بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

بقلم: الشيخ علي مسيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
"السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله".
من أنبياء أولي العزم، وقد وردت سيرته في الكثير من الآيات إبراهيم القرآنيّة. وسوف نعرض بعض الآيات التي تذكر سيرة النبي إبراهيم ونربطها .بالإمام الحسين

تقول الآية الشريفة، ﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمّهنّ قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذرّيّتي قال لا ينال عهدي الظالمين﴾.
ترمز عبارة "كلمات" إلى عدّة معاني:
.1- أنها تدلّ على الحقائق الخارجيّة الوجوديّة، والحوادث والإبتلاءات، وهذا ما تعنيه الآية الشريفة عن إبراهيم
2- أنها تدلّ على الموجودات التي أوجدها الله تعالى بكلمة "كن"، كما ورد في الآية الشريفة، ﴿إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون﴾.
والمتحقّق بالكلمة هو أيضاً كلمة، وهنا معنى آخر لهذه العبارة، كما ورد في ، ﴿إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله يبشّرك بكلمة منه شأن عيسى بن مريم إسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين﴾.
، فتوضح الآيةوقد خلق عيسى بن مريم عليها السلام بكلمة "كن" كما خلق آدم الشريفة هذا المعنى وتقول ﴿إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثمّ قال له كن فيكون﴾.
:ومن الكلمات التي أتلي بها إبراهيم
أ- .ذبح إسماعيل
ب- هجرته إلى وادٍ غير ذي زرع.
ج- كسر الأصنام.
د- الحرق.
ولكنّه خرج منها جميعها ناجحاً ومفلحاً، وهذا مراد عبارة "فأتمّهنّ" في الآية السابق ذكرها.
من المدينة إلى مكّة ثمّ الى العراق وكربلاء وكل أما خروج الإمام الحسين ، وقد أراد أن يرى ما جرى من حوادث هو ابتلاءات من الله تعالى للإمام   قتيلاً وأطفاله ونساءه سبايا بالإرادة التكوينيّة .الإمام
وتكمل الآيات عن إبراهيم وتقول ﴿وقال إنّي ذاهب إلى ربّي سيهدين، ربّ هب لي من الصالحين، فبشّرناه بغلامٍ حليم، فلمّا بلغ به السعي قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين﴾. وعندما طلب إبراهيم من ربّه ولداً كان كبير السنّ، وبعد أن استجاب له ابتلاه بأن أمره بذبحه.
في اليقظة، حين أذن له الذي رأى ولده عليّ الأكبرنعود للإمام الحسين بالقتال، نظر إليه نظر آيسٍ منه وأرخى عينيه وبكى، وحين رآه قد تقدّم إلى المعركة رفع شيبته الطاهرة نحو السماء وقال "اللهمّ إشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلامٌ أشبه الناس خَلقاً وخُلُقاً ومنطقاً برسولك محمد كنّا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إلى وجهه".
تقول الآية ﴿فبشّرناه بغلام﴾، والحديث الشريف يقول "برز إليهم غلام".
كما أنّ الحديث يشير إلى وجود ثلاثة مراتب للإنسان وهي:
1- الخَلْق، أي الشكل والجسم والبدن.
2- الخُلُق، أي الصفات الإنسانيّة النفسانيّة، وهي أعلى من الخَلْق.
3- المنطق، أي الفكر والعقيدة والعقل، كما أنّ العقل أعلى من النفس، والنفس أعلى من البدن، وكل إنسان يمتلك هذه المراتب.
، أمّا الابتلاء الثاني فقد كان كسرإذن فالإبتلاء الأوّل هو ذبح إسماعيل الأصنام، وتقول الآية ﴿ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنّا به عالمين﴾.
"الله أعلم حيث يجعل رسالته". فالله سبحانه يعلم من يستطع حمل رسالته ويكون عبداً له بتمام المعنى.
﴿إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين، قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلالٍ مبين، قالوا أجئتنا بالحقّ أم أنت من اللاعبين، قال بل ربّكم ربّ السماوات والأرض الذي فطرهنّ وأنا على ذلكم من الشاهدين وتالله لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تُوَلّوا مدبرين، فجعلهم جذاذاً...﴾، (جذاذاً) أي قطعاً صغيرة ومتكسّرة. وقد تمثلت  باللعين يزيد في عهدالأصنام التي تحكي عنها الآية أبّان عهد إبراهيم .الإمام الحسين
﴿قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنّه لمن الظالمين، قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم، قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلّهم يشهدون، قالوا أأنت فعلت هذا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون، فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا أنّكم أنتم الظالمون﴾.
من وكما أتوا بإبراهيم على مرأى من أعين الناس، أخرجوا الإمام الحسين المدينة واستقدموه إلى كربلاء، وكما قالوا ﴿أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا "مثلي لا يبايع مثله".إبراهيم﴾، قال الإمام 
وعلى الإنسان أن يرجع إلى نفسه ويخاطبها ويعيش مع داخله وباطنه كي يفهم الحقيقة.
﴿قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضرّكم، أفٍّ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون، قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين﴾. وقد قال إبن سعد (لعنه الله) : أقتلوا الحسين.
﴿قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم﴾. وظهر هذا المعنى في كربلاء  "إنّ رسول الله قال لي يا بنيّ إنّك تُساق إلى عندما قال الإمام الحسين العراق... وأنّك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك ولا يجدون ألم مسّ الحديد، إذ من شدة شوقهم الى الله لم يشعروا بذلك الألم. أي أنّ الحرب ستكون برداً وسلاماً عليه وعلى أصحابه".
أضرموا النار وأرادوا رميه بالمنجنيق، وهنا عدّة روايات منها: فإبراهيم  أنّ جبرائيل وميكائيل أتوا لمساعدته، وأنّ الريح قال له إذا أمرتني أخذت هذه النار ورميتها عليهم... ولكنّ إبراهيم كان يقول للجميع :"علمه بحالي كافٍ عن مقالي".
هنا نرى أنّ إبراهيم لم يطلب المساعدة من أي أحد إلاّ من الله تعالى، كما  يوم العاشر من المحرّم كان يقول "لا حول ولا قوّة إلاأنّ الإمام الحسين بالله العليّ العظيم".
ونقول أخيراً: أنّ إبراهيم كان مرسلاً، وكانت له رسالة، ورزقه الله إسماعيل في كبره، وبعد أن أتمّ كلمات ربّه جميعها قال الله تبارك وتعالى: ﴿قال إنّي جاعلك للناس إماماً﴾.
ويشير معنى الإمامة هنا إلى من يهدي بأمر الله، ﴿وجعلنا منهم أئمّةً يهدون بأمرنا﴾، أي يهدون بواسطة الأمر، والأمر هو "كن فيكون". فالنبي يهدي وهدايته هي توضيح للطريق، ولكنّ الإمام يأخذ بيد الإنسان ويوصله إلى المقصد، ويتصرّف في القلوب والعقول والباطن تصرّفاً تكوينيّاً، والتصرّف التكويني في هداية الإنسان هو هداية تكوينيّة.
يقول الإمام الحسين "ألا ترون أنّ الحقّ لا يؤخذ به وأنّ الباطل لا يُتناهى عنه" ويريد بقوله هذا أن يهدي إلى الحق، ويقول "والحابس نفسه على ذات الله" وهنا يُعرّف عن نفسه بمعنى أنه هو الإمام وليس أحد غيره.
وتقول: ﴿قال ومن ذرّيّتي قال لا ينال عهدي وتكمل الآيات عن إبراهيم الظالمين﴾. فطلب إبراهيم الإمامة من ربّه لذرّيّته إلا أنّ الله لم يجبه بِ(نعم أو لا) بل قال له ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾ أي أنّ الإمامة عهد من الله هذا العهد لا يناله الظالمين.
، أنّهم على أربعة طوائف:وهنا نقطة جديدة حول ذرّيّة آدم
الطائفة الأولى: هم من عصوا الله في كل مراحل عمرهم وماتوا ويموتون وهم يعصون.
الطائفة الثانية: هم من كانوا في أول عمرهم طاهرين غير عاصين إلا أنّهم عصوا فيما بعد ويموتون وهم في المعصية.
الطائفة الثالثة: هم من يعصون في بداية عمرهم ثمّ يتوبون ويموتون وهم على الطهارة والتوبة.
الطائفة الرابعة: فهم من لم يعصوا من بداية عمرهم إلى نهايته، وكانوا طاهرين ومصلّين ومؤمنين بالله سبحانه وتعالى، وهذه الطائفة هي التي تضمّ  كما أنّ الإمام الحسين وأبنائه الأطهار وهم من أبناء الإمام الحسين يستحقّون الإمامة وهي لهم ، كما أنّ الإمام الحسين منذ ولادته إلى حين استشهاده لم يعصِ الله طرفة عين أبداً، جعلنا الله من أتباع الإمام  والمخلصين لله تعالى في كل كبيرة وصغيرة من أعمالنا.الحسين

التعليقات  

#1 RE: شرح زيارة وارث (7)ZAIRATO 2012-12-24 21:27
IARABO ZAIRATO MATTEHAFI KAHIRATU

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...