بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

موضوع البرنامج: شرح فقرة: "أنت المجيب وأنا المضطر"
بقلم: الدكتور محمود البستاني
نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بـ "يستشير" حيث قدمنا مقاطع متسلسلة منه ونتابع تقديم مقطع آخر

من الدعاء ولكننا قبل ذلك نود لفت نظرك الى فقرة لم نحدثك عنها وهي الفقرة القائلة (وانت المجيب وانا المضطر)، هذه الفقرة من الدعاء جاءت ختامية لمقطع طويل يضطلع بمقابلات بين عظمة الله تعالى وبين ضعف العبد وحاجته الى الله تعالى مثل (انت الرازق وانا المرزوق وانت المعطي وانا السائل، وانت الجواد وانا البخيل)، حيث يختم ذلك بعبارة وانت المجيب وانا المضطر، هنا نلفت انتباهك على هذه العبارة التي تتسم بوضوحها ولكنها تنطوي في الواقع على نكات مهمة نبدأ بتوضيحها الان.
من البين ان اهم محاور الدعاء المتنوعة بالنسبة الى قارئ الدعاء هو تمجيد الله تعالى وطلب الحاجات منه، طبيعياً التمجيد مقدم على الحاجات الا في حالة ما اذا كانت حاجة العبد هي ان يوفقه الله تعالى الى تمجيده والعبادة الخالصة له تعالى دون اية حاجة اخرى وهذا هو طابع الشخصيات المصطفاة التي تعبد الله تعالى لا من اجل الثواب وهو الجنة ولا من اجل الهروب من العقاب وهو النار، اعاذنا الله تعالى منها ولكن من اجل انه تعالى اهلاً للعبادة أي يبتغون رضاه تعالى فحسب، لكننا في الآن ذاته ثمة حاجات متنوعة تتفاوت درجتها من شخص الى آخر.
هذا من جهة ومن جهة اخرى فان الاشخاص بعامة او الغالبية منها تظل موضع توصيات شرعية تطالب نفسها أي التوصيات الشرعية بان يدعو العبد وان يطلب حاجاته المشروعة من الله تعالى حتى لو كانت صغيرة وفي ضوء هذه الحقيقة سوف نلقي الاضاءة على فقرة (انت المجيب وانا المضطر)، لتثبيت دلالاتها ونكاتها، من الواضح ان حاجات العبد متنوعة بعضها حاجات صغيرة وبعضها حاجات كبيرة وبعضها حاجات حتى في نطاق ما هو كبير منها تتسم بخطورة خاصة هي ما يطلق عليها بالحاجات الاضطرارية أي الحاجات التي لا يقوى العبد على تحمل احباطاتها أي عدم قضائها وهذا كالفقر المدقع او مرض العضال او فقدان الامن ان امثلة هذه الشدائد لا يتحملها العادي من الناس، ولذلك يتجه العبد الى الله تعالى لينقذه منها، وهذا ما تكفلت عبارة انت المجيب وانا المضطر به والنكتة هنا هي ان المضطر حينما تجاب دعوته أي تنكشف عنه الشدة كما لو زال الفقر او المرض او الخوف، حينئذ فان سروره بهذا الانفراج لا يقاس بالسرور العادي الذي يقترن يزوال التوتر او الشدة البسيطة التي لا يخلو منها احد، لذلك فان الله تعالى هو المنقذ الوحيد لكشف الضر عن عباده وهذا ما عبرت الفقرة المذكورة عنه.
بعد ذلك نتجه الى مقطع جديد لعله مع عبارتين او اكثر يختم به الدعاء وهذا ما نلحظه في العبارة الاتية اشهد بانك انت الله الواحد الاحد المتفرد الصمد الفرد، واليك المصير، وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين، هنا في هذا المقطع من الدعاء ثمة عبارات توحيدية هي الله الواحد، الاحد المتفرد الصمد الفرد ونحسب بان ملاحظة هذه المفردات من العبارات التوحيدية تفرض ضرورتها حتى يعرف قارئ الدعاء دلالة كل منها وافتراقها عن العبارة الاخرى بخاصة ان البعض منها يتجانس لفظياً مثلاً مع الاخر مثل الواحد والاحد حيث ان ثمة فوارق بينهما مع انهما يشيران الى دلالة مشتركة هي الاوحدية وكذلك نلاحظ كلمتي المتفرد والفرد حيث يشيران الى معنى مشترك هو عدم مشاركة الاخر من هنا يتعين علينا ملاحظة هذه المفردات وهو ما نحدثك عنه في لقاء لاحق انشاء الله تعالى.
ختاماً نسأله تعالى ان يوفقنا الى تمجيده في المقام الاول وان يجيب دعاءنا وهذا يستلزم منا ان نمارس الطاعة أي الالتزام بمبادئ الله تعالى والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...