بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

موضوع البرنامج: معنى القسم بالنور العظيم ومصداقه
نواصل حديثنا عن (دعاء العهد)، وهو الدعاء الذي يقرأ صباحاً لندب شخصية (العصر) الامام المهدي(ع)، والتعجيل بظهوره(ع)، والتوسل بالموفقية للانضمام

اليه... الخ... وقد حدثناك سابقاً عن مقدمة هذا الدعاء، وهي المقدمة التي تتضمن (قسماً) ببعض الظواهر الكونية، ومنها القسم برب النور العظيم، ورب الكرسي الخ... وقد واعدناك ان نتحدث عن هذه الأقسام، ونبدأ فنحدثك الآن عن قوله(ع) (اللهم رب النور العظيم)... ترى: ما المقصود من عبارة (النور العظيم) بحيث أقسم الامام(عج) بهذه السمة واستهل بها الدعاء المذكور؟ ... للاجابة عن السؤال المتقدم نحيلك الى القرآن الكريم واستخدامه للعبارة المذكورة... واذا دققت النظر في ذلك لوجدت بان كلمة (النور) قد استخدمها القرآن بمثابة (صورة رمزية) في جملة مواقع، ... منها مثلاً قوله (يخرجهم من الظلمات الى النور)، حيث يرمز النور الى مطلق ما هو إيجابي او خير (كالايمان، والقيم او السمات الإبجابية ... الخ)... وقد يستخدم العبارة المذكورة ليشير بها الى ‌واقع أخروي هو النور الذي يمشي بين ايدي المؤمنين وبأيمانهم، مثل قوله تعالى: (يسعى ‌نورهم بين أيديهم وبايمانهم) حيث فسر المعصوم(عج) هذا النور بأنه ضياء يهتدي به المؤمنون: بحسب درجاتهم حيث يمتد هذا النور مسافةً كبيرةً بالنسبة الى البعض، وقد ينحصر في مقدار ضئيل لايتجاوز أنامل الشخص بالنسبة الى البعض الآخر...
هذا الى ان استخداماً‌ ثالثاً لكلمة (النور) يتوفر النص القرآني الكريم عليه، وهو قوله تعالى: الله نور السماوات والارض، مثل نوره...الخ وهذا الاستخدام هو صورة (تمثيلية)، اي: صورة تضطلع بتقديم (تعريف) للظاهرة،... بيد ان هذا الاستخدام يصبح بدوره (رمزاً) لما هو خير مطلق، ... فالآية الكريمة تستهدف الاشارة الى انه تعالى رب هذا الكون (بسماواته وارضه) وهو كون ينطوي - دون ادنى شك- على ما هو خير للانسان وسواه... طبيعياً، يتقدم النص القرآني الكريم بعرض صور تفصيلية لتفسير كلمة (النور) وهي: التشبيهات التي تقرر بان مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري، يوقد من شجرة مباركة...الخ ونحن لا نعتزم تحليل هذه الصور لانها تجسد واحداً من الاساليب البلاغية التي يستخدمها القرآن الكريم من حيث انتخابه لعبارات او صور تحمل ظاهراً وباطناً، كما تحمل خصيصة مهمة هي: قابليتها على‌ تعدد التأويلات بحيث يستطيع القارئ ان يفسر الكلمة الرمزية بحسب ما يختزنه في ذاكرته من المعلومات، او بحسب ما يفسره المعصومون عليهم السلام حينما يصرحون بان هذه الآية القرآنية او تلك تحمل وجوهاً متعددةً او انما تنطبق على موارد مختلفة...، فكما وردت التوصية باتبان البيوت من ابوابها تبعاً لقوله تعالى: (وأتوا البيوت من ابوابها)، حيث وردت الآية الكريمة في مورد خاص يرتبط ببعض الاعراف الجاهلية في الحج، فيما منع الله تعالي هذا النمط من الدخول: كذلك أجراها - اي الآية الكريمة- على الالنزام بمبادئ، اهل البيت عليهم السلام حيث أمر بأخذ المعرفة منهم عليهم السلام وليس من الابواب الأخرى... وهكذا بالنسبة الى ‌عشرات الموارد التي تترشح بعدة تأويلات...
المهم: نستخلص لما تقدم، ان عبارة (النور) الواردة في الدعاء عبر قوله(ع): (اللهم رب النور العظيم) يمكننا ان نستخلص منها جملة دلالات، وفي مقدمتها: ان الله تعالى هو (المبدع) لكل ما هو قيمة ايجابية في الوجود (السماوات والارض)، بمعنى ‌انه رب كل ما هو خير مطلقا... طبيعياً ‌قد يشمل هذا النمط من التفسير ما هو جزئي من ظواهر السماوات والارض كما انه يتسق مع استهلال الدعاء في عرضه اولاً ان الله تعالى هو المبدع لظاهرة (الخير المطلق)، مما يعني ان كل ما يعرضه الدعاء فيما بعد انما هو: مصاديق للخير المذكور، وفي مقدمة ذلك: الاشارة الثانية‌ وهي انه تعالى (رب الكرسي الرفيع)، وهكذا بالنسبة الى سائر ما ورد في هذا الاستهلال للدعاء مما سنحدثك عنه في لقاءات لا حقة إن شاء‌ الله تعالى من حيث الاشارة ‌الى انه تعالى (رب البحر المسجور) وانه تعالى (رب الظل والحرور)، وانه تعالى (رب الملائكة والانبياء والمرسلين).
اذن: استهلال الدعاء بعبارة‌ ان الله تعالى (رب النور العظيم) ينطوى‌ على حقيقتين، الاولى هي: انه (المدبر) لهذا الوجود من حيث كونه (خيراً مطلقاً) يتسم بالعظمة... والثانية ان كل ما يرد من القسم فيما بعد بجملة ظواهر (كالكرسي، والبحر، ‌والملائكة...) هي مصاديق للخير المذكور، على نحو ما سنحدثك عنه لاحقاً إن شاء الله تعالى.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...