بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

موضوع البرنامج: شرح فقرة: "واشهد ان ارواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت"
بقلم: الدكتور محمود البستاني
نحن الان مع الزيارة الجامعة او ما يطلق عليها اسم الجامعة الكبيرة وهي الزيارة التي انشأها الامام علي الهادي(ع) استجابة لطلب احد الاصحاب بان ينشيء له كلاماً بليغاً في زيارة الائمة عليهم السلام وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منها وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه قوله(ع) عن الائمة عليهم السلام (واشهد ان ارواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت).
ان ما نعتزم توضيحه الان هو ملاحظة العبارة القائلة بان الارواح والنور والطينة للائمة عليهم السلام واحدة ترى ما الذي نستلهمه من العبارة المذكورة؟
هذا الا ان ثمة سؤالاً آخر هو لماذا جمعت العبارة كلمة الارواح للائمة عليهم السلام بينما صاغت كلمة النور والطينة بصيغة الفرد؟ هذه الاسئلة لها اهميتها دون ادنى شك ما دام الامر يتصل بمعرفة الائمة عليهم السلام وما يرتبط باستقلالية وتفرد شخصياتهم التي انتخبها الله تعالى والنبي(ص) ائمة يخلفون رسول الله(ص)؟
الزيارة الجامعة فبالمناسبة لكون الارواح والنور والطينة للائمة واحدة يرد سؤال حيال ذلك ما هو الفارق بين الروح والنور والطين؟ لماذا لم تقل الزيارة مثلاً بان الارواح واحدة او النور واحد او الطينة واحدة بينما جمعت بين هذه الاصول للائمة عليهم؟
لا نريد الاطالة في الجواب عن السؤال المتقدم بل نكتفي بالاشارة الى حديث عن الامام الصادق عليه السلام قال فيه: ان الله خلقنا من عليين وخلق ارواحنا من فوق ذلك، وخلق ارواح شيعتنا من عليين وخلق اجسادهم من دون ذلك فمن اجل ذلك القرابة بيننا وبين قلوبهم تحن الينا، ان هذا الحديث اذا اضممنا اليه ما ورد في الزيارة ذاتها من عبارة، خلقكم انواراً فجعلكم بعرشه محدقين، حينئذ سنستخلص من ذلك جملة نكات هي ان الائمة عليهم السلام وقبلهم محمد(ص) وهذا ما ورد في نصوص اخرى ثم ما ورد من تخصيص محمد(ص) وعلي(ع) بالنسبة الى النور المخلوقين منه، عندئذ نصل الى النتيجة الآتية وهي ان الاربعة عشر معصوماً النبي(ص) وفاطمة(ع) والائمة عليهم السلام مخلوقون من النور من نور عظمته تعالى والسؤال الجديد هو اذا كان المعصومون عليهم السلام مخلوقين من النور حينئذ ما علاقة ذلك بمصطلحي الروح والطينة؟ هذا ما نحاول توضيحه.
طبيعياً ان البشر جميعاً مخلوقون من الطين كما هو صريح النصوص القرآنية الكريمة وان الله تعالى نفخ من روحه فجعل البشر كما هم عليه من الطين والروح او الجسد المؤلف من الطين والروح ولكن لا نغفل عن النص القرآني الكريم الذي يتحدث ايضاً عن عالم الذر وهو سابق على نشأة الاجساد دنيوياً حيث تعومل مع البشر بصفتهم اشباحاً او ارواحاً حيث لاحظنا الان عبر الحديث الوارد عن الامام الصادق(ع) بان الله تعالى خلق ارواح المعصومين عليهم السلام من اعلى عليين وبالقياس الى من دونهم من المنتسبين الى خطهم حيث نستخلص من ذلك اولاً تفردهم عليهم السلام وعلوهم من حيث الاصل وهو النور ثم كون الروح وهو نفخة من الله تعالى من حيث هي أي النفخة تحقق الحركة والحياة في وجود الانسان اولئك جميعاً تدلل لنا ان الاصل هو الطينة ولكن الروح هي النور أي حركة والحياة اللتين ينطلق منهما الانسان في سلوكه ومن ثم فان ما يميز الائمة عليهم السلام هو ان كلاً من الطينة والنور والروح تجسد جيمعاً ظاهرة واحدة لا تنفصم عن بعضها الاخر وهي طيبة وطاهرة كما هو صريح الزيارة القائلة طابت وطهرت، والسؤال الجديد الان هو ماذا نستلهم من عبارتي طابت وطهرت بالاضافة الى السؤال الاسبق وهو ان الزيارة عبرت عن الطينة وعن الروح بصيغة المفرد فقالت نوركم وطينتكم واحدة بينما عبرت عن الروح بصياغة الجمع فقالت ارواحكم واحدة؟
هذه الاسئلة التي قد لا يعرف اهميتها الزائر تحتاج بلا شك الى اجابة واضحة وهو ما نحدثك عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى. نسأله تعالى ان يوفقنا الى زيارة الائمة جميعاً والالتزام بمبادئهم انه ولي التوفيق.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...