بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

بقلم: الشيخ علي مسيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
"أشهد أنك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة، والأرحام المطهّرة، لم تنجّسك الجاهليّة بأنجاسها، ولم تلبسك من مدلهمّات ثيابها،

وأشهد أنك من دعائم الدين، وأركان المؤمنين، وأشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله أني بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متّبع ونصرتي لكم معدّة صلوات الله تعالى عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى شاهدكم وعلى غائبكم وعلى ظاهركم وعلى باطنكم".
ونحن نقرّ ونعترف بها، حتى أننا نقتبس ولو بالمقدار القليل من خلال هذه الصفات أيضاً.هذه جملة من أوصاف الإمام الحسين
الزائر حين يزور يأخذ من المَزور شيئاً، والحقيقة الإنسانية حقيقة لطيفة تتأثر بأي شيء، وحين نزور أئمّتنا عليهم السلام فكأننا نزور كل القيم الإنسانية وكل الخير وكل المناقب والشرف، وقد قال العرفاء أنّ الأنبياء والأولياء هم مرآة، والله سبحانه من وراء المرآة هو صاحب النطق وصاحب الكلام لكننا يستحيل أن نرى الله ونسمع صوته، نحن حين ننظر إلى المرآة نجد صورة تشبهنا ووراءها الله تعالى، فهو الذي يتكلّم، ونحن نريد أن نرتبط بأهل البيت عليهم السلام ثمّ نتكلّم بكلماتهم ونتّصف بصفاتهم ونتخلّق بأخلاقهم، السنخيّة بيننا وبينهم موجودة، فهم بشر ونحن بشر من حيث البشريّة، والإنسان بشر من حيث جسده، نحن ننظر إلى أسمائهم وإلى أنفسهم وننظر إليهم بالسنخيّة التي تفيد معنى علّة الإنضمام.
إن أهل البيت عين الطهارة والتقوى، وعين العلم والزهد وعين الشجاعة، ولولاهم لما فهمنا معنى الشجاعة والعدالة، هم بيّنوا وفسّروا هذه الحقائق.
كيف نرتبط بأهل البيت عليهم السلام؟
نرتبط بهم عن طريق السنخيّة، يجب أن أزكّي نفسي ولساني وقلبي وروحي حتى يجذبوني إليهم، عندما نقول "أشهد أنك من دعائم الدين" أي أنّهم من دعائم الدين وأساسه الذي هو حبّهم ومعرفتهم وولايتهم.
ما هو الدين؟
الدين هو الحب لهذه الصفات والقيم الإلهية، وحب العدالة والجود والكرم، وحين أحبّ الإمام الحسين فأنا أحبّ هذه الصفات، وهذه الكمالات.
ما معنى هذا الحبّ؟
نحبّ هذه الصفات ونسعى لأن نتحلّى بها، يجب أن يكون باطننا تماماً كظاهرنا، وأن نطهّر أنفسنا من كل الرذائل والخبائث.
وإذا قلنا أنهم دعائم الدين؛ أي أصل الدين ولايتهم وحقيقتهم وصفاتهم وعقيدتهم وخلقهم، ويجب على الإنسان أن يتخلّق ويتّصف بهذه الصفات.
"وأركان المؤمنين" المؤمن بحاجة إلى ركن يستند إليه، ويزوره فالإمام كالكعبة لا تٌقطع فلا نتفرّق، والأئمة هم أركان المؤمنين في الدنيا وفي  وإلى جهاده الآخرة، وإذا تزلزلنا يجب أن نلتجىء إلى كربلاء الإمام الحسين وبذله للغالي والنفيس.
"وأشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله أني بكم مؤمن" الإيمان هو التصديق، أي أنّي آمنت بهم وبما آمنوا به.
"وبإيابكم موقن" أي أني أؤمن بأنكم سوف ترجعون إلى الدنيا، والرجعة لها حديث طويل ليس محلّ حديثنا.
"وبشرايع ديني وخواتيم عملي وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متّبع صلوات الله عليكم " أئمة أهل البيت كانوا وما زالوا وسيبقون إلى أبد الآباد، وأصل وجودهم نور، وهذه العبارات موجودة في الكثير من الزيارات "خلقكم الله نوراً" كما ورد في الزيارة الجامعة.
يقول تعالى في سورة الحديد ﴿يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم﴾. الإنسان يمشي يوم القيامة ونوره أمامه، إذ أن صلاته وصومه وزهده كله نور يمشي أمام الإنسان، وهو يسعى وراءه ﴿بشراكم اليوم جنّات تجري من تحتها النهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا أنظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا﴾ يوم الآخرة يوم الحساب والدنيا هي أيام العمل، ﴿فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه رحمة وظاهره من قبله العذاب﴾ المؤمنون والمؤمنات في باطن هذا السور، ولا يوجد بٌعد بين الإيمان والكفر، ويمكننا أن نصبح من أهل النار أو من أهل النور بكلمة واحدة أو فكر واحد.
وفي سورة النور ﴿الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح والمصباح في زجاجة والزجاجة كأنها كوكب درّي يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقيّة ولا غربيّة﴾ على الإنسان أن يكون شجرة في وسط البستان حتى يثمر بالثمار الجيدة، ومراد العبارة ﴿لا شرقيّة ولا غربيّة﴾ أي في وسط البستان، لأن الشجرة الشرقية محرومة من الشمس في فترة ما بعد الظهر، والشجرة الغربية، فتستفيد من الشمس من الظهر الى المغرب لكنها لا تستفيد منها في فترة ما قبل الظهر لكن الشجرة التي في وسط البستان تستفيد من الشمس من شروقها الى غروبها، وهذه الشجرة غنيّة بالزيتون وتعطي الزيت والزيت يعطي النور.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...