بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية


عادة القوم سلفا وخلفا، والى الله المشتكى(1).

نعم ، إنها وكما قيل :

. . . . . . . . . . . * شنشنة أعرفها من أخزم (2)

ولعل بهذا أمكن القارىء من تكوين صورة واضحة عن الشيخ البهائي قدس سره .
** ثم إن بعض الحوادث والقصص فيها من الدلالة على سمو الخلق وصفاء الباطن الشيء الكثير، بالخصوص سموخلق العلماء، فانه فوق كل اعتبار.
والقصة هي :
أن الشاه عباس ركب يوماً إلى بعض متنزهاته ، وكان الشيخ البهائي وألمير الداماد في موكبه ، إذ كان لايفارقهما غالباً، وكان الداماد عظيم الجثة، والبهائي نحيفها .
فأراد الشاه أن في خبر صفاء الخواطر بينهما .
فقال للداماد وهو راكب فرسه في مؤخرة الجمع ، وقد ظهرت عليه اثار الإعياء والتعب ، والبهائي في مقدمة الجمع :
يا سيدنا، ألاتنظر الى هذا الشيخ كيف تقدم بفرسه ، ولم يمش على وقار كما تمشي أنت ؟
فقال الداماد: أيها الملك ، إن جواد الشيخ قد استخفه الطرب بمن ركبه ، فهو لايستطيع التأني ، ألا تعلم من الذي ركبه ؟
ثم قال الملك للبهائي : يا شيخنا ألا تنظرالى هذا السيد كيف أتعب مركبه بجثمانه الثقيل ؟ والعالم ينبغي أن يكون مرتاضاً مثلك خفيف المؤنة .
فقال البهائي : أيها الملك إن جواد الشيخ أعيى بما حمل من علمه الذي لايستطيع حمله الجبال .
فعند ذلك نزل الشاه عن جواده وسجدلله شكراً على ان يكون علماء دولته بهذا الصفاء.
فأكرم به من ملك كامل وسلطان عادل ! وأكرم بهما من عالمين مخلصين!
لكن هناك من يدعي وجود نفرة بينما، وهي بعيدة كل البعد، ويدلنا على ذلك صورة رسالة عثرنا عليها(3) موجهة من الشيخ البهائي الى السيد الداماد قدس سرهما اليك هي :
طوبى لك أيها المكتوب ، حيث تتشرف بملامسة سيدنا ومخدومنا، بل مخدوم العالمين ، سمي خامس أجداده الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم اجمعين (4) .
سلام الله عليكم .
لاحاجة الى ما استقرعليه العرف العام ، واستمربه الرسم بين الأنام ، من توشيح الخطاب ، وترشيح مبتدأ الكتاب ، بذكر المزايا والألقاب ، ونشر معالي المآثرفي كل باب ، إذ هو فيما نحن فيه كفت شهرته مؤنة التصدي لتحريره ، وأغنى ارتكازه في الخواطر عن التعرض لشرحه وتقريره ، ولوأنا أطلقنا عنان القلم في هذا المضمار، وأجرينا فلك البيان في ذا البحر الزخار لكنا بمنزلة من يصف الشمس بالضياء، أوينعت حاتم بالسخاء ، ولنا دنيا المقام بأفصح لسان ، إن العيان يغني عن البيان .
وأما شرح شدة التعطش الى رشف راح الوصال ، وحدة التحرق والتلهف الى شرف الإتصال فأعظم من ان يحويه نطاق الكلام ، أو تنبىء عنه ألسنة ألأقلام ، فلذلك طوينا كشحاً عن مد أطناب الاطناب في ذلك ، فضربنا صفحاً عن إنارة شهاب الاسهاب في تلك المسالك ، واقتصرنا على إهداء طرائف صحائف تسليمات تنهل عن رياض الوداد هواطلها ، وشرائف لطائف تحيات تتبختر في مسالك الاتحاد قوافلها وخوالص خصائص دعوات تتهادى في جادة
الاخلاص رواحلها وتصدح في حدائق المودة والاخلاص بلابلها .
هذا وإن مجاري أحوال المحب القديم ، الذي هو خالص بالوداد، مقيم على ما يوجب مزيد الحمد ويستدر أخلاف الشكر، والأوقات ! - بتوفيق الله سبحانه - مصروفة في تدارك ما فات ، والاستعداد لما هوعن قريب آت .
والمأمول من الألطاف القدسية الاجراء على صفحة الخاطر الأنور ، والضمير الأطهر بما يسنح من صوالح الدعوات المعطرة مشام الاجابات ، وفتح أبواب المكاتبات والمراسلات الجالية عن القلب صدأ الآلام والكربات ، الجالبة الى النفس أعظم الأفراح والمسرات .
والسلام عليكم وعلى العاكفين ببابكم ، واللائذين بأعتابكم ورحمةالله وبركاته .
مخلصكم حقا وصدقاً
بهاء الدين

أما جواب السيد الداماد قدس سره فهو اية من آيات الود والصفاء والمحبة والاخلاص اليك هو وإنك خيرحكم :
ياليتني كنت شيئا من هذه الأرقام ، حيث يلحظها بعين عنايته شيخنا الأفخم الأعظم ، ومخدومنا الأعلم الأكرم ، نطاق الايمان ، وعروة الدين ، قدوة أهل الحق واسوة أهل اليقين ، لازال مجده وبهاؤه ممدوداً بالتظليل على رؤوس المؤمنين وعلى مفارق العالمين (5) .
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد هبت ريح الانس من سمت القد س ، فاتتني بصحيفة منيفة كأنها بفيوضها بروق العقل بوموضها، وكأنها بمطاويها أطباق الأفلاك بدواريها، وكأن أرقامها باحكامها طبقات الملك والملكوت بنظامها، وكأن ألفاظها برطوباتها أنهار العلوم بعذوباتها ، وكأن معانيها بأفواجها بحار الحقائق بأمواجها . وأيم الله إن طباعها من تنعيم ، ومزاجها من تسنيم ، وإن نسيمها من جنان الومضوت ، وإن رحيقها لمن دنان الملكوت .
فاستقبلتها القوى الروحية، وبرزت اليها القوى العقلية، ومدت لها، قطنة سوامع الشعر أعناقها من كوى الحساس ، وروازن المدارك وشبابيك المشاعر، وكادت حمامة النفس الناطقه تطير من وكرها شغفاً وهزازا، وتستطار الى عالمها شوقا واهتزازا، فلعمري لقد ترويت ولكني لفرط ظمئي ما ارتويت .
شربت الحب كأساً بعد كاس * فما رويت وقد نفد الشراب
فلازالت مراحمكم الجبليلة مدركة للتائقين بأضواء الألطاف الخفية والجلية .
ثم إن صورة مراتب الشوق والإخلاص ، التي هي ما وراء ما يتناهى بما لايتناهى، أظنها لهي المنطبعة كما هي عليها في خاطركم الأقدس الأنور، الذي هو لاستجرار الوجوه كمرآة مجلوة، ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة مسطرة .
وإنكم لأنم بمزيد فضلكم المؤملون لامرار المخلص على حواشي الضمير المقدس المستنير عند صوالح الدعوات السانحات في مئنة الاستجابة ومظنة الاجابة، بسط الله ظلالكم وخلد مخدمكم وخلانكم .
والسلام على جنابكم الأرفع الأبهى، وعلى من يلوذ ببابكم الألمع الأسمى، ويعكف بفنائكم الأوسع الأسطع الاسنى ، ورحمة الله وبركاته أبداً سرمدا.
مخلصكم الملتاع
محمد باقر الداماد الحسيني

وحكايات ما وقع بينهما من المصافاة والمصادقة كثيرة، وهكذا يسعد الزمان وأهله بامثال هؤلاء العلماء وهؤلاء الملوك .
)
** ويؤكد ذلك السمو والصفاء أيضا ما نقله السيد الأمين عن المنشىء في عالمه حيث يقول :
** تقلد الشيخ منصب شيخ الإسلام في اصفهان ، زمن الشاه عباس الكبير خلفاً للشيخ علي المنشار، وتبوأ مكانته المعروفة في عهد الشاه المذكور، ولم يكن لأحد من كبار الرجال الصفويين مركز يداني مركزه ، ولذلك كثر حساده ومناوئوه وكثر الدس حوله ، حتى تمنى أن والده لم يخرج به من جبل عامل الى الشرق ، في كلمة قوية عبر بها عن تبرمه من فساد الأخلاق في كثيرمن أبناء زمانه و معاصريه .
فقال طيب الله ثراه : لولم يأت والدي قدس الله روحه من بلاد العرب ، ولولم يختلط بالملوك، لكنت من اتقى الناس وأعبدهم وأزهدهم ، لكنه طاب ثراه أخرجني من تلك البلاد وأقام في هذه الديار، فاختلطت بأهل الدنيا، واكتسبت أخلاقهم الرديئة، واتصفحت بصفاتهم ، ثم لم يحصل لي من الاختلاط بأهل الدنيا إلا القيل والقال ، والنزاع والجدال ، وآل الأمر أن تصدى لمعارضتي كل جاهل ، وجسرعلى مباراتي كل خامل (6) .
هذا نص عبارة الشيخ ، وهي نفثة مصدور، عبربها - كما قلنا - عن آلامه وامتعاضه وتكاثر حساده ومنافسيه وما كان أكثر هؤلاء الحساد والمنافسين بلا شك إلا من ذوي الأطماع وعباد المصالح الشخصية والجاه الزائف ، ولكنهم مع ذلك لم ينالوا منه منالا ولا استطاعوا أن يزعزعوا من مركزه الكبير.
انظره يقول :
قد جرى ذكري يوماً في بعض المجالس العالية، والمحافل السامية، فبلغني أن بعض الحضار- ممن يدعي الوفاق وعادته النفاق ، ويظهر الوداد ودأبه العناد- جرى في ميدان البغي والعدوان ، وأطلق لسانه في الغيبة والبهتان ، ونسب إلي من العيوب ما لم تزل فيه ، ونسي قوله تعالى : (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه)(7).
فلما علم أني علمت بذلك ، ووقفت على سلوكه في تلك المسائل ، كتب إلي رقعة طويلة الذيل ، مشحونة بالندم والويل ، يطلب فيها الرضا، ويلتمس الاغماض عما مضى .
فكتبت اليه في الجواب : جزاك الله خيراً فيما أهديت إلي من الثواب ، وثقلت به ميزان حسناتي يوم الحساب ، فقد روينا عن سيد البشر، والشفيع المشفع في المحشر أنه قال :
(يجاء بالعبد يوم القيامة، فتوضع حسناته في كفة، وسياته في كفة، فترجح السيئات فتجيء بطاقة فتقع في كفة الحسنات فترجح بها. فيقول : يارب ما هذه البطاقة؟!! فيقول غزوجل : هذا ما قيل فيك وأنت منه بريء ).
فهذا الحديث قد أوجب بمنطوقه علي أن أشكر ما أسديته من النعم إلي ، فكثرالله خيرك وأجزل مبرك .
مع أني لو فرض أنك شافهتني بالسفاهة والبهتان ، وواجهتني بالوقاحة والعدوان ، ولم تزل مصراً على شناعتك ليلاً ونهاراً، مقيما على سوء صناعتك سراً وجهاراً، ما كنت اقابلك إلا بالصفح والصفا، ولا اعاملك إلا بالمودة والوفاء، فإن ذلك من أحسن العادات ، وأتم السعادات ، وإن بقيت مدة الحياة أعز من أن تصرف في غيرتدارك ما فات ، وتتمة هذا العمر القصير لاتسمع مؤاخذة احد على التقصير(8) .
نعم هذه أخلاق لومزجت بها البحر لعذب ماؤه طعماً.
وكان ذلك من بواعث تنغيص عيشه ، وتكدير صفو حياته أحياناً، وطالما نفس عن كربه بالعزلة أو بالسياحة والرحلة .
أدبه
إن شيخنا المصنف قدس سره على توغله في العلوم عامة، وتسنمه المناصب العالية، لم يكن تاركاً لحلبة الأدب نظماً ونثراً. يصف أدبه المدني قائلاً:
" . . . وأما أدبه فالروض المتأرج أنفاسه ، المتضوع بنثره ونظمه ورده وآسه ، المستعذب قطافه وجناه ، والمستظرف لفظه ومعناه.." (9) .
لم لايكون كذلك وهو"تسجيل حي لخواطر يعيشها الأديب وتثيرها أماني مضطرمة، والام محمومة ، فينظمها ليؤدي بها خدمة انسانية، وواجباً أخلاقياً أصلاحياً بطريقة النقد البناء" (10) .
نعم إن "شعره الحسن النائب مناب سلامة الرحيق ، فيه ماشئت من رقة الألفاظ ولطافة معان تتعلم منها السحر غمزات وألحاظ وتفنن " (11) .
هذا وقد نظم الشيخ قدس سره باللغتين الفارسية والعربية فأجاد فيها وأفاد .
وأما نثره ، فهوكما قال المحبي :
" . . . إذا طلعت أغصان أقلامه في رياض أدبه الجنية الغروس ، سجدت لها، الأقلام سجدة الشكرفي محاريب الطروس ، فأقلام إفاداته لانسب باعياء قط ، وصحائف فجره لم تسنن من حسود بنقط . . . "(12).
مع كل هذا لم نجد لم ديوان شعرمجموع ، غير أن شعره مبثوث في كشكوله وغيره من مؤلفاته ، نعم جمع شعره بالعربية الشيخ محمد رضا بن الشيخ الحر العاملي في ديوان (13) ، ولم نعثر عليه .
وقد تجمع لدينا مجموع لابأس به ، نرجو التوفيق لجمع أكثر منه ونشره مع شرح قصيدته -التي هي من غررشعره - رائيته الشهيرة التي يمدح فيها الامام الحجة المنتظر صلوات الله عليه وعجل فرجه تناهز الخمسين بيتاً.
وهي :
سرى البرق كل من نجد فجدد تذكاري * عهوداً بحزوى والعذيب وذي قار
وهيج من أشواقنا كل كامن * واجج في احشائنا لاهب النار
ألا يا لييلات الغوير وحاجر * سقيت بهام من بني المزن مدرار
ويا جيرة بالمأزمين خيامهم * عليكم سلام الله من نازح الدار
خليلي مالي والزمان كأنما * يطالبني في كل وقت باوتار
فابعد أحبابي واخلى مرابعي * وابدلني من كل صفو باكدار
وعادل بي من كان اقصى مرامه * من المجد أن يسموإلى عشر معشاري
ألم يدر أني لا اذل لخطبه * وإن سامني بخسًا وارخص اسعاري
مقامي بفرق الفرقدين فما الذي * يؤثره مسعاه في خفض مقداري
واني امرؤ لا يدرك الدهر غايتي * ولاتصل الأيدي الى سر أغواري
اخالط أبناء الزمل بمقتضى * عقولهم كي لا يفوهوا بانكار
واظهر اني مثلهم تستفزني * صروف الليالي باحتلاء وامرار
واني ضاوي القلب مستوفز النهي * اسر بيسر أوامل باعسار
ويضجرني الخطب المهول لقاؤه * ويطربني الشادي بعود ومزمار
ويصمي فؤادي ناهد الثدي كاعب * باسمر خطار واحور سحار
واني سخي بالدموع لوقفة * على طلل بال ودارس احجار
وماعلموا اني امرؤ لا يروعني * توالي الرزايا في عشي وابكار
إذ دك طورالصبر من وقع حادث * فطوراصطباري شامخ غير منهار
وخطب يزيل الروع ايسر وقعه * كؤود كوخز بالأسنة سعار
تلقيته والحتف دون لقائه * بقلب وقور في الهزاهز صبار
ووجه طليق لا يمل لقاؤه * وصدر رحيب من ورود واصدار
ولم ابده كي لا يساء لوقعه * صديقي ويأسي من تعسره جاري
ومعضلة دهماء لا يهتدى لها * طريق ولايهتدى الى ضوئها الساري
تشيب النواصي دون حل رموزها * ويحجم عن اغوارها كل مغوار
اجلت جياد الفكر في حلباتها * ووجهت تلقاها صوائب انظاري
فابرزت من مستورها كل غامض * وثقفت منها كل قسور سوار
أأضرع للبلوى واغضي على القذى * وارضى بما يرضى به كل مخوار
وافرح من دهري بلذة ساعة * واقنع من عيشي بقرص واطمار
إذلا ورى زندي ولا عز جانبي * ولا بزغت في قمة المجد اقماري
ولابل كفي بالسماح ولا سرت * بطيب احاديثي الركاب واخباري
ولا انتشرت في الخافقين فضائلي * ولاكان في المهدي رائق اشعاري
خليفة رب العالمين وظله * على ساكني الغبراء من كل ديار
هوالعروة الوثقى الذي من بذيله * تمسك لا يخشى عظائم اوزار
امام هدى لاذ الزمان بظله * والقى اليه الدهر مقود خوار
ومقتدر لو كلف الصم نطقها * باجذارها فاهت إليه بأجذار
علوم الورى في جنب ابحر علمه * كغرفة كف أو كغمسة منقار
فلو زار افلاطون اعتاب قدسه * ولم يعشه عنها سواطع انوار
رأى حكمة قدسية لا يشوبها * شوائب انظار وادناس افكار
بإشراقها كل العوامل اشرف * لما لاح في الكونين من نورها الساري
امام الورى طود النهى منبع الهدى * وصاحب سر الله في هذه الدار
به العالم السفلي يسمو ويعتلي * على العالم العلوي من غير انكار
ومنه العقول العشر تبغي كمالها * وليس عليها في التعلم من عار
همام لو السبع الطباق تطابقت * على نقض مايقضيه من حكمه الجاري
لنكس من ابراجها كل شامخ * وسكن من افلاكها كل دوار
ولانتثرت منها الثوابت خيفة * وعاف السرى في سورها كل سيار
أياحجة الله الذي ليس جارياً * بغير الذي يرضاه سابق اقدار
ويامن مقاليد الزمان بكفه * وناهيك من مجدبه خصه الباري
اغث حوزة الايمان واعمر ربوعه * فلم يبق منها غير دارس آثار
وانقذ كتاب الله من يد عصبة * عصوا وتمادوا في عتو واصرار
يحيدون عن اياته لرواية * رواها أبو شعيون عن كعب الأحبار
وفي الدين قد قاسوا وعاثوا وخبطوا * بآرائهم تخبيط عشواء معسار
وانعش قلوباً في انتظارك قرحت * واضجرها الأعداء أية اضجار
وخلص عباد الله من كل غاشم * وطهر بلاد الله من كل كفار
وعجل فداك العالمون باسرهم * وبادرعلى اسم الله من غير انظار
تجدمن جنود الله خيركتائب * واكرم اعوان وأشرف انصار
بهم من بني همدان اخلص فتية * يخوضون اغمار الوغى غير فكار
بكل شديد الباس عبل شمردل * الى الحتف مقدام على الهول صبار
تحاذره الأبطال في كل موقف * وترهبه الفرسان في كل مضمار
أياصفوة الرحمن دونك مدحة * كدر عقود في ترائب ابكار
يهنا ابن هاني ان اتى بنظيرها * ويعنو لها الطائي من بعد بشار
اليك البهائي الحقير يزفها * كغانية مياسة القد معطار
تغار إذا قيست لطافة نظمها * بنفحة ازهار ونسمة اسحار
إذا رددت زادت قبولاً كانها * أحاديث تجد لا تمل بتكرار
وقد جاراها جمع وشرحها آخرون فممن جاراها :
العلامة الأمير السيد علي بن خلف المشعشعي الحويزي (14) بقصيدة مطلعها:
هي الدار ما بين العذيب وذي قار * عنت غير سحم ماثلات وأحجار
والعلآمة الشيخ جعفر بن محمد الخطي المعاصرللشيخ البهائي إجتمع معه في اصفهان فانشده الشيخ رائيته طالباً منه مجاراتها، فطلب الشيخ الخطي تاجيله ثلاثة أيام ثم لم يرتض ذلك لنفسه فقام في المجلس مرتجلاً قصيدته العصماء التي أولها :
هي الدار تستسقيك مدمعك الجاري * فسقيا فخير الدمع ما كان للدار
ومنهم الشاعر الفذ الفاضل علي بن زيدان العاملي المتوفى 1260 بمعركة (جنوب لبنان ) جارى قصيدة الشيخ بعصماء أولها:
حنانيك هل من وقفة أيها الساري * على الدار في حكم الصبابة من عار؟
وممن شرحها:
الشيخ أحمد بن علي المنيني الدمشقي وطبع الشرح آخر الكشكول في الطبعة المحرفة المصرية .
ومنهم العلامة الجليل حجة البحث والتأريخ الشيخ جعفر النقدي قدس سره وبكتابه الذي أسماه منن الرحمان .
يقع بجزين طبع في النجف الأشرف سنة 1344 في المطبعة المرتضوية، والان قيد التحقيق نأمل من العلي القدير التوفيق لا تمامه .

* * *

الهوامش

(1) الغدير 11 : 252 بتصرف .
(2) أنظر: "مجمع ألأمثال 1: 361/1933
(3) نبهنا عليها فضيلة العلامة المحقق الحجة السيدعبد العزيز الطباطبائي . والنسخة محفوظة في مكتبة ملك بطهران ضمن مجمو‎عة برقم2842 تسلسلها 103 في الصفحة 177-178 انظرفهرستها 137:6 .
(4) هذا مما تعارفت على المظروف في تلك الحقبة .
(5) تقدم انه مما يكتب على المظروف .
(6) الكشكول 1 : 213، اعيان الشيعة 9 : 240، ولم اعثر عليه في عالم آرا وانظر 1 :155 وانظر ريحانة الأدب 3 : 403 .
(7) الحجرات ، مدنية ، 49 : 12 .
(8) الكشكول 1 : 210| سلافة العصر: 292
(9) سلافة العصر: 291 .
(10) مقدمة الكشكول : 92، بتصرف .
(11) نفحة الريحانة : 2 :293 .
(12) نفحة الريحانة : 2 :293 .
(13) أمل الآمل 157/1 .
(14) السيد علي خان بن خلف المطلب بن حيدر بن محمد بن فلاح الموسوي الحسيني المشعشعي الحويزي ، والي الحويزة ، شاعر أديب جليل القدر، له تصانيف ، منها: النور المبين ، ديوان شعر، خير المقال شرح القصيدة المقصورة في الأدب ، وغيرها.
له ترجمة في أمل الآمل 186 | 2 ت 554 | رياض إلعلماء 77 | 4، سلافة العصر: 545 الفوائد الرضوية : 290 | أعيان الشيعة 235 | 8 | الاجازة الكبيرة للسيد الجزائري : 81 | معجم المؤلفين 86 | 7.


الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...