بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/04/19
شرح فقرة: "يا ذا العرش المجيد، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها دعاء ( الجوشن الكبير )، حيث حدثناك عن مقاطعه الذي ينتهي بعبارة ( يا شهيد ) وهو ما نحدثك عنه الآن، لننتقل بعده الی مقطع آخر، العبارة هي: ( يا شهيد ). فماذا نستلهم منها؟ الشهيد والشاهد صيغتان، احدهما صيغة مبالغة، وتعني: انه تعالی لا يغيب عنه شيء ( كما ورد في شرح احدهم )، او لنقل: الحضور او الحاضر فيما لا يعزب عنه شيء، أو لنقل: العليم المحيط بكل شيء، وقد ساق هذه الدلالة بعض الشرّاح مستقاة من قوله تعالی: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ» الی آخر الآية الكريمة والمهم، ان أيا من الدلالات المتقدمة تظل منسحبة علی المصطلح المذكور، سواء اكان ذلك بمعنی: العليم، أو الحاضر او الناظر الذي لا يغيب عنه شيء.
والآن نتجه الی مقطع جديد من الدعاء، يبدأ علی النحو الآتي: ( يا ذا العرش المجيد، يا ذا القول السديد، يا ذا الفعل الرشيد، يا ذا البطش الشديد، ... )، هنا، نلفت نظرك قبل ان نتحدث عن المظاهر المتقدمة، الی ان عبارات ( المجيد ) و ( الشديد ) و ( الرشيد ) سبق ان لاحظناها منفردة في مقطع سابق، اما الآن فتجئ مرتبطة بما هو وصف لمظهر خاص: كالعرش حيث وصف بالمجيد، والبطش حيث وصف بالشديد، عن أبعاد بلاغية متنوعة من حيث الصلة بين مقاطع الدعاء، وهو ما ينبغي أ لا نغفل عن ذلك، مادمنا نتحدث عن الدعاء في شتی دلالاته.
ان العبارة التي استهل بها المقطع الجديد هي: ( يا ذا العرش المجيد )، وقد سبق ان حدثناك عن مصطلح ( المجيد ) وقلنا انه بمعنی الشرف، والسخاء، والكرم والعزة والتنظيم وهذه الدلالات المتنوعة يستخلصها قارئ الدعاء لانه أمام مصطلح منفرد او مفرد. اما عندما يجيء المصطلح مركبا مع عبارة اخری مثل ( يا ذا العرش المجيد ) فان الدلالة تتحدد بما يتناسب مع مفهوم العرش، من هنا فان العرش يظل متساوقاً في دلالته مع صفة ( المجيد ) من خلال صفة الكريم أو العظيم ونحوهما: كما هو واضح. مع ملاحظة ان العرش يستخدم مجازياً كما في قوله تعالی: «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» وهو في اصله سرير الملك، ولكن بالنسبة الی الله تعالی يعني: الهيمنة كما هو واضح.
بعد ذلك نواجه عبارة: ( يا ذا القول السديد ). فماذا نستخلص منه؟
السداد هو الصواب، وهذا يعني ان الله تعالی يتسم بصواب المعرفة، وهي الكمال المعرفي بطبيعة الحال، مع ملاحظة ان القول او الكلام ونحوهما مما يستخدم في مظاهر عظمة الله تعالی يظل حاملاً دلالته المجازية حيث تشمل مطلق عطاءاته تعالی، فمثلاً عندما يقررّ النص القرآني الكريم بان البحر مثلاً لو انه مداد لكلماته تعالی ما نفذت كلماته، حيث يعني بذلك ليس الكلمة بمعناها اللغوي بل مطلق مظاهر عظمته تعالی: كما هو واضح.
بعد ذلك تواجهنا عبارة ( يا ذا الفعل الرشيد ) يختلف في دلالته عن القول السديد اي: نقف الآن امام مصطلحين، احدهما: القول والآخر الفعل، فما هي الاسرار الكامنة وراء هذين المصطلحين المجازييّن؟ ألم نقل بان عبارة ( القول ) هي مطلق مظاهر العظمة؟
اذن ماذا تعني عبارة ( الفعل )؟ هل تعني نفس الدلالة؟ كلا.
اذن ما هو الفارق بينهما؟ في تصورنا ان القول يرمز الی ما يقرره تعالی من بيان عظمته، اما الفعل فيرمز الی العظمة ذاتها، لذلك وصف مصطلح ( القول ) بانه ( سديد ) بينما وصف مصطلح الفعل بانه ( رشيد ) اي: ان القول صائب لا خطأ فيه، والفعل رشيد لا خلل فيه.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...