بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

الفَصلُ الرّابِعْ : في فَضلِ زِيارة الأمام علي(ع)

الثّانية مِنَ الزّياراتِ المخصُوصة
زيارة يوم ميلاد النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) روى الشّهيد والمفيد والسّيد ابن طاووس انّ الصّادق (عليه السلام) زار امير المؤمنين صلوات الله عليه في اليوم السّابع عشر من ربيع الاوّل بهذه الزّيارة وعلّمها الثّقة الجليل محمّد بن مسلم الثّقفي (رضي الله عنه) ، فقال : اذا أتيت مشهد امير المؤمنين (عليه السلام) فاغتسل للزّيارة والبس أنظف ثيابك واستعمل شيئاً مِن الطّيب وسر وعليك السّكينة والوقار ، فاذا وصلت الى باب السّلام أي باب الحرم الطّاهر فاستقبل القبلة وقُل الله اكبر ثلاث مرّات ثمّ قل :
اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى خِيَرَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبَشيرِ النَّذيرِ السِّراجِ الْمُنيرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الطُّهْرِ الطّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْعَلَمِ الزّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِى الْقاسِمِ مُحَمَّد وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اَنْبِياءِ اللهِ الْمُرْسَلينَ، وَعِبادِ اللهِ الصّالِحينَ، اَلسَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الْحافّينَ بِهذَا الْحَرَمِ وَبِهذَا الضَّريحِ الّلائِذينَ بِهِ .
ثمّ ادنُ من القبر وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ الاَْوْصِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِمادَ الاَْتْقِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الاَْوْلِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الشُّهَداءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا آيَةَ اللهِ الْعُظْمى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خامِسَ اَهْلِ الْعَباءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلينَ الاَْتْقِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الاَْوْلِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الْمُوَحِّدينَ النُّجَباءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خالِصَ الاَْخِلاّءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا والِدَ الاَْئِمَّةِ الاُْمَناءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْحَوْضِ وَحامِلَ اللِّواءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قَسيمَ الْجَنَّةِ وَلَظى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَمِنى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَحْرَ الْعُلُومِ وَكَنَفَ الْفُقَراءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ وُلِدَ فِي الْكَعْبَةِ، وَزُوِّجَ فِي السَّماءِ بِسَيِّدَةِ النِّساءِ، وَكانَ شُهُودَهَا الْمَلائِكَةُ الاَْصْفِياُءَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مِصْباحَ الضِّياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ خَصَّهُ النَّبِيُّ بِجَزيلِ الْحِباءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ باتَ عَلى فِراشِ خاتَمِ الاَْنْبِياءِ، وَوَقاهُ بِنَفْسِهِ شَرَّ الاَْعْداءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَسامى شَمْعُونَ الصَّفا، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ اَنْجَى اللهُ سَفينَةَ نُوح بِاسْمِهِ وَاسْمِ اَخيهِ حَيْثُ الْتَطَمَ الْماءُ حَوْلَها وَطَمى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ تابَ اللهُ بِهِ وَبِاَخيهِ عَلى آدَمَ اِذْ غَوى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فُلْكَ النَّجاةِ الَّذي مَنْ رَكِبَهُ نَجا وَمَنْ تَاَخَّرَ عَنْهُ هَوى اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ خاطَبَ الثُّعْبانَ وَذِئْبَ الْفَلا اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَالْمُؤْمِنينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى مَنْ كَفَرَ وَاَنابَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ ذَوِي الاَْلْبابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْحِكْمَةِ وَفَصْلَ الْخِطابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ميزانَ يَوْمِ الْحِسابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فاصِلَ الْحُكْمِ النّاطِقَ بِالصَّوابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمُتَصَدِّقُ بِالْخاتَمِ فِي الِْمحْرابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ كَفَى اللهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتالَ بِهِ يَوْمَ الاَْحْزابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ اَخْلَصَ للهِ الْوَحْدانِيَّةَ وَاَنابَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قاتِلَ خَيْبَرَ وَقالِعَ الْبابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ دَعاهُ خَيْرُ الاَْنامِ لِلْمَبيتِ عَلى فِراشِهِ فَاَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِيَّةِ وَاَجابَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ لَهُ طُوبى وَحُسْنُ مآب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ عِصْمَةِ الدّينِ، وَيا سَيِّدَ السّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْمُعْجِزاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ نَزَلَتْ في فَضْلِهِ سُورَةُ الْعادِياتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ كُتِبَ اسْمُهُ فِي السَّماءِ عَلَى السُّرادِقاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُظْهِرَ الْعَجائِبِ وَالاْياتِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْغَزَواتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُخْبِراً بِما غَبَرَ و بِما هُوَ آت، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُخاطِبَ ذِئْبِ الْفَلَواتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتِمَ الْحَصى وَمُبَيِّنَ الْمُشْكِلاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلاتِهِ فِي الْوَغا مَلائِكَةُ السَّماواتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ ناجَى الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوهُ الصَّدَقاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا والِدَ الاَْئِمَّةِ الْبَرَرَةِ السّاداتِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ الْمَبْعُوثِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ خَيْرِ مَوْرُوث وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْمُتَّقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا غِياثَ الْمَكْرُوبينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُظْهِرَ الْبَراهينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا طه وَيس، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ تَصَدَّقَ في صَلاتِهِ بِخاتَمِهِ عَلَى الْمِسْكينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قالِعَ الصَّخْرَةِ عَنْ فَمِ الْقَليبِ وَمُظْهِرَ الْماءِ الْمَعينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللهِ النّاظِرَةَ وَيَدَهُ الْباسِطَةَ وَلِسانَهُ الْمُعَبِّرَ عَنْهُ في بَرِيَّتِهِ اَجْمَعينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَمَسْتَوْدَعَ عِلْمِ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصاحِبَ لِواءِ الْحَمْدِ، وَساقِيَ اَوْلِيائِهِ مِنْ حَوْضِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا يَعْسُوبَ الدّينِ، وَقائِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلينَ، وَوالِدَ الاَْئِمَّةِ الْمَرْضِيّينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى اسْمِ اللهِ الرَّضِيِّ وَوَجْهِهِ الُمضيءِ، وَجَنْبِهِ الْقَوِيِّ، وَصِراطِهِ السَّوِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَى الاِْمامِ التَّقِيِّ الُْمخْلِصِ الصَّفِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ اَلسَّلامُ عَلَى الاِْمامِ اَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اَئِمَّةِ الْهُدى، وَمَصابيحِ الدُّجى، وَاَعْلامِ التُّقى، وَمَنارِ الْهُدى، وَذَوِي النُّهى، وَكَهْفِ الْوَرى، وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةِ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى نُورِ الاَْنْوارِ، وَحُجَّةِ الْجَبّارِ، وَوالِدِ الاَْئِمَّةِ الاَْطْهارِ، وَقَسيمِ الْجَنَّةِ وَالنّارِ، الُْمخْبِرِ عَنِ الاْثارِ، الْمُدَمِّرِ عَلَى الْكُفّارِ، مُسْتَنْقِذِ الشّيعَةِ الُْمخْلِصينَ مِنْ عَظيمِ الاَْوْزارِ، اَلسَّلامُ عَلَى الَْمخْصُوصِ بِالطّاهِرَةِ التَّقِيَّةِ ابْنَةِ الُْمخْتارِ، الْمَوْلُودِ فِي الْبَيْتِ ذِي الاَْسْتارِ،الْمُزَوَّجِ فِي السَّماءِ بِالْبَرَّةِ الطّاهِرَةِ الرَّضِيَّةِ الْمَرْضِيَّةِ والِدَةِ الاَْئِمَّةِ الاَْطْهارِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى النَّبَأِ الْعَظيمِ الَّذي هُمْ فيهِ مُخْتَلِفُونَ وَعَلَيْهِ يُعْرَضُونَ وَعَنْهُ يُسْأَلُونَ، اَلسَّلامُ عَلى نُورِ اللهِ الاَْنْوَرِ، وَضِيائِهِ الاَْزْهَرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَحُجَّتَهُ وَخالِصَةَ اللهِ وَخاصَّتَهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ يا وَلِيَّ اللهِ لَقَدْ جاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَاتَّبَعْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَشَرَعْتَ اَحْكامَهُ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ صابِراً ناصِحاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً عِنْدَ اللهِ عَظيمَ الاَْجْرِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ دَفَعَكَ عَنْ حَقِّكَ، وَاَزالَكَ عَنْ مَقامِكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، اُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَاَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ اَنّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاكَ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقُل :
اَشْهَدُ اَنَّكَ تَسْمَعُ كَلامي، وَتَشْهَدُ مَقامي وَاَشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللهِ بِالْبَلاغِ وَالاَْداءِ، يا مَوْلايَ يا حُجَّةَ اللهِ يا اَمينَ اللهِ يا وَلِيَّ اللهِ، اِنَّ بَيْني وَبَيْنَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً قَدْ اَثْقَلَتْ ظَهْري، وَمَنَعَتْني مِنَ الرُّقادِ، وَذِكْرُها يُقَلْقِلُ اَحْشائي وَقَدْ هَرَبْتُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ وَاِلَيْكَ، فَبِحَقِّ مِنَ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكَ اَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ، وَمُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ، كُنْ لي اِلَى اللهِ شَفيعاً وَمِنَ النّارِ مُجيراً وَعَلَى الدَّهْرِ ظَهيراً .
ثمّ انكبّ أيضاً على القبر وقبّله وقُل :
يا وَلِيَّ اللهِ يا حُجَّةَ اللهِ يا بابَ حِطَّةِ اللهِ، وَلِيُّكَ وَزائِرُكَ وَاللاّئِذُ بِقَبْرِكَ، وَالنّازِلُ بِفِنائِكَ، وَالْمُنيخُ رَحْلَهُ في جِوارِكَ يَسْأَلُكَ اَنْ تَشْفَعَ لَهُ اِلَى اللهِ في قَضاءِ حاجَتِهِ، وَنُجْحِ طَلِبَتِهِ فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ، فَاِنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ الْجاهَ الْعَظيمَ وَالشَّفاعَةَ الْمَقْبُولَةَ، فَاجْعَلْني يا مَوْلايَ مِنْ هَمِّكَ وَاَدْخِلْني في حِزْبِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ضَجيعَيْكَ آدَمَ وَنُوح، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى وَلَدَيْكَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلَى الاَْئِمَّةِ الطّاهِرينَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ صلّ ستّ ركعات للزّيارة ركعتين للامير (عليه السلام) وركعتين لادم (عليه السلام) وركعتين لِنُوح (عليه السلام) وادعُ الله كثيراً تجب لك ان شاء الله تعالى .
أقول : قال مؤلّف المزار الكبير انّه يُزار بهذه الزّيارة في اليوم السّابع عشر عِند طُلوع الشّمس، وقال المجلسي (رحمه الله) :انّ هذه الزّيارة هي أحسن الزّيارات وهي مرويّة بالاسانيد المعتبرة في الكتب المعتبرة، وظاهِر بعض رواياتها انّها لا تخصّ هذا اليوم فمن المُستحسن زيارته (عليه السلام) بهذه الزّيارة في جميع الاوقات .
أقول : لو سأل سائل فقال : قد رويت زيارات مخصُوصة في يوم الميلاد ويوم المبعث لامير المؤمنين صلوات الله عليه دُون النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان ينبغي أن تردّ فيها زيارة مخصُوصة لرسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف ذلك، أجبناه انّما ذلك لما بين هذين القدوتين العظيمين من شدّة الاتّصال، ولما بين هذين النّورين الطّاهرين من كمال الاتّحاد بحيث كان مَن زار أمير المؤمنين (عليه السلام) كمن زار رسُول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويشهد على ذلك من الكتاب المجيد آية اَنْفُسَنا وهو في آية التّباهل نفس المصطفى ليس غيره ايّاها كما يشهد عليه من الاخبار روايات عديدة، منها ما رواه الشّيخ محمّد بن المشهدي عن الصّادق (عليه السلام) قال : انّ رجلاً من الاعراب أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انّ داري بعيد من دارك وانّني اشتاق الى زيارتك ورؤيتك فاقدم اليك زائراً فلا يتيسّر رؤيتك فازور عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فيؤنسني بحديثه ومواعظه، ثمّ اعود مغتمّاً محزوناً لما أيست من زيارتك ، فقال : من زار عليّاً (عليه السلام) فقد زارني ومن أحبّه فقد أحبّني ومن عاداهُ فقد عاداني بلّغه عنّي الى قومك ومن أتاهُ زائراً فقد أتاني، وانّي مجزيه يوم القِيامة وجبريل وصالِح المؤمنين .
وفي الحديث المعتبر عن الصّادق (عليه السلام) قال : اذا زرت جانب النّجف فزر عظام آدم (عليه السلام) وبدن نوح (عليه السلام)وجسد عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) تزور بذلك الاباء الماضين ومحمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم النّبيين وعليّاً أفضل الاوصياء، وقد مرّ في الزّيارة السّادسة ما يدلّ على ما قلناه وهو قولهم استقبل قبر امير المؤمنين (عليه السلام) وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ الى غير ذلك ولقد أجاد الشّيخ جابر في تسميطِهِ للقصيدة الازريّة بقوله مشيراً الى القُبّة العلويّة :
فَاعْتَمِدْ لِلنَّبِيِّ اَعْظَمَ رَمْس فيهِ لِلطُّهْرِ اَحْمَد اَيُّ نَفْس
اَوْ تَرَى الْعَرْشَ فيهِ اَنْوَرَ شَمْس فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْس

تَتَمَنَّى الاَْفْلاكُ لَثْمَ ثَراها
وقال الحكيم السّنائي بالفارسيّة :
مرتضائى كه كرد يزدانش همره جان مصطفى جانش
هر دو يكقبله و خردشان و هر دو يكروح و كالبدشان دو
دو رونده چو اختر گردون دو برادر چو موسى و هارون
هر دو يكدّرزيكصدف بودند هر دو پيرايه شرف بودند
تا نه بگشاد علم حيدر در ندهد سُنّت پيمبر بر

الثّالِثة مِنَ الزّيارات المخصُوصة
زيارة ليلة المبعث وهو اليوم السّابع والعشرون من رجب وقد وردت فيه ثلاث زيارات :
الاُولى : الزّيارة الرّجبيّة اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي أشَهَدَنا مَشْهَدَ اَوْلِيائِهِ، وقد سلفت في أعمال رجب وهي زيارة يزار بها كلّ من المشاهد المشرّفة في شهر رجب، وقد عدّها صاحب كتاب المزار القديم والشّيخ محمّد ابن المشهدي من زيارات ليلة المبعث المخصوصة وقالا : صلّ بعدها للزّيارة ركعتين ثمّ ادعُ بما شِئت .
الثّانية : زيارة اَلسَّلامُ عَلى اَبِي الاَْئِمَّةِ وَمَعْدِنِ النُّبُوَّة، التي قد جعلها العلامة المجلسي الزّيارة السّابعة من الزّيارات المطلقة في كتاب التحفة .
قال صاحب المزار القديم : انّها تخصّ اللّيلة السّابعة والعشرين من رجب، ونحن أيضاً قد جرينا على ذلك في كتاب هديّة الزّائر .
الثّالثة : زيارة أوردها الشّيخ المفيد والسّيد والشّهيد بهذه الكيفيّة، اذا أردت زيارة الامير (عليه السلام) في ليلة المبعث أو يَومه فقف على باب القُبّة الشّريفة مُقابل قبره (عليه السلام) وقل :
اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ،وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَاَنَّ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب اَميرَ الْمُؤمِنينَ عَبْدُ اللهِ، وَاَخُو رَسُولِهِ، وَاَنَّ الاَْئِمَّةَ الطّاهِرينَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ، ثمّ ادخل وقِف عند القبر مستقبلاً القبر والقبلة بين كتفيك وكبّر الله مائة مرّة وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ خَليفَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد سَيِّدِ رُسُلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ المُتَّقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظيمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّراطُ الْمُسْتَقيمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمُهَذَّبُ الْكَريمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَصِيُّ التَّقِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْبَدْرُ الْمُضيءُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّديقُ الاَْكْبَرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْفارُوقُ الاَْعْظَمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السِّراجُ الْمُنيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْهُدى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ التُّقى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ الْكُبْرى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاصَّةَ اللهِ وَخالِصَتَهُ، وَاَمينَ اللهِ وَصَفْوَتَهُ، وَبابَ اللهِ وَحُجَّتَهُ، وَمَعْدِنَ حُكْمِ اللهِ وَسِرِّهِ، وَعَيْبَةَ عِلْمِ اللهِ وَخازِنَهُ، وَسَفيرَ اللهِ في خَلْقِهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَبَلَّغْتَ عَنِ اللهِ، وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُ اللهِ، وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَنَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صابِراً مُحْتَسِباً مُجاهِداً عَنْ دينِ اللهِ، مُوَقِّياً لِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، طالِباً ما عِنْدَ اللهِ، راغِباً فيـما وَعَدَ اللهُ، وَمَضَيْتَ لِلَّذي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهيداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، فَجَزاكَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ مِنْ صِدّيق اَفْضَلَ الْجَزاءِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ كُنْتَ اَوَّلَ الْقَوْمِ اِسْلاماً، وَاَخْلَصَهُمْ ايماناً، وَاَشَدَّهُمْ يَقيناً، وَاَخْوَفَهُمْ للهِ وَاَعْظَمَهُمْ عَناءً، وَاَحْوَطَهُمْ عَلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاَفْضَلَهُمْ مَناقِبَ، وَاَكْثَرَهُمْ سَوابِقَ، وَاَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً، وَاَشْرَفَهُمْ مَنِزْلَةً، وَاَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، فَقَوِيْتَ حينَ وَهَنوُا، وَلَزِمْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ كُنْتَ خَليفَتَهُ حَقّاً لَمْ تُنازَعْ بِرَغْمِ الْمُنافِقينَ، وَغَيْظِ الْكافِرينَ، وَضِغْنِ الْفاسِقينَ، وَقُمْتَ بِالاَْمْرِ حينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللهِ اِذْ وَقَفُوا، فَمَنِ اتَّبَعَكَ فَقَدِ اهْتَدى، كُنْتَ اَوَّلَهُمْ كَلاماً، وَاَشَدَّهُمْ خِصاماً، وَاَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً، وَاَسَدَّهُمْ رَأياً، وَاَشْجَعَهُمْ قَلْباً، وَاَكْثَرَهُمْ يَقيناً، وَاَحْسَنَهُمْ عَمَلاً، وَاَعْرَفَهُمْ بِالاُْمُورِ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنينَ اَباً رَحيماً اِذْ صارُوا عَلَيْكَ عِيالاً، فَحَمَلْتَ اَثْقالَ ما عَنْهُ ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ ما اَضاعُوا، وَرَعَيْتَ ما اَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ اِذْ جَبَنُوا، وَعَلَوْتَ اِذْ هَلِعُوا، وَصَبَرْتَ اِذْ جَزِعُوا، كُنْتَ عَلَى الْكافِرينَ عَذاباً صَبّاً وَغِلْظَةً وَغَيْظاً، وَلِلْمُؤْمِنينَ غَيْثاً وَخِصْباً وَعِلْماً، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ الْعَواصِفُ، وَلا تَزيلُهُ الْقَواصِفُ، كُنْتَ كَما قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : قَوِيّاً في بَدَنِكَ، مُتَواضِعاً في نَفْسِكَ، عَظيماً عِنْدَ اللهِ، كَبيراً فِي الاَْرْضِ، جَليلاً فِي السَّماءِ، لَمْ يَكُنْ لاَِحَد فيكَ مَهْمَزٌ، وَلا لِقائِل فيكَ مَغْمَزٌ، وَلا لِخَلْق فيكَ مَطْمَعٌ، وَلا لاَِحَد عِنْدَكَ هَوادَةٌ، يوُجَدُ الضَّعيفُ الذَّليلُ عِنْدَكَ قَوِيّاً عَزيزاً حَتّى تَأخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزيزُ عِنْدَكَ ضَعيفاً حَتّى تَأخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَريبُ وَالْبَعيدُ عِنْدَكَ في ذلِكَ سَواءٌ، شَأنُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَاَمْرُكَ حِلْمٌ وَعَزْمٌ، وَرَأيُكَ عِلْمٌ وَحَزْمٌ، اعْتَدَلَ بِكَ الدّينُ، وَسَهُلَ بِكَ الْعَسيرُ، وَاُطْفِئَتْ بِكَ النّيرانُ، وَقَوِيَ بِكَ الاْيمانُ، وَثَبَتَ بِكَ الاِْسْلامُ، وَهَدَّتْ مُصيبَتُكَ الاَْنامَ، فَاِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعوُنَ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ خالَفَكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنِ افْتَرى عَلَيْكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَغَصَبَكَ حَقَّكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، اِنّا اِلَى اللهِ مِنْهُمْ بُرَاءُ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً خالَفَتْكَ، وَجَحَدَتْ وِلايَتَكَ، وَتَظاهَرَتْ عَلَيْكَ، وَقَتَلَتْكَ وَحادَتْ عَنْكَ وَخَذَلَتْكَ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي جَعَلَ النّارَ مَثْواهُمْ، وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ، اَشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِالْبَلاغِ وَالاَْداءِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ حَبيبُ اللهِ وَبابُهُ، وَاَنَّكَ جَنْبُ اللهِ وَوَجْهُهُ الَّذي مِنْهُ يُؤْتى، وَاَنَّكَ سَبيلُ اللهِ، وَاَنَّكَ عَبْدُ اللهِ وَاخُو رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَتَيْتُكَ زائِراً لِعَظيمِ حالِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ، مُتَقَرِّباً اِلَى اللهِ بِزِيارَتِكَ، راغِباً اِلَيْكَ فِي الشَّفاعَةِ، ابْتَغي بِشَفاعَتِكَ خَلاصَ نَفْسي، مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النّارِ، هارِباً مِنْ ذُنوُبِي الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْري، فَزِعاً اِلَيْكَ رَجآءَ رَحْمَةِ رَبّي، اَتَيْتُكَ اَسْتَشْفِعُ بِكَ يا مَوْلاىَ اِلَى اللهِ وَاَتَقَرَّبُ بِكَ اِلَيْهِ لِيَقْضِيَ بِكَ حَوائِجي، فَاشْفَعْ لي يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ اِلَى اللهِ فَاِنّي عَبْدُ اللهِ وَمَوْلاكَ وَزائِرُكَ، وَلَكَ عِنْدَ اللهِ الْمَقامُ الْمَعْلُومُ وَالْجاهُ الْعَظيمُ، وَالشَّأنُ الْكَبيرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلى عَبْدِكَ وَاَمينِكَ الاَْوْفى، وَعُرْوَتِكَ الْوُثْقى، وَيَدِكَ الْعُلْيا، وَكَلِمَتُكَ الْحُسْنى، وَحُجَّتِكَ عَلَى الْوَرى، وَصِدِّيْقِكَ الاَْكْبَرِ سَيّدِ الاَْوْصِياءِ، وَرُكْنِ الاَْوْلِياءِ، وَعِمادِ الاَْصْفِياءِ، اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَيَعْسُوبِ الْمُتَّقينَ، وَقُدْوَةِ الصِّدّيقينَ، وَاِمامِ الصّالِحينَ، الْمَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ، وَالْمَفْطُومِ مِنَ الْخَلَلِ، وَالْمُهَذَّبِ مِنَ الْعَيْبِ، وَالْمُطَهَّرِ مِنَ الرَّيْبِ، اَخي نَبِيِّكَ وَوَصِيِّ رَسُولِكَ، وَالْبائِتِ عَلى فِراشِهِ، وَالْمُواسي لَهُ بِنَفْسِهِ، وَكاشِفِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، الَّذي جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبُوَّتِهِ، وَمُعْجِزاً لِرِسالَتِهِ، وَدِلالَةً واضِحَةً لِحُجَّتِهِ، وَحامِلاً لِرايَتِهِ، وَوِقايَةً لِمُهْجَتِهِ، وَهادِياً لاُِمَّتِهِ، وَيَداً لِبَأسِهِ، وَتاجاً لِرَأسِهِ، وَباباً لِنَصْرِهِ، وَمِفْتاحاً لِظَفَرِهِ، حَتّى هَزَمَ جُنُودَ الشِّرْكِ بِاَيْدِكَ، وَاَبادَ عَساكِرَ الْكُفْرِ بِاَمْرِكَ، وَبَذَلَ نَفْسَهُ في مَرْضاتِكَ وَمَرْضاةِ رَسُولِكَ، وَجَعَلَها وَقْفاً عَلى طاعَتِهِ، وَمَجِنّاً دُونَ نَكْبَتِهِ، حَتّى فاضَتْ نَفْسُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في كَفِّهِ، وَاسْتَلَبَ بَرْدَها وَمَسَحَهُ عَلى وَجْهِهِ، وَاَعانَتْهُ مَلائِكَتُكَ على غُسْلِهِ وَتَجْهيزِهِ، وَصَلّى عَلَيْهِ وَوارى شَخْصَهُ، وَقَضى دَيْنَهُ، وَاَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَلَزِمَ عَهْدَهُ، وَاحْتَذى مِثالَهُ، وَحَفِظَ وَصِيَّتَهُ، وَحينَ وَجَدَ اَنْصاراً نَهَضَ مُسْتَقِلاًّ بِاَعْباءِ الْخِلافَةِ مُضْطَلِعاً بِاَثْقالِ الاْمامَةِ، فَنَصَبَ رايَةَ الْهُدى في عِبادِكَ، وَنَشَرَ ثَوْبَ الاَْمْنِ في بِلادِكَ، وَبَسَطَ الْعَدْلَ في بَرِيَّتِكَ، وَحَكَمَ بِكِتابِكَ في خَليقَتِكَ، وَاَقامَ الْحُدُودَ، وَقَمَعَ الْجُحُودَ، وَقَوَّمَ الزَّيْغَ، وَسَكَّنَ الْغَمْرَةَ، وَاَبادَ الْفَتْرَةَ، وَسَدَّ الْفُرْجَةَ، وَقَتَلَ النّاكِثَةَ وَالْقاسِطَةَ وَالْمارِقَةَ، وَلَمْ يَزَلْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَوَتيرَتِهِ،وَلُطْفِ شاكِلَتِهِ، وَجَمالِ سيرَتِهِ، مُقْتَدِياً بِسُنَّتِهِ، مُتَعَلِّقاً بِهِمَّتِهِ، مُباشِراً لِطَريقَتِهِ، وَاَمْثِلَتُهُ نَصبُ عَيْنَيْهِ، يَحْمِلُ عِبادَكَ عَلَيْها وَيَدْعُوهُمْ اِلَيْها، اِلى اَنْ خُضِبَتْ شَيْبَتُهُ مِنْ دَمِ رَأسِهِ، اَللّـهُمَّ فَكَما لَمْ يُؤْثِرْ في طاعَتِكَ شَكّاً عَلى يَقين، وَلَمْ يُشْرِكْ بِكَ طَرْفَةَ عَيْن، صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً يَلْحَقُ بِها دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ في جَنَّتِكَ، وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْجَسيمِ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
ثمّ قبّل الضّريح وضع خدّك الايمن عليه ثمّ الايسر ومل الى القبلة وصلّ صلاة الزّيارة وادعُ بما بدا لك بعدها وقُل بعد تسبيح الزّهراء (عليها السلام) :
اَللّـهُمَّ اِنَّكَ بَشَّرْتَني عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّد صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَقُلْتَ : ( وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنُوا اَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْق عِنْدَ رَبِّهِمْ ) اَللّـهُمَّ وَاِنّي مُؤْمِنٌ بِجَميعِ اَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، فَلا تَقِفْني بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُني فيهِ عَلى رُؤُوسِ الاَْشْهادِ، بَلْ قِفْني مَعَهُمْ وَتَوَفَّني عَلَى التَّصْديقِ بِهِمْ، اَللّـهُمَّ وَاَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَاَمَرْتَني بِاِتِّباعِهِمْ، اَللّـهُمَّ وَاِنّي عَبْدُكَ وَزائِرُكَ مُتَقَرِّباً اِلَيْكَ بِزِيارَةِ اَخي رَسُولِكَ، وَعَلى كُلِّ مَأتِيٍّ وَمَزُور حَقٌّ لِمَنْ اَتاهُ وَزارَهُ، وَاَنْتَ خَيْرُ مَأتِيٍّ وَاَكْرَمُ مَزُور فَأَسْأَلُكَ يا اَللهُ يا رَحْمنُ يا رَحيمُ يا جَوادُ يا ماجِدُ يا اَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يوُلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَدٌ وَلَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ اِيّايَ مِنْ زِيارَتي اَخا رَسُولِكَ فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ وَاَنْ تَجْعَلَني مِمَّنْ يُسارِعُ فِي الْخَيْراتِ، وَيَدْعُوكَ رَغَباً وَرَهَباً، وَتَجْعَلَني مِنَ الْخاشِعينَ، اَللّـهُمَّ اِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيارَةِ مَوْلايَ عَلِيِّ بْنِ أبي طالِب وَوِلايَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، فَاجْعَلْني مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَيَنْتَصِرُ بِهِ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ لِدينِكَ اَللّـهُمَّ وَاجْعَلْني مِنْ شيعَتِهِ، وَتَوَفَّني عَلى دينِهِ، اَللّـهُمَّ اَوْجِبْ لي مِنَ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالاِْحْسانِ وَالرِّزْقِ الْواسِعِ الْحَلالِ الطَّيِّبِ ما اَنْتَ اَهْلُهُ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ .
أقول : ورُوِيَ بسند مُعتبر انّ خضراً (عليه السلام) اسرع الى دار امير المؤمنين (عليه السلام) يوم شهادته وهو يبكي ويسترجع فوقف على الباب فقال : رَحِمَكَ اللهُ يا اَبَا الْحَسَنِ، كُنْتَ اَوَّلَ الْقَوْمِ اِسْلاماً، وَاَخْلَصَهُمْ ايماناً، وَاَشَدَّهُمْ يَقيناً، وَاَخْوَفَهُمْ للهِ، وعدّ كثيراً من فضائله بما يقرب من هذه العبائر الواردة في هذه الزّيارة، فمن المناسب أن يُزار (عليه السلام) فيه أيضاً بهذه الزّيارة وامّا نصوص تلك العبارة وهي كزيارة للامير (عليه السلام) في يوم شهادته فقد أودعْناها كتاب هديّة الزّائر فليطلبها منه من شاء، واعلم انّا قد أوردنا في ضمن أعمال ليلة المبعث ما قاله ابن بطوطة في رحلته ممّا يتعلّق بهذه الرّوضة الشّريفة صلوات الله على مشرفها فينبغي أن يُراجع هُناك

المطلب الثّاني : في كيفيّة زيارَته (عليه السلام) :
اعلم انّ زياراته (عليه السلام) نوعان، فزيارات مُطلقة لا تخصّ زماناً خاصّاً، وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معيّنة، ونذكر الزّيارات في مقصدين :
المقصد الاوّل : في الزّيارات المُطلقة وهي كثيرة نقتصر هُنا على عدّة منها :
الاُولى : ما رواها الشّيخ المفيد والشّهيد والسّيد ابن طاووس وغيرهم، وصفتها انّك اذا أردت زيارته (عليه السلام) فاغتسل والبس ثوبين طاهرين ونل شيئاً من الطّيب وإنْ لم تنل اجزأك، فاذا خرجت مِن منزلك فقُل :
اَللّـهُمَّ اِنّي خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلي اَبْغي فَضْلَكَ، وَاَزُورُ وَصِيَّ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما، اَللّـهُمَّ فَيَسِّرْ ذلِكَ لي، وَسَبِّبِ الْمَزارَ لَهُ، وَاخْلُفْني في عاقِبَتي وَحُزانَتي بِاَحْسَنِ الْخِلافَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ. فسر وانت تلهج بهذه الاذكار: اَلْحَمْدُ للهِ وَسُبْحانَ اللهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ . واذا بلغت خندق الكوفة فقف عنده وقل : اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ، اَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالَْمجْدِ وَالْعَظَمَةِ، اَللهُ اَكْبَرُ اَهْلَ التَّكْبير وَالتَّقدْيسِ وَالتَّسْبيحِ وَالاْلاءِ، اَللهُ اَكْبَرُ مِمّا اَخافُ وَاَحْذَرُ، اَللهُ اَكْبَرُ عِمادي وَعَلَيْهِ اَتَوَكَّلُ، اَللهُ اَكْبَرُ رَجائي وَاِلَيْهِ اُنيبُ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ وَلِىُّ نِعْمَتي، وَالْقادِرُ عَلى طَلِبَتي، تَعْلَمُ حاجَتي وَما تُضْمِرُهُ هَواجِسُ الصُّدُورِ، وَخَواطِرُ النُّفُوسِ، فَاَسْأَلُكَ بِمُحَمَّد الْمُصْطَفَى الَّذي قَطَعْتَ بِهِ حُجَجَ الُْمحْتَجّينَ، وَعُذْرَ الْمُعْتَذِرينَ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمينَ، اَنْ لا تَحْرِمْني ثَوابَ زِيارَةِ وَلِيِّكَ وَأخي نَبِيِّكَ اَميرِ الْمؤْمِنينَ وَقَصْدَهُ، وَتَجْعَلَني مِنْ وَفْدِهِ الصّالِحينَ وَشِيعَتِهِ الْمُتَّقينَ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ . فاذا تراءت لك القبّة الشريفة فقل : اَلْحَمْدُ للهِ عَلى مَا اخْتَصَّني بِهِ مِنْ طيبِ الْمَوْلِدِ، وَاسْتَخْلَصَني اِكْراماً بِهِ مِنْ مُوالاةِ الاَْبْرارِ السَّفَرَةِ الاَْطْهارِ، وَالْخَيَرَةِ الاَْعْلامِ، اَللّـهُمَّ فَتَقَبَّلْ سَعْيي اِلَيْكَ، وَتَضَرُّعي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي لا تَخْفى عَلَيْكَ، اِنَّكَ اَنْتَ اللهُ الْمَلِكُ الْغَفّارُ .
أقول : يعرض للزّائر اذا وقع نظره على قبّته المنيرة النّشاط والانبساط، ويثور في فؤاده العشق والولاء فيحاول أن يتوجّه اليه (عليه السلام) بمجامع قلبه، وأن يمدحه ويثنى عليه بكلّ لسان وبيان، ولا سيّما اذا كان الزّائر من أهل العلم والكمال فانّه يرغب في شِعر بليغ يتمثّل به في ذلك الحال، لذلك خطر لي أن أثبت هُنا هذه الابيات المناسبة للمقام مِن القصيدة الهائية الازريّة والرّجاء الواثق أن يسلّم الزّائر عنّي سلاماً على صاحب تلك القبّة البيضاء، وأن لا ينساني من الدّعاء وهذه هي الابيات :
اَيُّهاً الرّاكِبُ الُْمجِدُّ رُوَيْداً بِقُلُوب تَقَلَّبَتْ في جَواه
اِنْ تَراءَتْ اَرْضُ الْغَرِيَّينِ فَاخْضَعْ وَاخْلَعِ النَّعْلَ دُونَ وادي طُواها
وَاِذا شِمْتَ قُبَّةَ الْعالَمِ الاَْ عْلى وَاَنْوارُ رَبِّها تَغْشاها
فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْس تَتَمَنَّى الاَْفْلاكُ لَثْمَ ثَراها
قُلْ لَهُ وَالدُّمُوعُ سَفْحُ عَقيق وَالْحَشا تَصْطَلي بِنارِ غَضاها
يَابْنَ عَمِّ النَّبيِّ اَنْتَ يَدُ اللهِ الَّتي عَمَّ كُلَّ شَيْء نَداها
اَنْتَ قُرْآْنُهُ الْقَدِيمُ وَاَوَصا فُـكَ آياتُهُ الَّتي اَوْحاها
خَصَّكَ اللهُ في مَآثِرَ شَتّى هِيَ مِثْلُ الاَْعْدادِ لا تَتَناهى
لَيْتَ عَيْناً بِغَيْرِ رَوْضِكَ تَرْعى قَذِيَتْ وَاسْتَمَرَّ فيها قَذاها
اَنْتَ بَعْدَ النَّبِيِّ خَيْرُ الْبَرايا وَالسَّما خَيْرُ ما بِها قَمَراها
لَكَ ذاتٌ كَذاتِهِ حَيْثُ لَوْلا اَنَّها مِثْلُها لَما آخاها
قَدْ تَراضَعْتُما بِثَدْي وِصال كانَ مِنْ جَوْهَرِ التَّجَلّي غِذاها
يا اَخَا الْمُصْطَفى لَدَيَّ ذُنُوبٌ هِيَ عَيْنُ الْقَذا وَاَنْتَ جَلاها
لَكَ في مُرْتَقَى الْعُلى وَالْمَعالي دَرَجاتٌ لا يُرْتَقى اَدْناها
لَكَ نَفْسٌ مِنْ مَعْدَنِ اللُّطْفِ صيغَتْ جَعَلَ اللهُ كُلَّ نَفْس فِداها

فاذا بلغت باب حصن النّجف فقُل :
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا اَنْ هَدانَا اللهُ، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي سَيَّرَني في بِلادِهِ، وَحَمَلَني عَلى دَوابِّهِ، وَطَوى لِيَ الْبَعيدَ، وَصَرَفَ عَنِّي الَْمحْذوُرَ، وَدَفَعَ عَنِّي الْمَكْرُوهَ، حَتّى اَقْدَمَني حَرَمَ اَخي رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ .
ثمّ ادخل وقل : اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي اَدْخَلَني هذِهِ الْبُقْعَةَ الْمُبارَكَةَ الَّتي بارَكَ اللهُ فيها، وَاخْتارَها لِوَصِيِّ نَبِيِّهِ، اَللّـهُمَّ فَاجْعَلْها شاهِدَةً لي .
فاذا بلغت العتبة الاُولى فقل :
اَللّـهُمَّ بِبابِكَ وَقَفْتُ، وَبِفَنائِكَ نَزَلْتُ، وَبِحَبْلِكَ اعْتَصَمْتُ، وِلِرَحْمَتِكَ تَعَرَّضْتُ، وَبِوَلِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ تَوَسَّلْتُ، فَاجْعَلها زِيارَةً مَقْبُولَةً، وَدُعاءً مُسْتَجاباً .
ثم قف على باب الصّحن وقل :
اَللّـهُمَّ اِنَّ هذَا الْحَرَمَ حَرَمُكَ، وَالْمَقامَ مَقامُكَ وَاَنَا اَدْخُلُ اِلَيْهِ اُناجيكَ بِما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنّي وَمَنْ سِرِّي وَنَجْوايَ، اَلْحَمْدُ للهِ الْحَنّانِ الْمَنّانِ الْمُتَطَوِّلِ الَّذي مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لي زِيارَةَ مَوْلايَ بِاِحْسانِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْني عَنْ زِيارَتِهِ مَمْنُوعاً، وَلا عَنْ وِلايَتِهِ مَدْفُوعاً، بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ، اَللّـهُمَّ كَما مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْني مِنْ شيعَتِهِ، وَاَدْخِلْنيِ الْجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
ثمّ ادخل الصحن وقل :
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي اَكْرَمَني بِمَعْرِفَتِهِ وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ، وَمَنْ فَرَضَ عَلَيَّ طاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ لي، وَتَطَوُّلاً مِنْهُ عَلَيَّ، وَمَنَّ عَلَيَّ بِالاِْيْمانِ، الْحَمْدُ للهِ الَّذي اَدْخَلَني حَرَمَ اَخي رَسُولِهِ، وَاَرانيهِ في عافِيَة، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي جَعَلَني مِنْ زُوّارِ قَبْرِ وَصِيِّ رَسُولِهِ، اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ عَلِيَّاً عَبْدُ اللهِ وَاَخُو رَسُولِ اللهِ، اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، وَاللهُ اَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلى هِدايَتِهِ وَتَوْفيقِهِ لِما دَعا اِلَيْهِ مِنْ سَبيلِهِ، اَللّـهُمَّ اِنَّكَ اَفْضَلُ مَقْصُود، وَاَكْرَمُ مَأتِىٍّ وَقَدْ اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً اِلَيْكِ بِنَبِيِّكَ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ، وَبِاَخيهِ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبي طالِب عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي، وَانْظُرْ اِلَيَّ نَظْرَةً رَحيمَةً تَنْعَشُني بِها، وَاجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ .
ثمّ امش حتّى تقف على باب الرّواق وقل :
اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ اَمينِ اللهِ عَلى وَحْيِهِ وَعَزائِمِ اَمْرِهِ، الْخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالْفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ السَّكينَةِ، السَّلامُ عَلَى الْمَدْفُونِ بِالْمَدينَةِ، السَّلامُ عَلَى الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ، السَّلامُ عَلى اَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ ادخل الرّواق وقدّم رجلك اليمنى قبل اليسرى وقف على باب القبّة وقل :
اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، جاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ وَخِيَرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَبْدِاللهِ وَاَخي رَسُولِ اللهِ، يا مَوْلايَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ اَمَتِكَ، جاءَكَ مُسْتَجيراً بِذِمَّتِكَ، قاصِداً اِلى حَرَمِكَ، مُتَوَجِّهاً اِلى مَقامِكَ، مُتَوَسِّلاً اِليَ اللهِ تَعالى بِكَ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ، أَاَدْخُلُ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، أَاَدْخُلُ يا حُجَّةَ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا اَمينَ اللهِ ءَاَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ الْمُقيمينَ في هذَا الْمَشْهَدِ، يا مَوْلايَ اَتَاْذَنُ لي بِالدُّخُولِ اَفْضَلَ ما اَذِنْتَ لاَِحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ، فَاِنْ لَمْ اَكُنْ لَهُ اَهْلاً فَاَنْتَ اَهْلٌ لِذلِكَ .
ثمّ قبّل العتبة وقدّم رجلك اليمنى على اليسرى وادخل وأنت تقول : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَتُبْ عَلَيَّ، اِنَّكَ اَنْتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ .
ثمّ امش حتّى تحاذي القبر واستقبله بوجهك وقف قبل وصولك اليه وقل :
اَلسَّلاَمُ مِنَ اللهِ عَلى مُحَمَّد رَسُولِ اللهِ اَمينِ اللهِ عَلى وَحْيِهِ وَرِسالاتِهِ، وَعَزائِمِ اَمْرِهِ، وَمَعْدِنِ الْوَحْيِ وَالتَّنْزيلِ، الْخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالْفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، الشّاهِدِ عَلَى الْخَلْقِ، السِّراجِ الْمُنيرِ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهُ وَبَرَكاتُهُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ الْمَظْلُومينَ اَفْضَلَ وَاَكْمَلَ وَاَرْفَعَ وَاَشْرَفَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَاَصْفِيائِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَبْدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ، وَوَصِيِّ حَبيبِكَ، الَّذِى انْتَجَبْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ، وَالدَّليلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ، وَدَيّانِ الدّينِ بِعَدْلِكَ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الاَْئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ الْقَوّامينَ بِاَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ، الْمُطَهَّرينَ الَّذينَ ارْتَضَيْتَهُمْ اَنْصاراً لِدينِكَ، وَحَفَظَةً لِسِرِّكَ، وَشُهَداءَ عَلى خَلْقِكَ، وَاَعْلاماً لِعِبادِكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، اَلسَّلامُ عَلى اَميِرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبي طالِب وَصِيِّ رَسُولِ اللهِ وَخَليفَتِهِ وَالْقائِمِ بِاَمْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ، سَيِّدِ الْوَصِيّينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلاُمُ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْخَلْقِ اَجْمَعينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَْئِمَّةِ الرّاشِدينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَْنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَْئِمَّةَ الْمُسْتَوْدِعينَ، اَلسَّلامُ عَلى خاصَّةِ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُتَوَسِّمينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الَّذينَ قامُوا بِاَمْرِهِ وَوازَرُوا اَوْلِياءَ اللهِ، وَخافُوا بِخَوْفِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحينَ .
ثمّ ادنُ من القبر واستقبله واجعل القبلة خلفك وقل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْهُدى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ التُّقى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقيُّ وَالنَّقيُّ الْوَفِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، وَاَمينَ رَبِّ الْعالَمينَ، وَدَيّانَ يَوْمِ الدّينِ، وَخَيْرَ الْمُؤْمِنينَ، وَسَيِّدَ الصِّدّيقينَ، وَالصَّفْوَةَ مِنْ سُلالَةِ النَّبِيّينَ، وَبابَ حِكْمَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَخازِنَ وَحْيِهِ، وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ، وَالنّاصِحَ لاُِمَّةِ نَبِيِّهِ، وَالتّالي لِرَسُولِهِ، وَالْمُواسي لَهُ بِنَفْسِهِ، وَالنّاطِقَ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعِي اِلى شَريِعَتِهِ، وَالْماضِي عَلى سُنَّتِهِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ رَسُولِكَ ما حُمِّلَ، وَرَعى مَا اسْتُحْفِظَ، وَحَفِظَ مَا اسْتُودِعَ، وَحَلَّلَ حَلالَكَ، وَحَرَّمَ حَرامَكَ، وَاَقامَ اَحْكامَكَ، وَجاهَدَ النّاكِثينَ في سَبيلِكَ، وَالْقاسِطينَ في حُكْمِكَ، وَالْمارِقينَ عَنْ اَمْرِكَ، صابِراً مُحْتَسِباً لا تَأخُذُهُ فيكَ لَوْمَةُ لائِم، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ وَاَصْفِيائِكَ وَاَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ، اَللّـهُمَّ هذا قَبْرُ وَلِيِّكَ الَّذي فَرَضْتَ طاعَتَهُ، وَجَعَلْتَ في اَعْناقِ عِبادِكَ مُبايَعَتَهُ، وَخَليفَتِكَ الَّذي بِهِ تَأخُذُ وَتُعْطي، وَبِهِ تُثيبُ وَتُعاقِبُ، وَقَدْ قَصَدْتُهُ طَمَعاً لِما اَعْدَدْتَهُ لاَِوْلِيائِكَ، فَبِعَظيِمِ قَدْرِهِ عِنْدَكَ، وَجَليلِ خَطَرِهِ لَدَيْكَ، وَقُرْبِ مَنْزِلَتِهِ مِنْكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ فَاِنَّكَ اَهْلُ الْكَرَمِ وَالْجُودِ، وَاَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعَلى ضَجيعَيْكَ آدَمَ وَنُوح وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ قبّل الضريح وقف ممّا يلي الرّأس وقل :
يا مَوْلايَ اِلَيْكَ وُفُودي، وَبِكَ اَتَوَسَّلُ اِلى رَبّي في بُلُوغِ مَقْصُودي، وَاَشْهَدُ اَنَّ الْمُتَوَسِّلَ بِكَ غَيْرُ خائِب، وَالطّالِبَ بِكَ عَنْ مَعْرِفَة غَيْرُ مَرْدوُد إلاّ بِقَضاءِ حَوائِجِهِ، فَكُنْ لي شَفيعاً اِلَى اللهِ رَبِّكَ وَرَبّي في قَضاءِ حَوائِجي، وَتَيْسيرِ اُمُوري، وَكَشْفِ شِدَّتي، وَغُفْرانِ ذَنْبي، وَسَعَةِ رِزْقي، وَتَطْويلِ عُمْري، وَاِعْطاءِ سُؤْلي في آخِرَتي وَدُنْيايَ، اَللّـهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَللّـهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اَللّـهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الاَْئِمَّةِ وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَليماً لا تُعَذِّبُهُ اَحَداً مِنَ الْعالَمينَ، عَذاباً كَثيراً لاَ انْقِطاعَ لَهُ وَلا اَجَلَ وَلا اَمَدَ بِما شاقُّوا وُلاةَ اَمْرِكَ، وَاَعِدَّ لَهُمْ عَذاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِاَحَد مِنْ خَلْقِكَ، اَللّـهُمَّ وَاَدْخِلْ عَلى قَتَلَةِ اَنْصارِ رَسُولِكَ، وَعَلى قَتَلَةِ اَمير الْمُؤْمِنينَ، وَعَلى قَتَلَةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلى قَتَلَةِ اَنْصارِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَقَتَلَةِ مَنْ قُتِلَ في وِلايَةِ آلِ مُحَمَّد اَجْمَعينَ عَذاباً اَليماً مُضاعَفاً في اَسْفَلِ دَرَك مِنَ الْجَحيمِ، لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ فيهِ مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ، ناكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ، قَدْ عايَنُوا النَّدامَةَ وَالْخِزْيَ الطَّويلَ لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ اَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَاَتْباعَهُمْ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ، اَللّـهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السِّرِّ، وَظاهِرِ الْعَلانِيَةِ في اَرْضِكَ وَسَمائِكَ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْ لي قَدَمَ صِدْق في اَوْلِيائِكَ، وَحَبِّبْ اِلَيَّ مَشاهِدَهُمْ وَمُسْتَقَرَّهُمْ حَتّى تُلْحِقَني بِهِمْ، وَتَجْعَلَني لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
ثمّ قبلّ الضّريح واستقبل قبر الحسين بن علي (عليه السلام) بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الاَْئِمَّةِ الْهادينَ الْمَهْدِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَريعَ الدَّمْعَةِ السّاكِبَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْمُصيبَةِ الرّاتِبَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ وَاَبيكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى اُمِّكَ وَاَخيكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الاَْئِمَّةَ مِنْ ذُرِيَّتِكَ وَبَنيكَ، اَشْهَدُ لَقَدْ طَيَّبَ اللهُ بِكَ التُّرابَ، وَاَوْضَحَ بِكَ الْكِتابَ، وَجَعَلَكَ وَاَباكَ وَجَدَّكَ وَاَخاكَ وَبَنيكَ عِبْرَةً لاِوُلِى الاَْلْبابِ، يَابْنَ الْمَيامينِ الاَْطْيابِ، التّالينَ الْكِتابَ، وَجَّهْتُ سَلامي اِلَيْكَ، صَلَواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْكَ، وَجَعَلَ اَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوي اِلَيْكَ، ما خابَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكَ وَلَجَاَ اِلَيْكَ .
ثمّ تحول الى عند الرّجلين وقل :
اَلسَّلامُ عَلى اَبِى الاَْئِمَّةَ، وَخَليلِ النُّبُوَّةِ، وَالَْمخْصُوصِ بِالاُْخُوَّةِ، اَلسَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدِّينِ وَالاِْيْمانِ، وَكَلِمَةِ الرَّحْمنِ، اَلسَّلامُ عَلى ميزانِ الاَْعْمالِ، وَمُقَلِّبِ الاَْحْوالِ، وَسَيْفِ ذِي الْجَلالِ، وَساقِي السَّلْسَبيلِ الزُّلالِ، اَلسَّلامُ عَلى صالِحِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَالْحاكِمِ يَوْمَ الدِّينِ، اَلسَّلامُ عَلى شَجَرَةِ التَّقْوى، وَسامِعِ السِّرِ وَالنَّجْوى، اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ اللهِ الْبالِغَةِ، وَنِعْمَتِهِ السّابِغَةِ، وَنِقْمَتِهِ الدّامِغَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الصِّراطِ الْواضِحِ، وَالنَّجْمِ اللاّئِحِ، وَالاِْمامِ النّاصِحِ، وَالزِّنادِ الْقادِحِ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ قل :
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ اَبي طالِبِ اَخي نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَناصِرِهِ وَوَصِيِّهِ وَوَزِيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعي اِلى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ في اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ، وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسى، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ، يا رَبَّ الْعالَمينَ .
ثمّ عُد الى جانب الرّأس لزيارة آدم ونوح (عليهما السلام) وقل في زيارة آدم (عليه السلام) :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللهِ في اَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْبَشَرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى روُحِكَ وَبَدَنِكَ، وَعَلَى الطّاهِرينَ مِنْ وُلْدِكَ وَذُرِّيَّتِكَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ صَلاةً لا يُحْصيها إلاّ هُوَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
وقُل في زيارة نوح (عليه السلام) :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ، اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا شَيْخَ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ في اَرْضِهِ، صَلَواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْكَ وَعَلى روُحِكَ وَبَدَنِكَ، وَعَلَى الطّاهِرينَ مِنْ وُلْدِكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ صَلّ ستّ ركعات ركعتان مِنها لِزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) تقرأ في الرّكعة الاُولى فاتحة الكتاب وسورة الرّحمن، وفي الثّانية الحمد وسورة يس وتشهد وسلّم، وسَبّح تسبيح الزّهراء (عليها السلام) واستغفر الله عزّوجل وادعُ لنفسِك، ثمّ قل :
اَللّـهُمَّ اِنّي صَلَّيْتُ هاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ هَدِيَّةً مِنّي اِلى سَيِّدي وَمَوْلايَ وَلِيِّكَ، وَاَخي رَسُولِكَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَسَيِّدِ الْوَصِيّينَ، عَلِيِّ بْنِ اَبي طالِب صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَتَقَبَّلَها مِنّي، وَاجْزِني عَلى ذلِكَ جَزاءَ الُْمحْسِنينَ، اَللّـهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ، وَلَكَ رَكَعْتُ، وَلَكَ سَجَدْتُ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لاَِنَّهُ لا تَكُونُ الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ إلاّ لَكَ، لاَِنَّكَ اَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَتَقَبَّلْ مِنّي زِيارَتي، وَاعْطِني سُؤْلي بِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ .
وَتهدي الاربع ركعات الاخر الى آدم (عليه السلام) ونوح (عليه السلام) ثمّ تسجد سجدة الشّكر وقُل فيها :
اَللّـهُمَّ اِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ ثِقَتي وَرَجائي فَاكْفِني ما اَهَمَّني وَما لا يُهِمُّني، وَما اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنّي، عَزَّ جارُكَ، وَجَلَّ ثَناؤُكَ، وَلا اِلـهَ غَيْرُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ .
ثمّ ضع خدّك الايمن على الارض وقُل : اِرْحَمْ ذُلّي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَتَضَرُّعي اِلَيْكَ، وَوَحْشَتي مِنَ النّاسِ، وَاُنْسي بِكَ، يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ، ثمّ تضع خدّك الايسر على الارض وقُل : لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ رَبّي حَقّاً حَقّاً، سَجَدْتُ لَكَ يا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقّاً، اَللّـهُمَّ اِنَّ عَمَلي ضَعيفٌ فَضاعِفْهُ لي، يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ ثمّ عُد الى السُّجود وقُل شكراً مائة مرّة واجتهد في الدّعاء فانّه موضِع مسألة، واكثر من الاستغفار فانّه موضع وأسأل مغفرة الحوائج فانّه مقام اجابة .
وقال السّيد ابن طاووس في المزار : وكلّما صلّيت صلاة فرضاً كانت أو نفلاً ومدّة مقامك بمشهد امير المؤمنين ادعُ بهذا الدّعاء :
اَللّـهُمَّ لا بُدَّ مِنْ اَمْرِكَ، وَلا بُدَّ مِنْ قَدْرِكَ، وَلا بُدَّ مِنْ قَضائِكَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِكَ، اَللّـهُمَّ فَما قَضَيْتَ عَلَيْنا مِنْ قَضاء، اَوْ قَدَّرْتَ عَلَيْنا مِنْ قَدَر، فَاعْطِنا مَعَهُ صَبْراً يَقْهَرُهُ وَيَدْمَغُهُ، وَاجْعَلْهُ لَنا صاعِداً في رِضْوانِكَ يُنْمي في حَسَناتِنا وَتَفْضيلِنا وَسُؤْدَدِنا وَشَرَفِنا وَمَجْدِنا وَنَعْمائِنا وَكَرامَتِنا فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، وَلا تَنْقُصْ مِنْ حَسَناتِنا، اَللّـهُمَّ وَما اَعْطَيْتَنا مِنْ عَطاء، اَوْ فَضَّلْتَنا بِهِ مِنْ فَضيلَة، اَوْ اَكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ كَرامَة، فَأعْطِنا مَعَهُ شُكْراً يَقْهَرُهُ وَيَدْمَغُهُ، وَاجْعَلْهُ لَنا صاعِداً في رِضْوانِكَ وَفي حَسَناتِنا وَسُؤْدَدِنا وَشَرَفِنا وَنَعْمائِكَ وَكَرامَتِكَ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، وَلا تَجْعَلْهُ لَنا اَشَراً وَلا بَطَراً وَلا فِتْنَةً وَلا مَقْتاً وَلا عَذاباً وَلا خِزْياً في الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، اَللّـهُمَّ اِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَثْرَةِ اللِّسانِ، وَسُوءِ الْمَقامِ، وَخِفَّةِ الْميزانِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَلَقِّنا حَسَناتِنا فِي الْمَماتِ، وَلا تُرِنا اَعْمالَنا حَسَرات، وَلا تُخْزِنا عِنْدَ قَضائِكَ، وَلا تَفْضَحْنا بِسَيِّئاتِنا يَوْمَ نَلْقاكَ، وَاجْعَلْ قُلُوبَنا تَذْكُرُكَ وَلا تَنْساكَ، وَتَخْشاكَ كَاَنَّها تَراكَ حَتّى نَلْقاكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَبَدِّلْ سَيِّئاتِنا حَسَنات، وَاجْعَلْ حَسْناتِنا دَرَجات، وَاجْعَلْ دَرَجاتِنا غُرُفات، وَاجْعَلْ غُرُفاتِنا عالِيات، اَللّـهُمَّ وَأوْسِعْ لِفَقيرِنا مِنْ سَعَةِ ما قَضَيْتَ عَلى نَفْسِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَمُنَّ عَلَيْنا بِالْهُدى ما اَبْقَيْتَنا، وَالْكَرامَةِ ما اَحْيَيْتَنا، وَالْكَرامَةِ اِذا تَوَفَّيْتَنا، وَالْحِفْظِ فيـما بَقِيَ مِنْ عُمْرِنا، وَالْبَرَكَةِ فيـما رَزَقْتَنا، وَالْعَوْنِ عَلى ما حَمَّلْتَنا، وَالثَّباتِ عَلى ما طَوَّقْتَنا، وَلا تُؤاخِذْنا بِظُلْمِنا، وَلا تُقايِسْنا بِجَهْلِنا، وَلا تَسْتَدْرِجْنا بِخَطايانا وَاجْعَلْ اَحْسَنَ ما نَقُولُ ثابِتاً في قُلُوبِنا وَاجْعَلْنا عُظَماءَ عِنْدَكَ وَاَذِلَّةً في اَنْفُسِنا وَانْفَعْنا بِما عَلَّمْتَنا وَزِدْنا عِلْماً نافِعاً، وَاَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْب لا يَخْشَعُ، وَمِنْ عَيْن لا تَدْمَعُ، وَمِنْ صَلاة لا تُقْبَلُ، اَجْرِنا مِنْ سُوءِ الْفِتَنِ يا وَلِيَّ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .
قال السّيد في مصباح الزّائر: دعاء آخر يستحبّ الدّعاء به عقيب زيارة امير المؤمنين (عليه السلام) يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا مُجيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرّينَ .
أقول : هذا الدّعاء هو دعاء صفوان المعروف بدعاء عَلقَمة وسيأتي ان شاء الله في ذيل زيارة عاشوراء واعلم انّه يستحبّ زيارة رأسِ الحسين (عليه السلام) عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد عقد لذلك باباً في كتابي الوسائل والمستدرك، وروي في المستدرك عن كتاب المزار لمحمّد ابن المشهدي انّه زار الصّادق (عليه السلام) رأس الحُسين (عليه السلام) عند رأس امير المؤمنين (عليه السلام) وصلّى عنده أربع ركعات، وهذه هي الزّيارة :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الصِّديقَةِ الطّاهِرَةِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَركاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْروُفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الاَذى في جَنْبِهِ، مُحْتَسِباً حَتّى اَتياكَ الْيَقينُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ الَّذينَ خالَفُوكَ وَحارَبُوكَ وَاَنَّ الَّذينَ خَذَلُوكَ وَالَّذينَ قَتَلُوكَ مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الاُْمِّيِ، وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى، لَعَنَ اللهُ الظّالِمينَ لَكُمْ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الاَْليمَ، اَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ، مُعادِياً لاَِعْدائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِالْهُدَى الَّذي اَنْتَ عَلَيْهِ، عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ .
أقول : مِنَ المُناسب أن يزار بهذه الزّيارة في مسجد الحنّانة فقد روى الشّيخ محمّد ابن المشهدي عن الصّادق (عليه السلام)انّه زار الحسين (عليه السلام) في مسجد الحنّانة بهذه الزّيارة وصَلّى أربع ركعات، ولا يخفى انّ مسجد الحنّانة من مساجد النّجف الشّريفة وقد روي انّ فيه رأس الحُسين (عليه السلام)، وروي ايضاً انّ الصّادق (عليه السلام) صَلّى هُناك ركعتين فسئل ما هذه الصّلاة، فقال : هذا موضِعُ رأس جدّي الحُسين بن عليّ (عليه السلام) وَضعُوه هُنا عندما أتوا به من كربلاء ثمّ ذَهَبُوا به الى عبيد الله بن زياد . وروي انّه (عليه السلام) قال : ادعُ هُنا لك فقُل :
اَللّـهُمَّ اِنَّكَ تَرى مَكاني، وَتَسْمَعُ كَلامي، وَلا يَخْفى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ اَمْري، وَكَيْفَ يَخْفى عَلَيْكَ ما اَنْتَ مُكَوِّنُهُ وَبارِئُهُ، وَقَدْ جِئْتُكَ مُسْتَشْفِعاً بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، وَمُتَوَسِّلاً بِوَصِيِّ رَسُولِكَ فَاَسْأَلُكَ بِهِما ثَباتَ الْقَدَمِ وَالْهُدى وَالْمَغْفِرَةَ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ.
الزّيارة الثّانية : هي الزّيارة المعروفة بأمين الله وهي في غاية الاعتبار ومرويّة في جميع كتب الزّيارات والمصابيح وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) انّها أحسن الزّيارات متناً وسَنداً وينبغي المُواظبة عليها في جَميع الرّوضات المقدّسة وَهي كما روي بأسناد معتبرة عن جابر عَنِ الباقر (عليه السلام) انّه زار الامام زين العابدين (عليه السلام) أمير المؤمنين (عليه السلام)فوقف عند القبر وبكى وقالَ :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ في اَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ اَشْهَدُ اَنَّكَ جاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتّى دَعاكَ اللهُ اِلى جِوارِهِ فَقَبَضَكَ اِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ وَاَلْزَمَ اَعْدآئَكَ الْحُجَّةَ مَعَ مالَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ اَللّـهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسى مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ راضِيَةً بِقَضآئِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعآئِكَ مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ اَوْلِيآئِكَ مَحْبُوبَةً فى اَرْضِكَ وَسَمآئِكَ صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَ شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمآئِكَ ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ مُشْتاقَةً اِلى فَرْحَةِ لِقآئِكَ مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزآئِكَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ اَوْلِيآئِكَ مُفارِقَةً لاَِخْلاقِ اَعْدائِكَ مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنآئِكَ .


ثمّ وَضع خدّه على القبر وَقال :
اَللّـهُمَّ اِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتينَ اِلَيْكَ والِهَةٌ وَسُبُلَ الرّاغِبينَ اِلَيْكَ شارِعَةٌ وَاَعْلامَ الْقاصِدينَ اِلَيْكَ واضِحَةٌ وَاَفْئِدَةَ الْعارِفينَ مِنْكَ فازِعَةٌ وَاَصْواتَ الدّاعينَ اِلَيْكَ صاعِدَةٌ وَاَبْوابَ الاِْجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ وَتَوْبَةَ مَنْ اَنابَ اِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ وَالاِْغاثَهَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بِكَ مَوْجُودةٌ وَالاِْعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ وَاَعْمالَ الْعامِلينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ وَاَرْزاقَكَ اِلَى الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ اِلَيْهِمْ واصِلَةٌ وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرينَ مَغْفُورَةٌ وَحَوآئِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ وَجَوآئِزَ السّائِلينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ وَ عَوآئِدَ الْمَزيدِ مُتَواتِرَةٌ وَمَوآئِدَ الْمُسْتَطْعِمينَ مُعَدَّةٌ وَمَناهِلَ الظِّمآءِ مُتْرَعَةٌ اَللّـهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعآئى وَاقْبَلْ ثَنآئى وَاجْمَعْ بَيْنى وَبَيْنَ اَوْلِيآئى بِحَقِّ مُحَمَّد وَعَلِىّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ اِنَّكَ وَلِىُّ نَعْمآئى وَمُنْتَهى مُناىَ وَغايَةُ رَجائى فى مُنْقَلَبى وَمَثْواىَ .
وقد ذكر في كتاب كامل الزّيارة هِذه الزّيارة بهذا القول :
اَنْتَ اِلهى وَسَيِّدى وَمَوْلاىَ اغْفِرْ لاَِوْلِيآئِنا وَكُفَّ عَنّا اَعْدآئَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ اَذانا وَاَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا وَاَدْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلَ وَاجْعَلْهَا السُّفْلى اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىءْ قَديرٌ .
ثمّ قال الباقر (عليه السلام) ما قال هذا الكلام ولا دعى به أحد من شيعتنا عند قبر امير المؤمنين (عليه السلام) أو عند قبر أحد من الائمة (عليهم السلام) الاّ رفع دعاءه في درج مِن نور وطبع عليه بخاتم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان محفوظاً كذلك حتّى يسلّم الى قائم آل محمّد (عليهم السلام) فيلقى صاحبه بالبشرى والتّحيّة والكرامة ان شاء الله تعالى .
أقول : هذه الزّيارة معدُودة من الزّيارات المطلقة للامير (عليه السلام) كما انّها عدّت من زياراته المخصوصة بيوم الغدير وهي معدُودة ايضاً من الزّيارات الجامِعة التي يزار بها في جميع الرّوضات المقدّسة للائمة الطّاهرين (عليهم السلام) .
الزّيارة الثّالثة : روى السّيد عبد الكريم ابن طاووس عن صفوان الجمّال قال : لما وافيت مع جعفر الصّادق (عليه السلام)الكوفة يريد أبا جعفر المنصور قال لي : يا صفوان انخ الرّاحلة فهذا قبر جدّي امير المؤمنين (عليه السلام)، فانختها ثمّ نزل فاغتسل وغيّر ثوبه وتخفّى وقال لي : افعل مثل ما أفعله، ثمّ أخذ نحو الذّكوة « النّجف » وقال قصّر خطاك وألق ذقنك الارض، فانّه يكتب لك بكلّ خطوة مائة ألف حسنة، ويمحى عنك مائة ألف سيّئة، وترفع لك مائة ألف درجة، وتقضى لك مائة ألف حاجة، ويكتب لك ثواب كلّ صدّيق وشهيد مات أو قتل، ثمّ مشى ومشيت معه على السّكينة والوقار نسبّح ونقدّس ونهلّل الى أن بلغنا الذّكوات والتّلول، فوقف (عليه السلام) ونظر يمنة ويسرة وخط بعكازته فقال لي : اطلب فطلبت، فاذا أثر القبر، ثمّ أرسلَ دُموعَه على خدّه وقال : اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ وقال : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظيمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّدّيقُ الرَّشيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْبَرُّ الزَّكيُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ عَلَى الْخَلْقِ اَجْمَعينَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ حَبيبُ اللهِ وَخاصَّةُ اللهِ وَخالِصَتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَمَوْضِعَ سِرِّهِ، وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ وَخازِنَ وَحْيِهِ، ثمّ انكب على القبر وقال :
بِاَبي اَنْتَ وَاُمِّي يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمِّي يا حُجَّةَ الْخِصامِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمِّي يا بابَ الْمَقامِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمِّي يا نُورَ اللهِ التّامَّ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ وَعَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ما حُمِّلْتَ، وَرَعَيْتَ مَا اسْتُحْفِظْتَ، وَحَفِظْتَ مَا اسْتُوْدِعْتَ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتَ اَحْكامَ اللهِ، وَلَمْ تَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ الْيَقينُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلَى الاَْئِمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ .
ثمّ قام (عليه السلام) فَصَلّى عند الرّأس ركعات وقال : يا صفوان من زار امير المؤمنين (عليه السلام) بهذه الزّيارة وصَلّى بهذه الصّلاة رَجع الى أهله مغفُوراً ذنبه، مشكُوراً سعْيه، وَيكتب له ثواب كلّ مَن زاره منَ المَلائكة . قلت : ثواب كلّ من يزوره من الملائكة ؟ قال : بلى يزوره في كلّ ليلة سَبْعون قبيلة ، قلت : كم القبيلة ؟ قال : مائة ألف ثمّ خرج من عنده القهقرى وهو يقول : يا جَدّاهُ يا سَيِّداهُ يا طَيِّباهُ يا طاهِراهُ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْكَ، وَرَزَقَنِي الْعَوْدَ اِلَيْكَ وَالْمَقامَ في حَرَمِكَ وَالْكَوْنَ مَعَكَ وَمَعَ الاَْبْرارِ مِنْ وُلْدِكَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعلَى الْمَلائِكَةِ الُْمحْدِقينَ بِكَ قال صفوان : قلت يا سيّدي أتأذن لي أن أخبر أصحابنا مِن أهل الكوفة وادلّهم على هذا القبر؟ فقال : نعم واعطاني دراهم وأصلحت القبر .
الزّيارة الرّابعة : روى في مستدرك الوسائل عن كتاب المزار القديم عن مولانا الباقر (عليه السلام) قال : ذهبت مع أبي الى زيارة قبر جدّي امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في النّجف فَوَقف أبي عند القبر المطهّر وَبكى وقال :
اَلسَّلامُ عَلى اَبِي الاَْئِمَّةِ وَخَليلِ النُّبُوَّةِ، وَالَْمخْصُوصِ بِالاُْخُوَّةِ، اَلسَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الاِْيْمانِ، وَميزانِ الاَْعْمالِ، وَسَيْفِ ذِي الْجَلالِ، اَلسَّلامُ عَلى صالِحِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، الْحاكِمِ في يَوْمِ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلى شَجَرَةِ التَّقْوى، اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ اللهِ الْبالِغَةِ وَنِعْمَتِهِ السّابِغَةِ، وَنِقْمَتِهِ الدّامِغَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الصِّراطِ الواضِحِ، وَالنَّجْمِ الّلائِحِ، وَالاِْمامِ النّاصِحِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ . ثمّ قال : اَنْتَ وَسيلَتي اِلَى اللهِ وَذَريعَتي، وَلي حَقُّ مُوالاتي وَتَأميلي، فَكُنْ لي شَفيعي اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ فِي الْوُقُوفِ عَلى قَضاءِ حاجَتي، وَهِيَ فَكاكُ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، وَاصْرِفْني في مَوْقِفي هذا بِالنُّجْحِ وَبِما سَأَلْتُهُ كُلَّهُِ بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، اَللّـهُمَّ ارْزُقْني عَقْلاً كامِلاً، وَلُبَّاً راجِحاً، وَقَلْباً زَكِيَّاً، وَعَمَلاً كَثيراً، وَاَدَباً بارِعاً، وَاجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ لي وَلا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
الزّيارة الخامسة : روى الكليني عن أبي الحسن الثّالث الامام عليّ بن محمّد النّقي (عليه السلام) قال : تقول عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اَنْتَ اَوَّلُ مَظْلُوم، وَاَوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ، صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ حَتّى أَتاكَ الْيَقينُ فَاَشْهَدُ اَنَّكَ لَِقيتَ اللهَ وَاَنْتَ شَهيدٌ، عَذَّبَ اللهُ قاتِلَكَ بِاَنْواعِ الْعَذابِ، وَجَدَّدَ عَلَيْهِ الْعَذابَ، جِئْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأنِكَ، مُعادِياً لاَِعْدائِكَ وَمَنْ ظَلَمَكَ، اَلْقى عَلى ذلِكَ رَبّي إنْ شاءَ اللهُ، يا وَلِيَّ اللهِ اِنَّ لي ذُنُوباً كَثيرَةً فَاشْفَعْ لي اِلى رَبِّكَ، فَاِنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعْلُوماً، وَاِنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ جاهاً وَشَفاعَةً، وَقَدْ قالَ اللهُ تَعالى: ( وَلا يَشْفَعوُنَ اِلاّ لِمَنِ ارْتَضى ).
الزّيارة السّادسة : رَواها جمع مِن العُلماء منهم الشّيخ محمّد بن المشهدي قال : روى محمّد بن خالد الطّيالسي، عن سَيف بن عميرة قال : خرجت مع صفوان الجمّال وجَماعة مِن أصحابنا الى الغريّ فزرنا أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلمّا فَرغنا من الزّيارة صرف صفوان وجهُه الى ناحية أبي عبد الله (عليه السلام) وقال : نزور الحسين بن علي (عليهما السلام)من هذا المكان من عِند رأسِ أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال صفوان : وردت ها هنا مع سيّدي الصّادق (عليه السلام) ففعل مثل هذا ودعا بهذا الدّعاء ثمّ قال لي : يا صفوان تعاهد هذه الزّيارة وادعُ بهذا الدّعاء وزُر عليّاً والحُسين (عليهما السلام) بهذه الزّيارة، فانّي ضامن على الله لكلّ من زارهما بهذه الزّيارة ودعا بهذا الدّعاء من قُرب أو بُعد انّ زيارته مقبولة، وانّ سعيه مشكور، وسلامه واصل غير محجوب، وحاجته مقضيّة من الله بالغاً ما بلغت .
أقول : سيأتي تمام الخبر في فضل هذا العمل بعد دعاء صفوان في زيارة عاشوراء وزيارة الامير (عليه السلام) هي هذه الزّيارة :


استقبل القبر وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ اصْطَفاهُ اللهُ وَاخْتَصَّهُ وَاخْتارَهُ مِنْ بَرِيَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليلَ اللهِ ما دَجَى اللَّيْلُ وَغَسَقَ، وَاَضاءَ النَّهارُ وَاَشْرَقَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما صَمَتَ صامِتٌ، وَنَطَقَ ناطِقٌ، وَذَرَّ شارِقٌ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَوْلانا اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب صاحِبِ السَّوابِقِ وَالْمَناقِبِ وَالنَّجْدَةِ، وَمُبيدِ الْكَتائِبِ، الشَّديدِ الْبَاسِ، الْعَظيمِ الْمِراسِ، الْمَكينِ الاَْساسِ، ساقِي الْمُؤْمِنينَ بِالْكَأسِ مِنْ حَوْضِ الرَّسُولِ الْمَكينِ الاَْمينِ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ النَّهْيِ وَالْفَضْلِ وَالطَّوائِلِ وَالْمَكْرُماتِ وَالنَّوائِلِ، اَلسَّلامُ عَلى فارِسِ الْمُؤْمِنينَ، وَلَيْثِ الْمُوَحِّدينَ، وَقاتِلِ الْمُشْرِكينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ اَيَّدَهُ اللهُ بَجبَْرِئيلَ، وَاَعانَهُ بِميكائيلَ، وَاَزْلَفَهُ فِي الدّارَيْنِ، وَحَباهُ بِكُلِّ ما تَقِرُّ بِهِ الْعَيْنُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ الطّاهِرينَ، وَعَلى اَوْلادِهِ الْمُنْتَجَبينَ، وَعَلَى الاَْئِمَّةَ الرّاشِدينَ الَّذينَ اَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، وَفَرَضُوا عَلَيْنَا الصَّلَواتِ، وَاَمَرُوا بِايتاءِ الزَّكاةِ، وَعَرَّفُونا صِيامَ شَهْرِ رَمَضانَ، وَقِراءَةَ الْقُرْآنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، وَيَعْسُوبَ الدّينَ، وَقائِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللهِ النّاظِرَةَ، وَيَدَهُ الباسِطَةَ وَاُذُنَهُ الْواعِيَةَ، وَحِكْمَتَهُ الْبالِغَةَ، وَنِعْمَتَهُ السّابِغَةَ، وَنِقْمَتَهُ الدّامِغَةَ، اَلسَّلامُ عَلى قَسيمِ الْجَنَّةَ وَالنّارِ، اَلسَّلامُ عَلى نِعْمَةِ اللهِ عَلَى الاَْبْرارِ، وَنِقْمَتِهِ عَلَى الْفُجّارِ، اَلسَّلامُ عَلى سَيِّدِ الْمُتَّقينَ الاَْخْيارِ، اَلسَّلامُ عَلى اَخي رَسُولِ اللهِ وَابْنِ عَمِّهِ وَزَوْجِ ابْنَتِهِ، وَالَْمخْلُوقِ مِنْ طينَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَْصْلِ الْقَديمِ، وَالْفَرْعِ الْكَريمِ، اَلسَّلامُ عَلَى الَّثمَرِ الْجَنِيِّ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى شَجَرَةِ طوُبى وَسِدْرَةِ الْمُنْتَهى، اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، وَنُوح نَبِيِّ اللهِ، وَاِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، وَمُوسى كَليمِ اللهِ، وَعيسى رُوحِ اللهِ، وَمُحَمَّد حَبيبِ اللهِ، وَمَنْ بَيْنَهُمْ مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً، اَلسَّلامُ عَلى نُورِ الاَْنْوارِ، وَسَليلِ الاَْطْهارِ، وَعَناصِرِ الاَْخْيارِ، اَلسَّلامُ عَلى والِدِ الاَْئِمَّةِ الاَْبْرارِ، اَلسَّلامُ عَلى حَبْلِ اللهِ الْمَتينِ، وَجَنْبِهِ الْمَكينِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اَمينِ اللهِ في اَرْضِهِ وَخَليفَتِهِ وَالْحاكِمِ بِاَمْرِهِ، وَالْقَيِّمِ بِدينِهِ، وَالنّاطِقِ بِحِكْمَتِهِ، وَالْعامِلِ بِكِتابِهِ، أخي الرَّسُولِ وَزَوْجِ الْبَتُولِ وَسَيْفِ اللهِ الْمَسْلُولِ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الدَّلالاتِ، وَالاْياتِ الْباهِراتِ، وَالْمُعْجِزاتِ الْقاهِراتِ، وَالْمُنْجي مِنَ الْهَلَكاتِ، الَّذي ذَكَرَهُ اللهُ في مُحْكَمِ الاْياتِ، فَقالَ تَعالى: ( وَاِنَّهُ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيُّ حَكيمٌ ) اَلسَّلامُ عَلَى إسْمِ اللهِ الرَّضي، وَوَجْهِهِ الْمُضييِّ وَجَنْبِهِ الْعَلِيِّ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى حُجَجِ اللهِ وَاَوْصِيائِهِ وَخاصَّةِ اللهِ وَاَصْفِيائِهِ، وَخالِصَتِهِ وَاُمَنائِهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، قَصَدْتُكَ يا مَوْلايَ يا اَمينَ اللهِ وَحُجَّتَهُ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ، مُعادِياً لاَِعْدائِكَ، مُتَقَرِّباً اِلَى اللهِ بِزِيارَتِكَ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ في خَلاصِ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، وَقَضاءِ حَوائِجي حَوائِجِ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .
ثمّ انكبّ على القبر وَقَبّله وقُل :
سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ وَالْمُسَلِّمينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، وَالنّاطِقينَ بِفَضْلِكَ، وَالشّاهِدينَ عَلى اَنَّكَ صادِقٌ اَمينٌ صِدّيقٌ، عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ، مِنْ طُهْر طاهِر مُطَهَّر، اَشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ بِالْبَلاغِ وَالاَْداءِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ جَنْبُ اللهِ وَبابُهُ، وَاَنَّكَ حَبيبُ اللهِ وَوَجْهُهُ الَّذي يُؤْتى مِنْهُ، وَاَنَّكَ سَبيلُ اللهِ، وَاَنَّكَ عَبْدُ اللهِ وَاَخُو رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ بِزِيارَتِكَ، راغِباً اِلَيْكَ فِي الشِّفاعَةِ، أبْتَغي بِشَفاعَتِكَ خَلاصَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النّارِ، هارِباً مِنْ ذُنوُبِيَ الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْري فَزِعاً اِلَيْكَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبّي، اَتَيْتُكَ اَسْتَشْفِعُ بِكَ يا مَوْلايَ، وَاَتَقَرَّبُ بِكَ اِلَى اللهِ لَيَقْضِيَ بِكَ حَوائِجي، فَاشْفَعْ لي يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ اِلَى اللهِ فَاِنّي عَبْدُ اللهِ وَمَوْلاكَ وَزائِرُكَ وَلَكَ عِنْدَ اللهِ الْمَقامُ الَْمحْمُودُ وَالْجاهُ الْعَظيمُ، وَالشَّأْنُ الْكَبيرُ، وَالشَّفاعَةُ الْمَقْبُولَةُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَصَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَبْدِكَ الْمُرْتَضى، وَاَمينِكَ الاَْوْفى، وَعُرْوَتِكَ الْوُثْقى، وَيَدِكَ الْعُلْيا، وَجَنِْبكَ الاَْعْلى، وَكَلِمَتِكَ الْحُسْنى، وَحُجَّتِكَ عَلَى الْوَرى، وَصِدّيقِكَ الاَْكْبَرِ، وَسَيِّدِ الاَْوْصِياءِ، وَرُكْنِ الاَْوْلِياءِ، وَعِمادِ الاَْصْفِياءِ، اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَيَعْسُوبِ الدّينِ، وَقُدْوَةِ الصّالِحينَ، وَاِمامِ الُْمخْلِصينَ، الْمَعْصُومِ مِنَ الْخَلَلِ، الْمُهَذَّبِ مِنَ الزَّلَلِ، الْمُطَهَّرِ مِنَ الْعَيْبِ، الْمُنَزَّهِ مِنَ الرَّيْبِ، اَخي نَبِيِّكَ وَوَصِيِّ رَسُولِكَ، الْبائِتِ عَلى فِراشِهِ، وَالْمُواسي لَهُ بِنَفْسِهِ، وَكاشِفِ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، الَّذي جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبُوَّتِهِ، وَآيَةً لِرِسالَتِهِ، وَشاهِداً عَلى اُمَّتِهِ، وَدَلالَةً عَلى حُجَّتِهِ، وَحامِلاً لِرايَتِهِ، وَوِقايَةً لِمُهْجَتِهِ، وَهادِياً لاُِمَّتِهِ، وَيَداً لِبَأسِهِ، وَتاجاً لِرَأسِهِ، وَباباً لِسِرِّهِ، وَمِفْتاحاً لِظَفَرِهِ، حَتّى هَزَمَ جُيُوشَ الشِّرْكِ بِاِذْنِكَ، وَاَبادَ عَساكِرَ الْكُفْرِ بِاَمْرِكَ، وَبَذَلَ نَفْسَهَ في مَرْضاتِ رَسُولِكَ، وَجَعَلَها وَقْفاً عَلى طاعَتِهِ، فَصَلِّ اللّهُمَّ عَلَيْهِ صَلاةً دائِمَةً باقِيَةً، ثم قل: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، وَالشَّهابُ الثّاقِبُ وَالنُّورُ الْعاقِبُ، يا سَليلَ الاَْطائِبِ، يا سِرَّ اللهِ، اِنَّ بَيْني وَبَيْنَ اللهِ تَعالى ذُنُوباً قَدْ اَثْقَلَتْ ظَهْري وَلا يَأتي عَلَيْها اِلاّ رِضاهُ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكَ اَمْرَ خَلْقِهِ، كُنْ لي اِلَى اللهِ شَفيعاً، وَمِنَ النّارِ مُجيراً، وَعَلَى الدَّهْرِ ظَهيراً، فَاِنّي عَبْدُاللهِ وَوَلِيُّكَ وَزائِرُكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ .
ثمّ صلّ ستّ ركعات صلاة الزّيارة وادعُ بما شئت وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤمِنينَ، عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، ثمّ توجّه الى جانب قبر الحسين (عليه السلام) واَشِر اليه وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، اَتَيْتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً اِلَى اللهِ تَعالى رَبّي وَرَبِّكُما، وَمُتَوَجِّهاً اِلَى اللهِ بِكُما، وَمُسْتَشْفِعاً بِكُما اِلَى اللهِ في حاجَتي هذِهِ وادعُ الى آخر دعاء صفوان (اِنَّهُ قَريبٌ مُجيبٌ)، ثمّ استقبل القبلة وادعُ من أوّل دعاءه يا اللهُ يا اللهُ يا الله،ُ يا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، وَيا كاشِفَ كَرْبِ الْمَكْرُوبينَ (الى) وَاصْرِفْني بِقَضاءِ حاجَتي وَكِفايَةِ ما اَهَمَّني هَمُّهُ مِنْ اَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتي يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، ثمّ التفت الى جانب قبر امير المؤمنين (عليه السلام) وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، وَاَلسَّلامُ عَلى اَبي عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنِ ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُما، وَلا فَرَّقَ اللهُ بَيْني وَبَيْنَكُما .
أقول : قد ذكرنا سابقاً انّ دعاء صفوان هو الدّعاء المعروف بدعاء علقمة وسيذكر في زيارة عاشوراء .
الزّيارة السّابعة : رواها السّيد بن طاووس في كتاب مِصباح الزّائر فقال : أقصد باب السّلام أي باب الرّوضة المقدّسة للامير (عليه السلام) حَيثُ يرىْ الضّريح المقدّس ، فقُل أربعاً وثلاثين مرّة : اَللهُ اَكْبَرُ وقل :
سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ، وَاَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلينَ، وَعِبادِهِ الصّالِحينَ، وَجَميعِ الشُّهَداءِ وَالصِّديقينَ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى نُوح نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد حَبيبِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اسْمِ اللهِ الرَّضِيِّ، وَوَجْهِهِ الْعَلِيِّ وَصِراطِهِ السَّوِيِّ، اَلسَّلامُ عَلى الْمُهَذَّبِ الصَّفِيِّ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ اَبي طالِب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى خالِصِ الاَْخِلاّءِ، اَلسَّلامُ عَلى الَْمخْصُوصِ بِسَيِّدَةِ النِّساءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَوْلُودِ فِي الْكَعْبَةِ الْمُزَوَّجِ فِي السَّماءِ، اَلسَّلامُ عَلى اَسَدِ اللهِ فِي الْوَغى، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَمِنى، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الْحَوْضِ وَحامِلِ اللِّواءِ، اَلسَّلامُ عَلى خامِسِ اَهْلِ العَباءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبائِتِ عَلى فِراشِ النَّبِيِّ وَمُفْديهِ بِنَفْسِهِ مِنَ الاَْعْداءِ، اَلسَّلامُ عَلى قالِعِ بابِ خَيْبَرَ، وَالدّاحي بِهِ فِي الْفَضاءِ، اَلسَّلامُ عَلى مُكَلِّمِ الفِتْيَةِ فى كَهْفِهِمْ بِلِسانِ الاَْنْبِياءِ، اَلسَّلامُ عَلى مُنِْبعِ الْقَليبِ فِي الفَلا، اَلسَّلامُ عَلى قالِعِ الصَّخْرَةِ وَقَدْ عَجَزَ عَنْهَا الرِّجالُ الاَْشِدّاءُ، اَلسَّلامُ عَلى مُخاطِبِ الثُّعْبانِ عَلى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ بِلِسانِ الفُصَحاءِ، اَلسَّلامُ عَلى مُخاطِبِ الذِّئْبِ وَمُكَلِّمِ الْجُمْجُمَةِ بِالنَّهْرَوانِ وَقَدْ نَخِرَتِ الْعِظامُ بِالْبَلا، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الشَّفاعَةِ في يَوْمِ الْوَرْى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الاِْمامِ الزَّكيِّ حَليفِ الِْمحْرابِ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الْمُعْجِزِ الْباهِرِ، وَالنّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ وَالصَّوابِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ عِنْدَهُ تَأويلُ الُْمحْكَمِ وَالْمُتَشابَهِ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْكِتابِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ رُدَّتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ حينَ تَوارَتْ بِالْحِجابِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحْيِي اللَّيْلِ الْبَهيمِ بِالتَّهَجُّدِ وَالاِْكْتِئابِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ خاطَبَهُ جِبْرِئيلِ بِاِمْرَةِ الْمُؤْمِنينَ بِغَيْرِ اِرْتِياب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى سَيِّدِ السّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الْمُعْجِزاتِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ عَجِبَ مِنْ حَمَلاتِهِ فِي الْحُرُوبِ مَلائِكَةُ سَبْعِ سَماوات، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ناجَى الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْواهُ صَدَقات، اَلسَّلامُ عَلى اَميرِ الْجُيُوشِ، وَصاحِبِ الْغَزَواتِ، اَلسَّلامُ عَلى مُخاطِبِ ذِئْبِ الْفَلَواتِ، اَلسَّلامُ عَلى نُورِ اللهِ فِي الظُّلُماتِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَقَضى ما فاتَهُ مِنَ الصَّلاةِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اَميِرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلى سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلى اِمامِ الْمُتَّقينَ، اَلسَّلامُ عَلى وارِثِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلى عِصْمَةِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلى قُدْوَةِ الصّادِقينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ الاَْبْرارِ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِي الاَْئِمَّةِ الاَْطْهارِ، اَلسَّلامُ عَلَى الَْمخْصُوصِ بِذِي الْفَقارِ، اَلسَّلامُ عَلى ساقي اَوْلِيائِهِ مِنْ حَوْضِ النَّبِيِّ الُْمخْتارِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا اطَّرَدَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، اَلسَّلامُ عَلَى النَّبَأِ الْعَظيمِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ اَنْزَلَ اللهُ فيهِ: ( وَاِنَّهُ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لٌَعَلِيُّ، حَكيمٌ ) اَلسَّلامُ عَلى صِراطِ اللهِ الْمُسْتَقيمِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَنْعُوتِ فِي التَّوْراة وَالاِْنْجيلِ وَالْقُرْآنِ الْحَكيمِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ انكبّ على الضّريح وقبّله وقل :
يا اَمينَ اللهِ، يا حُجَّةَ اللهِ، يا وَلِيَّ اللهِ، يا صِراطَ اللهِ، زارَكَ عَبْدُكَ وَوَلِيُّكَ اللاّئِذُ بِقَبْرِكَ، وَالْمُنيخُ رَحْلَهُ بِفَنائِكَ، الْمُتَقَرِّبُ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَالْمُسْتَشْفِعُ بِكَ اِلَى اللهِ، زِيارَةَ مَنْ هَجَرَ فيكَ صَحْبَهُ، وَجَعَلَكَ بَعْدَ اللهِ حَسْبَهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ الطُّورُ، وَالْكِتابُ الْمَسْطُورُ، وَالرِّقُ الْمَنْشُورُ، وَبَحْرُ الْعِلْمِ الْمَسْجُورُ يا وَلِيَّ اللهِ اِنَّ لِكُلِّ مَزُور عَنايَةً فيمَنْ زارَهُ وَقَصَدَهُ وَاَتاهُ، وَاَنَا وَلِيُّكَ وَقَدْ حَطَطْتُ رَحْلى بِفَنائِكَ، وَلَجَأْتُ اِلى حَرَمِكَ، وَلُذْتُ بِضَريحِكَ لِعِلْمي بِعَظيمِ مَنْزِلَتِكَ، وَشَرَفِ حَضْرَتِكَ وَقَدْ اَثْقَلَتِ الذُّنُوبُ ظَهْري، وَمَنَعَتْني رُقادي، فَما اَجِدُ حِرْزاً وَلا مَعْقِلاً وَلا مَلْجَأً اَلْجَأُ اِلَيْهِ اِلاَّ اللهُ تَعالى، وَتَوَسُّلي بِكَ اِلَيْهِ، وَاسْتِشْفاعي بِكَ لَدَيْهِ فَها اَنَا ذا نازِلٌ بِفَنائِكَ، وَلَكَ عِنْدَ اللهِ جاهٌ عَظيمٌ، وَمَقامٌ كَريمٌ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ اللهِ رَبِّكَ يا مَوْلايَ .
ثمّ قبّل الضّريح واستقبل القبلة وقل :
اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ يا اَسْمَعَ السّامِعينَ، وَيا اَبْصَرَ النّاظِرينَ، وَيا اَسْرَعَ الْحاسِبينَ، وَيا اَجْوَدَ الاَْجْوَدينَ، بِمُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ رَسُولِكَ اِلَى الْعالَمينَ، وَبِاَخيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الاَْنْزَعِ الْبَطينِ، الْعالِمِ الْمُبينِ عَلِيًّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ الاِْمامَيْنِ الشَّهيدَيْنِ، وَبِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ الاَْوَّلينَ، وَبِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد زَكِيِّ الصِّدِيقينَ، وَبِمُوسَى ابْنِ جَعْفَر الْكاظِمِ الْمُبينِ وَحَبيسِ الظّالِمينَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الاَْمينِ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوادِ عَلَمِ الْمُهْتَدينَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّد الْبَرِّ الصّادِقِ سَيِّدِ الْعابِدينَ، وَبِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَري وَلِيِّ الْمُؤْمِنينَ، وَبِالْخَلَفِ الْحُجَّةِ صاحِبِ الاَْمْرِ مُظْهِرِ الْبَراهينَ، اَنْ تَكْشِفَ ما بى مِنَ الْهُمُومِ، وَتَكْفِيَني شَرَّ الْبَلاءِ الَْمحْتُومِ، وَتُجيرَني مِنَ النّارِ ذاتِ السَّمُومِ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ . ثمّ ادعُ بما شئت وَودّعه وانصرف .
أقول : روى السّيد عبد الكريم بن طاووس في كتاب فرحة الغرّي انّ زين العابدين (عليه السلام) ورد الكوفة ودَخل مسجدها وبه أبو حمزة الثّمالي، وكان مِن زُهّادِ أهل الكوفة ومَشايخها، فصلّى ركعتين، قال أبو حمزة : فما سمعت أطيب من لهجته فدنوت لاسمع ما يقول، فسمعتُه يقول : اِلهي اِنْ كانَ قَدْ عَصَيْتُكَ فَاِنّي قَدْ اَطَعْتُكَ في اَحَبِّ الاَْشْياءِ اِلَيْكَ وهو دعاء معروف .
أقول : الدّعاء سيأتي في أعمال جامع الكوفة وسنروي هناك انّ أبا حمزة قال : ثمّ أتى (عليه السلام) الاسطوانة السّابعة فخَلع نعليْه ووقف فرفَع يديه الى حِيال اُذنيه وكبّر تكبيرة قفّ لها كُلّ شَعرة في بدني، فصلّى أربع ركعات يحسن ركوعها وسجودها، ثمّ دعا بدعاء اِلهي اِنْ كنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ الى آخر الدّعاء، وعلى الرّواية التي نحن بصددها الان ثمّ نهَض (عليه السلام)، قال أبو حمزة : فتبعته الى مناخِ الكوفة فَوَجدت عبداً أسود معهُ نجيب وناقة ، فقلت : يا اسود من الرّجل ؟ فقال : اَوَيَخْفى عَلَيْكَ شَمائِلُهُ ؟ هُوَ عَليُ بن الحُسَين صَلواتُ اللهِ عَلَيهما، قال أبو حمزة : فاكببت على قدميه أقبّلهما فرفع رأسي بيده وقال : لا يا أبا حمزة انّما يكون السّجود لله عزوجل ، فقلت : يا ابن رسول الله ما أقدمك الينا ؟ قال : ما رأيت، أي الصّلاة في مسجد الكوفة ولو علم النّاس ما فيه من الفضل لاتوه ولو حبواً أي ولو شقّ عليهم السّير غاية المشقّة فكانوا كالاطفال قبلما يقوون على المشي فيحبون زحفاً على أيديهم وبُطونهم، ثمّ قال : هل لك أن تزُور معي قبر جدّي عليّ بن أبي طالب ؟ قلت : أجل ، فسرت في ظلّ ناقته يحدّثني حتىّ أتينا الغريين وهي بقعة بيضاء تلمع نوراً، فنزل عن ناقته ومرغ خدّيه عليها وقال : يا أبا حمزة هذا قبر جدّي عليّ بن أبي طالب، ثمّ زاره بزيارة أوّلها : اَلسَّلامُ عَلى اسْمِ اللهِ الرَّضيِّ وَنُورِ وَجْهِهِ المُضييءِ ثمّ ودّعه ومضى الى المدينة ورجعت الى الكوفة .
أقول : كنت آسف على ترك السّيد هذه الزّيارة في كتاب الفرحة وكنت أفتّش عنه، فتصفّحت لذلك كلّ زيارة مرويّة للامير (عليه السلام) علّني أعثر على زيارة تبدأ بالجملة السّابقة، فلم أجد سوى هذه الزّيارة الشّريفة، وهي قد افتتحت بما افتتحت بها الجملة السّابقة وهي كلمة ( اَلسَّلامُ عَلى اسْمِ اللهِ الرَّضيِّ ) واختلفت عنها في العطف وهو ( وَنُورَ وَجْهِهِ المُضييءِ ) فلعلّ هذه هي تلك الزّيارة وهذا الاختلاف يسير لا يكترث به، فان قلت: لم تكن بدء هذه الزّيارة كلمة اَلسَّلامُ عَلى اسْمِ اللهِ الرَّضيِّ بل كلمة سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ، اَجبنا أن ما يتقدّم على الكلمة المذكورة من السّلام فهي بمنزلة الاستئذان والاسترخاص، والزّيارة نفسها انّما تبدأ من كلمة السّلام على اسمِ اللهِ الرَّضيّ، ويشهد على ما نقول المقابلة بين هذه الزّيارة والزّيارة الواردة في يوم الميلاد، وهُما تتشابهان غاية التّشابه فلاحظها لتعرف ذلك، واعلم انّ هذه الجملة مع ما فيها من العطف ولكن من دُون كلمة نُور قد ذكرت في الزّيارة السّادسة وفي زيارة يوم الميلاد، ولكن لا في بدئهما بل في خلالهما والله العالم، وبالجملة حسبنا من الزّيارات المطلقة هذه الزّيارات السّبع ومن يبتغي اكثر منها فليزره (عليه السلام) بالزّيارات الجامعة، وليزره بما سنذكرها مِن الزّيارة المبسوطة ليوم الغدير، وليغتنم الزّائر زيارة الامير (عليه السلام) والصّلاة في حرمه الطّاهر، فالصّلاة عنده تعدل مائتي ألف صلاة، وعن الصّادق (عليه السلام) انّ مَن زار اماماً مفترض الطّاعة وصلّى عنده أربع ركعات كتب له حجّة وعمرة، وقد المحنا في كتاب هديّة الزّائر الى ما لجوار قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) من الفضل ، وذلك ان حفظ المجاور حقّ الجوار وهذا شَرط بالِغ العُسر والمشقّة فلا يتيسّر لكلّ احد، والمقام لا يقتضي البَسط فليراجِع من شاء الكتاب الفارسي ( كلمه طيّبه ) .

وَداعُ الأميرُالمؤمِنين (عليه السلام)
فاذا شئت وداعه فودّعهُ بهذا الوداع الّذي أورده العلماء تلو ما ذكروها مِنَ الزّيارة الخامِسة :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَسْتَوْدِعُكَ اللهَ وَأسْتَرْعيكَ وَاَقْرَأ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنّا بِاللهِ وَبِالرُّسُلِ وَبِما جاءَتْ بِهِ وَدَعَتْ اِلَيْهِ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ، اَللّـهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتي اِيّاهُ، فَاِنْ تَوَفَّيْتَني قَبْلَ ذلِكَ فَاِنّي اَشْهَدُ في مَماتي عَلى ما شَهِدْتُ عَلَيْهِ في حَياتي، اَشْهَدُ اَنَّ اَميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِيّاً وَالْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ، وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، وَموُسَى بْنَ جَعْفَر، وَعَلِيَّ بْنَ مُوسى، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّد، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَالْحُجَّةَ بْنَ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ اَئِمَّتي، وَاَشْهَدُ اَنَّ مَنْ قَتَلَهُمْ وَحارَبَهُمْ مُشْرِكُونَ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْهِمْ في اَسْفَلِ دَرَْك مِنَ الْجَحيمِ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مَنْ حارَبَهُمْ لَنا اَعْداءٌ وَنَحْنُ مِنْهُمْ بُرَءاءُ، وَاَنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطانِ، وَعَلى مَنْ قَتَلَهُمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنّاسِ اَجْمَعينَ، وَمَنْ شَرِكَ فيهِمْ وَمَنْ سَرَّهُ قَتْلَهُمُ اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بَعْدَ الصَّلاةِ وَالتَّسْليمِ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَعَليٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّد وَجَعْفَر وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّد وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّةِ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِ فَاِنْ جَعَلْتَهُ فَاحْشُرْني مَعَ هؤُلاءِ الْمُسَمَّيْنَ الاَْئِمَّةِ، اَللّـهُمَّ وَذَلِّلْ قُلُوبَنا لَهُمْ بِالطّاعَةِ وَالْمُناصَحَةِ وَالَْمحَبَّةِ وَحُسْنِ الْمُوازَرَةِ وَالتَّسْليمِ .
المَقْصَدُ الثّاني : في زيارات الامير (عليه السلام) المخصُوصة :
وهي عديدة أولاها زيارة يومِ الغدير، وقد رُوي عن الرّضا (عليه السلام) انّه قال لابن أبي نصر : يا ابن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فانّ الله تعالى يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة ومُسلم ومُسلمة ذنُوب ستّين سنة، ويعتق مِنَ النّار ضعف ما اعتق في شهر رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة الفطر ... الخبر .
واعلم انّهم قد خصّوا هذا اليوم الشّريف بعدّة زيارات :
الاُولى : زيارة أمين الله وقد جعلناها الثّانية من الزّيارة المُطلقة وهي قد سلفت .
الثّانية : زيارة مرويّة باسناد معتبرة عن الامام عليّ بن محمّد النّقي (عليهما السلام) قد زار (عليه السلام) بها الامير (عليه السلام) يوم الغدير في السّنة التي أشخصه المعتصم، وصفتها كما يلي : اذا أردت ذلك فقف على باب القُبّة المنوّرة واستأذن، وقال الشّيخ الشّهيد : تغتسل وتلبس أنظف ثيابك وتستأذن وتقول : اَللّـهُمَّ اِنّي وَقَفْتُ عَلى باب وهذا هوَ الاستيذان الاوّل الذي اثبتناه في الباب الاوّل ثمّ ادخل مقدماً رجلك اليمنى على اليسرى وامش حتّى تقف على الضّريح واستقبله واجعل القِبلة بين كتفيك وقُل :
اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّد رَسُولِ اللهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، وَصَفْوَةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَمينِ اللهِ عَلى وَحْيِهِ وَعَزائِمِ اَمْرِهِ، وَالْخاتِمِ لِما سَبَقَ، وَالْفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِيّاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اَنْبِياءِ اللهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ وَعِبادِهِ الصّالِحينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، وَسَيِّدَ الْوَصِيّينَ، وَوارِثَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَوَلِيَّ رَبِّ الْعالَمينَ، وَمَوْلايَ وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ ،يا اَمينَ اللهِ في اَرْضِهِ، وَسَفيرَهُ في خَلْقِهِ، وَحُجَّتَهُ الْبالِغَةَ عَلى عِبادِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا دينَ اللهِ الْقَويمَ، وَصِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظيمُ الَّذي هُمْ فيهِ مُخْتَلِفُونَ وَعَنْهُ يَسْأَلُونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، آمَنْتَ بِاللهِ وَهُمْ مُشْرِكُونَ، وَصَدَّقْتَ بِالْحَقِّ وَهُمْ مُكَذِّبُونَ، وَجاهَدْتَ وَهُمْ مُحْجمُونَ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدّينَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّى أَتاكَ الْيَقينُ، اَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظّالِمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْمُسْلِمينَ، وَيَعْسُوبَ الْمُؤْمِنينَُ وَاِمامَ الْمُتَّقينَ، وَقآئِدَ الْغُرِّ الُْمحَجَّلينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَخُو رَسُولِ اللهِ وَوَصِيُّهُ، وَوارِثُ عِلْمِهِ وَاَمينُهُ عَلى شَرْعِهِ وَخَليفَتُهُ في اُمَّتِهِ، وَاَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ، وَصَدَّقَ بِما اُنْزِلَ عَلى نَبِيِّهِ، وَاَشْهَدُ اَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنِ اللهِ ما اَنْزَلَهُ فيكَ، فَصَدَعَ بِاَمْرِهِ، وَاَوْجَبَ عَلى اُمَّتِهِ فَرْضَ طاعَتِكَ وَوِلايَتِكَ، وَعَقَدَ عَلَيْهِمُ الْبَيْعَةَ لَكَ، وَجَعَلَكَ اَوْلى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ اَنْفُسِهِمْ كَما جَعَلَهُ اللهُ كَذلِكَ، ثُمَّ اَشْهَدَ اللهَ تَعالى عَلَيْهِمْ فَقالَ: اَلَسْتُ قَدْ بَلَّغْتُ، فَقالُوا: اَللّـهُمَّ بَلى، فَقالَ: اَللّـهُمَّ اشْهَدْ وَكَفى بِكَ شَهيداً وَحاكِماً بَيْنَ الْعِبادِ، فَلَعَنَ اللهُ جاحِدَ وِلايَتِكَ بَعْدَ الاِْقْرارِ، وَناكِثَ عَهْدِكَ بَعْدَ الْميثاقِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ تَعالى، وَاَنَّ اللهَ تَعالى مُوف لَكَ بِعَهْدِهِ، ( وَمَنْ اَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتيهِ اَجْراً عَظيماً )، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ اَميرُ الْمُؤْمِنينَ الْحَقُّ الَّذي نَطَقَ بِوِلايَتِكَ التَّنْزيلُ، وَاَخَذَ لَكَ الْعَهْدَ عَلَى الاُْمَّةِ بِذلِكَ الرَّسُولُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ وَعَمَّكَ وَاَخاكَ الَّذينَ تاجَرْتُمُ اللهَ بِنُفوُسِكُمْ فَاَنْزَلَ اللهُ فيكُمْ ( اِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنينَ اَنْفُسَهُمْ وَاَمْوالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ في سَبيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْراةِ وَالاِْنْجيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ اَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِروُا بِبِيْعِكُمُ الَّذي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ ) ( التّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ الرّاكِعُونَ السّاجِدُونَ الاْمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنينَ )، اَشْهَدُ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ اَنَّ الشّآكَّ فيكَ ما آمَنَ بِالرَّسُولِ الاَْمينِ، وَاَنَّ الْعادِلَ بِكَ غَيْرَكَ عانِدٌ عَنِ الدّينِ الْقَويمِ الَّذِي ارْتَضاهُ لَنا رَبُّ الْعالَمينَ، وَاَكْمَلَهُ بِوِلايَتِكَ يَوْمَ الْغَديرِ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الْمَعْني بِقَوْلِ الْعَزيزِ الرَّحيمِ: ( وَاَنَّ هذا صِراطي مُسْتَقيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَّرَقَ بِكُمْ عَنْ سَبيلِهِ، ضَلَّ وَاللهِ وَاَضَلَّ مَنِ اتَّبَعَ سِواكَ، وَعَنَدَ عَنِ الْحَقِّ مَنْ عاداكَ، اَللّـهُمَّ سَمِعْنا لاَِمْرِكَ وَاَطَعْنا وَاتَّبَعْنا صِراطِكَ الْمُسْتَقيمَ فَاهْدِنا رَبَّنا وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنا اِلى طاعَتِكَ، وَاجْعَلْنا مِنَ الشّاكِرينَ لاَِنْعُمِكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَوى مُخالِفاً، وَللِتُّقى مُحالِفاً، وَعَلى كَظْمِ الْغَيْظِ قادِراً، وَعَنِ النّاسِ عافِياً غافِراً، وَاِذا عُصِيَ اللهُ ساخِطاً، وَاِذا اُطيعَ اللهُ راضياً، وَبِما عَهِدَ اِلَيْكَ عامِلاً، راعِياً لِمَا اسْتُحْفِظْتَ، حافِظاً لِمَا اسْتوُدِعْتَ، مُبَلِّغاً ما حُمِّلْتَ، مُنْتَظِراً ما وُعِدْتَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مَا اتَّقَيْتَ ضارِعاً، وَلا اَمْسَكْتَ عَنْ حَقِّكَ جازِعاً، وَلا أحْجَمتَ عَنْ مُجاهَدَةِ غاصِبيكَ ناكِلاً، وَلا اَظْهَرْتَ الرِّضا بِخِلافِ ما يُرْضِي اللهَ مُداهِناً، وَلا وَهَنْتَ لِما اَصابَكَ في سَبيلِ اللهِ، وَلا ضَعُفْتَ وَلاَ اسْتَكَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّكَ مُراقِباً، مَعاذَ اللهِ اَنْ تَكُونَ كَذلِكَ بَلْ اِذْ ظُلِمْتَ احْتَسَبْتَ رَبَّكَ، وَفَوَّضْتَ اِلَيْهِ اَمْرَكَ، وَذَكَّرْتَهُمْ فَمَا ادَّكَرُوا وَوَعَظْتَهُمْ فَمَا اتَّعَظُوا، وَخَوَّفْتَهُمُ اللهَ فَما تَخَوَّفُوا، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ جاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى دَعاكَ اللهُ اِلى جِوارِهِ، وَقَبَضَكَ اِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ، وَاَلْزَمَ اَعْداءَكَ الْحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ اِيّاكَ لِتَكُونَ الْحُجَّةُ لَكَ عَلَيْهِمْ مَعَ ما لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ، عَلى جَميعِ خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، عَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً، وَجاهَدْتَ فِي اللهِ صابِراً، وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ مُحْتَسِباً، وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ مَا اسْتَطَعْتَ، مُبْتَغِياً ما عِنْدَ اللهِ، راغِباً فيـما وَعَدَ اللهُ، لا تَحْفِلُ بِالنَّوائِبِ، وَلا تَهِنُ عِنْدَ الشَّدائِدِ، وَلا تُحْجُمُ عَنْ مُحارِب اَفَكَ مَنْ نَسَبَ غَيْرَ ذلِكَ اِلَيْكَ، وَافْتَرى باطِلاً عَلَيْكَ، وَاَوْلي لِمَنْ عَنَدَ عَنْكَ، لَقَدْ جاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ الْجِهادِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى صَبْرَ احْتِساب، وَاَنْتَ اَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَصَلّى لَهُ وَجاهَدَ وَاَبْدى صَفْحَتَهُ في دارِ الشِّرْكِ، وَالاَْرْضُ مَشْحوُنَةٌ ضَلالَةً، وَالشَّيْطانُ يُعْبَدُ جَهْرَةً، وَاَنْتَ الْقائِلُ : لا تَزيدُني كَثْرَةُ النّاسِ حَوْلي عِزَّةً، وَلا تَفَرُّقُهُمْ عَنّي وَحْشَةً، وَلَوْ اَسْلَمَنِي النّاسُ جَميعاً لَمْ اَكُنْ مُتَضَرِّعاً، اِعْتَصَمْتَ بِاللهِ فَعَزَزْتَ، وَآثَرْتَ الاْخِرَةَ عَلَى الاُْولى فَزَهِدْتَ وَاَيَّدَكَ اللهُ وَهَداكَ وَاَخْلَصَكَ وَاجْتَباكَ، فَما تَناقَضَتْ اَفْعالُكَ، وَلاَ اخْتَلَفَتْ اَقْوالُكَ، وَلا تَقَلَّبَتْ اَحْوالُكَ، وَلاَ ادَّعَيْتَ وَلاَ افْتَرَيْتَ عَلَى اللهِ كَذِباً، وَلا شِرَهْتَ اِلَى الْحُطامِ، وَلا دَنَّسَكَ الاْثامُ، وَلَمْ تَزَلْ عَلى بَيِّنة مِنْ رَبِّكَ وَيَقين مِنْ اَمْرِكَ تَهْدي اِلَى الْحَقِّ وَاِلى صِراط مُسْتَقيم، اَشْهَدُ شَهادَةَ حَقّ، وَاُقْسِمُ بِاللهِ قَسَمَ صِدْق اَنَّ مُحَمَّداً وَآلَهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ساداتُ الْخَلْقِ، وَاَنَّكَ مَوْلايَ وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، وَاَنَّكَ عَبْدُ اللهِ وَوَلِيُّهُ وَاَخُو الرَّسُولِ وَوَصِيُّهُ وَوارِثُهُ، وَاَنَّهُ الْقائِلُ لَكَ : وَالذَّي بَعَثني بِالْحَقِّ ما آمَنَ بي مَنْ كَفَرَ بِكَ، وَلا اَقَرَّ بِاللهِ مَنْ جَحَدَكَ، وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْكَ وَلَمْ يَهْتَدِ اِلَى اللهِ، وَلا اِلَيَّ مَنْ لا يَهْتَدي بِكَ، وَهُوَ قَوْلُ رَبّي عَزَّوَجَلَّ : ( وَاِنّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اَهْتَدى ) اِلى وِلايَتِكَ، مَوْلايَ فَضْلُكَ لا يَخْفى وَنُوُركَ لا يُطْفَأُ، وَاَنَّ مَنْ جَحَدَكَ الظَّلُومُ الاَْشْقى، مَوْلايَ اَنْتَ الْحُجَّةُ عَلَى الْعِبادِ، وَالْهادي اِلَى الرَّشادِ، وَالْعُدَّةُ لِلْمَعادِ، مَوْلايَ لَقَدْ رَفَعَ اللهُ فِي الاُْولى مَنْزِلَتَكَ، وَاَعْلى فِي الاْخِرَةِ دَرَجَتَكَ، وَبَصَّرَكَ ما عَمِيَ عَلى مَنْ خالَفَكَ، وَحالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَواهِبِ اللهِ لَكَ، فَلَعَنَ اللهُ مُسْتَحِلِّي الْحُرْمَةِ مِنْكَ وَذائِدِي الْحَقِّ عَنْكَ، وَاَشْهَدُ اَنَّهُمُ الاَْخْسَرُونَ الذَّينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ وَهُمْ فيها كالِحُونَ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ ما اَقْدَمْتَ وَلا أحجَْمْتَ وَلا نَطَقْتَ وَلا اَمْسَكْتَ اِلاّ بِاَمْر مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ، قُلْتَ : وَالَّذي نَفْسي بِيَدِهِ لَقَدْ نَظَرَ اِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدْماً، فَقالَ : يا عَلِيُّ اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى اِلاّ اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدْي، وَاُعْلِمُكَ اَنَّ مَوْتَكَ وَحَياتَكَ مَعي وَعَلى سُنَّتي، فَوَاللهِ ما كَذِبْتُ وَلا كُذِبْتُ، وَلا ضَلَلْتُ وَلا ضُلَّ بي، وَلا نَسيتُ ما عَهِدَ اِلَيَّ رَبّي، وَاِنّي لَعَلى بَيِّنَة مِنْ رَبّي بَيَّنَها لِنَبِيِّهِ، وَبَيَّنَهَا النَّبِيُّ لي وَاِنّي لَعَلَى الطَّريقِ الْواضِحِ، اَلْفِظُهُ لَفْظاً، صَدَقْتَ وَاللهِ وَقُلْتَ الْحَقَّ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ ساواكَ بِمَنْ ناواكَ، وَاللهُ جَلَّ اسْمُهُ يَقُولُ : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذينَ لا يَعْلَمُونَ )، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَدَلَ بِكَ مَنْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ وِلايَتَكَ وَاَنْتَ وَلِيُّ اللهِ وَاَخُو رَسُولِهِ، وَالذّابُّ عَنْ دينِهِ، وَالَّذي نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضيلِهِ، قالَ اللهُ تَعالى :( وَفَضَّلَ اللهُ الُْمجاهِدينَ عَلَى الْقاعِدينَ اَجْراً عَظيماً* دَرَجات مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللهُ غَفوُراً رَحيماً )، وَقالَ اللهُ تَعالى : ( اَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوِم الاْخِرِ وَجاهَدَ في سَبيلِ اللهِ لا يَسْتَوونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمينَ*، الَّذينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا في سَبيلِ اللهِ بِاَمْوالِهِمْ وَاَنْفُسِهِمْ اَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَاُولئِكَ هُمُ الْفآئِزُونَ* يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَة مِنْهُ وَرِضْوان وَجَنّات لَهُمْ فيها نَعيمٌ مُقيمٌ* خالِدينَ فيها اَبَداً اِنَّ اللهَ عِنْدَهُ اَجْرٌ عَظيمٌ )، اَشْهَدُ اَنَّكَ الَْمخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللهِ، الُْمخْلِصُ لِطاعَةِ اللهِ، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدى بَدَلاً، وَلَمْ تُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّكَ اَحَداً، وَاَنَّ اللهَ تَعالَى اسْتَجابَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فيكَ دَعْوَتَهُ ثُمَّ اَمَرَهُ بِاِظْهارِ ما اَوْلاكَ لاُِمَّتِهِ، اِعْلاءً لِشَأنِكَ، وَاِعْلاناً لِبُرْهانِكَ، وَدَحْضاً لِلاَْباطيلِ، وَقَطْعاً لِلْمَعاذيرِ، فَلَمّا اَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفاسِقينَ، وَاتَّقى فيكَ الْمُنافِقينَ، اَوْحى اِلَيْهِ رَبُّ الْعالَمينَ : ( يا اَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما اُنْزِلَ اِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَاِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ )، فَوَضَعَ عَلى نَفْسِهِ اَوْ زارَ الْمَسيرِ، وَنَهَضَ في رَمْضاءِ الْهَجيرِ، فَخَطَبَ وَاسْمَعَ وَنادى فَاَبْلَغَ ثُمَّ سَأَلَهُمْ اَجْمَعَ، فَقالَ : هَلْ بَلَّغْتُ، فَقالوُا : اللّهُمَّ بَلى، فَقالَ : اللّهُمَّ اشْهَدْ، ثُمَّ قالَ : اَلَسْتُ اَوْلى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ اَنْفُسِهِمْ ؟، فَقالوُا : بَلى، فَاَخَذَ بِيَدِكَ وَقالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، فَما آمَنَ بِما اَنْزَلَ اللهُ فيكَ عَلى نَبِيِّهِ اِلاّ قَليلٌ وَلا زادَ اَكْثَرَهُمْ غَيْرَ تَخْسير، وَلَقَدْ اَنْزَلَ اللهُ تَعالى فيكَ مِنْ قَبْلُ وَهُمْ كارِهوُنَ :( يا اَيُّهَا الَّذينَ آمَنوُا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينِهِ فَسَوْفَ يَأتِي اللهُ بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ اَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنينَ اَعِزَّة عَلَى الْكافِرينَ يُجاهِدُونَ في سَبيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِم ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَليمٌ )، ( اِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنوُا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ *، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذينَ آمَنُوا فَاِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ )، ( رَبَّنا آمَنّا بِما اَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ)، ( رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً اِنَّكَ اَنْتَ الوَهّابُ)، اَللّـهُمَّ اِنّا نَعْلَمُ اِنَّ هذا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَالْعَنْ مَنْ عارَضَهُ وَاسْتَكْبَرَ وَكَذَّبَ بِهِ وَكَفَرَ، وَسَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا اَيَّ مُنْقَلَب يَنْقَلِبُونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَسَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَاَوَّلَ العابِدينَ، وَاَزْهَدَ الزّاهِدينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِيّاتُهُ، اَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعامِ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً وَيَتيماً وَاَسيراً لِوَجْهِ اللهِ، لا تُريدُ مِنْهُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً، وَفيكَ اَنْزَلَ اللهُ تَعالى وَيُؤْثِرُونَ عَلى اَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَاوُلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَاَنْتَ الْكاظِمُ لِلْغَيْظِ، وَالْعافي عَنِ النّاسِ، وَاللهُ يُحِبُّ الُْمحْسِنينَ، وَاَنْتَ الصّابِرُ فِي الْبَأساءِ وَالضَّرّاءِ وَحينَ الْبَأسِ، وَاَنْتَ الْقاسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَالْعادِلُ فِي الرَّعِيَّةِ، وَالْعالِمُ بِحُدُودِ اللهِ مِنْ جَميعِ الْبَرِيَّةِ، وَاللهُ تَعالى اَخْبَرَ عَمّا اَوْلاكَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ : ( اَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَُوونَ * اَمَّا الَّذينَ آمَنوُا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنّاتُ الْمَأوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ )، وَاَنْتَ الَْمخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزيلِ، وَحُكْمِ التَّأويلِ، وَنَصِّ الرَّسُولِ، وَلَكَ الْمَواقِفُ الْمَشْهُودَةُ، وَالْمَقاماتُ الْمَشْهُورَةُ، وَالاَْيّامُ الْمَذْكُورَةُ يَوْمَ بَدْر وَيَوْمَ الاَْحْزابِ ( اِذْ زاغَتِ الاَْبْصارُ، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الْظُّنُونا* هُنا لِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَديداً* وَاِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ اِلاّ غُرُوراً* وَاِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا اَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا، وَيَسْتَأْذِنُ فَريقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ اِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَة اِنْ يُريدُونَ اِلاّ فِراراً)، وَقالَ اللهُ تَعالى : ( وَلَمّا رَاَى الْمُؤْمِنُونَ الاَْحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ اِلاّ ايماناً وَتَسْليماً )، فَقَتَلْتَ عَمْرَهُمْ وَهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ ( وَرَدَّ اللهُ الَّذينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالوُا خَيْرا وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيَّاً عَزيزاً )، وَيَوْمَ اُحُد ( اِذْ يُصْعِدُونَ وَلا يَلْوُونَ عَلى اَحَد وَالرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ في اُخْراهُمْ ) وَاَنْتَ تَذُودُ بُهَمَ الْمُشْرِكينَ عَنِ النَّبِيِّ ذاتَ الَْيمينِ وَذاتَ الشِّمالِ حَتّى رَدَّهُمُ اللهُ تَعالى عَنْكما خائِفينَ، وَنَصَرَ بِكَ الْخاذِلينَ، وَيَوْمَ حُنَيْن عَلى ما نَطَقَ بِهِ التَّنْزيلُ ( اِذْ اَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الاَْرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرينَ * ثُمَّ اَنْزَلَ اللهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنينَ )، وَالْمُؤْمِنوُنَ اَنْتَ وَمَنْ يَليكَ، وَعَمُّكَ الْعَبّاسُ يُنادِي الْمُنْهَزِمينَ يا اَصْحابَ سورَةِ الْبَُقَرَةِ، يا اَهْلَ بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتَّى اسْتَجابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَيْتَهُمُ الْمَؤُنَةَ، وَتَكَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ، فَعادُوا آيِسينَ مِنَ المَثُوبَةِ، راجينَ وَعْدَ اللهِ تَعالى بِالتَّوْبَةِ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ، وَاَنْتَ حائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ، فائِزٌ بِعَظيمِ الاَْجْرِ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ اِذْ اَظْهَرَ اللهُ خَوَرَ الْمُنافِقينَ، وَقَطَعَ دابِرَ الْكافِرينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الاَْدْبارَ، وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْئُوولاً، مَوْلايَ اَنْتَ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ، وَالُْمحَجَّةُ الْواضِحَةُ، وَالنِّعْمَةُ السّابِغَةُ، وَالْبُرْهانُ الْمُنيرُ، فَهَنيئاً لَكَ بِما آتاكَ اللهُ مِنْ فَضْل، وَتَبّاً لِشانِئِكَ ذِي الْجَهْلِ، شَهِدْتَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ جَميعَ حُرُوبِهِ وَمَغازيهِ، تَحْمِلُ الرّايَةَ اَمامَهُ، وَتَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدّامَهُ، ثُمَّ لِحَزْمِكَ الْمَشْهُورِ، وَبَصيرَتِكَ فِي الاُْمُورِ، اَمَّرَكَ فِي الْمَواطِنِ وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ اَميرٌ، وَكَمْ مِنْ اَمْر صَدَّكَ عَنْ اِمْضاءِ عَزْمِكَ فيهِ التُّقى، وَاتَّبَعَ غَيْرُكَ في مِثْلِهِ الْهَوى، فَظَنَّ الْجاهِلُونَ اَنَّكَ عَجَزْتَ عَمّا اِلَيْهِ انْتَهى، ضَلَّ وَاللهِ الظّانُّ لِذلِكَ وَمَا اهْتَدى، وَلَقَدْ اَوْضَحْتَ ما اَشْكَلَ مِنْ ذلِكَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَامْتَرى بِقَوْلِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ : قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحيلَةِ وَدُونَها حاجِزٌ مِنْ تَقْوَى اللهِ فَيَدَعُها رَأيَ الْعَيْنِ، وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لا حَريجَةَ لَهُ فِي الدّينِ، صَدَقْتَ وَخَسِرَ الْمُبْطِلُونَ، وَاِذْ ما كَرَكَ النّاكِثانِ فَقالا : نُريدُ الْعُمْرَةَ فَقُلْتُ لَهُما : لَعَمْرُ كُما ما تُريدانِ الْعُمْرَةَ لكِنْ تُريدانِ الْغَدْرَةَ، فَاَخَذْتَ الْبَيْعَةَ عَلَيْهِما، وَجَدَّدْتَ الْميثاقَ، فَجَدّا فِي النِّفاقِ، فَلَمّا نَبَّهْتَهُما عَلى فِعْلِهِما اَغْفَلا وَعادا وَمَا انْتَفَعا وَكانَ عاقِبَةُ اَمْرِهِما خُسْراً، ثُمَّ تَلاهُما اَهْلُ الشّامِ فَسِرْتَ اِلَيْهِمْ بَعْدَ الاِْعْذارِ ،وَهُمْ لا يَدينُونَ دينَ الْحَقِّ، وَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رَعاعٌ ضالّوُنَ، وَبِالَّذي اُنْزِلَ عَلى مُحَمَّد فيكَ كافرُِونَ، وَلاَِهْلِ الْخِلافِ عَلَيْكَ ناصِرُونَ، وَقَدْ اَمَرَ اللهُ تَعالى بِاتِّباعِكَ، وَنَدَبَ الْمُؤْمِنينَ اِلى نَصْرِكَ، وَقالَ عَزَّوَجَلَّ : ( يا اَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقواُ اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقينَ )، مَوْلايَ بِكَ ظَهَرَ الْحَقُّ وَقَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَاَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَالطَّمْسِ، فَلَكَ سابِقَةُ الْجِهادِ عَلى تَصْديقِ التَّنْزيلِ، وَلَكَ فَضيلَةُ الْجِهادِ عَلى تَحْقيقِ التَّأْويلِ، وَعَدُوُّكَ عَدُوُّ اللهِ جاحِدٌ لِرَسُولِ اللهِ يَدْعُو باطِلاً، وَيَحْكُمُ جائِراً، وَيَتَاَمَّرُ غاصِباً، وَيَدْعُو حِزْبَهُ اِلَى النّارِ، وَعَمّارٌ يُجاهِدُ وَيُنادي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ : الرَّواحَ الرَّواحَ اِلَى الْجَنَّةِ، وَلَمَّا اسْتَسْقى فَسُقِيَ اللَّبَنَ كَبَّرَ وَقالَ : قالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : آخِرُ شَرابِكَ مِنَ الدُّنْيا ضَياحٌ مِنْ لَبَن، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْباغِيَةُ، فَاعْتَرَضَهُ اَبُو، الْعادِيَةِ الْفَزارِيُّ فَقَتَلَهُ، فَعَلى اَبِى الْعادِيَةِ لَعْنَةُ اللهِ وَلَعْنَةُ مَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ اَجْمَعينَ، وَعَلى مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْكَ وَسَلَلْتَ سَيْفَكَ عَلَيْهِ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ مِنَ الْمُشْرِكينَ وَالْمُنافِقينَ اِلى يَوْمِ الدّينَ، وَعَلى مَنْ رَضِيَ بِما ساءَكَ وَلَمْ يَكْرَهْهُ وَأغْمَضَ عَيْنَهُ وَلَمْ يُنْكِرْ، اَوْ اَعانَ عَلَيْكَ بِيَد اَوْ لِسان، اَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ، اَوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهادِ مَعَكَ، اَوْ غَمَطَ فَضْلَكَ وَجَحَدَ حَقَّكَ، اَوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللهُ اَوْلى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَصَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيّاتُهُ، وَعَلَى الاَْئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطّاهِرينَ، اِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ، وَالاَْمْرُ الاَْعْجَبُ وَالْخَطْبُ الاَْفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِكَ حَقَّكَ، غَصْبُ الصِّديقَةِ الطّاهِرَةِ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ النِّساءِ فَدَكاً، وَرَدُّ شَهادَتِكَ وَشَهادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلالَتِكَ وَعِتْرَةِ الْمُصْطَفى صَلَّى اللهُ عَلَيْكُمْ، وَقَدْ اَعْلَى اللهُ تَعالى عَلَى الاُْمَّةِ دَرَجَتَكُمْ، وَرَفَعَ مَنْزِلَتَكُم وَاَبانَ فَضْلَكُم وَشَرَّفَكُمْ عَلَى الْعالَمينَ، فَاَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهيراً، قالَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ : ( اِنَّ الاِْنْسانَ خُلِقَ هَلوُعاً* اِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزوُعاً* وَاِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ* مَنوُعاً اِلاَّ الْمُصَلّينَ )، فَاسْتَثْنَى اللهُ تَعالى نَبِيَّهُ الْمُصْطَفى وَاَنْتَ يا سَيِّدَ الاَْوْصِياءِ مِنْ جَميعِ الْخَلْقِ، فَما اَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الْحَقِّ، ثُمَّ اَفْرَضُوكَ سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبى مَكْراً، وَاَحادُو عَنْ اَهْلِهِ جَوْراً، فَلَمّا آلَ الاَْمْرُ اِلَيْكَ اَجْرَيْتَهُمْ عَلى ما اَجْرَيا رَغْبَةً عَنْهُما بِما عِنْدَ اللهِ لَكَ، فَاَشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِما مِحَنَ الاَْنْبِياءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ عِنْدَ الْوَحْدَةِ وَعَدَمِ الاَْنْصارِ، وَاَشْبَهْتَ فِي الْبَياتِ عَلَى الْفِراشِ الذَّبيحَ عَلَيْهِ السَّلامُ، اِذْ اَجَبْتَ كَما اَجابَ، وَاَطَعْتَ كَما اَطاعَ اِسْماعيلُ صابِراً مُحْتَسِباً اِذْ قالَ لَهُ : ( يا بُنَيَّ اِنّي اَرى فِي الْمَنامِ اَنّي اَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا اَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُني اِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصّابِرينَ )، وَكَذلِكَ اَنْتَ لَمّا اَباتَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاَمَرَكَ َاَنْ تَضْجَعَ في مَرْقَدِهِ واقياً لَهُ بِنَفْسِكَ اَسْرَعْتَ اِلى اِجابَتِهِ مُطيعاً، وَلِنَفْسِكَ عَلَى الْقَتْلِ مُوَطِّناً، فَشَكَرَ اللهُ تَعالى طاعَتَكَ وَاَبانَ عَنْ جَميلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرى نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ )، ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفّينَ وَقَدْ رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ حيلَةً وَمَكْراً، فَاَعْرَضَ الشَّكُّ، وَعُزِفَ الْحَقُّ وَاتُّبِعَ الظَّنُّ، اَشْبَهَتْ مِحْنَةَ هارُونَ اِذْ اَمَّرَهُ موُسى عَلى قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ وَهارُونُ يُنادى بِهِمْ وَيَقوُلُ : ( يا قَوْمِ اِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَاِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعوُني وَاَطيعُوا اَمْري* قالوُا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفينَ حَتّى يَرْجِعَ اِلَيْنا موُسى )، وَكَذلِكَ اَنْتَ لَمّا رُفِعَتِ الْمَصاحِفُ قُلْتَ يا قَوْمِ اِنَّما فُتِنْتُمْ بِها وَخُدِعْتُمْ، فَعَصَوْكَ وَخالَفُوا عَلَيْكَ، وَاسْتَدْعَوْا نَصْبَ الْحَكَمَيْنِ، فَاَبَيْتَ عَلَيْهِمْ، وَتَبَرَّأْتَ اِلَى اللهِ مِنْ فِعْلِهِمْ، وَفَوَّضْتَهُ اِلَيْهِم فَلَمّا اَسْفَرَ الْحَقُّ وَسَفِهَ الْمُنْكَرُ، وَاعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالْجَوْرِ عَنِ الْقَصْدِ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ، وَاَلْزَمُوكَ عَلى سَفَه التَّحْكيمَ الَّذي اَبَيْتَهُ وَاَحَبُّوهُ وَحَظَرْتَهُ، وَاَباُحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذي اقْتَرَفُوهُ وَاَنْتَ عَلى نَهْجِ بَصيرَة وَهُدى، وَهُمْ عَلى سُنَنِ ضَلالَة وَعَمىً، فَما زالُوا عَلَى الِّنْفاقِ مُصِرّينَ، وَفِي الْغَيِّ مُتَرَدِّدينَ حَتىّ اَذاقَهُمُ اللهُ وَبالَ اَمْرِهِمْ، فَاَماتَ بِسَيْفِكَ مَنْ عانَدَكَ، فَشَقِيَ وَهَوى وَاَحْيا بِحُجَّتِكَ مَنْ سَعَدَ فَهُدِيَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ غادِيَةً وَرائِحَةً وَعاكِفَةً وَذاهِبَةً، فَما يُحيطُ الْمادِحُ وَصْفَكَ، وَلا يُحْبِطُ الطّاعِنُ فَضْلَكَ، اَنْتَ اَحْسَنُ الْخَلْقِ عِبادَةً، وَاَخْلَصُهُمْ زَهادَةً، وَاَذَّبُهُمْ عَنِ الدّينِ، اَقَمْتَ حُدُودَ اللهِ بِجُهْدِكَ، وَفَلَلْتَ عَساكِرَ الْمارِقينَ بِسَيْفِكَ، تُخْمِدُ لَهَبَ الْحُرُوبِ بِبَنانِكَ، وَتَهْتِكُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَيانِكَ، وَتَكْشِفُ لَبْسَ الْباطِلِ عَنْ صَريحِ الْحَقِّ، لا تَأخُذُكَ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِم، وَفي مَدْحِ اللهِ تَعالى لَكَ غِنىً عَنْ مَدْحِ الْمادِحينَ وَتَقْريظِ الْواصِفينَ، قالَ اللهُ تَعالى : ( مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلوُا تَبْديلاً )، وَلَمّا رَأَيْتَ اَنْ قَتَلْتَ النّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ وَصَدَقَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعْدَهُ فَاَوْفَيْتَ بِعَهْدِهِ قُلْتَ : اَما آنَ اَنْ تُخْضَبَ هذِهِ مِنْ هذِهِ ؟ اَمْ مَتى يُبْعَثُ اَشْقاها ؟ واثِقاً بِاَنَّكَ عَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّكَ وَبَصيرَة مِنْ اَمْرِكَ، قادِمٌ عَلَى اللهِ، مُسْتَبْشِرٌ بِبَيْعِكَ الَّذي بايَعْتَهُ بِهِ، وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ ،اَللّـهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَنْبِيائِكَ وَاَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ بِجَميعِ لَعَناتِكَ، وَاَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، وَالْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِيَّكَ حَقَّهُ، وَاَنَكَرَ عَهْدَهُ، وَجَحَدَهُ بَعْدَ الْيَقينِ وَالاِْقْرارِ بِالْوِلايَةِ لَهُ يَوْمَ اَكْمَلْتَ لَهُ الدّينَ، اَللّـهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَمَنْ ظَلَمَهُ وَاَشْياعَهُمْ وَاَنْصارَهُم، اَللّـهُمَّ الْعَنْ ظالِمي الْحُسَيْنِ وَقاتِليهِ، وَالْمُتابِعينَ عَدُوَّهُ، وَناصِريهِ، وَالرّاضينَ بِقَتْلِهِ وَخاذِليهِ لَعْناً وَبيلاً، اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ آلَ مُحَمَّد وَمانِعيهِمْ حُقُوقَهُمْ، اَللّـهُمَّ خُصَّ اَوَّلَ ظالِم وَغاصِب لاِلِ مُحَمَّد بِاللَّعْنِ، وَكُلَّ مُسْتَن بِما سَنَّ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ وَعَلى عَلِيٍّ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ وَآلِهِ الطّاهِرينَ، وَاجْعَلْنا بِهِمْ مُتَمَسِّكينَ وَبِوِلايَتِهِمْ مِنَ الْفائِزينَ الاْمِنينَ الَّذينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ .
أقول : قد أومأنا في كتاب هديّة الزّائر الى سند هذه الزّيارة وقلنا هناك هذه زيارة يزار (عليه السلام) بها في جميع الاوقات عن قرب وعن بعد فلا تخصّ يوماً خاصاً أو مكاناً مُعيّناً وهذه البتّة فائدة جليلة يغتنمها الرّاغبُون في العِبادة الشّائقُونَ الى زيارة سُلطان الولاية (عليه السلام) .
الثّالثة : زيارة رَواها في الاقبال ، قال : عن الصّادق (عليه السلام) قال : اذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا امير المؤمنين صلوات الله عليه فادنُ من قبره بعد الصّلاة والدّعاء وان كُنت في بُعد منه فأومِ اليه بعد الصّلاة وهذا هو الدّعاء :
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَاَخي نَبِيِّكَ وَوَزيرِهِ وَحَبيبِهِ وَخَليلِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَخِيَرَتِهِ مِنْ اُسْرَتِهِ، وَوَصِيِّهِ وَصَفْوَتِهِ وَخالِصَتِهِ وَاَمينِهِ وَوَلِيِّهِ، وَاَشْرَفِ عِتْرَتِهِ الَّذينَ آمَنُوا بِهِ، وَاَبي ذُرِّيَّتِهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعي اِلى شَريعَتِهِ، وَالْماضي عَلى سُنَّتِهِ، وَخَليفَتِهِ عَلى اُمَّتِهِ، سَيِّدِ الْمُسْلِمينَ، وَاَميرِالْمُؤْمِنينَ، وَقائِدِ الْغُرِّ الُْمحَجَّلينَ، اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ خَلْقِكَ وَاَصْفِيائِكَ وَاَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ما حُمِّلَ، وَرَعى مَا اسْتُحْفِظَ وَحَفِظَ، مَا اسْتُودِعَ، وَحَلَّلَ حَلالَكَ، وَحَرَّمَ حَرامَكَم وَاَقامَ اَحْكامَكَ، وَدَعا اِلى سَبيلِكَ، وَوالى أوْلِياءَكَ وَعادى اَعْداءَكَ، وَ جاهَدَ النّاكِثينَ عَنْ سَبيلِكَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ عَنْ اَمْرِكَ، صابِراً مُحْتَسِباً مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِر لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِم حَتّى بَلَغَ في ذلِكَ الرِّضا وَسَلَّمَ اِلَيْكَ الْقَضاءَ، وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً وَنَصَحَ لَكَ مُجْتَهِداً حَتّى اَتاهُ الْيَقينُ، فَقَبَضْتَهُ اِلَيْكَ شَهيداً سَعيداً وَلِيّاً تَقِيّاً رَضِيّاً زَكِيّاً هادِياً مَهْدِيّاً، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَعَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَنْبِيائِكَ وَاَصْفِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
أقول : أورد السّيد في كتاب مصباح الزّائر لهذا اليوم زيارة اُخرى لم يعلم اختصاصها به وهي قد ركبت من زيارتين اثنتين اودعهُما العلاّمة المجلسي كتاب التّحفة فجعلهما الزّيارتين الثّانية والثّالثة .

المطلب الاوّل : في فضل زيارته (عليه السلام)
روى الشّيخ الطّوسي (رحمه الله) بسند صحيح عن محمّد بن مُسلم عن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال : ما خلق الله خلقاً اكثر من الملائكة، وانّه لينزل كلّ يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمُور، فيطوفون به فاذا هم طافوا به طافوا بالكعبة، فاذا طافوا بها أتوا قبر النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلّموا عليه، ثمّ أتوا قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فسلّموا عليه، ثمّ أتوا قبر الحسين (عليه السلام) فسلّموا عليه، ثمّ عرجُوا وينزل مثلهم أبداً الى يوم القيامة، ثمّ قال : مَن زار امير المؤمنين (عليه السلام) عارفاً بحقّه أي وهو يعترف بامامته وَوجوب طاعته وانّه الخليفة للنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حقّاً غير متجبّر ولا متكبّر، كتب الله له أجر مائة ألف شهيد، وغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبعث من الامنين، وهوّن عليه الحساب، واستقبله الملائكة، فاذا انصرف الى منزله فان مرض عادُوه، وإن مات تبعوه بالاستغفار الى قبره .
وروى السّيد عبد الكريم بن طاووس (رحمه الله) في فرحة الغرّي عنه (عليه السلام) قال : مَن زار امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجّة وعمرة، فإن رجع ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجّتين وعمرتين .
وروي عنه (عليه السلام) ايضاً انّه قال لابن مارد : يا ابن مارد مَن زار جدّي عارفاً بحقّه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة مقبُولة وعمرة مبرورة ، يا ابن مارد والله ما يطعم الله النّار قدماً غبرت في زيارة امير المؤمنين (عليه السلام)ماشياً كان أو راكباً، يا ابن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذّهب .
وروي ايضاً عنه (عليه السلام) قال : نحن نقول بظهر الكوفة قبر لا يلُوذ به ذو عاهة الّا شفاه الله .
أقول : يظهر من أحاديث معتبرة انّ الله تعالى قد جعل قبور امير المؤمنين (عليه السلام) وأولاده الطّاهرين صلوات الله عليهم اجمعين معاقل الخائفين، وملاجيء المضطرّين، واماناً لاهل الارض، ما زارها مغموم الّا وفرّج الله عنه، وما تمسح بها سقيم الّا وشفى، وما التجأ اليها أحد الّا أمن .
روى السّيد عبد الكريم بن طاووس عن محمّد بن عليّ الشيباني قال : خرجت أنا وأبي وعمّي حسين ليلاً متخفين الى الغريّ لزيارة امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وكان ذلك سنة مائتين وبضع وستّين وكنت طفلاً صغيراً، فلمّا وصلنا الى القبر الشّريف وكان يومئذ قبراً حوله حجارة سود ولا بناء عنده، فبينا نحن عنده بعضنا يقرأ وبعضنا يصلّي وبعضنا يزور، واذا نحن بأسد مقبل نحونا، فلمّا قرب منّا قدر رمح تباعدنا عن القبر الشّريف، فجاء الاسد فجَعل يمرّغ ذراعَيه على القبر، فمضى رجل منّا فشاهده فعاد فاعلمنا فزال الرّعب عنّا، فجئناه جميعاً فشاهدناه يمرّغ ذراعه على القبر وفيهِ جراح فلم يزل يمرّغه ساعة ثمّ انزاح عن القبر ومضى، فعدنا الى ما كنّا عليه لاتمام الزّيارة والصّلاة وقراءة القرآن .
وحكى الشّيخ المفيد قال : خرج الرّشيد يوماً من الكوفة للصّيد فصار الى ناحية الغريّين والثويّة، فرأى هُناك ظباءً فأمر بارسال الصّقور والكلاب المُعلّمة عليها، فحاولتها ساعة ثمّ لجأت الظِّباء الى أكمة، فتراجعت الصّقور والكلاب عنها، فتعجّب الرّشيد من ذلك، ثمّ انّ الظِّباء هبطت من الاكمة فسقطت الطّيُور والكلاب عليها، فرجعت الظِّباء الى الاكمة فراجعت الصّقور والكلاب عنها مرّة ثانية، ثمّ فعلت ذلك مرّة اخرى، فقال الرّشيد: اركضوا الى الكوفة فأتوا بأكبرها سنّاً، فأتّي بشيخ من بني أسد، فقال الرّشيد: أخبرني ما هذه الاكمة؟ فقال : وهل أنا آمن اذا أجبت السّؤال ؟ فقال الرّشيد : عاهدت الله على أن لا اُوذيك، فقال : حدّثني أبي عن آبائه انّهم كانوا يقولون انّ هذه الاكمة قبر عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهما، جعله الله حرماً آمناً يأمن مَن لجأ اليه .
أقول : من أمثال العرب السّائرة (اَحْمى مِن مُجيرِ الجَرادِ) وقصّة المثال انّ رجلاً من اهلِ البادية من قبيلة طي يسمّى مُدلج بن سُويد كان ذات يوم في خيمته فاذا هُو بقوم من طي ومعهم أوعيتهم ، فقال : ما خطبكم ؟ قالوا : جراد وقع في فنائك فجئنا لنأخذه، فلمّا سمع مدلج ذلك ركب فرسه وأخذ رمحهُ وقال : اَيَكُونُ الْجَرادُ في جَواري ثُمَّ تُريدُونَ اَخْذَهُ لا يَكونُ ذلك، فما زال يحرسه حتّى حميت الشّمس عليهِ وطار ، فقال : شأنكم الان فقد تحوّل عن جواري .
وقال صاحب القاموس : انّ ذا الاعواد لقب رجل شريف جدّاً من العرب قيل هو جدّ أكثم بن الصّيفي كانت قبيلة مضر تجبي اليه الخراج، فلمّا هرم وبلغ الكِبر كان يحمل على سرير فيطاف به بين قبائل العرب ومياهها فيجبى له، وكان شريفاً مكرّماً ما لجأالى سريره خائف الّا أمن، وما دنا من سريره ذليل الّا عزّ، وما أتاه جائع الّا أشبع ، انتهى .
فاذا كان سرير رجل من العرب يبلع من العزّة والرّفعة هذا المبلَغ فلا غرو اذا جعل الله تعالى قبر وليّه الّذي كان حملة سريره هم جبرئيل وميكائيل (عليهما السلام) والامام الحسن (عليه السلام) والامام الحسين (عليه السلام) معقلاً للخائفين وملجأ للهاربين وغوثاً للمضطرّين، وشفاء للمرضى، فاجتهد أينما كنت لبلوغ قبره الشّريف والتصق به ما امكنك ذلك والحّ في الدّعاء كي يغيثك (عليه السلام) وينجّيك من الهلاك في الدّنيا والاخرة .
لُذْ اِلى جُودِهِ تَجِدْهُ زَعيماً بِنَجاةِ الْعُصاةِ يَوْمَ لِقاها
عائِذٌ لِلْمُؤَمِّلينَ مُجيبٌ سامِعٌ ما تُسِرُّ مِنْ نَجْواها

وحُكي في كتاب دار السّلام عن الشّيخ الديلمي انّه روى جمع من صُلحاء النّجف الاشرف انّ رجلاً شاهد في المنام القبّة الشريفة لحبل الله المتين امير المؤمنين صلوات الله عليه وقد امتدّت اليها واتّصلت بها خيوط خارجة من القبور التي في داخل ذلك المشهد الشّريف وفي خارجه، فأنشد الرّجل :
اِذا مُتُّ فَادْفِنِّي اِلى جَنْبِ حَيْدَر اَبي شَبَّر اَكْرِمْ بِهِ وَشُبَيْرِ
فَلَسْتُ اَخافُ النّارَ عِنْدَ جِوارِهِ وَلا اَتَّقي مِنْ مُنْكَر وَنَكيرِ
فَعارٌ عَلى حامي الْحِمى وَهُوَ فِى الْحِمى اِذا ضَلَّ فِى الْبَيْداء عِقالُ بَعيرِ

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...