بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

بقلم: الشيخ علي مسيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
"السلام عليك يا وارث عيسى روح الله".
أحد أنبياء أولي العزم، وصاحب كتاب وشريعة، وهو كلمة من الله.النبي عيسى وأصل وجوده في هذا العالم معجزة إلهيّة، فهو قد ولد دون أب. "إن مثل عيسى في كتاب الله كمثل آدم خلقه من تراب ثمّ قال له كن فيكون".

وردت سيرته في عدّة آيات وعدّة سور من القرآن الكريم، منها سورة آل عمران وسورة مريم. وهي أمه التي قدّسها القرآن ﴿إذ قالت إمرأة عمران ربّ إنّي نذرت لك ما في بطني محرّراً﴾ فتجعله خادماً لبيت المقدس، ﴿فتقبّل منّي إنّك أنت السميع العليم فلمّا وضعتها قالت ربّ إنّي وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإنّي سمّيتها مريم وإنّي أعيذها بك وذرّيتها من الشيطان الرجيم﴾.
لو دققنا في الآيات القرآنيّة نجد أنّ مريم هي الوحيدة التي ذكر إسمها في القرآن الكريم من بين النساء، ﴿فتقبّلها ربّها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريّا كلما دخل عليها زكريّا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب﴾.
﴿وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين، يا مريم اقنتي لربّك واسجدي واركعي مع الراكعين﴾.
دائماً نلحظ اقتران اسم عيسى مع اسم أمه والسبب في ذلك الزيادة في مقام  كما تذكر الروايات كان يذكر أمه في السفر. كما أنّ الإمام الحسين عيسى وفي كربلاء ومع أصحابه ومع أعدائه ويقول "أنا ابن فاطمة"، و "أمي فاطمة" وكان يفتخر بهذا النسب.
في الآية الشريفة عن السيدة مريم ورد ﴿واصطفاك على نساء العالمين﴾ ونحن نعتقد أنّ السيدة الزهراء هي سيدة نساء العالمين فكيف نميّز بين هذين الرأيين الأول قرآني والثاني روائي؟
إنّ الآية لا تخالف الرواية، والإنسان بما هو إنسان ليس ذكراً ولا أنثى، بل إنّ الذكورة والأنوثة وصف للبدن ووصف الجنس، كما أنّ الملائكة ليست ذكراً ولا أنثى. وشخصيّة الإنسان بروحه، والروح خارجة عن الأنوثة والذكورة، وعندما يخاطب الله الإنسان يخاطب الذكر والأنثى، كما أنّ الملائكة يخاطبون الإنسان بما هو إنسان، وهم كانوا يحدّثون السيدة الزهراء  المحدَّثة، لكن مع اختلاف، ومن أسمائهاكما كانوا يحدّثون النبي  كأنثى، والنبوة والإمامة من الخصوصية بين النبي كرجل وبين السيدة فاطمة شأن الرجال لأنهما بحاجة إلى الإختلاط مع الناس والمجتمع وإدارته، وهذه الوظيفة لا تناسب المرأة.
وفي العودة إلى السيدة مريم نجدها أيضاً مُحَدَّثة من الملائكة والآية الآنف ذكرها تبيّن هذا المعنى. وقد وردت عبارة "اصطفاك" مرّتين في هذه الآية، في الإصطفاء الأول كان إصطفاء نفسي، إختارها الله لتكون محدَّثة ووليّة وطاهرة من الرذائل والخبائث. وفي الإصطفاء الثاني اصطفاء نسبي اختصّها فيه بأن تكون أمّاً لولد دون أب.
هذه مريم التي هي شرف لعيسى وهو يذكر باسمها، ﴿وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين﴾ عيسى وجيهاً عند الله وصاحب وجاهة، والوجيه هو الشخص الذي يواجه الله والله يواجهه، عيسى وجه ووجيه كما أمه مريم أيضاً وجيهة.
﴿قال إنما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاماً زكيّاً قالت أنّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيّا قال كذلك قال ربّك هو عليّ هيّن ونجعله آية للناس ورحمة منّا وكان أمراً مقضيّاً﴾، في ذلك الزمان نال اليهود من مريم  ابن الله لأنه عليها السلام واتّهموها بالمعصية، والنصارى اعتبروا عيسى لا أب له.
﴿يا أخت هارون ما كان أبوك إمرىء سوء وما كانت أمك بغيّا﴾. عليها أن تبيّن الحق لهم، ﴿فأشارت إليه قالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبيّا قال إنّي عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّا﴾، إذن أول كلمة قالها هي ﴿إني عبد الله﴾ لا "أنا ابن الله" كما يعتقدون، حتى يعلّم النصارى أن لا يقولون له أنه إبن الله، ويطهّر حجر أمه عن أي خطأ أو ذنب، وكان لا يزال في المهد ويقول ﴿وجعلني نبيّاً﴾.
أول كلمة نطق بها عيسى بالإعجاز قال ﴿إنّي أنا عبد الله﴾ يعرّف عن نفسه بأنه عبدالله، وفي زيارة وارث ورد "يا أبا عبد الله" وهي كنية وكناية لمعنى، لماذا كُنِّيَ الإمام الحسين بهذا المعنى؟
حين أخذ الرسول بيد الإمام الحسين وكان طفلاً قال له "عزيز عليّ يا أبا عبد الله"، والرسول لاينطق إلا بالوحي كما تقول الآية "لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"، وهذه الكنية هي وحي إلهي.
وكنية "أبا عبد الله" هي كنية إمامين من أئمّتنا عليهم السلام الإمام ، لكن العبادة التي ظهرت من الإمام الحسين لم تظهر والإمام الصادق الحسين من أحد، أي أنه كان عبداً محضاّ لله، ومن العبادات الجهاد، ولم يقم أحد بجهاده قط، كما أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أدّاهما لم يقم بهما أحد مثله قط. وقد ظهرت منه عدّة أوصاف كماليّة ولم تظهر من أحد قبله منها: الصبر، والتسليم والرضا بقضاء الله، لذلك قال في آخر لحظات حياته الشريفة "إلهي رضاً بقضائك وصبراً على بلائك ولا معبوداً سواك".
والإمام يشكر ربّه في أول دعاء عرفة فيقول "الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع ولا لعطائه مانع ولا كصنعه صانع وهوالجواد الواسع" يشكر الله الذي إختاره للشهادة بين يدي الجلال والجمال.
قال "إني عبدالله ..." العبودية التي ظهرت بعدأول كلام نطق به عيسى كربلاء كلّها ببركة كربلاء، ولولاه ما عُبِد الله وما عُرِف الله لأنهم أرادوا أن يمحوا الدين، ومعنى "أبا عبد الله" أي أنه أب معنوي لأي إنسان يعبد الله.
﴿قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّاً وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّا والسلام عليّ يوم ولِدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّاً﴾، أي سلام عليّ في الدنيا يوم ولدت ، وسلام عليّ يوم أموت أي في البرزخ ، وسلام عليّ يوم أبعث حيّاً أي يوم القيامة الكبرى.
حياة عيسى ابن مريم سلم وسلام وبركة في الدنيا والبرزخ والقيامة الكبرى، ذلك عيسى ابن مريم وذلك الحسين بن علي عليهما السلام.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...