بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

بقلم: الشيخ علي مسيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
"السلام عليك يا وارث نوحِ نبي الله"
عندما نقول "السلام عليك يا وارث نوح نبي الله"، يجب أن نقرأ الحسين من خلال نوح ونقرأ نوح من خلال القرآن لندركهما أكثر فأكثر.

فالقرآن كتاب ناطق بالحق، والحق هو عبدالله ، وعبد الله مرآة الله، والله هو المؤمن المهيمن، وقد أراد الله منّا أن نعيش مع نوح حينما تحدّث عنه، وقد وردت قصّته في الكثير من السور القرآنية.
شيخ الأنبياء، وهو أول نبي يأتي برسالة وشريعة وصحف وهوكان النبي نوح أول من أسس للشريعة والمنهاج بين الناس مثل موسى وعيسى وغيره من أنبياء أولي العزم.
عاش بعد الطوفان حسبما تنقل الآيات القرآنية ﴿فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً﴾، لكننا لا ندري مدة عمره قبل الطوفان، كان يهدي الناس ويرشدهم للرسالة والنبوّة لكنّه لم يؤمن به إلاّ قليل في ظلّ إصرار الناس على أذيّته. لذلك يسلّم الله عليه بتحيّة خاصة ويقول ﴿سلام على نوح في العالمين﴾ أي في الدنيا والآخرة ويوم القيامة.
لأنه كما تذكر الآية ﴿كان عبداً شكوراً﴾.وهذه الصيغة من السلام مختصّة فقط بالنبي نوح
"وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة"، معرفة أهل الدنيا هي ،معرفة حسّيّة، كما أنّ إدراكهم إدراك حسّي وهذا حال أعداء الإمام الحسين بخلاف أصحابه الذين كانوا فقراء وعبيداً لله لذلك أتوا إلى كربلاء، كما أنهم لم يكونوا أغنياء بل كانوا فقراء وعبيد رغم ذلك استنصروا الإمام .الحسين
﴿قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعمِّيت عليكم أنُلزِمكموها وأنتم لها كارهون﴾. نلحظ في كلامه هنا الهدوء والبيّنة  في كربلاء. والبرهان، كما ونلحظ الهدوء والبيّنة في خطب الإمام الحسين
وفي إحدى المرّات بعد أن خطب فيهم أتى إلى أخته زينب عليها السلام وأخبرها قائلاً "ذكّرتهم فلم يذّكروا ووعظتهم فلم يتّعظوا ولم يسمعوا قولي، وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".
﴿قال الملأ من قومه إنّا لنراك في ضلال مبين، يا قوم ليس بي وهكذا نوح  ضلالة ولكنّي رسول من رب العالمين﴾ وهو رسول من الله أرسله بالحق ليبلّغ رسالاته لكنهم لم يتّعظوا.
﴿يا قوم لا أسألكم عليه أجراً إن أجري إلاّ على الله﴾ نوح مسلِّم بقضاء الله ويعلم أنّ هؤلاء الناس لن يفقهوا كلمة مما يقول فيوضح لهم أنه لا يريد الأجر والمال لأنّ أجره على الله ربّ العالمين.
ليس تاجراً ولا يريد الربح المادي، بل كل ما يريده هو منفعة الناس وما يزيد في دينهم وفي طهارتهم وتقواهم. كما أنّ الإمام الحسين
وهكذا ﴿وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون واصنع الفلك بأعيننا ووحينا﴾. والفلك هنا بمعنى السفينة، وهي سفينة النجاة، وكما كان الأمر لنوح بصنع السفينة كان الأمر للإمام الحسين بثورة كربلاء ليكون يوم في التاريخ يوم الدين ويوم التضحية وهو يوم العاشر من المحرّم.
"الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة" وكما وقد ورد في حق الإمام الحسين كانت سفينة نوح تُصنَع تحت الرعاية والإشراف الإلهي فإنّ ثورة كربلاء أيضاً كانت تسير وفق ما حدده الله وأراده.
﴿ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون﴾ أي أنهم سيُعذَّبون ويهلكون ويموتون.
"ويصنع الفلك وكلّما مرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه... فسوف تعلمون من يأتيه عذابٌ يخزيه ويحلُّ عليه عذاب مقيم" فسوف يأتي يوم ويعلمون فيه من هو المحقّ ومن الذي على ضلالة. ﴿حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين﴾، والتنور بمعني نبع الماء بشدّة من تنّور الخبز.  حمل معه الى كربلاء من كل زوجين اثنين في سفينته سفينة النجاة، والحسين وفيها نجاة البشريّة جميعاً.
﴿وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن﴾ وما آمن معه إلاّ قليل قليلون من  وتذكر  كما أنهم قليلون من كانوا مع الإمام الحسين آمنوا بالنبي نوح الروايات أنهم كانوا مئة أو أقل في كربلاء.
﴿وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفور رحيم﴾. على  التي تجري ببسم الله وتسكن وترسي الإنسان أن يركب في سفينة الإمام الحسين أيضاً ببسم الله، وهي سفينة الخلاص، التي لا يوجد فيها إلا الولاء والإخلاص والتعلّق بالله تعالى، وبذل الغالي والرخيص في سبيل مرضاته  قدّم طفله الرضيع فلحظة يشخب الدم من وريده تعالى. حتى أنّ الإمام الحسين الشريف يضع الإمام يده تحت نحر طفله ويملأها دماً ويرمي بها نحو السماء ثمّ يقول: "هوّن ما نزل بي أنه في عين الله".
حياة الإمام الحسين قامت على بسم الله، كما أنّ سفينته أيضاً جرت على التوحيد الخالص من أي نية: لا للسلطة ولا للرئاسة، وحركته كانت من الله وآلت في كربلاء إلى الله تعالى.
"وهي تجري بهم في موج الجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بنيّ اركب  أيضاً لشيعته وأولاده معنا ولا تكن من الكافرين" وهذا نداء الإمام الحسين وعائلته وهو نداء الحق فمن ركب معه نجا ومن تخلّف عنه هلك.
﴿قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم لك اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج وكان من المغرقين...﴾.
فعلى الإنسان أن يدرك أنّ الاتكال على الله فقط، ومن لم يلتحق بركب الإمام الحسين وسفينة نوح سفينة النجاة هلك وكان من الخاسرين.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...