بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

موضوع البرنامج: علاقة العبادة الحقة بالخوف من الله تعالى
بقلم: الدكتور محمود البستاني
نتابع حديثنا عن الادعية المباركة وما تتضمنه من بلاغة التعبير وثراء المعنى،

فضلاً عن معطياتها الوجدانية والعبادية ولنا هذه الادعية ما سبق ان حدثناكم عنها ونعني بذلك الدعاء الذي يتلى يومياً في شهر رجب وهو (اللهم اني أسألك صبر الشاكرين لك، وعمل الخائفين منك، ويقين العابدين لك ...).
وقد حدثناكم عن الفقرة الاولى منه وهي (اللهم اني أسألك صبر الشاكرين)، ونحدثكم الآن عن الفقرة الثانية وهي (وعمل الخائفين منك) فماذا تعني هذه العبارة؟
مما لا شك فيه ان العبد بالضرورة ينبغي ان يخاف الله تعالى لكن السؤال هو ما هي دلالة الخوف من حيث صياغتها او اصطلاحها الذي يستخدمه النص الشرعي؟ هل هو الخوف الذي ينصرف اليه الذهن العادي أي الخوف من العقاب مثلاً؟ اصحاب الجنة الى قسمين هما شخصيات السابقين وشخصيات اليمين تبعاً لقوله تعالى (والسابقون السابقون اولئك المقربون) وقوله تعالى (واصحاب اليمين ما اصحاب اليمين) وعندما ندقق في اوصاف الجنة المعدة للسابقين نجدها ارقى واترف نعيماً من الجنة المعدة لاصحاب اليمين، ونحن الان لسنا في مقام التفسير المفصل لمستويات الجنة بقدر ما نستهدف الاشارة الى ان الجنة التي اعدها الله تعالى للسابقين هي افضل المواقع بالقياس الى الدرجة المعدة للسابقين قد عرف القرآن الكريم اصحابها متمثلين في الشخصيات "المقربة" حيث قال تعالى (والسابقون السابقون اولئك المقربون) وهؤلاء الاشخاص خلع عليهم الله تعالى في سورة الرحمن طابع (الخائفين) فقال: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) . هنا ايضاً لو دققت النظر في الاوصاف التي وردت في عرض البيئة التي تنتظم "الخائفين" لوجدتها بدورها ارقى واترف من النعيم الذي وصفه الله تعالى لمن هو دونهم، حيث قال تعالى (ومن دونهما جنتان) أي ثمة جنتان دون او ما يلي الجنتين الاوليين حيث نجد ان النعيم المعروض في وصف الجنتين الاعلى درجة هو: من نصيب الشخصيات "الخائفة".
من هنا نستخلص بان "الخائف" هو الشخصية الاعلى درجة من الاخرين المؤمنين وهذا يؤدي بنا الى ملاحظة السمات التي تطيل هذه الشخصيات.
من الواضح ان مجرد الخوف يظل كما لا حظنا من سمات الشخصيات التي يطلق عليها العبد، ولكن كما قلنا ايضاً ان الشخصيات الاعلى درجة هي التي تتعامل مع الله تعالى بما انه اصل للعبادة ولذلك هنا نجد ان الاصلاح الشرعي لظاهرة الخوف تتسع دلالتها لتشمل ارفع درجة عبادية للشخصية انها لا تعني الخوف من العقاب فحسب والا بم نفسر ما ورد عن المعصومين عليهم السلام من ان الشخصية ينبغي ان تعبد الله تعالى عبادة الاحرار أي ان تعبده لانه تعالى اهلٌ للعبادة وليس طمعاً في الثواب وخوفاً من العقاب. فالعبادة الطامحة الى الثواب هي عبادة التجار والعبادة الخائفة من العقاب هي عبادة العبيد واما العبادة الطامحة الى رضاه تعالى وممارسة العبادة حياله بما انه تعالى اهلٌ للعبادة فهي عبادة الاحرار وهم الصفوة البشرية دون ادنى شك ...
هنا قبل ان نتحدث عن العبادة الحقة وصلتها بظاهرة الخوف، ينبغي ان نذكركم بان نستحضر النصوص القرآنية الكريمة واحاديث المعصومين عليهم السلام في هذا الميدان فمثلاً عندما نقرأ سورة الواقعة نجدها تقسم يمكن الذهاب الى ان "الخوف" عند الشخصيات العليا يجسد حالة خاصة هي شعورها بعظمة الله تعالى وهيبته وخوف احتجابه عنها أي الشخصيات التي تتعامل مع الله تعالى من خلال الوجه والقرب والذوبان في محبة الله تعالى ومن ثم فان الخوف يظل هو الخوف من تقصيرها في حق الله تعالى حيث ان الله تعالى لا يمكن ان يعبد حق عبادته، وهذا ما يفسر لنا القصور والتقصير في الممارسة العبادية تجاه الله تعالى مهما بلغت درجة الشخصية في اعلى مستوياتها الممكنة.
اذن: عندما يقول الدعاء (اللهم اني أسألك عمل الخائفين منك) يعني ان يوفقنا الله تعالى بان نعمل عمل الخائفين من الله في ممارستنا العبادية وهو اثر يحملنا على ان ندرب ذواتنا دوماً على تحقيق ذلك والتصاعد به الى النحو المطلوب.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...