بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

 

وتسلمه منا ، وسلمنا فيه ) "(1) .

** ومنه ما أورده الشيخ الصدوق طاب ثراه في كتاب من لا يحضره الفقيه أيضا ، نقلا عن أبيه رضي الله عنه في الرسالة - وذكر السيد الجليل الطاهر المشار إليه [7 | ] أنه مروي عن الصادق (عليه السلام) - قال : إذا رأيت هلال شهر رمضان فلا تشر إليه ، ولكن استقبل القبلة وارفع يديك إلى الله عز وجل وخاطب الهلال ، وقل : " ربي وربك الله رب العالمين ؛ اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، والمسارعة إلى ما تحب وترضى ؛ اللهم بارك لنا في شهرنا هذا ، وارزقنا عونه وخيره ، واصرف عنا ضره وشره ، وبلاءه وفتنته " (2) .
تنبيه:
يستفاد من هذه الروايات بعض الآداب التي ينبغي مراعاتها حال قراءة الدعاء عند رؤية الهلال :
فمنها : أن تكون قراءة الدعاء قبل الانتقال من المكان الذي رأى فيه الهلال ، كما تضمنته الرواية الأول ، فإن قوله (عليه السلام) " لا تبرح " أي لا تزل عن مكانك الذي رأيته فيه (3).
ومنها : استقبال القبلة حال الدعاء ، كما تضمنه الحديث المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم من أنه كان يفعل ذلك (4) .
ومنها : رفع اليدين إلى الله عز وجل وقت قراءة الدعاء ، كما تضمنه الحديثان الأخيران (5).
ولا خصوصية لهذين الأمرين بهلال شهر رمضان ، وإن تضمن الخبران أن فعل النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك كان في هلاله ، وكذلك أمر الصادق (عليه السلام) بذلك ، بل لا خصوصية لهما بدعاء الهلال ، فانهما يعمان كل دعاء [ 8| ] .
ومنها : أن لا يشير إلى الهلال بيده ولا برأسه ، ولا بشيء من جوارحه ، كما تضمنته الرواية الأخيرة(6) ، ولعل هذا أيضا غيرمختص بهلال شهر رمضان .
ومنها : أن يخاطب الهلال بالدعاء ، ولعل المراد خطابه بما يتعلق به من الألفاظ ، نحو " ربي وربك الله رب العالمين " وكأول الدعاء الذي أوجبه ابن أبي عقيل رحمه الله (7) ، وكاكثرألفاظ هذا الدعاء الذي نحن بصدد شرحه .
** وقد يظن التنافي بين مخاطبة الهلال واستقبال القبلة في البلاد التي قبلتها على سمت المشرق .
وليس بشيء ، لأن الخطاب ليس إلا توجيه الكلام نحو الغير للإفهام ، وهو لا يستلزم مواجهة المخاطب واستقباله ، إذ قد يخاطب الإنسان من هو وراءه .
ويمكن أن يقال : استقبال الداعي الهلال وقت قراءة ما يتعلق بمخاطبته من فصول الدعاء ، واستقبال القبلة في الفصول الأخر .
وأما رفع اليدين فالظاهر أنه في جميع الفصول ، وإن كان تخصيصه بما عدا الفصول المخاطب بها الهلال غير بعيد ، والله أعلم .
تذكرة فيها تبصرة :
قد عرفت أنه يمتد وقت الدعاء بامتداد وقت التسمية هلالا ، ولو قيل بامتداد ذلك إلى ثلاث ليال لم يكن بعيدا ، فلو نذر قراءة دعاء الهلال عند
** رؤيته ، وقلنا بالمجازية فيما فوق الثلاث [9 | أ] ، لم تجب عليه القراءة برؤيته فيما فوقها ، حملا للمطلق على الحقيقة ؛ وهل تشرع ؟ ألظاهر نعم إن رآه في تتمة السبع ، رعاية لجانب الاحتياط ، أما فيما فوقها فلا ، لأنه تشريع .
ولو رآه يوم الثلاثين فلا وجوب على الظاهر لعدم تسميته حينئذ هلالا .
وما في حسنة حماد بن عثمان (8) -عن الصادق (عليه السلام) من إطلاق إس الهلال عليه قبل الغروب (9) - لعله مجاز ، إذ الأصل عدم النقل
** ولو لم يره حتى مضت الثلاث فاتفق وصوله إلى بقعة شرقية هو فيها هلال فرآه هناك لم يبعد القود بوجوبه عليه حينئذ ، كما لا يبعد القول بوجوب الصوم على من رأى هلال شهر رمضان فصام ثلاثين ثم سافر إلى بلد مضى فيه من شهر رمضان تسعة وعشرون ولم ير فيه الهلال ليلة الثلاثين ، وهو مختار العلامة طاب ثراه في القواعد(10) .
وقد استدل عليه - ولده فخر المحققين (11) رحمه الله في الإيضاح بأن
الاعتبار في الأهلٌة بالموضع الذي فيه الشخص ألآن لا بموضع كان يسكنه ، وإلاٌ لوجب على الغائب عن بلده الصوم برؤية الهلال في بلده ، وهو باطل إجماعا(12) ، هذا ملخص كلامه .
وأقول : فيه بحث ، فإن من اعتبر موضعاً كان يسكنه لم يعتبره من حيث سبق سكناه فيه ، بل من حيث رؤيته الهلال فيه سابقأ ، فكلفه العمل بمقتضى تلك الرؤية ، فمن أين يلزمه وجوب الصوم على الغائب عن بلده برؤية غيره الهلال فيه ؟! فتأمل .
بسط كلام لإبراز مرام :
تحقق أمثال هذه المسائل المبنية على تخالف الآفاق في تقدم طلوع الأهلة وتأخرها ظاهر ، بناء على ما ثبت من كروية الأرض ، والذين أنكروا كرويتها فقد أنكروا تحققها ، ولم نطلع لهم على شبهة في ذلك فضلا عن دليل.
** والدلائل الآتية المذكورة في المجسطي (13) - وغيره - شاهدة بكرويتها ، وان كانت شهادة الدليل اللمي المذكور في الطبيعي مجروحة [9 | ب].
** وقد يتوهم أن القول بكرويتها خلاف ما عليه أهل الشرع ، وربما استند ببعض الآيات الكريمة كقوله تعالى : (الذي جعل لكم الأرض
منها : ايضاح الفوائد ، شرح خطبة القواعد ، الفخرية في النية ، حاشية الارشاد ، الكافية في الكلام ، مات سنة 771 هـ = 1369 .
انظر : هدية الأحباب : 288 | روضات الجنات 6 : 330 رقم 591 | جامع الرواة 2 : 96 تنقيح المقال 3 : 106 رقم 10581 | الفوائد الرضوية : 486 | خاتمة المستدرك 3 : 459 نقد الرجال : 302 رقم 253 أمل الآمل 2 : 260 رقم 768 | أعيان الشيعة 9 : 159 .
فراشا )(14) ، وقوله سبحانه : ( الم نجعل الأرض مهادا‏)(15) وقوله جل شانه : ( وإلى الأرض كيف سطحت)(16)، وأمثال ذلك ، ولا دلالة في شيء منها على ما ينافي الكروية.
** قال في الكشاف عند تفسير الاية الأولى ، فإن قلت : هل فيه دليل على أن الأرض مسطحة وليست بكرية ؟ .
قلت : ليس فيه إلا أن الناس يفترشونها كما يفعلون بالمفارش ، وسواء كانت على شكل السطح أو شكل الكرة فالافتراش غير مستنكر ولا مدفوع ؟ لعظم حجمها، واتساع جرمها ، وتباعد أطرافها . وإذا كان متسهلا في الجبل وهو وتد من أوتاد الأرض ، فهو في الأرض ذات الطول والعرض أسهل (17) . إنتهى كلامه .
** وقال (18) في التفسير الكبير: من الناس من يزعم أن الشرط في كون الأرض فراشا أن لا تكون كرة ، فاستدل بهذه الاية على أن الأرض ليست كرة ، وهذا بعيد جدا ، لأن الكرة إذا عظمت جدا كان كل قطعة منها كالسطح (19) ، انتهى .
وكيف يتوهم متوهم أن القول بكروية الأرض خلاف ما عليه أهل الشرع !! وقد ذهب إليه كثيرمن علماء الإسلام ، وممن قال به صريحا من فقهائنا - رضوان الله عليهم - العلامة اية الله ، وولده فخر المحققين قدس سرهما .
** قال العلامة في التذكرة : إن الأرض كرة ، فجاز أن يرى الهلال في بلد ولا يظهر في اخر ؛ لأن حدبة الأرض مانعة لرؤيته ، وقد رصد ذلك أهل المعرفة ، وشوهد بالعيان خفاء بعض الكواكب الغربية لمن جد في السيرنحو المشرق وبالعكس (20) ، إنتهى كلامه زيد إكرامه [10 | أ] .
** وقال فخر المحققين في الإيضاح : الأقرب أن الأرض كروية ؟لأن الكواكب تطلع في المساكن الشرقية قبل طلوعها في المساكن الغربية ، وكذا في الغروب.
فكل بلد غربب بعد عن الشرقي بألف ميل يتأخر غروبه عن غروب الشرقي بساعة واحدة .
وإنما عرفنا ذلك بأرصاد الكسوفات القمرية ، حيث ابتدأت في ساعات أقل من ساعات بلدنا في المساكن الغربية ، وأكثر من ساعات بلدنا في المساكن الشرقية ، فعرفنا أن غروب الشمس في المساكن الشرقية قبل غروبها في بلدنا ، وغروبها في المساكن الغربية بعدغروبها في بلدنا ، ولو كانت الأرض مسطحة لكان الطلوع والغروب في جميع المواضع في وقت واحد .
ولأن السائر على خط من خطوط نصف النهار على الجانب الشمالي يزداد عليه ارتفاع القطب الشمالي وانخفاض الجنوبي ، وبالعكس (21) ، انتهى كلامه رفع الله مقامه ؛ وهو خلاصة ما ذكره صاحب المجسطي ، وغيره في هذا الباب .
ولا يخفى أن قوله رحمه الله : ولأن السائر ، إلى آخره ، من تتمة الدليل ؛ لأن اختلاف المطالع والمغارب لا يستلزم كروية الأرض بل استدارتها فيما بين الخافقين فقط ، فيتحقق لوكانت اسطوانية الشكل مثلا كما لا يخفى .
ولنشرع الآن في شرح الدعاء .
** قال مولانا وإمامنا سيد العابدين ، وقبلة أهل الحق واليقين ، سلام الله عليه وعلى آبائه الطاهرين .
** " أيها الخلق المطيع ، الدائب السريع ، المتردد في منازل التقدير ، المتصرف في فلك التدبير " .
** لفظة " أي " : وسيلة إلى نداء [10 | ب ] المعرف باللام ، كما جعلوا " ذو" وسيلة إلى الوصف بأسماء الأجناس ، و" الذي " وسيلة إلى وصف المعارف بالجمل ؛ لأن إلصاق حرف النداء بذي اللام يقتضي تلاصق أداتي التعريف ، فإنهما كمثلين كما قالوا ، وإنما جاز في لفظ الجلالة للتعويض ولزوم الكلمة المقدسة ، كما تقرر في محله ، واعطيت حكم المنادى ، والمقصود بالنداء وصفها ، ومن ثم التزم رفعه ، واقحمت هاء التنبيه بينهما تاكيدا للتنبيه المستفاد من النداء ، وتعويضا عما تستحقه " أي " من الإضافة .
** " والخلق " : في الأصل مصدر بمعنى الإبداع والتقدير ، ثم استعمل بمعنى المخلوق ، كالرزق بمعنى المرزوق .
** " والدائب " - بالدال المهملة واخره باء موحدة - : اسم فاعل من دأب فلان في عمله أي جد وتعب .
وجاء في تفسير قوله تعالى : ( وسخر لكم الشمس والقمر دائبين )(22) ، أي مستمرين في عملهما على عادة مقررة جارية(23) ، والمصدر
" دأب " باسكان الهمزة وقد تحرك ، ودؤب بضمتين (24).
** " والسرعة " : كيفية قائمة بالحركة ، بها تقطع من المسافة ما هو أطول في زمان مساو أو أقصر ، وما هو مساو في زمن أقصر .
** ووصفه (عليه السلام) القمر بالسرعة ربما يعطي بحسب الظاهر أن يكون المراد سرعته باعتبار حركته الذاتية ، وهي التي يدور بها على نفسه .
وتحرك جميع الكواكب بهذه الحركة مما قال به جم غفير من أساطين الحكماء ، وهو يقتضي كون المحو المرئي في وجه القمر شيئا غيرثابت في جرمه ، وإلا لتبدل وصفه ، كما قاله سلطان المحققين (25) قدس الله روحه في شرح الإشارات (26) ، وستسمع فيه كلاما إن شاء الله .
والأظهر أن ما وصفه به (عليه السلام) من السرعة إنما هو باعتبار حركته العرضية التي بتوسط فلكه ، فإن تلك الحركة على تقدير وجودها غيرمحسوسة ولا معروفة ، والحمل على المحسوس المتعارف أولى .
القرآن 9 : 367 | المفردات : 174 .
وسرعة حركة القمر(27) بالنظر الى سائر الكواكب ؟ أما الثوابت فظاهر ، لكون حركتها أبطأ الحركات حتى أن القدماء لم يدركوها ؛ وأما السيارات فلأن زحل[11 | أ] يتم الدور في ثلاثين سنة ، والمشتري في اثنتي عشرة سنة ، والمريخ في سنة وعشرة أشهر ونصف ، وكلا من الشمس والزهرة وعطارد في قريب سنة ، وأما القمر فيتم الدور في قريب من ثمانية وعشرين يوما .
هذا ولا يبعد أن يكون وصفه (عليه السلام) القمر بالسرعة باعتبار حركته المحسوسة على أنها ذاتية له ، بناء على تجويز كون بعض حركات السيارات في أفلاكها من قبيل حركة الحيتان في الماء ، كما ذهب إليه جماعة ، ويؤيده ظاهر قوله تعالى : ( والشمس والقمر كل في فلك يسبحون )(28).
** ودعوى امتناع الخرق على الأفلاك لم تقرن بالثبوت ، وما لفقه الفلاسفة لاثباتها أوهن من بيت العنكبوت ؛ لابتنائه على عدم قبول الأفلاك باجزائها للحركة المستقيمة ، ودون ثبوته خرط القتاد(29) ، والتنزيل الإلهي الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ناطق بانشقاقها(4).
وما ثبت من معراج نبينا (صلى الله عليه وآله) بجسده المقدس الى السماء السابعة صاعدا شاهد بانخراقها .
انظر : لسان العرب 3: 342 و 7: 284| مجمع الامثال 1 :265 ت 1395 . (4) المراد بانشقاقها : انشعاب فيها في القيامة ، كقوله تعالى ( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ) [ الحاقة، مكية، 69 : 16 ] وقوله تعالى : ( إذا السماء انفطرت ، وإذا الكواكب انتثرت ) [ انفطار، مكية، 82 : 1 و 12 ] إلى غير ذلك من الآيات ، " منه " . قدس سره ، هامش الأصل .
تكملة:
أراد (عليه السلام) بمنازل التقدير منازل القمر الثمانية والعشرين ، التي يقطعها في كل شهر بحركته الخاصة ، فيرى كل ليلة نازلا بقرب واحد منها ، قال إلله تعالى : ( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم)(30) .
وهي : الشرطا ن ، والبطين ، والثريا ، والدبران ، والهقعة ، والهنعة ، والذراع ، والنثرة [ 11 | ب ]، والطرف والجبهة ، وا لزبرة ، وا لصرفة ، وا لعواء ، وا لسماك الأعزل ، والغفر ، والزبانا ، والإكليل ، والقلب ، والشولة ، والنعائم ، والبلدة ، وسعد الذابح ، وسعد بلع ، وسعد السعود ، وسعد الأخبية ، والفرغ المقدم ، والفرغ المؤخر ، والرشاء.
** وهذه المنازل مشهورة فيما بين العرب ، متداولة في محاوراتهم ، مذكورة في أشعارهم ، وبها يتعرفون الفصول (31) ، فإنهم لما كانت سنوهم - لكونها باعتبار الأهلة - مختلفة الأوائل لوقوعها في وسط الصيف تارة وفي وسط الشتاء اخرى ، احتاجوا إلى ضبط السنه الشمسية ، ليشتغلوا في أشغال كل فصل منها بما يهمهم في ذلك الفصل ، فوجدوا القمر يعود إلى وضعه الأول من الشمس في قريب من ثلاثين يوما ، ويختفي في أواخر الشهر ليلتين أو ما يقاربهما ، فاسقطوا يومين من زمان الشهر فبقي ثمانية وعشرون ، وهو زمان ما بين ظهوره بالعشيات في أول الشهر وآخر رؤيته بالغدوات في أواخره ، فقسموا دور الفلك على ذلك ، فكان كل قسم اثنتي عشرة درجة وإحدى وخمسين دقيقة تقريبا ، فسموا كل قسم منزلا ، وجعلوا لها علامات من الكواكب القريبة من المنطقة ، وأصاب كل برج من البروج الاثني عشر منزلان وثلثا .
ثم توصلوا إلى ضبط السنة الشمسية بكيفية قطع الشمس[ 12 | أ ] لهذه
المنازل ، فوجدوها تقطع كل منزل في ثلاثة عشر يوما تقريبا .
وذلك لأنهم رأوها تستتر دائما ثلاثة منها ما هي فيه بشعاعها ، وما قبلها بضياء الفجر، وما بعدها بضياء الشفق.
فرصدوا ظهور المستتر بضياء الفجر ، ثم بشعاعها ثم بضياء الشفق فوجدوا الزمان بين ظهوري كل منزلين ثلاثة عشر يوما بالتقريب ، فأيام المنازل ثلاثمائة وأربعة وستون ، لكن الشمس تعود إلى كل منزل بعد قطع جميعها في ثلاثمائة وخمسة وستين يوما ، وهي زائدة على أيام المنازل بيوم ، فزادوا يوما في منزل الغفر ، وانضبطت لهم السنة الشمسية بهذا الوجه ، وتيسر لهم الوصول إلى تعرف أزمان الفصول وغيرها
تذنيب :
القمر إذا أسرع في سيره فقد يتخطى منزلا في الوسط ، وإن أبطأ فقد يبقى ليلتين في منزل ، أول الليلتين في أوله ، وآخرهما في اخره ، وقد يرى في بعض الليالي بين منزلين .
فما وقع في الكشاف ، وتفسير القاضي عند قوله تعالى : ( والقمر قدرناه منازل)(32) من أنه ينزل كل ليلة في واحد منها لا يتخطاه ولايتقاصر عنه (33) ، ليس كذلك فاعرفه .
إكمال :
الظاهر أن مراده (عليه السلام) بتردد القمر في منازل التقدير ، عوده اليها في الشهر اللاحق بعد قطعه إياها في السابق ، فتكون كلمة " في " بمعنى إلى ، ويمكن أن تبقى على معناها الأصلي بجعل المنازل ظرفا للتردد ، فان حركته التي يقطع بها تلك المنازل لما كانت مركبة من شرقية وغربية جعل كانه لتحركه فيها بالحركتين
المختلفتين متردد يقدم رجلا ويؤخر أخرى .
وأما على رأي من يمنع جواز قيام الحركتين المختلفتين بالجسم ، ويرى أن للنملة المتحركة بخلاف حركة الرحى سكونا حال حركة الرحى ، وللرحي سكونا حال حركتها ، فتشبيهه بالمتردد أظهر كما لا يخفى .
إيضاح :
" الفلك " ، مجرى الكواكب ، سمي به تشبيها بفلكة المغزل (34) في الاستدارة والدوران .
قال : الشيخ أبو ريحان البيروني (35) : إن العرب والفرس سلكوا في تسمية السماء مسلكا واحدا ، فإن العرب تسمي السماء فلكا تشبيهأ لها بفلك الدولاب والفرس سموها بلغتهم آسمان ، تشبيها لها بالرحى فإن " آس " هو الرحى بلسانهم ، و" مان " دال على التشبيه (36) ، انتهى [12 | ب] .
** والمراد بـ " فلك التدبير " ، أقرب الأفلاك التسعة إلى عالم العناصر ، أي : الفلك الذي به تدبر بعض مصالح عالم الكون والفساد .
وقد ذكر بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى : ( فالمدبرات أمرا) (37) أن المراد بها الأفلاك(38) ؛ وهو أحد الوجوه التي أوردها الشيخ الجليل أمين
الإسلام أبو علي الطبرسي رضي الله عنه في تفسيره الكبير الموسوم بمجمع البيان ، عند تفسيرهذه الآية(39).
ويمكن أن يكون على ضرب من المجاز ، كما يسمى ما يقطع به الشيء قاطعا.
وربما يوجد في بعض النسخ : " المتصرف في فلك التدوير " ، وهو صحيح أيضا ، وإن كانت النسخة الأولى أصح ، والمراد به رابع أفلاك القمر ، وهو الفلك الغير المحيط بالأرض ، المركوز هو فيه ، المتحرك - أسفله على توالي البروج ، وأعلاه بخلافه ، مخالفا لسائر تداوير السيارة - كل يوم ثلاث عشرة درجة وثلاث دقائق وأربعا وخمسين ثانية . وهو مركوز في ثخن ثالث أفلاكه المسمى بالحامل ، المباعد مركزه مركز العالم بعشر درج ، المتحرك على التوالي كل يوم أربعا وعشرين درجة واثنتين وعشرين دقيقة وثلاثا وخمسين ثانية .
وهو واقع في ثخن ثاني أفلاكه المسمى بالمائل الموافق مركزه مركز العالم ، المماس مقعره محدب النار الفاضل عن الحامل الموافق له في ميل منطقته عن منطقة البروج بمتممين متدرجي الرقة إلى نقطتي الأوج والحضيض ، المتحرك على خلاف التوالي كل يوم إحدى عشرة درجة وتسع دقائق وسبع ثوان.
وهو واقع في جوف أول أفلاكه المسمى بالجوزهر الموافق مركزه مركز العالم ، ومنطقته منطقة البروج ، والمماس محدبه مقعر ممثل عطارد ، المتحرك كالثاني كل يوم ثلاث دقائق واحدى عشرة ثانية .
* * *
91 : 491 | والفخر الرازي في تفسيره 31: 27 - 32 بتفصيل فيهما ، وتفسير أبو السعود 9 : 96 | والبيضاوي 5: 171 | والبحر المحيط 9 : 491 | والنهر الماد 8 : 418 | الكشاف 4 : 693 .

وهم وتنبيه :
من غرائب الأوهام ما حكم به صاحب المواقف (40) ، من أن غاية الغلظ في كل من المتممين مساوية لبعد مركز الحامل عن مركز العالم (41) .
** وهذا مما يكذبه العيان ويبطله قاطع البرهان [13 | أ] ، وكونها ضعفا له مما لا ينبغي أن يرتاب فيه من له أدنى تخيل ، ويمكن إقامة البرهان عليه بوجوه عديدة .
ويكفي في التنبيه عليه أن التفاضل بين نصفي قطري الحامل والمائل بقدر ما بين المركزين ، فيكون ضعف ذلك تفاضل القطرين (42) .
ولنا على ذلك برهان هندسي أوردناه في شرحنا على شرح الجغميني (43).
والعجب من المحقق الدواني (44) كيف وفق صاحب المواقف على ذلك الوهم ،
وأصر على حقيته قائلا : إن البرهان القائم على خلافه مخالف للوجدان فلا يلتفت إليه .
وأعجب من ذلك أنه استدل على حقية ما زعمه حقا بأنه لو فرض تطابق المركزين ثم حركة الحامل إلى الأوج فبقدر ما يتباعد المركزان يتباعد المحيطان (45) .
وأنت ، وكل سليم التخيل تعلمان أن دليله هذا برهان تام على نقيض مدعاه ، فإيراده له من قبيل إهداء السلاح إلى الخصم حال الجدال ، وصدور مثله عجيب من مثله .
تبصرة:
لا يبعد أن تكون الإضافة في " فلك التدبير" من قبيل إضافة الظرف إلى المظروف ، كقولهم مجلس الحكم ، ودار القضاء ، أي الفلك الذي هو مكان
في القرن التاسع ، سطع نجمه في بلدته شيراز مهد الفلسفة ، استبصر آخر أمره ، له كتب منها شرح هياكل ألنور ، ألأربعون السلطانية ، شرح خطبة الطوالع ، وغيرها تصل الى ألستين مؤلفا اختلف في تاريخ وفاته فقيل : 902، 609، 907، 908، 918، 928 هـ = 1496 ـ 1521 . -
له ترجمة في : هدية الأحباب : 154 | الضوء اللامع 7 : 133 | شذرات ألذهب 8 : 170 ، معجم المؤلفين 9 : 47 | الأعلام 6 : 32 .
هو:
إذا تماست دأئرتان من داخل صغرى وعظمى ، فغاية البعد بين محيطيهما بقدر ضعف ما بين مركزيهما ، كدائرتي "أ ب حـ ، أ د هـ " ألمتاستين على نقطة "أ"، وقطر العظمى"أ هـ"، وقطر الصغرى "ا حـ " وما بين المركزين "رح " . فخط "حـ هـ" ضعف خط " رح "؛ لأنا إذا توهمنا حركة الصغرى لينطبق مركزها على مركز العظمى ، ونسميها حينئذ دائرة " ط ي " فقد تحرك محيطها على قطر العظمى بقدر حركة مركزها فخطوط " أ ط رح حـ ى " متساوية ، وخطا " أ ط ى هـ " متساويان أيضا ، لأنهما الباقيان بعد أسقاط نصفي قطر الصغرى من نصفي قطر العظمى، فخط " رح " ألذي كان يساوي خط "أ ط " يساوي خط "ي هـ " أيضا ، وقد كان يساوي خط "حـ ي " ، فخط "حـ هـ" ضعف خط "رح " وذلك ما أردناه ، والتقريب ظاهر كما لا يخفى .
لاحظ الشكل :
التدبير ومحله ، نظرا إلى أن ملائكة سماء الدنيا يدبرون أمر العالم السفلي فيه ، أو إلى أن كلا من السيارات السبع تدبر في فلكها أمرا هي مسخرة له بأمرخالقها ومبدعها ، كما ذكره جماعة من المفسرين [13 | ب] في تفسير قوله تعالى : (فالمدبرات أمراً)(46)(47) .
** ويمكن أن يراد بـ " فلك التدبير" مجموع الأفلاك التي تتدبر بها الأحوال المنسوبة إلى القمر بأسرها ، وتنضبط بها الأمور المتعلقة به بأجمعها ، حتى تشابه حركة حامله حول مركز العالم ، ومحاذاة قطر تدويره نقطة سواه إلى غيرذلك .
وتلك الأفلاك الجزئية هي الأربعة السالفة مع ما زيد عليها لحل ذينك الإشكالين ، ومع ما لعله يحتاج إليه أيضا في انتظام بعض أموره وأحواله التي ربما لم يطلع عليها الراصدون في أرصادهم ، وإنما يطلع عليها المؤيدون بنور الإمامة والولاية .
وحينئذ يراد بالتدبير التدبير الصادر عن الفلك نفسه ، وتكون اللام فيه للعهد الخارجي ، أي التدبير الكامل الذي ينتظم به جميع تلك الأمور ، والله أعلم .
تتمة:
لا يبعد أن يراد بـ " فلك التدبير" الفلك الذي يدبره القمر نفسه ، نظرا إلى ما ذهب إليه طائفة من أن كل واحد من السيارات السبع مدبر لفلكه ، كالقلب في بدن الحيوان .
قال سلطان المحققين ، نصير الملة والحق والدين قدس الله روحه ، في شرح الإشارات : ذهب فريق إلى أن كل كوكب منها ينزل مع أفلاكه منزلة حيوان واحد ذي نفس واحدة ، تتعلق بالكوكب أول تعلقها ، وبأفلاكه بواسطة الكوكب ، كما تتعلق نفس الحيوان بقلبه أولا ، وبأعضائه الباقية بعد ذلك ، فالقوة المحركة منبعثة عن الكوكب الذي هو كالقلب في أفلاكه ، التي هي كالجوارح والأعضاء الباقية(48) ، انتهى كلامه زيد إكرامه .
ويمكن أن يكون هذا هومعنى ما أثبته له [14 | أ] (عليه السلام) من التصرف في الفلك ، والله أعلم بمقاصد أوليائه سلام الله عليهم أجمعين .
خاتمة:
خطابه (عليه السلام) للقمر ، ونداؤه له ، ووصفه إياه بالطاعة والجد ، والتعب والتردد في المنازل ، والتصرف في الفلك ، ربما يعطي بظاهره كونه ذا حياة وإدراك ، ولا استبعاد في ذلك نظرا إلى قدرة الله تعالى، إلا أنه لم يثبت بدليل عقلي قاطع يشفي العليل ، أو نقلي ساطع لا يقبل التأويل ، نعم أمثال هذه الظواهر ربما تشعر به ، وقد يستند في ذلك بظاهر قوله تعالى : ( والشمس
والقمر كل في فلك يسبحون ) (49) ، فإن الواو والنون لا تستعمل حقيقة لغير العقلاء .
** وقد أطبق الطبيعيون على أن الأفلاك بأجمعها حية ناطقة عاشقة ، مطيعة لمبدعها وخالقها ، وأكثرهم على أن غرضها من حركاتها نيل التشبه بجنابه ، والتقرب إليه جل شأنه ، وبعضهم على أن حركاتها لورود الشوارق القدسية عليها اناً فآنا ، فهي من قبيل هزة الطرب والرقص الحاصل من شدة السرور والفرح .
وذهب جم غفير منهم إلى أنه لا ميت في شيء من الكواكب أيضا ، حتى أثبتوا لكل واحد منها نفسا على حدة تحركه حركة مستديرة على نفسه ، وابن سينا(50) في الشفاء مال إلى هذا القول ورجحه (51) وحكم به في النمط السادس من الإشارات (52) ، ولو قال به قائل لم يكن مجازا، فإن كلام ابن سينا وأمثاله وإن لم يكن حجة يركن إليها الديانيون في أمثال هذه المطالب ، إلاّ إنه يصلح للتأييد .
** ولم يرد في الشريعة المطهرة - على الصادع بها وآله أفضل الصلوات وأكمل التسليمات - ما ينافي ذلك القول ، ولا قام دليل عقلي على بطلانه .
** وإذا جاز أن يكون لمثل البعوضة والنملة فما دونها حياة ، فأي مانع من أن
يكون لمثل تلك الأجرام الشريفة أيضا ذلك ،
وقد ذهب جماعة إلى أن لجميع إلأشياء نفوسا مجردة ونطقا ، وج علوا قوله تعالى : ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده )(53)محمولا على ظاهره
وليس غرضنا من هذا الكلام توجيح القول بحياة الأفلاك ، بل كسر سورة استبعاد المصرين على، إنكاره وردّه ، وتسكين صولة المشنعين على من قال به أو جوزه.
** وقد قدمنا في فواتح هذا هذا الشرح - الذي نسأل الله أن يوفقنا لإتمامه - كلاما مبسوطاً في هذا [ 14 | ب ] الباب ، ذكرنا ما قيل فيه من الجانبين (54) ، والله الهادي .
قال مولانا وإمامنا (عليه السلام) :
** " امنت بمن نور بك الظلم ، وأوضح بك البهم ، وجعلك آية من ايات ملكه ، وعلامة من علامات سلطانه ، وامتهنك بالزيادة والنقصان ، والطلوع والأفول ، والإنارة والكسوف ، في كل ذلك أنت له مطيع ، وإلى إرادته سريع " .
** " الإيمان " ، وان اختلفت الأمة في أنه التصديق القلبي وحده ، أو الإقرار اللساني وحده ، أو كلا الأمرين معا ، أو أحدهما ، أو مع العمل الأركاني ، كما تقدم تفصيله وتحقيق الحق فيه في فواتح هذا الشرح (55) .
وفي عرف أهل الكلام من ألمسلمين على أربعة معان هي :
1 ـ الإيمان : فعل قلبي ، وهو قسمان :
أ- تصديق خاص أي تصديق الرسول الأعظم بما جاء به من الله تعالى مع حفظ المظاهر-إجمالا أو تفصيلا - ذهب ط إليه الأشاعرة والماتريديه ، ومن المعتزلة الصالحي وابن الراوندي .
ب - معرفة الله تعالى مع توحيده بالقلب ، وأضاف قسم منهم : وما جاء به الرسل . والإقرار اللساني لير بركن فيه عندهم . ذهب إليه الجهمية ، وبعض الفقهاء.
2 ـ الإيمان عمل لساني ، وهو قسمان :
أ - إضافة المعرفة القلبية ، واليه ذهب غيلان الدمشقي .
ب - الإيمان مجرد الإقرار اللساني لا غير ، واليه مال الكرامية .
3 - الإيمان عمل القلب واللسان معا ، وفيه أقوال :
أ - إقرار باللسان ، ومعرفة بالقلب ، واليه ذهب أبو حنيفة ، وأغلب الفقهاء ، وقسم من المتكلمين .
ب - تصديق بالقلب واللسان معا ، وهو قول الأشعري ، والمريسي .
ج - اقرار باللسان واخلاص بالقلب .
4 - الإيمان فعل بالقلب واللسان وسائر الجوارح ، واليه ذهب أصحاب الحديث ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد ، والاوزاعي ، والمعتزلة ، والخوارج ، والزيدية .
ولآراء الجميع تفصل! في كتبهم .
هذا ، وما لنا ولأقوألهم وارائهم ، هاك قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : " الإيمان : معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان " نهج البلاغة ، الحكمة 227 .
وقول الإمام الصادق (عليه السلام) :
" ليس الإيمان بالتحلن ، ولا بالتمني ، ولكن الإيمان ما خلص في القلب وصدقه الأعمال " . وهكذا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : " الإيمان قول وعمل أخوان شريكان " .
وقول الإمام الرضا (عليه السلام) :
" الإيمان : عقد بالقلب ، ولفظ باللسان ، وعمل بالجوارح ، لا يكون ألإيمان إلآ هكذا " .
ولا يخفى أن الإيمان أمر - مفهوم - إعتباري ، قابل للزيادة والنقصان ، والشدة وألضعف ، وعليه شواهد من القران الكريم والروايات .
والاسلام : يتحقق بإظهار الشهادتين فقط لا غير ، فتكون النسبة بينه والإيمان هي العموم والخصوص المطلق ، إذ كل مؤمن مسلم وزيادة . وليس كل مسلم مؤمنا . والقرآن الكريم شاهد عليه ، قال الثه تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا وظا يدخل الإيمان في قلوبكم ) [ الحجرات ، مدنية ، 49 : 14]
وهكذا قول الإمام الصادق (عليه السلام) : " الإسلام : شهادة أن لا إله إلآ الله ، والتصديق برسول الله (ص ) ؛ به حقنت الدماء ، وعليه جرت المناكح والمواريث ، وعلى ظاهره جماعة الناس . والايمان : الهدى، وما ثبت في القلوب من صفة الإسلام ، وما ظهر من العمل ، وألإيمان أرفع من الإسلام بدرجة " .
وإلى الفرق بينهما اشار (عليه السلام) كما في الكافي " الإيمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل ".
هذا هو رأي الشيعة الإمامية الإثني عشرية بنحو الإجمال ، وللتوسعة في جميع ما تقدم ينظر:
الكافي 2 : 24 - 28 | معاني الأخبار: 186 ، باب معنى الاسلام والايمان | حق اليقين للسيد شبر 2 : 331 بتفصيل لطيف | تفسير ألقرآن الكريم للمولى الشيرازي 1 : 245 | بحار الأنوار 65 : 225 - 309 | إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : 436 | تجريد الاعتقاد : 309 | كشف
إلا أن الإيمان المعدى بالباء لا خلاف بينهم في أنه التصديق القلبي بالمعنى اللغوي .
** و"النور"والضوء مترادفان لغة، وقد تسمى تلك الكيفية إن كانت من ذات الشيء ضوءا ، وإن كانت مستفادة من غيره نورا ، وعليه قوله تعالى: ( جعل الشمس ضياء والقمر نورا ( (56).
** و" الظلم " : جمع ظلمة ، ويجمع على ظلمات أيضا ، وهي عدم الضوء عما من شأنه أن يكون مضيئا (57).
** و" البهم " - بضم الباء الموحدة وفتح الهاء- : جمع بهمة ، بضم الباء وإسكان الهاء ، وهي مما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولا(58) .
** و " الاية " : العلامة .
** و" السلطان " : مصدر بمعنى الغلبة والتسلط ، وقد يجىء بمعنى الحجة والدليل ، لتسلطه على القلب وأخذه بعنانه.
** و " المهنة " - بفتح الميم ، وكسرها ، واسكان الهاء -: الخدمة والذل والمشقة ، والماهن : الخادم .
و"امتهنه ": استعمله في المهنة .
** و"طلوع "الكوكب : ظهوره فوق الأفق أومن تحت شعاع الشمس .
المراد : 454 | توضيح المراد : 874 | تفسير القمي 1 : 30/مقالات الاسلاميين : 132 | 266 | الفصل في الملل والنحل 3 : 225 | 39 | الذريعة إلى مكارم الشريعة 1 : 126 - 130 | فتح القدير 1 : 34 | الكشاف 1 : 37 | كشاف اصطلاحات الفنون 1 : 94 | المفردات : 25 | حاشية الكنبوي على شرح الجلال 1 : 195 . وغيرها من كتب الكلام والتفاسير في تفسير الآية 3 من سورة البقرة .
** " وافوله غروبه تحته" .
** و" الكسوف " ، زوال الضوء عن الشمس أو القمر للعارض المخصوص ، وقد يفسر الكسوف بحجب القمر ضوء الشمس عنا ، أو حجب الأرض ضوء الشمس عنه ، وهو تفسير للشيء بسببه .
وقال جماعة من أهل اللغة : الأحسن أن يقال في زوال ضوء الشمس كسوف ، وفي زوال ضوء القمر خسوف (59)[15 |أ] ، فإن صح ما قالوه فلعله (عليه السلام) أراد بالكسوف زوال الضوء المشترك بين الشمس والقمر لا المختص بالقمر وهو الخسوف ، ليكون خلاف الأحسن (60) فتدبر .
** ولا يخفى أن امتهان القمر حاصل بسبب كسف الشمس أيضا ، فانه هو الساتر لها ، ولما كان شمول الكسوف للخسوف أشهر من العكس اختاره (عليه السلام) ، والله أعلم .
كشف نقاب :
لما افتتح (عليه السلام) الدعاء بخطاب القمر ، وذكر أوصافه وأحواله ، من الطاعة والجد والسرعة ، والتردد في المنازل ، والتصرف في الفلك ، وأراد أن يذكر جملا اخرى من أوصافه وأحواله سوى ما مر ؛ جرى عليه " السلام على النمط الذي افتتح عليه الدعاء من خطاب القمر ، ونقل الكلام من أسلوب إلى اخر ؛ على ما هودأب البلغاء المفلقين من تلوين الكلام في أثناء المحاورات كما ذكره صاحب المفتاح في بحث الالتفات (61) ؛جعل تلك الجمل - مع تضمنها لخطاب القمر وذكر أحواله - موشحة بذكر الله سبحانه ، والثناء عليه جل شأنه ، تحاشيا
عن أن يتمادى به الكلام خاليا عن ذكر المفضل المنعام ، فقال : " آمنت بمن نور بك الظلم . . . " إلى آخره ، معبرا عن المؤمن به جل شأنه بالموصول ليجعل الصلة مشعرة ببعض أحوال القمر ، ويعطف عليها الأحوال الأخر فتتلائم جمل الكلام ، ولا تخرج عن الغرض المسوق له من بيان تلك الأوصاف والأحوال .
** والتعبير بالنكرة الموصوفة وإن كان يحصل به هذا الغرض أيضا إلآ أن المقام ليس مقام التنكيركما لا يخفى .
** فإن قلت : مضمون الصلة لا بد أن يكون أمرا معلوما للمخاطب ، معهودا بينه وبين المتكلم انتسابه إلى الموصول قبل ذكر الصلة ، ولذلك لم يجز كونها إنشائية كما قرروه ، والمخاطب هنا هو القمر وهو ليس من ذوي العلم فكيف يلقى إليه الموصول مع الصلة ؟ .
** قلت : كونه من غيرذوي العلم ليس أمرا مجزوما به ، وقد مر الكلام فيه قبيل هذا(62) ، سلمنا ، لكن تنزيل غير العالم منزلة العالم لاعتبار مناسب غيرقليل في كلام البلغاء ، فليكن هذا منه ، على أن التنزيل المذكور لا مندوحة عنه في أصل نداء القمر وخطابه ، فإن الخطاب توجيه الكلام نحو الغير للإفهام ، فلا بد من تنزيله منزلة من يفهم .
** واللام في " الظلم " للاستغراق ، أعني : العرفي منه لا الحقيقي ، والمراد الظلم المتعارف تنويرها بالقمر ، من قبيل جمع الأمير الصاغة . ويمكن جعله للعهد الخارجي .
والحق أن لام الاستغراق العرفي ليست شيئا وراء لام العهد الخارجي ، فإن المعرف بها هوحصة معينة من الجنس أيضا ، غايته أن التعيين فيها نشأ من العرف ، وقد أوضحت هذا في تعليقاتي على المطول (63) .
تتمة : [15]
التنكير في قوله (عليه السلام) : " وجعلك آية من آيات ملكه " ، يمكن أن يكون للنوعية ، كما قالوه في قوله تعالى : ( وعلى أبصارهم غشاوة)(64)(65) ، والأظهر أن يجعل للتعظيم .
** فإن قلت : احتمال التحقير أيضا قائم ، وهذا كما قالوه في قوله تعالى: ( إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمان )(66) : إن التنكير فيه يحتمل التعظيم والتحقير معا ، أي عذاب شديد هائل ، أو عذاب حقير ضعيف ، فلم طويت عنه كشحاً !؟ .
قلت : الاحتمالان في الاية الكريمة متكافئان بحسب ما يقتضيه الحال ، فلذلك جوزهما علماء المعاني من غيرترجيح ، بخلاف ما نحن فيه ، فان الحمل على التحقير وان كان لا يخلو من وجه -أيضا - نظرا إلى ما هو أعظم منه من آيات ملكه جل شأنه ، إلا أن الحمل على التعظيم كأنه أوفق بالمقام ، وأنسب بمقتضى الحال ، فلذلك ضربت عن ذكره صفحا .
وإن أبيت إلا أن تساوي الأمرين في ذلك فلا مشاحة معك ، وللناس فيما يعشقون مذاهب .
** وقوله (عليه السلام) : " وامتهنك . . . " إلى اخره ، مبين ومفسر للآية والعلامة ، وكون إحدى الجملتين مبينا ومفسرا لبعض متعلقات الأخرى لا يوجب كمال الاتصال بينهما المقتنر لفصلها عنها ، إنما الموجب له أن تكون الثانية مبينة وكاشفة عن نفس الأولى ، كما في قوله تعالى : ( فوسوس إليه الشيطان قال
يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد)(67) فان القول المذكور مبين للوسوسة وكاشف عنها .
وأما امتهان القمر بالأمور المذكورة فهو نفس علامة الملك والسلطنة ، لانفس جعله علامة لهما ، فلا مانع من وصل جملته بجملة الجعل فتدبر ، على أن أحوال القمر التي هي علامات لملكه وسلطانه جل شأنه ليست منحصرة في الامتهان بالأمور المذكورة بل لها أفراد أخر ، وكذلك الجعل المذكور ، فوصل جملة الامتهان بما قبلها يجري مجرى عطف الخاص على العام كما لا يخفى .
وتقديم الظرفين في قوله (عليه السلام) : " أنت له مطيع وإلى إرادته سريع " للدلالة على الاختصاص ، كما في قوله تعالى : ( له الملك وله الحمد)(68).
ويمكن أن يكون رعاية السجع أيضا ملحوظة ، والله أعلم [16 | أ] .
إيضاح :
الباء في قوله (عليه السلام) " نور بك الظلم " إما للسببية أو للالة .
** ثم إن جعلنا الضوء عرضا قائما بالجسم - كما هو مذهب أكثر الحكماء(69) ، ومختار سلطان المحققين قدس الله روحه في التجريد(70) - فالتركيب من قبيل سودت الشيء وبيضته ، أي صيرته متصفا بالسواد والبياض .
** وإن جعلناه جسما - كما هو مذهب القدماء من أنه أجسام صغار شفافة تنفصل عن المضيء وتتصل بالمستضيء - فالتركيب من قبيل لبنته وتمرته ، أي صيرته ذا لبن أو تمر(71).
وهذا القول وإن كان مستبعدا بحسب الظاهر إلآ أن إبطاله لا يخلو من إشكال ، كما أن إثباته كذلك .
وقد استدلوا عليه : بأنه متحرك منتقل ، فإنه ينحدر من الشمس إلى الأرض ، وينتقل من مكان إلى اخر ، والأعراض ليست كذلك .
وأجاب القائلون بعرضيته : بأنه ليس ثمة حركة وانتقال ، وإنما هو حدوث ؛ فإن مقابلة الجسم الكثيف للمضيء معد لحدوث الضوء فيه ، والحركة والانتقال محض توهم .
وسببه : أن حدوث الضوء في الجسم السافل لما كان بسبب مقابلته للجسم العالي تخيل أنه انحدر من العالي إلى السافل. وحدوثه في القابل لما كان تابعا لوضعه ومحاذاته للمضيء - بحيث إذا زالت تلك المحاذاة إلى قابل آخر زال الضوء عن الأول وحدث في ذلك الآخر- ظن أنه انتقل من الأول إلى الثاني .
واستدلوا على بطلان القول بجسميته : بأنه محسوس بحس البصر ، فلو كان جسما [161 | ب] لكان ساتراً لما يحيط به ، وكان الأشد ضوءاً أشد استتاراً .
واعترض عليه : بأن الحائل بين الرائي والمرئي إنما يستر المرئي إذا كان كثيفا لعدم نفوذ شعاع البصر فيه أما إذا كان شفافا فلا ؛ فإن صفحة البلور تزيد ما خلفها ظهورا وانكشافا ، ولذلك يستعين بها الطاعنون في السن على قراءة الخطوط الدقيقة .
وأجيب عنه : بانه لو كان جسما لم تكن كثرته موجبة لشدة الإحساس بما تحته ، لأن الحس يشتغل به ، فكلما كان أكثركان الاشتغال به أكثرفيقل الاحساس بما وراءه ، ألا ترى أن تلك الصفحة إذا غلظت جدا أوجبت لما تحتها سترا ، وأن الاستعانة بالرقيقة منها إنما هي للعيون الضعيفة لاحتياجها إلى جمع
الفنون 1 : 870 وغيرها.
الروح الباصرة - على ما بُينّ في موضعه - دون القوية ، بل هي حجاب لها عن رؤية ما وراءها . هكذا أورده شارح المواقف (1) ، والشارح الجديد للتجريد(2) .
** وأقول : في هذا الجواب نظر ، فإن لهم أن يقولوا أن الملازمة ممنوعة ، فإن بعض الأجسام الشفافة يوجب كثرتها وغلظها زيادة ظهور ما خلفها لحس البصر ، ولهذا ترى الشمس والقمر وسائر الكواكب حال كونها قريبة من الأفق ، أعظم منها حال كونها على سمت الرأس ، مع أنها وهي على الأفق ، أبعد عنا منها وهي على سمت الراس بأزيد من نصف قطر الأرض ، كما لا يخفى على من له أدنى تخيل ؛ وما ذلك إلا لأن سمك البخار وغلظه بين البصر والكوكب حال قربه من الأفق أكثر مما بينهما حال كونه على سمت الرأس كما بين باستبانة الثاني من ثالثة [171 | أ] كتاب الأصول .
وكذلك حال الصفحة من البلور ، فإنها إذا رقت جدا لم تؤثر في الإعانة على قراءة الخطوط الرقيقة ، بل لا بد لها من غلظ يعتدّ به ، ومن ثم نرى الطاعنين في السن ربما يستعينون بمضاعفتها على قراءة تلك الخطوط ، على أنه لا يلزم من كون ازدياد ثخن البلور مؤديا إلى ستر ما وراءه أن يكون ازدياد ثخن كل شفاف مؤديا إلى ذلك .
ألا ترى أن ثخن مجموع كرتي الهواء والنار والأفلاك التي تحت فلك الثوابت تزيد على خمسة وعشرين ألف ألف فرسخ كما بينوه ، ومع ذلك لا تحجب أبصارنا عن رؤية ما وراءها ، ولم لا يجوز أن لا تصل مراتب ثخن الضوء -على تقدير جسميته - إلى حد يصير به عائقا عن الاحساس بما خلفه ؛ وأن يكون الضوء بالنسبة إلى كل العيون بمنزلة الصفحة الغير الغليظة جدا من البلور بالنسبة إلى عيون الطاعنين في السن .
فكما أن هذه لا تبصر الأشياء الصغيرة والخطوط الدقيقة إلا بتوسط تلك الصفحة ، فكذلك تلك لا تبصر شيئا من الأشياء إلا بتوسط الضوء ، وكما أن هذه لا تشغل البصر عن الإحساس بما وراءها فكذلك تلك . والله أعلم بحقائق الاُمور .
تبصرة :
لعله (عليه السلام) أراد بالظلم في قوله : "نور بك الظلم " الأهوية المظلمة ، لا الظلمات أنفسها ، فإنها لا تتصف بالنور .
وتجويز كونه (عليه السلام) أراد ذلك مبني على أن الهواء يتكيف بالضوء ، وهو مختلف فيه ، فالذين جعلوا اللون شرطا في التكيف بالضوء منعوا منه .
** وأورد عليهم : أنا نرى عند الصبح ما يقارب الأفق مضيئا ، وما هو إلا الهواء المتكيف بالضوء .
** وأجابوا : بأن ذلك للأجزاء البخارية المختلطة به ، والكلام في الهواء الصرف الخالي من الشوائب البخارية والدخانية القابلة للضوء بسبب كونها متلونة في الجملة .
** ورده الفخر الرازي : بأنه يلزم من ذلك أن الهواء كلما كان أصفى كان الضوء الحاصل فيه قبل الطلوع وبعد الغروب أضعف ، وكلما كان البخار والغبار فيه أكثر كان الضوء أقوى ؛ لكن الأمر بالعكس [171 | ب أ] (1) ، هذا كلامه ، وللتأمل فيه مجال واسع .
واستدل في الملخص على استضاءة الهواء بأنه لو لم يتكيف بالضوء لوجب أن نرى بالنهار الكواكب التي في خلاف جهة الشمس ؛ لأن الكواكب باقية على ضوئها ، والحس لم ينفعل على ذلك التقدير من ضوء أقوى من ضوئها يمنع

الهوامش

(1) الكافي 4 : 70 حديث 1 | تذكرة الفقهاء 1 : 268 | منتهى المطلب 2 : 590 وفي المصادر هكذا
( اللهم سلمه لنا ) | الفقيه 2 :62 حديث 269 .
(2) الفقيه 2 : 62 ذيل الحديث 269 ، والاقبال : 18 .
(3) انظرصحيفة 71، وهي ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) .
(4) انظر صحيفة 74 ، وهي رواية الامام الباقر (عليه السلام) .
(5) انظر صحيفة 74 ، 75 وهما روايتا الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام .
(6) انظر صحيفة75 . وهي رواية الإمام الصادق (عليه السلام) .
(7) انظر صحيفة 68 ، و 73 .
(8) حماد بن عثمان بن زياد الرواسي ، الملقب بالناب ، من أصحاب الأئمة الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام ،من الثقات الأجلاء ، وهكذا اخوته ، فهم من بيت فضل وعلم من خيار الشيعة ، وهو ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ، وأقرو له بالفقه ، لم يختلف في توثيقه اثنان ، روى عنه ابن أبي عمير ، والوشاء ، والحسن بن علي بن فضال ، وفضالة ، وغيرهم مات سنة 190 هـ =805 م .
راجع : تنقيح المقال 1 :365 رقم 3313 | رجال الشيخ : 173 رقم 139 و 346 رقم 2 و 371 رقم 1 | الفهرست :60 رقم 230 | الخلاصة : 56 رقم 3 | جامع الرواة 1 : 271 | مجمع الرجال 227:2
(9) التهذيب 4 : 176 حديث 488 | والاستبصار 2 : 73 حديث 225 ألكافي 78:4 حديث 10 . والغروب اشارة الى آخر الشهر .
(10) قواعد الأحكام : 69 ـ 70 .
(11) أبو طالب ، محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ، فخر المحققين وجه وجوه الطائفة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، رفيع الشأن ، جيد التصنيف لما امتاز به من وفور العلم والفقاهة ، وطول الباع في كثير من ألعلوم ، أوصى اليه والده العلامة في آخر القواعد - الذي صنفه له ولما يبلغ العاشرة - باتمام ما بقي ناقصاً من كتبه ، بلغ رتبة الاجتهاد في العاشرة من عمره ، له مصنفات
(12) إيضاح الفوائد 1 : 252 .
(13) المجسطي ـ بكسر الميم والطاء وفتح الجيم وتخفيف الياء - كلمة يونانية ، اصلها ماجستوس ، اسم لأهم بل لأشرف ما صنف في عالم الهندسة الفلكية بادلتها التفصيلية ، وكل من جاء بعد كان عيالاً عليه من دون استثناء ، مؤلفه الحكيم بطليموس الفلوزي ، عرب قديماً بواسطة جمع ، ونقح أيضا وشرح . للتفصيل راجع كشف الظنون 2 : 1594 | ولغة نامه دهخدا 41 : 455 | وفرهنك جامع فارسي ( آنندراج ) 6 : 3854 .
(14)البقرة ، مدنية ، 2 : 22.
(15) النبأ ، مكية ، 78 : 6 .
(16) الغاشية ، مكية ، 88 : 20
(17) تفسير الكشاف 1 : 94
(18) أبوعبدالله محمد بن عمر بن الحسين الطبرستاني الرازي ، ابن الخطيب الشافعي الأشعري . العالم الاصولي المتكلم المشارك في العلوم . أخذ عن والده والكمال السمناني والجيلي . له التفسير ، المباحث المشرقية، الملخص ، المحصل . توفي سنة 606 هـ = 1209 م بهراة.
له ترجمة في : تاريخ الحكماء: 1 29 | وفيات الأعيان 4 : 48 2 ت | طبقات السبكي 5: 23 | وانظر سيرأعلام النبلاء 21 : 500 ت 261 ومصادره .
(19) التفسير الكبير للفخر الرازي 2 : 154 .
(20) تذكرة الفقهاء 1 : 603 .
(21) إيضاح الفوائد 1 : 252 .
(22) إبراهيم ، مكية ، 14 : 33.
(23) تفسير التبيان 6 : 297 | مجمع البيان 3 : 316 | تفسير الفخر الرازي 19 : 128 | الجامع لأحكام
(24) الصحاح 1 : 23 1 | تاج العروس 1 : 242 مادة ( دأب ) فيهما .
(25) سلطان المحققين ، الخواجه نصير الدين الطوسي ، محمد بن محمد بن الحسن الجهروردي القمي . حجة الفرقة الناجية ، فخر الشيعة الإمامية ، ناموس دهره ، فيلسوف عصره ، افضل الحكماء والمتكلمين ، سلطان العلماء والمحققين ، علامة البشر ، نصير الملة والدين ، الذي ارتفع صيته في الافاق ، خضع له الموافق والمخالف ؟ له مكتبة تناهز الأربع مئة ألف كتاب ، أقام المنجمين والفلاسفة ، ووقف عليهم الأوقاف ، أسس المرصد المعروف بمراغه ، زها العلم في زمنه ؛ له مؤلفات منها تحرير اقليدس ، تحرير المجسطي ، شرح الاشارات ، الفصول النصيرية ، الفرائض النصيرية ، التذكرة النصيرية ، وغيرها .
مات سنة 2 67 هـ = 1273 م ودفن في الروضة المطهرة الكاظمية .
انظر: روضات الجنات 6 : 300 رقم 588 | تاسيس الشيعة :395 | تنقيح المقال 3 : 179 رقم 11322| شذرات الذهب 5: 339 | البداية والنهاية 13 : 267 | جامع الرواة 2 :188 | تاريخ مختصر الدول : 286 | فوات الوفيات 3 : 246 رقم 414 | تاريخ آداب اللغة العربية 2 :245 رقم 1 | أعيان الشيعة 9 : 414 | نقد الرجال : 331 رقم 691 | أمل الآمل 2 : 299 رقم904 .
(26) شرح الاشارات والتنبيهات 2 : 34 .
(27) في هامش بعض النسخ ما لفظه : نقل عن بعض الأكابر أن ما يدل على سرعة حركة القمر - أيضا - التناسب العددي ببن "القي " واسم " السريع "، إذ كل منهما ثلاثمائة وأربعون ، والتناسب بحسب النقاط أيضاً ، هو من الأسرار ! ! !.
(28) ا لأ نبياء ، مكية ، 21 : 33 .
(29) قوله : " دون ثبوته خرط القتاد " مثل مشهور يضرب للدلالة على استحالة حصول شيء ما والقتاد : شجر شاك صلب فيه مثل الابر ، والخرط نزع قشر الشجر جذبا بالكف . والمعنى أن تحمل نزع قشر القتاد أهون من حصول العمل .
(30) يس ، مكية ، 36 : 39 .
(31) للتوسعة في معرفة ذلك أنظر: عجائب المخلوقات : 33 ذيل حياة الحيوأن | وعلم الفلك .
(32) يس ، مكية ، 36 : 39 .
(33) تفسير الكشاف 4 : 16 ، انوار التنزيل 4 : 188 1 .
(34) انظر : لسان العرب 10 : 478 ، مادة ( فلك ) .
(35) محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي ، من نوابغ العلماء ، فيلسوف رياضي ، سكن الهند فترة ، له المام بالفلسفة اليونانية والهندية ، اشتهر بالهيئة ، له مؤلفات كثيرة محصورة في فهرست مخصوص بها ، يقع في ستين صفحة ، منها : التفهيم ، الآثار الباقية ، الجماهر.
والبيروني قيل نسبة إلى سكناه خارج خوارزم ، بناءاً على قراءتها بالتخفيف ، وقيل أنها مدينة في الشد . مات سنة 440 هـ = 1048 م له ترجمه في : اللباب 1 :197 | عيون الأنباء: 459 | الأعلام 5: 314 | معجم الادباء 17 : 180 رقم 62 | تاريخ مختصر الدول : 186 | روضات الجنات 7 : 351 رقم 669 | الذريعة 1 : 507 رقم 2501 | وانظر مقدمة التفهيم الفارسية .
(36) التفهيم لأوائل صناعة التنجيم : 45 | وانظر فرهنك جامع آنندراج 1 : 72 .
(37) النازعات ، مكية ، 79 : 5 .
(38) اختلفت مذاهب المفسرين في قبول ذلك ورده أنظر كلاّ من : القرطبي في تفسيره
(39)مجمع البيان 5: 430
(40) عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار ، عضد الدين الفارسي ، ألشافعي ، الملقب بالعضدي أو العضد الايجي ، نسبة الى بلدة في نواحي شيراز ، أخذ عن مشايخ عصره أمثال الشيخ الهنكي ، ولازمه ، ولي القضاء للمماليك ، برع في المعقول والأصول والمعاني والعربية ، له شرح المختصر ، والمواقف في الكلام ، تلمذ عليه الكرماني ، والعفيفي ، والتفتازاني . له محنة مع صاحب كرمان حبسه على أثرها فمات في الحبس سنة 756 هـ = 1355م .
له ترجمة في : الدرر الكامنة 2 : 322 رقم 2278 | طبقات الشافعية الكبرى 6 : 08 1 | شذرات الذهب 6 : 174 | هدية ألأحباب : 218 | بغية الوعاة 2 : 75 رقم 1476 | روضات افي ت 5: 49 رقم 438 | معجم المؤلفين 5: 119 | الأعلام 3 : 295 | الكنى والألقاب 2 : 472 .
(41) الموا قف : 208 .
(42) تاتي الإشارة إلى البرهان على ذلك قريبا ، وأورد الاعتراض بصورة مفصلة مع البرهان في الكشكول 2 : 348 .
(43) ألجغميني : تسمية للكتاب باسم نسبة المؤلف ، إذ اسمه الأصلي ملخص الهيئة أو الهيئة البسيطة ومؤلفه محمود بن محمد بن عمر الجغميني ، وجغمين من قرى خوارزم له شروح ولشروحه شروح منها شرح الشيخ المصنف قدس سره ولا زأل الشرح مخطوطا .
(44) محمد بن أسعد الصديقي الدواني ، جلال الدين الحكيم المتكلم ، من أفاضل المحققين والفلاسفة
(45) حاصل البرهان على ما جاء في الكشكول 2 : 204
(46)النازعات ، مكية ، 79 : 5 .
(47) تقدمت الإشارة إليهم في الهامش رقم "5 " صحيفة : 15 وقد جاء في هامش الأصل ما لفظه : روى الثيخ الجليل أبو علي في تفسيره الصغير [ جمع الجوامع 2 : 600]قولا : بان المقسمات في قوله تعالى ( فالمقسمات أمرا )[ الذاريات ، مكية ، 51: 4 ] هي الكواكب ، منه . قدس سره .
(48) شرح الإشارات والتنبيهات 2 : 32 .
(49) الأنبياء ، مكية ، 21 : 33 .
(50) ابن سينا ، الحسين بن عبد الله بن سينا البخاري ، أبو علي الملقب بالشيخ الرئيس ، الفيلسوف الشهير ، نادرة الزمان ، أعجوبة الدهر ، له مشاركة في أغلب العلوم والفنون ، افتى على المذهب الحنفي وعمره اثنتا عشرة سنة ، صنف القانون في الطب ولما يبلغ السابعة عشرة ، له الشفاء ، والإشارات ، وغيرها كثير ، أخذ الفقه عن أسماعيل الزاهد ، والفلسفة والمنطق ، عن النائلي ، وأعتمد على نفسه في حل أكثر المطالب ، مات سنة 427 وقيل 28 هـ = 1035 - 1036 م .
له ترجمة في روضات الجنات 3 : 170 ت 268 | وفيات الأعيان 2 : 157 ت 190 | مرآة الجنان 3 : 47 | الكنى وألألقاب 1 : 320 | عيون الأنباء : 437 | خزانة ألأدب 4 : 466 | لسان الميزان 2 : 291 ت 1218 | سير أعلام النبلاء 17 : 531 ت 356 | الجواهر المضية 2 : 63 | البداية والنهاية 12 : 42 | ميزان ألاعتدال 1 : 539 ت 2014 | دائرة ألمعارف الاسلامية 1 : 203 | وغيرها كثير.
(51) الشفاء 2 : 45 ، الفصل السادس ، حركات الكواكب من السماء والعالم ، قسم الطبيعيات .
(52) الاشارات والتنبيهات 2 : 34 .
(53) الا سراء ، مكية ، 17 : 44 .
(54) هذا وغيره كثير مما يأتي يدل على أنه كتب غير هذا الشرح أيضا لباقي الأدعية ، ولكن لم تصل الينا لحد ألآن ، نسأل الله التوفيق للعثور على الباقي .
(55) الإيمان في اللغة هو التصديق أو إظهار الخضوع والقبول . يقال : آمن بمحمد (صلى الله عليه وآله) وآمنت به ، اي صدقته وأظهرت له الخضوع والقبول لما يقوله . انظر : الصحاح 5: 2071 | القاموس 1518 | مجمل اللغة 1 : 102 | ومعجم مقاييس اللغة .
وبتفصيل في لسان العرب 13 : 23 .
(56) يونس ، مكية، 10 : 5 .
(57) الصحاح 5: 1978 | تاج العروس 8 : 374 | المفردات :315 . وانظر للتفصيل، لسان العرب 12 : 377 .
(58) معجم مقاييس اللغة 1 : 311 | تاج العروس 8 : 206 | لسان العرب 12 : 56.
(59) ينظر صحاح اللغة 4 : 1350 و 1421 | القاموس : 1097 | تاج العروس 6 : 84، 232 | وانظر المفردات : 148 المواد ( خسف ، كسف ) .
(60) والذي جعله أهل اللغة خلاف الأحسن هو إطلاق الكسوف على الخسوف ، وحده الأعلى الأمر الشامل له ولغيره ، وهذا كما قالوه : من أن تعدية ألصلاة بعلى إذا أريد بها مجموع المعاني الثلاثة لا تدل على التضمنية . ( منه ) .
(61) مفتاح العلوم : 86 ، 181 .
(62) انظر صحيفة : 91 ، بحث " خاتمة" .
(63) مخطوط لم ير النور بعد .
(64) البقرة ، مدنية ، 2 : 7 .
(65)أنظر الكشاف للزمخشري 1 : 53 .
(66)مريم ، مكية، 19 : 45.
(67) طه، مكية ،120:20.
(68) التغابن ، مدنية ، 64 : 1 .
(69) منهم الفخر الرازي ، انظر التفسير الكبير 17 :35 .
(70) تجريد الاعتقاد : 167 .
(71) للتوسعة في بحث الضوء أنظر مطالع الأنظار شرح طوالع الأنوار 1 : 245، كشاف اصطلاحات
(72) شرح المواقف 2 : 149 ، وما بعدها، القسم الثاني من المبصرات .
(73) شرح التجريد: 241 ، عند قول الخواجه نصير: " ولو كان الثاني جسما لحصل ضد المحسوس ". وأنظر كشف المراد : 232.
(74) حكاه عنه شارح المواقف 2 : 154
.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...