بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

فهرس المقال


1 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيُّ ، عن محمَّد بن الحسين بن أبي ـ الخطّاب ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ ، عن يزيدَ بن إسحاقَ شَعَر ، عن الحسن بن عَطيّة(1) ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : إذا دخلت الحائر فقل :
"اللّهُمَّ إنَّ هذا مَقامٌ كَرَّمْتَني بِهِ وَشَرَّفْتَني بِهِ ، اللّهُمَّ فَأعْطِني فيهِ رَغْبَتي عَلى حَقيقَةِ إيماني (2) بِكَ وَبِرُسُلِكَ ، سَلامُ اللهِ عَلَيْكَ يَاابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَسَلام مَلائِكَتِهِ(3) فيما تَرُوحُ وَتَغْتَدي بِهِ ، الرَّائحاتِ الطّاهِراتِ [الطَّيِّباتِِ] لَكَ وَعَلَيكَ ، وَسَلامٌ عَلى مَلائكَةِ اللهِ المقَرَّبينَ ، وَسَلامٌ عَلى المُسْلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهمْ ، النّاطِقينَ لَكَ بِفَضْلِكَ بألْسِنَتهم ، أشْهَدُ أنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ ، صَدَقْتَ فيما دَعَوتَ إلَيْهِ ، ، وَصَدَقْتَ فيما أتَيتَ بِهِ ، وأنَّكّ ثَأْرُ اللهِ في الأَرضِ(4) مِنَ الدَّمِ الَّذِي لا يُدْرَكُ ثَأْرهُ مِنَ الأرْضِ إلاّ بِأولِيائِكَ ، اللّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْ
مَشاهِدَهُمُ وَشَهادَتَهُمْ(5) حَتّى تُلْحِقَني بهمْ وَتَجعَلَني لَهُمْ فَرَطاً وتابِعاً في الدُّنيا وَالآخِرَةِ(6)" .

ثمَّ تمشي قليلاً وتمشي قليلاً وتكبّر سَبع تكبيرات ، ثمَّ تقوم بحيال القبر وتقول :
"سبحان الذي سبَّحَ لَهُ الملْكُ وَالملكُوتُ ، وَقَدَّسَت بأسمائِهِ جَميعُ خَلقِهِ ، وَسُبْحانَ اللهِ الملِكِ الْقُدُّوسِ رَبِّ الملائِكَةِ وَالرُّوح ، اللّهُمَّ اكْتُبْني في وَفْدِكَ إلى خَيْرِ بِقاعِكَ وَخَيرِ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الجِبْتَ وَالطّاغوتَ ، وَالْعَنْ أشْياعَهُم وَأتْباعَهُمْ ، اللّهُمَّ أشْهِدني مَشاهِدَ الخَير كُلَّها مَعَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ ، اللّهُمَّ تَوفَّني مُسْلِماً ، وَاجْعَلْ لي قَدَمَ صِدْقٍ(7) مَعَ الباقِينَ الْوارِثينَ الَّذين يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فيها خالِدُونَ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ" .
ثمَّ كبّر خمس تكبيرات ، ثمَّ تمشي قليلاً وتقول :
"اللّهُمَّ إنّي بِكَ مُؤمِنٌ وَبِوَعْدِكَ مُوقِنٌ ، اللّهُمَّ اكْتُبْ لي إيماناً وَثَبِّتْه في قَلْبي ، اللّهُمَّ اجْعَلْ ما أقول بِلِساني حَقيقَتَهُ في قَلْبي وَشَريعَتَهُ في عَمَلي ، اللّهُمَّ اجْعَلْني مِمَّنْ لَهُ مَعَ الحُسَينِ عليه السلام قَدَمُ ثَباتٍ ، وَأثْبِتْني فيمنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ" .
ثمَّ كبّر ثلاث تكبيرات وترفع يديك حتّى تضعها على القبر جميعاً ، ثمَّ تقول :
"أشْهَدُ أنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ البِلادُ ، وَطَهُرَتْ أرْضٌ أنْتَ بها ، وَطَهُرَ حَرَمُكَ ، أشْهَدُ أنَّكَ أمَرْتَ بِالْقِسْطِ وَالْعَدْلِ ، وَدَعَوتَ إلَيْهما ، وَأنَّكَ ثَأْرُ اللهِ في أرْضِهِ حتّى يَسْتَثِيرُ لَك مِنْ جَميع خَلْقِه(8)" .
ثمّ ضَعْ خَدَّيك جميعاً على القبر ، ثمَّ تجلس وتذكر الله بما شِئتَ وتَوَجّه
إلى الله فيما شِئتَ أنْ تتوجّه ، ثمّ تعود وتضع يديك عند رجليه ، ثمَّ تقول :
"صَلَواتُ الله عَلىُ رُوحِكَ وَعَلىُ بَدَنِكَ ، صَدَقْتَ وأنْتَ الصّادِقُ المصَدّقُ ، وَقَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بالأَيْدي وَالألْسُنِ" .
ثمَّ تقبل إلى عَليٍّ ابنه فتقول ما أحببت ، ثمّ تَقوم قائماً فتستقبل قُبورَ الشُّهداء فتقول :
"السَّلامُ عَليْكم أيُّها الشُّهداءُ ، أنْتُم لَنا فَرَط(9) وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ ، أبْشِرُوا بمَوعِدِ اللهِ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ ، الله مُدْرِكٌ لكُمْ وِتْرَكُمْ(10) وَمُدْرِكٌ بِكُمْ في الأرْضِ عَدُوَّهُ ، أنْتُمْ سادَةُ الشُّهداءِ في الدُّنيا وَالآخِرَةِ" .
ثمَّ تجعل القبر بين يديك ، ثمّ تصلّي ما بدا لك ثمَّ تقول :
"جِئْتُ وافِداً إلَيْكَ ، وَأتَوَسَّلُ إلىُ اللهِ بِكَ في جَميع حَوائِجي مِنْ أمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتي ، بِكَ يَتَوَسَّلُ المتوسِّلُونَ إلىَ اللهِ في حَوائِجِهِمْ ، وَبِك يُدْرِكُ عِنْدَ اللهِ أهْلُ التُّراثِ طَلِبَتهُم" .
ثمّ تكبّر إحدى عشر تكبيرةً متتابعةً ولا تعجل فيها ، ثمَّ تمشي قليلاً فتقوم مستقبل القِبلَة فتقول :
"الحمْدُ لله الواحِدِ المتوَحِّد في الاُمُورِ كُلِّها ، خَلَق الخَلْقَ فَلَم يَغِبْ شَيءٌ مِنْ اُمُورِهِمْ عَنْ عِلْمِهِ ، فَعَلِمَهُ بِقُدرَتِهِ ، ضَمِنَتِ الأرْضُ وَمَنْ عَلَيها دَمَكَ وَثَأْرَكَ ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيكَ . أشْهَدُ أنَّ لَكَ مِنَ اللهِ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالفَتْح ، وَأنَّ لَكَ مِنَ اللهِ الوَعْدَ الصّادِقَ في هَلاكِ أعْدائِكَ ، وَتَمامَ مَوْعِدِ اللهِ إيّاكَ ، أشْهَدُ أنَّ مَنْ تَبِعَكَ الصّادِقُونَ ، الَّذينَ قالَ الله تَبارَكَ وَتَعالى فيهم : "اُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِندَ رَبِّهِم لَهُمْ أجْرُهُم وَنُورُهُم(11)""
ثمَّ كبّر سَبع تكبيرات ثمَّ تمشي قليلاً ، ثمَّ تستقبل القبر وتقول :
"الحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلم يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلِك ، وَخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْديراً ، أشْهَدُ أنَّكَ دَعَوتَ إلى اللهِ وَإلى رَسُولِهِ ، وَوَفَيْتَ للهِ بِعَهْدِهِ ، وَقُمْتَ للهِ بِكَلِماتِهِ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ [وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ] ، وَلَعَن اللهُ اُمَّةً خَذَلَتْكَ ، وَلَعَن اللهُ اُمَّةً خَدَعَتْكَ(12) ، اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ بِالوِلايَةِ لِمَنْ والَيتَ ، وَوالَتْهُ رُسُلُكَ ، وأشْهَدُ بِالْبراءةِ مِمَّن بَرِئتَ مِنْهُ رُسُلُكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذين كَذَّبُوا رُسُلُكَ ، وَهَدَمُوا كَعْبَتَكَ ، وَحَرَّفُوا كِتابَكَ ، وَسَفَكُوا دِماءَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ ، وَأفْسَدُوا في بِلادِكَ واسْتَذَلُّوا عِبادَكَ ، اللّهُمَّ ضاعِفْ عَلَيهِم الْعَذابَ فيما جَرى مِنْ سُبُلِكَ وَبَرِّكَ وَبحرِكَ ، اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السَّرائِرِ وَظاهِرِ الْعَلانِيَة في أرْضِكَ وَسَمائِكَ(13)"" .
وكلّما دخلتَ الحائر فسَلِّمْ وَضَعْ يدك على القبر(14) .


زيارَة اُخْرى

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
2 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن ـ رحمهم الله ـ جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن الحسن بن راشد ، عن الحسين بن ثُوَير بن أبي فاخِتَة "قال : كنت أنا ويونس بن ظَبْيان والمفضّل بن عُمَرَ وأبو سَلَمةَ السَّرَّاج جُلوساً عِند أبي عبدالله عليه السلام وكان المتكلِّم يونس ـ وكان اكبرنا سِنّاً ـ فقال له : جُعلتُ فِداك إنّي أحضر مجلس هؤلاء القوم ـ يعني ولد العبّاس(15) ـ فما أقول؟ فقال : إذا حضرتهم فذكرتنا فقل : "اللّهُمَّ أرنَا الرَّخاءَ وَالسُّرورَ ، فإنَّكَ تَأتي عَلى ما تُريدُ" ، فقلت: جعلت فداك إنّي
كثيراً مَا أذكر الحسين عليه السلام ، فأيّ شَيءٍ أقول؟ فقال : قل : "السّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ" ـ تعيد ذلك ثلاثاً ـ فإنَّ السَّلام يَصل إليه مِن قَريب ومِن بَعيد ، ثمَّ قال: إنّ أبا عبدالله عليه السلام لمّا قضى بَكتْ عليه السَّماوات السَّبع والأرضون السَّبع وما فيهنَّ وما بينهنَّ ومَن يتقلّب في الجنَّة والنّار مِن خَلْق رَبِّنا ، وما يُرى وما لا يُرى بَكى على أبي عبدالله الحسين عليه السلام إلاّ ثلاثة أشياء لم تَبكِ عليه ، قلت : جعلت فِداك وما هذه الثّلاثة الأشياء ؟ قال : لم تَبكِ عليه البَصْرةُ ولا دِمَشْقُ ولا آل عثمانَ(16) فقلت له : جعلت فداك إنّي اُريد أن أزورَه فكيف أقول وكيف أصنع؟ قال : إذا أتيت أبا عبدالله عليه السلام فاغتسل على شاطىء الفُرات ثمَّ البس ثيابَك الطّاهِرة ، ثمّ امْشِ حافياً ، فإنَّك في حَرَم مِن حُرُم اللهِ وحَرم رَسوله(17) وعليك بالتَّكبير والتَّهليل والتَّمجيد والتَّعظيم للهِ كثيراً ، والصَّلاة على محمَّدٍ وأهل بيته ، حتّى تصير إلى باب الحائر ثمَّ تقول :
"السَّلام عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللهِ وَزُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبيِّ اللهِ" ؛
ثمَّ اخْطُ عَشر خُطىً(18) ثمَّ قِفْ فكبِّر ثلاثين تَكبيرةً ، ثمَّ امْشِ إليه حتّى تأتيه
مِن قِبَل وَجهِه ، واستقبل بوَجهك وَجهه ، وتجعل القِبلَة بين كِتْفيك ، ثمَّ تقول :
"السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ وابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلَ اللهِ وَابْنَ قَتيلِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثأرَ اللهِ وَابْنَ ثَأرِهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وِتْرَ الله المَوتُورَ(19) في السَّماوات وَالأرْضِ ، أشْهَدُ أنَّ دَمَكَ سَكَن في الخُلُدِ ، وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أظلَّةُ العَرْشِ(20) وَبَكى لَهُ جَميعُ الخلائِقِ ، وَبَكَتْ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالأرَضُونُ السَّبْعُ وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ ، وَمَنْ في الجَنَّةِ وَالنّار مِنْ خَلْقِ رَبِّنا ، ما يُرىُ وَما لا يُرى ، أشْهَدُ أنَّكَ حُجَّةُ اللهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَتيلُ اللهِ وَابْنُ قَتيلِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ ثَأرُ اللهِ وَابْنُ ثَأرِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ وِتْرُ اللهِ المَوتُورِ في السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ ، وَوَفَيْتَ وافَيْتَ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ ، وَمَضَيْتَ لِلَّذي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهيداً وَمُسْتَشْهِداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً ، وَأنَا عَبْدُاللهِ وَمَولاكَ وَفي طاعَتِكَ ، وَالْوفِدُ إلَيْكَ ، ألْتَمِسُ كَمالَ المَنزلَةِ عِنْدَاللهِ ، وَثَباتَ الْقَدَمِ في الْهِجْرَةِ إلَيْكَ ، وَالسَّبيل الَّذي لا يُخْتَلَجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ في كَفَالَتِكَ الَّتي اُمِرْتُ بها(21) ، مَنْ أرادَ اللهَ بَدَءَ بِكُمْ ، [مَنْ أرادَ الله بَدَءَ بِكُمْ ، القدّام إلى ما يحاذي وسط المسجد الّذي خلف الضّريخ المقدّس ـ داخل في الحائر. فإنّا سمعنا من المعمّرين أنَّ الصّحن لم يغيّر مِن قدّامه وجانبيه ، وإنّما وسّعوه من خلفه ليقع الضّريح في الوسط ، لكن ما ألحقوه مرتفع وما كان سابقاً منخفض ، ولذا سمّي حائراً لأنّه يحارّ فيه الماء ، وإن ذكر فيه وجوهٌ اُخر . (ملاذ الأخيار)
الَّذي جَعَلَ النّارَ مأواهُمْ(27) ، وَبِئْسَ وِرْدُ الوارِدينَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ المَوْرُود(28) ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمين" ، وتقول ثلاثاً : "صَلّى اللهُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ وَأنا إلى اللهِ مِمَّن خَالَفَكَ بَريءُ ـ ثلاثاً ـ " ، ثمَّ تقوم(29) فتأتي ابنه عَليّاً(30) عليه السلام وهو عند رجْليه وتقول : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمِيرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الحَسَنِ وَالحُسَين(31) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَديجةَ الْكُبْرى وَفَاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، صَلّى الله عَلَيْكَ ـ ثلاثاً ـ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ـ ثلاثاً ـ أنَا إلى اللهِ مِنهُمْ بَرِيءٌ ـ ثلاثاً ـ " .
ثمّ تقوم فتؤمي بيدك إلى الشُّهداء وتقول : "السَّلامُ عَلَيْكُمْ ـ ثلاثاً ـ ، فُزْتُمْ وَاللهِ ، ـ ثلاثاً ـ ، فَلَيْتَ أنّي مَعَكُمْ(32) فَأَفُوزَ فَوزاً عَظِيماً" ، ثمَّ تدور(33) فتجعل قبر أبي عبدالله عليه السلام بين يديك وأمامك ، فتصلّي ستّ رَكعات ، وقد تمّت زيارتك فإن شئت أقم وإن شئت فانصرف"


زيارَة اُخْرى
بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
3 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فَضالَة بن أيّوبَ ، عن نُعَيم بن الوليد ، عن يوسفَ [بن] الكُناسيّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : إذا أتيتَ قبر الحسين فائت الفُرات واغتسل بِحيال قبره وتَوجَّهْ إليه ، وعليك السَّكينة والوَقار حتّى تدخل الحائر مِن جانبه الشَّرقيِّ ، وقُلْ حين تدخله :
"السَّلامُ عَلى مَلائِكةِ اللهِ المُقَرَّبين ، السّلام عَلى مَلائكة اللهِ المُنْزَلينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ الله المَرْدِفينَ ، السَّلامُ على ملائِكة اللهِ المُسَوِّمينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائكَةِ اللهِ الَّذينَ هُمْ في هذا الحائِر بإذْنِ الله مُقيمونَ" .
فإذا استقبلت قبر الحسين فقل :
"السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، صَلى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ أمِينِ اللهِ عَلى رُسُلِهِ(*) ، وَعَزائِمِ أمْرِه ، الخاتِمِ لِما سَبَقَ ، وَالفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ(34) ، وَالمُهَيمِن عَلى ذلكَ كُلِّهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ" .
ثمّ تقول : "السَّلامُ عَلى أمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبدِكَ وَأخِي رَسُولِكَ ، الَّذي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، دَيّانِ الدِّينِ بَعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَين خَلْقِكَ ، وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلكَ كُلِّه ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحسَنِ بْنِ عَليٍّ عَبْدِكَ وَابْنِ رَسُولِكَ ، الَّذي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ .....
ـ إلى آخر ما صلّيت على أمير المؤمنين ـ . ثمَّ تسلّم على ـ
الحسين وسائر الأئمّة كما صَلّيتَ وسَلّمتَ على الحسن بن عليٍّ ، ثمَّ تأتي قبرَ الحسين عليه السلام فتقول :
"السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، رَحِمَكَ اللهُ يا أبا عَبْدِالله ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما أمَرَكَ بِهِ ، وَلَمْ تَخْشَ أحَداً غَيرَهُ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ ، وَعَبَدْتَهُ صادِقاً مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ كَلِمةُ التَّقْوى ، وَبابُ الهُدى ، وَالْعُرْوَةُ الوُثْقى ، وَالحُجَّةُ عَلى مَنْ يَبقى ، وَمَن تَحْتَ الثَّرى ، أشْهَدُ أنَّ ذلكَ لَكُمْ سابِقٌ فيما مَضىُ ، وَذلِكَ لكم فاتِحٌ فيما بَقي(35) ، أَشْهَدُ أنَّ أرْواحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ طِينَةً طَيِّبَةً ، طابَتْ وَطَهُرَتْ هي بَعضُها مِنْ بعْضٍ مَنّاً مِنَ اللهِ وَمِنْ رَحْمَتِهِ ، فأشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُكُمْ أنّي بِكُمْ مُؤمِنٌ وَبإيابِكُمْ مُوقِنٌ وَلَكُمْ تابِعٌ في ذاتِ نَفْسي وَشَرائِعِ دِيني وَخاتِمَةِ عَمَلي وَمُنْقَلبِي وَمَثْواي(36) ، فأسألُ اللهَ البَرَّ الرَّحِيم أنْ يُتَمِّمَ لي ذلِكَ ، وَأشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ اللهِ ما أمَرَكُمْ بِهِ حَتّى لَمْ تَخْشَوا أحَداً غَيرَهُ ، وَجاهَدْتُم في سَبِيلِهِ وَعَبَدتُمُوهُ حَتّى أتاكُمُ الْيَقينُ ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكُمْ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ أمَرَ بِهِ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بلغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أشْهَدُ أنَّ الَّذِين انْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ وَسَفَكُوا دَمَكَ مَلْعُونونَ عَلى لِسانِ النَّبيِّ الاُمِّي" .
ثمّ تقول : "اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ ، وَخالَفُوا مِلَّتَكَ ، وَرَغِبُوا عَنْ أمْرِكَ ، وَاتَّهَمُوا رَسُولَكَ(37) ، وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ، اللّهُمَّ احْشُ قُبُورَهُم ناراً ، وَ أجْوافَهُمْ ناراً ، وَاحْشُرْهم وَأتْباعَهم إلى جَهنَّمَ زُرْقاً(38) ، اللّهُمَّ الْعَنْهم لَعناً يَلْعَنُم بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَبٍ ، وكلُّ نَبيٍّ مُرْسَلٍ ، وَكُلُّ عَبْدٍ مُؤمِنٍ امْتَحَنْتَ قَلْبَهُ للإيمانِ ، اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسرِّ السِّرّ(39) وظاهِرِ العَلانيّةِ ، اللّهُمَّ الْعَنْ جَوابيتَ هذِهِ الاُمَّةِ وَطَواغيتَها ، وَالْعَنْ فَراعِنَتَها ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ أمِيرِ المؤمِنينَ ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ الحُسَنِ وَالحُسَينِ ، وَعَذِّبهُمْ عَذاباً أليماً لا تُعَذِّبُ بِهِ أحَداً مِنَ العالَمين ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَتَنْتَصِرُ بِهِ ، وَتَمنُّ عَلَيْهِ بِنَصْركَ لِدينكَ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ" .
ثمَّ اجلس عندَ رأسه صلوات الله عليه فقلْ : "صَلّى الله عَلَيْكَ ، أشْهَدُ أنَّكَ عَبْدُاللهِ وَأمِينُهُ ، بَلَّغْتَ ناصِحاً ، وَأدَّيْتَ أمِيناً ، وقُتِلْتَ صِدِّيقاً ، وَمَضَيْتَ عَلى يَقينٍ ، لَم تُؤْثِرْ عَميً عَلى هُدىً ، وَلَمْ تَمِل مِنْ حَقٍّ إلى باطِلٍ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةً وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْروفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَر ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ ، وتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وَدَعوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالموعِظَةِ الحَسَنَةِ ، صَلّى اللهُ عليكَ وَسَلّم تَسْليماً كَثيراً ، أشْهَدُ أنَّكَ كُنْتَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، قَدْ بَلَّغْتَ ما اُمِرْتَ بِهِ ، وَقُمْتَ بِحَقِّهِ وَصَدَّقْتَ مَنْ قَبْلَكَ ، غَير واهِنٍ وَلا مُوهِنٍ ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ وَسَلّم تَسْليماً ، فَجَزاكَ اللهُ مِن صِدِّيقٍ خَيراً عَنْ رَعيَّتِكَ(40) ، أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ ، وَأنَّ الحَقَّ مَعَكَ وَإلَيْكَ ، وَأنْتَ أهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ عَلَيْهمُ السَّلامُ ، أشْهَدُ أنَّكَ صِدِّيقٌ عِنْدَ اللهِ ، وَحُجَّتُهُ عَلى خَلْقِهِ ، أشْهَدُ أنَّ دَعْوتَكَ حَقٌّ ، وَكُلَّ داعٍ مَنْصُوبٍ غَيرِكَ فَهُوَ باطِلٌ مَدْحُوضٌ ، وَأشْهَدُ أنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبينُ" .
ثمَّ تحوَّل عندَ رِجليه وتخيّر مِن الدُّعاء وتدعو لنفسك ، ثمّ تحوَّل عند رأس عليِّ بن الحسين عليهما السلام وتقول :
"سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ وأنْبِيائِهِ المُرْسَلينَ ، عَلَيكَ يا مَولايَ وَابْنَ مَولاي وَرَحْمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ ، صَلّى الله عَلَيكَ وَعَلى أهْلِ بَيْتِكَ وَعَلى عِتْرَةِ آبائِكَ الأخْيارِ الَّذين أذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطهيراً" .

ثمّ تأتي قبور الشُّهداء وتسلّم عليهم وتقول :
"السَّلامُ عَلَيْكم أيُّها الرَّبّانيُّون ، أنْتَم لَنا فَرَطٌ(41) وَسَلَفٌ ، وَنَحنُ اتْباعٌ وَأنْصارٌ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ أنْصارُ اللهِ كَما قالَ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى في كِتابِهِ : "وَكأَيِّنْ مِنْ نَبيٍّ قاتََ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُمْ في سَبيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَما اسْتَكانُوا(42)" ، فَما وَهَنْتُمْ وَما ضَعَفْتُمْ وَما اسْتَكَنْتُمْ حَتّى لَقيتُمُ اللهَ عَلى سَبيلِ الحَقِّ ، وَنُصْرَةِ كَلِمَةِ اللهِ التّامَّةِ ، صَلّى اللهُ عَلى أرْواحِكُم وَأبْدانِكُمْ وَسَلّم تَسْلِيماً ، أبْشِرُوا بِمَواعِدِ اللهِ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ إنَّهُ لا يُخْلِفُ المِيعادَ ، اللهُ مُدْرِكٌ لَكُمْ ثَأْرَ ما وَعَدَكُمْ ، أنتُم سادَةُ الشُّهداءِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، أنْتُمُ السّابِقُونَ وَالمُهاجِرُونَ وَالأنصارُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ جاهَدْتُم في سَبيل اللهِ ، وَقاتَلتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللهِ وَابْنِ رَسُولِ اللهِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ ، وَأراكُم ما تُحبُّونَ" .
ثمَّ تقول : "أتَيْتُكَ يا حَبِيبَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ رَسُولِهِ ، وَإنّي لَكَ عارِفٌ ، وَبحقِّكَ مُقِرٌّ ، وَبِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِرٌ ، وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ مُوقِنٌ ، عارِفٌ بِالهُدَى الَّذي أنْتَ عَلَيْهِ ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي وَنَفْسي ، اللّهُمَّ إنّي اُصَلي عَلَيْهِ كَما صَلَّيْتَ أنْتَ عَلَيْهِ وَرُسُلُكَ وَأميرُ المؤْمِنينَ ، صَلاةً متتابِعَةً مُتَواصِلَةً مُتَرادِفَةً ، يَتْبَعُ بَعضُها بَعْضاً ، لا انْقِطاعَ لَها وَلا أمَدَ ولا أبَدَ وَلا أجَلَ في محضَرِنا هذا وإذا غِبْنا وَشَهِدْنا ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ" .
*****
(زيارَةٌ اُخرى)
4 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن عبدالله بن محمّد بن خالد الطَّيالسيِّ ، عن الحسن بن عليٍّ ، عن أبيه ، عن فَضل بن عثمان الصّائغ ، عن معاويةَ بن عمّار "قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما أقول إذا أتيتُ قبر الحسين عليه السلام؟ قال: قُلْ : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبداللهِ ، صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، رَحِمَكَ اللهُ يا أبا عَبْدِاللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَن اللهُ مَنْ شَرِكَ في دَمِكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنَا إلى اللهِ مِنْ ذلِكَ بَريءٌ"" .
(زيارَةٌ اُخرى)
بِسم الله الرَّحمنِ الرَّحِيم
5 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله الرَّازيّ ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمّد بن عبدالكريم أبي عليّ ، عن المفضّل بن عُمَرَ ، عن جابر الجُعفيِّ(43) "قال : أبو عبدالله عليه السلام للمفضل : كم بينك وبين قبر الحسين عليه السلام ؟ قال : قلت : بأبي أنت واُمّي يوم وبعض يوم آخر ، قال فتزوره؟ قلت : نَعَم ، قال : فقال: ألا اُبشِّرك؟ ألا اُفرّحك ببعض ثوابه؟ قلت : بلى جُعِلتُ فِداك ، قال : فقال لي : إنَّ الرَّجل منكم ليأخذ في جِهازه ويتهيّأ لزيارته فيتباشر به أهل السَّماء ، فإذا خرج مِن باب منزله راكباً أو ماشياً وكَّل الله به أربعة آلاف مَلَكٍ مِن الملائكة يصلّون عليه حتى يوافي قبر الحسين عليه السلام ، يا مفضَّل إذا أتيت قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام فقف بالباب وقل هذه الكلمات ، فإنَّ لك بكلِّ كلمة كِفلاً من رَحمة الله ، فقلت : ما هي جعلت فداك؟ قال : تقول :
: "السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارث نُوحٍ نَبي الله ، السَّلامَ عَلَيْكَ يا وارِثَ إبْراهيمَ خَليلِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله(44) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَليٍّ وَصيّ رَسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحسَنِ الرَّضي ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ الله(45) ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الشَّهيدُ الصِّدِّيقُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَصيُّ البارُّ التَّقي ، [السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ] ، السَّلامُ عَلى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأناخَتْ بِرَحْلِكَ(46) ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ الله المُحدِقين بِكَ ، أشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرتَ بالمعرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ الله مُخلِصاً حَتى أتاكَ اليَقين ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحمةُ الله وَبَرَكاتُهُ" .
ثمّ تسعى فلك بكلِّ قدم رفعتَها ووضعتَها كثواب المتشحّط بدمه في سبيل الله ، فإذا سلَّمت على القبر فالمسْه بيدك وقُلْ : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في سَمائه وَأرْضِهِ"
.

ثمَّ تمضي إلى صلاتك ، ولك بكلِّ ركعةٍ ركعَتها عنده كثواب مَن حجّ واعتمر ألف مرَّة(47) واعتق ألف رَقَبةٍ ، وكأنّما وقف في سبيل الله ألف مرّة مع نبي مُرسلٍ ، فإذا انقلبتَ مِن عند قبر الحسين عليه السلام ناداك مُنادٍ ـ لو سمعت مقالته لأقمت عُمرك عند قبر الحسين عليه السلام ـ وهو يقول : "طُوبى لك أيُّها العبدُ ! قد غَنِمتَ وسلمت ، قد غُفر لك ما سلف ، فاستأنفِ العمل" ، فإن هو مات مِن عامَّه أو في ليلته أو يومه لم يَلِ قبضَ روحه إلاّ الله ، وتَقْبُلُ الملائكة معه [و] يستغفرون له ، ويصلّون عليه حتّى يوافي منزله ، وتقول الملائكة : ياربّ هذا عبدك وقد وافى قبر ابن نبيّك صلّى الله عليه وآله وسلّم(48) وقد وافى منزله ، فأين نذهب؟ فيأتيهم النِّداء مِن السَّماء : يا ملائكتي قِفوا بباب عبدي؛ فسبِّحوا وقدَّسوا واكتبوا ذلك في حَسناته إلى يوم يتوفى ، قال : فلا يزالون ببابه إلى يوم يتوفى يسبِّحون الله ويقدِّسونه ، ويكتبون ذلك في حسناته ، فإذا توفّي شَهدوا جنازَته وكَفنه وغُسله والصَّلاة عليه ، ويقولون : ربّنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفّى فأين نذهب؟ فيناديهم : يا ملائكتي قِفوا بقبر عبدي فسبّحوا وقدِّسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة" .
حدَّثني حكيم بن داودَ بن حكيم ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن أبي عبدالله الرّازيّ الجاموراني ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة بإسناده مثله .
(زيارةٌ اُخرى)
6 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جدّه محمّد بن عيسى بن عبدالله ، عن إبراهيم بن أبي البلاد "قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : ما تقول في زيارة قبر الحسين عليه السّلام؟ فقال لي : ما تقولون أنتم فيه؟ فقلت : بعضنا يقول حجّةٌ وبعضنا يقول عمرة ، قال : فأيّ شيء تقول إذا أتيتَ؟ فقلت : أقول : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَدَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحكْمَةِ وَالموعِظَةِ الحسَنَةِ ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَاسْتَحلُّوا حُرمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ عَلى لِسان داودَ وَعيسى بْنِ مَرْيَمَ ، ذلك بما عَصَوا وَكانُوا يَعْتَدونِ(49)"" .
7 ـ حدَّثني أبي ، عن موسى بن جعفر البغداديّ ـ عمّن حدّثه ـ عن إبراهيم بن ابي البلاد "قال : قال لي ابو الحسن عليه السلام : كيف السّلام على أبي عبدالله عليه السلام؟ قال : قلت : أقول : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُوِل اللهِ ،
أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَدَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بالحكْمَةِ والموعِظَةِ الحسَنَةِ ، أشْهَدُ أنَّ الَّذينَ سَفَكُوا دَمَكَ واسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبونَ عَلى لِسانَ داودَ وَعيسى بنِ مَرْيَمَ ، ذلِكَ بِما عَصَوا وَعَصَوا وَكانُوا يَعْتَدونَ" ، قال : نعم هو هكذا" .

(زيارة اُخرى)
8 ـ حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن عليِّ بن محمّد ـ عن بعض أصحابه ـ عن سليمان بن حَفْص المروزيّ ـ عن الرَّجل ـ "قال : تقول عند قبر الحسين عليه السلام : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، السَّلامُ عليك يا حُجَّةَ الله في أرْضِهِ ، وَشاِهَدُه عَلى خَلْقِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَليّ المُرْتَضى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراء ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ الله حَتى أتاكَ اليَقِينُ ، وَصَلى اللهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتاً" .
ثمَّ ضَعْ خَدَّك الأيمن على القبر وقُلْ : "أشْهَدُ أَنَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، جِئتُكَ مُقِرّاً بالذّنُوبِ ، اشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله" . ثمّ اذكُر الأئمَّة واحِداً واحِداً وقل : "أشْهَدُ أنَّهُمْ حُجَجُ اللهِ" .
ثمّ قل : "اكتُبْ لي عِنْدَكَ عَهْداً وَميثاقاً بأنّي أتَيْتُكَ مُجَدِّداً المِيثاقَ فاشْهَدْ لي عِنْدَ رَبِّكَ ، إنَّكَ أنْتَ الشّاهِدُ"" .
9 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمَة بن الخطّاب ، عن الحسين بن زَكريّا ، عن سليمانَ بن حفص المروزيّ ، عن المبارك "قال : تقول عند قبر الحسين عليه السلام :
"السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عِبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في أرْضِهِ ، وَشاِهدَهُ عَلى خَلْقِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلي المرْتَضى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَة الزَّهْراءِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ
بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وجاهَدْتَ في سَبيل الله حَتى أتاكَ اليَقينُ ، فَصَلى الله عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتاً" .

ثمَّ ضَعْ خَدَّك الأيمن على القبر وقل : "أشْهَدُ أنَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، جِئتُكَ مُقِرّاً بالذنُوبِ لِتَشْفَعَ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا ابْنَ رَسُول الله" .
ثمّ اذكر الأئمّة بأسمائهم واحداً بعد واحد ، وقل : "أشْهَدُ أنَّهُمْ حُجَجُ الله"؟ ثمّ قال: "اكْتُبْ لي عِنْدَكَ ميثاقاً وَعَهْداً أني أتَيْتُكَ مُجَدِّداً الميثاق ، فاشْهَدْ لي عِنْدَ رَبِّكَ إنَّكَ أنْتَ الشّاهِدُ"" .

(زيارةٌ اُخْرى)
10 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجران ، عن عامر بن جُذاعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : إذا أتيت الحسين عليه السلام(50) فقل :
"الحمْدُ لله وصَلى الله عَلى مُحَمَّدٍ النَّبي وَآلِهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، صَلى الله عَلَيْكَ يا أبا عِبْدِالله ، لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ ، وَمَنْ شارَكَ في دَمِكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلى الله مِنْهُم بَريّءٌ ـ ثلاثاً ـ "" .
11 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نجران ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عامر بن جُذاعةَ ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : إذا أتيت الحائر فقل :
"الحَمْدُلله ، وَصَلى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحمةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، عَلَيْكَ السَّلامُ يا أبا عَبْدِالله ، لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ ، وَمَنْ شارَكَ في دَمِكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلى الله مِنْهُمْ بَريءٌ"" .
*****
12 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ؛ وعبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أحمدَ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن عَمرِو بن سعيد المدائنيِّ ، عن مُصدِّق بن صَدَقَةَ ، عن عمّار بن موسى السّاباطيِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : تقول إذا أتيت إلى قبره(51) :
"السَّلام عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أمير المؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ شَبابِ أهْلِ الجنَّةِ وَرَحمةُ اللهِ وَبرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رِضاهُ مِنْ رِضا الرَّحمنِ ، وَسَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحمن ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمينَ اللهِ وَحُجَّتِه وَبابَ اللهِ ، والدَّليلَ عَلى اللهِ ، وَالدَّاعي إلى اللهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ ، وأقَمْتَ الصَّلاةَ ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَدَعَوتَ إلى سَبيل ربِّكَ بالحكْمَةِ وَالموْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَكَ شُهَداءُ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُم ترْزَقُونَ ، وأشْهَدُ أنَّ قاتِليك في النّارِ ، أدِينُ اللهَ بِالبَراءةِ ممَّن قاتَلَكَ ، وَممَّن قَتَلَكَ وشايَعَ عَلَيْكَ ، وَمِمَّن جَمَعَ عَلَيْكَ ، وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوتَكَ وَلَمْ يُجِبْكَ(52) ، يالَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فأَفُوزَ فَوزاً عَظيماً"" .
13 ـ حدَّثني علي بن الحسين ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن بن أبي نجران ، عن يزيد بن إسحاقَ ، عن الحسن بن عَطِيّة ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : تقول عند قبر الحسين عليه السلام ما أحببتَ".
(زيارة اُخرى)
14 ـ حدًّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبَةَ ، عن أبي سعيد المدائنيّ "قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقلت : جعلت فداك آتي قبر الحسين عليه السّلام ، قال : نَعَم يا أبا سعيد أئت قبرَ
الحسين عليه السلام أطيبِ الطّيِّبينَ وأطْهَرِ الطّاهرين وأبَرّ الأبرار ، وإذا زُرْته يا أبا سعيد فسبِّح عندَ رأسِه تسبيح أمير المؤمنين عليه السلام ألف مرَّة ، وسبِّح عند رجليه تسبيح فاطمةَ الزَّهراء عليها السلام ألف مرَّة ، ثمّ صَلِّ عنده ركعتين تقرء فيهما : "يس" و "الرَّحمن" ، فإذا فعلت ذلك كتب الله لك ثوابَ ذلك إن شاء الله تعالى ، قال : قلت : جعلت فداك علّمني تسبيح عليِّ وفاطمة عليهما السّلام ، قال: نَعَم يا أبا سعيد :
تسبيح عليِّ عليه السلام : "سُبحانَ الَّذِي لا تَنْفَدُ خَزائِنُهُ ، سُبحانَ الَّذي لا تَبيدُ مَعالِمُهُ ، سَبْحانَ الَّذي لا يَفْنى ما عِندَهُ ، سُبحانَ الَّذِي لا يُشْرِكُ أحَداً في حُكْمِهِ ، سُبْحانَ الَّذي لا اضْمِحلالَ لِفَخْرِهِ ، سُبْحان الَّذي لا انْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبْحانَ الَّذِي لا إلهَ غَيرُهُ" .
وتسبيح فاطمة عليها السلام : "سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخ العَظيم ، سُبحانَ ذِي العِزِّ الشّامِخ المُنيفِ ، سُبْحانَ ذي الملْكِ الفاخِرِ القَديمِ ، سُبْحانَ ذِي البَهجَة(53) والجَمالِ ، سُبْحانَ مَنْ تَردّى بالنُّورِ وَالوَقارِ ، سُبْحانَ مَن يَرى أثَرَ النَّملِ في الصَّفا ، وَوَقْعَ الطَّيرِ في الهَواءِ(54)"".

(زيارةٌ اُخرى)
15 ـ حدَّثني أبي ؛ وغير واحدٍ ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن موسى الوَرّاق ، عن يونسَ(55) ، عن عامِر بن جُذاعَةَ "قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام فقل :
"السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلَى اللهِ مِنْهُمْ بَريءٌ" .
*****
(زيارةٌ اُخرى)
16 ـ حدَّثني الحسين بن محمَّد بن عامِر ، عن أحمدَ بن إسحاقَ بن سعد قال : حدّثنا سعدانْ بن مسلم ، [عن] قائد أبي بصير(57) قال : حدّثنا بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : إذا أتيتَ القبر بدأت فاثنيت على الله عزَّوجَلَّ ، وصلَّيت على النَّبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم واجتهدت في ذلك [إن شاءَ الله] ثمَّ تقول :
"سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ فيما تَروحُ وَتَغْدُو(56) ، الزَّاكياتُ الطّاهِراتُ لَكَ وَعَلَيْكَ ، وَسَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المقَرَّبينَ وَالمسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِم ، والنّاطِقينَ بِفَضْلِكَ وَالشُّهَداءِ عَلى أنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ ، صَدَقْتَ وَنَصَحْتَ فيما أتَيْتَ بِهِ ، وَأنَّكَ ثَأرُ اللهِ في الأرضِ ، وَالدَّمُ الَّذي لا يُدْرِكَ ثَأرَهُ أحَدٌ مِنْ أهْلِ الأرْضِ(58) ، وَلا يُدْرِكُهُ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ ، جِئْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ وافِداً إلَيْكَ ، [و] أتَوَسَّلُ إلَى اللهِ بِكَ في جَميعِ حَوائِجي مِنْ أمْر دُنياىَ وَآخِرَتي ، وَبِكَ يَتَوَسَّلُ المتوَسِّلونَ إلىَ اللهِ في حَوائِجِهِمْ ، وَبِكَ يُدْرِكُ أهْلُ التِّراتِ مِنْ عِبادِ اللهِ طَلِبَتَهَمُ" .
ثمَّ امش قَليلاً ثمَّ تستقبل القبر ـ والقِبلة بين كتفيك ـ فقلْ :
"الحَمْدُ لله الْواحِدِ [الأحَدِ] المتِوَحِّدِ بالاُمُورِ كُلِّها ، خالِقِ الخَلْقِ فَلَمْ يَغْرُبْ عَنْهُ شَيءٌ مِنْ أمْرِهِمْ ، وَعالِمِ كُلِّ شَيءٍ بِلا تَعْليم ؛ ضَمَّنَ الأرْضَ وَمَنْ عَلَيْها دَمَكَ وَثَأْرَكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، أشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ الله ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ ، وَأنَّ لَكَ مِنَ اللهِ الْوَعْدُ الحَقُّ في هَلاكِ عَدُوِّكَ وَتَمام مَوعِدِهِ إيّاكَ ، أشْهَدُ أنَّهُ قاتَلَ مَعَكَ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ كما قالَ الله تَعالى : "وَكأَيِّنْ مِنْ نَبيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُم(59)"" .
ثمَّ كبّر سبع تكبيرات ، ثمَّ امْشِ قليلاً واستقبل القبر ، ثمَّ قل :
"الحَمْدُ لله الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ ، خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْديراً ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما اُمِرْتَ بِهِ وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُهُ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَاُمَّةً خَذَلَتْكَ ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً خَذَّلَتْ عَنْكَ ، اللّهُمَّ إنّي أشْهَدُ بالْولايَةِ لِمَنْ والَيْتَ وَوالَتْ رُسُلُكَ ، وَأشْهَدُ بِالبَراءةِ مِمَّنْ بَرِئْتَ مِنْهُ وَبَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذين كَذَّبُوا رَسُولَكَ ، وَهَدَمُوا كَعْبَتَكَ ، وَحَرَّفُوا كِتابَكَ ، وَسَفَكُوا دِماءَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ ، وَأفْسَدُوا عِبادَكَ وَاسْتَذَلُّوهُمْ ، اللهم ضاعف لهم اللعنة فيما جرت به سنتك في برك وبحرك ، اللهم العنهم في سمائك وأرضك اللّهُمَّ وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائِكَ ، وَحَبِّبْ إليَّ مَشاهِدَهُمْ ، حَتّى تُلْحِقَني بِهِمْ ، وَتَجْعَلَهُمْ لي فَرَطاً وَتَجْعَلَني لَهُم تَبَعاً في الدُّنيا والآخرة" .
ثمَّ امش قَليلاً ، فَكبّر سَبعاً ، وَهَلِّل سَبعاً ، واحْمِدِ اللهَ سَبعاً ، وسبِّحِ الله تعالى سَبعاً ، وأجِبْه سَبعاً [و] تقول :
"لَبَّيْكَ داعِيَ الله [لَبَّيْكَ داعِيَ الله] ، إنْ كانَ لَمْ يَجِبْكَ بَدَني فَقَدْ أجابَكَ قَلْبي وَشَعْري وَبَشَري وَرَأْيي وَهَوايَ عَلَى التَّسْليمِ لَخَلَفِ النَّبيِّ المُرْسَلِ ، وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ ، وَالدَّلِيلِ العالِمِ ، وَالأمَينِ المُسْتَخْزَنِ ، وَالمَرْضيِّ البَلِيغ(60) وَالمظْلُوم المُهْتَضَمِ ، جِئْتُ انْقِطاعاً إلَيْكَ وَإلى وَلَدِكَ وَوَلَدِ وَلَدِكَ ، الخَلَف مِنْ بَعْدِكَ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ ، فَقَلْبي لكُمْ مُسَلِّمٌ ، وَأمْري لَكُمْ مُتَّبِعٌ ، وَنُصْرَتي لَكُم مُعَدَّةٌ ، حَتّى يَحكُمَ الله وَهُوَ خَيرٌ الحاكِمينَ لِدِيني(61) وَيَبْعَثكُم ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إنّي مِنَ المؤمِنينَ بِرَجْعَتِكُمْ ، لا اُنكِرُ لله قُدْرَةً وَلا اُكَذِّبُ لَهُ مَشِيَّةً ، وَلا أزْعَمُ أنَّ ما شاءَ لا يَكونُ" .
ثمّ امش حتّى تنتهي إلى القبر وقل ـ وأنت قائمٌ ـ :
"سُبْحانَ الله ، يُسَبِّحُ لله ذي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ وَيُقَدِّسُ بأسْمائِهِ جَميعُ
خَلقِهِ ، سُبْحانَ اللهِ المَلِكِ الْقُدُّوسِ ، رَبِّنا وَرَبِّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ ، اللّهُمَّ اجْعَلْني في وَفْدِكَ إلى خَيْرِ بِقاعِكَ وَخَيرِ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الجِبْتَ وَالطّاغُوتَ" .

ثمَّ ارْفَع يَدَيْك حتّى تَضعَهما مَمْدودَتين على القبر ، ثمَّ تقول :
"أشْهَدُ أنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مِنْ طُهْرِ طاهِرٍِ ، قَدْ طَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ وَطَهُرَتْ أرْضُ أنْتَ فيها ، أنَّكَ ثَأْرُ اللهِ في الأرْضِ حَتّى تَسْتَثْئر لَكَ مِنْ جَميعِ خَلْقِهِ" .
ثمَّ ضَع خَدَّيك ويديك جميعاً على القبر ، ثمَّ اجْلَس عِند رأسه وَاذْكُر الله بما احببتَ وتوجَّهْ إليه واسأل حَوائجكَ ، ثمّ ضَع يدَيك وخَدَّيك عند رجلَيه وقل : "صَلّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، فَلَقَدْ صَدَقْتَ وَصَبَرْتَ ، وَأنْتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ ، قَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بالأيْدي وَالألْسُنِ" .
ثمَّ تقوم إلى قبر وَلَدِه وتُثني عليهم بما أحببتَ وتسأل ربَّك حوائجَك وما بَدا لك ، ثمَّ تستقبل قبور الشُّهداءِ قائماً فتقول :
"السَّلامُ عَلَيْكُمْ أيُّهَا الرَّبانيُّونَ ، أنْتمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ وأنْصارٌ ، أبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللهِ لا خُلْفَ لَه ، وَأنَّ اللهَ مُدرِكٌ بِكُم ثأْرَكُمْ ، وَأنْتُمْ سادَةٌ الشُّهَداءِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ" .
ثمَّ اجعلِ القبر بين يديك وصَلِّ ما بدالك ، وكلّما دخلتَ الحائر فسلّم ثمَّ امشِ حتّى تضع يديك وخدَّيك جميعاً على القبر ، فإذا أردتَ أن تخرجَ فاصْنع مثل ذلك ، ولا تقصِّر عِنده مِن الصَّلاة ما أقمتَ ، وإذا انصرفتَ مِن عنده فودِّعْه وقُل : "سَلامُ اللهِ وَسَلامُ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المقَرَّبين وَأنْبيائه المرْسَلِينَ وَعِبادَهُ الصّالحين عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَعَلى رُوحِكَ وَبَدنِكَ ، وَذُرِّيَّتِكَ وَمَنْ حَضَرَكَ مِنْ أوْلِيائِكَ"" .
17 ـ حدَّثني بهذه الزِّيارة أحمد بن محمّد بن الحسن بن سَهل ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن موسى بن الحسن بن عامِر ، عن أحمدَ بن هِلال قال : حدَّثنا اُميَّة بن عليّ القيسيُّ الشّاميُّ ، عن سَعدانَ بنِ مسلم ـ عن رجل ـ عن أبي عبدالله عليه السلام مثله ، وزاد في آخره من بعد "مَنْ حَضَرَكَ مِنْ أوليائك" : فإذا بلغت الرَّواح فقل هذا الكلام مِن أوَّله إلى آخره ، كما قلت حين دخلت الحائر ، فإذا دخلت
منزلك فقل : "الحَمْدُلله الَّذي سَلَّمَني وَسَلَّمَ مِنّي(62) ، الحَمْدُ لله في الاُمُور كُلِّها وَعَلى كُلِّ حالٍ ، الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمِينَ" ، ثمَّ كبّر إحْدى وعِشرين تكبيرةً متتابعةً ، وَسَهِّل(63) ولا تعجِّل فيها إن شاءَ الله تعالى ـ والباقي مثله ـ .
(زيارةٌ اُخرى)
18 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر ، عن أبان(64) ، عن الحسن بن عَطيّة أبي ناب ، عن بيّاع السّابري(65) "قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام وهو يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام كتب الله له حجّةً وعمرةً ـ أو عمرة وحجّة(66) ـ ، قال : قلت : جعلتُ فِداك فما أقول إذا أتيته؟ قال: تقول :
"السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيكَ يَومَ وُلِدْتَ وَيَومَ تَموتُ وَيَومَ تُبْعَثُ حَيّاً ، أشْهَدُ أنَّكَ حَيٌّ شَهيدٌ ، تُرْزَقُ عِنْدَ رَبِّكَ ، وَأتَوالي وَليَّكَ ، وَأبْرَءُ مِنْ عَدُوِّكَ ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذِينَ قاتَلُوكَ وانْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبيِّ الاُمِّيِّ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْروفِ ، ونَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَجاهَدْتَ في سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، أسْأَلُ اللهَ وَلِيِّكَ وَوَلِيِّنا أنْ يَجْعَلَ تُحْفَتَنا مِنْ زيارَتِكَ الصَّلاةَ عَلى نَبيِّنا ، وَالمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِنا ، اشْفَعْ لي يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ عِنْدَ رَبِّكَ"" .
19 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر ، عن جابر المكفوف ، عن أبي الصّامت ، عن أبي عبدالله عليه السلام "قال : سمعتُه يقول : مَن أتى الحسين عليه السلام ماشياً كتب الله له
بكلِّ خُطْوَةٍ ألف حَسَنةٍ ، ومحى عنه ألفَ سيِّئةٍ ، ورفع له الفَ درجةٍ ، فإذا أتيتَ الفُرات فاغتسل وعلِّق نعليك وامش حافياً ، وامشْ [بـ]ـمشي العَبدِ الذَّليل ، فإذا أتيتَ باب الحائر فكبّر الله أربعاً وصَلِّ عنده واسألْ حاجَتك".
(زيارةٌ خَفيفة)
20 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن أبي الصَّبّاح(67) ، عن أبي عبدالله عليه السلام ـ أو عن أبي بصير عنه ـ "قال : قلت : كيف السَّلام على الحسين بن عليِّ عليهما السلام ؟ قال : تقول : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ أعانَ عَلَيْكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلى الله مِنْهُمْ بَرِيءٌ"" .
(زيارةٌ خَفيفة)
21 ـ وبإسناده ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبان بن عثمان؛ وعن أبي همّام(68) ، عن أبي عبدالله "قال : إذا أتيت قبر الحسين عليه السلام فقل : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ شَرِكَ في دَمِكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، وَأنا إلى اللهِ مِنْهُمْ بَريءٌ"".

(زيارَةٌ اُخْرى)

بِسم الله الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
22 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمدَ بن الحسين العَسْكريُّ ؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه عليِّ بن مَهزيار ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن محمّد بن مَروانَ ، عن أبي حمزة الثّماليِّ "قال :
قال الصّادق عليه السلام : إذا أردت المسير إلى قبر الحسين عليه السلام فصُمْ يومَ الأربعاء والخميس والجمعة ، فإذا أردت الخروج فاجمع أهلك ووُلْدَك ، وادع بدعاء السَّفر واغتسل قبل خروجك وقل حين تغتسل : "اللّهُمَّ طَهِّرْني وَطَهِّرْ قَلْبي ، وَاشْرَحْ لي صَدْري ، وَأجِز عَلى لِساني ذِكْرَكَ وَمِدْحَتَكَ ، وَالثَّناءَ عَلَيْك ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِكَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أنَّ قِوامَ ديني التَّسْليمُ لأَمْركَ ، والاتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبيِّكَ ، وَالشَّهادَةُ عَلى أَنْبيائِكَ وَرُسُلِكَ إلى جَميعِ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً ، وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَسُقْمٍ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ ، وَحِرْزاً مِنْ شَرِّ ما أخافُ وَأحْذَر" .
فإذا خرجت فقل : "اللّهُمَّ إنّي إلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي ، وَإليْكَ فَوَّضْتُ أمْري ، وإلَيْكَ أسْلَمْتُ نَفْسي ، وَإلَيْكَ أَلجَأُتُ ظَهْري ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، لا مَلْجَأ وَلا مَنْجا إلاّ إلَيْكَ ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ ، عَزَّ جارُكَ وَجَلَّ ثَناؤكَ" ، ثمّ قل :
"بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، وَمِنَ اللهِ وَإلى اللهِ ، وَفي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلىُ مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيهِ اُنيِبُ(69) ، فاطِرِ السَّماواتِ السَّبْعِ وَالأرَضينَ السَّبْعِ ، وَرَبِّ الْعَرْش الْعَظيم ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدِ ، وَاحْفَظْني في سَفَري ، وَاخْلُفني في أهْلي بِأحْسَنِ الخَلَف(70) ، اللّهُمَّ إلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وَإلَيْكَ خَرَجْتُ ، وَإلَيكَ وَفَدْتُ ، وَلِخَيْركَ تَعرَّضْتُ ، وبِزيارَةِ حَبيبِكَ تَقَرَّبْتُ ، اللّهُمَّ لا تَمْنَعْني خَيْرَ ما عِنْدَكَ بِشَرِّ ما عِنْدي ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لي ذُنُوبي ، وكَفِّرْ عَنّي سَيِّئاتي ، وَحُطَّ عَنّي خَطايايَ ، وَاقْبَلْ مِنّي حَسَناتي" .
وتقول : "اللّهُمَّ اجْعَلْني في دِرْعِكَ الحَصينَةِ ، الَّتي تَجْعَلُ فيها مَنْ تُريدُ ، اللّهُمَّ إنّي أبْرَءُ إلَيْكَ مِنَ الحَوْلِ وَالْقُوَّةِ(71) ـ ثلاث مرّات ـ " ، واقرء "فاتحةَ الكتاب" و "المُعوَّذَتَين" و "قُلْ هُوَ الله أحَدٌ" و "إنّا أنْزَلْنَاهُ" و "آيَةَ الكُرْسيّ" وَ "يس" وآخر الحَشْر : "لَوْ أنْزَلْنا هذَا القُرآنَ عَلى جَبَلٍ [لَرَأيْتَهُ خاشِعاً مُتِصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَ تِلْكَ الأمْثالُ نَضْرِبها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * هُوَ الله الَّذي لا إله إلاّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَة هُوَ الرَّحمن الرَّحيم * هُوَ اللهُ الَّذي لا إله إلاّ هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ سُبْحانَ الله عَمّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْماءُ الحسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما في السَّموات وَالأرضِ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ]" .
ولا تدَّهِن ولا تكتحل حتّى تأتي الفرات ، وأقلَّ الكلام والمزاح ، وأكثر مِن ذكر الله تعالى ، وإيّاك والمِراح والخصومة ، فإذا كنتَ راكباً أو ماشياً فقل :
"اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَواتِ النَّكال(72) وَعَواقِب الوَبالِ(73) ، وَفِتْنَةِ الضَّلال ، وَمِنْ أنْ تَلْقاني بِمَكْروهٍ ، وَأعُوذُ بِكَ مِنَ الحَبْسِ واللّبْسِ(74) ، وَمِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطانِ ، وَطَوارِقِ السَّوءِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وَمِنْ شَرِّ شَياطِيِن الجنِّ وَالإنْسِ ، وَمِنْ شَرِّ مَنْ يَنْصُبُ لأَولِياءِ اللهِ الْعَداوَةَ ، وَمِنْ أنْ يَفْرُطُوا(75) عَليّ وَأنْ يَطْغُوا ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ عُيُونِ الظُّلْمَةِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وَمِنْ شِرْكِ إبْليسَ(76) وَمَنْ يَرُدُّ عَنِ الخَيرِ باللِّسانِ وَالْيَدِ" ،
فإذا خِفْتَ شيئاً فقُل : "لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ باللهِ ، بِهِ احْتَجَبْتُ وَبِهِ اعْتَصَمْتُ ، اللّهُمَّ اعْصِمني مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ ، فإنَّما أنَا بِكَ(77) وَأنَا عَبْدُكَ" .
فإذا أتيت الفُرات فقل قبل أن تَعبره : "اللّهُمَّ أنْتَ خَيرُ مَنْ وَفَدَ إلَيْهِ الرِّجالُ ، وَأنْتَ يا سَيِّدي أكْرَمُ مَأْتيٍّ وَأكْرَمُ مُزورٍ ، وَقَدْ جَعَلْتَ لِكُلِّ زائرٍ كرامَةً وَلِكُلِّ وافِدٍ تحفَةً ، وَقَدْ أتَيْتُكَ زائِراً قَبْرَ ابْنِ نَبيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهَ ، فَاجْعَلْ تُحفَتَكَ إيّايَ فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي عَمَلي ، وَاشْكُر سَعْيي ، وَارْحَمْ مَسيري إلَيْكَ بِغَيرِ مَنٍّ مِنِّي ، بَلْ لَكَ المَنُّ عَليَّ إذْ جَعَلْتَ ليَ السَّبيلَ إلى زِيارَتِهِ ، وَعَرَّفْتَني فَضْلَهُ ، وَحَفَظْتَني حَتّى بَلَّغْتَني قَبر ابْنِ وَلِيِّكَ ، وَقَدْ رَجَوتُكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلا تَقْطَعْ رَجائي ، وقَدْ أتَيْتُكَ فلا تُخيِّبْ أمَلي ، وَاجْعَلْ هذا كَفّارَةً لِما قَبْلَهُ مِنْ ذُنُوبي ، وَاجْعَلْني مِنْ أنْصارِهِ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ" .
ثمَّ اعبر الفُرات وقل : "اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ سَعْيي مَشْكُوراً وَذَنْبي مَغْفُوراً ، وعَمَلي مَقْبُولاً ، وَاغْسِلْني مِنَ الخَطايا وَالذُّنُوبِ ، وَطَهِّرْ قَلْبي مِنْ كُلِّ آفَةٍ تَمْحَقُ دِيني ، أو تُبْطِلُ عَمَلي يا أرْحَمَ الرَّاحِمين" .
ثمَّ تأتي النِّيْنَوى فتضعْ رَحْلَك بها ، ولا تدهِنْ ولا تكتحل ولا تأكل اللَّحم ما دُمت مُقيماً بها ، ثمَّ تأتي الشَّطّ بحذاء نخل القبر(78) فاغتسل وعليك المِئزر(79) وقل ـ وأنت تغتسل ـ :
"اللّهُمَّ طَهِّرني وَطَهِّرْ [لي] قَلْبي وَاشْرَحْ لي صَدْري ، وَأجِرْ عَلى لِساني مَحبَّتَكَ وَمِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ ، فَإنَّهُ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِكَ ، وَقَدْ عَلِمْتَ أنَّ قِوامَ ديني التَّسْليمُ لأمْرِكَ ، وَالشَّهادَةُ عَلى جَميعِ أنْبِيائِكَ وَرُسِلكَ بِالاُلْفَةِ بَيْنَهُمْ ، أشْهَدُ أنَّهُمْ
أنْبياؤكَ وَرُسُلُكَ إلى جَميع خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهوراً وَحِرْزاً وَشِفاءً مِن كُلِّ سُقْمٍ وَداءٍ ، وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ وَعاهَةٍ ، وَمْنْ شَرِّ ما أخافُ وَأحْذَرُ ، اللّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبي وَجَوارِحِي ، وَعِظامِي وَلَحْمِي وَدَمي ، وَشَعْري وَبَشَري ، وَمُخِّي وَعَصَبي ، وَما أقَلَّتِ الأرْضُ مِنِّي(80) ، وَاجْعَلْهُ لي شاهِداً يَومَ فَقْري وَفاقَني" .

ثمَّ ألبسْ أطْهَرَ ثيابِك ، فإذا لبستَها فقل : "الله أكْبر" ـ ثلاثين مرَّة ـ وتقول : "الحَمْدُلله الَّذي إلَيْهِ قَصَدتُ فَبَلَّغَني ، وَإيّاهُ أرَدْتُ فَقَبِلَني وَلَمْ يَقْطَعْ بي ، وَرَحْمَتَهُ ابْتَغَيْتُ فَسَلَّمَني ، اللّهُمَّ أنْتَ حِصْني وَكَهْفي ، وَحِرْزي وَرَجائي وَأمَلي ، لا إلهَ إلاّ أنْتَ يا رَبَّ الْعالمينَ" .
فإذا أردت المشي فقل : "اللّهُمَّ إنّي أرَدْتُكَ فأرِدْني ، وَأنّي أقْبَلْتُ بِوَجْهي إلَيْكَ فَلا تُعْرِض بِوَجْهِكَ عَنّي ، فَإنْ كُنْتَ عَليَّ ساخِطأ فَتُبْ عَليَّ ، وَارْحَمْ مَسيري إلى ابْنِ حَبيبِكَ ، أبْتَغي بِذلكَ رَضاكَ عَنّي فارْضِ عَنّي ، وَلا تُخَيّبْني يا أرْحَمَ الرَّاحمينَ" .

ثمَّ امش حافياً وعَلَيْكَ السّكينة والوقار بالتَّكبير والتَّهليل والتَّمجيد(81) والتَّحميد والتّعظيم للهِ ولرسوله ، صلّى الله عليه وآله ، وقل أيضاً :
"الحَمْدُلله الواحِدِ المتوَحِّدِ بالاُمُورِ كُلِّها ، خالِقِ الخَلْقِ وَلَمْ يَعْزُبْ عَنْهُ شَيءٌ مِنْ اُمُورِهمْ(82) ، وَعالِمِ كُلِّ شيءٍ بِغَيرِ تَعلِيم ، صَلواتُ اللهِ وسلامُ ملائِكتِهِ المُقَرَّبِين ، وأنْبيائِهِ المُرْسَلِينَ وَرُسُلِهِ أجَمْعينَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ الأوصياءِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذي أنْعَمَ عَليَّ وَعَرَّفَني فَضْلَ مَحَمَّدٍ وَأهْلَ بَيْتِهِ ، صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ" .
ثمّ امش قليلاً وقصِّر خُطاكَ ، فإذا وقَفْتَ على التَّلِّ واستقبلتَ القبرَ فقفْ(83) وقل: "الله أكبر" ـ ثلاثين مرَّة ـ وتقول :
"لا إلَه إلاّ الله في عِلْمِهِ(84) وَلا إلهَ إلاّ اللهُ بَعْدَ عِلْمِهِ منتهى علمه ، وَلا إلهَ إلاّ اللهُ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، وَالحَمْدُ لله في عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، والحَمْدُلله بَعْدَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، والحَمْدُ لله مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، وَسُبْحانَ اللهِ في عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، والحَمْدُ لله بِجمِيعِ محامِدِهِ عَلى جَمِيع نِعَمِهِ ، وَلا إله إلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ ، وَحَقُّ لَهُ ذلِكَ ، لا إله إلاّ الله الحَلِيمُ الْكريمُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ الْعَليُّ الْعَظيمُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ نُورُ السَّماواتِ السَّبْعِ ، وَنُورُ الأرَضينَ السَّبْع ، وَنُورُ الْعَرْشِ الْعَظيمِ ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللهِ وَزُوّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبي اللهِ" ،
ثمَّ امش عشر خُطُوات ، وكبّر ثَلاثين تكبيرة وقل ـ وأنت تمشي ـ :
"لا إلهَ إلاّ اللهُ تَهْلِيلاً لا يُحْصيهِ غَيرُهُ قَبْلَ كُلِّ واحِدٍ ، وَبَعْدَ كُلِّ واحِدٍ ، وَمَعَ كُلِِّ واحِدٍ ، وَعَدَدَ كُلِّ واحِدٍ ، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً لا يُحصِيهِ غَيرُهُ قَبْلَ كُلِّ واحِدٍ ، وَبَعْدَ كُلِّ واحِدٍ ، وَمَعَ كُلِّ واحِدٍ ، وَعَدَدَ كُلِّ واحدٍ ، وسُبْحانَ اللهِ وَالحَمْدُ لله وَلا إلهَ إلاّ اللهُ وَاللهُ أكبر ، قَبْلَ كُلِّ واحِدٍ ، وَبَعْدَ كُلِّ واحِدٍ ، وَمَع كُلِّ واحِدٍ ، وَعَدَدَ كُلِّ واحِدٍ أبَداً أبَداً أبَداً ، اللُّهُمَّ [إنّي اُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شًهيداً فَاشْهَدْ لي] إنّي أشْهَدُ أنَّكَ حَقُّ وَأنَّ رَسُولَكَ حَقٌّ(85) ، وأنَّ قَولَكَ حَقٌّ ، وأنَّ قَضاءَكَ حَقٌّ ، وأنَّ قَدَرَكَ حَقٌ ، وأنَّ فِعْلَكَ حَقٌّ ، وأنَّ جَنَّتَكَ حَقٌ ، وأنَّكَ مُمِيتُ الأحْياءَ ، وَأنَّكَ مُحيي المَوْتى ، وَأَنَّكَ باعِثُ مَنْ في الْقُبُورِ ، وَأنَّكَ جامِعُ النّاسِ لِيَوم لا رَيْبَ فيهِ ، وَأنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ ، السَّلام عَلَيْكَ يا حُجَّة اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلام عَلَيْكُم يا مَلائِكَةَ اللهِ وَيا زُوَّارَ قَبْرِ أبي عبدالله عليه السلام" .
ثمَّ امش قليلاً وَعَلَيْكَ السَّكينة والوَقار بالتَّكبير والتَّهليل والتَّمجيد والتَّحميد والتَّعظيم لله ولرسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وقصِّر خُطاك ، فإذا أتيتَ الباب الَّذي
يلي المشرق فَقِفْ على الباب وقل : "أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأمينُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الأوَّلينَ وَالآخِرينَ ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الأنْبِياءِ وَالمرْسَلينَ ، سَلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، الحَمْدُ لله الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لَنَهْتَدي لَولا أنْ هَدانَا اللهُ ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بالحَقِّ ، اللّهُمَّ إنّي أشْهَدُ أنَّ هذا قَبرُ ابْنِ حَبيبكَ وَصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَأنَّهُ الفائِزُ بِكَرامَتِكَ ، أكْرَمْتَهُ بِكِتابِكَ ، وَخَصَصْتَهُ وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ ، وَأعْطَيْتَهُ مَواريثَ الأنْبياءِ ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ ، فأعْذَرَ في الدَّعْوَةِ(86) ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ ، لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الضَّلالَةِ ، وَالجهالَةِ وَالْعَمى ، وَالشَّكِّ والارْتيابِ إلى بابِ الهُدى مِنَ الرَّدى ، وأنْتَ تَرى وَلا تُرى ، وَأنْتَ بِالمنْظَرِ الأعْلى(87) ، حَتّى ثارَ عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِكَ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنيا وباعَ الآخِرَةَ بِالثَّمَنِ الأَوْكَسِ(88) [الأدْنى] ، وَأسْخَطَكَ وَأسْخَطَ رَسُولَكَ ، وأطاعَ مِنْ عَبِيدِكَ مِنْ أهْلِ [الشِّقاق وَ] النِّفاقِ ، وَحَمَلَةِ الأوْزار مَنِ اسْتَوجَبَ النّارَ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلي وُلْدِ رَسُولِكَ ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الألِيمَ" .
ثمَّ تدنو قليلاً وقل : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إبراهيمَ خَليلِ اللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يا وارثَ مُوسى كَليمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوح الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ أمير المؤمنين عَليِّ بْنِ أبي طالِبٍ وَصيِّ رُسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحسَنِ بْنِ عَليٍّ الزَّكيِّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَ النِّساءِ الْعالَمِينَ ، الصِّدِّيقَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الصِّدِّيقُ الشَّهيدُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَصيُّ الرَّضيُّ البارُّ التَّقيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَفيُّ النَّقيُّ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقين(89) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأناخَتْ بِرَحْلِكَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُحْدِقينَ بِكَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ وَزُوَّارِ قَبْرِ ابْنِ نَبيِّ اللهِ" .
ثمَّ ادخل الحائر وقل حين تدخل : "السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُقَرَّبِينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُنزَلينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُسَوِّمِينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الَّذِينَ هُمْ مُقِيمُونَ في هذا الحائِرِ بإذْنِ رَبِّهِمْ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الَّذِينَ هُمْ في هذا الحائِرِ يَعْمَلُونَ لأمْرِ اللهِ مُسَلّمُون(90) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَابْنَ أمِينِ الله ، وَابْنَ خالِصَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ إنّا لله وإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ ، ما أعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ جَدِّكَ(91) رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم وَما أعْظَمَ مُصيبَتَكَ عِنْدَ مَنْ عَرَفَ اللهَ عَزَّوَجلَّ ، وَأجَلَّ مُصيبَتَكَ عنْدَ المَلأ الأَعْلى ، وَعِنْدَ أنْبِياءِ اللهِ وَعِنْدَ رُسُلِ اللهِ ، السَّلامُ مِنّي إلَيْكَ وَالتَّحيَّةُ مَعَ عَظيم الرَّزيَّةِ عَلَيْكَ(92) ، كُنْتَ نُوراً في الأصْلابِ الشّامِخَةِ ، وَنُوراً في ظُلُماتِ الأرْضِ ، وَنُوراً في الهَواءِ ، وَنُوراً في السَّماوات الْعُلى ، كُنْتَ فيها نُوراً ساطِعاً لا يُطْفىء ، وَأنْتَ النّاطِقُ بِالهُدى" ،
ثمَّ امش قليلاً وقل : "الله أكبر" ـ سبع مرَّات ـ وهلّله سبعاً ، وأحمده سبعاً ، وسبّحه سبعاً وقل : "لَبَّيْكَ داعِي اللهِ" سبعاً ، وقل :
"إنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَني عِنْدَ اسْتَغاثَتِكَ ، وَلِساني عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ ، فَقَدْ أجابَكَ قَلْبي ، وَسَمْعي وَبَصَري ، ورَأيي وَهَواي عَلى التَّسْلِيمِ(93) لِخَلَفِ النَّبيِّ المُرْسَلِ ، وَالسِّبْطِ ـ المنْتَجَبِ ، وَالدَّليلِ العالِمِ ، والأمِينِ المُسْتَخْزَنِ ، والمُؤدِّي المبَلّغِ ، وَالمظْلُومِ المُضْطَهَدِ(94) ، جِئْتُكَ يا مَولايَ انْقِطاعاً إلَيْكَ ، وَإلى جَدِّكَ وَأبِيكَ ، وَوُلْدِكَ الخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ ، فَقَلْبي لَكَ مَسَلِّم ، وَرَأْيي لَكَ مُتَّبِعٌ ، وَنُصْرَتي لَكَ مُعِدَّة ، حَتّى يَحْكُمَ اللهُ بِدينِهِ وَيَبْعَثكُمْ ، وَاُشْهِدُ اللهَ أنَّكُمُ الحُجَّةُ ، وَبِكُمْ تُرْجَى الرَّحْمَةُ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إنّي بِكُمْ مِنَ المُؤمِنينَ ، لا اُنكِرُ لله قُدْرَةً ، وَلا اُكَذِّبُ مِنهُ بِمَشيئَةٍ" ،

ثمَّ امش وقصِّر خُطاك حتّى تستقبل القبر ، واجعل القِبلَة بين كتفيك واستقبل بوجهك وَجهةً وقل :
"السَّلامُ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ ، والسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ أمِين اللهِ عَلى رُسُلِهِ(95) وَعَزائِمِ أمْرِهِ ، الخاتِم لِما سَبَقَ ، والفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ(96) ، وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ صاحِبِ ميثاقِكَ ، وَخاتَم رُسُلِكَ ، وَسيِّدِ عِبادِكَ ، وَأمينِكَ في بِلادكَ ، وَخَيْرِ بَريَّتِكَ كما تَلا كِتابَكَ ، وَجاهَدَ عَدُوَّكَ حَتّى أتاهُ اليَقِينُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِيرِ المؤمِنينَ عَبْدِكَ ، وَأخِي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّلِيلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالَتِكَ ، وَدَيّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ(97) وَفَصْلِ قَضائِكَ بين خَلْقِكَ ، وَالمُهَيمنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ أتْمِمْ بِهِ كَلِماتِكَ(98) ، وَأنْجِزْ بِهِ وَعْدَكَ ، وَأهْلِكْ بِهِ عَدُوَّكَ ، وَاكْتُبنا في أَوْلِيائِهِ وَأحِبّائِهِ ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا لَهُ شيعَةً وَأنْصاراً وَأعْواناً عَلى طاعَتِكَ وطاعَةِ رَسُولِكَ ، وَما وَكَّلْتَهُ بِهِ ، وَاسْتَخْلَفْتَهُ عَلَيْهِ يا رَبَّ العالَمِينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ نَبيِّكَ ، وَزَوْجَةِ وَلِيِّكَ ، وَاُمِّ السِّبْطَينِ الحَسَنِ وَالحُسَين ، الطّاهِرَةِ المطَهَّرَةِ ، الصِّدِّيقَةِ الزَّكيَّةِ ، سَيِّدَةِ نِساءِ أهْلِ الجَنَّةِ أجْمَعين(99) ، صَلاةُ لا يَقْوى عَلى إحَصائِها غيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الحَسَنِ بْنِ عَليٍّ عَبْدِكَ ، وَابْنِ أخي رَسُولِكَ ، الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، وَدَيّانَ الدِّين بِعَدْلِكَ ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَين خَلْقِكَ ، وَالمهَيْمِنَ ، وَالمهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، [والسَّلامُ عليه] وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحسين بن عَليِّ عَبْدِكَ ، وَابْنِ أخي رَسُولِكَ ، الَّذي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لمنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرسالاتِكَ ، وَدَيّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَين خَلْقِكَ ، وَالمهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، [والسَّلامُ عَلَيْهِ] وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ" .

وَتُصلّي على الأئمَّة كلّهم كما صَلّيت على الحسن والحسين عليهما السلام تقول :
"اللّهُمَّ أتْمِمْ بِهِمْ كَلِماتِكَ ، وَأنْجِزْ بِهِمْ وَعْدَكَ ، وَأهْلِكْ بِهِمْ عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُم مِنَ الجنِّ وَالإنْس أجْمَعينَ ، اللّهُمَّ اجْزِهِمْ عَنّا خَيرَ ما جازَيْتَ نَذِيراً عَنْ قَومِهِ ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا لَهُم شيعَةً وَأنْصاراً وَأعْواناً ، عَلى طاعَتِكَ وطاعَةِ رَسُولِكَ ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَتَّبِعُ النُّورَ الَّذِي اُنْزِلَ مَعَهُمْ ، وَأَحْيِنا مَحْياهُمْ ، وأمِتْنا مَمَاتَهُم ، وَأشْهِدْنا مَشاهِدَهُمْ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، اللّهُمَّ إنَّ هذا مَقامٌ أكْرَمْتَني بِهِ ، وَشَرَّفْتَني بِهِ ، وَأعْطَيْتَني فيهِ رَغْبَتي عَلى حَقيقَةِ إيماني بِكَ وَبِرَسُولِكَ(100)" .
ثمّ تدنو قليلاً وتقول: "السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَسَلامُ الله وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المقَرَّبينَ ، وأنْبِيائِهِ المرْسَلينَ ، كُلَّما تَروحُ الرّائحاتُ الطّاهِراتُ لَكَ ، وَعَلَيْكَ سَلامُ المؤمِنينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ ، النّاطِقينَ لَكَ بِفَضْلِكَ ، بِألْسِنَتِهِمْ ، أشْهَدُ أنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ ، صَدَقْتَ فيما دَعَوْتَ إلَيْهِ ، وَصَدَقْتَ فيما أتَيْتَ بِهِ ، وَأنَّكَ ثَأْرُ اللهِ في الأرْضِ ، اللّهُمٌّ أدْخِلْني في أوْلِيائِكَ ، وَحَبِّبْ إليَّ شَهادَتَهُمْ ومَشاهِدَهُمْ في الدُّنْيا وَالآخِرَةُ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ(101)" .
وتقول : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، رَحِمَكَ اللهُ يا أبا عَبْدِاللهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ الهُدى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ التُّقى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ [عَلى أهْلِ الدُّنْيا ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ] وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبيّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثَأْرَ اللهِ وَابْنَ ثَأرِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وِتْرَ اللهِ وَابْنَ وِتْرِهُ ، أشْهَدُ أنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً ، وَأنَّ قاتِلَكَ في النّارِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ جاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ، لَم تأخُذْكَ في اللهِ لَوْمَةُ لائمِ ، وَأنَّكَ عَبَدْتَهُ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوى ، وَبابُ الْهُدى ، والحُجَّةُ عَلى خَلْقِهِ ، أشْهَدُ أنَّ ذلِكَ لَكُمْ سابِقٌ فيما مَضى ، وَفاتِحٌ فيما بَقِيَ ، وَأشْهَدُ أنَّ أرْواحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ طِينَةٌ طَيِّبَةٌ ، طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بعضٍ مِنَ اللهِ وَمِن رَحْمَتِهِ ، فَأُشْهِدُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى وَكَفى بِهِ شَهيداً ، وَاُشْهِدُكُمْ أنّي بِكُمْ مؤْمِنٌ وَلَكُمْ تابِعٌ في ذاتِ نَفْسي ، وَشَرائِع دِيني وَخاتِمَةِ عَمَلي(102) وَمُنْقَلِبي وَمَثْوايَ ، فَأسْألُ اللهَ البَرَّ الرَّحيمَ أنْ يُتَمِّمَ ذلِكَ لي ، أشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ ، وَصَبرتُمْ وَقُتِلْتُم ، وَغُصِبْتُمْ وَاُسيءَ إلَيْكُم فَصَبَرتُمْ ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً خالَفَتْكُمْ ، وَاُمَّةً
جَحَدَتْ وِلايَتَكُمْ ، وَاُمَّةً تَظاهَرَتْ عَلَيْكُم ، وَاُمَّةً شَهِدتْ وَلَمْ تُسْتَشْهَدْ ، الحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ النّارَ مَثواهُمْ ، وَبِئسَ الْوردُ المَورَودُ ، وَبِئْسَ الرِّفْدُ المَرْفُودُ(103)" .

وتقول: "صَلّى اللهُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، لَعَنَ اللهُ قاتِليكَ ، وَلَعَنَ اللهُ سالِبيكَ ، وَلَعَنَ اللهُ خاذِليكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ شايَعَ عَلى قَتْلِكَ ، وَمَنْ أمَرَ بِقَتْلِكَ ، وَشارَكَ في دَمِكَ ، وَلَعَن اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيّ بِهِ أوْ سَلَّمَ إلَيْهِ ، أنَا أبْرَءُ إلَى اللهِ مِنْ وِلايَتِهِمْ ، وَأتَولّى اللهَ وَرَسُولَهُ وآلَ رَسُولِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذينَ انْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ وَسَفَكُوا دَمَكَ مَلْعُونُونَ ، عَلى لِسانِ النَّبيِّ الاُمّيِّ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذين كَذَّبُوا رُسُلَكَ ، وَسَفَكُوا دِماءَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ ، اللّهُمَّ الْعَنِ قَتَلَةَ أميرِ المؤمِنينَ ، وَضاعِف عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الألِيمَ ، اللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الحسينِ بْنِ عَليٍّ ، وَقَتَلَة أنْصارِ الحسَينِ بْنِ عَليٍّ ، وَأصِلْهُمْ حَرَّ نارِكَ ، وَذُقْهُمْ بَأسَكَ ، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الألِيمَ ، وَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً ، اللّهُمَّ احْلُلْ بِهِمْ نِقْمَتَكَ ، وَآتِهِمْ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبونَ ، وَخُذهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ ، وَعَذِّبْهُم عَذاباً نُكْراً(104) ، وَالْعَنْ أعْداءَ نَبيِّكَ وَ [أعْداءَ] آلِ نَبيِّكَ لَعْناً وَبِيلاً ، اللّهُمَّ الْعَنِ الجِبْتَ وَالطّاغُوتَ وَالفَراعِنَةَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ" .
وتقول: "بأبي أنْتَ وَاُمِّي يا أبا عَبْدِاللهِ ، إلَيْكَ كانَتْ رِحْلَتي مَعَ بُعْدِ شُقَّتي ، وَلَكَ فاضَتْ عَبرَتي(105) ، وَعَلَيْكَ كانَ أسَفي وَنَحِيبي ، وَصُراخِي وَزَفْرَتي وَشَهِيقي(106) ، وَإلَيْكَ كانَ مَجِيئي ، وَبِكَ أَسْتَتِرُ مِنْ عَظِيم جُرْمي(107) ، أتَيْتُكَ [زائِراً] وافِداً قَدْ أوقَرْتُ ظَهْري ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي ، يا سَيِّدي بَكَيْتُكَ يا خِيَرَةَ اللهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ ، وَحَقٌّ لِيَ أنْ أبكِيَكَ ، وقد بكتك السماوات والأرضون ، والجبال والبحار ، فما عذري إن لم أبكك ، وَقَدْ بَكاكَ حَبيبُ رَبّي ، وَبَكَتْكَ الأئمَّةُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِم ، وَبَكاكَ مَنْ دُونَ سِدْرَةِ المُنْتَهى إلى الثَّرى جَزَعاً عَلَيْكَ" .
ثمّ اسْتَلمِ القَبرَ وقل : "السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبْدِاللهِ ، يا حُسَين بْنَ عَليٍّ يا ابْنَ رَسُول اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّة اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ عَبْدُاللهِ وَأمِينُهُ ، بَلَّغْتَ ناصِحاً وَأدَّيْتَ أميناً ، وَقُلْتَ صادِقاً ، وَقُتِلْتَ صِدِّيقاً ، فَمَضَيْتَ شَهيداً عَلى يَقينٍ ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً ، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إلى باطِلٍ ، وَلَمْ تُجِبْ(108) إلاّ اللهَ وَحْدَهُ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ كُنْتَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، بَلَّغْتَ ما اُمِرْتَ بِهِ ، وَقُمْتَ بِحَقِّهِ ، وَصَدَّقْتَ مَنْ كانَ قَبْلَكَ غَيرَ واهِنٍ وَلا مُوهِنٍ ، فَصَلّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْليماً ، جَزاكَ اللهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيراً ، أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ ، وَأنَّ الحقَّ مَعَكَ وَإلَيْكَ ، وَأَنْتَ أهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ ، وَوَفَيْتَ وَجاهَدْتَ في سَبيل الله بالحكْمَةِ وَالموْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَمَضَيْتَ لِلَّذي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهيداً(109) وَمُسْتَشْهِداً وَمَشْهُوداً ، فَصلّى اللهُ عَلَيْكَ وسَلَّمَ تَسْليماً ، أشْهَدُ أنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ ، مِنْ طُهْرِ طاهِرٍ مَطَهَّرٍ ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ أرْضٌ أنْتَ بِها ، وَطَهُرَ حَرَمُكَ ، أشْهَدُ أنَّكَ أمَرْتَ بِالْقِسْطِ وَالْعَدْلِ ، وَدَعَوتَ إلَيْهِما ، وَأشْهَدُ أنَّ اُمَّةً قَتَلَتْكَ أشْرارُ خَلْقِ اللهِ وَكَفَرَتُهُ ، وإنّي أسْتَشْفِعُ بِكَ إلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبّي مِنْ جَميعِ ذُنُوبي ، وَأتَوَجَّهُ بِكَ إلى اللهِ في جَميعِ حَوائِجي وَرَغْبَتي ، في أمْرِ آخِرَتي وَدُنْياي" .
ثمّ ضَعْ خَدَّك الاُيمن على القبر وقل : "اللّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا الْقَبر وَمَنْ فيهِ ، وَبحقِّ هذِهِ الْقُبُورِ وَمَنْ أسْكَنْتَها ، أنْ تَكْتُبَ اسْمي عِنْدَكَ في أسْمائِهِمْ حَتّى تُورِدَني مَوارِدَهُمْ ، وَتُصْدِرَني مَصادِرَهُمْ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ" .
وتقول : "رَبِّ أفْحَمَتْني ذُنُوبي(110) وَقَطَعَتْ مَقالَتي ، فَلا حُجَّةَ لي وَلا عُذْرَ لي ، فَأنَا المُقِرُّ بِذَنْبي ، الأسِيرُ بِبَليَّتي ، المُرْتَهِنُ بِعَمَلي ، المُتجَلِّدُ في خَطِيئَتي ، المُتَحَيِّرُ عَنْ قَصْدِي(111) ، المُنْقَطَعُ بي ، قَدْ أوْقَفْتُ نَفْسي يا رَبِّ مَوقِفَ الأَشْقِياءِ الأذِلاّءِ المُذْنِبينَ ، المُجْتَرِئينَ عَلَيكَ ، المُسْتَخِفِّين بِوَعيدِكَ ، يا سُبْحانَكَ ! أيَّ جُرْأَةٍ اجْتَرَءْتُ عَلَيْكَ ، وَأيَّ تَغْريرٍ غَرَّرْتُ بِنَفْسي ، وَأيَّ سَكْرَةٍ أوْبَقَتْني ، وَأيَّ غَفْلَةٍ أعْطَبَتْني ، ما كانَ أقْبَحَ سُوءَ نَظَرِي ، وَأوْحَشَ فِعْلي ، يا سَيِّدي فَارْحَمْ كَبْوَتي لحُرِّ وَجْهي(112) ، وزَلَّةِ قَدَمي ، وَتَعْفيري في التُّرابِ خَدِّي ، وَنَدامَتي عَلى ما فَرَطَ مِنّي ، وأقِلْني عَثْرَتي ، وَارْحَمْ صَرْخَتي وَعَبْرَتي ، وَاقْبَلْ مَعْذِرَتي ، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي ، وَبإحْسانِكَ عَلى خَطيئاتي ، وَبِعَفْوِك عَليِّ ، رَبِّ أشْكُو إلَيْكَ قَسَاوَةَ قَلْبي ، وَضَعْفَ عَمَلي ، فَامْنَحْ بِمَسْأَلَتي(113) ، فأنَا المُقِرُّ بِذَنْبي ، المُعْترِفُ بخَطِيئَتي ، وَهذِهِ يَدي وَناصِيَتي ، أسْتَكينُ لَكَ بِالْقَوَدِ مِنْ نَفْسِي ، فَأقْبَلْ تَوبَتي ، وَنَفِّسْ كُرْبَتي ، وَارْحَمْ خُشُوعي وَخُضَوعي وَانقِطاعي إلَيْكَ سَيِّدي ! وا أسفي عَلى ما كان مِني وَتَمَرُّغي(114) وَتَعْفِيري في تُرابِ قَبْرِ ابْنِ نَبيِّكَ بَينَ يَدَيْكَ ، فَأنْتَ رَجائي وَظَهْري وَعُدَّتي وَمُعْتَمَدي ، لا إله إلاّ أنْتَ" .
ثمَّ كبر خمسةً وثلاثين تكبيرةً ، ثمّ ترفع يديك وتقول :
"إلَيْكَ يا رَبِّ صَمَدْتُ مِنْ أرْضي ، وَإلَى ابْنِ نَبيِّكَ قَطَعْتُ البِلادَ رَجاءً لِلْمَغْفِرَةِ ، فَكُنْ لي يا وَليَّ اللهِ سَكَناً وَشَفيعاً(115) ، وَكُنْ بي رَحِيماً ، وَكُنْ لي مَنْجاً(116) يَومَ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ [عِنْدَه] إلاّ لمن ارْتَضى ، يَوْمَ لا تَنْفَعُ شَفاعَةُ الشّافِعينَ ، وَيَومَ يَقُولُ أهْلُ الضَّلالَةِ : "مَا لَنَا مِنْ شافِعينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيم(117)" ، فَكُنْ يَومَئِذٍ في مَقامي بَين يَدَي رَبِّي لي مُنْقِذاً ، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي إذَا ارْتَعَدَت فرائِصي ، وَاُخِذَ بِسَمْعي ، وَأنَا مُنَكِّسٌ رَأْسي(118) بِما قَدَّمْتُ مِنْ سُوءِ عَمَلي ، وَأنا عارٍ كما وَلَدَتْني اُمِّي ، وَرَبّي يَسْأَلُني فَكُنْ لي يَومَئِذٍ شافِعاً(119) وَمُنْقِذاً ، فَقَدْ أعْدَدْتُكَ لِيَومِ حاجَتي وَيَومِ فَقْري وَفاقَتي" .
ثمَّ ضَعْ خَدَّك الأيسر على القبر وتقول :
"اللّهُمَّ ارْحَمْ تَضَرُّعي في تُرابِ قَبْرِ ابْنِ نَبيِّكَ ، فَإنّي في مَوضِعِ رَحْمَةٍ يا رَبِّ" .
وتقول :
"بأبي أنْتَ وَاُمِّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، إنّي أبْرَءُ إلَى اللهِ مِنْ قاتِلِكَ وَمِنْ سالِبِكَ ، يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكَ ، فَأَفُوزَ فَوزاَ عَظيماً ، وَأَبْذُلَ مُهْجَتي فِيكَ ، وَأقيَكَ بِنَفْسي ، وَكُنْتُ فيمَن أقامَ بَين يَدَيْكَ حَتّى يُسْفَكَ دَمي مَعَكَ ، فَأَظْفُرَ مَعَكَ بِالسَّعادَةِ وَالْفَوزِ بِالْجنَّةِ" .
وتقول : "لَعَنَ اللهُ مَنْ رَماكَ ، لَعَنَ الله مَنْ طَعَنَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنِ اجْتَزَّ رَأْسَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ حَمَلَ رَأْسَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ نَكَتَ بِقَضيبِهِ بَين ثَناياكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ أبْكى نِساءَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ أيْتَمَ أوْلادَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ أعانَ عَلَيْكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ سارَ إليكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ مَنَعَكَ ماءَ الْفُراتِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ غَشَّكَ وَخَلاكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ سَمِعَ صَوتَكَ فَلمْ يُجِبْكَ ، لَعَنَ الله ابْنَ آكِلَةِ الأكْبادِ ، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَه وَأعْوانَهُ وَأتْباعَهُ وَأنْصارَهُ ابْنَ سُمَيَّة(120) ، وَلَعَن اللهُ جَميعَ قاتِليكَ وَقاتِلي أبِيكَ وَمَنْ أعانَ عَلى قَتْلِكُم ، وَحَشَا الله أجْوافَهُمْ وَبُطُونَهُمْ وَقُبورَهُمْ ناراً ، وَعَذَّبَهُمْ عَذاباً أليماً" .

ثمَّ تسبِّح عند رأسه ألف تسبيحةٍ مِن تسبيح أمير المؤمنين عليه السلام ، فإن أحببت تحوَّلت(121) إلى عند رِجْلَيه وتدعو بما قد فسّرت لك ، ثمّ تدور من عند رِجليه إلى عند رأسه . فإذا فرغتَ مِن الصَّلاة سبَّحت ، والتّسبيح تقول :
"سُبْحانَ مَنْ لا تَبيدُ مَعالِمُهُ(122) ، سُبْحانَ مَنْ لا تَنْقُصُ خَزائِنُهُ ، سُبحانَ مَنْ لا انْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبْحانَ مَنْ لا يَنْفَدُ ما عِنْدَهُ ، سُبحانَ مَنْ لا اضْمِحلالَ لِفَخْرِهِ ، سُبْحانَ مَنْ لا يُشاوِرُ أحَداً في أمْرِهِ ، سُبْحانَ مَنْ لا إلهَ غَيرُهُ(123)" .
ثمَّ تحوَّل عند رِجْلَيه وضَع يدك على القبر وقل :
"صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عبدالله ـ ثلاثاً ـ صَبَرْتَ وَأنْتَ الصّادِقُ المُصَدِّقُ ، قتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكُمْ بِالأيْدي وَالألْسُنِ" .
وتقول : "اللّهُمّ رَبَّ الأرْبابِ ، صَريخَ الأخْيارِ ، إنّي عُذتُ مَعاذاً ، فَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، جِئْتُكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ وافِداً إلَيْكَ ، أتَوَسَّلُ إلَى اللهِ في جَميع حَوائِجي مِنْ أمْرِ آخِرَتي وَدُنْيايَ ، وَبِكَ يَتَوَسَّلُ المتوَسِّلُونَ إلى الله في جَميع حَوائِجِهِمْ ، وَبِكَ يُدْرِكُ أهْلُ الثَّوابِ مِنْ عِبادِ اللهِ طَلِبَتَهُمْ ، أسأَلُ وَلِيَّكَ وَوَلِيَّنا أنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زيارَتِكَ الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَالمَغْفِرَةَ لِذُنُوبي ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَتَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ" .

ثمّ تضع خَدَّك عليه وتقول : "اللّهُمٌّ رَبَّ الحُسَينِ ! اشْفِ صَدْرِ الحُسَينِ ، اللّهُمَّ رَبَّ الحُسَينِ ! اطْلُبْ بِدَم الحُسَين ، اللّهُمَّ رَبَّ الحُسَين ! انْتَقِمْ مِمَّنْ رَضِيَ بِقَتْل الحُسين ، اللّهُمَّ رَبَّ الحسَين ! انْتَقِمْ مِمَّن خَالَفَ الحُسَين ، اللّهُمَّ رَبَّ الحُسين ! انْتَقِمْ مِمَّنْ فَرِحَ بِقَتْلِ الحُسَين" ، وتبتهل إلى الله في اللّعنة على قاتل(124) الحسين وأمير المؤمنين عليهما السلام .
وتسبّح عند رجليه ألف تسبيحةٍ من تسبيح فاطمة الزَّهراء صلّى الله عليها ، فإن لم تقدر فمائة تسبيحة وتقول :
"سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشّامِخِ المنيفِ ، سُبْحان ذي الجلال الفاخر العظيم(125) ، سُبْحانَ ذِي الملْكِ الفاخِرِ القَديمِ ، سُبْحانَ ذِي المْلكِ الفاخِرِ العَظيم ، سُبْحان مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَالجمالَ ، سُبْحانَ مَنْ تَردّى بِالنُّورِ وَالوَقارِ ، سُبْحانَ مَنْ يَرى أثَرَ النَّمْلِ في الصَّفا ، وَخَفَقانَ الطَّير(126) في الْهَواءِ ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكذا ولا هكذا غيره" .

ثمَّ صِرْ إلى قبر عليِّ بن الحسين(127) ـ فهو عند رجل الحسين عليهما السّلام ـ فإذا وقفت عليه فقل :
"السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، وَابْنَ خَليفَةِ رَسُولِ اللهِ ، وَابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ مُضاعَفَةً ، كُلَّما طَلَعَتْ شَمْسٌ أوْ غَرَبَتْ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، بِأبي أنْتَ وَاُمِّي مِنْ مَذْبُوحٍ وَمَقتُولٍ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي دَمُكَ المُرْتَقى(128) بِهِ إلى حَبيبِ اللهِ ، بِأبي أنْتَ وَاُمِّي مِنْ مُقَدَّم بَينَ يَدي أبيكَ يَحْتَسِبُكَ(129) وَيَبْكي عَلَيْكَ ، مُحتَرِقاً عَلَيْكَ قَلْبُهُ ، يَرْفَعُ دَمُكَ بِكَفِّهِ إلى أعْنانِ السَّماءِ(130) لا تَرْجَعُ مِنْهُ قَطْرَةٌ ، وَلا تَسْكُنْ عَلَيْكَ مِنْ أبيكَ زَفْرَةٌ ، وَدَّعَكَ لِلْفِراقِ ، فَمَكانُكُما عِنْدَ اللهِ مَعَ آبائِكَ الماضِينَ ، وَمَعَ اُمُّهاتِكَ في الجِنانِ مُنَعَّمِينَ ، أبْرءُ إلَى اللهِ مِمَّنْ قَتَلَكَ وَذَبَحكَ" .
ثمّ انكبَّ على القَبر وضَعْ يديك عليه وقلْ : "سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ ، وَأنْبيائِهِ المرْسَلينَ وَعِبادِهِ الصَّالحينَ ، عَلَيْكَ يا مَولاي وَابْنَ مَولايَ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى عِتْرتِكَ وَأهْلِ بَيْتِكَ وَآبائِكَ وَأبْنائِكَ وَاُمُّهاتِكَ الأخْيارِ الأبْرارِ ، الَّذينَ أذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطهِيراً ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَابْنَ أميرِ المؤْمِنينَ ، وَابْنَ الحُسينِ بْنِ عَليّ ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّكُمْ ، لَعَنَ الله مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ وَمَنْ مَضى ، نَفْسي فِداؤُكُمْ وَلِمَضَجَعِكُمْ ، صَلّى اللهُ عَلَيْكُمْ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثِيراً" .
ثمَّ ضع خدَّك على القبر وقل : "صَلّى اللهُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ ـ ثلاثاً ـ بأبي أنْتَ وَاُمِّي أتَيْتُكَ زائِراً وافِداً عائِذاً مِمّا جَنَيْتُ عَلى نَفْسي ، وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْري ، أسْألُ اللهَ وَلِيَّكَ وَوَلِيِّي أنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زيارَتِكَ عِتْقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ـ وتدعو بما أحببت ـ ". ثمَّ تدور مِن خلف الحسين عليه السلام إلى عند رأسِه وصلِّ عند رأسه رَكعتين ، تقرء في الأولى "الحمْد" و "يس" وفي الثّانية "الحمد" و "الرَّحمن" ، وإن شئتَ صلَّيت خَلْف القبر ، وعند رأسه أفضل . فإذا فرغتَ فصلِّ ما أحببتَ إلاّ أنَّ رَكعتي الزِّيارة لا بدَّ منهما عند كلِّ قبر ، فإذا فرغتَ من الصَّلاة فارْفَعْ يديك وقل : "اللّهُمَّ إنّا أتَيْناهُ مُؤمِنينَ بِهِ ، مُسَلِّمِينَ لَهُ ، مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ ، عارِفينَ بِحَقِّهِ ، مُقِرّينَ بِفَضْلِهِ ، مُستَبْصِرينَ بِضَلالَةِ مَنْ خَالَفَهُ ، عارِفينَ بالْهُدَى الَّذي هُوَ عَلَيْهِ ، اللّهُمَّ إنّي اُشْهِدُكَ وَاُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلائِكَتِكَ ، أنّي بِهِمْ مُؤْمِنٌ ، وَأنّي بِمَن قَتَلَهُمْ كافِرٌ ، اللّهُمَّ اجْعَلْ لِما أقُولُ بِلِساني حَقيقَةً في قَلْبي ، وَشَريعَةً في عَمَلي ، اللّهمَّ اجْعَلْني مِمَّنْ لَهُ مَعَ الحُسَينِ بْنِ عَليٍّ عليهما السلام قَدَمٌ ثابِتٌ ، وَأثْبِتْني فيمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ ، اللّهُمَّ ألْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ كُفْراً ، سُبْحانَكَ يا حَلِيمُ عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ في الأرْضِ ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا عَظِيمُ ، تَرى عَظيمَ الجُرْمِ مِنْ عِبادِكَ فَلا تُعجِّلُ عَلَيْهِمْ ، تَعالَيْتَ يا كَريمُ ، أنْتَ شاهِدُ غَيرُ غائِبٍ ، وَعالِمٌ بما اُتي إلىُ أهْلِ صَفْوَتِكَ وَأحِبّائِكَ مِنَ الأمِرِ الَّذي لا تَحْمِلُهُ سَماءٌ وَلا أرْضٌ ولو شِئْتَ لانْتَقَمْتَ مِنْهُمْ ، وَلكِنَّكَ ذو أناةٍ ، وَقَدْ أمْهَلْتَ الَّذِينَ اجْتَرَؤوا عَلَيْكَ وَعَلى رَسُولِكَ وَحَبِيبِكَ ، فأسْكَنْتَهُمْ أرْضَكَ ، وَغَذَوتَهُم بِنِعْمَتِكَ ، إلى أجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ ، وَوَقْتٍ هُمْ صائِرُونَ إلَيْهِ ، لِيَسْتَكْمِلُوا الْعَمَلَ الَّذي قَدَّرْتَ ، وَالأجَلَ الَّذِي أجَّلْتَ ، لِتُخَلِّدَهُمْ في مَحَطٍّ وَوَثاقٍ(131) وَنارِ [جَهَنَّمْ] ، وَحَمِيمٍ وَغُسّاقٍ ، وَالضَّريعِ وَالأحْراقِ(132) ، والأغْلالِ وَالأوْثاقِ ، وَغِسْلِين وَزَقُّومٍ(133) وَصَدِيدٍ ، مَعَ
طُولِ المَقامِ في أيّامٍ لَظى(134) ، وَفي سَقَرِ الَّتي لا تُبْقي وَلا تَذَرُ ، وَفي الحَمِيمِ والجحيم" .

ثمّ تنكّب على القبر وتقول : "يا سَيِّدي أتَيْتُكَ زَائِراً مُوقَراً مِنَ الذُّنُوبِ ، أتَقَرَّبُ إلى رَبّي بِوُفُودي إلَيْكَ ، وَبُكائي عَلَيْكَ ، وَعَويلي وَحَسْرَتي وَأسَفي وَبُكائي(135) ، وَما أخافُ عَلى نَفْسي رَجاءَ أنْ تَكُونَ لي حِجاباً وَسَنَداً وَكَهْفاً ، وَحِرْزاً وَشافِعاً وَقايَةً مِنَ النّار غَداً ، وَأنَا مِنْ مَواليكُمُ الَّذِينَ اُعادِي عَدُوَّكُمْ وَأوالي وَلِيَّكُمْ ، عَلى ذلِكَ أحْيا وَعَلَيْه أمُوتُ ، وَعَليْهُ اُبْعَثُ إنْ شَاءَ اللهُ ، وَقَدْ أشْخَصْتُ بَدَني وَوَدَّعْتُ أهْلي وَبَعُدَتْ شُقَّتي(136) ، وَاُؤَمِّلُ في قُربِكُمُ النَّجاةَ ، وَأرْجُو في إتْيانِكُمُ الكَرَّةَ(137) ، وَأطْمَعُ في النَّظَرِ إلَيْكُم وَإلى مَكانِكُمْ غَداً في جِنانِ(138) رَبّي مَعَ آبائِكُمُ الماضِينَ" .
وتقول : "يا أبا عَبْدِاللهِ يا حُسَينُ ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، جِئتُكَ مُسْتَشْفِعاً بِكَ إلَى الله ، اللّهُمَّ إنّي أسْتَشْفِعُ إلَيْكَ بِوَلَدِ حَبِيبِكَ ، وَبِالملائِكَةِ الَّذِينَ يَضِجُّونَ عَلَيْهِ وَيَبْكُونَ وَيَصْرَخُونَ ، لا يَفْتَرُونَ ، وَلا يَسْأَمُونَ وَهُمْ مِنَ خَشْيَتِكَ مُشْفِقُونَ ، وَمِن عَذابِكَ حَذِرُونَ ، لا تُغَيِّرهُمُ الأيّامُ ، وَلا يَنْهَزِمُونَ مِنْ نَواحِي الخَيْرِ يَشْهَقُونَ(139) ، وَسَيِّدُهُمْ يَرى ما يَصْنَعُونَ ؛ وَما فيهِ يَتَقَلَّبُونَ ، قَدِ انْهَمَلَتْ مِنْهُمُ الْعُيُونُ فَلا تَرْقَأُ(140) ، وَاشْتَدَّ مِنْهُمُ الحُزْنُ بِحُرْقَةٍ لا تُطْفَأُ" .
ثمَّ ترفع يديك وتقول : "اللّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ مَسْألَةَ المِسْكِين المسْتَكِين ، العَليلِ الذَّليلِ الَّذي لَمْ يُرِدْ بِمَسْألَتِهِ غَيرَكَ ، فَإنْ لَمْ تُدْرِكْهُ رَحْمُتُكَ عَطِبَ ، أَسأَلُكَ أنْ تُدارِكَني بِلطْفٍ مِنْكَ ، وَأنْتَ الَّذِي لا تُخَيِّبُ سائِلَكَ(141) ، وَتُعْطِي المَغْفِرَةَ وَتَغْفِرُ الذُّنُوبَ ، فَلا أكُونَنَّ يا سَيِّدي أنا أهْوَنَ خَلْقِكَ عَلَيْكَ ، وَلا أكُونُ أهْوَنَ مَنْ وَفَدَ إَلَيْكَ بِابْنِ حَبيبِكَ ، فَإنّي أمَّلْتُ وَرَجَوتُ ، وَطَمِعْتُ وَزُرْتُ وَاغْتربْتُ(142) ، رَجاءً لَكَ أنْ تُكافِيَني إذْ أخْرَجَتَني مِنْ رَحْلي ، فَأَذِنْتَ لي بِالمَسِير إلى هذا المَكانِ رَحْمَةً مِنْكَ ، وَتَفَضُّلاً مِنْكَ ، يا رَحمنُ يا رَحيمُ" .
واجتهد في الدُّعاء ما قدرت عليه ، وأكثر منه إن شاء الله ، ثمَّ تخرج من السَّقيفة وتقف بحذاء قبور الشُّهداء تؤمي إليهم أجمعين وتقول : "السَّلام عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلام عَلَيْكُمْ يا أهْلَ الْقُبُورِ مِنْ أهْلِ دِيارِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُم فَنِعمَ عُقْبى الدَّارِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أولياءَ الله ، السَّلامُ عَلَيْكُم يا أنْصارَ اللهِ وَأنْصارَ رَسُولِهِ ، وَأنْصارَ أميرِ المؤمِنينَ ، وَأنْصارَ ابْنِ رَسُولِهِ وَأنْصارَ دينِهِ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ أنْصارُ اللهِ كَما قال اللهُ عزَّوجَلّ : "وَكأَيِّنْ مِنْ نَبيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُمْ في سَبيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا(143)" ، فَما ضَعُفْتُمْ وَما اسْتَكَنْتُمْ ، حَتّى لَقِيتُمُ اللهَ عَلى سَبيلِ الحَقِّ ، صَلّى اللهُ عَلَيْكُمْ وَعَلى أرْواحِكُمْ وَأبْدانِكُمْ وَأجْسادِكُمْ ، أبْشِرُوا بِمَوعِدِ اللهِ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ وَلا تَبْدِيلَ ، إنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ وَعْدَهُ ، وَاللهُ مُدْرِكٌ بِكُمْ ثأرَ ما وَعَدَكُمْ(144) ، أنْتُمْ خاصَّةُ اللهِ اخْتَصَّكُمْ اللهُ لأبي عَبْدِاللهِ عَلَيهِ السَّلام ، أنْتُمُ الشُّهداءُ وَأنْتُمُ السُّعَداء ، سُعِدْتُمْ عِنْدَاللهِ ، وَفُزْتُمْ بِالدَّرَجاتِ مِنْ جَنّاتٍ لا يَطْعُنُ أهْلُها وَلا يُهْرَمُونَ ، وَرَضُوا بِالمَقامِ في دارِ السَّلامِ ، مَع مَنْ نَصَرْتُم(145) ، جَزاكُمُ اللهُ خَيْراً مِنْ
أعْوانٍ جَزاءَ مَنْ صَبر مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، أنْجزَ اللهُ ما وَعَدَكُمْ مِنَ الْكَرامَةِ في جَوارِهِ وَدارِهِ مَعَ النَّبيِّين وَالمرْسَلِينَ ، وَأميرِ المؤمِنينَ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجِّلِينَ(146) ، أسْأَلُ الله الَّذي حَمَلَني إلَيْكُمْ حَتى أراني مَصارِعَكُم أنْ يرِينيِكُمْ عَلَى الحَوْضِ رِواءً مَرْويَّينِ ، وَيُريَني أعْداءَكُمْ في أسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الجَحِيمِ ، فَإنَّهُمْ قَتَلُوكُمْ ظُلْماً وَأرادُوا إماتَةَ الحَقِّ ، وَسَلَبُوكُمْ لاِبْنِ سُمَيَّةَ وابْنِ آكِلَةِ الأكْبادِ ، فَأسْألُ الله أنْ يُرينيَهُمْ ظِمآء مُظْمَئينَ(147) مُسَلْسَلِينَ مغلّلين ، يُساقُونَ إلى الجحيم ، السَّلام عَلَيْكُم يا أنْصارَ اللهِ وَأنْصارَ ابْنِ رَسُولِ اللهِ مِنِّي ما بَقِيتُ [وَبَقِيَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ] ، وَالسَّلام عَلَيْكُمْ دائِماً إذا فُنِيتُ وَبَلَيْتُ ، لَهْفى عَلَيكُمْ أيُّ مُصِيبَةٍ أصابَتْ كُلَّ مَوْلىً لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، لَقَدْ عَظُمٌتْ وَخُصَّتْ وَجَلَّتْ وَعَمَّتْ مُصيبَتُكُمْ ، أنَا بِكُمْ لَجَزِعٌ ، وَأنا بِكُمْ لَمُوجَعٌ مَحزُونٌ ، وَأنا بِكُمْ لَمُصابٌ مَلْهُوفٌ، هَنيئاً لُكُمْ ما اُعْطِيتُمْ ، وَهَنيئاً لَكُمْ ما بِهِ حُيّيتُمْ ، فَلَقَدْ بَكَتْكُمُ الملائِكَةُ وَحَفَّتْكُمْ وَسَكَنَتْ مَعَسْكَرَكُمْ ، وَحَلَّتْ مَصارِعَكُمْ ، وَقَدَّسَتْ وَصَفَّتْ بِأجْنِحَتِها عَلَيْكُم ، لَيْسَ لَها عَنْكُمْ فِراقٌ إلى يَومِ التَّلاقِ ، وَيَوم المَحْشَرِ وَيَومَ المَنْشَر طافَتْ عَلَيْكُمْ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ ، وَبَلَغْتُم بِها شَرَفَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، أتَيْتُكُمْ شَوقاً ، وَزُرْتُكُمْ خَوفاً ، أسْأَلُ اللهَ أنْ يُرِينِيَكُمْ عَلَى الحَوْضِ وَفي الجِنانِ مَعَ الأنْبياءِ وَالمُرْسَلينَ ، وَالشُّهداءِ وَالصّالِحينَ ، وَحَسُنَ أولئكَ رَفيقاً" ،
نصرتم" لعلّه متعلّق بقوله : "فزتم" . (العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ )
1 ـ قال في النّهاية : ومنه الحديث : "أمّتي الغُرُّ المُحَجَّلُونَ" أي بيضُ مواضع الوضوء من الأيْدي والوجْه والأقْدام ، استَعار أثرَ الوضوء في الوجْه واليَدَين والرِّجلين للإنسان من البَياضِ الّذي يكون في وجْه الفَرس ويَدَيْه ورِجْلَيه ـ انتهى.
2 ـ قوله : "مروتين" هو من قولهم رويت القوم أرويهم رَيّاً إذا استقيت لهم الماءَ وهو تأكيد للرِّواء ـ بالكسر والمدّ ـ ، أي رواء من الماء رواهم ساقي الحوض صلوات الله عليه ، وكذا قوله : "مُظمَئين" ـ على بناء المفعول من باب الإفعال ، أو التّفعيل ـ تأكيد للظّمْآء بالكسر ـ من قولهم : أظمأته وظمأته أي عطشته ، أي جعلهم اللهُ ظماء ومنع منهم الماء لسوء أعمالهم ، أو المراد كثرة أسباب عطشهم مِن شدَّة الحَرّ والحركات العنيفة وأمثالها . (البحار)
3 ـ قال في القاموس : لَهِفَ ، كفرح : حَزِنَ وتَحَسَّر ، كتَلَهَّفَ عليه . ويا لَهْفَةُ : كلمةٌ يُتَحَسَّر بها على فائتٍ ، ويقال : يا لَهْفه عليك ، ويا لَهْفَ ، ويا لهفا ، إلى آخر ما قال .
ثمَّ دُرْ في الحائر وأنت تقول : "يا مَنْ إلَيْهِ وَفَدْتُ ، وَإلَيْهِ خَرَجْتُ ، وَبِهِ اسْتَجَرْتُ ، وَإلَيْهِ قَصَدْتُ ، وَإلَيْهِ بِابْنِ نَبيِّهِ تَقَرَّبْتُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَمُنَّ عَليَّ بِالجَنَّةِ ، وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، اللّهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتي وَبُعْدَ داري ، وَارْحَمْ مَسِيري إلَيْكَ وَإلى ابْنِ حَبِيبِكَ ، وَاقْلِبْني مُفْلِحاً مُنْجِحاً قَدْ قَبِلْتَ مَعْذِرَتي وَخُضوعي وَخُشُوعي عِنْدَ إمامي وَسَيِّدي وَمَولايَ ، وَارْحَمْ صَرْخَتي(148) وَبُكائي وَهَمِّي وَجَزَعي وَخُشُوعِي وَحُزْني ، وَما قَدْ باشَرَ قَلْبي مِنَ الجَزَع عَلَيْهِ ، فَبِنِعْمَتِكَ عَليَّ وَبِلُطْفِكَ لي خَرَجْتُ إلَيْهِ ، وَبِتَقْويَتِكَ إيّايَ ، وَصَرْفِكَ المَحذُورِ عَنِّي ، وَكِلاءَتِكَ(149) بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ لي ، وَبِحفْظِكَ وَكَرامَتِكَ إيّايَ ، وَكُلَّ بَحْرٍ قَطَعْتُهُ ، وَكُلُّ وادٍ وَفَلاةٍ سَلَكْتُها ، وَكُلُّ مَنزلٍ نَزَلْتُهُ ، فَأنْتَ حَمَلْتَني في الْبَرِّ وَالبَحْرِ ، وَأنْتَ الَّذي بَلَغْتَني وَوَفَّقتَني وَكَفَيْتَني ، وَبِفَضْلِ مِنْكَ وَوِقايَةٍ بَلَغْتُ ، وَكانَتِ المِنَّةُ لَكَ عَليَّ في ذلِكَ كُلِّهِ ، وأثَري مَكْتُوبٌ عِنْدَكَ وَاسْمي وَشَخْصِي ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى ما أبَلَيْتَني وَاصْطَنَعْتَ عِنْدي(150) ، اللّهُمَّ فَارْحَمْ فَرَقي مِنْكَ ، وَمَقامِي بَينَ يَدَيْكَ وَتَمَلُّقي ، وَاقْبَلْ مِنِّي تَوَسُّلي إلَيْكَ بِابْنِ حَبِيبِكَ ، وَصَفْوَتِكَ وَخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَتَوَجُّهِي إلَيْكَ ، وَأقِلْني عَثْرَتي ، وَاقْبلْ عَظيمَ ما سَلَف مِنّي ، وَلا يَمْنَعْكَ ما تَعْلَمُ مِنّي مِنَ الُعُيوبِ وَالذُّنُوبِ وَالإسْرافِ عَلى نَفْسي ، وَإنْ كُنْتَ لي ماقِتاً(151) فَارْضَ عَنِّي ، وَإنْ كُنْتَ عَليَّ ساخِطاً فَتُبْ عَليَّ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لي وَلِوالِدَيَّ وَارْحَمْهُما كَما رَبَّياني صَغيراً وَاجْزِهِما عَنِّي خَيْراً ، اللّهُمَّ اجْزِهِما بِالإحْسانِ إحْساناً وَبِالسَّيِّئات غُفْراناً ، اللّهُمَّ أدْخِلْهُما الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، وَحَرِّمْ وُجُوهَهُما عَنْ عَذابكَ ، وَبَرِّدْ عَلَيْهِما مَضاجَعَهُما ، وَافْسَحْ لَهُما في قَبريْهما(152) ، وعَرِّفْنيهما في مُسْتَقَرٍّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَجَوارِ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمْ" .


الهوامش

1 ـ السَّند في غاية الاتقان والصّحّة.
2 ـ أي : وأعطني فيه رغبتي وطلبتي وحاجتي حال كوني على حقيقة إيماني ، أي : أعطني ما سألت لأنّي آمنت. ويحتمل أن يكون متعلّقاً بالرّغبة ، أي : ما رغبت به إليك من المثوبات بسبب أنّي آمنت بك وبثوابك وبما أُخبر به رسولك وآله ـ صلوات الله عليهم ـ في ثواب زيارته عليه السلام ، ولذلك أتيته زائراً. (شرح التّهذيب) .
3 ـ في البحار : "سلامٌ عليك يا ابن رسول الله ، وسلام على ملائكته ، فيما تروح به الرّائحات الطّاهرات لك وعليك ـ إلخ".
4 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : الثَأر بالهمز : الدّم وطلب الدّم ، أي إنّك أهل ثأر الله ، والّذي يطلب الله بدمه من أعدائه. وقيل : هو تصحيف "ثائر" ، والثّائر : من لا يبقى على شيء حتّى يدرك ثأره . ثمّ اعلم أنّ المضبوط في نسخ الدّعاء بغير همز ، والّذي يظهر من كتب اللّغة أنّه مهموز ، ولعلّه خفّف في الاستعمال .
5 ـ أي حضورهم ، أو أصير شهيداً كما صاروا ، والأوّل أظهر . (البحار)
6 ـ قال العلاّمة المجلسي ـ رحمه الله ـ : قوله : "وتجعلني لهم فَرَطاً" هو بالتّحريك : من يتقدّم القوم ليرتاد لهم الماء ويهيّىء لهم الدّلاء والأرشية ، أي تجعلني خادماً لهم ساعياً في اُمورهم.
7 ـ في بعض النّسخ : "واجعل لي قدماً مع الباقين" .
8 ـ قوله : "من جميع خلقه" أي ممّن له مدخل في ذلك ، بالتأسيس والخذلان والرّضا به في كلّ دهر وأوان . (البحار)
9 ـ أي أنتم متقدّم لنا.
10 ـ الوتر ـ بالكسر ويفتح ـ ، والتِّرَة ـ بكسر التّاء وفتح الرّاء ـ : الثّأر.
11 ـ الحديد : 19 . وقوله تعالى : "لهم أجرهم ونورهم" اي لهم ثواب طاعاتهم ونور إيمانهم الّذين يهتدون به إلى طريق الجنّة ، وهذا قول عبدالله بن مسعود . (المجمع)
12 ـ في بعض النّسخ : "خَذَّلَتْ عنك".
13 ـ في البحار: "اللّهمّ العنهم في مستسرّ السّرائر في سمائك وأرضك" . وتقدّم بيانه.
14 ـ في بعض النّسخ : "وضع خدّك على القبر".
15 ـ في جلّ النّسخ : "س اب ع" .
16 ـ قيل : المراد بِالسّماوات السّبع والأرضين السّبع سُكّان السّموات والأرضين ، والمراد بالبصرة ودِمَشْق أيضاً أهلهما.
17 ـ أي الحرم الّذي أمر الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم باحترامه . أو يلزم حرمته ‏لله ، لأنّه دفن فيه خليفة الله ، وللرَّسول لأنّه دفن فيه سِبْطه وقُرَّةُ عينه ووصيُّه ـ صلوات الله عليهم ـ . (العلاّمة المجلسي ـ رحمه الله ـ ).
18 ـ قال العلاّمة الشّعرانيّ ـ رحمه الله ـ في هامش الوافي : "المستفاد من هذا الحديث أنّ الحائر كان أعظم مِن الحرم الحالي ـ أعني : تحت القبَّة والرّواق الواقع على أطرافه ـ وذلك لأنّ الفاصلة بين الباب وما يقف فيه الزّائر حول القبر الشّريف كان أكثر من عَشر خطوات ، والضَّلع الجنوبي مِن جدار الحار ، وإلاّ لوجب التّصريح بأنّك تدور أو تطوف أو تحوّل حتّى تأتيه من قبل وجهه ، ولكن اكتفى بقوله : امش حتّى تأتيه ـ انتهى .
وقال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : يدلّ على توسعةٍ في الحائر ، وأنّه أزيد مِن أصل القبَّة مع الرّواق كما توهّم ، بل الظّاهر أنّ كلّ ما انخفض من الصّحن المقدّس ـ أعني : جميع ما في
19 ـ قوله : "يا وِتْر الله الموتور" أي الفرد المتفرّد في الكمال من نوع البشر في عصره الشّريف ، أو المراد ثأر الله كما مرّ ، أي الّذي الله تعالى طالب دمه . (ملاذ الأخيار) وقوله : "يا ثأر الله" بالثّاء المثلّثة والهمزة ، بمعنى طلب الدّم ، حُذف المضاف واُقيم المضاف إليه مقامه ، يعني : يا أهل طلب الدّم ، أي تطلبون بدمكم . (الوافي) وأوردنا له معنى آخر في ص194 .
20 ـ أي ما فوق العرش ، أو الرّوحانيّين المطيفين به والحاملين له . (المولى المجلسيّ ـ ره ـ) وقال الفيروزآباديّ : الظِّلّ من كلّ شيءٍ : شَخْصُه ، أو كِنْه.
21 ـ الاختلاج : الاضطراب ، واختلجه أي : جذبه واقتطعه . فيمكن أن يقرء : "يختلج" على بناء الفاعل وعلى بناء المفعول ، والثّاني أظهر. وعلى التّقديرين "السّبيل" : إمّا معطوف على الهجرة ، أو على ثبات القدّم ، والأخير أظهر. وعلى التّقادير حاصل الكلام : إنّي ألتمس منك السّبيل المستقيم غير المضطرب ، أو السّبيل الّذي من سلكه لا يجتذب ولا ينتزع ولا يمنع من الوصول إليكم في الدّنيا والآخرة . وكلمة "مِن" في قوله : "من الدّخول" إمّا تعليليّة ، أي : لأجل
مَنْ أرادَ اللهَ بَدَءَ بِكُم] ، بِكُمْ يُبَيّنُ اللهُ الكَذِبَ ، وَبِكُمْ يُباعِدُ الزَّمانَ الْكَلِبَ(22) ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ ، وَبِكُمْ يَمْحُو مَا يَشاءُ وَبِكُمْ يُثْبِتُ ، وَبِكُمْ يَفُكُّ الذُلَّ مِنْ رِقَابِنا ، وَبِكُمْ يُدْرِكُ اللهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤمِنٍ يُطْلَبُ(23) ، وَبِكُمْ تُنْبِتُ الأَرْضُ أشْجارَها ، وَبِكُمْ تُخْرِجُ الأشْجارُ أثْمارَها ، وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزْقَها ، وَبِكُمْ يَكْشِفُ اللهُ الْكَرْبَ ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ اللهُ الغَيثَ ، وَبِكُمْ تُسِيخُ الأرَضُ(24) الَّتي تُحْمِلُ أبْدانَكُمْ ، وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَلى مَراسِيها ، إرادَةُ الرَّبِّ في مَقادِير اُمُورِهِ تَهْبِطُ إلَيْكُمْ ، وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ ، وَالصّادِرُ عَمّا فُصِلَ مِنْ أحْكامِ الْعِبادِ(25) ، لُعِنَتْ اُمَّةٌ قتلتكم ، وأمة خالفتكم ، وأمة جحدت ولايتكم ، وأمة ظاهرت عليكم ، وأمة شَهِدَتْ وَلَمْ تُسْتَشْهدْ(26) ، الحَمْدُ لله
أن أدخل في كفالتك . أو صلة للاختلاج على المعنى الثّاني . و "اُمرت" على بناء المجهول . والكفالة هي الحفظ والرّعاية والشّفاعة اللاّتي أمرهم الله تعالى بها لشيعتهم . (ملاذ الأخيار)
22 ـ اُريد بزمان الكلب: الشّدائد الصَّعْبَة.
23 ـ أي دم قتيله وكلّ تبعة له على غيره وزاد في الفقيه : "ومؤمنة" . (الوافي) وفي بعض النّسخ : "ترة كلّ مؤمن بطلت" أي دم كلّ مؤمن بطلت ولم يؤخذ له القصاص . وفي الكافي : "ترة كلّ مؤمن يطلب ها" .
24 ـ "وبكم تسيخ" أي تستقرّ وتثبت الأرض بكم ، لكونها حاملة لأبدانكم الشّريفة أحياء وأمواتاً . وفي بعض النّسخ وفي الفقيه : "وَبِكُمْ تُسَبّحُ الأرْضُ" بالباء الموحدة والحاء المهملة ، فيمكن أن يقرء على بناء المفعول : أي تنزّه وتقدّس وتذكر بالخير بيوتكم وضرائحكم ومواضع آثاركم . (مرآة العقول)
25 ـ "والصّادر عمّا فصّل" هو مبتدء وخبره مقدّر بقرينة ما سبق ، أي يصدر من بيوتكم . وفي بعض نسخ التّهذيب : "عمّا نقل من أحكام العباد" ، وفي الكافي كما في المتن ، وفي بعض النّسخ : "والصّادق" بالقاف ، ولا يختلف التّقدير . ويمكن أن يقرء "فصّل" على بناء المعلوم والمجهول من باب التّفعيل والمجرّد ، والحاصل أنّ أحكام العباد وما بيّن منها ، أو ما يفصل بينهم في قضاياهم ، أو ما يميّز بين الحقّ والباطل ، أو ما خرج من الوحي منها يؤخذ منكم ، فإنّ الصّادر عن الماء مثلاً هو الّذي يرد الماء ، فيأخذ منه حاجته ويرجع ، فإذا كان علم ما فصّل من أحكام العباد في بيوتهم فالصّادر عنه ، لابدّ أن يصدر مِن بيوتهم ، ولا يبعد أن يكون الواو في قوله : "والصّادر" زيد من النّسّاخ فيكون فاعل يصدر ولا يحتاج إلى تقدير . (المجلسي ـ ره ـ ).
26 ـ على بناء المفعول ، ومن يقرء على المعلوم لا يخفى بعده . (من البحار) في الفقيه : "تنصركم" .
27 ـ في التّهذيب : "مثواهم" .
28 ـ أي : بئس الورد محلّ ورودهم ، والمورود تأكيد ، أو المورود عليه . (ملذ)
29 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : ظاهره استحباب أن يكون عند الزّيارة جالساً ، وبعض الزّيارات ظاهرها استحباب القيام ، ففي كلّ زيارة يؤتى بما اشتملت عليه.
30 ـ يظهر من رجال الشّيخ (ره) أنّه عليّ بن الحسين الأصغر ، واُمّه ليلي بنت أبي مرّة الثَّقفيّ ، وذكر المفيد (ره) في إرشاده : هو الأكبر ، وذكر أنّ الأصغر عليٌ زين العابدين ، والّذي قتل مع الحسين عليه السلام صغيراً بإصابة السّهم هو عبدالله ، والمشهور أنّ الشّهيد هو الأكبر ، وهو مذكور في كتب أهل العلم بالأنساب على ما نقله ابن إدريس من العامّة والخاصة ، والله أعلم . (كذا في هامش الوافي)
31 ـ قوله : "يا ابن الحسن" كأنّ هذا على سبيل المجاز ، فإنّ العرب يسمّي العمّ أباً ، كما في قوله تعالى : "وَإذْ قَالَ إبراهيمُ لأَبيهِ آزَرَ" اي قال لعمّه ، فإنّ اسمه : تارخ .
32 ـ في الفقيه : "يا ليتني كنت معكم" .
33 ـ ظاهره أنّ زيارة عليّ بن الحسين والشّهداء أيضاً مِن قبل وجوههم ، خِلافاً لما قيل : إنّ زيارة غير المعصوم إنّما تكون مستقبل القِبلة ، بل الظّاهر أنّه إذا قرء عندهم "القدر" وأمثالها يكون مستقبل القِبلة ، وإذا خاطبهم بالسّلام يكون مستقبلهم . ويحتمل التّخيير مطلقاً ، والله يعلم . (ملاذ الأخيار)
34 ـ "الخاتم لما سبق" يعني الأنبياء ، و "الفاتح لما استقبل" يعني الأوصياء . وقوله : "المُهَيْمِنِ عَلى ذلك كلِّه" أي الرَّقيب الشّاهد عليهم جميعاً . (الوافي)
وقال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : "لما سبق" أي لما سبق من المعارف ، "ولما استقبل" أي لما استقبل من الحكم والحقائق والمعارف ، وليس معناه : الفاتح لمن يأتي بعدَك؛ لاُنّ كلمة "ما" الموصولة جاءَتْ لغير ذوي العقول .
35 ـ أي تلك الأحوال والفضائل حاصلة فيمن مَضى من الأئمّة ، وهي سببٌ لفتح أبواب الإمامة والخلافة والعلوم والمعارف فيمن بقى من الأئمّة ، فكلمة "ما" بمعنى "مَن" . وقرء بعض الأصحاب "فائح" بالهمزة بعد الألف ، أي يفوح مِن القرآن شَميم فَضائلهم . (مرآة العقول)
36 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : أي أعزم وأوطّن نفسي على أن أكون تابعاً لكم في الاُمور المتعلّقة بنفسي وفي سائر شرائع ديني ، وفي خاتمة عملي ، وفي منقلبي إلى ربّي ، وفي مَثوايّ في قبري ، وفي الجنّة ، أو في جميع حركاتي وسَكناتي ، ولمّا لم يكن بعض هذه الاُمور على بعض الوجوه باختياره وما كان باختياره لا يتأتّى إلاّ بتوفيقه تعالى .
37 ـ قوله : "نعتمك" أي الأئمّة وولايتهم وقولهم ، وقوله : "واتّهموا نبيّك" أي فيما أدَّى إليهم في أهل بيته عليهم السلام . (مرآة العقول)
38 ـ أي عمياً.
39 ـ تقدّم بيانه في ص 40.
40 ـ في بعض نسخ الكافي : "عن رعيّته" ولعلّه أصوب .
41 ـ قال في النّهاية : فيه "أنا فَرَطُكم على الحوض" أي متقدِّمكم إليه . يقال : فَرَط يَفْرِط ، فهو فارطٌ وَفَرَطٌ إذا تقدّم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ، ويهيّىء لهم الدِّلاء والأرْشِيَة . ومنه الدّعاء للطّفل الميّت : "اللّهم اجعله لنا فرطاً" أي أجراً يتقدّمنا ـ انتهى . وقوله : "الرّبّانيّون" قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : الرّبّانيّ منسوب إلى الرّبّ ، والألف والنّون من زيادات النّسب ، أي الرّاسخ في الدّين والعلم ، أو الّذي يطلب بعلمه وجه الله ، أو من الرّبّ بمعنى التّربية ، أي الّذين يربّون المتعلّمين ، و "الرّبّيّون" أيضاً منسوب إلى الرِّبّ بالفتح والكسر من تغييرات النّسب ، أي المتمسّكون بعبادة الله وعلمه.
42 ـ آل عمران : 146 .
43 ـ لا يخفى ما في سند الخبر ، لأنّه إمّا أن يكون مكان المفضّل رجلٌ آخر ، أو مكان "عن" في قوله" : "عن جابر" الواو ، وإلاّ فلا يستقيم إلاّ بتكلّف بعيد ، وهو أن يقال : المفضّل كان نسي الخبر ثمّ أخبره جابر به . (البحار) أقول : الظّاهر راوي جابر هو المفضّل بن صالح . وفي مشيخة الفقيه : المفضّل بن عمر ، عن جابر الجعفيّ في طريق جابر بن عبدالله .
44 ـ في بعض النّسخ : "محمّد نبيّ الله".
45 ـ الظّاهر فيه تقديم وتأخير ، والصّواب : "السّلام عليك يا وارث فاطمة بنت رسول الله ، السّلام عليك ياوارث الحسن الرّضيّ".
46 ـ الإناخة: إبراك الإبل ، وهناك كناية عن النّزول والقرار ، والرّحل : المسكن.
47 ـ في بعض النّسخ : "مَن حجَ ألف حجّة واعتمر ألف عمرة".
48 ـ وافاه أي أتاه .
49 ـ كأنّه سقط هنا قوله : "قال : نعم هو هكذا" ، كما يأتي في الخبر الآتي .
50 ـ أي مزار الحسين عليه السلام كما هو الظّاهر .
51 ـ في بعض النّسخ : "إذا انتهيت إلى قبره".
52 ـ في بعض النّسخ : "ولم يعنك" .
53 ـ البهجة : الحسن ، والباذخ : العالي.
54 ـ وقوع الطّير سقوطها ، فالمراد سقوطها على الأشجار والأعشاش الواقعة في الهواء عرفاً ، أو يكون "في" بمعنى "من" . (البحار) وسيأتي التّسبيحان بوجهٍ آخر تحت رقم 20 مع شرحهما.
55 ـ يعني ابن عبدالرّحمن ، وكان ثقة وجهاً في أصحابنا ، عظيم المنزلة .
56 ـ الغُدْوة : البكرة ، ويقال : غدا عليه واغتدى أي بكر ، والرّواح مِن زوال الشَّمس إلى اللّيل ، يقال : راح يروح رواحاً . أي سلام ملائكته فيما يأتون به عليك في أوّل النّهار وآخره ، وقد يقال : راح يروح إذا أتى أيّ وقت كان . (البحار)
57 ـ يعني البطائنيّ.
58 ـ في البحار مكان "ثأره" "ترته".
59 ـ آل عمران : 146 .
60 ـ في بعض النّسخ: "الوصي المبلّغ" ، وفي البحار : "والموصّي البليغ".
61 ـ في البحار : "لدينه" .
62 ـ أي سلَّم غَيري مِن شَرّي وكَفَّ أذاي عنهم.
63 ـ أي اقرء بتأنِّ ، أو امشِ ، من قولهم : إذا أتى السَّهل وهو ضدّ الحَزْن ، وعلى أيّ وجهٍ لا يخلو مِن تكلّف ، ولعلّه تصحيف : "وترسّل" من التّرسّل: التّأنّي . (المجلسي ـ ره ـ)
64 ـ يعني ابن عثمان الأحمر.
65 ـ هو عمر بن يزيد الثّقة.
66 ـ الشّكّ من الرّاوي .
67 ـ المراد به إبراهيم بن نعيم العبديّ.
68 ـ هو إسماعيل ، وسقط هنا : "عن أبيه" .
69 ـ في بعض النّسخ : "وإليه أنبت".
70 ـ أي كن لي عوضي في أهلي في إيصال الخيرات إليهم ومنع السّوء عنهم . وفي البحار : "بأحسن الخلافة".
71 ـ أي : "لكن بحولك وقوّتك أبْرَء إليك من الحول والقُوَّة إلاّ بِكَ ، فأنْتَ حَولي وقُوّتي" ، كما في الكافي.
72 ـ السَّطوة: البطش والقهر ، والنَّكال : العقوبة الَّتي تنكُل النّاسَ عن فعل ما جعلتها له جزاء ، أي من سطوات الله الّتي توجب عبرةَ مَن اطَّلع عليها . ويحتمل أن يكون المراد سطوات الجبّارين في الدّنيا . (البحار)
73 ـ الوَبال: الثِّقل والمكروه والعذاب ، أي العواقب المنتهية إلى الوَبال . وقوله عليه السلام : "وفتنة الضّلال" أي الامتحان الَّذي يوجب الضَّلال عن الحقّ ، ويمكن قِراءة "الضُّلاَل" بالضَّمّ والتّشديد بصيغة الجمع . (المجلسي ـ ره ـ)
74 ـ اللّبس ـ بالفتح ـ الاختلاط واشتباه الحقّ بالباطل ، واللُّبس ـ بالضّمّ ـ : الشّبهة . و"طوارق" جمع الطّارقة وهي الدّاهية.
75 ـ يقال : فَرَطَ عليه يفرُط ـ بالضّمّ ـ : إذا أسرف عليه في القول ، ذكره الفيروزآباديّ ، وقال الطّبرسيّ في قوله تعالى [طه : 45] : "قالا رَبَّنا إنَّنا نَخافُ أنْ يَفْرُط عَلَينا" أي نَخشى أن يتقدّم فينا بعذاب يعجّل علينا ، "أو أن يطغى" أي يجاوز الجدّ في الإساءةِ بِنا .
76 ـ قال الجزريّ : ومنه الحديث : "أعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشّيطان وَشِرْكِه" ، أي ما يَدْعو إليه ويُوَسْوِس به مِن الإشراك بالله تعالى . ويُروى بفتح الشّين والرّاء : أي حبائله ومَصايده ـ انتهى . وفي بعض النّسخ : "ومن شرّ الشّرّ وشرك إبليس" .
77 ـ أي متوسّل ومعتصم بك ، أو ليس وجودي وساير اُموري إلاّ بك . (البحار)
78ـ قيل : الظّاهر كونه تصحيف : "محلّ القبر" .
79 ـ أي الإزار ـ بالكسر ـ وهو المِلْحَفة ، وكلّ ما سترك . وفي بعض النّسخ : "وعَلَيْكَ الوقار" .
80 ـ أي حملت الأرض منّي أي جميع أعضائي وأجزائي ، فإنَّ كلَّها على وجه الأرض . (البحار)
81 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : التَّمجيد ذكره تعالى بالمجد وهو العظمة والثَّناء عليه ، وأخصّ الأذكار به : "لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِالله".
82 ـ قوله : "لم يعزب" أي لم يغب.
83 ـ في بعض النّسخ : "فاستقبل القبر فقف" ، وفي البحار كما في المتن .
84 ـ أي اُهلّله تهليلاً كائناً في علمه ، أي كما يعلمه الله وينبغي له بعدد منتهى علمه ، أي لا نهاية له . وقوله : "بعد علمه" أي تهليلاً محقّقاً ثابتاً يكون بعد علمه بصدوره منّي . وقوله : "مع علمه" أي تهليلاً باقياً مع علمه أزلاً وأبداً ، ويكون في كلِّ آن عدد منتهى علمه ، وكذا البواقي. (البحار)
85 ـ في بعض النّسخ : "وَأنّ حَبيبَك حقٌّ" .
86 ـ في بعض النّسخ : "وجعلته حجّة على خلقك مِن الأصْفياءِ ، فَأعْذَرَ في الدُّعاءِ" ، وفي البحار كما في المتن".
87 ـ أي أنت مطَّلعٌ على جميع اُمور الخلق كالَّذي يكون جالساً على المنظر الرَّفيع ، مُشْرفاً على مَن دونه ، أو أنّه لا يصلُ أنْظار الخلق وأفكارهم إليك.
88 ـ الوكس : النّقص .
89 ـ أي الموت الّذي لا شكّ فيه.
90 ـ في البحار : "بإذن الله مسلّمون".
91 ـ في بعض النّسخ : "عند أبيك".
92 ـ الرَّزيئة ـ بالهمز ـ : المصيبة ، وقد يخفّف فيقرء بالياء المشّددة ، وتعديته بـ "على" بتضمين مَعنى التَّوجُّع والحزن . والشّامخة : الرفيعة.
93 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : قوله : "على التّسليم" يحتمل أن يكون خبراً لقوله : "ورأيي وهواي" ، ويحتمل أن يكون حالاً ، أي حال كوني ثابتاً على التّسليم ، ويمكن أن يكون صِلة للإجابة بأن يكون "على" في مقام "في" أي أجابك في التّسليم لك .
94 ـ المضطهد على بناء المفعول : المقهور .
95 ـ قوله : "على رُسُله" أي على علومِهم أي تصديقهم ، أو عَلى أنفسهم ، لاُنّه إمام الأنبياء ، والأظهر : "على رِسالاته" . (البحار)
96 ـ مرَّ بيانه في ص 221 ذيل الخبر 3 .
97 ـ أي قاضي الدّين وحاكمه الّذي يقضي بعد ذلك . قال في القاموس : الدّيّان : القهّار ، والقاضي ، والحاكم ، والسّائس ، والحاسب ، والمجازي.
98 ـ قوله عليه السلام : "وأتمم به كلماتك" أي مواعيدك في نصر الدِّين وإعلاء الحقّ وإذلال الباطل ، أو شرائعك وأحكامك ، أو آيات كلامك ، والاُوّل أظهر . (البحار)
99 ـ في بعض النّسخ : "سيّدة نساء العالمين".
100 ـ "أعطيتني فيه رغبتي" أي مرغوبي ومطلوبي من الحوائج والمطالب على قدر إيماني بك وبرسولك ، فإنّ قضاء الحوائج وحصول المطالب إنّما يكون على قدر الإيمان واليقين بالإجابة ، وبشرف المكان وصاحبه . ويحتمل أن تكون "على" تعليليّة ، أي هذا التّشريف والإكرام والعطاء إنّما هو لأنّي آمنتُ بك وبِرسولك ، كما هو حقّ الإيمان بحسب قابليّتي ، ويحتمل أن يكون متعلّقاً بالرّغبة ، أي ما رغبت فيه إليك من المثوبات بسبب أنّي آمنتُ بك وبثوابك وبما أخبر به رسولُك وآله عليهم السلام في ثواب زيارته عليه السلام ، ولذا أتَيْتُه زائراً . (المجلسيّ ـ ره ـ)
101 ـ قوله : "سلام الله" هو مبتدأ خبره قوله : "لك" ، أو خبره مقدّر و "لك" متعلّق بـ "تروح" ، وقوله : "وعَلَيْكَ" خبر قوله : "سلام المؤمنين" ، وقوله : "حبّب إليّ شهادتهم" أن أصيّر شهيداً مثلَهُم أو في سبيلهم ، ويحتمل أن يكون المراد بالشّهادة الحضور ، أي إنّي اُحبّ حضورهم وظهورهم ، و "مشاهدهم" مواطن حضورهم وظهورهم أحياء وأمواتاً . (البحار) وفي بعض النّسخ : "حبّب إليّ مشاهدهم وشهادتهم" بالتّقديم والتأخير.
102 ـ في بعض النّسخ : "خواتيم عملي" .
103 ـ قوله : "وبئس الرّفد" الرِّفد ـ بالكسر ـ : العطاء والصّلة ، يقال : رَفده يَرفِده : أعطاه ، والمرفود تأكيد للرّفد ، أي بئس العطاء المعطى عطاؤهم وهو على سبيل التّهكّم . (البحار)
104 ـ النّكر ـ بالضّمّ ـ : المنكر والأمر الشّديد.
105 ـ العَبْرَة : الدَّمعة قبل أن تفيض ، وقيل : تردّد البُكاء في الصَّدر ، وقيل : الحزن بلا بُكاء . (أقرب الموارد)
106 ـ النّحيب : أشدّ البكاء ، والصّراخ ـ كغراب ـ : الصّوت الشّديد ، والصّارخة : صوت الاستغاثة . ويقال : زَفَرَ يَزْفِرُ زَفْراً وَزَفيراً : إذا أخرج نفسه بعد مدّه إيّاه ، والزَّفْرة : التّنفّس بعد مدّ النّفس ، والشَّهيق : تردّد البكاء في الصّدر . (البحار)
107 ـ أي من عذابك بسبب عظيم جُرمي ، فيكون "مِنْ" تعليليّة ؟ أو بتقدير مضاف : من عذاب عظيم جرمي ، أو المعنى أستتر مِن جرمي ليفارقني ولا يكون أثره معي ولا يأتيني مثله بعد ذلك أبداً . (العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ)
108 ـ في بعض النّسخ : "لم تحبّ".
109 ـ في بعض النّسخ : "شاهداً" .
110 ـ أي : اسكتَتْني ولم تدع لي عُذراً وجواباً . (ملاذ الأخيار) وفي القاموس : "فَحَمَ الرَّجل ـ كمنع ـ : لم يُطِقْ جَواباً" .
111 ـ التَّجَلُّد : التَّكَلُّف ، أي أسعى فيه بغاية جَهدي وسَعيي . وقوله : "عن قصدي" أي عن مقصودي ، أو عن الطّريق المستقيم ، ويقال : فلانٌ انْقُطِعَ بِهِ مجهولاً أي عَجز عَن سَفَره . (البحار)
112 ـ الكَبْوَة : الانكباب على الوجه ، وحُرّ الوجه ـ بالضّمّ ـ ما أقبل عَلَيْكَ وبدالك منه .
113 ـ منح أي أعطا ، وفي نسخة : "فارتح" يقال : ارتاح الله له برحمته أي انقذه مِن البليَّة ، والارتياح : النّشاط والرَّحمة .
114 ـ في بعض النّسخ : "تضرّعي" . وتمرّغ في التّراب : تقلّب .
115 ـ قوله : "صمدت" أي قصدت ، وفي بعض النّسخ : "عمدت" بمعناه. وقوله : "فكن لي يا سيّدي سكناً" عدل الخطابَ عن الله تعالى إلى الإمام عليه السلام ، والسَّكَن ـ بالتّحريك ـ : ما يسكن إليه ، والرّحمة والبركة . (البحار)
116 ـ المنجى : مكان النّجاة ، وفي بعض النّسخ ـ بالحاء لمهملة ـ : "منحاً".
117 ـ الشّعراء : 100 و101 ، وفي المصحف : "فما لنا ـ الآية" . والمعنى : ما لنا مِن شفيع مِن الأباعد ولا صِديق مِن الاُقارب ، وذلك حين يشفع الملائكة والنّبيّون والمؤمنون ، وفي الخبر المأثور عن جابر بن عبدالله قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : إنّ الرّجل يقول في الجنّة : ما فعل صديقي فلانٌ ـ وصديقه في الجحيم ـ ؟! فيقول الله تعالى : أخرجوا له صديقَه إلى الجنّة ، فيقول مَن بقي في النّار : "فما لنا من شافعين ولا صديق حميم" . (المجمع)
118 ـ نكّسه تنكيساً بمعنى نكسه ، ونكس رأسه : طأطأه من ذُلٍّ .
119 ـ في بعض النّسخ : "شفيعاً" .
120 ـ قوله : "ابن سُمَيّة" أي هو وأشباهه ، ولعلّه سقط اللّعن قبله من النّسّاخ.
121 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : الظّاهر أنّ المراد أنّك مخيّر بين الإتيان بالتّسبيح في هذا الوقت وبين تأخيره إلى التَّحوّل إلى الرِّجلين وإتيان ما سيأتي بعد ذلك مِن الأعمال حتّى تأتي بالصَّلاة الَّتي سيأتي ذكرها ، ثمّ تأتي بالتّسبيح إمّا بعد الصّلاة بلا فصل أو بعد الإتيان بما بعدها أيضاً إلى زيارة الشّهداء ، كلاهما محتمل ، والتأخّر عن زيارة الشّهداء أيضاً بعيدٌ ، ولا يبعد أن يكون هذا التَّخيير جارياً في التّسبيح الآتي أيضاً ، وعلى التّقادير يكون المراد بقوله الآتي : "بما قد فسّرت لك" ما ساُفسّره لك ، ويحتمل أن يكون المراد الإتيان بالأدعية والأفعال السّابقة مرّة اُخرى عند الرِّجلين ، ثمّ الإتيان بالتّسبيح ، والأوّل أظهر .
122 ـ أي لا يذهب ولا ينقطع ما يستدلّ به على وجوده وسائر صفاته الكماليّة ، أو أسباب علمه ، والأوّل أظهر . (البحار)
123 ـ في كيفيّة هذا التّسبيح وتسبيح فاطمة عليها السلام (الآتي) اختلاف بين هذا الحديث وحديث أبي سعيد المتقدّم في ص 231 .
124 ـ في بعض النّسخ : "على من قتل" .
125 ـ في بعض النّسخ : "الفاخر العميم" . والشّامخ: المرتفع ، والمنيف : العالي المشرف .
126 ـ خفقان الطّير : طيرانه وضربه بجناحيه . والوَقار ـ كسحاب ـ : الرّزانة.
127 ـ مرّ الكلام فيه ، راجع ص220.
128 ـ المرتقى : موضع الارتقاء ، يقال : لقد ارتقيت مرتقىً صعباً.
129 ـ قوله عليه السلام : "يحتسبك" قال الجزريّ : الاحتساب في الأعمال الصّالحة ، وعند المكروهات هو البِدارُ إلى طلب الأَجْر ، وتحصيله بالتَّسليم والصَّبر ، أو باستعمال أنواع البِرِّ والقيام بها على الوجه المرْسُوم فيها طَلَباً للثَّواب المرجوِّ منها ، ومنه الحديث : "مَن مات له وَلدٌ فاحْتسَبَه" أي احتسبَ الأجْر بصَبْره على مصيبته . يقال : احتسب فلانٌ ابناً له : إذا مات كبيراً ، وافترطه إذا مات صَغيراً ـ انتهى ، وفي بعض النّسخ : "يحقبك" ، من أحقبه أي أردفه خلفه.
130 ـ أعنان السَّماء أي نواحيها.
131 ـ المَحطّ محلّ الانحطاط والنُّزول إلى السِّفل . (البحار) والوَثاق : ما يشدّ به .
132 ـ الغسّاق ـ بالتّخفيف والتّشديد ـ : ما يسيل مِن صديد أهل النّار وغسالتهم ، وقيل : ما يسيل من دموعهم. وقيل : هو الزّمهرير . والضّريع : هو نبت بالحجاز له شوك كبار . والأحراق ـ بالفتح ـ جمع الحَرَق النّار ـ بالتّحريك ـ : لَهَبُها . (النّهاية)
133 ـ الغِسلين هو ما انغسل من لحوم أهل النّار وصديدهم ، والياء والنّون زائدتان . والزَّقّوم ما وصف الله تعالى في كتابه العزيز فقال : "إنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعامُ الأَثيمِ" [الدّخان : 43] وقال : "إنّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ في أصْلِ الجحيمِ * طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّياطينِ" [الصافات : 64 و65] وهي فَعَول من الزَّقم : اللَّقْم الشّديد والشُّرب المُفرط . (الجزريّ)
134 ـ لظى اسم من أسماء النّار ، ولا ينصرف للعلميّة والتّأنيث . (النّهاية)
135 ـ أوقر الدّابّة إيقاراً : حملها ، وأوقر النّخلة : كثر حملها . والعَويل : رفع الصّوت بالبُكاء ، وقال في البحار : ذكر البُكاء ثانياً إمّا زيادة مِن النّسّاخ ، أو تأكيد ، أو المراد بالأوَّل البكاء عليه صلوات الله عليه ، وبالثّاني البكاء على نفسه .
136 ـ قوله : "الّذين اُعادي" فيه التفاوت من الغيبة إلى التّكلّم ، ولا يبعد أن يكون في الأصل "الّذي" بصيغة الفرد ، والشّقّة ـ بالضّم والكسر ـ : النّاحية والسّفر البعيد . (البحار)
137 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : المراد به الرّجوع في الرَّجعة ، أو إلى الزّيارة ، أو إلى أهلي ، والأوّل أظهر . وفي بعض النّسخ : "الكثرة" أي في الخيرات والمثوبات ، وهي تصحيف . وفي بعض النّسخ : "في أيّامكم الكرّة".
138 ـ في بعض النّسخ : "جنّات".
139 ـ في بعض النّسخ : "ولا يهرمون في نواحي يشهقون".
140 ـ انهملتْ عينه : فاضتْ . ورَقَأ الدَّمع ـ كجعل ـ : جَفّ وسَكن .
141 ـ في بعض النّسخ : "لا يخيّب سائلك" .
142 ـ أي اخترتُ الغربة وتركتُ الوطن.
143 ـ آل عمران : 146.
144 ـ قوله : "ثأر ما وعدكم" لعلّ الإضافة بيانيّة ، أو المعنى : ثَأْرَ ما وَعَدَكُمْ ثَأرَهُ ، وفي التهذيب : "ثأراً وعدكم" وهو أظهر . (البحار)
145 ـ قوله : "لا يطعن أهلها" على بناء المعلوم ـ بضمّ العين ـ أي لا يشيبون ، عن قولهم : طعن في السِّنّ إذا ذهب فيه ، أو على بناء المجهول من الطَّعن بالرّمح ونحوه ، أو من الطّاعون . وفي بعض النّسخ بالظّاء المعجمة من الطَّعن بمعنى السِّير ، أي لا يخرجون منها . وقوله : "مَعَ من
148 ـ الصَّرْخَة: الصّيحة الشّديدة.
149 ـ كَلأَهُ الله كِلاءةَ وكِلاءً : حفظه وحرسه ، يقال : اذهب في كِلاءة الله.
150 ـ الاصطناع : افتعال من الصَّنيعة ، وهي العطيّة والكَرامة والإحسان.
151 ـ أي مبغضاً ، ومَقَتَه مَقْتاً : أبغضه أشدّ البغض عن أمر قبيح.
152 ـ أي : وسّع قبريهما.

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...