بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

فيما نذكره مما يعمل - أول كل شهر من
صلاة ودعاء وصدقة صادرة عن من تدبيره من جملة تدبير
الله جل جلاله وفضله ، ليسلم العبد بذلك من خطر الشهر كله
روينا باسنادنا الى محمد بن الحسن بن الوليد القمي رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري قال : حدثنا محمد بن حسان ، عن الوشا - يعني الحسن بن علي بن الياس الخزاز- قال : كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام اذا دخل شهر جديد يصلي أول يوم منه ركعتين ، يقرأ في أول ركعة ( قل هو الله أحد ) ثلاثين مرة بعدد أيام الشهر، وفي الركعة الثانية ( انا أنزلناه في ليلة القدر) مثل ذلك ، ويتصدق بما يتسهل ، فيشتري به سلامة ذلك الشهر كله.
ووجدت هذا الحديث مرويا ايضا عن مولانا جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام .
أقول : ورأيت في غير هذه الرواية زيادة : فقال : "ويستحب أذا فرغت من هذه الصلاة أن تقول : بسم الله الرحمن الرحيم ( وَما مِن دابّةٍ في الارضِِ الاّ على الله رزقُها وَيَعلمُ مُستقرَّها ومستودعها كُلّ في كتابٍ
مُبين ) (1) ( وانْ يَمسسكَ الله بضّرٍفلا كاشِفَ له الاّ هو وان يمسسك بخيرٍفهوعلى كُلّ شيء قَديرٍ )(2) .
بسم الله الرحمن الرحيم (سَيَجعل اللهُ بعد عُسرٍيُسرا)(3) (ما شاء الله لا قوة الا بالله)(4) ( حَسبُنا اللهُ ونعمَ الوكيل )(5) ( واُفوِّض أمري الى الله انّ الله بَصيرْبالعبادِ )(6) ( لا اله الاّ أنتَ سُبحانكَ اني كُنتُ منَ الظالمين )(7) ( ربِّ انّي لما انَزلتَ اليّ مِن خَيرٍ فَقيرٌ ) (8) ( ربِّ لاتذرني فرداً وأنتَ خيرُ الوارِثين )(9) "(10) .
يقول السيد الامام ، العالم العامل ، الفقيه الكامل ، العلامة الفاضل ، الزاهد العابد، البارع الورع ، رضي الدين ، ركن الاسلام ، جمال العارفين ، أفضل السادة، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس كبت الله أعداءه : قد عرفت أن العترة من ذرية النبي صلوات الله عليه وآله الذين كانوا قائمين مقامه في فعاله ومقاله ، قالوا : "ان ما نرويه فانه عنه ، ومأخوذ منه" فهم قدوة لمن اقتدى بفعلهم وقولهم ، وهداة لمن عرف شرف محلهم ، فاقتد في
السلامة من خطر كل شهر كما(11) أشار اليه مولانا محمد بن علي الجواد صلوات الله عليه.
أقول : (وينبغي أن تذكر)(12) عند صدقتك أن هذه الصدقة التي في يديك لله جل جلاله ، ومن احسانه اليك ، والذي تشتريه من السلامة هو أيضا من ذخائره التي يملكها هو جل جلاله ، وتريد أنت منه جل جلاله أن ينعم بها عليك ، وأنت ملكه على اليقين لا تشك في ذلك ان كنت من العارفين ، فاحضر بقلبك عند صلاتك وصدقتك هذه أنك تشتري ما يملكه الله جل جلاله لمن يملكه الله جل جلاله ، فالمشتري - وهو أنت ، كما قلناه - ملكه ، والذي تشتري به السلامة - وهو الصدقة - ملكه ، وأن السلامة التي تشتريها ملكه ، فاحذر أن تغفل عما أشرنا اليه ، فقد كررناه ليكون على خاطرك الاعتماد عليه.
أقول : فاذا أديت الامانة في صلاتك وصدقتك ، وخلصت نيتك في معاملتك لله جل جلاله ومراقبتك ، فكن واثقا بالسلامة من أخطار شهرك ، ومصدقا في ذلك ولاة أمرك ، وحسن الظن بالله جل جلاله في صيانتك ونصرك.
أقول : ومما ينبغي أن تعرفه من سبيل أهل التوفيق وتعلمه فهو أبلغ في الظفر بالسلامة على التحقيق، وذلك أن تبدأ في قلبك عند صلاة الركعتين وعند الصدقة والدعاء بتقديم ذكر سلامة من يجب الاهتمام بسلامته قبل سلامتك ، وهو الذي تعتقد أنه إمامك وسبب سعادتك في دنياك وآخرتك .
واعلم أنه صلوات الله عليه غير محتاج الى توصلك بصلاتك وصدقتك ودعائك في سلامته من شهره ، لكن اذا نصرته جازاك الله جل جلاله بنصره ،
وجعلك في حصن حريز، قال الله جل جلاله (ولَينصُرنَّ الله من ينصُرُه ان الله لَقَويّ عَزَيزٌ)(1).
ولأن من كمال الوفاء لنائب خاتم الانبياء، أن تقدمه قبل نفسك في كل خير تقدر عليه ، ودفع كل محذور أن يصل إليه ، وكذا عادة كل انسان مع من هو أعزمن نفسه عليه .
ولانك اذا استفتحت أبواب القبول ، بطاعة الله جل جلاله والرسول ، يرجى أن تفتح الابواب لاجلهم ، فتدخل أنت نفسك في ضيافة الدخول تحت ظلهم ، وعلى موائد فضلهم .
يقول السيد الامام ، العالم العامل ، الفقيه الكامل ، العلامة الفاضل ، الزاهد العابد الورع ، رضي الدين ، ركن الاسلام ، جمال العارفين ، أفضل السادة، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس كبت الله أعداءه : وقد روينا أن صلاة أول كل شهر ركعتان ، يقرأ في الاولى (الحَمدُ) (قُل هُو الله أحدٌ) مرة، وفي الثانية (الحمدُ) و (انّا أنزلناهُ) مرة . ولعل هذه الرواية الخفيفة مختصة بمن يكون وقته ضيقاً عن قراءة ثلاثين مرة في كل ركعة، أما على طريق سفر أو لاجل مرض أو غير ذلك من الاعذار.
أقول : ووجدت جماعة من العجم يعملون على أن الاختيار في أيام الشهور على شهور الفرس دون الشهور العربية، وما كان الامر كما عملوا به ، لامور :
منها: أننا ومن رأيناه منهم يصلي صلاة أول كل شهر للحفظ من أكداره يصلي على شهور العرب .
ومنها : أن الصدقة في أول كل شهر للسلامة من أخطاره على شهور العرب .
ومنها : أن من وجدته يصلي صلاة أول ليلة من كل شهر للسلامة من مضاره رأيته يصليها في أول ليلة من شهور العرب .
ومنها : أن أول السنة باجماع المسلمين اما الشهر المحرم أو شهر رمضان ، وكلاهما من شهور العرب .
ومنها : أن خطاب الشريعة المحمدية يحمل على لسانه العربي الذي جاء به شريف القران الإلهي.
ومنها : أنني اعتبرت الوعود والوعيد المتضمن لايام الشهور فوجدت كثيرا منها موجودا في شهور العرب .
ومنها : ما يحصن من محذورات الايام التي تكره فيها الحركات غير ما قدمناه من الصلوات والصدقات .
حدث أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السرمرائي قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيدالله الهاشمي المنصوري قال : حدثنا أبو السري سهل بن يعقوب بن اسحاق الملقب بأبي نواس مؤذن المسجد المعلق بصف شنيف . قال أبو الحسن : وكان يلقب بأبي نواس ، لانه كان يطيب ويكثر المزاح ويظهر التشيع على طريق الطيبة والتخالع ويسلم عند مخالفيه ، وكان مولانا الامام علي بن محمد صلوات الله عليه يقول له : "أنت أبو نواس الحق وذاك أبو نواس الغي والباطل" (1) وكان يخدم سيد الانام عليه السلام .
قال: فقلت له ذات يوم : يا سيدي عندي اختيارات الايام عن مولانا الصادق عليه السلام ، حدثني به الحسن بن عبدالله بن مطهر، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن سيدنا الصادق عليه السلام. وعرضته عليه وصححته بتصحيحه له فقلت : يا سيدي في هذه الايام أيام منحوسة تقطع عن الحوائج ، فاذا دعتني ضرورة الى السعي فيها لحاجة لايمكنني تركها، فعلمني ما احترز به منها لاسعى في جميعها في حوائجي.
فقال : "يا سهل ، ان لشيعتنا بولايتنا عصمة، لو سلكوا بها لجج البحار الغامرة وسباسب (15) البيداء الغابرة، بين سباع وذئاب وأعادي الجن والانس ، أمنوا من مخاوفهم بنا وبولايتنا، فثق بالله تعالى، واخلص الولاء لائمتك الطيبين ،الطاهرين ، وتوجه حيت شئت . يا سهل اذا أصبحت وقلت ثلاثا : أصبحتُ اللّهُمّ مُعتصماً بذمامكَ وجوارك المنيع الذي لا يُطاولُ ولا يُحاولُ ، من شرّ كُلّ طارقٍ وغاشمٍ من سائر من خلَقَت وما خلَقَت وما خَلَقتَ من خلقك الصّامت والناطق ، في جُنّةٍ من كُلّ مخوفٍ ، بلباسٍ سائغةٍ حصينةٍ ، وهي ولاء أهل نبيّك ، مُحتجزاً من كلّ قاصد لي إلى أذيةٍ بجدار حصين : الاخلاص في الاعترافِ بحقّهم ، والتَمسّك بِحَبلهم جميعاً ، مٌوقناً أنّ الحقّ لَهُم وَمَعهُم وَمنهُم وَفيهم وَبهم ، اُولي من والوا ، واُعاي من عادوا ، واُجانبُ من جانبوا ، فأعذني اللّهم بهم من شرّ كلّ ما أتقيه ، إنا (جَعَلنا مِن بَين أيديهِم
سداً وَمِن خَلفهِم سَداً فأغشيناهُم فَهُم لا يُبصرونَ )(16) وقلتها عند المساء ثلاثا امنت مخاوفك .
واذا أردت التوجه في يوم نحس وخفت ما فيه ، تقدم قراءة (الحمد) و( المعوذتين ) و(آية الكرسي ) وسورة (القدر) واخر ( ال عمران ) وقل : اللّهُم بِكَ يصولُ الصائلُ ، وبكَ يطولُ الطائلُ ،ولا حولَ لكُل ذي حولٍ الاّ بكَ ، ولا قوةَ يمتارها ذو قُوةٍ الاّ منكَ ، اسألك بصفوتكَ من خلقكَ ، وخيرتكَ من بَريتكَ ، محمدٍ نبيّك وعترتهِ وسلالتِهِ عليه وعليهمُ السلام ، صل عليهم ، واكفني شرّ هذا اليوم وضرهُ ، وارزُقني خيرهُ ويٌمنهُ ، واقض لي في مُنصرفاتي بحسن العاقبة ، وبُلوغ المحبّة ، والظفرِ بالامنية ، وكفايةِ الطاغيةِ الغويّة ، وكُلّ ذي قُدرةٍ لي على أذيةٍ ، حتى أكونَ في جُنّةٍ وعصمةٍ ، من كُلّ بلاءٍ ونقمةٍ ، وأبدِلني من المخاوفِ فيه أمناً ، ومنَ العوائقِ فيه يٌسراً ، حتى لا يصدّني صادٌ عن المرادِ ، ولا يحلُ بي طارق من أذى العباد ، انّك على كُلّ شيءٍ قدير ، والامورَ اليك تصيرُ ، يا من ليسَ كمثله شيء وهو السميع البصيرُ" (17) .
أقول : وقد كنا ذكرنا هذا الحديث في تعقيب صلاة الصبح في الجزء الثاني من كتاب المهمات ، وانما ذكرناه ههنا لتباعد ما بينهما، ولان هذا المكان لعله أحق بذكره فيه .
أقول : وسوف نذكر بعد تعريف ما في الشهر من متكرر الصيام ، ما نرويه عن مولانا الصادق عليه أفضل السلام ، من دعاء لكل يوم من الشهر على التفصيل ، وتعمل عليه ، فانها احراز واقية، من خطر يسير أو جليل .
***
الهوامش
(1) هود 11 : 6 .
(2) الأنعام 6 : 17 .
(3) الطلاق 65 : 7 .
(4) الكهف 18 : 39 .
(5) آل عمران 3 : 173 .
(6) غافر 40 : 44 .
(7) الأنبياء 21 : 87 .
(8) القصص 28 : 24 .
(9) الأنبياء 21 : 89 .
(10) نقله المجلسي في البحار 97 : 133| 1.
(11) لعل الأنسب : بما .
(12) في نسخة "ك" : وكن ، واثبتناه ما في نسخة "ن" .
(13) الحج 22 : 40 .
(14) رواه الطوسي في اماليه 1 : 283 .
(15) السبسب : المفارزة : يقال بلد سبسب وبلد سباسب ، والمفازة هي الأرض المقفرةالموحشة التي لا ماء فيها . انظر الصحاح ـ سبب ـ 1 : 145 ، ولسان العرب ـ فوز ـ 5 : 392 .
(16) يس : 36 : 9 .
(17) رواه الشيخ الطوسي في أماليه 1 : 284 باختلاف يسير .

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...