بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

التاريخ: 2010/04/22
شرح فقرة: "يا من هو فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ، ..."
بقلم الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها دعاء ( الجوشن الكبير )، حيث حدثناك في لقاءات سابقة عن مقاطع منها، ونحدثك الآن عن مقطع جديد ورد فيه: ( يا من هو فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ، يا من هو قريب غير بعيد، يا من هو علی كل شيء شهيد، يا من هو لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ).
هذه المظاهر من عظمته تعالی امتداد لما سبقها من المظاهر التي حدثناك عنها في لقاءات ماضية.
المهم، ان الفقرة او العبارة الاولی من المظاهر التي تلوناها الآن هي: ( يا من هو فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ). تری ماذا نستلهم من العبارة؟
ان الله تعالی يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ: ايا كان الفعل، بيد ان الملفت للنظر هو: ان الدعاء قد استخدم صيغة المبالغة في توضيح هذا الامر، حيث قال ان الله تعالی «فَعَّالٌ» اي استخدام صيغة «فَعَّالٌ» بدلاً من صيغة فاعل مثلاً ولا نحتاج الی تأمل طويل حتی ندرك بأن التعبير عن عظمة الله تعالی يأخذ السياق بنظر الاعتبار، فمثلاً اذا اراد الله تعالی - في نطاق التعبير القرآني الكريم - ان يحدثنا عن علمه ( تعالی ) فان السياق يتطلب حينا بأن يذكر تعالی صفة العلم بنحو مطلق لا ينظر الی كونه تعبيراً عن المبالغة او عدمها بل الی تقرير حقيقة هي انه تعالی «عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، لذلك لا حاجة الی صيغة المبالغة بقدر ما يحتاج الأمر الی تقرير هذه الصفة بنحو عام، لكن اذا اراد المبالغة في علم الغيب مثلاً: استخدم صيغة «عَلاَّمُ» فقال تعالی عنه: «عَلاَّمُ الْغُيُوبِ».
هنا في سياق الحديث عن فعالية الله تعالی نجد ان الدعاء قد استخدم عبارة: «فَعَّالٌ» - وهي صيغة مبالغة ليلفت نظرنا الی فاعلية الله تعالی في ارادته لهذا الشيء او ذاك، من هنا، فان القارئ للدعاء يستكشف سريعاً بأن العبارة المذكورة تستهدف الاشارة الی ان الموضوع اساساً هو: ان الله تعالی «إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» بالضرورة لا تخلف في ذلك. بعد ذلك نواجه عبارة ( يا من هو قريب غير بعيد  ). فماذا نستلهم منها؟
العبارة المذكورة تظل رمزاً أو صياغة صورية تنتسب الی المجاز: بمعنی انه تعالی يرعی عبده، والنكتة هي: ان رعايته تعالی تعني: مختلف ما يطمح اليه العبد من التطلعات او الآمال او الحاجات، يستوي في ذلك ان تكون الطموحات المذكورة قد سألها العبد من الله تعالی أو لم يسأله، ان العبارة التي تقول في احد أدعية رجب المبارك ( يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله تحننا ورحمة ) تشير الی هذه الدلالة والمهم هو: ان الدلالة المذكورة قد رمز اليها الدعاء بعبارة ( قريب غير بعيد ). اي: ان الله تعالی قريب من عبده تبعاً لقوله تعالی «قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ...» وقد اكد الدعاء هذه الدلالة حينما اضاف الی عبارة ( يا من هو قريب ) اضاف اليها عبارة ( غير بعيد ) مع انه ( القريب ) يعني غير البعيد ولكن النكتة البلاغية هي: ان عبارة ( غير بعيد ) ترمز الی القرب من عبده تعالی في أشد مستويات القرب بحيث تعني: الرعاية التامة غير المحدودة: كما هو واضح.
اذن اتضح لنا جانب من الاسرار البلاغية الكامنة وراء عبارة ( يا من هو قريب غير بعيد ) سائلين الله تعالی ان يرعانا برحمته غير المحدودة، وان يوفقنا الی ممارسة الطاعة والتصاعد بها الی النحو المطلوب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...