بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/04/20
شرح فقرة: "يا ذا البطش الشديد، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها دعاء ( الجوشن الكبير ) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثك الآن عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: ( يا ذا البطش الشديد، يا ذا الوعد والوعيد، يا من هو الوليّ الحميد، ... ).
هذه العبارات متفاوتة في دلالتها، ولكن في الآن ذاته متجانسة او متزاوجة هو: تضاد أو تماثل في الخطوط المشتركة، المهم: يعنينا ان نحدثك الآن عن كل منها ونبدأ اولاً بالحديث عن عبارة ( يا ذا البطش الشديد ). فماذا نستلهم منها؟
سبق ان كررنا ان الحديث عن مظاهر عظمة الله تعالی لا تنفصل عن رحمته، او لنقل: ان الرصد لصفات الله تعالی ( كالقوة او القدرة ) مثلاً تقتادنا الی النظر من زاوية رحمته تعالی، بحيث نقرأ الآية المباركة «فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» حينما ترد في سياق «وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ» كذلك ترد في سياق «يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ»، وهذا يعني: ان القدرة والرحمة كلتيهما لا تنفصلان وفي ضوء هذه الحقيقة نتجه الی عبارة ( يا ذا البطش الشديد ) لنلاحظ بانها تعني: انه تعالی يأخذ عدوه بصولة وبشدة، وهي صفة تفصح عن عظمته تعالی في ميدان القدرة او العتاب، مقابل عظمته تعالی في ميدان الرحمة.
بعد ذلك نواجه عبارة ( يا ذا الوعد والوعيد ) وهي عبارة تحفل ببعد بلاغي فائق ومدهش، فهي من حيث الايقاع تخضع الی ظاهرة التجانس الصوتي، متمثلاً في حروف الواو والعين والدال، ومن حيث الدلالة تخضع الی التجانس الموضوعي سواء اكان التجانس من خلال التضاد او التجانس من خلال التماثل، فهنا نلاحظ تضاداً بين ( الوعد ) و ( الوعيد )، اما الوعد فيتداعي بذهن القارئ للدعاء الی الثواب، بينما ( الوعيد ) يتداعي بالذهن الی ( العقاب ) وهذه الجمالية في الايقاع والدلالة تقتادنا الی تكرار الملاحظة التي عرضناها قبل قليل وهي ان الوعد والوعيد يصبان في الدلالة المشتركة لعظمة الله تعالی، والمهم هو: ان قارئ الدعاء يتداعي بذهنه من خلال ( الوعد ) بان الله تعالی يعد عباده بالخير تبعاً لقوله تعالی «رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ...» ويتداعي بذهنه من خلال الوعيد: الی الكف عن المعصية، والی التوبة، والی الطاعة. بعد ذلك نواجه عبارة ( يا من هو الوليّ الحميد )، فماذا نستلهم منها؟
( الولي ) يرشح بعدة دلالات، منها: الناصر وهذا ما يمكن ملاحظته في النص القرآني الكريم «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ» ومنها: الولي بمعنی الاولی، وهذا ما استخدمه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند نصب الامام علي ( عليه السلام ) وصياً في حادثة الغدير: ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ومنها: الولي بمعنی المدبرّ القائم بشؤؤن الآخرين، وهذا من الوضوح بمكان، والمهم هو: ان العبارة المذكورة قد استخدمت كلمة ( يا من هو الولي الحميد ) تشير الی ان هذه التولية او الاولوية أو النصرة، تقترن بحمد المخلوقات له تعالی اي: انه تعالی يحمد في جميع الحالات بمعنی انه تعالی المحمود الذي يستحق الحمد بفعاله.
بعد ذلك نواجه عبارة ( يا من هو فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ )، وهي عبارة تتطلب مزيداً من الاضاءة لدلالتها حيث نؤجل الحديث عنها الی لقاء لاحق ان شاء الله تعالی.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...