بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

موضوع البرنامج: شرح فقرة: "واقر لك على نفسي بما انت اهله"
بقلم: الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها احد ادعية الامام علي(ع) ليلة الجمعة وقد حدثناك في لقاء سابق عن مفتتح هذا الدعاء وهو عبارة: (اللهم اني اثني عليك بمعونتك على ما نلت به الثناء عليك)، ثم يقول: (وأقر لك على نفسي بما انت اهله، والمستوجب له في قدر فساد نيتني وضعف يقيني).

هذه الفقرة من الدعاء تأتي بعد الاستهلال الذي يتحدث عن ثناء العبد لله تعالى وانه توفيق من الله تعالى بان يسمح لنا بان نثني عليه، هنا ينتقل الدعاء الى ما يترتب على عطاء الله تعالى لعبده أي التوفيق للثناء عليه وهو اقرار العبد بما هو اهل للثناء وما يستوجبه في ذلك، ثم ما يقابل عطاء الله تعالى المذكور واهليته تعالى من حيث قصور العبد حيال ذلك، وهو عدم توفر النية الخالصة وضعف اليقين.
هذه الفقرات من الدعاء قد تحتاج الى ان نلقي انارة عليها وهذا ما نبدأ به، العبارة الاولى من مقطع الدعاء تقرر بان الله تعالى اهلٌ للثناء والمستوجب له هنا قد يتساءل قارئ الدعاء ما هي النكتة الكامنة وراء الاقرار بان الله تعالى اهل للثناء ثم مستوجب له ايضاً؟ وقبل ذلك يثار سؤال آخر ما هي النكتة الكامنة وراء القول بان العبد مقر على نفسه بما اثناه على الله تعالى؟ هذا السؤالان يتطلبان شيئاً من التوضيح بالنسبة الى السؤال الاخير وهو ان العبد يقر على نفسه بان الثناء على الله هو امر له مشروعيته ووجوبه ترى ما معنى الاقرار بهذا؟ وهل يتصور احدنا ان الداعي لا يقر باهلية الله تعالى والعياذ بالله؟
اذن لابد من ملاحظة سر وراء ذلك فما هو؟ في تصورنا ان بعض المتجهين بالدعاء الى الله تعالى من الممكن ان يتحفظوا في ادعيتهم المتجهة الى الله تعالى بحيث اما يحيون صراعاً نفسياً في صدورهم عن الدعاء من حيث استجابته او عدمها مثلاً او لا يملكون وعياً حاداً في ادراك ذلك، من هنا تتجه عبارة الدعاء الذي لاحظناه الى الاقرار اولاً بان الله تعالى هو اهل للثناء عليه حتى مع فرضية عدم اجابة الدعاء مع ملاحظة ان الثناء على الله تعالى لا يهدف صاحب الدعاء الى منفعة مادية وراء ذلك بل لان الله تعالى أهل للثناء فحسب.
من هنا فان الاقرار بانه تعالى اهل للثناء يكتسب دلالته عند العبد لكن مع ذلك كله فان العبد لا يقدر على تأدية هذا الجانب أي الثناء على الله تعالى بما هو اهل لماذا؟ لان الله تعالى لا يعبد حق عبادته وهذا ما تقرره نصوص شرعية طالما تشير الى انه لا يمكن لاحد ان يستوفي لله تعالى حق الثناء نظراً لقصور العبد حتى لو كان من الصفوة البشرية.
من هنا تواجهنا عبارتان احداهما تقول ان الله تعالى اهل للثناء ثم الاخرى تقول والمستوجب له وهذا من حيث العظمة المرتبطة اما من حيث القصور الذي يسم العبد فثمة عبارتان ايضاً تترتب على ذلك وهما اولاً العبارة المشيرة الى عدم توفر النية الصادقة وثانياً العبارة المشيرة الى ضعف اليقين. والسؤال الجديد هو ما هي النكات الكامنة وراء ذلك؟ بالنسبة الى العبارة القائلة بان الله تعالى اهل للثناء ثم بعد ذلك قولها والمستوجب له فان النكتة وراء ذلك هي ان الله تعالى بما انه يتسم بالعظمة التي يتفرد بها فان الثناء عليه يكتسب مشروعية ولكن الامر لايقف عند المشروعية فحسب بل يتجاوزه الى الوجوب أي يجب علينا ان نثني على الله تعالى وليس ان نكتفي بانه تعالى اهل للثناء وهذا هو احد آداب الدعاء كما هو واضح.
واما بالنسبة الى السؤال الآخر وهو ان العبد لا يمتلك نية خالصة ولا يمتلك يقيناً تاماً فأمر يحتاج بدوره الى توضيح وهذا ما نحدثك عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى اما الان فحسبنا ان نسأله تعالى بان يوفقنا للثناء عليه وان يوفقنا لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطوب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...