تتجانس فيما بينها، علی النحو الذي نبدأ بإلقاء الاضاءة عليه، حيث نبدأ اولاً بالحديث عن صفة ( يا رشيد ). فماذا نستخلص منها؟
( الرشد ) هو: ما يضاد ( الغي )، بمعنی: الهدی، او الهداية، والاستقامة، وصفته ( رشيد ) تعني - في ضوء الدلالات اللغوية المشار اليها، انه تعالی يرشد البشر الی ما هو هدی لهم ( استقامة ) وحق. اذن يمكننا ان نستخلص من صفة ( الرشيد ) انه تعالی: حق، حيث ورد في النص القرآني الكريم - علی لسان الجن عندما استمعوا الی القرآن الكريم النازل علی محمد ص بانه «يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ» والحق كما ورد في سورتي «الْجِن» و«الأَحْقَافِ» المهم: ان الصفة المتقدمة تظل متجانسة مع ما نلاحظه من الصفة ( يا حميد ) وسواها: كما سنحدثك عن ذلك، ان صفة ( حميد ) تعني: كما ورد في شرح أحدهم لأسماء الله تعالی الحسنی - انه تعالی محمود يستحق الحمد بفعاله، بمعنی انه يستحق الحمد في السراء والضراء وفي الشدة وفي الرخاء.
هنا لامناص من التذكير بان استحقاقه تعالی للحمد حتی في الضراء والشدة، يعني انه تعالی يستهدف من الشدة ومن الضراء اخضاع عبده الی التجربة العبادية او الخلافية، حيث تترتب علی الشدائد نتائج عظيمة تنعكس علی المصير الاخروي للشخصية، حتی انه ورد بان العبد يتمنی يوم القيامة بانه لو قرض بالمقاريض في دنياه، حتی يظفر في آخرته وبرضاه تعالی، وبالنعيم الذي لا حدود له.
اذن حمده تعالی في الضراء والشدة له: معطياته بالنحو الذي اوضحناه.
بعد ذلك نواجه عبارة ( يا مجيد ). فماذا تعني؟
( المجيد ) تتسع دلالته بحيث يشمل جملة مظاهر، منها الكريم العزيز، كما ورد في شرح أحدهم، حيث ذكر قوله تعالی: «وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ» اي: الكريم، والعزيز. كما تعني عبارة ( المجيد ) السخي والواسع العطاء، كما تعني ( الشرف )، مثلما تعني: الممجده أي مجده خلقه وعظموه.
هنا لامناص من التذكير بمجانسة هذه الصفة مع سابقتها ( الحميد ) اي: المستحق للثناء، حيث ان الشرف والكرم والعطاء والعزّ: مظاهر تقترن بضرورة الثناء علی الله تعالی: كما هو واضح.
بعد ذلك نواجه عبارة ( يا شديد )، حيث نتساءل عن دلالتها اولاً، وصلتها او تجانسها مع ما قبلها وما بعدها ثانياً. فماذا نستلهم؟ الشديد صفة مأخوذة من ( الشدة )، وهي كلمة ذات دلالة واضحة، كل ما في الأمر يتعين علينا ان ندرك بان الشدة لها معطياتها ايضاً اي: كما ان الاثابة هي عطاء كذلك العقاب هو عطاء لانه محو للانحراف، فعقاب المجرم مثلاً يعني: حجزه من ممارسة الجريمة، وهذا مانلحظه مثلاً في سورة الرَّحْمَنِ التي تعني الرحمة، ولكنها تشير الی هذا المعنی بعبارة «فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» تقصياً علی مصائر المجرمين.
من جانب آخر، نجد ان الشدة ترتبط بالقوة: كما لو قلنا ان الله تعالی شديد القوة مثلاً، المهم ان صفاته تعالی تصب بأجمعها في ميدان الرحمة بالنحو الذي اشرنا اليه.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...