بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

موضوع البرنامج: شرح فقرة: "بأبي وأنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ذكركم في الذاكرين..."حوار مع الشيخ باقر الصادقي حول صدق الولاء وتقديم المعصومين(ع) على النفس والاهل والمال

بقلم: الدكتور محمود البستاني
لا نزال نحدثك عن الزيارة الجامعة، وهي ما يطلق عليها اسم (الجامعة الكبيرة) الخاصة بزيارة الائمة عليهم السلام. وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منها، ونواصل حديثنا عن مقاطع جديدة، وهذا ما نبدأ به عبر الفقرات القائلة (بأبي انتم وامي، ونفسي، واهلي، ومالي).
هذه الفقرات تشير الى فداء القارئ للدعاء، اي الافتداء بما هو غالي ومهم لدى قارئ الدعاء حيال الامام المزور عليه السلام ومن البًين ان الفداء المذكور يرتبط بدوافع او غرائز او حاجات مركبة في الانسان، وهي متمثلة في (الدافع الى الابوة، الامومة، الحياة، الاسرة، المال...).
هنا نتوقع منك ان تتساءل عن موقع هذه الدوافع من قائمة الدوفع البشرية ومقدار اهميتها بالقياس الى غيرها من الدوافع.
اذن نتحدث عن ذلك اولاً، حتى نتبين صلة الفداء المذكور وحجمه، وصلة ذلك على درجة الفكر ودرجة ا لتواصل العاطفي لدى قارئ الدعاء حيال الامام المزور عليه السلام.
نتحدث اولاً عن دافعي الابوة والامومة حيث لا يحتاجان الى توضيح اهميتها بالنسبة الى الشخصية، من حيث انشداد الابن الى ابويه اللذين وِلد منهما، ونشأ في ظلهما.
واما الحاجة او الدافع الثالث وهو(غريزة الحياة)، فانها تُُعد (الهرم) من حاجات الشخصية، وهل ثمة دافع يحرص عليه الانسان اكثر من (الدافع الى الحياة)؟
ان الانسان يتحمل مختلف شدائد الحياة من اجل الحفاض على استمرارية وجوده. واما الحاجة الرابعة وهي (الاسرة)، فان الحديث عنها يقترن بدوره بما هو واضح من حيث اهمية هذه الحاجة... فالاسرة هي المؤسسة الاجتماعية الاولى والرئيسة في حياة الانسان من حيث صلتها با لحاجة الاجتماعية المعروفة، وهي (الانتماء الاجتماعي) بحسب مصلح علم الاجتماع، حيث يعني بها: الحاجة لان ينتمي كل فرد الى الآخر، مادام الانسان اساساً (كائن اجتماعي).
واما الحاجة الاخيرة وهي (المال) فلا تحتاج بدورها الى توضيح، مادمنا نعرف جميعا ان (المال) هو: الوسيلة التي نستطيع من خلالها نحقق اشباعاً لجميع حاجاتنا المرتبطة بالمأكل والمشرب والمسكن والمركب وغیر ذلک.
اذن هذه الحاجات التي افتدا قارئ الدعاء بها (أئمة) الهدى عليهم السلام، تكشف لنا: اهمية الموقع الذي تحتله الائمة عليهم السلام في فكر قارئ الدعاء وعاطفته، بحيث يكشف ذلك عن ان الئمة عليهم السلام والمعصومين جميعا: اي باضافة النبي (ص) قبل ذلك فاطمة عليها السلام، نقول: الفداء بالحاجات المتقدمة تكشف لنا موقع الئمة عليهم السلام، مما لا يحتاج ذلك المزيد من التوضيح، الى في ما يرتبط بعلاقته بصدق الولاء لهم عليهم السلام فهذا ما نتلمسه في كلام سماحة الشيخ باقر الصادقي وهو يجيب عن سؤالنا في الاتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احباءنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة الشيخ باقر الصادقي، سماحة الشيخ سؤالنا في هذه الحلقة من برنامج امناء الرحمان عن نظرة اجمالية للعلامات الفارقة التي تبين صدق الولاء لأهل البيت عليهم السلام؟
الشيخ باقر الصادقي: هناك مجموعة علامات فيما يبدو لا يمكن حصرها في هذه الاجابة السريعة ولكن نشير الى ابرز هذه العلامات التي تميز الانسان الموالي لاهل البيت، اولاً السير على خطهم والاخذ عنهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، يعني من ناحية الغذاء من ناحية الفكر ينبغي ان يكون هذا الغذاء هو من معين اهل البيت عليهم السلام لانهم ادرى بالذي فيه، هم اعلم الناس بالقرآن واعلم الناس بالسنة والقرآن نزل في بيوتهم، فلذلك من الناحية الفكرية والغذاء والعلم ينبغي ان نأخذ عنهم هذا جانب، الجانب الثاني من علامات صدق الولاء بلا شك الولاية لهم والطاعة لهم، يعني عندما اقول اني موالٍ لاهل البيت فلهذه الولاية هناك علامات من جملة العلامات انه اقر لهم بالطاعة واقول انا مطيع لكم عارف بحقكم من ناحية السلوك العملي وكذلك ينبغي ان يكون تصرف هذا الانسان الموالي على ما ندعو اليه وامروا به من الناحية السلوكية، وكذلك الفرح لفرحهم والحزن لحزنهم هذه من علامات الولاء (شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا)، ليس من المعقول مثلاً وانا اقول انا موال واقيم مثلاً حفل عرس زواج في ليلة عاشوراء في الليلة التي يقتل فيها الامام الحسين بن رسول الله الذي قال في حقه حسين مني وانا من حسين او اتبرك في ذلك اليوم مثلاً يوم عاشوراء الذي قتل فيه الحسين عليه السلام، هذه ليست من علامات صدق الولاء، نعم علامات صدق الولاء انه في يوم عاشوراء احزن كما حزن النبي وبكى على ولده الحسين، وهكذا في مناسبات الافراح الانسان يفرح في مواليدهم في المواطن التي من شأنها ان تفرح اهل البيت عليهم السلام مثلاً هذه من جملة العلامات الولاية لمواليهم والبراءة لعدوهم، يعني هذه من العلامات الفارقة وهي كيف اعرف صديق صديقي صديقي وعدو عدوي عدوي، سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، البراءة من اعداء اهل البيت، هذه من جملة العلامات التي يعرف بها الانسان الموالي انه يوالي اولياء اهل البيت يوالي اوليائهم ويعادي اعدائهم، وهذه ايضاً من جملة الامور التي تبرز المودة والولاء لاهل البيت عليهم السلام، والحمد لله رب العالمين.
المحاور: والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً جزيلاً لكم، وشكراً لكم احباءنا وانتم تتابعون مشكورين هذه الحلقة من برنامج امناء الرحمان والمقطع الخاص بها من شرح الزيارة الجامعة.
نعود مستمعينا الاكارم الى ملاحضتنا بان الائمة عليهم السلام يحتلون الموقع الاشد اهمية عن سواه، وحينئذٍ نتوقع مواجهتنا لموضوعات تنعكس عليها اثار الفداء المذكور من حيث ما يترتب على تصوراتنا وتعاملنا مع الائمة عليهم السلام.
اذن لنقرأ اولاً: المقطع الجديد وهو ما يطرحه الدعاء من خلال الاشارة الى موقع الائمة عليهم السلام لدى القارئ للدعاء ولدى الائمة الاسلامية عامة.
ولنقرأ: (ذكركم في الذاكرين، واسماؤكم في الاسماء، واجسادكم في الاجساد، وارواحكم في الارواح، وانفسكم في الانفس، واثاركم في الاثار، وقبوركم في القبور).
هنا نلفت نظرك الى ان هذا المقطع من الدعاء، يشكل واحداً من المقاطع التي اقترنت بتفسيرات وتأويلات واستخلاصات واستيحاءات المعنيين بزيارة الجامعة، اي الشرٌاح لعباراتها وذلك بسبب اقترانها بشيء من الغموض الشفاف او الشفافية الغامضة، حيث يقتادنا هذا الى ظرورة ان نلقى الاضاءة عليه، وهو اثر يتطلب حديثاً مفصلاً، نعيدك به في لقاءات لاحقة ان شاء الله تعالى.
ختاماً نكرر الاشارة الى اهمية هذا المقطع الذي يربط بين حيات الامة الاسلامية، وبين الائمة عليهم السلام، من حيث صلة ذلك: بالذكر، والاسم، والجسد، والروح، والنفس، والاثر، والقبر، اي: صلة هذه الظواهر المرتبطة بالحياة الدنيا والآخرة، وانعكاسات ذلك على التلاحم بين الائمة عليهم السلام وبين المنتسبين اليهم وهو امر نسأله تعالى ان يوفقنا الى ادراك اهميته، انه ولي التوفيق.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...