بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

فهرس المقال

زيارَة اُخْرى

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
2 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن ـ رحمهم الله ـ جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن الحسن بن راشد ، عن الحسين بن ثُوَير بن أبي فاخِتَة "قال : كنت أنا ويونس بن ظَبْيان والمفضّل بن عُمَرَ وأبو سَلَمةَ السَّرَّاج جُلوساً عِند أبي عبدالله عليه السلام وكان المتكلِّم يونس ـ وكان اكبرنا سِنّاً ـ فقال له : جُعلتُ فِداك إنّي أحضر مجلس هؤلاء القوم ـ يعني ولد العبّاس(15) ـ فما أقول؟ فقال : إذا حضرتهم فذكرتنا فقل : "اللّهُمَّ أرنَا الرَّخاءَ وَالسُّرورَ ، فإنَّكَ تَأتي عَلى ما تُريدُ" ، فقلت: جعلت فداك إنّي
كثيراً مَا أذكر الحسين عليه السلام ، فأيّ شَيءٍ أقول؟ فقال : قل : "السّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ" ـ تعيد ذلك ثلاثاً ـ فإنَّ السَّلام يَصل إليه مِن قَريب ومِن بَعيد ، ثمَّ قال: إنّ أبا عبدالله عليه السلام لمّا قضى بَكتْ عليه السَّماوات السَّبع والأرضون السَّبع وما فيهنَّ وما بينهنَّ ومَن يتقلّب في الجنَّة والنّار مِن خَلْق رَبِّنا ، وما يُرى وما لا يُرى بَكى على أبي عبدالله الحسين عليه السلام إلاّ ثلاثة أشياء لم تَبكِ عليه ، قلت : جعلت فِداك وما هذه الثّلاثة الأشياء ؟ قال : لم تَبكِ عليه البَصْرةُ ولا دِمَشْقُ ولا آل عثمانَ(16) فقلت له : جعلت فداك إنّي اُريد أن أزورَه فكيف أقول وكيف أصنع؟ قال : إذا أتيت أبا عبدالله عليه السلام فاغتسل على شاطىء الفُرات ثمَّ البس ثيابَك الطّاهِرة ، ثمّ امْشِ حافياً ، فإنَّك في حَرَم مِن حُرُم اللهِ وحَرم رَسوله(17) وعليك بالتَّكبير والتَّهليل والتَّمجيد والتَّعظيم للهِ كثيراً ، والصَّلاة على محمَّدٍ وأهل بيته ، حتّى تصير إلى باب الحائر ثمَّ تقول :
"السَّلام عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللهِ وَزُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبيِّ اللهِ" ؛
ثمَّ اخْطُ عَشر خُطىً(18) ثمَّ قِفْ فكبِّر ثلاثين تَكبيرةً ، ثمَّ امْشِ إليه حتّى تأتيه
مِن قِبَل وَجهِه ، واستقبل بوَجهك وَجهه ، وتجعل القِبلَة بين كِتْفيك ، ثمَّ تقول :
"السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ وابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلَ اللهِ وَابْنَ قَتيلِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثأرَ اللهِ وَابْنَ ثَأرِهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وِتْرَ الله المَوتُورَ(19) في السَّماوات وَالأرْضِ ، أشْهَدُ أنَّ دَمَكَ سَكَن في الخُلُدِ ، وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أظلَّةُ العَرْشِ(20) وَبَكى لَهُ جَميعُ الخلائِقِ ، وَبَكَتْ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالأرَضُونُ السَّبْعُ وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ ، وَمَنْ في الجَنَّةِ وَالنّار مِنْ خَلْقِ رَبِّنا ، ما يُرىُ وَما لا يُرى ، أشْهَدُ أنَّكَ حُجَّةُ اللهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَتيلُ اللهِ وَابْنُ قَتيلِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ ثَأرُ اللهِ وَابْنُ ثَأرِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ وِتْرُ اللهِ المَوتُورِ في السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ ، وَوَفَيْتَ وافَيْتَ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ ، وَمَضَيْتَ لِلَّذي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهيداً وَمُسْتَشْهِداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً ، وَأنَا عَبْدُاللهِ وَمَولاكَ وَفي طاعَتِكَ ، وَالْوفِدُ إلَيْكَ ، ألْتَمِسُ كَمالَ المَنزلَةِ عِنْدَاللهِ ، وَثَباتَ الْقَدَمِ في الْهِجْرَةِ إلَيْكَ ، وَالسَّبيل الَّذي لا يُخْتَلَجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ في كَفَالَتِكَ الَّتي اُمِرْتُ بها(21) ، مَنْ أرادَ اللهَ بَدَءَ بِكُمْ ، [مَنْ أرادَ الله بَدَءَ بِكُمْ ، القدّام إلى ما يحاذي وسط المسجد الّذي خلف الضّريخ المقدّس ـ داخل في الحائر. فإنّا سمعنا من المعمّرين أنَّ الصّحن لم يغيّر مِن قدّامه وجانبيه ، وإنّما وسّعوه من خلفه ليقع الضّريح في الوسط ، لكن ما ألحقوه مرتفع وما كان سابقاً منخفض ، ولذا سمّي حائراً لأنّه يحارّ فيه الماء ، وإن ذكر فيه وجوهٌ اُخر . (ملاذ الأخيار)
الَّذي جَعَلَ النّارَ مأواهُمْ(27) ، وَبِئْسَ وِرْدُ الوارِدينَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ المَوْرُود(28) ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمين" ، وتقول ثلاثاً : "صَلّى اللهُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ وَأنا إلى اللهِ مِمَّن خَالَفَكَ بَريءُ ـ ثلاثاً ـ " ، ثمَّ تقوم(29) فتأتي ابنه عَليّاً(30) عليه السلام وهو عند رجْليه وتقول : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمِيرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الحَسَنِ وَالحُسَين(31) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَديجةَ الْكُبْرى وَفَاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، صَلّى الله عَلَيْكَ ـ ثلاثاً ـ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ـ ثلاثاً ـ أنَا إلى اللهِ مِنهُمْ بَرِيءٌ ـ ثلاثاً ـ " .
ثمّ تقوم فتؤمي بيدك إلى الشُّهداء وتقول : "السَّلامُ عَلَيْكُمْ ـ ثلاثاً ـ ، فُزْتُمْ وَاللهِ ، ـ ثلاثاً ـ ، فَلَيْتَ أنّي مَعَكُمْ(32) فَأَفُوزَ فَوزاً عَظِيماً" ، ثمَّ تدور(33) فتجعل قبر أبي عبدالله عليه السلام بين يديك وأمامك ، فتصلّي ستّ رَكعات ، وقد تمّت زيارتك فإن شئت أقم وإن شئت فانصرف"


زيارَة اُخْرى
بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
3 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فَضالَة بن أيّوبَ ، عن نُعَيم بن الوليد ، عن يوسفَ [بن] الكُناسيّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : إذا أتيتَ قبر الحسين فائت الفُرات واغتسل بِحيال قبره وتَوجَّهْ إليه ، وعليك السَّكينة والوَقار حتّى تدخل الحائر مِن جانبه الشَّرقيِّ ، وقُلْ حين تدخله :
"السَّلامُ عَلى مَلائِكةِ اللهِ المُقَرَّبين ، السّلام عَلى مَلائكة اللهِ المُنْزَلينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ الله المَرْدِفينَ ، السَّلامُ على ملائِكة اللهِ المُسَوِّمينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائكَةِ اللهِ الَّذينَ هُمْ في هذا الحائِر بإذْنِ الله مُقيمونَ" .
فإذا استقبلت قبر الحسين فقل :
"السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، صَلى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ أمِينِ اللهِ عَلى رُسُلِهِ(*) ، وَعَزائِمِ أمْرِه ، الخاتِمِ لِما سَبَقَ ، وَالفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ(34) ، وَالمُهَيمِن عَلى ذلكَ كُلِّهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ" .
ثمّ تقول : "السَّلامُ عَلى أمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبدِكَ وَأخِي رَسُولِكَ ، الَّذي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، دَيّانِ الدِّينِ بَعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَين خَلْقِكَ ، وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلكَ كُلِّه ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحسَنِ بْنِ عَليٍّ عَبْدِكَ وَابْنِ رَسُولِكَ ، الَّذي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ .....
ـ إلى آخر ما صلّيت على أمير المؤمنين ـ . ثمَّ تسلّم على ـ
الحسين وسائر الأئمّة كما صَلّيتَ وسَلّمتَ على الحسن بن عليٍّ ، ثمَّ تأتي قبرَ الحسين عليه السلام فتقول :
"السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، رَحِمَكَ اللهُ يا أبا عَبْدِالله ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما أمَرَكَ بِهِ ، وَلَمْ تَخْشَ أحَداً غَيرَهُ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ ، وَعَبَدْتَهُ صادِقاً مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ كَلِمةُ التَّقْوى ، وَبابُ الهُدى ، وَالْعُرْوَةُ الوُثْقى ، وَالحُجَّةُ عَلى مَنْ يَبقى ، وَمَن تَحْتَ الثَّرى ، أشْهَدُ أنَّ ذلكَ لَكُمْ سابِقٌ فيما مَضىُ ، وَذلِكَ لكم فاتِحٌ فيما بَقي(35) ، أَشْهَدُ أنَّ أرْواحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ طِينَةً طَيِّبَةً ، طابَتْ وَطَهُرَتْ هي بَعضُها مِنْ بعْضٍ مَنّاً مِنَ اللهِ وَمِنْ رَحْمَتِهِ ، فأشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُكُمْ أنّي بِكُمْ مُؤمِنٌ وَبإيابِكُمْ مُوقِنٌ وَلَكُمْ تابِعٌ في ذاتِ نَفْسي وَشَرائِعِ دِيني وَخاتِمَةِ عَمَلي وَمُنْقَلبِي وَمَثْواي(36) ، فأسألُ اللهَ البَرَّ الرَّحِيم أنْ يُتَمِّمَ لي ذلِكَ ، وَأشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ اللهِ ما أمَرَكُمْ بِهِ حَتّى لَمْ تَخْشَوا أحَداً غَيرَهُ ، وَجاهَدْتُم في سَبِيلِهِ وَعَبَدتُمُوهُ حَتّى أتاكُمُ الْيَقينُ ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكُمْ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ أمَرَ بِهِ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بلغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أشْهَدُ أنَّ الَّذِين انْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ وَسَفَكُوا دَمَكَ مَلْعُونونَ عَلى لِسانِ النَّبيِّ الاُمِّي" .
ثمّ تقول : "اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ ، وَخالَفُوا مِلَّتَكَ ، وَرَغِبُوا عَنْ أمْرِكَ ، وَاتَّهَمُوا رَسُولَكَ(37) ، وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ، اللّهُمَّ احْشُ قُبُورَهُم ناراً ، وَ أجْوافَهُمْ ناراً ، وَاحْشُرْهم وَأتْباعَهم إلى جَهنَّمَ زُرْقاً(38) ، اللّهُمَّ الْعَنْهم لَعناً يَلْعَنُم بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَبٍ ، وكلُّ نَبيٍّ مُرْسَلٍ ، وَكُلُّ عَبْدٍ مُؤمِنٍ امْتَحَنْتَ قَلْبَهُ للإيمانِ ، اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسرِّ السِّرّ(39) وظاهِرِ العَلانيّةِ ، اللّهُمَّ الْعَنْ جَوابيتَ هذِهِ الاُمَّةِ وَطَواغيتَها ، وَالْعَنْ فَراعِنَتَها ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ أمِيرِ المؤمِنينَ ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ الحُسَنِ وَالحُسَينِ ، وَعَذِّبهُمْ عَذاباً أليماً لا تُعَذِّبُ بِهِ أحَداً مِنَ العالَمين ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَتَنْتَصِرُ بِهِ ، وَتَمنُّ عَلَيْهِ بِنَصْركَ لِدينكَ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ" .
ثمَّ اجلس عندَ رأسه صلوات الله عليه فقلْ : "صَلّى الله عَلَيْكَ ، أشْهَدُ أنَّكَ عَبْدُاللهِ وَأمِينُهُ ، بَلَّغْتَ ناصِحاً ، وَأدَّيْتَ أمِيناً ، وقُتِلْتَ صِدِّيقاً ، وَمَضَيْتَ عَلى يَقينٍ ، لَم تُؤْثِرْ عَميً عَلى هُدىً ، وَلَمْ تَمِل مِنْ حَقٍّ إلى باطِلٍ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةً وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْروفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَر ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ ، وتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وَدَعوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالموعِظَةِ الحَسَنَةِ ، صَلّى اللهُ عليكَ وَسَلّم تَسْليماً كَثيراً ، أشْهَدُ أنَّكَ كُنْتَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، قَدْ بَلَّغْتَ ما اُمِرْتَ بِهِ ، وَقُمْتَ بِحَقِّهِ وَصَدَّقْتَ مَنْ قَبْلَكَ ، غَير واهِنٍ وَلا مُوهِنٍ ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ وَسَلّم تَسْليماً ، فَجَزاكَ اللهُ مِن صِدِّيقٍ خَيراً عَنْ رَعيَّتِكَ(40) ، أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ ، وَأنَّ الحَقَّ مَعَكَ وَإلَيْكَ ، وَأنْتَ أهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ عَلَيْهمُ السَّلامُ ، أشْهَدُ أنَّكَ صِدِّيقٌ عِنْدَ اللهِ ، وَحُجَّتُهُ عَلى خَلْقِهِ ، أشْهَدُ أنَّ دَعْوتَكَ حَقٌّ ، وَكُلَّ داعٍ مَنْصُوبٍ غَيرِكَ فَهُوَ باطِلٌ مَدْحُوضٌ ، وَأشْهَدُ أنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبينُ" .
ثمَّ تحوَّل عندَ رِجليه وتخيّر مِن الدُّعاء وتدعو لنفسك ، ثمّ تحوَّل عند رأس عليِّ بن الحسين عليهما السلام وتقول :
"سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ وأنْبِيائِهِ المُرْسَلينَ ، عَلَيكَ يا مَولايَ وَابْنَ مَولاي وَرَحْمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ ، صَلّى الله عَلَيكَ وَعَلى أهْلِ بَيْتِكَ وَعَلى عِتْرَةِ آبائِكَ الأخْيارِ الَّذين أذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطهيراً" .

ثمّ تأتي قبور الشُّهداء وتسلّم عليهم وتقول :
"السَّلامُ عَلَيْكم أيُّها الرَّبّانيُّون ، أنْتَم لَنا فَرَطٌ(41) وَسَلَفٌ ، وَنَحنُ اتْباعٌ وَأنْصارٌ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ أنْصارُ اللهِ كَما قالَ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى في كِتابِهِ : "وَكأَيِّنْ مِنْ نَبيٍّ قاتََ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُمْ في سَبيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَما اسْتَكانُوا(42)" ، فَما وَهَنْتُمْ وَما ضَعَفْتُمْ وَما اسْتَكَنْتُمْ حَتّى لَقيتُمُ اللهَ عَلى سَبيلِ الحَقِّ ، وَنُصْرَةِ كَلِمَةِ اللهِ التّامَّةِ ، صَلّى اللهُ عَلى أرْواحِكُم وَأبْدانِكُمْ وَسَلّم تَسْلِيماً ، أبْشِرُوا بِمَواعِدِ اللهِ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ إنَّهُ لا يُخْلِفُ المِيعادَ ، اللهُ مُدْرِكٌ لَكُمْ ثَأْرَ ما وَعَدَكُمْ ، أنتُم سادَةُ الشُّهداءِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، أنْتُمُ السّابِقُونَ وَالمُهاجِرُونَ وَالأنصارُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ جاهَدْتُم في سَبيل اللهِ ، وَقاتَلتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللهِ وَابْنِ رَسُولِ اللهِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ ، وَأراكُم ما تُحبُّونَ" .
ثمَّ تقول : "أتَيْتُكَ يا حَبِيبَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ رَسُولِهِ ، وَإنّي لَكَ عارِفٌ ، وَبحقِّكَ مُقِرٌّ ، وَبِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِرٌ ، وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ مُوقِنٌ ، عارِفٌ بِالهُدَى الَّذي أنْتَ عَلَيْهِ ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي وَنَفْسي ، اللّهُمَّ إنّي اُصَلي عَلَيْهِ كَما صَلَّيْتَ أنْتَ عَلَيْهِ وَرُسُلُكَ وَأميرُ المؤْمِنينَ ، صَلاةً متتابِعَةً مُتَواصِلَةً مُتَرادِفَةً ، يَتْبَعُ بَعضُها بَعْضاً ، لا انْقِطاعَ لَها وَلا أمَدَ ولا أبَدَ وَلا أجَلَ في محضَرِنا هذا وإذا غِبْنا وَشَهِدْنا ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ" .
*****
(زيارَةٌ اُخرى)
4 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن عبدالله بن محمّد بن خالد الطَّيالسيِّ ، عن الحسن بن عليٍّ ، عن أبيه ، عن فَضل بن عثمان الصّائغ ، عن معاويةَ بن عمّار "قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما أقول إذا أتيتُ قبر الحسين عليه السلام؟ قال: قُلْ : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبداللهِ ، صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، رَحِمَكَ اللهُ يا أبا عَبْدِاللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَن اللهُ مَنْ شَرِكَ في دَمِكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنَا إلى اللهِ مِنْ ذلِكَ بَريءٌ"" .
(زيارَةٌ اُخرى)
بِسم الله الرَّحمنِ الرَّحِيم
5 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله الرَّازيّ ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمّد بن عبدالكريم أبي عليّ ، عن المفضّل بن عُمَرَ ، عن جابر الجُعفيِّ(43) "قال : أبو عبدالله عليه السلام للمفضل : كم بينك وبين قبر الحسين عليه السلام ؟ قال : قلت : بأبي أنت واُمّي يوم وبعض يوم آخر ، قال فتزوره؟ قلت : نَعَم ، قال : فقال: ألا اُبشِّرك؟ ألا اُفرّحك ببعض ثوابه؟ قلت : بلى جُعِلتُ فِداك ، قال : فقال لي : إنَّ الرَّجل منكم ليأخذ في جِهازه ويتهيّأ لزيارته فيتباشر به أهل السَّماء ، فإذا خرج مِن باب منزله راكباً أو ماشياً وكَّل الله به أربعة آلاف مَلَكٍ مِن الملائكة يصلّون عليه حتى يوافي قبر الحسين عليه السلام ، يا مفضَّل إذا أتيت قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام فقف بالباب وقل هذه الكلمات ، فإنَّ لك بكلِّ كلمة كِفلاً من رَحمة الله ، فقلت : ما هي جعلت فداك؟ قال : تقول :
: "السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارث نُوحٍ نَبي الله ، السَّلامَ عَلَيْكَ يا وارِثَ إبْراهيمَ خَليلِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله(44) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَليٍّ وَصيّ رَسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحسَنِ الرَّضي ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ الله(45) ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الشَّهيدُ الصِّدِّيقُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَصيُّ البارُّ التَّقي ، [السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ] ، السَّلامُ عَلى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأناخَتْ بِرَحْلِكَ(46) ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ الله المُحدِقين بِكَ ، أشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرتَ بالمعرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ الله مُخلِصاً حَتى أتاكَ اليَقين ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحمةُ الله وَبَرَكاتُهُ" .
ثمّ تسعى فلك بكلِّ قدم رفعتَها ووضعتَها كثواب المتشحّط بدمه في سبيل الله ، فإذا سلَّمت على القبر فالمسْه بيدك وقُلْ : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في سَمائه وَأرْضِهِ"
.

ثمَّ تمضي إلى صلاتك ، ولك بكلِّ ركعةٍ ركعَتها عنده كثواب مَن حجّ واعتمر ألف مرَّة(47) واعتق ألف رَقَبةٍ ، وكأنّما وقف في سبيل الله ألف مرّة مع نبي مُرسلٍ ، فإذا انقلبتَ مِن عند قبر الحسين عليه السلام ناداك مُنادٍ ـ لو سمعت مقالته لأقمت عُمرك عند قبر الحسين عليه السلام ـ وهو يقول : "طُوبى لك أيُّها العبدُ ! قد غَنِمتَ وسلمت ، قد غُفر لك ما سلف ، فاستأنفِ العمل" ، فإن هو مات مِن عامَّه أو في ليلته أو يومه لم يَلِ قبضَ روحه إلاّ الله ، وتَقْبُلُ الملائكة معه [و] يستغفرون له ، ويصلّون عليه حتّى يوافي منزله ، وتقول الملائكة : ياربّ هذا عبدك وقد وافى قبر ابن نبيّك صلّى الله عليه وآله وسلّم(48) وقد وافى منزله ، فأين نذهب؟ فيأتيهم النِّداء مِن السَّماء : يا ملائكتي قِفوا بباب عبدي؛ فسبِّحوا وقدَّسوا واكتبوا ذلك في حَسناته إلى يوم يتوفى ، قال : فلا يزالون ببابه إلى يوم يتوفى يسبِّحون الله ويقدِّسونه ، ويكتبون ذلك في حسناته ، فإذا توفّي شَهدوا جنازَته وكَفنه وغُسله والصَّلاة عليه ، ويقولون : ربّنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفّى فأين نذهب؟ فيناديهم : يا ملائكتي قِفوا بقبر عبدي فسبّحوا وقدِّسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة" .
حدَّثني حكيم بن داودَ بن حكيم ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن أبي عبدالله الرّازيّ الجاموراني ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة بإسناده مثله .
(زيارةٌ اُخرى)
6 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جدّه محمّد بن عيسى بن عبدالله ، عن إبراهيم بن أبي البلاد "قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : ما تقول في زيارة قبر الحسين عليه السّلام؟ فقال لي : ما تقولون أنتم فيه؟ فقلت : بعضنا يقول حجّةٌ وبعضنا يقول عمرة ، قال : فأيّ شيء تقول إذا أتيتَ؟ فقلت : أقول : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَدَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحكْمَةِ وَالموعِظَةِ الحسَنَةِ ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَاسْتَحلُّوا حُرمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ عَلى لِسان داودَ وَعيسى بْنِ مَرْيَمَ ، ذلك بما عَصَوا وَكانُوا يَعْتَدونِ(49)"" .
7 ـ حدَّثني أبي ، عن موسى بن جعفر البغداديّ ـ عمّن حدّثه ـ عن إبراهيم بن ابي البلاد "قال : قال لي ابو الحسن عليه السلام : كيف السّلام على أبي عبدالله عليه السلام؟ قال : قلت : أقول : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُوِل اللهِ ،
أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَدَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بالحكْمَةِ والموعِظَةِ الحسَنَةِ ، أشْهَدُ أنَّ الَّذينَ سَفَكُوا دَمَكَ واسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبونَ عَلى لِسانَ داودَ وَعيسى بنِ مَرْيَمَ ، ذلِكَ بِما عَصَوا وَعَصَوا وَكانُوا يَعْتَدونَ" ، قال : نعم هو هكذا" .

(زيارة اُخرى)
8 ـ حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن عليِّ بن محمّد ـ عن بعض أصحابه ـ عن سليمان بن حَفْص المروزيّ ـ عن الرَّجل ـ "قال : تقول عند قبر الحسين عليه السلام : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، السَّلامُ عليك يا حُجَّةَ الله في أرْضِهِ ، وَشاِهَدُه عَلى خَلْقِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَليّ المُرْتَضى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراء ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ الله حَتى أتاكَ اليَقِينُ ، وَصَلى اللهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتاً" .
ثمَّ ضَعْ خَدَّك الأيمن على القبر وقُلْ : "أشْهَدُ أَنَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، جِئتُكَ مُقِرّاً بالذّنُوبِ ، اشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله" . ثمّ اذكُر الأئمَّة واحِداً واحِداً وقل : "أشْهَدُ أنَّهُمْ حُجَجُ اللهِ" .
ثمّ قل : "اكتُبْ لي عِنْدَكَ عَهْداً وَميثاقاً بأنّي أتَيْتُكَ مُجَدِّداً المِيثاقَ فاشْهَدْ لي عِنْدَ رَبِّكَ ، إنَّكَ أنْتَ الشّاهِدُ"" .
9 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمَة بن الخطّاب ، عن الحسين بن زَكريّا ، عن سليمانَ بن حفص المروزيّ ، عن المبارك "قال : تقول عند قبر الحسين عليه السلام :
"السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عِبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في أرْضِهِ ، وَشاِهدَهُ عَلى خَلْقِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلي المرْتَضى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَة الزَّهْراءِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ
بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وجاهَدْتَ في سَبيل الله حَتى أتاكَ اليَقينُ ، فَصَلى الله عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتاً" .

ثمَّ ضَعْ خَدَّك الأيمن على القبر وقل : "أشْهَدُ أنَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، جِئتُكَ مُقِرّاً بالذنُوبِ لِتَشْفَعَ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا ابْنَ رَسُول الله" .
ثمّ اذكر الأئمّة بأسمائهم واحداً بعد واحد ، وقل : "أشْهَدُ أنَّهُمْ حُجَجُ الله"؟ ثمّ قال: "اكْتُبْ لي عِنْدَكَ ميثاقاً وَعَهْداً أني أتَيْتُكَ مُجَدِّداً الميثاق ، فاشْهَدْ لي عِنْدَ رَبِّكَ إنَّكَ أنْتَ الشّاهِدُ"" .

(زيارةٌ اُخْرى)
10 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجران ، عن عامر بن جُذاعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : إذا أتيت الحسين عليه السلام(50) فقل :
"الحمْدُ لله وصَلى الله عَلى مُحَمَّدٍ النَّبي وَآلِهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، صَلى الله عَلَيْكَ يا أبا عِبْدِالله ، لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ ، وَمَنْ شارَكَ في دَمِكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلى الله مِنْهُم بَريّءٌ ـ ثلاثاً ـ "" .
11 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نجران ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عامر بن جُذاعةَ ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : إذا أتيت الحائر فقل :
"الحَمْدُلله ، وَصَلى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحمةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، عَلَيْكَ السَّلامُ يا أبا عَبْدِالله ، لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ ، وَمَنْ شارَكَ في دَمِكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلى الله مِنْهُمْ بَريءٌ"" .
*****
12 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ؛ وعبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أحمدَ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن عَمرِو بن سعيد المدائنيِّ ، عن مُصدِّق بن صَدَقَةَ ، عن عمّار بن موسى السّاباطيِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : تقول إذا أتيت إلى قبره(51) :
"السَّلام عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أمير المؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ شَبابِ أهْلِ الجنَّةِ وَرَحمةُ اللهِ وَبرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رِضاهُ مِنْ رِضا الرَّحمنِ ، وَسَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحمن ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمينَ اللهِ وَحُجَّتِه وَبابَ اللهِ ، والدَّليلَ عَلى اللهِ ، وَالدَّاعي إلى اللهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ ، وأقَمْتَ الصَّلاةَ ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَدَعَوتَ إلى سَبيل ربِّكَ بالحكْمَةِ وَالموْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَكَ شُهَداءُ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُم ترْزَقُونَ ، وأشْهَدُ أنَّ قاتِليك في النّارِ ، أدِينُ اللهَ بِالبَراءةِ ممَّن قاتَلَكَ ، وَممَّن قَتَلَكَ وشايَعَ عَلَيْكَ ، وَمِمَّن جَمَعَ عَلَيْكَ ، وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوتَكَ وَلَمْ يُجِبْكَ(52) ، يالَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فأَفُوزَ فَوزاً عَظيماً"" .
13 ـ حدَّثني علي بن الحسين ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن بن أبي نجران ، عن يزيد بن إسحاقَ ، عن الحسن بن عَطِيّة ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : تقول عند قبر الحسين عليه السلام ما أحببتَ".
(زيارة اُخرى)
14 ـ حدًّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبَةَ ، عن أبي سعيد المدائنيّ "قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت : جعلت فداك آتي قبر الحسين عليه السّلام ، قال : نَعَم يا أبا سعيد أئت قبرَ
الحسين عليه السلام أطيبِ الطّيِّبينَ وأطْهَرِ الطّاهرين وأبَرّ الأبرار ، وإذا زُرْته يا أبا سعيد فسبِّح عندَ رأسِه تسبيح أمير المؤمنين عليه السلام ألف مرَّة ، وسبِّح عند رجليه تسبيح فاطمةَ الزَّهراء عليها السلام ألف مرَّة ، ثمّ صَلِّ عنده ركعتين تقرء فيهما : "يس" و "الرَّحمن" ، فإذا فعلت ذلك كتب الله لك ثوابَ ذلك إن شاء الله تعالى ، قال : قلت : جعلت فداك علّمني تسبيح عليِّ وفاطمة عليهما السّلام ، قال: نَعَم يا أبا سعيد :
تسبيح عليِّ عليه السلام : "سُبحانَ الَّذِي لا تَنْفَدُ خَزائِنُهُ ، سُبحانَ الَّذي لا تَبيدُ مَعالِمُهُ ، سَبْحانَ الَّذي لا يَفْنى ما عِندَهُ ، سُبحانَ الَّذِي لا يُشْرِكُ أحَداً في حُكْمِهِ ، سُبْحانَ الَّذي لا اضْمِحلالَ لِفَخْرِهِ ، سُبْحان الَّذي لا انْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبْحانَ الَّذِي لا إلهَ غَيرُهُ" .
وتسبيح فاطمة عليها السلام : "سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخ العَظيم ، سُبحانَ ذِي العِزِّ الشّامِخ المُنيفِ ، سُبْحانَ ذي الملْكِ الفاخِرِ القَديمِ ، سُبْحانَ ذِي البَهجَة(53) والجَمالِ ، سُبْحانَ مَنْ تَردّى بالنُّورِ وَالوَقارِ ، سُبْحانَ مَن يَرى أثَرَ النَّملِ في الصَّفا ، وَوَقْعَ الطَّيرِ في الهَواءِ(54)"".

(زيارةٌ اُخرى)
15 ـ حدَّثني أبي ؛ وغير واحدٍ ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن موسى الوَرّاق ، عن يونسَ(55) ، عن عامِر بن جُذاعَةَ "قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام فقل :
"السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلَى اللهِ مِنْهُمْ بَريءٌ" .
*****
(زيارةٌ اُخرى)
16 ـ حدَّثني الحسين بن محمَّد بن عامِر ، عن أحمدَ بن إسحاقَ بن سعد قال : حدّثنا سعدانْ بن مسلم ، [عن] قائد أبي بصير(57) قال : حدّثنا بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : إذا أتيتَ القبر بدأت فاثنيت على الله عزَّوجَلَّ ، وصلَّيت على النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم واجتهدت في ذلك [إن شاءَ الله] ثمَّ تقول :
"سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ فيما تَروحُ وَتَغْدُو(56) ، الزَّاكياتُ الطّاهِراتُ لَكَ وَعَلَيْكَ ، وَسَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المقَرَّبينَ وَالمسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِم ، والنّاطِقينَ بِفَضْلِكَ وَالشُّهَداءِ عَلى أنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ ، صَدَقْتَ وَنَصَحْتَ فيما أتَيْتَ بِهِ ، وَأنَّكَ ثَأرُ اللهِ في الأرضِ ، وَالدَّمُ الَّذي لا يُدْرِكَ ثَأرَهُ أحَدٌ مِنْ أهْلِ الأرْضِ(58) ، وَلا يُدْرِكُهُ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ ، جِئْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ وافِداً إلَيْكَ ، [و] أتَوَسَّلُ إلَى اللهِ بِكَ في جَميعِ حَوائِجي مِنْ أمْر دُنياىَ وَآخِرَتي ، وَبِكَ يَتَوَسَّلُ المتوَسِّلونَ إلىَ اللهِ في حَوائِجِهِمْ ، وَبِكَ يُدْرِكُ أهْلُ التِّراتِ مِنْ عِبادِ اللهِ طَلِبَتَهَمُ" .
ثمَّ امش قَليلاً ثمَّ تستقبل القبر ـ والقِبلة بين كتفيك ـ فقلْ :
"الحَمْدُ لله الْواحِدِ [الأحَدِ] المتِوَحِّدِ بالاُمُورِ كُلِّها ، خالِقِ الخَلْقِ فَلَمْ يَغْرُبْ عَنْهُ شَيءٌ مِنْ أمْرِهِمْ ، وَعالِمِ كُلِّ شَيءٍ بِلا تَعْليم ؛ ضَمَّنَ الأرْضَ وَمَنْ عَلَيْها دَمَكَ وَثَأْرَكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، أشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ الله ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ ، وَأنَّ لَكَ مِنَ اللهِ الْوَعْدُ الحَقُّ في هَلاكِ عَدُوِّكَ وَتَمام مَوعِدِهِ إيّاكَ ، أشْهَدُ أنَّهُ قاتَلَ مَعَكَ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ كما قالَ الله تَعالى : "وَكأَيِّنْ مِنْ نَبيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُم(59)"" .
ثمَّ كبّر سبع تكبيرات ، ثمَّ امْشِ قليلاً واستقبل القبر ، ثمَّ قل :
"الحَمْدُ لله الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ ، خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْديراً ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما اُمِرْتَ بِهِ وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُهُ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَاُمَّةً خَذَلَتْكَ ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً خَذَّلَتْ عَنْكَ ، اللّهُمَّ إنّي أشْهَدُ بالْولايَةِ لِمَنْ والَيْتَ وَوالَتْ رُسُلُكَ ، وَأشْهَدُ بِالبَراءةِ مِمَّنْ بَرِئْتَ مِنْهُ وَبَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذين كَذَّبُوا رَسُولَكَ ، وَهَدَمُوا كَعْبَتَكَ ، وَحَرَّفُوا كِتابَكَ ، وَسَفَكُوا دِماءَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ ، وَأفْسَدُوا عِبادَكَ وَاسْتَذَلُّوهُمْ ، اللهم ضاعف لهم اللعنة فيما جرت به سنتك في برك وبحرك ، اللهم العنهم في سمائك وأرضك اللّهُمَّ وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائِكَ ، وَحَبِّبْ إليَّ مَشاهِدَهُمْ ، حَتّى تُلْحِقَني بِهِمْ ، وَتَجْعَلَهُمْ لي فَرَطاً وَتَجْعَلَني لَهُم تَبَعاً في الدُّنيا والآخرة" .
ثمَّ امش قَليلاً ، فَكبّر سَبعاً ، وَهَلِّل سَبعاً ، واحْمِدِ اللهَ سَبعاً ، وسبِّحِ الله تعالى سَبعاً ، وأجِبْه سَبعاً [و] تقول :
"لَبَّيْكَ داعِيَ الله [لَبَّيْكَ داعِيَ الله] ، إنْ كانَ لَمْ يَجِبْكَ بَدَني فَقَدْ أجابَكَ قَلْبي وَشَعْري وَبَشَري وَرَأْيي وَهَوايَ عَلَى التَّسْليمِ لَخَلَفِ النَّبيِّ المُرْسَلِ ، وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ ، وَالدَّلِيلِ العالِمِ ، وَالأمَينِ المُسْتَخْزَنِ ، وَالمَرْضيِّ البَلِيغ(60) وَالمظْلُوم المُهْتَضَمِ ، جِئْتُ انْقِطاعاً إلَيْكَ وَإلى وَلَدِكَ وَوَلَدِ وَلَدِكَ ، الخَلَف مِنْ بَعْدِكَ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ ، فَقَلْبي لكُمْ مُسَلِّمٌ ، وَأمْري لَكُمْ مُتَّبِعٌ ، وَنُصْرَتي لَكُم مُعَدَّةٌ ، حَتّى يَحكُمَ الله وَهُوَ خَيرٌ الحاكِمينَ لِدِيني(61) وَيَبْعَثكُم ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إنّي مِنَ المؤمِنينَ بِرَجْعَتِكُمْ ، لا اُنكِرُ لله قُدْرَةً وَلا اُكَذِّبُ لَهُ مَشِيَّةً ، وَلا أزْعَمُ أنَّ ما شاءَ لا يَكونُ" .
ثمّ امش حتّى تنتهي إلى القبر وقل ـ وأنت قائمٌ ـ :
"سُبْحانَ الله ، يُسَبِّحُ لله ذي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ وَيُقَدِّسُ بأسْمائِهِ جَميعُ
خَلقِهِ ، سُبْحانَ اللهِ المَلِكِ الْقُدُّوسِ ، رَبِّنا وَرَبِّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ ، اللّهُمَّ اجْعَلْني في وَفْدِكَ إلى خَيْرِ بِقاعِكَ وَخَيرِ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الجِبْتَ وَالطّاغُوتَ" .

ثمَّ ارْفَع يَدَيْك حتّى تَضعَهما مَمْدودَتين على القبر ، ثمَّ تقول :
"أشْهَدُ أنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مِنْ طُهْرِ طاهِرٍِ ، قَدْ طَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ وَطَهُرَتْ أرْضُ أنْتَ فيها ، أنَّكَ ثَأْرُ اللهِ في الأرْضِ حَتّى تَسْتَثْئر لَكَ مِنْ جَميعِ خَلْقِهِ" .
ثمَّ ضَع خَدَّيك ويديك جميعاً على القبر ، ثمَّ اجْلَس عِند رأسه وَاذْكُر الله بما احببتَ وتوجَّهْ إليه واسأل حَوائجكَ ، ثمّ ضَع يدَيك وخَدَّيك عند رجلَيه وقل : "صَلّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، فَلَقَدْ صَدَقْتَ وَصَبَرْتَ ، وَأنْتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ ، قَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بالأيْدي وَالألْسُنِ" .
ثمَّ تقوم إلى قبر وَلَدِه وتُثني عليهم بما أحببتَ وتسأل ربَّك حوائجَك وما بَدا لك ، ثمَّ تستقبل قبور الشُّهداءِ قائماً فتقول :
"السَّلامُ عَلَيْكُمْ أيُّهَا الرَّبانيُّونَ ، أنْتمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ وأنْصارٌ ، أبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللهِ لا خُلْفَ لَه ، وَأنَّ اللهَ مُدرِكٌ بِكُم ثأْرَكُمْ ، وَأنْتُمْ سادَةٌ الشُّهَداءِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ" .
ثمَّ اجعلِ القبر بين يديك وصَلِّ ما بدالك ، وكلّما دخلتَ الحائر فسلّم ثمَّ امشِ حتّى تضع يديك وخدَّيك جميعاً على القبر ، فإذا أردتَ أن تخرجَ فاصْنع مثل ذلك ، ولا تقصِّر عِنده مِن الصَّلاة ما أقمتَ ، وإذا انصرفتَ مِن عنده فودِّعْه وقُل : "سَلامُ اللهِ وَسَلامُ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المقَرَّبين وَأنْبيائه المرْسَلِينَ وَعِبادَهُ الصّالحين عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَعَلى رُوحِكَ وَبَدنِكَ ، وَذُرِّيَّتِكَ وَمَنْ حَضَرَكَ مِنْ أوْلِيائِكَ"" .
17 ـ حدَّثني بهذه الزِّيارة أحمد بن محمّد بن الحسن بن سَهل ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن موسى بن الحسن بن عامِر ، عن أحمدَ بن هِلال قال : حدَّثنا اُميَّة بن عليّ القيسيُّ الشّاميُّ ، عن سَعدانَ بنِ مسلم ـ عن رجل ـ عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ، وزاد في آخره من بعد "مَنْ حَضَرَكَ مِنْ أوليائك" : فإذا بلغت الرَّواح فقل هذا الكلام مِن أوَّله إلى آخره ، كما قلت حين دخلت الحائر ، فإذا دخلت
منزلك فقل : "الحَمْدُلله الَّذي سَلَّمَني وَسَلَّمَ مِنّي(62) ، الحَمْدُ لله في الاُمُور كُلِّها وَعَلى كُلِّ حالٍ ، الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمِينَ" ، ثمَّ كبّر إحْدى وعِشرين تكبيرةً متتابعةً ، وَسَهِّل(63) ولا تعجِّل فيها إن شاءَ الله تعالى ـ والباقي مثله ـ .
(زيارةٌ اُخرى)
18 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر ، عن أبان(64) ، عن الحسن بن عَطيّة أبي ناب ، عن بيّاع السّابري(65) "قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام وهو يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام كتب الله له حجّةً وعمرةً ـ أو عمرة وحجّة(66) ـ ، قال : قلت : جعلتُ فِداك فما أقول إذا أتيته؟ قال: تقول :
"السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيكَ يَومَ وُلِدْتَ وَيَومَ تَموتُ وَيَومَ تُبْعَثُ حَيّاً ، أشْهَدُ أنَّكَ حَيٌّ شَهيدٌ ، تُرْزَقُ عِنْدَ رَبِّكَ ، وَأتَوالي وَليَّكَ ، وَأبْرَءُ مِنْ عَدُوِّكَ ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذِينَ قاتَلُوكَ وانْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبيِّ الاُمِّيِّ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْروفِ ، ونَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَجاهَدْتَ في سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، أسْأَلُ اللهَ وَلِيِّكَ وَوَلِيِّنا أنْ يَجْعَلَ تُحْفَتَنا مِنْ زيارَتِكَ الصَّلاةَ عَلى نَبيِّنا ، وَالمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِنا ، اشْفَعْ لي يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ عِنْدَ رَبِّكَ"" .
19 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر ، عن جابر المكفوف ، عن أبي الصّامت ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : سمعتُه يقول : مَن أتى الحسين عليه السلام ماشياً كتب الله له
بكلِّ خُطْوَةٍ ألف حَسَنةٍ ، ومحى عنه ألفَ سيِّئةٍ ، ورفع له الفَ درجةٍ ، فإذا أتيتَ الفُرات فاغتسل وعلِّق نعليك وامش حافياً ، وامشْ [بـ]ـمشي العَبدِ الذَّليل ، فإذا أتيتَ باب الحائر فكبّر الله أربعاً وصَلِّ عنده واسألْ حاجَتك".
(زيارةٌ خَفيفة)
20 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن أبي الصَّبّاح(67) ، عن أبي عبدالله عليه السلام ـ أو عن أبي بصير عنه ـ "قال : قلت : كيف السَّلام على الحسين بن عليِّ عليهما السلام ؟ قال : تقول : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ أعانَ عَلَيْكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلى الله مِنْهُمْ بَرِيءٌ"" .
(زيارةٌ خَفيفة)
21 ـ وبإسناده ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبان بن عثمان؛ وعن أبي همّام(68) ، عن أبي عبدالله "قال : إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام فقل : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ شَرِكَ في دَمِكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، وَأنا إلى اللهِ مِنْهُمْ بَريءٌ"".

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...