بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية


اسمه ونسبه

تأليف
المحقق الكبير العلاّمة الشيخ محمّد بن الحسين العاملي
المعروف بالشيخ البهائي
953 ـ 1030هـ

هو: الفقيه المحقق ، والحكيم المتأله ، والعارف البارع ، والمؤلف المبدع ، والبحاثة المكثر المجيد، و الأديب الشاعر، والضليع في الفنون بأسرها، نابغة الامة الاسلامية في عصره :
الشيخ أبو الفضائل محمد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل الحارثي الهمداني العاملي الجبعي .
نعم ، هوحارثي همداني ، إذن هو من بيت المجد والشرف والولاء للعترة الطاهرة، منذ عهد جده الأعلى الحارث بن عبدالله الأعور الهمداني (1) ، الذي بشره أميرالمؤمنين (عليه السلام) عند وفاته بنتيجة عقيدته الصحيحة به ، وولائه المخلص له .
وصحة هذا النسب الطاهر مما تسالم عليه جميع من ترجم له ، أو لوالده ،
وكما صرح به جمع من أعلام الامة وأساطين الطائفة ممن عاصرها ، ومن تأخر عنهما في إجازاتهم (2) ، وقد عد منهم صاحب الغدير(قدس سره ) عشرين علماً(3) .
وأشاد به نظماً جمع ، منهم الشيخ جعفر الخطي البحراني (4) في قصيدة منها:
فيابن الاولى أثنى الوصي عليهم بماليس تثني وجهه يد إنكار(5)
يلتقي نسبه الشريف مع نسب علم من أعلام القرن الجامع بين ، العلم والأدب ، والناشر لألوية الحديث ، الشيخ تقي الدين إبراهيم بن الشيخ علي الكفعمي، مؤلف المصباح ، والبلد الأمين ، وشرح الصحيفة، ومحاسبة النفس ، الى غيرها. وذلك أن الشيخ البهائي حفيد أخ الشيخ الكفعمي واليك مخططاً يوضح هذا:
الشيخ إسماعيل اللويزي
|
الشيخ صالح
|
الشيخ محمد
|
الشيخ بدرالدين الحسن
|
زين الدين علي
ت: 861
|
|
رضي الدين
|
شرف الدين
|
الشيخ إبراهيم الكفعمي
|
جمال الدين أحمد
|
الشيخ شمس الدين محمٌد ت:886
|
|
زهرة
|
أبو المكارم هبة الله
المولود 858
|
الشيخ عبد الصمد ت:935
|
الشيخ محمٌد ابو المحاسن
|
الشيخ علي
|
الحاج زين العابدين المولود 909
|
الشيخ حسين
|
الشيخ محمٌد م:903 ت:952
|
حسن
|
نورالدين أبو القاسم علي م:898
|
الشيخ عبد الصمد
المولود 966
|
الشيخ بهاء الدين محمد
المولود 953
ت:1030

إذن فالشيخ البهائي محمد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمد أخ الشيخ إبراهيم الكفعمي .
هذا نسبه يصفه هوبنفسه قائلا: "إن اباءنا وأجدادنا في جبل عامل كانوا دائما مشتغلين بالعلم والعبادة والزهد، وهم أصحاب كرامات ومقامات "
في هذه البيئة، ومن هذا البيت العلمي ورث المجد والسؤدد، ومن هكذا محيط خرج الى الدنيا، وليس بمنكرما للمحيط من أثر.
ولادته
تاريخها ومكانها
تاريخها :
اختلف المؤرخون فيها :
فمن ذاهب الى أنها كانت عند المغرب يوم الخميس لثلاث عشر بقين من المحرم سنة 953، واليه مال الشيخ البحراني وجمع (6) .
ومن ذاهب الى أنها كانت عند غروب شمس يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة(7) .
ومن ذاهب - كالافندي وجمع - الى أنها كانت " . . عند غروب الشمس يوم الاربعاء 17 ذي الحجة سنة 953" (8) وذلك استنادا الى نص وجده بخط الشيخ البهائي على نسخة من إرشاد العلامة الحلي حكاه عن خط والده حيث سجل فيه مواليد ووفيات جمع من الاسرة.
وهناك من مال الى أنها كانت سنة 951 ولم أجد من أيده على ذلك ولعلها تصحيف 953(9) .
ولهذا فقد ضبطها الشيخ القمي في هديته وكناه بقوله : ظنج .
وبناء على نقل الشيخ المجلسي الاول فيكون مولده اما سنة 948 أو 949(10) .
وأما محلها :
فالذي يستفاد من بعض سوانحه (11)، وبعض النصوص أنها كانت في موطنه الأصلي بعلبك من جبل عامل .
وهو الحق في المقام .
وما ذهب اليه الطالوي في سانحاته من أنها في قزوين (12) .
والصنعائي من أنها في أصفهان (13) .
وأحمد رفعت (14) ، وسامي باشا (15) ، وقدري طوقان (16) من أنها في آمل المازندرانية أو الخراسانية الى غير ذلك .
فهو مما لا شاهد له ولا دليل عليه ، اللهم إلا التشابه اللفظي بين آمل وعامل .
* * *
أساتذته ومشايخه
"إن رحلات شيخنا البهائي لاقتناء العلوم ردحا من عمره ، وأسفاره البعيدة الى حواضر العالم الاسلامي حينذاك دون ضالته المنشودة، وتجوله دهراً في المدن والأمصار وراء امنيته الوحيدة، واجتماعه في تلكم الحواضر مع أساطين الدين ، وعباقرة المذهب ، وأعلام الامة ، وأساتذة كل علم وفن ، ونوابع الفواضل والفضائل .
تستدعي كثرة مشايخه في الأخذ والقراءة والرواية غير أن المذكور منهم في غضون المعاجم " (17) قلة لاتناسب ما سنعرف عن سياحته وتنقلاته وهم :
1 ـ والده المقدس الشيخ حسين بن عبدالصمد بن محمد، صاحب النفس الطاهرة الزكية،و الهمة الباهرة العلية، كان عالماً ماهراً، محققاً متبحراً، جامعاً أديباً منشأ شاعراً، عظيم الشأن ، جليل القدر، ثقة، من فضلاء تلامذة الشهيد الثاني قدس سره .
توفي قدس سره سنة 984 ثامن ربيع الأول ، في المصلى من قرى هجر من بلاد البحرين ، عن عمربلغ 66 سنه ، حيث كانت ولادته سنة 918 في غرة محرم الحرا م (18).
وقد قرأ عليه ابنه -الشيخ البهائي - العلوم العربية والحديث والتفسير، وروى عنه قراءة وسماعاً واجازة لجيميع ما للإجازة فيه مدخل من سائر العلوم العقلية والنقلية . . . ، بحق روايته عن شيخنا الإمام قدوة المحققين الشهيد الثاني
طاب ثراه (19) .
2 ـ الفقيه المحقق، والمحدث المتكلم، الشيخ عبد العالي بن الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الكركي ، نجل صاحب جامع المقاصد، المولود سنة 926 ، والمتوفى 993 باصفهان ، ونقل منها بعد ثلاثين سنة ودفن في المشهد الرضوي على من حل فيه الاف التحية والثناء(20).
** 3 ـ محمد بن محمد بن محمد بن أبي اللطف بن علي بن منصور المقدسي الشافعي الأشعري العلوي ، المولود سنة 940، برع وهوشاب حتى فضل وقدم على من هو أسن منه حتى على أخويه ، وصار مفتياً للقدس الشريف على المذهب الشافعي ، مات سنة 993(21) .
وقد أجاز الشيخ البهائي بإجازة مؤرخة سنة 992 في شهرجمادى الاولى منه (22).
ومن لطيف الأسانيد والطرق طريق الشيخ البهائي لرواية صحيح البخاري عن مؤلفه ، وهم ثلاثة عشر شيخاً جميعهم من المسمين بمحمد، إليك السند - مع حذف الألقاب والاقتصار على الإسم فقط - مع تتمته للشيخ البحراني :
. . . الشيخ محمد بن يوسف بن كنبار،عن الشيخ محمد بن ماجد البحراني ، عن الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب البحار، عن أبيه الشيخ محمد تقي المجلسي ، عن الشيخ محمد بن الحسين البهائي ، عن محمد بن محمد بن أبي اللطف المقدسي ، عن ابيه محمد بن محمد ، عن شيخه محمد بن ابي الشريف المقدسي ، عن محمد بن ابي بكر، عن محمد المراغي ، عن محمد بن إسماعيل القرشيدي ، عن السيدمحمد بن سيف الدين قليج بن كيكذي العلائي ، عن محمد ابن مسلم بن محمد بن مالك الحنبلي ، عن أبي محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد
المقدسي ، عن محمد بن عبد الواحد البزاز، عن محمد بن احمد حمدان ، عن محمد ابن اليتيم، عن محمد بن يوسف الفريري ، عن محمد بن إسماعيل البخاري بكتابه المذكور، وجميع مصنفاته .
4 ـ الشيخ الفاضل الكامل المنطقي المولى عبدالله بن الحسين اليزدي الشهابادي المتوفى سنة 981(23) في اصفهان ، كان علامة زمانه ، جليل القدر، عالي المنزلة، له مؤلفات منها: الحاشية على تهذيب المنطق للتفتازاني ، وحاشية على الأستبصار.
تلمذ عليه جمع منهم صاحب المعالم ، والمدارك ، وشيخنا المؤلف ، حيث أخذ عنه الحكمة والكلام وبعض المنقول .
5 ـ المولى علي المذهب المدرس ، تلمذ عليه في الرياضيات (24) .
6 ـ القاضي المولى أفضل القايني (25) .
7 ـ الشيخ أحمد الكجائي الكهدمي الكيلاني النهمني(26) ، المعروف ببير أحمد، قرأ عليه في قزوين (27) الرياضيات والحكمة ‎.

8ـ النطاسي المحنك عمادالدين محمد بن مسعود الشيرازي ، قرأ عليه


الطب(1).
9 ـ الشيخ عمر العرضي ، أفاد منه في حلب (28) .
10 ـ الشيخ محمد بن محمد بن أبي الحسن علي بن محمد البكري ، اجتمع معه في مصر، وحضر دروسه في الأزهر. المتوفى سنة 993 هـ (29)، له : شرح مختصر أبي شجاع ، وديوان شعر(30) .
11 ـ محمد باقر بن زين العابدين اليزدي المتوفى حدود 1056 ، كان من أعاظم الرياضيين ، له : عيون الحساب ، مطالع الأنوارفي الهيئة، وغيرها (31) .
ومما لاشك فيه أن هذا العدد المذكور من أساتذته وشيوخه لايلائم تلك السياحة التي أخذت من عمره أكثر من الثلث ، بل ومشابهته لفنون عدة حتى ألف في أغلبها الكتب .
ولكن ما الحيلة وهذا هو المحفوظ والذي عثرنا عليه منهم .

تلامذته
إن التأريخ حفظ لنا أسماء جم غفير ممن أخذ عن الشيخ المصنف علوم الدين ، والفلسفة والأدب من العلماء الأفذاذ، ومن استجاز عنه للرواية .
وقد تجمع لدينا منهم عدد كبير، أرجأنا تعدادهم الى موعد قريب . إن شاء الله (32) .
رحلاته
كانت رحلته الاولى مع والده من مسقط رأسه إلى إيران ، وفيها تعلم الفارسية واتقنها حتى كأنه ابن بجدتها، درس وتعلم في حاضرتي العلم قزوين واصفهان على أبيه وغيره ممن مر من أساتذته ، وارتقى الى أوج الكمال ، وفي هذه الأثناء اقترن بزوجة صالحة فاضلة هي كريمة الشيخ العالم العامل شيخ الاسلام في الديار الإيرانية في حينه الشيخ زين الدين علي منشارالعاملي (33) .
ولما كانت وحيدة أبيها، اذ لم يعقب غيرها، فقد آلت اليها - واليه لا محالة- تركة أبيها، ومنها مكتبته العامرة.
حيث كانت للشيخ المنشار مكتبة عظيمة كبيرة تربو على أربعة الاف كتاب ، جلب أغلبها من الديار الهندية، إذ كان قاطناً فيها فترة من الزمن (34) .
فكانا ينتفعان منها وينهلان منها نميراً صافياً.
وعلى أية حال فقد حاز لدى سلطان وقته - الشاه عباس الكبير- أعلى المراتب وهي مشيخة الاسلام ، وله ألف الجامع العباسي في الفقه .
ولكن الذي يظهر جلياً لمن يسبر أحوال الشيخ قدس سره يرى وبوضوح أنه لم يكن يرى لتلك المناصب الدنيوية قيمة، بل كان يجعلها وراء ظهره ، وهذا واضح لحبه للوحدة والعزلة وللسير على طريقة أهل السلوك والعرفان والسياحة مختاراً للفقر الذي كان به يفخر فخر الكائنات (صلى الله عليه وآله) ومرجحا له على تمام المناصب والرتب .
هذا وبعد أن ولي في حاضرة العلم وعاصمة الحكومة مشيخة الاسلام ؛ بعد والد زوجته الشيخ علي المنشار حيث كان فيها شيخ الاسلام أيام الشاه طهماسب الصفوي ؛ "رغب في الفقر والسياحة، واستهب من مهاب التوفيق رياحه ، فترك تلك المناصب ، ومال لما هو لحاله مناسب "(35) .
وقد بدأ سياحته بحج بيت الله الحرام ، ومن ثم زيارة المدينة المنورة على من حل فيها الآف الثناء، ومن ثم شهرعصا الترحال وساح في أرض الله الواسعة ردحاً من عمره (36)، كان خلالها متخفياً مستتراً كما يظهر من الحوادث والمجريات ، مع أن شهرته كانت مطبقة في الافاق .
فقد زار خلالها كلاً من الأعتاب المقدسة في العراق ، والإمام الرضا (عليه السلام) في خراسان ، ومن ثم قصد هرات وعاد منها الى مشهد الامام الرضا، ومنها آذربايجان وزار خلالها مصر، والقدس الشريف ، ودمشق الشام ، وحلب ، وغيرها من البلاد.
توقف في كل بلد مدة، صاحب جمعاً كثيراً من أهل الكمال والمعرفة والفضل مما لم يكن ميسورا لكل أحد، وكان خلالها مورد احترام الاخرين ، واستفاد وأفاد كثيرا .
هذا، وقد وقعت له مباحثات علمية ومذهبية كثيرة مع علماء المذاهب الاخرى أذعن فيها الجميع له .
ومن المؤسف حقا عدم تدوين الشيخ البهائي لاخبار سياحته التي استمرت هذه المدة الطويلة، مع فضله وكثرة علومه واطلاعه ، اذ مما لاشك فيه وقوع امور لطيفه وقضايا عجيبة تظهر من ثناء بعض من تعرض لسياحته ، فلو دونت لكانت من أنفس الكتب .
إليك شطراً منها:
... كان يجتمع مدة إقامته بمصر بالاستاذ محمد بن أبي الحسن البكري (37) وكان يبالغ في تعظيمه .
فقال له الشيخ البهائي مرة : يا مولانا أنا درويش فقير فكيف تعظمني هذا التعظيم ؟!
قال : شممت منك رائحة الفضل .
فامتدح استاذه بقصيدته التي مطلعها:
يا مصر سقياً لك من جنة * قـطـوفـهـا يانعة دانية
ويصف الرضي المقدسي (38) الشيخ - عند لقائه له في القدس الشريف - ومحاولته القراءة عليه قائلاً:
" ورد علينا من مصر رجل من مهابته محترم ، فنزل في بيت المقدس بفناء الحرم ، عليه سيماء الصلاح ، وقد اتسم بلباس السياح ، وقد تجنب الناس ، وأنس بالوحشة دون الايناس ، وكان يألف من الحرم فناء المسجد الاقصى، ولم يسند أحد مدة الإقامة إليه نقصاً، فالقي في روعي أنه من كبار العلماء الأعاظم ، فما زلت لخاطره أتقرب ، ولما لا يرضيه أتجنب ، فاذا هو ممن يرحل اليه للأخذ منه ، وتشد له الرحال للرواية عنه ، يسمى بهاء الدين محمد الهمداني الحارثي ، فسألته عند ذلك القراءة عليه ..." (39).
وهذه نادرة تدلنا على مدى ما للمظاهر من تأثير في النفوس ، وهي حادثة جرت للشيخ في دمشق الشام مع الشيخ البوريني الصفوري(40) يحكيها لنا المحبي(41) وخلاصتها:
أن الشيخ البهائي لما ورد دمشق نزل عند بعض التجار الكبار في محله تبريز، واجتمع مع صاحب الروضات في مزارات تبريز الحافظ حسين الكربلائي القزويني التبريزي(42).
ثم إن الشيخ طلب من مضيفه الاجتماع بالشيخ البوريني ، فأعد التاجر .
دعوة تأنق فيها، ودعا غالب أهل الفضل من محلته ومنهم البوريني دخل البوريني المجلس ، والبهائي بهيئة السياح متصدراً له ، والجمع محدق به بأدب .
عجب البوريني من ذلك ، لعدم معرفته وسماعه بقدوم الشيخ ، فلم يعبأ به، ونحاه عن مجلسه ، وجلس فيه غير ملتفت إليه ، شارعا في بث معارفه الى أن حانت صلاة العشاء.
ثم جلسوا، فابتدر الشيخ البهائي في نقل بعض القضايا والأبحاث ، وهكذا الى أن أورد بحثاً في التفسير عويصا، فتكلم عليه بعبارة سهلة فهمها الجميع ، ثم دقق العبارة حتى لم يفهم ما يقوله إلا البوريني ، ثم أغمض في العبارة فلم يفهم حتى البوريني .
هذا والجمع صموت جمود، لا يدرون ما يقولون ، غير أنهم يسمعون تراكيب واعتراضات وأجوبة تأخذ بالألباب .
عندها نهض البوريني واقفا على قدميه فقال : إن كان ولابد فأنت البهائي الحارثي ، إذ لا أحد اليوم بهذه المثابة إلا هو.
فاعتنقا، وأخذا في إيراد أنفس ما يحفظان .
وسأله الشيخ البهائي كتمان أمره ، وافترقا، ولم يقم بعدها، بل رحل الى حلب (43).
ويذكر العرضي (44) في ترجمته قال : قدم (حلب ) مستخفيا في زمن السلطان مراد بن سليم (45) ، مغيراً صورته بصورة رجل درويش ، فحضردرس الوالد الشيخ عمر(46) ، وهولايظهر أنه طالب عالم ، حتى فرغ من الدرس .
فسأل الوالد عن أدلة تفضيل الصديق على المرتضى، فذكر أحاديث منها حديث "ما طلعت الشمس " وغيرها.
فرد عليه ، ثم ذكرأشياء كثيرة تقتضي التفضيل للمرتضى، فشتمه الوالد!!! وقال له : رافضي شيعي ، وسبه وسكت !!
ثم إن الشيخ البهائي أمر بعض التجار أن يصنع وليمة يجمع فيها بين الشيخ عمر وبينه .
امتثل التاجر ذلك ، ودعاهما وأخبر الشيخ الوالد أن هذا هو الملا بهاء الدين عالم بلاد العجم .
وعندما استقر المقام بهما .
قال الشيخ البهائي للوالد: شتمتمونا.
فقال : ما علمت أنك الملا بهاء الدين !!! ولكن إيراد مثل هذا الكلام بحضور العوام لايليق !
بعد هذه الفترة الطويلة عاد الى محطته الاولى أصفهان ، فتوجهت اليه أنظار الأعاظم ، منتهلة من نميره الصافي العذب ، مستفيدة من أنوار أفكاره البكر، حتى اختصه الشاه عباس الصوفي حضراً وسفراً حتى صحبه معه في سفره الى التربة المقدسة، حيث مرقد الإمام الثامن سيراً على الأقدام وفاءاً لنذر كانه نذره .
وقد اشتهرت عنه حكايات في سياحته كثيرة، منها ممكنة، ومنها مستبعدت أو ملحقة بالخرافات .
* * *


الهوامش
(1) الحارث بن عبدالله الاعور، عد في الأولياء من أصحاب أميرالمومنين (عليه السلام) ، روى القرطبي في تفسيره الجامع ، باب ذكرجمل من فضائل القران .. . ج 1: 5 ما لفظه وكفاه : الحارث : رماه الشعبي بالكذب ، وليس بشيء ولم يبن من الحارث كذب ، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله له على غيره ، ومن هاهنا والله أعلم كذبه الشعبي .
وهذا ديدنهم في كل من أحب علياً وال علي .
ترجم له في تنقيح المقال 1: 245 ت 2108 | رجال البرقي : 4 | اختيار معرفة الرجال 18 ت 142 143 وسير أعلام النبلاء 4 : 152 | ت 4 5 | تهذيب الكمال 5 : 5:244 ت1025 . وغيرها كثير.
(2) انظر البحارقسم الاجازات ج105: 146 و107 :14 و 32 و 38 وغيرها.
(3) الغدير 11 : 219، ضمن ترجمة والد الشيخ البهائي .
(4) أبو الحر جعفر بن محمد بن علي بن ناصر بن عبد الامام الخطي البحراني ينتهي نسبه الىعدنان عالم غلب عليه الادب والشعر فكان من الادباء الكاملين والشعراء المفلقين له إجازة من الشيخ البهائي وله ديوان شعر وغيره مات سنه 1208 هـ ، له ترجمة في امل الآمل 2 | 54 ت 139، سلافة العصر 524، انوار البدرين : 288 ت 4 رياض العلماء 1 | 111، الروضة النضرة : 113،نجوم السماء 1 | 79 .
(5) انظر: الغدير 11 : 221 | لؤلؤة البحرين : 16 ت 5 .
(6) لؤلؤة البحرين : 22 .
(7) سلافة العصر: 290 | خلاصة الأثر 3: 440 | الحدائق الندية : 3، 45 .
(8) رياض العلماء 2: 110 .
(9) رياض العلماء5: 97 .
(10) انظر روضة المتقين 14 :435 .
(11) انظر الكشكول 1: 213 .
(12) سانحات دمى العصر 2 : 128 .
(13) نسمة السحر 2 : 255.
(14) لغات تاريخية 6 : 200 .
(15) قاموس الاعلام 2 : 1411 .
(16) تراث العرب العلمي : 474 .
(17) الغدير 11: 250 .
(18) ترجم له جمع منهم : البحراني في لؤلؤته : 33 رقم 6 | وألأميني في الغدير 11 : 218 | والبغدادي في هديته 2 : 273 | والأفندي في رياضه 2 :108 | والحرفي أمله 1 :74 رقم 67 | والخوانساري في روضاته 2 : 338 رقم217 | والمامقاني في تنقيحه 1 : 332 رقم 2948 \ والقمي في سفينته 1: 272، وكناه 2 : 102 ، وفوائده الرضوية :138 | والشيخ النوري في خاتمة مستدركه 3 : 421 | والسيد الأمين في أعيانه 6 : 56 .
(19) أعيان الشيعة 9 : 243 .
(20) له ترجمة في الأمل 1 : 110 رقم 100 | ونقد الرجال : 188 رقم1 \ عالم آرا 1 : 154 | وأعيان الشيعه 8: 17 | ورياض العلماء 3 : 131 | وتكملة الأمل :265 رقم 232 | واحياء الداثر: 122 .
(21) له ترجمة في شذرات الذهب 8: 431 | والكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة 1 : 7.
(22) بحار الأنوار 106: 97 رقم69 .
(23) ترجم له كل من القمي في فوائده :249 : وسفينته 2 : 132 | والحرفي أمله 2: 160 ت 465 | والأفندي في رياضه 3 : 191 | وروملوفي أحسن التواريخ : 12: 458 | والمدني في سلافته 490 | وشيخ الذريعة في إحياء الداثر: 135 | والذريعة 6 : 53 ت 268 | وكحالة في معجم المؤلفين 6 : 49 | والمحبي في خلاصته 3 : 40 | والخوانساري في روضاته 4 : 228 رقم 386 | والبغدادي في هديته 4731 .
هذا ويذهب البعض إلى أن وفاته كانت سنة 1015 منهم المحبي والبغدادي وانظر ماضي النجف وحاضره 3: 383 حيث ترجم له ولمجموعة من ذريته .
(24) عالم آرا 1 : 156 .
(25) عالم آرا 1 :156 | إحياء الداثر: 23.
(26) قال شيخ الذريعة : إن كجاء قد تسمى (نه منيه ) لأن بها قراناً كبيراً مشهوراً بـ (نه من )، حيث كان وزنه تسعه أمنان ، بخط كوفي جلي ، على جلد ظبي ، يقال أنه بخط أميرالمؤمنين (عليه السلام) . انظر الروضة النضرة : 34
(27) له ترجمة في الروضة النضرة : 34 | انظر الذريعة 1 : 519 ت 2533، 5: 139ت578.
(28) ترجم له كلا من صاحب عالم ارا 1: 168 وكذلك في ضمن ترجمة البهائي 1: 156 | وإحياء الداثر: 240 | والذريعة 2 : 262 ت 1071، 11: 133 ت 830، 168ت 1054، 18: 191 ت 1359 و 21 : 258 ت 4925 .
(29) عمربن عبدالوهاب بن ابراهيم العرضي الحلبي ألشافعي ، مفتي حلب ومحدثها، له : شرح الشفا للقاضي . واسمه فتح الغفار، ذيل تاريخ ابن الحنبلي ، الدر الثمين وغيرها.
مات 29سنة 1024 هـ - 1615 م .
خلاصة الأثر 3 : 215 | ريحانة الألبا 1: 279 رقم 41 | كشف الظنون : 1054 | هدية العارفين 1: 796 | معجم المؤلفين 7: 296 وغيرها .
(30) ترجم له الحنبلي في شذراته 8 : 431 | والعبدروسي في نوره السافر 2: 369 | والخفاجي في ريحانته 2: 220 ت 149 وانظر هامشه | والمحبي في خلاصته 1: 145 | والمدني في سلافته : 400 .
(31) من لطيف شعره :
قدبلينا بأمير * ظلم الناس وسبح فهوكالجزارفيهم * يذكرالله ويذبح
(32) الروضة النضرة: 75/ الذريعة15 : 387 ت 2376
(33) في مقدمة كتاب شرح قصيدته " سرى البرق " للشيخ جعفر النقدي إن شاء الله تعالى.
(34) الشيخ زين الدين علي منشار العاملي ، شيخ الاسلام ، فاضل جليل من المعاصرين للشاه طهماسب الصفوي ، ومن تلامذة الشيخ علي الكركي .
ترجم له في رياض العلماء 266 | 4، عالم ارا 154 | 1.
(35) الفوائد الرضوية : 510.
(36) السلافة : 290.
(37) يذهب السيد المدني الى أنها طالت مدة ثلاثين سنة، وقد استبعدها العلامة المحقق الحجة السيد الخرسان ، انظر مقدمة الكشكول : 65 .
(38) تقدمت ترجمته ومصادرها في صحيفة : 12.
(39) يوسف بن أبي اللطف رضي الدين المقدسي الحنفي ، فاضل أديب ، له تعليقة على تفسير ارشاد العقل السليم ، شرح قصيدة البردة، توفي سنة 1006.
ترجم له في : معجم المؤلفين 326 | 13، هدية العارفين 565 | 2 ، خلاصة الاثر 4 | 272.
(40) خلاصة الأثر 3 : 441 | السانحات 2 :126 .
(41) بدر الدين ،الحسن بن محمد بن محمد البوريني الشافعي ، ولد في قرية صفورية، وهاجر الى دمشق ، ومنها الى بيت المقدس ، اشتغل بالدرس والوعظ في مدارس ومساجد الشام ، كان عالماً محققاً، فصيح العبارة، طليق اللسان ، له : تراجم الأعيان ، ديوان شعر، ومن بديع شعره :
يقولون : في الصبح الدعاء مؤثر * فقلت : نعم ، لو كان ليلي له صبح
ومنه
أيا قمراً بت في ليل هجره * اراقب أسراب الكواكب حيرانا
خبأتك في عيني لتخفى الورى * لذلك قالوا: إن في العين إنسانا
ويروى الشطر الثاني :
................................ * وما كنت أدري أن للعين إنسانا
مات سنة 1024 هـ .
خلاصة الأثر 2: 51/ ريحانة الألباء 1 : 42 .
(42) محمد أمين بن فضل الله المحبي الاموي الدمشقي ، مؤرخ أديب شاعر، مشارك ، له : نفحة الريحانة ، خلاصة الأثر، ديوان شعر، وغيرها توفي سنة 1111 هـ - 1699 م .
سلك الدرر 4 : 86 | معجم المؤلفين 9 : 78 | هدية العارفين 2: 307
(43) انظر الذريعة 11: 279 رقم 1711 و280 رقم 1714.
(44)خلاصة الأثر 3 : 443 ، وانظر: سانحات دمى القصر 2 : 127 .
(45)أبوالوفاء بن عمر بن عبدالوهاب الشافعي العرضي ، عالم فاضل ، مشارك ، مفتي الشافعية بحلب ، له : معادن الذهب في الأعيان المشرفة بهم حلب ، طريق الهدى، شرح الألفية ، حاشية على أنوار التنزيل ، وغيرها .
توفي سنة: 1071هـ -1661م .
كشف الظنون 1: 148/ هدية العارفين 2: 288/ ريحانة الألبا 1 : 269 رقم 39 خلاصة الأثر 1 : 148| معجم المؤلفين 13 : 165 وغيرها
(46)هو السلطان مراد بن السلطان سليم بن السلطان سليمان القانوني المتوفى 4 ج 1 سنة 1003
.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...