بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

فهرس المقال




في ذو الحجة
يستحب صوم هذا العشر إلى التاسع فإن لم يقدر صام أول يوم منه
فعن الكاظم (عليه السلام) أن صيامه يعدل صوم ثمانين شهرا و هو اليوم الذي ولد فيه إبراهيم (عليه السلام) و فيه اتخذه الله خليلا و فيه تزوج علي (عليه السلام) بفاطمة ع فصل فيها صلاتها و قل بعد الفراغ منها سبحان ذي العز الشامخ المنيف إلى آخره

و قد مر ذلك في باب الصلوات
و كان الصادق (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء من أول عشر ذي الحجة إلى عشية عرفة في دبر الصبح و قبل المغرب و هو اللهم هذه الأيام التي فضلتها على الأيام و شرفتها قد بلغتنيها بمنك و رحمتك فأنزل علينا فيها من بركاتك و أوسع علينا فيها من نعمائك اللهم إني أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تهدينا فيها لسبيل الهدى و العفاف و الغنى و العمل فيها بما تحب و ترضى اللهم إني أسألك يا موضع كل شكوى و يا سامع كل نجوى و يا شاهد كل ملإ و يا عالم كل خفية أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تكشف عنا فيها البلاء و تستجيب لنا فيها الدعاء و تقوينا فيها و تعيننا و توفقنا فيها لما تحب ربنا و ترضى و على ما افترضت علينا من طاعتك و طاعة رسولك و أهل ولايتك اللهم إني أسألك يا أرحم الراحمين أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تهب لنا فيها الرضا إنك سميع الدعاء و لا تحرمنا خير ما تنزل فيها من السماء و طهرنا من الذنوب يا علام الغيوب و أوجب لنا فيها دار الخلود اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تترك لنا فيها ذنبا إلا غفرته و لا هما إلا فرجته و لا دينا إلا قضيته و لا غائبا إلا أدنيته و لا حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلا سهلتها و يسرتها إنك على كل شي‏ء قدير
اللهم يا عالم الخفيات يا راحم العبرات يا مجيب الدعوات يا رب الأرضين و السماوات يا من لا تتشابه عليه الأصوات صل على محمد و آل محمد و اجعلنا فيها من عتقائك و طلقائك من النار الفائزين بجنتك الناجين برحمتك يا أرحم الراحمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله أجمعين و سلم تسليما
و قل في كل يوم من هذا العشر أيضا لا إله إلا الله عدد الليالي و الدهور لا إله إلا الله عدد أمواج البحور لا إله إلا الله و رحمته خير مما يجمعون لا إله إلا الله عدد الشوك و الشجر لا إله إلا الله عدد الشعر و الوبر لا إله إلا الله عدد الحجر و المدر لا إله إلا الله عدد لمح العيون لا إله إلا الله في الليل إذا عسعس و في الصبح إذا تنفس لا إله إلا الله عدد الرياح في البراري و الصخور لا إله إلا الله من اليوم إلى يوم ينفخ في الصور عشرا
قال الشيخ الطوسي رحمه الله في متهجده أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول من قال ذلك في كل يوم من أيام العشر عشر مرات أعطاه الله بكل تهليلة درجة في الجنة من الدر و الياقوت ما بين كل درجتين مسيرة مائة عام للراكب المسرع في كل درجة مدينة إلى تمام الخبر
يوم عرفة يوم التاسع منه يستحب صومه لمن لا يضعف عن الدعاء و الاغتسال قبل الزوال فإذا زالت الشمس فابرز تحت السماء و صل الظهرين تحسن ركوعهن و سجودهن فإذا فرغت فكبر الله مائة و احمده مائة و سبحه مائة و اقرأ التوحيد مائة و احمد الله تعالى و هلله و مجده و أثن عليه ما قدرت و تخير لنفسك من الدعاء ما أحببت و اجتهد فإنه يوم دعاء و مسألة ثم قل اللهم من تهيأ و تعبأ إلى آخره و قد مر ذكره في أدعية ليلة الجمعة ثم ادع بدعاء علي بن الحسين (عليه السلام) يوم عرفة و قد ذكرناه في محله من الصحيفة في هذا الكتاب
ثم ادع بهذا الدعاء و هو من أدعية علي بن الحسين (عليه السلام) أيضا ذكره الطوسي رحمه الله في مصباحيه اللهم أنت الله رب العالمين و أنت الله الرحمن الرحيم و أنت الله الدائب في غيره وصب و لا نصب لا تشغلك رحمتك عن عذابك و لا عذابك عن رحمتك خفيت من غير موت و ظهرت فلا شي‏ء فوقك و تقدست في علوك و ترديت بالكبرياء في الأرض و في السماء و قويت في سلطانك و دنوت من كل شي‏ء في ارتفاعك و خلقت الخلق بقدرتك و قدرت الأمور بعلمك و قسمت الأرزاق بعدلك و نفذ في كل شي‏ء علمك و حارت الأبصار دونك و قصر دونك طرف كل طارف و كلت الألسن عن صفاتك و غشي بصر كل ناظر نورك و ملأت بعظمتك أركان عرشك و ابتدأت الخلق على غير مثال نظرت إليه من أحد سبقك إلى صنعة شي‏ء منه و لم تشارك في خلقك و لم تستعن بأحد في شي‏ء من أمرك و لطفت في عظمتك و انقاد لعظمتك كل شي‏ء و ذل لعزك كل شي‏ء أثني عليك يا سيدي و ما عسى أن يبلغ في مدحك ثنائي مع قلة عملي و قصر رأيي و أنت يا رب الخالق و أنا المخلوق و أنت المالك و أنا المملوك و أنت الرب و أنا العبد و أنت الغني و أنا الفقير و أنت المعطي و أنا السائل و أنت الغفور و أنا الخاطئ و أنت الحي الذي لا يموت و أنا خلق أموت يا من خلق الخلق و دبر الأمور فلم يقايس شيئا بشي‏ء من خلقه و لم يستعن على خلقه بغيره ثم أمضى الأمور على قضائه و أجلها إلى أجل قضى فيها بعدله و عدل فيها بفصله و فصل فيها بحكمه و حكم فيها بعدله و علمها بحفظه ثم جعل منتهاها إلى مشيته و مستقرها إلى محبته و مواقيتها إلى قضائه لا مبدل لكلماته و لا معقب لحكمه و لا راد لفضله و لا مستزاح عن أمره و لا محيص لقدره و لا خلف لوعده و لا متخلف عن دعوته و لا يعجزه شي‏ء طلبه و لا يمتنع منه أحد أراده و لا يعظم عليه شي‏ء فعله و لا يكبر عليه شي‏ء صنعه و لا يزيد في سلطانه طاعة مطيع و لا تنقصه معصية عاص و لا يبدل القول لديه و لا يشرك في حكمه أحدا الذي ملك الملوك بقدرته و استعبد الأرباب بعزه و ساد العظماء بجوده و علا السادة بمجده و انهدت الملوك لهيبته و علا أهل السلطان بسلطانه و ربوبيته و أباد الجبابرة بقهره و أذل العظماء بعزه و أسس الأمور بقدرته و بنى المعالي بسؤدده و تمجد بفخره و فخر بعزه و عز بجبروته و وسع كل شي‏ء برحمته إياك أدعو و إياك أسأل و منك أطلب و إليك أرغب يا غاية المستضعفين و يا صريخ المستصرخين و معتمد المضطهدين و منجى المؤمنين و مثيب الصابرين و عصمة الصالحين و حرز العارفين و أمان الخائفين و ظهر اللاجئين و جار المستجيرين و طلب الغادرين و مدرك الهاربين و أرحم الراحمين و خير الناصرين و خير الفاصلين و خير الغافرين و أحكم الحاكمين و أسرع الحاسبين لا يمتنع من بطشه و لا ينتصر من عاقبه
و لا يحتال لكيده و لا يدرك علمه و لا يدرأ ملكه و لا يقهر عزه و لا يذل استكباره و لا يبلغ جبروته و لا تصغر عظمته و لا يضمحل فخره و لا يتضعضع ركنه و لا ترام قوته المحصي لبريته الحافظ أعمال خلقه لا ضد له و لا ند له و لا ولد له و لا صاحبة له و لا سمي له و لا قريب له و لا كفؤ له و لا شبيه له و لا نظير له و لا مبدل لكلماته و لا يبلغ مبلغه و لا يقدر شي‏ء قدرته و لا يدرك شي‏ء أثره و لا ينزل شي‏ء منزلته و لا يدرك شي‏ء أحرزه و لا يحول دونه شي‏ء بنى السماوات فأتقنهن و ما فيهن بعظمته و دبر أمره فيهن بحكمته فكان هو كما هو أهله لا بأولية قبله و لا بآخرية بعده و كان كما ينبغي له يرى و لا يرى و هو بالمنظر الأعلى يعلم السر و العلانية و لا تخفى عليه خافية و ليس لنقمته واقية يبطش البطشة الكبرى و لا تحصن منه القصور و لا تجن منه الستور و لا تكن منه الخدور و لا تواري منه البحور و هو على كل شي‏ء قدير و هو بكل شي‏ء عليم يعلم هماهم الأنفس و ما تخفي الصدور و وساوسها و نيات القلوب و نطق الألسن و رجع الشفاه و بطش الأيدي و نقل الأقدام و خائنة الأعين و السر و أخفى و النجوى و ما تحت الثرى و لا يشغله شي‏ء عن شي‏ء و لا يفرط في شي‏ء و لا ينسى شيئا لشي‏ء أسألك يا من عظم صفحه و حسن صنعه و كرم عفوه و كثرت نعمه و لا يحصى إحسانه و جميل بلائه أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقضي حوائجي التي أفضيت بها إليك و قمت بها بين يديك و أنزلتها بك و شكوتها إليك مع ما كان من تفريطي فيما أمرتني به و تقصيري فيما نهيتني عنه يا نوري في كل ظلمة و يا أنسي في كل وحشة و يا ثقتي في كل شديدة و يا رجائي في كل نعمة و يا دليلي في الظلام أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الأدلاء فإن دلالتك لا تنقطع لا يضل من هديت و لا يذل من واليت أنعمت علي فأسبغت و رزقتني فوفرت و وعدتني فأحسنت و أعطيتني فأجزلت بلا استحقاق لذلك بعمل مني و لكن ابتداء منك بكرمك و جودك فأنفقت نعمتك في معاصيك و تقويت برزقك على سخطك و أفنيت عمري فيما لا تحب فلم تمنعك جرأتي عليك و ركوبي ما نهيتني عنه و دخولي فيما حرمت علي أن عدت علي بفضلك و لم يمنعني عودك علي بفضلك أن عدت في معاصيك فأنت العائد بالفضل و أنا العائد في المعاصي و أنت يا سيدي خير الموالي لعبيده و أنا شر العبيد أدعوك فتجيبني و أسألك فتعطيني و أسكت عنك فتبتدئني و أستزيدك
فتزيدني فبئس العبد أنا لك يا سيدي و مولاي أنا الذي لم أزل أسي‏ء و تغفر لي و لم أزل أتعرض للبلاء و تعافيني و لم أزل أتعرض للهلكة و تنجيني و لم أزل أضيع في الليل و النهار في تقلبي فتحفظني فرفعت خسيستي و أقلت عثرتي و سترت عورتي و لم تفضحني بسريرتي و لم تنكس برأسي عند إخواني بل سترت علي القبائح العظام و الفضائح الكبار و أظهرت حسناتي القليلة الصغار منا منك و تفضلا و إحسانا و إنعاما و اصطناعا ثم أمرتني فلم آتمر و زجرتني فلم أنزجر و لم أشكر نعمتك و لم أقبل نصيحتك و لم أؤد حقك و لم أترك معاصيك بل عصيتك بعيني و لو شئت أعميتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بسمعي و لو شئت أصممتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بيدي و لو شئت لكنعتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك برجلي و لو شئت جذمتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بفرجي و لو شئت عقمتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بجميع جوارحي و لم يك هذا جزاؤك مني فعفوك عفوك فها أنا ذا عبدك المقر بذنبي الخاضع لك بذلي المستكين لك بجرمي مقر لك بجنايتي متضرع إليك راج لك في موقفي تائب إليك من ذنوبي و من اقترافي و مستغفر لك من ظلمي لنفسي راغب إليك في فكاك رقبتي من النار مبتهل إليك في العفو عن المعاصي طالب إليك أن تنجح لي حوائجي و تعطيني فوق رغبتي و أن تسمع ندائي و تستجيب دعائي و ترحم تضرعي و شكواي و كذلك العبد الخاطئ يخضع لسيده و يتخشع لمولاه بالذل يا أكرم من أقر له بالذنوب و أكرم من خضع له و خشع ما أنت صانع بمقر لك بذنبه خاشع لك بذله فإن كانت ذنوبي قد حالت بيني و بينك أن تقبل علي بوجهك و تنشر علي رحمتك و تنزل علي شيئا من بركاتك أو ترفع لي إليك صوتا أو تغفر لي ذنبا أو تتجاوز لي عن خطيئة فها أنا ذا عبدك مستجير بكرم وجهك و عز جلالك متوجه إليك و متوسل إليك و متقرب إليك بنبيك صلى الله عليه و آله أحب خلقك إليك و أكرمهم لديك و أولاهم بك و أطوعهم لك و أعظمهم منك منزلة و عندك مكانا و بعترته صلى الله عليهم الهداة المهديين الذين افترضت طاعتهم و أمرت بمودتهم و جعلتهم ولاة الأمر بعد نبيك صلى الله عليه و آله يا مذل كل جبار و يا معز كل ذليل قد بلغ مجهودي فهب لي نفسي الساعة الساعة برحمتك اللهم لا قوة لي على سخطك و لا صبر لي على عذابك و لا غنى لي عن رحمتك تجد من تعذب غيري و لا أجد من يرحمني غيرك و لا قوة لي على البلاء و لا طاقة لي على الجهد أسألك بحق محمد نبيك صلى الله عليه و آله و أتوسل إليك بالأئمة عليهم السلام الذين اخترتهم لسرك و أطلعتهم على خفيك و اخترتهم بعلمك
و طهرتهم و أخلصتهم و اصطفيتهم و أصفيتهم و جعلتهم هداة مهديين و ائتمنتهم على وحيك و عصمتهم عن معاصيك و رضيتهم لخلقك و خصصتهم بعلمك و اجتبيتهم و جعلتهم حججا على خلقك و أمرت بطاعتهم و لم ترخص لأحد في معصيتهم و فرضت طاعتهم على من برأت و أتوسل إليك في موقفي اليوم أن تجعلني من خيار وفدك اللهم صل على محمد و آل محمد و ارحم صراخي و اعترافي بذنبي و تضرعي و ارحم طرحي رحلي بفنائك و ارحم مسيري إليك يا أكرم من سئل يا عظيما يرجى لكل عظيم اغفر لي ذنبي العظيم فإنه لا يغفر العظيم إلا العظيم اللهم إني أسألك فكاك رقبتي من النار يا رب المؤمنين لا تقطع رجائي يا منان من علي بالرحمة يا أرحم الراحمين يا من لا يخيب سائله لا تردني يا عفو اعف عني يا تواب تب علي و اقبل توبتي يا مولاي حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني و إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني فكاك رقبتي من النار اللهم بلغ روح محمد و آل محمد عني تحية و سلاما و بهم اليوم فاستنقذني يا من أمر بالعفو يا من يجزي على العفو يا من يعفو يا من رضي العفو يا من يثيب على العفو العفو العفو تقولها عشرين مرة أسألك اليوم العفو و أسألك من كل خير أحاط به علمك هذا مكان البائس الفقير هذا مكان المضطر إلى رحمتك هذا مكان المستجير بعفوك من عقوبتك هذا مكان العائذ بك منك أعوذ برضاك من سخطك و من فجاءة نقتمك يا أملي يا رجائي يا خير مستغاث يا أجود المعطين يا من سبقت رحمته غضبه يا سيدي و مولاي و ثقتي و معتمدي و رجائي و يا ذخري و ظهري و عدتي و غاية أملي و رغبتي يا غياثي يا وارثي ما أنت صانع بي في هذا اليوم الذي فزعت فيه إليك الأصوات أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تقلبني فيه مفلحا منجحا بأفضل ما انقلب به من رضيت عنه و استجبت دعاءه و قبلته و أجزلت حباءه و غفرت ذنوبه و أكرمته و لم تستبدل به سواه و شرفت مقامه و باهيت به من هو خير منه و قلبته بكل حوائجه و أحييته بعد الممات حياة طيبة و ختمت له بالمغفرة و ألحقته
بمن تولاه اللهم إن لكل وافد جائزة و لكل زائر كرامة و لكل سائل لك عطية و لكل راج لك ثوابا و لكل ملتمس ما عندك جزاء و لكل راغب إليك هبة و لكل من فزع إليك رحمة و لكل من رغب فيك زلفى و لكل متضرع إليك إجابة و لكل مستكين إليك رأفة و لكل نازل بك حفظا و لكل متوسل عفوا و قد وفدت إليك و وقفت بين يديك في هذا الموضع الذي شرفته رجاء لما عندك و رغبة إليك فلا تجعلني اليوم أخيب وفدك و أكرمني بالجنة و من علي بالمغفرة و جملني بالعافية و أجرني من النار و أوسع علي من رزقك الحلال الطيب و ادرأ عني شر فسقة العرب و العجم و شر شياطين الإنس و الجن اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تردني خائبا و سلمني ما بيني و بين لقائك حتى تبلغني الدرجة التي فيها مرافقة أوليائك و اسقني من حوضهم مشربا رويا لا أظمأ بعده أبدا و احشرني في زمرتهم و توفني في حزبهم و عرفني وجوههم في رضوانك و الجنة فإني رضيت بهم هداة يا كافي كل شي‏ء و لا يكفي منه شي‏ء صل على محمد و آل محمد و اكفني شر ما أحذر و شر ما لا أحذر و لا تكلني إلى أحد سواك و بارك لي فيما رزقتني و لا تستبدل بي غيري و لا تكلني إلى أحد من خلقك و لا إلى رأيي فتعجزني و لا إلى الدنيا فتلفظني و لا إلى قريب و لا بعيد تفرد بالصنع لي يا سيدي و مولاي اللهم أنت أنت انقطع الرجاء إلا منك في هذا اليوم تطول علي فيه بالرحمة و المغفرة اللهم رب هذه الأمكنة الشريفة و رب كل حرم و مشعر عظمت قدره و شرفته و بالبيت الحرام و بالحل و الإحرام و الركن و المقام صل على محمد و آل محمد و أنجح لي كل حاجة مما فيه صلاح ديني و دنياي و آخرتي و اغفر لي و لوالدي و من ولدني من المسلمين و ارحمهما كما ربياني صغيرا و أجزهما عني خير الجزاء و عرفهما بدعائي لهما ما يقر أعينهما فإنهما قد سبقاني إلى الغاية و خلفتني بعدهما فشفعني في نفسي و فيهما و في جميع أسلافي من المؤمنين في هذا اليوم يا أرحم الراحمين اللهم صل على محمد و آل محمد و فرج عن آل محمد و اجعلهم أئمة يهدون بالحق و به يعدلون و انصرهم و انتصر بهم و أنجز لهم ما وعدتهم و بلغني فتح آل محمد و اكفني كل هول دونه ثم اقسم اللهم لي فيهم نصيبا خالصا يا مقدر الآجال يا مقسم الأرزاق افسح لي في عمري و ابسط لي في رزقي اللهم صل على محمد و آل محمد و أصلح لنا إمامنا و استصلحه و أصلح على يديه و آمن خوفه و خوفنا عليه و اجعله اللهم الذي تنتصر به لدينك اللهم املأ الأرض به عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و امنن به على فقراء المسلمين و أراملهم و مساكينهم و اجعلني من خيار مواليه و شيعته أشدهم له حبا و أطوعهم له طوعا و أنفذهم لأمره و أسرعهم إلى مرضاته و أقبلهم لقوله و أقومهم بأمره و ارزقني الشهادة بين يديه حتى ألقاك و أنت عني راض اللهم إني خلفت الأهل و الولد و ما خولتني و خرجت إليك و إلى هذا الموضع الذي شرفته رجاء ما عندك و رغبة إليك و وكلت ما خلفت إليك فأحسن علي فيهم الخلف فإنك ولي ذلك من خلقك لا إله إلا الله الحليم الكريم إلى آخر كلمات الفرج و قد مر ذكرها في أول الكتاب
ثم ادع بدعاء الحسين (عليه السلام) و هو الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع و لا لعطائه مانع و لا كصنعه صنع صانع و هو الجواد الواسع فطر أجناس البدائع و أتقن بحكمته الصنائع و لا تخفى عليه الطلائع و لا تضيع عنده الودائع جازى كل صانع و رائش كل قانع و راحم كل ضارع منزل المنافع و الكتاب الجامع بالنور الساطع و هو للدعوات سامع و للكربات دافع و للدرجات رافع و للجبابرة قامع فلا إله غيره و لا شي‏ء يعدله و ليس كمثله شي‏ء و هو السميع البصير اللطيف الخبير و هو على كل شي‏ء قدير اللهم إني أرغب إليك و أشهد بالربوبية لك مقر بأنك ربي و إليك مردي ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا خلقتني من التراب ثم أسكنتني الأصلاب آمنا لريب المنون و اختلاف الدهور و السنين فلم أزل ظاعنا من صلب إلى رحم في تقادم من الأيام الماضية و القرون الخالية لم تخرجني لرأفتك بي و لطفك لي و إحسانك إلي في دولة أئمة الكفر الذين نقضوا عهدك و كذبوا رسلك لكنك أخرجتني للذي سبق لي من الهدى الذي له يسرتني و فيه أنشأتني و من قبل ذلك رأفة بي بجميل صنعك و سوابغ نعمك فابتدعت خلقي من مني يمنى و أسكنتني في ظلمات ثلاث من بين لحم و دم و جلد لم تشهدني خلقي و لم تجعل لي شيئا من أمري ثم أخرجتني للذي سبق لي من الهدى إلى الدنيا تاما سويا و حفظتني في المهد طفلا صبيا من الغذاء لبنا مريا و عطفت على قلوب الحواضن و كفلتني الأمهات الرواحم و كلأتني من طوارق الجان و سلمتني من الزيادة و النقصان فتعاليت يا رحيم يا رحمان حتى إذا استهللت ناطقا بالكلام و أتممت علي سوابغ الإنعام و ربيتني زايدا في كل عام حتى إذا اكتملت فطرتي و اعتدلت مرتي أوجبت علي حجتك بأن ألهمتني معرفتك و روعتني بعجائب حكمتك و أيقظتني لما ذرأت في سمائك و أرضك من بدائع خلقك و نبهتني لشكرك و ذكرك و أوجبت علي طاعتك و عبادتك و فهمتني ما جاءت به رسلك و يسرت لي تقبل مرضاتك و مننت علي في جميع ذلك بعونك و لطفك ثم إذ خلقتني من حر الثرى لم ترض لي يا إلهي نعمة دون أخرى و رزقتني من أنواع المعاش و صنوف الرياش بمنك العظيم الأعظم علي و إحسانك القديم إلي حتى إذا أتممت علي جميع النعم و صرفت عني كل النقم لم يمنعك جهلي و جرأتي عليك أن دللتني إلى ما يقربني إليك و وفقتني لما يزلفني لديك فإن دعوتك أجبتني و إن سألتك أعطيتني و إن أطعتك شكرتني و إن شكرتك زدتني كل ذلك إكمال لأنعمك علي و إحسانك إلي فسبحانك سبحانك من مبدئ معيد حميد مجيد تقدست أسماؤك و عظمت آلاؤك فأي نعمك يا إلهي أحصي عددا و ذكرا أم أي عطاياك أقوم بها شكرا و هي يا رب أكثر من أن يحصيها العادون أو يبلغ علما بها الحافظون ثم ما صرفت و درأت عني اللهم من الضر و الضراء أكثر مما ظهر لي من العافية و السراء فأنا أشهد يا إلهي بحقيقة إيماني و عقد عزمات يقيني و خالص صريح توحيدي و باطن مكنون ضميري و علائق مجاري نور بصري و أسارير صفحة جبيني و خرق مسارب نفسي و خذاريف مارن عرنيني و مسارب سماخ سمعي و ما ضمت و أطبقت عليه شفتاي و حركات لفظ لساني و مغرز حنك فمي و فكي و منابت أضراسي و مساغ مطعمي و مشربي و حمالة أم رأسي و بلوغ فارغ حبائل عنقي و ما اشتمل عليه تامور صدري و حمائل حبل وتيني و نياط حجاب قلبي و أفلاذ حواشي كبدي و ما حوته شراسيف أضلاعي و حقاق مفاصلي و قبض عواملي و أطراف أناملي و لحمي و دمي و شعري و بشري و عصبي و قصبي و عظامي و مخي و عروقي و جميع جوارحي و ما انتسج على ذلك أيام رضاعي و ما أقلت الأرض مني و نومي و يقظتي و سكوني و حركات ركوعي و سجودي أن لو حاولت و اجتهدت مدى الأعصار و الأحقاب لو عمرتها أن أؤدي شكر واحدة من أنعمك ما استطعت ذلك إلا بمنك الموجب علي به شكرك أبدا جديدا و ثناء طارفا عتيدا أجل و لو حرصت أنا و العادون من أنامك أن نحصي مدى إنعامك سالفه و آنفه ما حصرناه عددا و لا أحصيناه أمدا هيهات أنى ذلك و أنت المخبر في كتابك الناطق و النبإ الصادق
وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها صدق كتابك اللهم و أنبياؤك و رسلك ما أنزلت عليها من وحيك و شرعت لها و بها من دينك غير أني يا إلهي أشهد بجهدي و جدي و مبلغ طاقتي و وسعي
و أقول مؤمنا موقنا الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا فيكون موروثا و لم يكن له شريك في الملك فيضاده فيما ابتدع و لا ولي من الذل فيرفده فيما صنع فسبحانه سبحانه لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا و تفطرتا سبحان الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد الحمد لله حمدا يعادل حمد ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين و صلى الله على خيرته محمد خاتم النبيين و آله الطيبين الطاهرين المخلصين و سلم ثم اندفع (عليه السلام) في المسألة و اجتهد في الدعاء و قال و عيناه تكفان دموعا اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك و أسعدني بتقواك و لا تشقني بمعصيتك و خر لي في قضائك و بارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت اللهم اجعل غنائي في نفسي و اليقين في قلبي و الإخلاص في عملي و النور في بصري و البصيرة في ديني و متعني بجوارحي و اجعل سمعي و بصري الوارثين مني و انصرني على من ظلمني و أرني فيه ثاري و مآربي و أقر بذلك عيني اللهم اكشف كربتي و استر عورتي و اغفر لي خطيئتي و اخسأ شيطاني و فك رهاني و اجعل لي يا إلهي الدرجة العليا في الآخرة و الأولى اللهم لك الحمد كما خلقتني فجعلتني سميعا بصيرا و لك الحمد كما خلقتني فجعلتني خلقا سويا رحمة بي و قد كنت عن خلقي غنيا رب بما برأتني فعدلت فطرتي رب بما أنشأتني فأحسنت صورتي رب بما أحسنت إلي و في نفسي عافيتني رب بما كلأتني و وفقتني رب بما أنعمت علي فهديتني رب بما أوليتني و من كل خير أعطيتني رب بما أطعمتني و سقيتني رب بما أغنيتني و أقنيتني رب بما أعنتني و أعززتني رب بما ألبستني من سترك الصافي و يسرت لي من صنعك الكافي صل على محمد و آل محمد و أعني على بوائق الدهور و صروف الليالي و الأيام و نجني من أهوال الدنيا و كربات الآخرة و اكفني شر ما يعمل الظالمون في الأرض اللهم ما أخاف فاكفني و ما أحذر فقني و في نفسي و ديني فاحرسني و في سفري فاحفظني و في أهلي و مالي فاخلفني و فيما رزقتني فبارك لي و في نفسي فذللني و في أعين الناس فعظمني و من شر الجن و الإنس فسلمني و بذنوبي فلا تفضحني و بسريرتي فلا تخزني و بعملي فلا تبتلني و نعمك فلا تسلبني ]تبسلني[ و إلى غيرك فلا تكلني إلهي إلى من



تكلني إلى قريب فيقطعني أم إلى بعيد فيتجهمني أم إلى المستضعفين لي و أنت ربي و مليك أمري أشكو إليك غربتي و بعد داري و هواني على من ملكته أمري إلهي فلا تحلل على غضبك فإن لم تكن غضبت علي فلا أبالي سبحانك غير أن عافيتك أوسع لي فأسألك يا رب بنور وجهك الذي أشرقت له الأرض و السماوات و كشفت به الظلمات و صلح به أمر الأولين و الآخرين أن لا تميتني على غضبك و لا تنزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى قبل ذلك لا إله إلا أنت رب البلد الحرام و المشعر الحرام و البيت العتيق الذي أحللته البركة و جعلته للناس أمنا يا من عفا عن عظيم الذنوب بحلمه يا من أسبغ النعماء بفضله يا من أعطى الجزيل بكرمه يا عدتي في شدتي يا صاحبي في وحدتي يا غياثي في كربتي يا وليي في نعمتي يا إلهي و إله آبائي إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و رب جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و رب محمد خاتم النبيين و آله المنتجبين منزل التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و منزل كهيعص و طه و يس و القرآن الحكيم أنت كهفي حين تعييني المذاهب في سعتها و تضيق بي الأرض برحبها و لو لا رحمتك لكنت من الهالكين و أنت مقيل عثرتي و لو لا سترك إياي لكنت من المفضوحين و أنت مؤيدي بالنصر على أعدائي و لو لا نصرك إياي لكنت من المغلوبين يا من خص نفسه بالسمو و الرفعة فأولياؤه بعزه يعتزون يا من جعلت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور و غيب ما تأتي به الأزمنة و الدهور يا من لا يعلم كيف هو إلا هو يا من لا يعلم ما هو إلا هو يا من كبس الأرض على الماء و سد الهواء بالسماء يا من له أكرم الأسماء يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا يا مقيض الركب ليوسف في البلد القفر و مخرجه من الجب و جاعله بعد العبودية ملكا يا راده على يعقوب بعد أن ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم يا كاشف الضر و البلوى عن أيوب و ممسك يدي إبراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنه و فناء عمره يا من استجاب لزكريا فوهب له يحيى و لم يدعه فردا وحيدا يا من أخرج يونس من بطن الحوت يا من فلق البحر لبني إسرائيل فأنجاهم و جعل فرعون و جنوده من المغرقين يا من أرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته يا من لم يجعل على من عصاه من خلقه يا من استنقذ السحرة من بعد طول الجحود و قد غدوا في نعمته يأكلون رزقه و يعبدون غيره و قد حادوه و نادوه و كذبوا رسله يا الله يا الله يا بدي‏ء يا بديع
لا ند لك يا دائم لا نفاد لك يا حي حين لا حي يا محيي الموتى يا من هو قائم على كل نفس بما كسبت يا من قل له شكري فلم يحرمني و عظمت خطيئتي فلم يفضحني و رآني على المعاصي فلم يشهرني يا من حفظني في صغري يا من رزقني في كبري يا من أياديه عندي لا تحصى و نعمه لا تجازى يا من عارضني بالخير و الإحسان و عارضته بالإساءة و العصيان يا من هداني للإيمان من قبل أن أعرف شكر الامتنان يا من دعوته مريضا فشفاني و عريانا فكساني و جائعا فأشبعني و عطشانا فأرواني و ذليلا فأعزني و جاهلا فعرفني و وحيدا فكثرني و غائبا فردني و مقيلا فأغناني و منتصرا فنصرني و غنيا فلم يسلبني و أمسكت عن جميع ذلك فابتدأني فلك الحمد و الشكر يا من أقال عثرتي و نفس كربتي و أجاب دعوتي و ستر عورتي و غفر ذنوبي و بلغني طلبتي و نصرني على عدوي و إن أعد نعمك و مننك و كرائم منحك لا أحصيها يا مولاي أنت الذي أنعمت أنت الذي أحسنت أنت الذي أجملت أنت الذي أفضلت أنت الذي أكملت أنت الذي رزقت أنت الذي وفقت أنت الذي أعطيت أنت الذي أغنيت أنت الذي أقنيت أنت الذي آويت أنت الذي كفيت أنت الذي هديت أنت الذي عصمت أنت الذي سترت أنت الذي غفرت أنت الذي أقلت أنت الذي أعززت أنت الذي أعنت أنت الذي عضدت أنت الذي أيدت أنت الذي نصرت أنت الذي شفيت أنت الذي عافيت أنت الذي أكرمت تباركت و تعاليت فلك الحمد دائما و لك الشكر واصبا أبدا ثم أنا يا إلهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي أنا الذي أسأت أنا الذي أخطأت أنا الذي هممت أنا الذي جهلت أنا الذي غفلت أنا الذي سهوت أنا الذي اعتمدت أنا الذي تعمدت أنا الذي وعدت أنا الذي أخلفت أنا الذي نكثت أنا الذي أقررت أنا الذي اعترفت بنعمتك علي و عندي و أبوء بذنوبي فاغفرها لي يا من لا تضره ذنوب عباده و هو الغني عن طاعتهم و الموفق من عمل صالحا منهم بمعونته و رحمته فلك الحمد إلهي و سيدي إلهي أمرتني فعصيتك و نهيتني فارتكبت نهيك فأصبحت لا ذا براءة لي فأعتذر و لا ذا قوة فأنتصر فبأي شي‏ء أستقبلك يا مولاي أ بسمعي أم ببصري أم بلساني أم بيدي أم برجلي أ ليس كلها نعمك عندي و بكلها عصيتك يا مولاي فلك الحجة و السبيل علي يا من سترني من الآباء و الأمهات أن يزجروني و من العشائر و الإخوان أن يعيروني و من السلاطين أن يعاقبوني و لو اطلعوا يا مولاي على ما اطلعت عليه
مني إذا ما أنظروني و لرفضوني و قطعوني فها أنا ذا يا إلهي بين يديك يا سيدي خاضع ذليل حصير حقير لا ذو براءة فأعتذر و لا ذو قوة فأنتصر و لا ذو حجة فأحتج بها و لا قائل لم أجترح و لم أعمل سوءا و ما عسى الجحود لو جحدت يا مولاي ينفعني كيف و أنى ذلك و جوارحي كلها شاهدة علي بما قد عملت يقينا غير ذي شك إنك سائلي عن عظائم الأمور و إنك الحكم العدل الذي لا تجور و عدلك مهلكي و من كل عدلك مهربي فإن تعذبني يا إلهي فبذنوبي بعد حجتك علي و إن تعف عني فبحلمك و جودك و كرمك لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المستغفرين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الموحدين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الخائفين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الوجلين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الراجين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الراغبين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المهللين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من السائلين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المسبحين لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المكبرين لا إله إلا أنت سبحانك ربي و رب آبائي الأولين اللهم هذا ثنائي عليك ممجدا و إخلاصي لذكرك موحدا و إقراري بآلائك معددا و إن كنت مقرا إني لم أحصها لكثرتها و سبوغها و تظاهرها و تقادمها إلى حادث ما لم تزل تتعهدني به معها منذ خلقتني و برأتني من أول العمر من الإغناء من الفقر و كشف الضر و تسبيب اليسر و دفع العسر و تفريج الكرب و العافية في البدن و السلامة في الدين و لو رفدني على قدر ذكر نعمتك جميع العالمين من الأولين و الآخرين ما قدرت و لا هم على ذلك تقدست و تعاليت من رب كريم عظيم رحيم لا تحصى آلاؤك و لا يبلغ ثناؤك و لا تكافي نعماؤك صل على محمد و آل محمد و أتمم علينا نعمك و أسعدنا بطاعتك سبحانك لا إله إلا أنت اللهم إنك تجيب المضطر و تكشف السوء و تغيث المكروب و تشفي السقيم و تغني الفقير و تجبر الكسير و ترحم الصغير و تعين الكبير و ليس دونك ظهير و لا فوقك قدير و أنت العلي الكبير يا مطلق المكبل الأسير يا رازق الطفل الصغير يا عصمة الخائف المستجير يا من لا شريك له و لا وزير
صل على محمد و آل محمد و أعطني في هذه العشية أفضل ما أعطيت و أنلت أحدا من عبادك من نعمة توليها و آلاء تجددها و بلية تصرفها و كربة تكشفها و دعوة تسمعها و حسنة تتقبلها و سيئة تتغمدها إنك لطيف بما تشاء خبير و على كل شي‏ء قدير اللهم إنك أقرب من دعي و أسرع من أجاب و أكرم من عفا و أوسع من أعطى و أسمع من سئل يا رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما ليس كمثلك مسئول و لا سواك مأمول دعوتك فأجبتني و سألتك فأعطيتني و رغبت إليك فرحمتني و وثقت بك فنجيتني و فزعت إليك فكفيتني اللهم فصل على محمد عبدك و رسولك و نبيك و على آله الطيبين الطاهرين أجمعين و تمم لنا نعماءك و هنئنا عطاءك و اكتبنا لك شاكرين و لآلائك ذاكرين آمين آمين رب العالمين اللهم يا من ملك فقدر و قدر فقهر و عصي فستر و استغفر فغفر يا غاية الطالبين و منتهى أمل الراجين يا من أحاط بكل شي‏ء علما و وسع المستقيلين رأفة و رحمة و حلما اللهم إنا نتوجه إليك في هذه العشية التي شرفتها و عظمتها بمحمد نبيك و رسولك و خيرتك من خلقك و أمينك على وحيك البشير النذير السراج المنير الذي أنعمت به على المسلمين و جعلته رحمة للعالمين اللهم فصل على محمد و آل محمد كما محمد أهل لذلك منك يا عظيم فصل عليه و على آله المنتجبين الطاهرين أجمعين و تغمدنا بعفوك عنا فإليك عجت الأصوات بصنوف اللغات فاجعل لنا اللهم في هذه العشية نصيبا من كل خير تقسمه بين عبادك و نور تهدي به و رحمة تنشرها و بركة تنزلها و عافية تجللها و رزق تبسطه يا أرحم الراحمين اللهم اقلبنا في هذا الوقت منجحين مفلحين مبرورين غانمين و لا تجعلنا من القانطين و لا تخلنا من رحمتك و لا تحرمنا ما نؤمله من فضلك و لا تجعلنا من رحمتك محرومين و لا لفضل ما نؤمله من عطائك قانطين و لا تردنا خائبين و لا من بابك مطرودين يا أجود الأجودين و أكرم الأكرمين إليك أقبلنا موقنين و لبيتك الحرام آمين قاصدين فأعنا على مناسكنا و أكمل لنا حجنا و اعف اللهم عنا و عافنا فقد مددنا إليك أيدينا فهي بذلة الاعتراف موسومة اللهم فأعطنا في هذه العشية ما سألناك و اكفنا ما استكفيناك فلا كافي لنا سواك و لا رب لنا غيرك نافذ فينا حكمك محيط بنا علمك عدل فينا قضاؤك اقض لنا الخير و اجعلنا من أهل الخير اللهم أوجب لنا بجودك عظيم الأجر و كريم الذخر و دوام اليسر و اغفر لنا ذنوبنا أجمعين و لا تهلكنا مع الهالكين و لا تصرف عنا رأفتك و رحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اجعلنا في هذا الوقت ممن سألك فأعطيته و شكرك
فزدته و تاب إليك فقبلته و تنصل إليك من ذنوبه كلها فغفرتها له يا ذا الجلال و الإكرام اللهم وفقنا و سددنا و اقبل تضرعنا يا خير من سئل و يا أرحم من استرحم يا من لا يخفى عليه إغماض الجفون و لا لحظ العيون و لا ما استقر في المكنون و لا ما انطوت عليه مضمرات القلوب ألا كل ذلك قد أحصاه علمك و وسعه حلمك سبحانك و تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا تسبح لك السماوات السبع و الأرضون و من فيهن و إن من شي‏ء إلا يسبح بحمدك فلك الحمد و المجد و علو الجد يا ذا الجلال و الإكرام و الفضل و الإنعام و الأيادي الجسام و أنت الجواد الكريم الرءوف الرحيم اللهم أوسع علي من رزقك الحلال و عافني في بدني و ديني و آمن خوفي و أعتق رقبتي من النار اللهم لا تمكر بي و لا تستدرجني و لا تخدعني و ادرأ عني شر فسقة الجن و الإنس قال بشر و بشير ثم رفع (عليه السلام) صوته و بصره إلى السماء و عيناه قاطرتان كأنها مزادتان و قال يا أسمع السامعين و يا أبصر الناظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الراحمين صل على محمد و آل محمد السادة الميامين و أسألك اللهم حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني و إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني أسألك فكاك رقبتي من النار لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك و لك الحمد و أنت على كل شي‏ء قدير يا رب يا رب قال بشر و بشير فلم يكن له (عليه السلام) جهد إلا قوله يا رب يا رب بعد هذا الدعاء و شغل من حضر ممن كان حوله و شهد ذلك المحضر عن الدعاء لأنفسهم و أقبلوا على الاستماع له (عليه السلام) و التامين على دعائه قد اقتصروا على ذلك لأنفسهم ثم علت أصواتهم بالبكاء معه و غربت الشمس و أفاض (عليه السلام) و أفاض الناس معه
و ينبغي أن يقول هذا التسبيح بعد ذلك و ثوابه لا يحصى كثرة تركناه اختصارا
و هو سبحان الله قبل كل أحد و سبحان الله بعد كل أحد و سبحان الله مع كل أحد و سبحان الله يبقى ربنا و يفنى كل أحد و سبحان الله تسبيحا يفضل تسبيح المسبحين فضلا كثيرا قبل كل أحد و سبحان الله تسبيحا يفضل تسبيح المسبحين فضلا كثيرا بعد كل أحد و سبحان الله تسبيحا يفضل تسبيح المسبحين فضلا كثيرا مع كل أحد و سبحان الله تسبيحا يفضل تسبيح المسبحين فضلا كثيرا لربنا الباقي و يفنى كل أحد و سبحان الله تسبيحا لا يحصى و لا يدرى و لا ينسى و لا يبلى و لا يفنى و لا يكون له منتهى و سبحان الله تسبيحا يدوم بدوامه و يبقى ببقائه في سني العالمين و شهور الدهور و أيام الدنيا و ساعات الليل و النهار و سبحان الله أبدا الأبد و مع الأبد مما لا يحصيه العدد و لا يفنيه الأمد و لا يقطعه الأبد و تبارك الله أحسن الخالقين ثم قل و الحمد لله قبل كل أحد إلى آخره
كما مر في التسبيح غير أنك تبدل لفظ التسبيح بالتحميد و كذلك تقول لا إله إلا الله و الله أكبر و إن استطعت أن تحيي ليلة الأضحى فافعل فإن أبواب السماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين فإذا أصبحت و صليت العيد فادع بعدها بالدعاءين المذكورين في الصحيفة و هما بعد دعاء يوم عرفة يوم الغدير صومه كفارة ستين سنة و فضله لا يحصى و هو الثامن عشر من ذي الحجة و من سننه أن تغتسل و تصلي الصلاة التي ذكرناها في باب الصلوات فيه ثم قل بعد التسليم
ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار ربنا و آتنا ما وعدتنا على رسلك و لا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد اللهم إني أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد ملائكتك و أنبياءك و حملة عرشك و سكان سماواتك و أرضك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت المعبود فلا يعبد ]نعبد[ سواك فتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا و أشهد أن محمدا صلى الله عليه و آله عبدك و رسولك و أشهد أن أمير المؤمنين عبدك و مولانا ربنا سمعنا و أجبنا و صدقنا المنادي رسولك صلى الله عليه و آله إذ نادى بنداء عنك بالذي أمرته أن يبلغ ما أنزلت إليه من ولاية ولي أمرك و حذرته و أنذرته إن لم يبلغ ما أمرته أن تسخط عليه و لما بلغ رسالاتك عصمته من الناس فنادى مبلغا عنك ألا من كنت مولاه فعلي مولاه و من كنت وليه فعلي وليه و من كنت نبيه فعلي أميره ربنا قد أجبنا داعيك النذير محمدا صلى الله عليه و آله عبدك و رسولك إلى الهادي المهدي عبدك الذي أنعمت عليه و جعلته مثلا لبني إسرائيل علي أمير المؤمنين و موليهم و وليهم ربنا و اتبعنا مولانا و ولينا و هادينا و داعينا و داعي الأنام و صراطك المستقيم و حجتك البيضاء و سبيلك الداعي إليك على بصيرة هو و من اتبعه و سبحان الله و تعالى عما يشركون و أشهد أنه الإمام الهادي الرشيد أمير المؤمنين الذي ذكرته في كتابك فإنك قلت وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ اللهم فإنا نشهد بأنه عبدك و الهادي من بعد نبيك النذير المنذر و صراطك المستقيم و أمير المؤمنين عليه السلام و قائد الغر المحجلين و حجتك البالغة و لسانك المعبر عنك في خلقك و أنه القائم بالقسط في بريتك و ديان دينك و خازن علمك و أمينك المأمون المأخوذ ميثاقه و ميثاق رسولك من جميع خلقك و بريتك شاهدا بالإخلاص لك و الوحدانية بأنك أنت الله لا إله إلا أنت و أن محمدا صلى الله عليه و آله عبدك و رسولك و أن عليا أمير المؤمنين جعلته و الإقرار بولايته تمام وحدانيتك و كمال دينك و تمام نعمتك على جميع خلقك و بريتك فقلت و قولك الحق الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فلك الحمد بموالاته و إتمام نعمتك علينا بالذي جددت من عهدك و ميثاقك و ذكرتنا ذلك و جعلتنا من أهل الإخلاص و التصديق بميثاقك و من أهل الوفاء بذلك و لم تجعلنا من أتباع المغيرين و المبدلين و المنحرفين و المبتكين آذان الأنعام و المغيرين خلق الله و من الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله و صدهم عن السبيل و الصراط المستقيم اللهم العن الجاحدين و الناكثين و المغيرين و المكذبين بيوم الدين من الأولين و الآخرين اللهم فلك الحمد على إنعامك علينا بالهدى الذي هديتنا به إلى ولاة أمرك من بعد نبيك صلى الله عليه و آله الأئمة الهداة الراشدين و أعلام الهدى و منار القلوب و التقوى و العروة الوثقى و كمال دينك و تمام نعمتك و من بهم و بموالاتهم رضيت لنا الإسلام دينا ربنا فلك الحمد آمنا و صدقنا بمنك علينا بالرسول النذير المنذر والينا وليهم و عادينا عدوهم و برئنا من الجاحدين و المكذبين بيوم الدين اللهم فكما كان ذلك من شأنك يا صادق الوعد يا من لا يخلف الميعاد يا من هو كل يوم في شأن إذ أتممت علينا نعمتك بموالاة أوليائك المسئول عنهم عبادك فإنك قلت ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ و قلت و قولك الحق وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ و مننت علينا بشهادة الإخلاص و بولاية أوليائك الهداة بعد النذير المنذر السراج المنير و أكملت لنا بهم الدين و أتممت علينا النعمة و جددت لنا عهدك و ذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في ابتداء خلقك إيانا و جعلتنا من أهل الإجابة و لم تنسنا ذكرك
فإنك قلت وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شهدنا بمنك و لطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا و محمد عبدك و رسولك نبينا و علي أمير المؤمنين عبدك الذي أنعمت به علينا و جعلته آية لنبيك صلى الله عليه و آله و آيتك الكبرى و النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون و عنه مسئولون اللهم فكما كان من شأنك أن أنعمت علينا بالهداية إلى معرفتهم فليكن من شأنك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا به و ذكرتنا فيه عهدك و ميثاقك و أكملت ديننا و أتممت علينا نعمتك و جعلتنا بمنك من أهل الإجابة و البراءة من أعدائك و أعداء أوليائك المكذبين بيوم الدين فأسألك يا رب تمام ما أنعمت و أن تجعلنا من الموفين و لا تلحقنا بالمكذبين و اجعل لنا قدم صدق مع المتقين و اجعلنا مع المتقين إماما يوم تدعو كل أناس بإمامهم و احشرنا في زمرة أهل بيت نبيك الأئمة الصادقين و اجعلنا من البرءاء من الذين هم دعاة إلى النار و يوم القيامة هم من المقبوحين و أحينا على ذلك ما أحييتنا و اجعل لنا مع الرسول سبيلا و اجعل لنا قدم صدق في الهجرة اللهم و اجعل محيانا خير محيا ]المحيا[ و مماتنا خير الممات و منقلبنا خير المنقلب على موالاة أوليائك و معاداة أعدائك حتى توفانا و أنت عنا راض قد أوجبت لنا جنتك برحمتك و المثوى في جوارك في دار المقامة من فضلك لا يمسنا فيها نصب و لا يمسنا فيها لغوب ربنا اغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار ربنا و آتنا ما وعدتنا على رسلك و لا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد اللهم و احشرنا مع الأئمة الهداة من آل رسولك نؤمن بسرهم و علانيتهم و شاهدهم و غائبهم اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلته عندهم و بالذي فضلتهم به على العالمين جميعا أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه بالموافاة بعهدك الذي عهدته إلينا و الميثاق الذي واثقتنا به من موالاة أوليائك و البراءة من أعدائك أن تتم علينا نعمتك و لا تجعله مستودعا و اجعله مستقرا و لا تسلبناه أبدا و لا تجعله مستعارا و ارزقنا مرافقة وليك الهادي المهدي إلى الهدى و تحت لوائه و في زمرته شهداء صادقين على بصيرة من دينك إنك على كل شي‏ء قدير ثم تسأل بعدها حاجتك للدنيا و الآخرة فإنها و الله مقضية
ثم ادع أيضا هذا الدعاء اللهم إني أسألك بحق محمد صلى الله عليه و آله نبيك و علي وليك و الشأن و القدر الذي اختصصتهما به دون خلقك أن تصلي عليهما و على ذريتهما و أن تبدأ بهما في كل خير عاجل اللهم صل على محمد و آل محمد الأئمة القادة و الدعاة السادة و النجوم الزاهرة و الأعلام الباهرة و ساسة العباد و أركان البلاد و الناقة المرسلة و السفينة الجارية في اللجج الغامرة اللهم صل على محمد و آل محمد خزان علمك و أركان توحيدك و دعائم دينك و معادن كرامتك و صفوتك من بريتك و خيرتك من خلقك الأتقياء النجباء الأبرار و الباب المبتلى به الناس من أتاه نجا و من أباه هوى اللهم صل على محمد و آل محمد أهل الذكر الذين أمرت بمسألتهم و ذوي القربى الذين أمرت بمودتهم و فرضت حقهم و جعلت الجنة معاد من اقتص آثارهم اللهم صل على محمد و آل محمد كما أمروا بطاعتك و نهوا عن معصيتك و دلوا عبادك على وحدانيتك اللهم إني أسألك بحق محمد نبيك و نجيك و صفوتك و أمينك و رسولك إلى خلقك و بحق أمير المؤمنين و يعسوب الدين و قائد الغر المحجلين الوصي الوفي الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم بين الحق و الباطل و الشاهد لك و الدال عليك و الصادع بأمرك و المجاهد في سبيلك لم تأخذه فيك لومة لائم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تجعلني في هذا اليوم الذي عقدت فيه لوليك العهد في أعناق خلقك و أكملت لهم الدين من العارفين بحقه و المقرين بفضله من عتقائك و طلقائك من النار و لا تشمت بي حاسدي النعم اللهم فكما جعلته عيدك الأكبر و سميته في السماء يوم العهد المعهود و في الأرض يوم الميثاق المأخوذ و الجمع المسئول صل على محمد و آل محمد و أقر به عيوننا و اجمع به شملنا و لا تضلنا بعد إذ هديتنا و اجعلنا لأنعمك من الشاكرين يا أرحم الراحمين الحمد لله الذي عرفنا فضل هذا اليوم و بصرنا حرمته و كرمنا به و شرفنا بمعرفته و هدانا بنوره يا رسول الله يا أمير المؤمنين عليكما و على عترتكما و محبيكما مني أفضل السلام ما بقي الليل و النهار و بكما أتوجه إلى الله ربي و ربكما في نجاح طلبتي و قضاء حوائجي و تيسير أموري اللهم إني أسألك بحق محمد و آل محمد أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تلعن من جحد حق هذا اليوم و أنكر حرمته فصد عن سبيلك لإطفاء نورك فأبى الله إلا أن يتم نوره اللهم فرج عن أهل بيت نبيك صلى الله عليهم و اكشف عنهم و بهم عن المؤمنين الكربات اللهم املأ الأرض بهم عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و أنجز لهم ما وعدتهم إنك لا تخلف الميعاد ثم تسجد و تقول شكرا شكرا مائة مرة و تحمد الله مائة مرة و قل مائة مرة الحمد لله على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضي الرب الكريم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة على خير خلقه محمد و عترته الطاهرين
و يستحب أن يقول الإخوان في هذا اليوم عند التقائهم
الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم و جعلنا من الموفين بعهده إلينا و ميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره و القوام بقسطه و لم يجعلنا من الجاحدين و المكذبين بيوم الدين
و روى زياد بن محمد عن الصادق (عليه السلام) قال قلت للمسلمين عيد غير يوم الجمعة و الفطر و الأضحى قال نعم اليوم الذي نصب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت و أي يوم هو فقال و ما تصنع بذلك اليوم و الأيام تدور و لكنه الثامن عشر من ذي الحجة ينبغي لكم أن تتقربوا إلى الله تعالى بالبر و الصوم و الصلاة و صلة الرحم و صلة الإخوان فإن الأنبياء كانوا إذ أقاموا أوصياءهم فعلوا ذلك و أمروا به
و يستحب في هذا اليوم زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) و سيأتي في باب الزيارات إن شاء الله تعالى اليوم الرابع و العشرون من ذي الحجة صل فيه صلاة يوم الغدير و قد مرت في باب الصلوات و في هذا اليوم تصدق أمير المؤمنين بخاتمه و هو راكع و هذا اليوم بعينه هو يوم المباهلة على الأظهر قال ابن باقي رحمه الله و فضل يوم المباهلة كثير لا يحتمل ذكره هنا و يستحب فيه الغسل و أن تدعو بما روي عن الصادق (عليه السلام)
و هو اللهم إني أسألك من بهائك بأبهاه و كل بهائك بهي اللهم إني أسألك ببهائك كله اللهم إني أسألك من جلالك بأجله و كل جلالك جليل اللهم إني أسألك بجلالك كله اللهم إني أسألك من جمالك بأجمله و كل جمالك جميل اللهم إني أسألك بجمالك كله اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من عظمتك بأعظمها و كل عظمتك عظيمة اللهم إني أسألك بعظمتك كلها اللهم إني أسألك من نورك بأنوره و كل نورك نير اللهم إني أسألك بنورك كله اللهم إني أسألك من رحمتك بأوسعها و كل رحمتك واسعة اللهم إني أسألك برحمتك كلها اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من كمالك بأكمله و كل كمالك كامل اللهم إني أسألك بكمالك كله اللهم إني أسألك من كلماتك بأتمها و كل كلماتك تامة اللهم إني أسألك بكلماتك كلها اللهم إني أسألك من أسمائك بأكبرها و كل أسمائك كبيرة اللهم إني أسألك بأسمائك كلها اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من عزتك بأعزها و كل عزتك عزيزة اللهم إني أسألك بعزتك كلها اللهم إني أسألك من مشيتك بأمضاها و كل مشيتك ماضية اللهم إني أسألك بمشيتك كلها اللهم إني أسألك بقدرتك التي استطلت بها على كل شي‏ء و كل قدرتك مستطيلة اللهم إني أسألك بقدرتك كلها اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من علمك بأنفذه و كل علمك نافذ اللهم إني أسألك بعلمك كله اللهم إني أسألك من قولك بأرضاه و كل قولك رضي اللهم إني أسألك بقولك كله اللهم إني أسألك من مسائلك بأحبها و كل مسائلك حبيبة اللهم إني أسألك بمسائلك كلها اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من شرفك بأشرفه و كل شرفك شريف اللهم إني أسألك بشرفك كله اللهم إني أسألك من سلطانك بأدومه و كل سلطانك دائم اللهم إني أسألك بسلطانك كله اللهم إني أسألك من ملكك بأفخره و كل ملكك فاخر اللهم إني أسألك بملكك كله اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من علائك بأعلاه و كل علائك عال اللهم إني أسألك بعلائك كله اللهم إني أسألك من آياتك بأعجبها و كل آياتك عجيبة اللهم إني أسألك بآياتك كلها اللهم إني أسألك من منك بأقدمه و كل منك قديم اللهم إني أسألك بمنك كله اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم و إني أسألك بما أنت فيه من الشئون و الجبروت اللهم إني أسألك بكل شأن و كل جبروت اللهم و إني أسألك بما تجيبني به حين أسألك يا الله يا لا إله إلا أنت أسألك ببهاء لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت أسألك بجلال لا إله إلا أنت يا لا إله إلا أنت أسألك بلا إله إلا أنت اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم إني أسألك من رزقك بأعمه و كل رزقك عام اللهم إني أسألك برزقك كله
اللهم إني أسألك من عطائك بأهنئه و كل عطائك هني‏ء اللهم إني أسألك بعطائك كله اللهم إني أسألك من خيرك بأعجله و كل خيرك عاجل اللهم إني أسألك بخيرك كله اللهم إني أسألك من فضلك بأفضله و كل فضلك فاضل اللهم إني أسألك بفضلك كله اللهم إني أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني اللهم صل على محمد و آل محمد و ابعثني على الإيمان بك و التصديق برسولك عليه و آله السلام و الولاية لعلي بن أبي طالب و البراءة من عدوه و الائتمام بالأئمة من آل محمد عليهم السلام فإني رضيت بذلك يا رب اللهم صل على محمد عبدك و رسولك في الأولين و صل على محمد في الآخرين و صل على محمد في الملأ الأعلى و صل على محمد في المرسلين اللهم أعط محمدا صلى الله عليه و آله الوسيلة و الشرف و الفضيلة و الدرجة الكبيرة اللهم صل على محمد و آل محمد و قنعني بما رزقتني و بارك لي فيما أعطيتني و احفظني في غيبتي و في كل غائب هو لي اللهم صل على محمد و آل محمد و ابعثني على الإيمان بك و التصديق برسولك اللهم صل على محمد و آل محمد و أسألك خير الخير رضوانك و الجنة و أعوذ بك من شر الشر سخطك و النار اللهم صل على محمد و آل محمد و احفظني من كل مصيبة و من كل بلية و من كل عقوبة و من كل فتنة و من كل بلاء و من كل شر و من كل مكروه و من كل مصيبة و من كل آفة نزلت أو تنزل من السماء إلى الأرض في هذه الساعة و في هذه الليلة و في هذا اليوم و في هذا الشهر و في هذه السنة اللهم صل على محمد و آل محمد و اقسم لي من كل سرور و من كل بهجة و من كل استقامة و من كل فرج و من كل عافية و من كل سلامة و من كل كرامة و من كل رزق واسع حلال طيب و من كل نعمة و من كل سعة نزلت أو تنزل من السماء إلى الأرض في هذه الساعة و في هذه الليلة و في هذا اليوم و في هذا الشهر و في هذه السنة اللهم إن كانت ذنوبي أخلقت وجهي عندك و حالت بيني و بينك و غيرت حالي عندك فإني أسألك بنور وجهك الذي لا يطفأ و بوجه محمد حبيبك المصطفى و بوجه وليك علي المرتضى و بحق أوليائك الذين انتجبتهم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي ما مضى من ذنوبي و أن تعصمني فيما بقي من عمري و أعوذ بك اللهم أن أعود في شي‏ء من معاصيك أبدا ما أبقيتني و أنا لك مطيع و أنت عني راض و أن تختم لي عملي بأحسنه و تجعل لي ثوابه الجنة و أن تفعل بي ما أنت أهله يا أهل التقوى و يا أهل المغفرة صل على محمد و آل محمد و ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين
و عن الكاظم (عليه السلام) صل يوم المباهلة ما أردت من الصلاة و كلما صليت ركعتين استغفرت الله تعالى بعقبهما سبعين مرة ثم تقوم قائما و تومي بطرفك في موضع سجودك و تقول و أنت على غسل الحمد لله رب العالمين الحمد لله فاطر السماوات و الأرض الحمد لله الذي له ما في السماوات و ما في الأرض الحمد لله الذي خلق السماوات و الأرض و جعل الظلمات و النور الحمد لله الذي عرفني ما كنت به جاهلا و لو لا تعريفه إياي لكنت هالكا إذ قال و قوله الحق قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فبين لي القرابة فقال سبحانه إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فبين لي أهل البيت بعد القرابة و قال تعالى مبينا عن الصادقين الذين أمرنا بالكون معهم و الرد إليهم بقوله سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ فأوضح عنهم و أبان عن صفتهم بقوله جل ثناؤه فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فلك الشكر يا رب و لك المن حيث هديتني و أرشدتني حتى لم يخف على الأهل و البيت و القرابة فعرفتني نساءهم و أولادهم و رجالهم اللهم إني أتقرب إليك بذلك المقام الذي لا يكون أعظم منه فضلا للمؤمنين و لا أكثر رحمة لهم بتعريفك إياهم شأنه و إبانتك فضل أهله الذين بهم أدحضت باطل أعدائك و ثبت بهم قواعد دينك و لو لا هذا المقام المحمود الذي أنقذتنا به و دللتنا على اتباع المحقين من أهل بيت نبيك الصادقين عنك الذين عصمتهم من لغو المقال و مدانس الأفعال لخصم أهل الإسلام و ظهرت كلمة أهل الإلحاد و فعل أولي العناد فلك الحمد و لك المن و لك الشكر على نعمائك و أياديك اللهم فصل على محمد و آل محمد الذين افترضت علينا طاعتهم و عقدت في رقابنا ولايتهم و أكرمتنا بمعرفتهم و شرفتنا باتباع آثارهم و ثبتنا بالقول الثابت الذي عرفوناه فأعنا على الأخذ بما بصروناه و أجز محمدا صلى الله عليه و آله عنا أفضل الجزاء بما نصح لخلقك و بذل وسعه في إبلاغ رسالتك و أخطر بنفسه في إقامة دينك و على أخيه و وصيه الهادي إلى دينه و القيم بسنته علي أمير المؤمنين و صل على الأئمة من أبنائه الصادقين الذين وصلت طاعتهم بطاعتك و أدخلنا بشفاعتهم دار كرامتك يا أرحم الراحمين اللهم هؤلاء أصحاب الكساء و العباء يوم المباهلة اجعلهم شفعاءنا أسألك بحق ذلك المقام المحمود و اليوم المشهود أن تغفر لي و تتوب علي إنك أنت التواب الرحيم اللهم إني أشهد أن أرواحهم و طينتهم واحدة و هي الشجرة التي طاب أصلها و أغصانها و أوراقها اللهم ارحمنا بحقهم و أجرنا من مواقف الخزي في الدنيا و الآخرة بولايتهم و أوردنا
موارد الأمن من أهوال يوم القيامة بحبهم و إقرارنا بفضلهم و اتباعنا آثارهم و اهتدائنا بهداهم و اعتقادنا ما عرفوناه من توحيدك و وقفونا عليه من تعظيم شأنك و تقديس أسمائك و شكر آلائك و نفي الصفات أن تحلك و العلم أن يحيط بك و الوهم أن يقع عليك فإنك أقمتهم حججا على خلقك و دلائل على توحيدك و هداة تنبه عن أمرك و تهدي إلى دينك و توضح ما أشكل على عبادك و بابا للمعجزات التي يعجز عنها غيرك و بها تبين حجتك و تدعو إلى تعظيم السفير بينك و بين خلقك و أنت المتفضل عليهم حيث قربتهم من ملكوتك و اختصصتهم بسرك و اصطفيتهم لوحيك و أورثتهم غوامض تأويلك رحمة بخلقك و لطفا بعبادك و حنانا على بريتك و علما بما تنطوي عليه ضمائر أمنائك و ما يكون من شأن صفوتك و طهرتهم في منشئهم و مبتدئهم و حرستهم من نفث نافث إليهم و أريتهم برهانا من عرض نسولهم فاستجابوا لأمرك و شغلوا أنفسهم بطاعتك و ملئوا أجزاءهم من ذكرك و عمروا قلوبهم بتعظيم أمرك و جزءوا أوقاتهم فيما يرضيك و أخلوا دخائلهم من معاريض الخطرات الشاغلة عنك فجعلت قلوبهم مكامن لإرادتك و عقولهم مناصب لأمرك و نهيك و ألسنتهم تراجمة لسنتك ثم أكرمتهم بنورك حتى فضلتهم من بين أهل زمانهم و الأقربين إليهم فخصصتهم بوحيك و أنزلت إليهم كتابك و أمرتنا بالتمسك بهم و الرد إليهم و الاستنباط منهم اللهم إنا قد تمسكنا بكتابك و بعترة نبيك صلوات الله عليهم الذين أقمتهم لنا دليلا و علما و أمرتنا باتباعهم اللهم فإنا قد تمسكنا بهم فارزقنا شفاعتهم حين يقول الخائبون فما لنا من شافعين و لا صديق حميم و اجعلنا من الصادقين المصدقين لهم المطرءين لإمامهم الناظرين إلى شفاعتهم و لا تضلنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب آمين رب العالمين اللهم صل على محمد و ]على[ علي أخيه و صنوه أمير المؤمنين و قبلة العارفين و علم المهتدين و ثاني الخمسة الميامين الذين فخر بهم الروح الأمين و باهل الله بهم المباهلين فقال و هو أصدق القائلين فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ الآية ذلك الإمام المخصوص بمواخاته يوم الإخاء و الموثر بالقوت بعد ضر الطوى و من شكر الله سعيه في هل أتى و من شهد بفضله معادوه و أقر بمناقبه جاحدوه مولى الأنام و مكسر الأصنام و من لم تأخذه في الله لومة لائم صلى الله عليه و آله ما طلعت شمس النهار و أورقت الأشجار و على النجوم المشرقات من عترته و الحجج الواضحات من ذريته
و صلاة آخر يوم من ذي الحجة ركعتان و صلاة أول يوم من المحرم كذلك و قد مر ذكرهن في باب الصلوات


الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...