بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

موضوع البرنامج: شرح فقرة: "مؤمنٌ بسركم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم وأولكم وآخركم"حوار مع السيد محمد الشوكي حول سر تأكيد النصوص الشريفة على معرفة مقامات أهل البيت(ع)
بقلم: الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن الزيارة الجامعة للائمة عليهم السلام ونعني بها الجامعة الكبيرة حيث تتسم هذه الزيارة من حيث دلالتها وحجمها وبلاغتها بخصائص كثيرة، خاصة ان صياغتها تمت من خلال شخصية الامام علي الهادي(ع) وذلك بسبب طلب احد الاصحاب من الامام(ع) ان يعلمه زيارة خاصة او كلاماً بليغاً كما هو لسان الرواية فانشأ الامام(ع) هذه الزيارة.
وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منها ونواصل حديثنا عن مقاطع جديدة منها حيث انتهينا في لقائنا السابق الى فقرة تقول عن الائمة عليهم السلام (مؤمن بسركم وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، واولكم وآخركم).
هذه الفقرات من الدعاء تتضمن جملة نكات يتعين علينا القاء الانارة عليها مع انها تتسم بالوضوح ولكنها في ذات الوقت تنطوي على ماهو عميق من الدلالات وقبل ذلك نتناول مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي قضية الاهتمام بمقامات محمد وآله عليهم السلام، ومعرفتها والاقرار بها، نستمع معاً للاتصال الهاتفي التالي:
المحاور:بسم الله الرحمن الرحيم، اهلاً بكم احباءنا سلام من الله عليكم نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج "امناء الرحمان" من خلال استضافة سماحة السيد محمد الشوكي في هذه الحلقة وعرض السؤال التالي عليه، سماحة السيد سؤالنا ما هو سر تأكيد النصوص الشريفة من خلال الزيارات وغيرها على معرفة اهل البيت عليهم السلام والاقرار بمقاماتهم؟
السيد محمد الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين، اهمية معرفة اهل البيت عليهم السلام سلام الله عليهم تنبع من امرين اساسيين الجانب الاول بما يمثلونه من حجة لله على عباده فلابد من معرفة هذه الحجة التي من تمسك بها ومن عرفها فانه يهتدي الى سواء السبيل، اهل البيت هم الادلاء على الله وهم الادلاء على الصراط المستقيم نحن نعرف الصراط المستقيم من خلال الذين انعم الله عليهم اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، والذين انعم الله عليهم يبين القرآن انهم النبيون والشهداء والصديقون وما الى ذلك وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ والطريق المستقيم الموصل الى الله تبارك تعالى له علامات وممائر وعلامات هذه الممائر اهل البيت سلام الله عليهم هم الذين يبينون للناس صراط المستقيم وهم الحجة الالهية على الناس فيما يأخذونه من دينهم هذا جانب، ولهذا اللهم عرفني نفسك ورد في الدعاء الشريف فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فانك ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ظللت عن ديني، فالجانب الاول الذي يوجب معرفة اهل البيت عليهم السلام هو انهم حجج الله على العباد وهم الادلاء على الصراط المستقيم، قضية ثانية قضية الاقتداء بهم واهل البيت صلى الله عليه وآله وسلم هم اسوة وقدوة ولا يمكنك ان تقتدي بشخص ما، ما لم تعرفه معرفة تامة وتعرف مكانته واخلاقه ومقامه وما يرتبط بذلك من امور اخرى، فاذن هذان الامران يوجبان على الانسان ان يعرف اهل البيت سلام الله عليهم، على ان نفس المعرفة هي واجبة بحد ذاتها لان الحديث الشريف من لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية، فنفس المعرفة بغض النظر عما تؤدي اليه من اهداف وآثار هي واجبة على جميع الناس.
المحاور:سماحة السيد محمد الشوكي رزقنا الله واياكم كمال معرفة محمد وآل محمد والاقرار بفضلهم شكراً جزيلاً لكم، وكذلك شكراً جزيلاً للمستمعين الافاضل وهم يتابعون مشكورين ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج امناء الرحمان وشرح الزيارة الجامعة.
الائمة عليهم السلام اثنا عشر اماماً كما هو واضح ويبدو ان الفقرة القائلة بان القارئ للزيارة يؤمن بشاهدهم وغائبهم، ويؤمن باولهم وآخرهم، نقول يبدو انها تتناول او تؤشر الى العدد المذكور غير ان الموضوع الذي اشرنا الان اليه، مسبوق بعبارة تقول (مؤمن بسركم وعلانيتكم)، وهو موضوع يتطلب جانباً من الاضاءة فنقول: ان السر والعلانية هما يرتبطان بمنزلة الائمة عليهم السلام مثلما يرتبطان بطبيعة شخصياتهم المتميزة التي تختلف بطبيعة الحال عن الشخصيات العادية والسؤال هو: ما المقصود بعبارة السر، وعبارة العلانية؟
في تصورنا ان الاجابة هي بما ان الله تعالى قد اصطفى محمداً(ص) بالنبوة وجعل الائمة عليهم السلام خلفاء له حينئذ فان الشخصيات المنتقاة والمنصوص عليها بالامامة لابد وان تحتل منزلتها عند الله تعالى مقاماً كبيراً لا تتوفر المعرفة التامة عند البشر بعامة، ان ثمة سراً بينهم وبين الله تعالى، من حيث ممارستهم للطاعة غير المقترنة بالذنب وبالخطأ اي بصفتهم معصومين من الخطيئة ومن الخطأ، ولذلك وردت نصوص شرعية تشير الى الدلالة المذكورة وهي ان البشر لا يعرف حقيقة الائمة عليهم السلام وفي مقدمتهم الامام علي(ع) الذي ورد حيال شخصيته بما معناه من ان الله تعالى والنبي(ص) هما يعرفان حقيقته(ع) تبعاً لمقولة ما عرفك الا الله تعالى وانا، وهي مقولة النبي(ص)، وهذا هو السر:
اما العلانية فان شخصياتهم عليهم السلام قد توفر المؤرخون على رسم ملامحها فيما لا حاجة الى توضيحها ما دام المؤرخون تحدثوا بالتفصيل عنها.
بعد ذلك نواجه العبارتين القائلتين (وشاهدكم وغائبكم واولكم وآخركم) هنا ينبغي لفت نظرك الى ان وضوح هذه العبارات يقترن في الواقع بنكت عميقة منها ان مصطلح الشاهد والغائب ومصطلح الاول والآخر لا يقف عند دلالة انفرادية بل هما مرشحان بجملة دلالات لعل الاوضح منها هو ان المقصود بالشاهد هم الائمة الاحد عشر، والمقصود بالغائب هو الامام الثاني عشر، كما ان المقصود بـ"الاول" هو الامام علي(ع) والمقصود بـ"الآخر" هو الامام المهدي(ع).
لكن ثمة نكات كما كررنا تقف وراء هذه الاستخلاصات الواضحة والسؤال الآن هو ماذا يمكننا ان نستلهمه من العبارات المذكورة من جديد؟ هذا ما سنوضحه الآن ...
في تصورنا ان مصطلحي الشاهد والغائب يظل مرتبطاً ايضاً بما سبقه من مصطلح السر والعلانية كما ان مصطلحي الاول والآخر يرشح بدلالة اخرى، وهي ان للاول وهو الامام علي(ع) خصوصية تختلف عن الغير، وكذلك الآخر وهو الامام المهدي(ع) فالاول هو الخليفة المباشر للرسول(ص) وله شخصيته التي تتميز عن سواه من حيث صلته برسول الله(ص) في المنزلة ...
واما الامام المهدي(ع) فتميزه يتمثل في انه المصطلح اي المضطلع بممارسة مهمته الاصلاحية في الزمن الآتي.
اذن مصطلح العلانية والسر، ومصطلح الاول والآخر، يظلان مرشحتين باكثر من دلالة والمهم هو ان القارئ للزيارة ينبغي ان يتعرض على هذه الحقائق ومن ثم يسأل سبحانه وتعالى ان يوفقه الى معرفة الائمة عليهم السلام وان يوفقه الى ممارسة الطاعة انه ولي التوفيق.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...