بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

بقلم: الشيخ علي مسيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
"السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله".
هو نبي الإسلام، وقد تحدّث عنه القرآن أكثر مما تحدث عن موسى وعيسى محمد ونوح وسائر الأنبياء، ثمّ قال: ﴿تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض﴾، أي أنهم ليسوا جميعاً في مرتبة واحدة، ويقول ﴿لقد فضّلنا بعض النبيّين على بعض﴾،

، وهو أي أنّ لهم مراتب بحسب كتبهم وأمّتهم، وأفضلهم وسيّدهم نبيّنا محمد شافع الشفعاء، كما أنّ كتابه أفضل الكتب. وهو آية الله الكبرى والعظمى،  التي فيها أسماؤه وصفاته، ومع ذلك فهو أعلى وهوالمرآة التامّة مرآة محمد مما نقول ونتصوّر ومما نذكر أو نقرأ أو نكتب أو نوصف.
فقال﴿ومبشّراً برسول يأتي من بعدي إسمه أحمد﴾، بالنبي وقد بشّر عيسى البشارة تكون للأفضل دائماً ﴿إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون﴾ كما  باقية ومحفوظة برعاية الله إلى يوم القيامة. أنّ معجزته
لأنه علينا أن ندرك الحقيقة المحمديّة حتى ندرك حقيقة الإمام الحسين وارثه، تقول الآية ﴿تراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون﴾. فهناك فرق كبير بين النظر "البصر"، فالناس ينظرون الى الرسول النظر الخارجي كيف يأكل ويشرب وهم لا يرونه، وهذا شأن أعداء الإمام الحسين في كربلاء. أمّا النظر فيكون بالعملية الفيزيولوجيّة بآلة تسمّى العين، والبصر هو الرؤية القلبية واليقينيّة، وهي أعلى مرتبة من النظر.
عليه أن ينظر الى حقيقة وليدرك الإنسان شيئاً من حقيقة النبي محمد الأنبياء عليهم السلام، ورد في شأن موسى في سورة الأعراف ﴿ولمّا جاء موسى لميقاتنا﴾، وعن إبراهيم الخليل يقول ﴿إنّي ذاهب إلى ربّي سيهدين﴾ ونستنتج  ﴿سبحان من هذه الآيات أنهم يذهبون باتجاه التوحيد، لكنه يقول بشأن نبيّنا الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله﴾.
موسى جاء، وإبراهيم ذهب، هذا هو السلوك مرتبة الى مرتبة، وهذا شأن السالك، لكن في المقابل وهو المجذوب الذي يجذبه الله ويأخذه، فالله هو الذي أسرى بالنبي الى حقيقته والى ذاته المقدّسة.
موسى يطلب من ربّه ﴿ربّ اشرح لي صدري واحلل عقدة من لساني﴾، لكن بشأن الرسول يقول ﴿ألم نشرح لك صدرك﴾"دون أن يطلب، وهنا ترد الإجابة قبل المسألة، وهذا يوضح اختلاف المراتب.
ثم قال لنا في سورة آل عمران ﴿إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله﴾ إذا كنتم أنتم المحبّون والله هو المحبوب إتّبعوا الرسول ليصبح الله هو المحبّ وأنتم المحبوب.
أمّا هذه المحبّة في كتاب الله الكريم ﴿أنّ الله يحبّ التوّابين ويحبّ المتطهّرين﴾. أي أنّ الله يحبّ الإنسان المخلص التائب ويحبّ أهل الطهارة... وهذه أفعال وصفات تعني أنّ إتّباع الرسول يؤدي إلى التوبة والتقوى والجهاد ...
وللطهارة الواردة في الآية عدة مراتب منها: طهارة النفس، وطهارة الروح، وطهارة القلب... وهذه الطهارة ليست سهلة بل هي صعبة لأنها تُعنى بالباطن، وبعد تحقّقها يستطيع الإنسان أن يدرك القرآن والحسين والرسول ...
إنّ الله سبحانه لم يخاطب في كتابه "يا محمد" تعظيماً له بل خاطبه بألقابه الشريفة "يا أيها الرسول، يا أيها النبي، يا أيها المدّثر، يا أيّها المزّمّل...".
نبيّنا هو عبد الذات الإلهية فقط ومن هنا نفهم أن مقامه وكتابه أعلى من مقام أي نبي، لذلك نحن نقول في صلاتنا "أشهد أنّ محمداً عبده ورسوله" وإذا قرأنا "الحسين منّي وأنا من حسين" نجدهم حقيقة واحدة فحقيقة الأئمّة جميعاً هي حقيقة الرسول وبالتالي حقيقتهم جميعاً هي حقيقة واحدة، وكلّهم نور واحد "أوّلنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلّنا محمد".
إن هذه الحقيقة تسمّى "بالحقيقة المحمدية"، و"محمد" تعني "محمود" أي نحن من المحمِّديين وهم محمَّّديون، ومعنى "محمِّد" أي الذي يحمد ومحمّد الذي هو محمود، فحمدنا وشكرنا يصل إليهم، وكما أن حقيقتهم حقيقة محمدية فمقامهم مقام محمود.
لم يقتل في كربلاء وحده، بل من قُتل ونسنطيع أن نقول أنّ الإمام الحسين ، لأنّ الإمام وارثهم وأمير المؤمنين هو آدم ونوح وموسى وعيسى والنبيّ جميعاً في أخلاقهم وأفعالهم، والظالمون قد قتلوا كل الشرف وكل القيم وكل الفضيلة ولكن من يدرك هذا.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...