طباعة
المجموعة الأم: كتب الأدعية
الزيارات: 15185

(الفصل الأول)
في عدة من الادعية التي يدعى بها صباحاً ومساءً
غير ما مر وهي عشرة:
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أصبح قال: أبْتَدي يَومي هذا بَيْنَ يَدي نِسْياني وَعَجَلَتي بِسْمِ الله وَماشاءَ اللّهُ.
الثاني: عن الصادق (عليه السلام) قال: من قال هذا القول ثلاث مرات حين يمسي حفّ بجناح من أجنحة جبرائيل حتى يصبح: أستَوْدِعُ الله العَليَّ الاعْلى الجَليلَ العَظيمَ نَفْسي وَمَنْ يَعْنيني أمْرُهُ، أسْتَودُعُ الله نَفْسي المَرْهوبَ الَمخُوفَ المُتَضَعْضَعَ لِعَظَمَتِهِ كُلُّ شَيٍ.
الثالث: وعنه (عليه السلام) أيضاً قال: إذا أمسيت فقل: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِنْدَ إقْبالِ لَيْلِكَ وَإدْبارِ نَهارِكَ وَحُضورِ صَلَواتِكَ وَأصْواتِ دُعاتِكَ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وادع بما شئت.
الرابع: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول إذا أصبح: بِسْمِ الله وَبالله وإِلى الله وَفي سَبيلِ الله وَعَلى مِلَّةِ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ، اللّهُمَّ إلَيكَ أسْلَمْتُ نَفْسي وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أمْري وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ يارَبَّ العالَمينَ، اللّهُمَّ إحْفَظْني بِحِفْظِ الايمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفي وَعَنْ يَميني وَعَنْ شِمالي وَمِنْ فَوْقي وَمِنْ تَحْتي وَمِنْ قِبَلي. لا إلهَ إِلاّ أنْتَ لاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِالله ، نَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافيَةَ مِنْ كُلِّ سوءٍ وَشَرٍّ في الدُّنْيا وَالاخِرَةِ.
اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَبْرِ وَمِنْ ضَغْطَةِ القَبْرِ وَمِنْ ضِيقِ القُبورِ أعوذُ بِكَ مِنْ سَطَواتِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ. اللّهُمَّ رَبَّ المَشْعَرِ الحَرامِ وَرَبَّ البَلَدِ الحَرامِ وَرَبَّ الحِلِّ وَالاحْرامِ أبْلِغْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَنّي السَّلامَ. اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِدِرْعِكَ الحَصينَةَ وَأعوذُ بِجَمْعِكَ أنْ تُميتَني غَرْقا أوْ حَرْقا أوْ شَرْقا أوْ قَوْداً أوْ صَبْراً أوْ مُسَمّا أوْ تَرَدّيا في بِئْرٍ أوْ أكيلَ السَّبُعِ أوْ موتَ الفُجأَةِ أوْ بِشَيٍ مِنْ ميتاتِ السَّوءِ، وَلكِنْ أمِتْني عَلى فِراشي في طاعاتِكَ وَطاعَةِ رَسولِكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ مُصيباً لِلْحَقِّ غَيْرَ مُخْطيٍ، أوْ في الصَفِّ الَّذينَ نَعَتَّهُمْ في كِتابِكَ كَأنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصوصٌ، أعيذُ نَفْسي وَولَدي وَما رَزَقَني رَبّي بِقُلْ أعوذُ بِرَبِّ الفَلَقْ... الى اخر السورة.
وأعيذُ نَفْسي وَولَدي وَمارَزَقَني رَبِّي بِقُلْ أعوذُ بِرَبِّ النّاسِ... الى اخر السورة، وتقول: الحَمْدُ لله عَدَدَ ما خَلَقَ الله ، وَالحَمْدُ لله مِثْلَ ماخَلَقَ الله ، وَالحَمْدُ لله مِلأ ماخَلَقَ الله ، وَالحَمْدُ لله مِدادَ كَلِماتِهِ، وَالحَمْدُ لله زِنَةَ عَرْشِهِ، وَالحَمْدُ لله رِضا نَفْسِهِ، وَلا إلهَ إِلاّ الله الحَليمُ الكَريمُ، وَلا إلهَ إِلاّ الله العَليّ العَظيمِ. سُبْحانَ الله رَبِّ السَّماواتِ وَالارَضينَ وَمابَيْنَهُما وَرَبَّ العَرْشِ العَظيمِ. اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ دَرَكِ الشَّقاءِ وَمِنْ شَماتَةِ الأعْداءِ، وَأعوذُ بِكَ مِنْ الفَقْرِ وَالوَقَرِ وَأعوذُ بِكَ مِنْ سوءِ المَنْظَرِ في الاهْلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ. وتصلي على محمد واَّل محمد عشر مرات.
الخامس: عن الصادق (عليه السلام) أيضاً قال: إذا صلّيت المغرب والغداة فقل سبع مرات: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ لاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ، فإنه من قاله، لم يصبه جذام، ولا برص، ولا جنون، ولا سبعون نوعا من أنواع البلاء.
وتقول إذا أصبحت وأمسيت: الحَمْدُ لِرَبِّ الصَباحِ الحَمْدُ لِفالِقْ الاصْباحِ مرتين، الحَمْدُ لله الَّذي أذْهَبَ اللَّيلَ بِقُدْرَتِهِ وَجاءَ بِالنَّهارِ بِرَحْمَتِهِ وَنَحْنُ في عافيَةٍ، وتقرأ آية الكرسي، واَّخر الحشر، وعشر اَّيات من الصافات و: سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلينَ وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ فَسُبْحانَ
الله حينَ تُمْسونَ وَحينَ تُصْبِحونَ وَلَهُ الحَمْدُ في السَّماواتِ وَالارضِ وَعَشِيا وَحينَ تُظْهِرونَ. يُخْرِجْ
الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخرِجَ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَيُحْيي الارضَ بَعْدَ مَوتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجونَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنا
وَرَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ. سَبِقَتْ رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ، لا إلهَ إِلاّ أنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسي، فَاغْفِرْ لي
وإرْحَمْني وَتُبْ عَليَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوابُ الرَّحيمُ.
السادس: أيضاً روي عن الصادق (عليه السلام) هذا الدعاء للصباح: اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أحْمُدَكَ وَأسْتَعينُكَ وَأنْتَ رَبّي
وَأنا عَبْدُكَ أصْبَحْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ وَأومِنُ بِوَعْدِكَ وَأوْفي بِعَهْدِكَ ماأسْتَطَعْتُ، وَلاحَوْلَ وَلاقوَّةَ
إِلاّ بِالله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسولُهُ، أصْبَحْتُ عَلى فِطْرَةِ الاِسْلامِ وَكَلِمَةِ
الاخْلاصِ وَمِلَّةِ إبْراهيمَ وَدينِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ الله عَلَيْهِما وَآلِهِما ؛ عَلى ذلِكَ أحْيى وَأموتُ إنْ شاءَ اللّهِ.
اللّهُمَّ أحْيني ماأحْيَتْنَي وَأمِتْني إذا أمَتَّني عَلى ذلِكَ، وَابْعَثْني إذا بَعَثْتَني عَلى ذلِكَ. أبْتَغي بِذلِكَ
رِضْوانَكَ وَاتّباعَ سَبيلِكَ، إلَيْكَ أَلْجأتُ ظَهْري وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أمْري، آلُ مُحَمَّدٍ أَئِمَّتِي لَيْسَ لي أئِمَّةً
غَيْرُهُمْ، بِهِمْ أئْتَمُّ وَإيّاهُمْ أتَوَلّى وَبِهِمْ أقْتَدي، اللّهُمَّ إجْعَلْهُمْ أوليائي في الدُّنْيا وَالاخِرَةَ، وَإجْعَلْني أوالي
أَوْلياَئهُمْ وَأعادي أعدائَهُمْ في الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وألْحَقْنِي بِالصالِحينَ وَآبائي مَعَهُمْ.
السابع: وعنه (عليه السلام) أيضاً قال: مهما تركت من شي فلا تترك أن تقول في كل صباح ومساء: اللّهُمَّ إِنِّي أصْبَحْتُ
أسْتَغْفِرُكَ في هذا الصَّباحِ وَفي هذا اليَوْمِ لاجْلِ رَحْمَتِكَ وَأبْرَأُ إلَيْكَ مِنْ أهْلِ لَعْنَتِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أصْبَحْتُ
أبْرَأُ إلَيْكَ في هذا اليَوْمِ وَفي هذا الصَّباحِ مِمَّنْ نَحْنُ بَيْنَ ظَهْرانيهِمْ مِنَ المُشْركينَ وَمِما كانوا يَعْبُدون
إنَّهم كانوا قَوْمَ سَوءٍ فاسقينَ، اللّهُمَّ اجْعَلْ ما أنْزَلْتَ مِنَ السَّماء إِلى الارضِ في هذا الصَّباحِ وَفي هذا
اليومِ بَرَكَةً عَلى أوْليائِكَ وَعِقابا عَلى أعْدائِكَ، اللّهُمَّ والِ مَنْ وَالاكَ وَعادِ مَنْ عاداكَ، اللّهُمَّ اخْتِمْ لي
بالامنِ وَالايمانِ كُلَّما طَلَعَتِ الشَّمْسَ أوْ غَرَبَتْ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لي ولوالدَيَّ وَإرْحَمْهُما كَما رَبَّياني صَغيراً،
اللّهُمَّ اغْفِرْ للمؤمنينَ وَالمؤمناتِ وَالمُسلمينَ وَالمُسلماتِ الاحياءِ مِنْهُم وَالاموات، إنَّكَ تَعْلَمُ مُنْقَلَبُهُمْ
وَمَثْواهُمْ، اللّهُمَّ احْفِظْ إمامَ المُسْلمينَ بِحِفْظِ الايمانِ وَإنْصُرْهُ نَصْراً عَزيزاً وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً وَاجْعَلْ لَهُ وَلَنا مِنْ لَدُنْكَ سُلْطانا نَصيراً، اللّهُمَّ إلْعَنْ فُلانا وَفُلانا والفِرَقَ الُمخْتَلِفة عَلى رَسولِكَ وَوِلاةِ الامرِ بَعْدَ رَسولِكَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ وَشيَعِهِمْ. وَأَسْأَلُكَ الزِّيادةَ مِنْ فَضْلِكَ وَالاقْرارَ بِما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِكَ وَالتَّسليمَ لامْرِكَ وَالُمحافَظَةَ عَلى ماأمَرْتَ بِهِ، لا أبْتَغي بِهِ بَدَلاً ولا أشْتَري بِهِ ثَمَنا قَليلاً، اللّهُمَّ اهْدِني فيمَنْ هَدَيْتَ وَقِنِي شَرَّ ما قَضَيْتَ إنَّكَ تَقْضي وَلايُقْضى عَلَيْكَ ولايُذَلُّ مَنْ وَالَيتَ، تَبارَكْتَ وَتَعاليتَ سُبْحانَكَ رَبَّ البيتِ تَقَبَّلْ مِنّي دُعائي، وَماتَقَرَّبْتُ بِهِ إلَيْكَ مِنْ خَيْرِ فَضاعِفْهُ لي أضْعافاً كَبيرَةً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ أَجْراً عَظيما رَبِّ ماأحْسَنَ ماابْلَيْتَني وَأَعْظَمْ ماأعْطَيْتَني وأطْوَلَ ماعافَيْتَني وَأكْثَرَ ماسَتَرْتَ عَلي ! فَلَكَ الحَمْدُ ياإلهي كَثِيراً طَيِّباً مُبارَكاً عَلَيْهِ مِل السَّماواتِ ومِل الارضِ، ماشاءَ رَبّي وَرَضِي وَكَما يَنْبَغي لِوَجْهِ رَبّي ذي الجَّلالِ وَالاكرامِ. الثامن: عن الباقر (عليه السلام): من قال عند الطلوع الفجر: لا إلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلهُ الحَمْدُ
يُحْيي ويُميتُ وَهوَ حَيّ لايَموتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ. عشر مرات، وصلّى عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عشراً، وسبح خمسا وثلاثين مرة، وهلّل خمسا وثلاثين مرّة، وحمد الله خمسا وثلاثين مرّة لم يكتب في يومه ذلك من الغافلين وإن قاله ليلاً لم يكتب فيه من الغافلين.
التاسع: عن محمد بن فضيل قال: كتبت إلى محمد التقي (عليه السلام) أسأله أن يعلّمني دعاءً فكتب إليّ: تقول إذا أصبحت وأمسيت: الله الله الله رَبّي الرَّحْمنِ الرَّحيمُ لا أشْرِكُ بِهِ شَيْئاً. ثم تدعو بما بداً لك في حاجتك، فهذه الكلمات كمقدمه لطلب كل حاجة بإذن الله تعالى.
العاشر: روي أن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) قال لداود الرقّي: لاتدع أن تقول ثلاثا صباحاً وثلاثا مساءً: اللّهُمَّ اجْعَلْني في دِرْعِكَ الحَصينَةِ الَّتي تَجْعَلُ فيها مِنْ تُريدُ.
فقد قال أبي (عليه السلام): إن هذا دعاء من الادعية المخزونة.

(الفصل الثاني)
في أدعية يدعى بها عند النوم وعند الانتباه منه
وهي سبعة:
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات:
الحَمْدُ لله الَّذي عَلا فَقَهَرَ وَالحَمْدُ لله الَّذي بَطَنَ فَخَبَرَ، وَالحَمْدُ لله الَّذي مَلَكَ فَقَدَرَ، وَالحَمْدُ لله الَّذي يُحْيي المَوْتى وَيُميتُ الاحْياءَ وهوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ. خرج من الذنوب كهئية يوم ولدته امه.
والشيخ والصدوق أيضا، قد رويا هذه الرواية في (عدة الداعي) عن الصادق (عليه السلام) قال: هذا أدنى ما يجزيك من الحمد، وفي هذه الرواية قد أتى التحميد الثاني تلو الحمد الثالث.
الثاني: وعنه (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان إذا أوى إلى فراشه يقرأ اَّية الكرسي ويقول: بِسْمِ الله آمَنْتُ بِالله وَكَفَرْتُ بِالطّاغوتِ، اللّهُمَّ إحْفَظْنىٍِّ في مَنامي وَفي يَقْظَتي.
الثالث: عن المفضل بن عمر قال: قال لي الصادق إن استطعت أن لاتبيت ليلة حتى تعوّذ بأحد عشر حرفا ؛ قلت أخبرني بها، قال قل: أعوذُ بِعِزَّةِ الله وَأعوذُ بِقُدْرَةِ الله وَأعوذُ بِسُلْطانِ الله وَأعوذُ بِجَمالِ الله وَأعوذُ بِدَفْعِ الله وَأعوذُ بِمَنْعِ الله وَأعوذُ بِجَمْعِ الله وَأعوذُ بِمُلْكِ الله وَأعوذُ بِرَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَاءَ. وتعوّذ به كلما شئت.
الرابع: عن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) قال: من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة، إذا أوى إلى فراشه، غفر الله له من ذنوبه ذنوب خمسين سنة، وعنه (عليه السلام) أيضاً أن من قرأ حين يأوي إلى مضجعه قل ياأيها الكافرون، وقل هو الله أحد.
الخامس: عن الصادق (عليه السلام) قال النبي صلّى الله عليه واله: من أراد شَيْئاً من قيام الليل وأخذ مضجعه فليقل: اللّهُمَّ لاتؤمِنّي مَكْرَكَ وَلاتُنْسِني ذِكْرَكَ وَلاتَجْعَلْني مِنَ الغافِلينَ أقُومُ ساعَةَ كَذا وَكَذا، فإن فعل ذلك وكّل الله عزَّ وجلَّ به ملكا ينبهه تلك الساعة.
السادس: وعنه (عليه السلام) أيضاً قال: إذا قام أحدكم من الليل فقل: سُبْحانَ الله رَبِّ النَبيين وَإلهِ المُرْسَلينَ وَرَبِّ المُسْتَضْعَفينَ، وَالحَمْدُ لله الَّذي يُحْيي المَوتى وَهوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ. فإذا قال ذلك يقول الله عزَّ وجلَّ صدق عبدي وشكر.
السابع: عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: كان الصادق (عليه السلام) إذا قام اَّخر الليل يرفع صوته حتى يسمع أهل الدار ويقول: اللّهُمَّ أعِنّي عَلى هَوْلِ المُطَّلَعِ وَوَسِّعْ عَليَّ ضيقَ المُضْطَجَعِ، وَإرْزُقْني خَيْرَ ما قَبْلَ المَوْتِ.


(الفصل الثالث)
في ذكر عدة دعوات يدعى بها إذا خرج الانسان من منزله
وهي ثمانية أدعية:
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: إنّ الانسان إذا خرج من منزله، قال حين يريد أن يخرج، ثلاثا: الله أكْبَرُ، وثلاثا:
بِالله أخْرُجُ وَبِالله أدْخُلُ وَعَلىْ الله أتَوَكَّلُ. ثم يقول: اللّهُمَّ افْتَحْ لي في وَجْهي هذا بِخَيْرٍ وَاخْتِمْ لي بِخَيْرٍ وَقِني شَرَّ كُلِّ دابَةٍ أنْتَ آخِذٌ بِناصيَتِها. إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ. فإذا فعل ذلك، لم يزل في ضمان الله عزَّ وجلَّ، حتى يرده الله إلى المكان الذي كان فيه.
الثاني: عن السجاد (عليه السلام) قال: تقول حين تخرج من باب الدار: بِسْمِ الله وَبِالله تَوَكَّلْتُ عَلى اللّهِ.
الثالث: عن الباقر (عليه السلام) قال: من قال حين يخرج من منزله: بِسْمِ الله حَسْبيَ الله تَوَكَّلْتُ عَلى الله ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ أموري كُلِّها وَأعوذُ بِكَ مِنْ خِزْي الدُّنْيا وَعَذابِ الاخِرَةِ، كفاه الله ماأهمّه من أمر دنياه واَّخرته.
الرابع: عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا خرجت من منزلك فقل: بِسْمِ الله تَوَكَّلْتُ عَلى الله لاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِالله ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما خَرَجْتُ لَهُ، اللّهُمَّ أوْسِعْ عَليَّ مِنْ فَضْلِكَ وَأتْمِمْ عَليَّ نِعْمَتَكَ وَاسْتَعْمِلْني في طاعَتِكَ وَاجْعَلْ رَغْبَتي فيما عِنْدَكَ، وَتَوَفَني عَلى مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ رَسولِكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ.
الخامس: عن الرضا (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) إذا خرج من منزله قال: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ خَرَجْتُ بِحَوْلِ الله وَقوَّتِهِ لابِحَوْلٍ مِنّي وَلاقوَّتي، بَلْ بِحَوْلِكَ وَقوَّتِكَ يارَبِّ مُتَعَرِّضا لِرِزْقِكَ فَاتِني بِهِ في عافيةٍ.
السادس: عن الصادق (عليه السلام) قال: من قرأ قل هو الله أحد حين يخرج من منزله عشر مرات لم يزل في حفظ الله عزَّ وجلَّ وكلاته حتى يرجع إلى منزله.
السابع: عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: إذا أردت السفر فقف على باب دارك واقرأ فاتحة الكتاب أمامك وعن يمينك وعن شمالك، وكذلك قل هو الله أحد، وكذلك قل أعوذ برب الناس، وقل أعوذ برب الفلق ثم قل: اللّهُمَّ احْفَظْني وَاحْفَظْ مامَعي وَسَلِّمْني وَسَّلِّمْ مامَعي وَبَلِّغْني وَبَلِّغْ مامَعي بَلاغاً حَسَناً.
الثامن: عنه (عليه السلام) أيضاً قال: إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: بِسْمِ الله آمَنْتُ بِالله وَتَوَكَّلْتُ عَلى الله ماشاءَ الله لاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِاللّهِ.


(الفصل الرابع)
في دعوات ماثورة قبل الصلاة وفي أدبارها
وهي خمسة أدعية:
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: من قال هذا القول كان مع محمد واَّل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول إذا
قام قبل أن تفتح الصلاة: اللّهُمَّ إِنِّي أتَوجَّهُ إلَيكَ بمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وأقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَي صَلَواتي وَأتَقَرَّبُ
بِهِمْ إلَيْكَ، فَاجْعَلْني بِهِمْ وَجيها في الدُّنْيا والاخِرَةِ وَمِنْ المُقَرَّبينَ، مَنَنْتَ عَلي بِمَعْرِفَتِهِمْ فَاخْتِمْ لي
بِطاعَتِهِمْ وَمَعْرِفَتِهِمْ وَوِلايَتِهُمْ فِإنَّها السَّعادَةُ، وإخْتِمْ لي بِها فَإنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ. ثم تصلّي، فإذا
انصرفت قلت: اللّهُمَّ اجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ عافيةٍ وَبَلاٍ، وَاجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
في كُلِّ مَثْوىً وَمُنْقَلَبٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياي مَحْياُهْم وَمَماتي مَماتَهُمْ، وَاحْعَلْني مَعَهُمْ في المَواطِنِ كُلِّها
وَلاتُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ.
الثاني: عن صفوان الجمّال، قال: شهدت الصادق (عليه السلام) استقبل القبلة قبل التكبير وقال: اللّهُمَّ لاتؤيسْني مِنْ
رَوحِكَ وَلاتُقْنِطْني مِنْ رَحْمَتِكَ وَلاتؤمِنّي مَكْرَكَ فَإنَّهُ لايَأمَنُ مَكْرَ الله إِلاّ القَوْمُ الخاسِرونَ.
الثالث: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول إذا فرغ من الزوال: اللّهُمَّ إِنِّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِجودِكَ
وَكَرَمِكَ، وَأتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وأتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأنْبيائِكَ المُرْسَلينَ
وَبِكَ، اللّهُمَّ أنْتَ الغَنيّ عَنّي وَبي الفاقَةُ إلَيْكَ أنْتَ الغَنيّ وَأنا الفَقيرُ إلَيْكَ، أقَلْتَني عَثْرَتي وَسَتَرْتَ عَليَّ
ذُنوبي فَاقْضِ اليَوْمَ حاجَتي، وَلاتُعَذِّبْني بِقَبيحِ ما تَعْلَمُ مِنّي، بَلْ عَفْوُكَ وَجودُكَ يَسَعُني، ثم يخر ساجدا
ويقول: ياأهْلَ التَقْوى وَياأهْلَ المَغْفِرَهَ يابَرُّ يارَحيمُ، أنْتَ أبَرُّ مِنْ أبي وأُمي وَمِنْ جَميعِ الخَلائِقِ، اقْلِبْني
بِقَضاء حاجَتي مُجابا دُعائي مَرْحوما صَوتي قَدْ كَشَفْتَ أنْواعَ البَلاءِ عَنّي.
الرابع: عن محمد التقي (عليه السلام) قال: إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل: رَضيتُ بِالله رَبّا وَبِمُحَمَّدٍ نَبيا
وَبِالاسْلامِ دِينا وَبِالقُرآنِ كِتابا وَبِفُلانٍ وَفُلانٍ اللّهُمَّ وَلِيُّكَ فُلان (وقل عوض فلان القائم الحجة) فَاحْفِظْهُ مِنْ
بَيْنِ يَدَيهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ وَامْدُدْ لَهُ في عُمُرِهِ، وَاجْعَلْهُ القائِمَ بِأمْرِكَ
وَالمُنْتَصِرَ لِدينِكَ، وَأرِهِ ما يُحِبُّ وَما تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ، في نَفْسِهِ وَذُرِّيَتِهِ وَفي أهْلِهِ وَمالِهِ وَفي شيعَتِهِ وَفي
عَدوِّهِ، وَأرِهُمْ مِنْهُ مايَحْذَرونَ، وَأرِهُ فيهِمْ مايَحِبُّ وتَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ، وَاشْفِ صُدورَ قَوْمٍ مؤمِنينَ. وقال:
وكان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول إذا فرغ من الصلاة: اللّهُمَّ اغْفِرْ لي ماقَدَّمْتُ وَما أخَّرْتُ وَما أسْرَرْتُ وَما أعْلَنْتُ
وَاسْرافي عَلى نَفْسي وَما أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنّي، اللّهُمَّ أنْتَ المُقَدِّمُ وَالمؤخِّرُ، لا إلهَ إِلاّ أنْتَ، بِعِلْمِكَ الغَيْبَ
وَبِقُدْرَتِكَ عَلى الخَلْقِ أجْمَعينَ، ماعَلِمْتَ الحَياةُ خَيْراً لي فَأحْيني وَتَوَفَّني إذا عَلِمْتَ الوفاة خَيْراً لي اللّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتُكَ في السِرِّ وَالعَلانيَة وَكَلِمَةَ الحَقِّ في الغَضَبِ وَالرِّضا وَالقَصْدَ في الفَقْرِ وَالغِنى،
وَأَسْأَلُكَ نَعيما لايَنْفَدُ وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاتَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضا بِالقَضاء وَبَرَكَةَ المَوتِ بَعْدَ العَيْشِ وَبَرْدَ العيَشِ
بَعْدَ المَوتِ وَلَذَّةَ المَنْظَرِ إِلى وَجْهِكَ وَشَوْقا إِلى رؤيَتِكَ وَلِقائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَراءٍ مُضِرَّةٍ وَلافِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ،
اللّهُمَّ زَينّا بِزينَةِ الايمانِ وَاجْعَلْنا هُداةً مَهْتَدِينَ، اللّهُمَّ اهْدِنا فيمَن هَدَيْتَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَزيمَةَ
الرَّشادِ وَالثَّباتِ في الامْرِ وَالرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَحُسْنِ عافيَتِكَ وَأَداءِ حَقِّكَ، وَأَسْأَلُكَ يارَبِّ
قَلْبا سَلِيماً وَلِسانا صادِقا، وَأسْتَغْفُرِكَ لِما تَعْلَمُ، وَأسْألُكَ خَيْرَ ماتَعْلَمُ، وَأعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ماتَعَلمُ فَإنَّكَ
تَعْلَمُ وَلانَعْلَمُ وأنْتَ عَلاّمُ الغُيوبِ.
الخامس: عن الصادق (عليه السلام) قال من قال هذه الكلمات عند كل صلاة مكتوبة، حفظ في نفسه وداره وماله وولده:
أُجيرُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدِي وَأهْلي وَداري وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِالله الواحِدِ الاحَدِ الصَّمَدِ الَّذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أحَد، وَأجيرُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدي وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ... إلى اَّخر السورة، وَأجيرُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدي وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِرَبِّ النّاسِ مَلِكِ النّاسِ... إلى اَّخر السورة، وَأجيرُ نَفْسي وَمالي وَوَلَدِي وَكُلَّ ما هوَ مِنّي بِالله لا إلهَ إِلاّ هوَ الحَي القَيّومُ لاتَأخُذَهُ سِنَةٌ وَلانَوْمٌ... إلى آخر آية الكرسي.


(الفصل الخامس)
في أدعية مأثورة للرزق
وهي خمسة:
الأول: عن معاوية بن عمار قال: سألت الصادق (عليه السلام) أن يعلّمني دعاءً للرزق فعلّمني دعاءً مارأيت أجلب منه للرزق قال: قل: اللّهُمَّ ارْزُقْني مِنْ فَضْلِكَ الواسِعِ الحَلالِ الطَيّبِ رِزْقاً وَاسِعاً حَلالاً طَيباً بَلاغاً لِلدُنيا وَالاخِرَةِ صَبَّاً صَبَّاً هَنيئاً مَريئاً مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلامَنٍّ مِنْ أحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ إِلاّ سَعَةً مِنْ فَضْلِكَ الواسِعَ، فَإنَّكَ قُلْتَ إسْأَلوا الله مِنْ فَضْلِهِ ؛ فَمِنْ فَضْلِكَ أسْأَلُ وَمِنْ عَطيتُكَ أسْأَلُ وَمِنْ يَدِكَ المَلاى أسْأَلُ.
الثاني: عن الباقر (عليه السلام) أنّه قال لزيد الشحام: أدع للرزق في المكتوبة وأنت ساجد: ياخَيْرَ المَسْؤولينَ وَياخَيْرَ المُعْطينَ ارْزُقْني وارْزُقْ عيالي مِنْ فَضْلِكَ فإنَّكَ ذو الفَضْلِ العَظيمِ.
الثالث: عن أبي بصير قال: شكوت إلى الصادق (عليه السلام) الحاجة، وسألته أن يعلّمني دعاءً في طلب الرزق، فعلّمني دعاءً مااحتجت منذ دعوت به. قال (عليه السلام): قل في صلاة الليل وأنت ساجد: ياخَيْرَ مَدْعوٍّ وَياخَيْرَ مسؤولٍ، يا أوسَعَ مَنْ أعْطى وَياخَيْرَ مُرْتَجى ارْزُقْنِي وَأوْسِعْ عَليّ مِنْ رِزْقِكَ وَسَبِّبْ لي رِزْقاً مِنْ قِبَلِكَ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٍ.
أقول: ذكر هذا الدعاء الشيخ الطوسي في السجدة الثانية من الركعة الثامنة، من نافلة الليل في كتاب (المصباح).
الرابع: روي أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) علّم هذا الدعاء لطلب الرزق: يارازِقَ المُقِلّينَ وياراحِمَ المَساكينَ وَيأوليَّ المؤمِنينَ وَياذا القوَّةِ المَتينِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي وَعافِني وَاكْفِنِي ماأهَمَّني.
الخامس: روى أبو بصير هذا الدعاء عن الصادق (عليه السلام) لطلب الرزق وقال (عليه السلام): إن هذا الدعاء هو دعاء علي بن الحسين (عليه السلام): اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُسْنَ المَعيشَةِ مَعيشَةً أتَقَوّى بِها عَلى جَميعِ حَوائِجي وَأتَوَصَّلُ بِها في الحَياةِ إِلى آخِرَتي مِنْ غَيْرِ أنْ تَتْرُفَني فيها فَأطْغى أوْ تَقْتِّرَ بِها عَليَّ فَأشْقى، وَأوْسِعْ عَليّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَأفْضِلْ عَليّ مِنْ سَبَبِ فَضْلِكَ نِعْمَةً مِنْكَ سابِغَةً وَعَطاءاً غَيْرَ مَمْنونٍ، ثُمَّ لاتَشْغَِلْني عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ بِإكثارٍ منها تُلْهيني بَهْجَتُهُ وَتُفْتِنُنِي زَهَراتُ زَهْوَتِهِ وَلا بِإقلالٍ عَلَيّ مِنْها يَقْتَصِرُ بِعَمَلي كَدُّهُ وَيَمْلا صَدْري هَمُّهُ.
أعْطِني مِنْ ذلك ياإلهي غنىً عَنْ شِرارِ خَلْقِكَ وَبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضْوانَكَ، وأعوذُ بِكَ ياإلهي مِنْ شَرِّ الدُّنيا وَشَرِّ مافيها، وَلاتَجْعَلْ عَليّ الدُّنيا سِجْناً وَلا فِراقَها عَليّ حُزناً، أخْرِجْني مِنْ فِتْنَتِها مَرْضيّاً عَنّي مَقْبولاً فِيها عَمَلي إِلى دارِ الحَيوانِ وَمَساكِنَ الاخْيارِ، وَأبْدِلْني بِالدُّنيا الفانيةِ نَعيمَ الدارِ الباقيةِ، اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ أزَلِها وَزِلْزالِها وَسَطَواتِ شَياطينِها وَسَلاطينِها وَنَكالِها وَمِنْ بَغْي مَنْ بَغى عَليّ فيها، اللّهُمَّ مَنْ كادَني فَكِدْهُ وَمَنْ أرادَني فَأرِدْهُ، وَفُلَّ عَنّي حَدَّ مَنْ نَصَبَ لي حَدَّهُ، وأطْفي عَنِّي نارَ مَنْ شَبَّ لي وَقُودَهُ ، وَاكْفِني مَكْرَ المَكَرَةِ وَإفْقَأ عَنّي عُيونَ الكَفَرَةِ وَاكْفِني هَمَّ مَنْ أدْخَلَ عَلَيّ هَمَّهُ وَادْفَعْ عَنّي شَرَّ الحَسَدَةِ وَاعْصِمْني مِنْ ذلك بِالسَكينَةِ وَألْبِسْني دِرْعَكَ الحَصينَةَ وَأحْيني في سِتْرِكَ الوافي وَأصْلِحْ لي حالي وَصَدِّقْ قَوْلي بِفِعالي وَبَارِكْ لي في أهْلي.
أقول: قد مرّ في الباب الثاني، عند ذكر الصلوات، مايصلّى لزيادة الرزق.


(الفصل السادس)
في ذكر دعاءين للدين
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: قل: اللّهُمَّ لَحْظَةً مِنْ لَحَظاتِكَ تُيَسِّرُ عَلَيَّ غُرَمائي بِها القَضاء وَتُيَسِّرُ لي بِها
الاقْتِضاءَ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ.
الثاني: هذا الدعاء المروي عن موسى بن جعفر (عليه السلام): اللّهُمَّ ارْدُدْ إِلى جَميعِ خَلْقك مَظالِمَهُمْ الَّتي قِبَلي صَغيرها وَكَبيرَها في يُسْرٍ مِنْكَ وَعافيةٍ وَمالَمْ تَبْلُغْهُ قوَّتي وَلَمْ تَسَعْهُ ذاتُ يَدي وَلَمْ يقوَ عَلَيْهِ بَدَني ويَقيني وَنَفْسي فَأدِّهِ عَنّي مِنْ جَزيلِ ماعِندَكَ مِنْ فَضْلِكَ، ثُمَّ لاتَخْلِفْ عَلَيَّ مِنْهُ شَيْئاً تَقْضيهِ مِنْ حَسَناتي ياأرْحَمْ الرّاحِمينَ. أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ الدينَ كَما شَرَعَ وَأنَّ الاسْلامَ كَما وَصَفَ وَأنَّ الكتاب كَما أَنْزَلَ وَأنَّ القَوْلَ كَما حَدَّثَ، وَأنَّ الله هوَ الحَقُّ المُبينُ ذَكَرَ الله مُحَمَّداً وَأهْلَ بَيْتِهِ بِخَيْرٍ وَحَيّا مُحَمَّداً وَأهْلَ بَيْتِهِ بالسَّلامِ.


(الفصل السابع)
في ذكر بعض ماورد للهم والغم والخوف وغيرها
ويشتمل على اثني عشر دعاءً:
الأول: روي عن الباقر (عليه السلام) قال: إذا أتى بك أمر تخافه، استقبل القبلة فصلِّ ركعتين، ثم قل: ياأبْصَرَ الناظِرينَ وَياأسْمَعَ السامِعينَ وَياأسْرَعَ الحاسِبينَ وَياأرْحَمَ الرّاحِمينَ، وقل هذه الكلمات سبعين مرة كلما دعوت بهذه الكلمات سألت حاجتك.
الثاني: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): من أصابه همّ أو غمّ أو كرب أو بلاء أو لاْواءٌ (شدة) فليقل: الله رَبّي لاأشْرِكُ بِهِ شَيْئاً تَوَكَلْتُ عَلى الحَيّ الَّذي لايَموتُ.
الثالث: عن الصادق (عليه السلام) لما طرح إخوة يوسف، يوسف في الجبّ أتاه جبرائيل (عليه السلام) فقال: ياغلام ماتصنع ههنا فقال:
إنّ إخوتي ألقوني في الجبّ، قال: فتحب أن تخرج منه، قال: ذاك إلى الله عزَّ وجلَّ، إن شاء أخرجني فقال له: إنّ اللّه
تعالى يقول لك: أدعني بهذا الدعاء، حتى أخرجك من الجبّ. فقال له وما الدعاء ؟ فقال قل: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
بِأنَّ لَكَ الحَمْدَ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ المَنّانُ بَديعُ السَّماواتِ وَالارْضِ ذُو الجَلالِ وَالاكْرامِ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ
وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَجْعَلَ لي مِمّا أنا فيه فَرَجاً وَمَخْرَجاً. ثم جاءت السيارة وأخرجته من الجبّ كما ذكره الله في
كتابه المجيد.
الرابع: عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا خفت أمراً فقل: اللّهُمَّ إنَّكَ لا يَكْفي مِنْكَ أحَدٌ وَأنْتَ تَكْفي مِنْ كُلِّ أحَدٍ مِنْ
خَلْقِكَ فَإكْفِني كَذا وَكَذا. وفي حديث اَّخر قال: تقول: ياكافياً مِنْ كُلِّ شَيٍ وَلايَكْفي مِنْكَ شَيٌ في السَّماواتِ وَالارْضِ اكْفِني ماأهَمَّني مِنَ أمرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. وقال الصادق (عليه السلام) من دخل على سلطان يهابه فليقل: بِالله أسْتَفْتِحُ وَبِالله أسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ أتَوَجَّهُ، اللّهُمَّ ذَلِّلْ
لي صُعُوبَتَهُ وَسَهِّلْ لي حُزُونَتَهُ فَإنَّكَ تَمْحو ماتَشاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتابِ، ويقول كذلك: حَسْبي اللّهُ
لا إلهَ إِلاّ هوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ، وَأمْتَنِعُ بِحَوْلْ الله وَقُوَّتِهِ مِنْ حَوْلِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ، وَأمْتَنِعُ
بِرَبِّ الفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَلا حَوْلَ وَلا قوَّةَ إِلاّ بِاللّهِ.
الخامس: وروي أنّ هذا دعاء الباقر (عليه السلام) في الأمر يحدث: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأغْفِرْ لي
وارْحَمْني وَزَكِّ عَمَلي ويَسِّرْ مُنْقَلَبي وَاهْدِ قَلْبي وَآمِنْ خَوْفي وَعافِني في عُمْري كُلِّهُ وَثَبِّتْ حُجَّتي وَاغْفِرْ
خَطاياي وَبَيّضْ وَجْهي وَاعْصِمْني في ديني وَسَهِّلْ مَطْلَبي وَوَسِّعْ عَلَيَّ في رِزْقي فَإنّي ضَعيفٌ، وَتَجاوَزْ
عَنْ سَيِ ماعِنْدي بِحُسْنِ ما عِنْدَكَ وَلا تَفْجَعْني بِنَفْسي وَلا تَفْجَعْ لي حَميما وَهَبْ لي ياإلهي لَحْظَةً مِنْ
لَحَظاتِكَ تَكْشِفُ بِها عَنّي جَميعَ مابِهِ ابْتَلَيْتَني وَتَرُدُّ بِها عَلَيَّ ما هوَ أحْسَنُ عادَتِكَ عِنْدي، فَقَدْ ضَعُفَتْ
قوَّتي وَقَلَّتْ حيلَتي وانْقَطَعَ مِنْ خَلْقِكَ رَجائي وَلَمْ يَبْقَ إِلاّ رَجاؤكَ وَتَوَكُلي عَلَيْكَ، وَقُدْرَتُكَ عَلَيَّ يارَبِّ
أنْ تَرْحَمَني وَتُعافيني كَقُدْرَتِكَ عَلَيَّ أنْ تُعَذِّبَني وَتَبْتَليني. إلهي ذِكْرُ عَوائِدِكَ يؤنِسُني وَالرَّجاءُ لانعامِكَ
يُقَوّيني وَلَمْ أخْلُ مِنْ نِعْمِكَ مِنْذُ خَلَقْتَني، فَأنْتَ رَبّي وَسَيّدي وَمَفْزَعي وَمَلْجأي وَالحافِظْ لي وَالذّابُّ
عَنّي وَالرَّحيمَ بِي والمُتَكَفِّلُ بِرِزْقي وَفي قَضائِكَ وَقُدْرَتِكَ كُلُّ ما أنا فيهِ، فَلْيَكُنْ ياسَيِّدي وَمَوْلاي فيما
قَضَيْتَ وَقَدَّرْتَ وحَتَّمْتَ تَعْجيلُ خَلاصي مِمّا أنا فيهِ جَميعِهُ وَالعافيةُ لي فَإنّي لاأجِدُ لِدَفْعِ ذلكِ أحدا
غَيْرَكَ وَلا أعْتَمِدُ فيهِ إِلاّ عَلَيكَ فَكُنْ ياذا الجَلالِ وَالاكْرامِ عِنْدَ حُسْنَ ظَنّي بِكَ وَرَجائي لَكَ، وَارْحَمْ
تَضَرُّعي وإسْتكانَتي وَضَعْفَ رُكْني، وَأمْنُنْ بِذلِكَ عَلَيَّ وَعَلى كُلِّ داعٍ دَعاكَ ياأرْحَمْ الرّاحمينَ وَصَلّى اللّهُ
عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
السادس: عن الصادق (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: ماأبالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الانس
والجن: بِسْمِ الله وَبِالله وَمِنَ الله وإِلى الله وَفي سَبيلِ الله وَعلى مِلَّةِ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ. اللّهُمَّ
إلَيْكَ أسْلَمْتُ نَفْسي وَإلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي وَإلَيْكَ ألْجأتُ ظَهْري وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أمْري، اللّهُمَّ احْفَظْني
بِحِفْظِ الايمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَميني وَعَنْ شِمالي وَمِنْ فَوْقي وَمِنْ تَحْتي وما قِبَلي
وَادْفَعْ عَنّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ فَإنَّهُ لاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِكَ .
السابع: يدعى لدفع الكربة والخوف من السلطان بدعاء أهل البيت (عليهم السلام): ياكائِنا قَبْلَ كُلِّ شَيٍ وَيامُكَوّنَ كُلِّ
شَيٍ وَياباقياً بَعْدَ كُلِّ شيٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا.
الثامن: عن محمد التقي (عليه السلام) قال: للفرج يواظب على هذا الدعاء: يامَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شَيٍ وَلا يُكْفى مِنْهُ
شَيٌ إكْفِني ماأهَمَّني.
التاسع: عن زين العابدين (عليه السلام) أنه كان يقول لابنه: يابني من أصابه منكم مصيبة، أو نزلت به نازلة فليتوضأ، وليسبغ الوضؤ، ثم يصلي ركعتين أو أربع ركعات، ثم يقول في اَّخرهنّ: يامَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَياسامِعَ كُلِّ نَجْوى وَياشاهِدَ كُلّ مَلا وَياعالِمَ كُلِّ خَفيَّةٍ وَيا دافِعَ مايَشاءُ مِنْ بَليّةٍ، ياخَليلَ إبْراهيمَ يانَجيّ موسى يامُصطفيَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ أدْعوكَ دُعاءَ مَنْ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ وَقَلَّتْ حيلَتُهُ وَضَعُفَتْ قوَّتُهُ دُعاءَ الغَريبِ الغَريقِ المُضْطَرُّ الَّذي لايَجِدُ لِكَشْفِ ماهو فيهِ إِلاّ أنْتَ ياأرْحَمَ الرّاحمينَ. فإنّه لايدعو به أحد إِلاّ كشف الله عنه إن شاء الله تعالى.
العاشر: عن الصادق (عليه السلام) لرفع الهم والحزن، تغتسل فتصلّي ركعتين وتقول: يافارِجَ الهَمِّ وَياكاشِفَ الغَمِّ
يارَحْمنَ الدُّنيا وَالاخِرَةِ وَرَحيمَهُما فَرِّجْ هَمّي وَاكْشِفْ غَمّي ياالله الواحِدُ الاحَدُ الصَمَدُ الَّذي لَمْ يَلِدُ وَلَمْ
يولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كفوا أحَدْ إعْصِمْني وَطَهِّرْني وَإذْهِبْ بِبَليَّتي. واقرأ اَّية الكرسي والمعوذتين.
الحادي عشر: روي أنك تقول لرفع الهم في السجود مائة مرة: ياحَيُّ ياقَيومُ يا لا إلهَ إِلاّ أنْتَ بِرَحْمَتِكَ
أسْتَغيثُ فَاكْفِني ماأهَمَّني ولاتَكِلْني إِلى نَفْسي.
الثاني عشر: عن موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال لسماعة إذا كانت لك يا سماعة إلى الله حاجة فقل: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَليّ فَإنَّ لَهُما عِنْدَكَ شَأنا مِنَ الشَأنِ وَقَدْراً مِنَ القَدْرِ، فَبِحَقِّ ذلكَ الشَأنِ وَبِحَقِّ ذلكَ القَدْرِ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَفْعَلَ كَذا وَكَذا.
فإنه إذا كان يوم القيامة، لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولامؤمن ممتحن إِلاّ وهو يحتاج الى محمد وعلي صلوات الله عليهما واَّلهما، في ذلك اليوم.
أقول: وأنا الفقير روى ابن أبي الحديد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سألت ذات يوم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن يدعو لي بالمغفرة، فقال: سأدعو، ثم قام فصلى، فرفع يده للدعاء، فتسمعت إليه فسمعته يقول: اللّهُمَّ بِحَقِّ عَليّ عِنْدَكَ اغْفِرْ لِعَليّ، فقلت يارسول الله: ماهذا الدعاء ؟ قال: وهل أجد من هو أحب إلى الله منه لاستشفع به إلى اللّه.
أقول: أوردنا بعض مايناسب هذا الفصل من الدعاء في الباب الأول عند ذكر دعوات سجدة الشكر.


(الفصل الثامن)
في أدعية العلل والامراض
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: تقول للاوجاع: بِسْمِ الله وَبِالله كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لله في عِرْقٍ ساكِنٍ وَغَيْرِ ساكِنٍ عَلى عَبْدٍ شاكِرٍ وَغَيْرَ شاكِرٍ، وتأخذ لحيتك بيدك اليمنى بعد صلاة مفروضة وتقول ثلاث مرات: اللّهُمَّ فَرِّجْ عَنّي كُرْبَتي وَعَجِّلْ عافيَتي وَاكْشِفْ ضُرّي، واحرص أن يكون ذلك مع دموع وبكاء.
الثاني: عن الصادق (عليه السلام) قال: ضع يدك على موضع الالم فقل: بِسْمِ الله وَبِالله مُحَمَّدٌ رَسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِالله ، اللّهُمَّ إمْسَحْ عَنّي ما أجِدُ، وتمسح بيدك اليمنى موضع الوجع ثلاث
مرات.
الثالث: عن الباقر (عليه السلام) قال: مرض علي (عليه السلام) فأتاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، فقال له: قل: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَعْجيلَ عافيتِكَ
وَصَبْراً عَلى بَليّتِكَ وَخُروجا إِلى رَحْمَتِكَ.
الرابع: عن الصادق (عليه السلام) قال: تضع يدك على موضع الوجع، وتقول ثلاث مرات: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ القُرآنِ العَظيمِ الَّذي نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الامينُ وَهوَ عِنْدَكَ في أمِّ الكِتابِ عَلّيٌ حَكيمٌ أنْ تَشْفيني بِشِفائِكَ وَتُداويني بِدَوائِكَ وَتُعافيني مِنْ بَلائِكَ وَتُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ السَّلامُ.
الخامس: عن أبي حمزة قال: عرض لي وجع في ركبتي، فشكوت ذلك إلى الباقر (عليه السلام) فقال: إذا أنت صلّيت فقل: ياأجْوَدَ مَنْ أعْطى وَيا أرْحَمَ مَنْ إسْتُرْحِمَ ارْحَمْ ضُعْفي وَقِلَّةَ حيلَتي، إعْفِني مِنْ وَجَعي. قال ففعلته، وعوفيت.
أقول: قد أوردنا في الباب الثالث ص1071 دعوات يدعى بها للعلل والاسقام.


(الفصل التاسع)
في بعض الاحراز والعوذ
الأول: روي أنّه شكا رجل إلى الصادق (عليه السلام) الوحشة. فقال (عليه السلام): ألا أخبركم بشي إذا قلتموه، لم تستوحشوا بليل أو نهار: بِسْمِ الله وَبِالله وَتَوَكَّلْتُ عَلى الله إنَّهُ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلى الله فَهوَ حَسْبُهُ إنَّ الله بالِغُ أمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيٍ قَدْراً، اللّهُمَّ اجْعَلْني في كَنَفِكَ وَفي جِوارِكَ وَاجْعَلْني في أمانِكَ وَفي مَنْعِكَ. وروي أن رجلاً قالها ثلاثين سنة وتركها ليلة فلسعته عقرب.
الثاني: روي أنّه من بات في دار أو غرفة وحده، فليقرأ اَّية الكرسي وليقل: اللّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتي وَآمِنْ رَوْعَتي وَأعِنّي عَلى وَحْدَتي.
الثالث: روي أنّه رقى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) حسناً وحسيناً (عليهما السلام) بهذه الكلمات: أعيذُكُما بِكَلِماتِ الله التّامَةِ وَأسْمائِهِ الحُسْنى كُلِّها عامَةً مِن شَرِّ السامَّةِ وَالهامَّةِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ عَينٍ لامّةٍ وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ. ثم قال (عليه السلام) هكذا كان يعوذ إبراهيم إسماعيل وإسحاق.
الرابع: روي أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان في بعض مغازيه، إذا شكوا إليه البراغيث أنها تؤذيهم، قال إذا أخذ أحدكم مضجعه، فليقل: أيُّها الاسوَدُ الوثّابُ الَّذي لايُبالي غَلْقا وَلابابا عَزَمْتُ عَلَيْكَ بِأُمِّ الكِتابِ أنْ لاتُؤذيني وَأصْحابي إِلى أنْ يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَيَجيَ الصُّبْحُ بِما جاءَ.
الخامس: روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إذا رأيت السَّبع فقل: أعوذُ بِرَبِّ دانيالَ وَالجُبِّ مِنْ كُلِّ أسَدٍ مُسْتأسِدٍ.
وعن الصادق (عليه السلام) أنك إذا لقيت سبعا، فاقرأ في وجهه اَّية الكرسي، وقل له: عَزَمْتُ عَلَيْكَ بِعَزيمَةِ الله وعَزيمَةِ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَزيمَةِ سُلَيمانَ بِنِ داودَ وَعَزيمَةِ أميرِ المؤمِنينَ عَليِّ بِنْ أبي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامِ وَالأَئِمَّةِ الطّاهرينَ عَلَيْهِمْ السَّلامُ مِنْ بَعْدِهِ، فانه سينصرف عنك إن شاء الله تعالى.
السادس: عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لأمير المؤمنين (عليه السلام)، إذا وقعت في ورطة أو بليّة فقل: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرّحيمِ وَلاحَوْلَ وَلاقوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العظيمِ، فان الله عزَّ وجلَّ يصرف عنك مايشاء من أنواع البلاء.


(الفصل العاشر)
في دعوات موجزات لجميع حوائج الدنيا والاخرة
ويذكر منها هنا ثلاثون دعاءً:
الأول: عن الصادق (عليه السلام) قال: اللّهُمَّ اجْعَلْني أخْشاكَ كأني أراكَ وَأسْعِدْني بِتَقْواكَ، وَلاتُشْقِني بِنَشْطي لِمَعاصيكَ وَخِرْ لي في قَضائِكَ وَبارِكْ لي في قَدَرِكَ حَتّى لا أحُبَّ تأخيرَ ما عَجّلْتَ وَلاتَعْجيلَ ماأخّرْتَ، واجْعَلْ غِناي في نَفْسي وَمَتِعْني في سَمْعي وَبَصَري وَاجْعَلْهُما الوارِثَيْنِ مِنّي، وَانْصِرْني عَلى مَنْ ظَلَمَني وَأرِني فيهِ قُدْرَتَكَ يارَبِّ وَأقِرَّ بِفَضْلِكَ عَيْني.
الثاني: وعنه (عليه السلام) أيضاً قال: قل: اللّهُمَّ أعِنّي عَلى هَوْلِ يَوْمِ القيامَةِ، وَأخْرِجْني مِنَ الدُّنْيا سالِما، وَزَوِّجني مِنَ الحورِ العينِ، وَاكْفِني مؤُونَتي وَمؤُونَةَ عيالي وَمؤُونَةَ النّاسِ، وَأدْخِلْني بِرَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصالِحينَ.
الثالث: هذا الدعاء يصرف عن الذنوب وهو جامع لطالب الدنيا والاخرة: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرّحيمِ، يامَنْ أظْهَرَ الجَميلَ وَسَتَرَ القَبيحَ وَلَمْ يَهْتِكِ السِتْرَ عَنّي ياكَريمَ العَفْوِ ياحَسَنَ التَّجاوِزِ ياواسِعَ المَغْفِرَةِ وَياباسِطَ اليَدَيْنِ بالرَّحْمَةِ ياصاحِبَ كُلِّ نَجْوى يامُنْتَهى كُلِّ شَكْوى ياكَريمَ الصَّفْحِ ياعَظيمَ المَنِّ يامُبْتَدِيِ كُلِّ نِعْمَةٍ قَبْلَ إسْتِحْقاقِها، يارَبّاهُ ياسَيّداهُ يامَولياهُ ياغايَتاهُ ياغِياثاهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ أنْ لاتَجْعَلْني في النّارِ.
الرابع: روي عن الصادق صلوات الله عليه أنّه دعا بهذا الدعاء: أنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كُرْبَةٍ وأنْتَ رَجائي في كُلِّ شِدَّةٍ وَأنْتَ لي في كُلِّ أمْرٍ نَزَلَ بي ثقة وَعِدَّةٌ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفؤادُ وتَقِلُّ فيهِ الحيلَةُ وَيَخْذُلُ عَنْهُ القَريبُ وَالبَعيدُ وَيَشْمَتُ بِهِ العَدُوُ وَتُعْييني فيهِ الامورُ أنْزَلْتُهُ بِكَ وشَكَوْتُهُ إلَيْكَ وَاعيا فيهِ عَمّنْ سِواكَ فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفْتَهُ وَكَفَيْتَنيهِ، فَأنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصاحِبُ كُلِّ حاجَةٍ وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ فَلَكَ الحَمْدُ كَثِيراً وَلَكَ المَنُّ فاضِلاً.
أقول: هذا الدعاء هو دعاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في يوم بدر، ويوم الاحزاب، وهو أيضاً دعاء دعا به سيد الشهداء صلوات الله عليه يوم عاشوراء بكربلا. ويروى عنه (عليه السلام) سوى هذا الدعاء دعاءان اَّخران أيضاً دعا بهما في ذلك اليوم، أحدهما ما علّمه الإمام زين العابدين (عليه السلام) إذ ضمّه إلى صدره والدماء تفور من جسده الشريف، للحاجة، والمهمّة، والحزن والبلاء الشديد والأمر العظيم المستصعب: بِحَقِّ يسَّ وَالقُرآنِ الَعَظيمِ يامَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِجِ السّائِلينَ يامَنْ يَعْلَمُ مافي الضَّميرِ يامُنَفِّسا عَنْ المَكْروبينَ يامُفَرَجاً عَنْ المَغْمومينَ، ياراحِمَ الشَيْخِ الكَبيرِ يارازِقَ الطِفْلِ الصَغيرِ يامَنْ لايَحْتاجُ إِلى التَّفْسيرِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَإفْعَلْ بي كَذا وَكَذا.
الخامس: عن الصادق (عليه السلام) أنّه رفع يده إلى السماء وقال: رَبِّ لاتَكِلْني إِلى نَفْسي طُرْفَةَ عَيْنٍ أبَداً لا أقَلَّ مِنْ ذلكَ وَلا أكْثَرَ.
السادس: وعنه أيضاً أنّه كان يقول: إرْحَمْني مَمّا لاطاقَةَ لي بِهِ وَلاصَبْرَ لي عَلَيْهِ.
السابع: عن الصادق (عليه السلام) قال: قل: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَلالِكَ وَجَمالِكَ وَكَرَمِكَ أنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا.
الثامن: عن فضل بن يونس قال: قال لي الكاظم (عليه السلام) أكثر من قول: اللّهُمَّ لاتَجْعَلْني مِنَ المُعارينَ وَلا تُخْرِجْني مِنَ التَقْصيرِ. والمعنى اللهُمَّ لاتجعلني ممن كان الايمان معاراً عندهم، غير ثابت في قلوبهم أوْ المعنى لاتجعلني ممن وكلته إلى نفسه فكان كالفرس يلقى حبله على عاتقه ليرعى بنفسه، فيصنع مايشاء ويذهب حيثما يريد، ومعنى لاتخرجني من التقصير لاتجعلني بحيث أرى نفسي مقصّرة بل اجعلني مادمت أعد نفسي مقصّرة في خدمتك.
التاسع: عن الباقر (عليه السلام) قال لقد عفر الله عزَّ وجلَّ لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال: اللّهُمَّ إنْ تُعَذِّبْني فَأهْلٌ لِذلِكَ أنا وَإنْ تَغْفِرْ لي فأهْلٌ لِذلك أنْتَ.
العاشر: عن داود الرّقي قال إنّي سمعت الصادق (عليه السلام) أكثر مايلح به في الدعاء، على الله بحق الخمسة، يعني رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم.
الحادي عشر: عن يزيد الصائغ قال: قلت للصادق (عليه السلام): أدع الله لنا فقال: اللّهُمَّ إرْزِقْهُمْ صِدْقَ الحَديثِ وَأداءِ الامانَةِ وَالُمحافَظَةَ عَلى الصلواتِ، اللّهُمَّ إنَّهُمْ أحَقُّ خَلْقِكَ أنْ تَفْعَلَهُ بِهِمْ، اللّهُمَّ افْعَلْهُ بِهِمْ.
الثاني عشر: أدع بهذا الدعاء الذي كان يدعو به أمير المؤمنين (عليه السلام): اللّهُمَّ مُنَّ عَليَّ بِالتَّوَكُلِ عَلَيْكَ وَالتَّفْويضِ إلَيْكَ وَالرِّضا بِقَدْرِكَ والتَّسْليمِ لامْرِكَ حَتّى لا أحِبَّ تَعْجيلَ ما أخَّرْتَ وَلا تَأخيرَ ماعَجَّلْتَ يارَبَّ العالَمينَ .
الثالث عشر: روي أنه أتى جبرائيل إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال: إنّ ربّك يقول لك: إذا أردت أن تعبدني يوما وليلة حقَّ عبادتي فارفع يديك إليّ وقل: اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً خالِداً مَعَ خُلُودِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لامُنْتَهى لَهُ دونَ عِلْمِك، وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا أمَدَ لَهُ دونَ مَشيّتِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا جَزاءَ لِقائِلِهِ بِرِضاكَ اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كُلُّهُ وَلَكَ المَنُّ كُلُّهُ وَلَكَ الفَخْرُ كُلُّهُ وَلَكَ البَهاءُ كُلُّهُ وَلَكَ النُّورُ كُلُّهُ وَلَكَ العِزَّةُ كُلِّها وَلَكَ الجَبَروتُ كُلِّها وَلَكَ العَظَمَةُ كُلِّها ولَكَ الدُّنيا كُلِّها وَلَكَ الاخِرَةُ كُلِّها وَلَكَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ كُلُّهُ وَلَكَ الخَلْقُ كُلُّهُ وَبيَدِكَ الخَيْرُ كُلُّهُ وَإلَيْكَ يَرْجِعُ الأمْرُ كُلُّهُ عَلانيتُهُ وَسِرُّهُ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً أبَداً أنْتَ حَسَنُ البَلاِء جَليلُ الثَّناءِ سابِغُ النَعَماءِ عَدْلُ القَضاء جَزيلُ العَطاءِ حَسَنُ آلالاءِ إلهٌ في الارضِ وَآلهٌ في السَّماء؛
اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ في السَّبْعِ الشِّدادِ وَلَكَ الحَمْدُ في الارْضِ المِهادِ وَلَكَ الحَمْدُ طاقَةَ العِبادِ وَلَكَ الحَمْدُ سِعَةَ البِلادِ وَلَكَ الحَمْدُ في الجِبالِ الاوْتادِ وَلَكَ الحَمْدُ في اللَّيْلِ إذا يَغْشى وَلَكَ الحَمْدُ في النَّهارِ إذا تَجَلّى وَلَكَ الحَمْدُ في الاخِرَةِ والأولى وَلَكَ الحَمْدُ في المَثاني وَالقُرآنِ العَظيمِ، وَسُبْحانَ الله وَبِحَمْدِهِ وَالارْضُ جَميعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامَةِ وَالسَّماواتِ مَطْوياتٌ بِيَمينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكونَ سُبْحانَ الله وَبِحَمْدِهِ كُلُّ شَيٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ سُبْحانَكَ رَبُّنا وَتَعالَيْتَ وَتَبارَكْتَ وَتَقَدَّسْتَ. خَلَقْتَ كُلَّ شَيٍ بِقُدْرَتِكَ وَقَهَرْتَ كُلَّ شَيٍ بَعِزَّتِكَ وَعَلَوْتَ فَوقَ كُلَّ شَيٍ بِارْتِفاعِكَ وَغَلَبْتَ كُلَّ شَيٍ بِقُوَتِكَ وَابْتَدَعْتَ كُلَّ شَيٍ بِحِكْمَتِكَ وَعِلْمِكَ وَبَعَثْتَ الرُّسُلَ بِكُتُبِكَ وَهَدَيْتَ الصّالِحينَ بِإذْنِكَ وَأيَدْتَ المؤمِنينَ بِنَصْرِكَ وَقَهَرْتَ الخَلْقَ بِسُلْطانِكَ، لا إلهَ إِلاّ أنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ لانَعْبُدُ غَيْرَكَ وَلا نَسْأَلُ إِلاّ إيّاكَ وَلا نَرْغَبُ إِلاّ إلَيْكَ، أنْتَ مَوْضِعُ شَكْوانا وَمُنْتَهى رَغْبَتِنا وَإلهَنا وَمَليكُنا.
الرابع عشر: روي أنّه أتى رجل أمير المؤمنين (عليه السلام) فشكا الابطاء عليه في جواب دعائه، فقال له أين أنت عن الدعاء السريع الاجابة، فقال له الرجل: ماهو ؟ قال: قل: اللّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ بِاسْمِكَ العَظيمِ الاعْظَمِ الاجَلِّ الاكْرَمِ الَمخْزونِ المَكْنونِ النورِ الحَقِّ البُرْهانِ المُبينِ الَّذي هوَ نورٌ مع نورٍ وَنورٌ من نورٍ وَنورٌ في نورٍ ونورٌ عَلى كلِّ نورٍ وَنورٌ فَوْقَ كُلِّ ونورٌ تُضيُ بِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ وَتُكْسَرُ بِهِ كُلَّ شِدَّةٍ وَكُلَّ شَيْطانٍ مَريدٍ وكُلَّ جَبارٍ عَنيدٍ لاتَقَرُّ بِهِ أرْضٌ وَلا تَقُوُم بِهِ سَّماء وَيأمَنُ بِهِ كُلَّ خائِفٍ وَيَبْطُلُ بِهِ سِحْرُ كُلَّ ساحِرٍ وبَغْيُ كُلَّ باغٍ وَحَسَدُ كُلَّ حاسِدٍ وَيَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ البَرُّ وَالبَحْرُ وَيَسْتَقِلُّ بِهِ الفُلْكُ حينَ يَتَكَلَّمُ بِهِ المَلَكُ فَلا يَكونُ لِلمَوْجِ عَلَيْهِ سَبيلٌ وَهوَ اسْمُكَ الاعْظَمُ الاعْظَمُ الاَجَلُّ الاَجَلُّ النُّورُ الاكْبَرُ الَّذي سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَاسْتَوَيْتَ بِهِ عَلى عَرْشِكَ، وَأتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ وَأَسْأَلُكَ بِكَ وَبِهِمْ أنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَفْعَلْ بي كَذا وَكَذا.
الخامس عشر: عن عمرو بن أبي المقدام قال أملى الصادق (عليه السلام) عليّ هذا الدعاء وهو جامع للدنيا والاخرة.
تقول بعد حمد الله والثناء عليه عزَّ وجلَّ: اللّهُمَّ أنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الحَليمُ الكَريمُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ العَزيزُ الحَكيمُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الواحِدُ القَهّارُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ المَلِكُ الجَبّارُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الرَّحيمُ الغَفّارُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الشَديدُ المِحالُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الكَبيرُ المُتَعالُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ السَّميعُ البَصيرُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ المَنيعُ القَديرُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الغَفورُ الشَّكورُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الحَميدُ الَمجيدُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الغَفورُ الوَدودُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الحَنّانُ المَنّانُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الحَليمُ الدَيّانُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الجَوادُ الماجِدُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الواحِدُ الاحَدُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الغائِبُ الشاهِدُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ الظّاهِرُ الباطِنُ، وَأنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أنْتَ بِكُلِّ شَيٍ عَليمٌ.
تَمَّ نورُكَ فَهَدَيْتَ وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَأعْطَيْتَ، رَبَّنا وَجْهُكَ أكْرَمُ الوجوهِ وجِهَتُكَ خَيْرُ الجِّهاتِ وَعَطِيَّتُكَ أفْضَلُ العَطايا وَأهْنَؤُها تُطاعُ رَبَّنا فَتَشْكُرُ وَتُعْصى رَبَّنا فَتَغْفِرُ لِمَنْ شِئْتَ، تُجيبُ المُضْطَرّينَ وَتَكْشِفُ السُّوءَ وَتَقْبَلُ التَوْبَةَ وَتَعْفو عَنْ الذُّنوبِ لاتُجارى أياديكَ وَلا تُحْصى نِعْمَتُكَ وَلا يَبْلِغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قائِلٍ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَرَوْحَهُمْ وَراحَتَهُمْ وَسُرورَهُمْ وَارْزُقْني طَعْمَ فَرَجِهُمْ وَإهْلِكْ أعْدائَهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالانْسِ، وَآتِنا في الدُّنيا حَسَنَةً وفي الاخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ وَاجْعَلْنا مِنَ الَّذينَ لاخَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنونَ وَاجْعَلْني مِنَ الَّذينَ صَبَروا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلونَ وَثَبِّتْني‌بِالقَوْلِ الثابِتِ في الحَياةِ الدُّنيا وَفي الاخِرَةِ وَبارِكْ لي في الَمحْيا وَالمَماتِ وَالموقِفِ وَالنُشورِ وَالحِسابِ وَالميزانِ وَأهْوالِ يَوْمِ القيامَةِ وَسَلِّمْني عَلى الصِّراطِ وأجْزِني عَلَيْهِ وَارْزُقْني عِلْما نافِعا وَيَقينا صادِقا أوْ تُقىً وَبِرَّا وَوَرَعا وَخَوْفا مِنْكَ وَفَرَقا يَبْلّغُني مِنْكَ زُلْفى وَلا تُباعِدْني عَنْكَ وَأحْبِبْني وَلا تُبْغِضْني وَتَوَلَّني وَلا تَخْذُلْني وَأعْطِني مِنْ جَميعِ خَيْرِ الدُّنيا والاخِرَةِ ما عِلِمْتُ مِنْهُ وَمالَمْ أعْلَمْ وَأجِرْني مِنَ السوءِ كُلِّهِ بِحَذافيرِهِ ماعَلِمْتُ مِنْهُ وَمالَمْ أعْلَمُ.
السادس عشر: عن معاوية بن عمّار، قال: قلت للصادق (عليه السلام) ألا تخصني بدعاء ؟ قال: بلى، قل: ياواحِدُ ياماجِدُ ياأحَدُ ياصَمَدُ يامَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدْ، ياعَزيزُ ياكَريمُ ياحَنّانُ ياسامِعُ لِلدَّعَواتِ يا أجْوَدَ مَنْ سُئِلْ وَيا خَيْرَ مَنْ أعْطى ياالله ياالله ياالله قُلْتَ وَلَقَدْ نادانا نُوٌح فَلَنِعْمَ الُمجيبونَ.
ثم قال (عليه السلام) كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول: نَعَمْ، لَنِعْمَ الُمجيبُ أنْتَ وَنِعْمَ المَدْعو وَنِعْمَ المَسْؤُولُ أَسْأَلُكَ بِنورِ وَجْهِكَ وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَجَبَروتِكَ وَأَسْأَلُكَ بِمَلَكوتِكَ وَدِرْعِكَ الحَصينَةَ وَبِجَمْعِكَ وأرْكانِكَ كُلِّها وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَبِحَقِّ الأَوْصِياء بَعْدَ مُحَمَّدٍ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَفْعَلْ بي كَذا وَكَذا.
السابع عشر: روي أن رجلاً من أهل الكوفة يعرف بأبي جعفر قال للصادق (عليه السلام) علمني دعاء أدعو به فقال: قل:
يامَنْ أرْجوهُ لِكُلِّ خَيرْ وَيامَنْ آمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ عُسْرَةٍ وَيامَنْ يُعْطي بِالْقَليلَ الكَثيرَ يامَنْ أعْطى مَنْ سألَهُ تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً يامَنْ أعْطى مَنْ لَمْ يَسْألُهُ وَلَمْ يَعْرِفْهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأعْطِني بِمَسْأَلَتِي مِنْ جَميعِ خَيْرِ الدُّنيا وَجَميعِ خَيْرِ الاخِرَةَ فَإنَّهُ غَيْرُ مَنْقوصٍ ما أعْطَيْتَني وَزِدْني مِنْ سِعَةِ فَضْلِكَ ياكَريمُ.
الثامن عشر: روي أن الباقر (عليه السلام) علّم هذا الدعاء أخاه عبد الله بن علي قال: اللّهُمَّ ارْفَعْ ظَنّي صاعِداً وَلا تُطْمِعْ فِيَّ عَدوّا وَلا حاسِداً وَأحْفَظْنِي قائِما وَقاعِداً وَيَقْظانَ وَراقِداً، اللّهُمَّ إغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَاهْدِني سَبيلَكَ الاقْوَمُ وَقِني حَرَّ جَهَنَّمَ وَ احْطِطْ عَنّي المَغْرَمَ وَالمَأثَمَ وَاجْعَلْني مِنْ خيارِ العالَمِ.
التاسع عشر: روي أن هذا الدعاء وهو دعاء الالحاح: اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَبْعِ وَما بَيْنَهُنَّ وَرَبَّ العَرْشِ العَظيمِ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمَ النَبيينَ، إِنِّي أَسْأَلُكَ بالَّذي تَقُومُ بِهِ السَّماء وَتَقومُ بِهِ الارْضُ وَبِهِ تُفَرِّقُ بَيْنَ الجَمْعِ وَتَجْمَعُ بَيْنَ المُتَفَرِّقِ وَبِهِ تَرْزُقُ الاحْياءَ وَبِهِ أحْصَيْتَ عَدَدَ الرِّمالِ وَوَزْنَ الجِبالِ وَكَيْلَ البُحورِ، ثم تصلي على محمد وآل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) ثم تسأل حاجتك (وألحّ في الطلب).
العشرون: عن الثقة الجليل، ابن أبي يعفور قال: كان الصادق (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء: اللّهُمَّ امْلا قَلْبي حُبا لَكَ وَخَشْيَةً مِنْكَ وتَصْديقا وَإيمانا بِكَ وَفَرَقا مِنْكَ وَشَوقا إلَيْكَ ياذا الجَلالِ وَالاكْرامِ، اللّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيَّ لِقأَكَ وَاجْعَلْ في لِقائِكَ خَيْرَ الرَّحْمَةِ وَالبَرَكَةِ وَألْحِقْني بِالصّالِحينَ وَلا تؤخِّرْني مَعَ الاشْرارِ وَألْحِقْني بِصالِحِ مَنْ مَضى واجْعَلْني مَعْ صالِحِ مَنْ بَقى وَخُذْ بي سَبيلَ الصّالِحينَ وَأعِنّي عَلى نَفْسي بِما تُعينُ بِهِ الصّالِحينَ عَلى أنْفُسِهُمْ وَلا تَرُدَّني في سوءٍ إسْتَنْقَذْتَني مِنْهُ ياربَّ العالَمينَ أَسْأَلُكَ إيمانا لا أجَلَ لَهُ دونَ لِقائِكَ تُحْييني وَتُميتُني عَلَيْهِ وَتَبْعَثُني عَلَيْهِ إذا بَعَثْتَني وَأبْرِئ قَلْبي مِنَ الرِّياءِ وَالسُّمْعَةِ وَالشَّكِ في دينِكَ، اللّهُمَّ أعْطِني نَصْراً في دينِكَ وَقوَّةً في عِبادَتِكَ وَفَهْما في خَلْقِكَ وَكِفْلَينِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَبَيّضْ وَجْهي بِنورِكَ وَاجْعَلْ رَغْبَتي فيما عِنْدَكَ وَتَوَفَّني في سَبيلِكَ عَلى مِلَّتِكَ وَمِلَّةَ رَسولِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ والجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالغَفْلَةِ وَالقَسْوَةِ وَالفَتْرَةِ وَالمَسْكَنَةِ، وَأعوذُ بِكَ يارَبِّ مِنْ نَفْسٍ لاتَشْبَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَمِنْ دُعاءٍ لايُسْمَعُ وَمِنْ صَلاةٍ لاتَنْفَعُ، وَأعيذُ بِكَ نَفْسي وَأهْلي وَذُرِّيَتي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ، اللّهُمَّ إنَّهُ لايُجيرُني مِنْكَ أحَدٌ وَلا أجِدُ مِنْ دونِكَ مُلْتَحَداً فَلا تَخْذُلْني وَلا تَرُدَّني في هَلَكَةٍ وَلا تَرُدَّني بِعَذابٍ.
أَسْأَلُكَ الثَّباتَ عَلى دينِكَ وَالتَّصديقَ بِكِتابِكَ وَإتّباعِ رَسولِكَ، اللّهُمَّ اذْكُرْني بِرَحْمَتِكَ وَلا تَذْكُرْني بَخَطيئَتي وَتَقَبَّلْ مِنّي وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ إِنِّي إلَيْكَ راغِبٌ، اللّهُمَّ اجْعَلْ ثَوابَ مَنْطِقي وَثَوابَ مَجْلِسي رِضاكَ عَنّي وإجْعَلْ عَمَلي وَدُعائي خالِصا لَكَ وَاجْعَلْ ثَوابي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَاجْمَعْ لي جَميعَ ما سَأَلْتُكَ وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ إِنِّي إلَيْكَ راغِبٌ، اللّهُمَّ عادَتْ النُّجومُ وَنامَتِ العُيونُ وَأنت الحَيُّ القَيّومُ، لا يوارى مِنْكَ لَيْلٌ ساجٍ وَلا سَّماء ذاتُ أبْراجٍ وَلا أرْضٌ ذاتُ مِهادٍ وَلا بَحْرٌ لُجيُّ وَلا ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ، تُدْلِجُ الرَّحْمَةَ عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ خَلْقِكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الاعْيُنِ وَما تُخْفي الصدورُ، أشْهَدُ بِما شَهِدْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ وشَهِدَتْ بِهِ مَلائِكَتُكَ وَأُولو العِلْمِ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ العَزيزُ الحَكيمُ وَمَنْ لَمْ يَشْهَدُ عَلى ما أشْهَدْتَ عَلى نَفْسِكَ وَشَهِدَتْ مَلائِكَتُكَ وَأُولو العِلْمِ فَاكْتُبْ شَهادَتي مَكانَ شَهادَتِهِ، اللّهُمَّ أنْتَ الَّسلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ أَسْأَلُكَ ياذا الجَلالِ وَالاكْرامِ أنْ تَفُكَّ رَقَبَتي مِن النّار.
أقول: روى الشيخ في (المصباح) هذا الدعاء ليدعى به عقيب الركعة الرابعة من نافلة الليل. وروى المجلسي عن الصادق (عليه السلام) قال: أدع بهذا الدعاء في صلاة الوتر.
الحادي والعشرون: روي أن هذا الدعاء هو دعاء أبي ذر وقد قال فيه جبرائيل (عليه السلام) للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) إنّ هذا الدعاء معروف عند أهل السماء: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الامْنَ وَالايْمانِ وَالتَّصْديقَ بِنَبيّكَ وَالعافيَةَ مِنْ جَميعِ البَلاءِ وَالشُكْرَ عَلى العافيَةِ وَالغِنى عَنْ شِرارِ النّاسِ.
الثاني والعشرون: عن أبي حمزة قال: أخذت هذا الدعاء من الباقر (عليه السلام) وكان يسميه الدعاء الجامع: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاّ الله وَحَدَهُ لاشَريكَ لَهُ وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسولُهُ، آمَنْتُ بِالله وَبِجَميعِ رُسُلِهِ وَبِجَميعِ ما أُنْزِلَ بِهِ عَلى جَميعِ الرُّسُلِ، وَأنَّ وَعْدَ الله حقٌ وَلِقأَهُ حَقٌ وَصَدَقَ الله وَبَلَّغَ المُرْسَلونَ وَالحَمْدُ لله ربِّ العالَمينَ وَسُبْحانَ الله كُلَّما سَبَّحَ الله شَيٌ وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُسَبِّحُ، وَالحَمْدُ لله كُلَّما حَمِدَ الله شَيٌ وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُحْمَدَ وَلا إلهَ إِلاّ الله كُلَّما هَلّلَ الله شَيٌ وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُهَلّلْ، والله أكْبَرُ كُلَّما كَبّرَ الله شَيٌ وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُكَبَّرَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مَفاتيحَ الخَيْرِ وَخَواتيمَهُ وَسَوابِغَهُ وفَوائِدَهُ وَبَرَكاتِهُ وَمابَلَغَ عِلْمَهُ عِلْمي وَماقَصُرَ عَنْ إحْصائِهِ حِفْظِي، اللّهُمَّ انْهَجْ لي أسْبابَ مَعْرِفَتِهِ وافْتَحْ لي أبْوابَهُ وَغَشِّني بَرَكاتِ رَحْمَتِكَ وَمُنَّ عَلَيَّ بِعِصْمَةٍ عَنْ الازالَةِ عَنْ دينِكَ وَطَهُرْ قَلْبي مِنَ الشَّكِ وَلا تَشْغِلْ قَلْبي بِدُنيايَ وَعاجِلِ مَعاشي عَنْ آجِلِ ثَوابِ آخِرَتي، وَاشْغِلْ قَلْبي بِحِفْظِ مالا تَقْبَلْ مِنّي جَهْلَهُ وَذَلِّلْ لِكُلِّ خَيْرٍ لِساني وَطَهِّرْ قَلْبي مِنَ الرِّياءِ وَلا تُجْرِهِ في مَفاصِلي وَاجْعَلْ عَمَلي خالِصا لَكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشَرِّ وَأنْواعِ الفَواحِشِ كُلِّها ظاهِرِها وَباطِنِها وَغَفَلاتِها وَجَميعِ مايُريدَني بِهِ الشَّيطانُ الرجيمُ وَما يُريدُني بِهِ السُّلطانُ العَنيدُ مِمّا أحَطْتَ بِعِلْمِهِ وَأنْتَ القادِرُ عَلى صَرْفِهِ عَنّي، اللّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ طَوارِقِ الجِنِّ وَالانْسِ وَزَوابِعِهِمْ وَبَوائِقِهِم وَمَكايدِهِمْ وَمَشاهِدِ الفَسَقَةِ مِنَ الجِنِّ وَالانْسِ، وَأنْ أسْتَزِلَّ عَنْ ديني فَتَفْسُدُ عَلَيَّ آخِرَتي، وَأنْ يَكونَ ذلكَ مِنْهُمْ ضَرراً عَلَيَّ في مَعاشي أو يَعْرُضَ بَلاءٌ يُصيبُني مِنْهُمْ وَلا قوَّةَ لي بِهِ وَلا صَبْرَ لي عَلى احْتِمالِهِ، فَلا تَبْتَليني ياإلهي بِمُقاساتِهِ فَيَمْنَعُني ذلكَ عَنْ ذِكْرِكَ وَيَشْغَلُني عَنْ عِبادَتِكَ ؛ أنْتَ العاصِمُ المانِعُ الدافِعُ الواقي مِنْ ذلكَ كُلِّهِ. أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الرَّفاهيَةَ في مَعيشَتي ما أبْقَيْتَني مَعيشَةً أقْوى بها عَلى طاعَتِكَ وَأبْلُغُ بِها رِضْوانَكَ وَأصيرُ بِها إِلى دارِ الحَيوانِ غَداً، وَلا تَرْزُقْني رِزْقاً يُطْغيني وَلا تَبْتَلِيَني بِفَقْرٍ أشْقى بِهِ مُضَيَّقا عَلَيَّ، أعْطِني حَظّا وَافراً في آخِرَتي وَمَعاشاً واسِعاً هَنيئاً مَريئاً في دُنْيايَ وَلا تَجْعَلْ الدُّنْيا عَلَيَّ سِجْناً وَلا تَجْعَلْ فِراقَها عَلَيَّ حُزْناً، أجِرْني مِنْ فِتْنَتِها وَاجْعَلْ عَمَلي فيها مَقْبولاً وَسَعْيي فيها مَشْكوراً، اللّهُمَّ وَمَنْ أرادَني بِسوءٍ فَأَرِدْهُ بِمِثْلِهِ وَمَنْ كادَني فيها فَكِدْهُ وَاصْرِفْ عَنّي هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بي فَإنَّكَ خَيْرُ الماكِرينَ وَافْقاء عَنّي عُيونَ الكَفَرَةِ الظَّلَمَةِ الطُّغاةِ الحَسَدَةِ، اللّهُمَّ وَأنْزِلْ عَلَيَّ مِنْكَ السَّكينَةَ وألْبِسْني دِرْعَكَ ألحَصينَةَ وَاحْفِظْني بِسِرِّكَ الواقي وَجَلِّلْني عافيَتَكَ النَّافِعَةَ وَصَدِّقْ قَوْلي وَفِعالي وَبارِكْ لي في وَلَدي وَأَهْلي وَمالي، اللّهُمَّ ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ وَما أغْفَلْتُ وَما تَعَمَّدْتُ وَما تَوانَيْتُ وَما أعلنت وَما اسْرَرْتُ فَإغْفِرْ لي يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ.
الثالث والعشرون: روي عن محمد بن مسلم أنّ الباقر (عليه السلام) قال: قل: اللّهُمَّ وَسِّعْ عَلَيَّ في رِزْقي وَأُمْدُدْ لي في عُمُري وَاغْفِرْ لي ذَنْبي وَاجْعَلْني مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ وَلا تَسْتَبْدِلْ بي غَيْري.
الرابع والعشرون: روي أنّ الصادق (عليه السلام) كان يدعو بهذا الدعاء: يامَنْ يَشْكُرُ اليَسيرَ وَيَعْفو عَنْ الكَثيرَ وَهُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ اغْفِرْ لي الذِّنوبَ الَّتي ذَهَبَتْ لَذَّتُها وَبَقيَتْ تَبِعَتُها.
الخامس والعشرون: وروي أيضاً أنه (عليه السلام) كان يدعو فيقول: يانُورُ ياقُدُّوسُ يا أوَّلَ الأولينَ وَيا آخِرَ الاخِرينَ يارَحْمنُ يارَحيمُ اغْفِرْ ليَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنوبَ الَّتي تُحِلُّ النِّقَمَ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ البَلاءِ وَاغْفِرْ لي الذُّنوبَ الَّتي تُديلُ الأعْداءِ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنُوبَ الَّتي تُعَجِّلُ الفَناءِ واغْفِرْ ليَ الذُّنوبَ الَّتي تَقْطَعُ الرَّجاءُ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنُوبَ الَّتي تُظْلِمُ الهَواءَ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنُوبَ الَّتي تَكْشِفُ الغِطاءَ وَاغْفِرْ ليَ الذُّنُوبَ الَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ وَاغْفِرْ لي الذُّنوبَ الَّتي تَرُدُّ غَيْثَ السَّماء.
السادس والعشرون: ورد عنه (عليه السلام) أيضاً هذا الدعاء ياعُدَّتي في كُرْبَتي وَياصاحِبي في شِدَّتي وَيأوليِّيَ في نِعْمَتي وَياغِياثي في رَغْبَتي.
وقال (عليه السلام) هذا هو دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام): اللّهُمَّ كَتَبْتَ الاثارَ وَعَلِمْتَ الاخْبارَ إطَّلَعْتَ عَلى الاسْرارِ بَيْنَنا وَبَيْنَ القُلوبِ فَالسِّرُّ عِنْدَكَ عَلانيَّةٌ وَالقُلُوبُ إلَيْكَ مُفْضاةٌ وَإنَّما أمْرُكَ لِشَيٍ إذا أَرَدْتَهُ أنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكونُ ؛ فَقُلْ بِرَحْمَتِكَ لِطاعَتِكَ أنْ تَدْخُلَ في كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أعْضائي وَلا تُفارِقْني حَتّى ألْقاكَ، وَقُلْ بِرَحْمَتِكَ لِمَعْصِيَتِكَ أنْ تَخْرُجَ مِنْ كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أعْضائي فَلا تُقَرِّبَني حَتّى ألْقاكَ، وارْزِقْني مِنَ الدُّنيا وَزَهّدْني فيها وَلا تَزْوِها عَنّي وَرَغْبَتي فيها يارَحْمنُ.
السابع والعشرون: عن علي بن ابراهيم عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علا بن رزين، عن عبد الرّحمن بن سيابة، قال: أعطاني الصادق (عليه السلام) هذا الدعاء: الحَمْدُ لله وَليِّ الحَمْدِ وَأهْلِهِ وَمُنْتَهاهُ وَمَحَلِّهِ أخْلَصَ مَنْ وَحَّدَهُ وَاهْتَدى مَنْ عَبَدَهُ وَفازَ مَنْ أطاعَهُ وَآمَنَ مَنْ اعْتَصِمَ بِهِ، اللّهُمَّ ياذا الجُودِ وَالَمجْدِ وَالثَّناءِ الجَميلِ وَالحَمْدِ.
أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَ لَكَ بِرَقَبَتِهِ وَرَغَمَ لَكَ أنْفَهُ وَعَفَّرَ لَكَ وَجْهَهُ وَذَلَّلَ لَكَ نَفْسَهُ وَفاضَتْ مِنْ خَوْفِكَ دُمُوعُهُ وتَرَدَّدَتْ عَبْرَتُهُ وَاعْتَرَفَ لَكَ بِذُنُوبِهِ وَفَضَحَتْهُ عِنْدَكَ خَطيئَتُهُ وَشانَتْهُ عِنْدَكَ جَريرَتُهُ، فَضَعُفَتْ عِنْدَ ذلِكَ قُوَّتُهُ وَقَلَّتْ حيلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ عَنْهُ أسْبابُ خَدائِعِهِ وَاضْمَحَلَّ عَنْهُ كُلُّ باطِلٍ وَألْجأتْهُ ذُنوبُهُ إِلى ذُلِّ مَقامِهِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَخُضُوعِهِ لَدَيْكَ وَابْتهالِهِ إلَيْكَ، أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ سُؤالَ مَنْ هوَ بِمَنْزِلَتِهِ أرْغَبُ إلَيْكَ كَرَغْبَتِهِ، وَأتَضَرَّعُ إلَيْكَ كَتَضَرُّعِهِ وَأبْتَهِلُ إلَيْكَ كَأَشَدِّ ابْتِهالِهِ، اللّهُمَّ فَارْحَمْ إسْتِكانَةَ مَنْطِقي وَذُلِّ مَقامي ومَجْلِسي وَخُضوعي إلَيْكَ بِرَقَبَتي أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الهُدى مِنَ الضَّلالَةِ وَالبَصيرَةَ مِنَ العَمى وَالرُّشْدَ مِنَ الغَوايَةِ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ أكْثَرَ الحَمْدِ عِنْدَ الرَّخاءِ وَأجْمَلَ الصَبْرِ عِنْدَ المُصيبَةِ وَأفْضَلَ الشُّكْرِ عِنْدَ مَوْضِعِ الشُّكْرِ وَالتَّسْليمِ عِنْدَ الشُّبِهاتِ، وَأسْأَلُكَ القُوَّةَ في طاعَتِكَ وَالضَّعْفَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ وَالهَرّبَ إلَيْكَ مِنْكَ والتَّقَرُّبَ إلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى وَالتَّحرّي لِكُلِّ مايُرْضِيكَ عَنّي في إسْخاطِ خَلْقِكَ إلِْتماسا لِرِضاكَ ؛
رَبِّ مَنْ أرْجُوهُ إنْ لَمْ تَرْحَمُني وَمَنْ يَعُودُ عَلَيَّ إنْ أقْصَيْتَني أوْ مَنْ يَنْفَعُني عَفْوُهُ إنْ عاقَبْتَني أوْ مَنْ آمُلُ عَطاياهُ إنْ حَرَمْتَني أوْ مَنْ يَمْلِكُ كَرامَتي إنْ أهَنْتَني أوْ مَنْ يَضُرُّني هَوانُهُ إنْ أكْرَمْتَني ؟ رَبِّ ما أَسْوَأَ فِعْلي وَأَقْبَحَ عَمَلي وَأَقْسى قَلْبي وَأَطْوَلَ أَمَلي وَأَقْصَرَ أجَلي وَأَجْرَأَني عَلى عِصْيانِ مَنْ خَلَقَني ! رَبِّ وَما أحْسَنَ بَلائِكَ عِنْدي وَأَظْهَرَ نَعْمائَكَ عَلَيَّ ! كَثُرَتْ عَلَيَّ النِّعَمُ فَما أُحْصيها وَقَلَّ مِنّي الشُّكْرَ فيما أَوْلَيْتَنيهِ فَبَطِرْتُ بِالنِعَمِ وَتَعَرَّضْتُ لِلنِقَمِ وَسَهَوْتُ عَنْ الذِّكْرِ وَرَكَبْتُ الجَهْلِ بَعْدَ العِلْمِ وَجُزْتُ مِنَ العَدْلِ إِلى الظُلْمِ وَجاوَزْتُ البِرَّ إِلى الاثْمِ وَصِرْتُ إِلى اللَّهْوِ مِنَ الخَوْفِ وَالحُزْنِ فَما أصْغَرَ حَسَناتي وَأقَلَّها في كَثْرَةِ ذُنوبي وَأَعْظَمَها عَلى قَدْرِ صِغَرِ خَلْقي وَضَعْفِ رُكْني ! رَبِّ وَما أَطْوَلَ أَمَلي في قِصَرِ أَجَلي وَأَقْصَرَ أَجَلي في بُعْدُ أمَلي وَما أَقْبَحَ سَريرَتي في عَلانيَّتي ! رَبِّ لا حُجَّةَ لي إنْ احْتَجَجْتُ وَلا عُذْرَ لي إنْ اعْتَذَرْتُ وَلا شُكْرَ عِنْدي إنْ ابْتَلَيْتُ وَأَوْلَيْتُ إنْ لَمْ تُعِنّي عَلى شُكْرِ ماأَوْلَيْتَ. رَبِّي ماأخَفَّ ميزاني غَداً إنْ لَمْ تُرَجِّحْهُ وَأَزَلَّ لِساني إنْ لَمْ تُثَبِّتْهُ وَأسْوَدَ وَجْهي إنْ لَمْ تُبَيِّضْهُ ! رَبِّي كَيْفَ لي بِذُنوبي الَّتي سَلَفَتْ مِنِّي وَقَدْ هُدَّتْ لَها أرْكاني ؟! رَبِّ كَيْفَ أَطْلُبُ شَهَواتِ الدُّنيا وَأَبْكي عَلى خَيْبَتي فيها وَلا أبْكي وَتَشْتَدُّ حَسَراتي عَلى عِصْياني وَتَفْريطي ؟! رَبِّي دَعَتْني دَواعي الدُّنيا فَأجِبْتُها سَريعا وَرَكَنْتُ إلَيْها طائِعا وَدَعَتْني دَواعي الاخِرَةِ فَتَثَبَّطْتُ عَنْها وَأَبْطَأتَ في الاجابَةِ وَالمُسارَعَةِ إلَيْها كَما سارَعَتُ إِلى دَواعي الدُّنْيا وَحِطامِها الهامِدِ وَهَشيمِها البائِدِ وَسَرابِها الذّاهِبِ.
رَبِّ خَوَّفْتَنِي وَشَوَّقْتَنِي وَاحْتَجَجْتَ عَلَيَّ بِرِقِّي وَتَكَلَّفْتَ لي بِرِزْقي فَأمِنْتُ خَوْفَكَ وَتَثَبَّطْتُ عَنْ تَشْويقِكَ، لَمْ أَتَكِلُ عَلى ضَمانِكَ وَتَهاوَنْتُ بِاحْتِجاجِكَ، اللّهُمَّ فَاجْعَلْ أمْنِي مِنْكَ في هِذِهِ الدُّنْيا خَوْفا وَحَوِّلْ تَثْبِيطي شَوْقا وَتَهاوُني بِحُجَّتِكَ فَرَقا مِنْكَ ثُمَّ رَضِّنِي بِما قَسَمْتَ لي مِنْ رِزْقِكَ ياكَريمُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظيمِ رِضاكَ عِنْدَ السُّخَطَةِ وَالفُرْجَةَ عِنْدَ الكُرْبَةِ وَالنُورَ عِنْدَ الظُّلْمَةِ وَالبَصيرَةَ عِنْدَ تَشَبُّهِ الفِتْنَةَ. رَبِّ اجْعَلْ جُنَّتي مِنْ خَطايايَ حَصينَةً وَدَرَجاتي في الجِنانِ رَفيعَةً وَأَعْمالي كُلَّها مُتَقَّبَلَةً وَحَسَناتي مُضاعَفَةً زاكيَةً، أعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلِّها ماظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَمِنْ رَفيعِ المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ وَمِنْ شَرِّ ما أَعْلَمُ وَمِنْ شَرِّ ما لا أَعْلَمُ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أَشْتَري الجَّهْلَ بِالعِلْمِ وَالجَّفا بِالحِلْمِ وَالجَوْرَ بِالعَدْلِ وَالقَطيعَةَ بِالبِرِّ وَالجَزَعَ بِالصَبْرِ وَالهُدى بِالضَّلالَةِ وَالكُفْرَ بِالايمانِ.
أقول: هذا الدعاء يحتوي على مضامين عالية‌ وراوية وهو عبد الرحمن بن سيابة أوصاه الصادق (عليه السلام) بوصيّة نافعة، يجدر ذكرها: روى عبد الرحمن بن سيابة، قال: لما توفي أبي سيابة أتانا بعض أخلاّ ئه فقرع باب الدار، فخرجت إليه.
فعزّاني، ثم سأل هل أورثكم أبوكم شَيْئاً من المال، قلت لا، فناولني كيسا فيه ألف درهم وأوصاني بالمحافظة عليه والاتجار به والارتزاق من ربحه، فابتهجت ومضيت إلى أمي فحدثتها بذلك ثم توجّهت آخر النهار إلى بعض أصدقاء أبي أناشده أن يعيّن لي عملاً من الاعمال، فاختار لي الاتجار بالثياب السابرية، وابتاع لي منها فعينت حانوتا أباشر فيه عملي، فرزقني الله تعالى من ذلك العمل خيراً كَثِيراً، فلما آن أوان الحج وددْت أن أحج فأتيت امي أخبرها عن قصدي فأشارت عليَّ برد الالف درهم إلى صاحبه، قال عبد الرحمن: فأعددتها ورددتها إليه فابتهج لذلك كأني قد وهبته الدراهم، وقال لي لعلّها كانت قليلة لم تكفك، فإن شئت زدتك فأخبرته أني قد رمت الحج، ولذلك رددت الدراهم فرحلت إلى مكة وأديت الحجّ، ثم عدت إلى المدينة، وتوجهت إلى الصادق (عليه السلام) مع عصبة من الناس، وكان (عليه السلام) في تلك الاوان يأذن للنّاس عامّة، فجلست في آخر القوم وكنت حينذاك شابا فأخذ الناس في السؤال عنه، فكان (عليه السلام) يجيب على أسئلتهم فينصرفون فجلست حتى قلّوا فأشار (عليه السلام) إليَّ فدنوت منه، فقال: هل لك حاجة ؟ قلت: جعلت فداك، أنا عبد الرحمن بن سيابة فسأل عن والدي، فقلت قد توفي، فتوجع وترحّم، فقال: وهل أورثكم شَيْئاً ؟ قلت: لا. قال: فكيف تسنّى لك الحج فأخذت أحدثه (عليه السلام) بأمر الدراهم.
قال عبد الرحمن: فلم يدعني أنتهي من حديثي وقاطعني (عليه السلام) قائلاً: إنك قد أتيت حاجا فماذا صنعت بالمال الذي أخذته من الرجل ؟ قلت له رددته إليه، فقال: قد أحسنت ثم قال: ألا أوصيك بوصية ؟ قلت: بلى.
قال: عليك بالصدق وأداء الامانة حتى تشارك الناس في أموالهم، هكذا، وجمع بين إصبعيه أي إذا لازمت الصدق في قولك، فاجتنبت الكذب ووفيت بالوعد والدين، في الموعد المقرر لادائه ولم تأكل أموال الناس بالباطل، دفعوا إليك ماطلبت فتكون بذلك شريكا لهم في أموالهم. قال عبد الرحمن: فحفظت الوصية عنه (عليه السلام) أي عملت بها وجريت عليه فحزت من المال ماأدّيت زكاته ثلاثمائة ألف درهم. وفي رواية أخرى إنّ هذا الدعاء هو دعاء علي بن الحسين (عليه السلام) وزيد في آخره (آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ).
الثامن والعشرون: عن ابن محبوب قال: علّم الصادق (عليه السلام) هذا الدعاء رجلاً ليدعو به: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
بِرَحْمَتِكَ الَّتي لاتُنالُ مِنْكَ إِلاّ بِرِضاكَ وَالخُروجَ مِنْ جَميعِ مَعاصيكَ وَالدُّخُولَ في كُلِّ مايُرْضِيكَ والنَّجاةَ مِنْ كُلِّ وَرْطَةٍ وَالَمخْرَجُ مِنْ كُلِّ كَبيرَةٍ أَتى بِها مِنّي عَمْداً أوْ زَلَّ بِها مِنّي خَطَأ أوْ خَطَرَ بِها عَليَّ خَطَراتُ الشَّيْطانِ.
أَسْأَلُكَ خَوْفا تُوقِفُني عَلى حُدودِ رِضاكَ وَتَشَعَّبَ بِهِ عَنّي كُلُّ شَهْوَةٍ خَطَرَ بِها هَوايَ وَاسْتَزَلَّ بِها رَأيي لِيُجاوِزَ حَدَّ حَلالِكَ. أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ الاخْذَ بِأحْسَنِ ماتَعْلَمُ وَتَرْكَ سَيِّيِ كُلِّ ماتَعْلَمُ أوْ أُخْطِيَ مِنْ حَيْثُ لا أَعْلَمُ أوْ مِنْ حَيْثُ أَعْلَمُ، أَسْأَلُكَ السِّعَةَ في الرِّزْقِ وَالزُّهْدَ في الكَفافِ وَالَمخْرَجَ بِالبَنانِ مِنْ كُلِّ شُبْهَةٍ وَالصَّوابَ في كُلِّ حُجَّةٍ وَالصِدْقَ في جَميعِ المَواطِنِ وَإنْصافَ النّاسِ مِنْ نَفْسي فيما عَلَيَّ وَالتَذَلُّلَ في إعْطاءِ النَّصَفِ مِنْ جَميعِ مَواطِنِ السَّخَطِ وَالرِّضا وَتَرْكِ قَليلِ البَغْي وَكَثيرِهِ في القَوْلِ مِنّي وَالفِعْلِ وَتَمامِ نِعَمِكَ في جَميعِ الاشْياءِ وَالشُّكْرَ لَكَ عَلَيْها لِكَي تَرضى وَبَعْدَ الرِّضى، وَأَسْأَلُكَ الخِيرَةَ في كُلِّ مايَكُونُ فيهِ الخِيَرَةَ بِمَيْسورِ الاُمورِ كُلِّها لابِمَعْسُورِها ياكَريمُ ياكَريمُ ياكَريمُ، وَافْتَحْ لي بابَ الامْرِ الَّذي فيهِ العافيَةُ وَالفَرَجُ وَافْتَحْ لي بابَهُ وَيَسِّرْ لي مَخْرَجَهُ وَمَنْ قَدَّرْتَ لَهُ عَلَىَّ مَقْدُرَةً مِنْ خَلْقِكَ فَخُذْ عَنّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَخُذْهُ عَنْ يَمينِهِ وَعَنْ يَسارِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَمِنْ قُدّامِهِ وَامْنَعْهُ ان يَصِلَ إِليَّ بِسُوءٍ ؛ عَزَّ جارُكَ وَجَلَّ ثَناءُ وَجْهِكَ وَلا إلهَ غَيْرُكَ أنْتَ رَبِّي وَأَنا عَبْدُكَ، اللّهُمَّ أَنْتَ رَجائي في كُلِّ كُرْبَةٍ وَأنْتَ ثِقَتي في كُلِّ شِدَّةٍ وَأَنْتَ لي في كُلِّ أمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفُؤادَ وَتَقِلُّ فيهِ الحيلَةُ وَيَشْمَتُ بِهِ العَدوُ وَتَعْيى فيهِ الاُمورُ أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ راغِبا إلَيْكَ فيهِ عَمَّنْ سِواكَ قَدْ فَرَّجْتَهُ وَكَفَيْتَهُ ؟ فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصاحِبُ كُلِّ حاجَةٍ وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ فَلَكَ الحَمْدُ كَثِيراً وَلَكَ المَنُّ فاضِلاً.
التاسع والعشرون: روي بسند معتبر أنّ الصادق (عليه السلام) علّم هذا الدعاء أبا بصير ليدعو به: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ قَوْلَ التَوّابينَ وَعَمَلَهُمْ وَنورَ الأَنْبِياءِ وَصِدْقَهُمْ وَنَجاةَ الُمجاهِدينَ وَثَوابَهُمْ وَشُكْرَ المُصْطَفينَ ونَصيحَتَهُمْ وَعَمَلَ الذّاكِرينَ وَيَقينَهُمْ وَإيْمانَ العُلَماءِ وَفِقْهَهُمْ وَتَعَبُّدَ الخاشِعينَ وَتَواضُعَهُمْ وَحُكْمَ الفُقَهاءِ وَسيرَتَهُمْ وَخَشْيَةَ المُتَّقينَ وَرَغْبَتَهُمْ وَتَصْديقَ المُؤْمِنينَ وَتَوَكُّلَهُمْ وَرَجاءَ الُمحْسِنينَ وَبِرَّهُمْ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ثَوابَ الشّاكِرينَ وَمَنْزِلَةَ المُقَرَّبينَ وَمُرافَقَةَ النَبيّينَ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَوْفَ العامِلينَ لَكْ وَعَمَلَ الخائِفينَ مِنْكَ وَخُشُوعَ العابِدينَ لَكَ وَيَقينَ المُتَوَكِّلينَ عَلَيْكَ وَتَوَكُّلْ المُؤْمِنينَ بِكَ، اللّهُمَّ إنَّكَ بِحاجَتي عالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ وَأنْتَ لَها وَاسِعٌ غَيْرُ مُتَكَلِّفٍ وَأنْتَ الَّذي لايُخْفيكَ سائِلٌ وَلا يُنْقِصُكَ نائِلٌ وَلا يَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قائِلٍ أنْتَ كَما تَقُولُ وَفَوْقَ مانَقُولُ، اللّهُمَّ إجْعَلْ لي فَرَجاً قَرِيباً وَأَجْراً عَظيما وَسِتْراً جَميلاً، اللّهُمَّ أنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي عَلى ظُلْمي لِنَفْسي وَإسْرافي عَلَيْها لَمْ أتَّخِذْ لَكَ ضِداً وَلانِداً وَلا صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يامَنْ لا تُغْلِّطُهُ المَسائِلُ وَيامَنْ لايَشْغَلُهُ شَيٌ عَنْ شَيٍ وَلا سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ وَلا بَصَرٌ عَنْ بَصَرٍ وَلا يُبْرِمُهُ إلْحاحُ المُلِحّينَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنّي في ساعَتي هِذِهِ مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ إنَّكَ تُحْيي العِظامَ وَهَيَ رَميمٌ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ، يامَنْ قَلَّ شُكْري لَهُ فَلْمْ يَحْرِمْني وَعَظُمَتْ خَطيئَتي فَلَمْ يَفْضَحْني وَرآني عَلى المَعاصي فَلَمْ يَجْبَهْني وَخَلَقَني لِلَّذي خَلَقَني لَهُ فَصَنَعْتُ غَيْرَ الَّذي خَلَقَني لَهُ ؛ فِنِعْمَ المَولى أنْتَ ياسَيّدي وَبِئْسَ العَبْدُ أنا وَجَدْتَني ! وَنِعْمَ الطّالِبُ رَبّي وَبِئَس المَطْلوبُ الفَيْتَني ! عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ بَيْنَ يَديكَ ماشِئْتَ صَنَعْتَ بي.
اللّهُمَّ هَدَأتِ الاصواتُ وَسَكَنَتِ الحَرَكاتُ وَخَلا كُلُّ حَبيبٍ بِحَبيبِهِ وَخَلَوْتُ بِكَ أَنْتَ الَمحْبُوبُ إِليَّ فَاجْعَلْ خَلْوَتي مِنْكَ الّلَيْلَةَ العِتْقَ مِنَ النّارِ يامَنْ لَيْسَتْ لِعالِمٍ فَوْقَهُ صِفَةٌ، يامَنْ لَيْسَ لَِمخْلُوقٍ دُونَهُ مَنْعَةٌ ياأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيٍ وَيا آخِرَ بَعْدَ كُلِّ شَيٍ، يامَنْ لَيْسَ لَهُ عُنْصُرٌ وَيامَنْ لَيْسَ لاخِرِهِ فَناءِ وَياأَكْمَلْ مَنْعُوتٍ وَيا أَسْمَحَ المُعْطينَ وَيامَنْ يَفْقَهُ بِكُلِّ لُغَةٍ يُدْعى بِها وَيامَنْ عَفْوُهُ قَديمٌ وَبَطْشُهُ شَديدٌ وَمُلْكُهُ مُسْتَقيمٌ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي شافَهْتَ بِهِ مُوسى يا الله يارَحْمنُ يارَحيمُ يا لا إلهَ إِلاّ أنْتَ، اللّهُمَّ أنْتَ الصَّمَدُ أَسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تُدْخِلَني الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ.
الثلاثون: عن يونس قال قلت للرضا (عليه السلام) علّمني دعاء وأوجز، فقال: قل: يامَنْ دَلَّني عَلى نَفْسَهِ وَذَلَّلَ قَلْبي بِتَصْديقِهِ أَسْأَلُكَ الامْنَ وَالايمانَ.