بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

موضوع البرنامج: المعصومون(ع) مظاهر الانوار الالهيةحوار مع الشيخ باقر الصادقي حول معنى خلق الله لهم أنواراً محدقين بعرشه شرح فقرة: "خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين"
بقلم: الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن احدى الزيارات المعروفة وهي الجامعة الكبيرة حيث انشأها الامام علي الهادي(ع) استجابة لطلب احد الاصحاب حيث التمس منه كلاماً بليغاً لزيارة الائمة عليهم السلام، وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع يقول عن الائمة عليهم السلام: (خلقكم الله انواراً، فجعلكم بعرشه محدقين)، ان هذه العبارة تنطوي على دلالات ذات اهمية قصوى بالنسبة الى خلق الانسان اساساً والى طبيعة وظيفته الخلافية او العبادية بحيث تستهدف العبارة هذه الاشارة الى ان اهل البيت عليهم السلام هم الفئة المجسدة لمفهوم العبادة بنحوها المطلوب.
وقد يسأل سائل فيقول كيف تستخلص هذه الدلالة؟ الاجابة هنا ستتضح بجلاء عندما نبدأ بالقاء الاضاءة على العبارة المذكورة.
العبارة تقول (خلقكم الله انواراً)، ترى ما المقصود من النور اولاً؟ ثم ما علاقته بقصة المولد البشري ثانياً؟ ولعل الاجابة تتضح تماماً اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان القرآن الكريم ذاته يحذرنا من عالم الذر واخذ الميثاق ونحو ذلك، مما يفصح بجلاء بان الميلاد البشري مسبوق بالعالم المشار اليه، وفي ضوء هذه الحقيقة فان معرفة الله تعالى سلفاً بما سيسلكه البشر بعد مولده من جانب، وقبل ذلك ما تم من الميثاق في عالم الذر من جانب آخر، حينئذ فان الائمة عليهم السلام يبقون في الطليعة المصطفاة أي الذين اصطفاهم تعالى منذ ذلك الحين، بدءاً بالنبي(ص) وانتهاءاً بهم عليهم السلام، ولو قدر لاحدنا ان يقرأ عشرات النصوص الحديثية الواردة عن معنى انه تعالى خلق النبي(ص) واهل بيته (انواراً) او (اشباحاً) او نحو ذلك، مما يميزهم عن البشر العادي، حينئذ ندرك تماماً معنى العبارة المذكورة وما تنطوي عليه من تقويم لشخصياتهم من قبل الله تعالى من حيث معرفته تعالى بسلوكهم العبادي المتميز والمعصوم من الذنب والخطأ وهذا ما يزيده توضيحاً ضيفنا الكريم سماحة الشيخ باقر الصادقي في الحوار الهاتفي التالي الذي اجراه معه زميلنا نستمع معاً ...
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احباءنا وعلى ضيفنا الكريم سماحة الشيخ الصادقي فيما يرتبط بخلق الله تبارك وتعالى لاهل بيت النبوة لمحمد وآله عليهم السلام، انواراً وجعلهم بعرشه محدقين حول هذا المعنى تردنا مجموعة من الاسئلة ما المقصود من هذا الخلق قبل الحياة الدنيا ايضاً؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، وردت روايات كثيرة عن اهل بيت العصمة والطهارة انهم في الحقيقة اول ما خلق الله انوارهم نور اول نبينا الاكرم صلى الله عليه وآله ثم خلق منه كل خير كما في رواية جابر، جابر قال اول شيء قال له الرسول صلى الله عليه وآله، اول شيء خلق الله تعالى ما هو سأله قال نور نبيك يا جابر خله الله ثم خلق منه كل خير، ثم رواية اخرى كذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله، خلقنا الله نحن حيث لا سماء مبنية ولا ارض مدحية ولا عرش ولا جنة ولا نار كنا نسبحه، طبعاً هذه ليس من خلال رواية وحدة مجموعة روايات انهم الله عز وجل اول ما فتح الكون والخلقة في الحقيقة قبل الكون هو بانوار اهل البيت عليهم السلام ومن جملة الروايات هذا الخبر المروي عن الامام ابي جعفر يا جابر كان الله ولا شيء غيره ولا معلوم ولا مجهول فاول ما ابتدأ من خلق خلقه ان خلق محمداً صلى الله عليه وآله، وخلقنا اهل البيت معه من نور عظمته فاوقفنا اظلة خضراء بين يديه حيث لا سماء ولا ارض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبح الله ونقدسه ونحمده ونعبده حق عبادته الى آخر الخبر.
المحاور: اذن هل يمكن يفهم سماحة الشيخ من هذه الاحاديث الشريفة ان المقصود هو التنبيه الى مراتبهم الكمالية لكونهم اقرب الخلق الى الله تبارك وتعالى؟
الشيخ باقر الصادقي: بلا شك اشارة الى هذا المعنى انهم الحقيقة سبقوا كل المخلوقات وكل الكائنات بالخلق هذا ان دل على شيء انما يدل على الشرف الظاهر لآل البيت، ولمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين.
المحاور: هل يمكن ان يفهم ما تفضلتم به من تأكيد هذه الاحاديث الشريفة على قضية تسبيحهم لله تبارك وتعالى، وعبادتهم لله تبارك وتعالى في عالم الملكوت قبل هذه الحياة الدنيا العبادة تشير الى انهم اقرب الخلق الى الله عز وجل؟
الشيخ باقر الصادقي: نعم هناك رواية عن الامام الصادق عليه السلام يسأله احد الاصحاب قال له من اقرب الخلق الى الله فقال اذا كنت تقصد بالشبر والذرع فكل الخلق سواء الى الله عز وجل ونحن اقرب اليه من حبل الوريد، بالنسبة للمخلوقات ولكن ان كنت تقصد بالقرب المعنوي فاقرب الخلق الى الله هم اعملهم بطاعته واعمل الخلق بطاعة الله اولهم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين.
المحاور: سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً جزيلاً.
نتابع احباءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج امناء الرحمان وشرح الزيارة الجامعة فنقول في ضوء ما تقدم نتبين ايضاً معنى ما ورد في هذه الزيارة من العبارة القائلة (فجعلكم بعرشه محدثين) حيث وردت بعد قول الامام(ع) (خلقكم الله انواراً)، انهم من الحين المذكور يجسدون الممارسة العبادية عبر تحديقهم بالعرش، حتى مرحلة الميلاد البشري، حيث منَّ الله تعالى بهم علينا، وهذا ما نطق به نص الزيارة متمثلاً في قوله(ع) (حتى من علينا بكم)، أي منَّ الله تعالى وانعم علينا بهم عليهم السلام بركة ورحمة لقوله تعالى عن النبي(ص) «وما ارسلناك الا رحمة للعالمين».
هنا نتوقع من قارئ الزيارة ان يتساءل او بالاحرى نتوقع منه ان تقدم له الزيارة نماذج من المن او النعمة المذكورة حيث تواجهنا العبارات الاتية (فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا عليكم، وما خصنا به من ولايتكم)، ان هذا النص يتطلب كلاماً مفصلاً ولكننا كما هو دأبنا في هذه الاحاديث نقتصر على بيان اجمالي، حيث ان المصادر الحديثية المفصلة تتكفل بهذه المهمة.
ان قارئ الزيارة عندما يواجه عبارة (فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه)، يتداعى بذهنه الى الآيات القرآنية الكريمة التي تبدأ بعبارة «الله نور السماوات والارض»، حتى تصل الى عبارة او آية «في بيوت اذن الله ان ترفع»، ويكفينا هنا ان نلحظ الاشارة في النص القرآني الكريم الى «رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله»، حيث تزدحم في اذهاننا ما تذكره النصوص المفسرة لآية النور المذكورة وما بعدها تزدحم في اذهاننا التأويلات التي يقدمها المعصومون عليهم السلام في تفسيرهم للآيات المذكورة وصلتها بالنبي(ص) وبفاطمة(ع) وبالائمة عليهم السلام، وهو امر لا يسمح به الوقت بالاستشهاد بها، الا ان الحصيلة هي ان النبي(ص) واهل بيته هم التجسيد العبادي الاعلى للبشرية جميعاً ومن ثم فان المن بهم علينا، او النعمة التي اغدقها تعالى على المنتسبين اليهم في الايمان بالله تعالى وبالنبي(ص) وبالائمة عليهم السلام هذا المن وهذه النعمة تواصل الزيارة القاء الانارة على جانب منها حينما تقول بعد ذلك (وجعل صلواتنا عليكم، وما خصنا به من ولايتكم طيباً لخلقنا وطهارة لانفسنا، وتزكية لنا)، انها فقرات ذات دلالات في غاية الاهمية، سنحدثك عنها في لقاءات لاحقة ان شاء الله تعالى.
اما الان فحسبنا ان نختم حديثنا بالشكر لله تعالى على ما منَّ به علينا بالنبي(ص) وبفاطمة(ع) وبالحسن والحسين وسائر الائمة عليهم السلام ومن ذريتهم، سائلين الله تعالى ان يوفقنا للافادة من سيرتهم والتوفيق لممارسة الطاعة انه ولي التوفيق.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...