بطاقات الكترونية إسلامية

بطاقات الكترونية إسلامية

الفَصْلُ السادِسُ : في فَضل مَسجد السّهلة وأعماله

الصَّلاة وَالدُّعاء في مسجد زيد (رَحِمَهُ الله)
ثمّ تمضي الى مسجد زيد القريب من مسجد السّهلة فتصلّي فيه ركعتين وتبسط يديك وتقول :
اِلهي قَدْ مَدَّ اِلَيْكَ الْخاطِىءُ الْمُذْنِبُ يَدَيْهِ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِكَ، اِلهي قَدْ جَلَسَ الُمسيءُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُقِرّاً لَكَ بِسُوءِ عَمَلِهِ وَراجِياً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زَلَلِهِ، اِلهي قَدْ رَفَعَ اِلَيْكَ الظّالِمُ كَفَّيْهِ راجِياً لِما لَدَيْكَ فَلا تُخَيِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ، اِلهي قَدْ جَثَا الْعائِدُ اِلى الْمَعاصي بَيْنَ يَدَيْكَ خائِفاً مِنْ يَوْم تَجْثُو فيهِ الْخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ، اِلهي جاءَكَ الْعَبْدُ الْخاطِىءُ فَزِعاً مُشْفِقاً وَرَفَعَ اِلَيْكَ طَرْفَهُ حَذِراً راجِياً، وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادِماً، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ما اَرَدْتُ بِمَعْصِيَتي مُخالَفَتَكَ، وَما عَصَيْتُكَ اِذْ عَصَيْتُكَ وَاَنَا بِكَ جاهِلٌ، وَلا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ، وَلا لِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌّ، وَلكِنْ سَوَّلَتْ لي نَفْسي، وَاَعانَتْني عَلى ذلِكَ شَقْوَتي، وَغَرَّني سِتْرُكَ المْرُخْى عَلَيَّ، فَمِنَ الاْنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُني، وَبَحَبْلِ مَنْ اَعْتَصِمُ اِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنّي، فَيا سَوْاَتاهُ غَداً مِنَ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْكَ اِذا قيلَ لِلْمُخِفّينَ جُوزُوا ولِلْمُثْقِلينَ حُطُّوا، اَفَمَعَ الُْمخِفّينَ اَجُوزُ اَمْ مَعَ الْمُثْقِلينَ اَحُطُّ، وَيْلي كُلَّما كَبُرَ سِنّي كَثُرَتْ ذُنُوبي، وَيْلي كُلَّما طالَ عُمْري كَثُرَتْ مَعاصِيّي، فَكَمْ اَتُوبُ وَكَمْ اَعُودُ اَما آنَ لي اَنْ اَسَتَحْيِيَ مِنْ رَبّي، اَللّـهُمَ فَبِحَِقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اِغْفِرَ لي وَارْحَمَني يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ وَخَيْرَ الْغافِرينَ .
ثمّ ابك وضَع وجهك على التّراب وقُل : اِرْحَمْ مَنْ اَساءَ وَاَقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاَعْتَرَفَ، ثمّ ضع خدّك الايمن وقُل : اِنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَاَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، ثمّ ضع خدّك الايسر وقُل : عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفُْ مِنْ عِنْدِكَ يا كَريمُ، ثمّ عُد الى السّجود وقُل اَلْعَفْوَ اَلْعَفْوَ مائة مرّة .
أقول : هذا المسجد من المساجد الشّريفة في الكوفة وينتسب الى زيد بن صوحان وهو من كبار أصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) ويعدّ من الابدال، وقد استشهد في ركابه (عليه السلام) في واقعة الجمل، والدّعاء السّالف هو دعاؤه الذي كان يدعو به في نافلة اللّيل، وبجوار مسجده هذا مسجد أخيه صعصعة بن صوحان وهو ايضاً من أصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) ومن العارفين بحقّه ومن أكابر المؤمنين وقد بلغ في الفصاحة والبلاغة حيث لقّبه امير المؤمنين (عليه السلام) بالخطيب الشحشح، وأثنى عليه بالفصاحة وجودة الخطب كما مدحه بقلّة المؤنة وكثرة المعُونة، وقد حضر صعصعة تشييع جثمانه الشّريف ليلاً من الكوفة الى النّجف ولما لحدّ امير المؤمنين (عليه السلام) وقف صعصعة على القبر وأخذ كفّاً من التّراب فأهاله على رأسه وقال : بأبي أنت وأمّي يا أمير المؤمنين (عليه السلام) هنيئاً لك يا أبا الحسن (عليه السلام) فلقد طاب مولدك، وقوى صبرك، وعظم جهادك، وبلغت ما أمّلت، وربحت تجارتك، ومضيت الى ربّك، ونطق بكثير مثلها وبكى بكاء شديداً وأبكى كلّ من كان معه، وبذلك فقد انعقد في جوف اللّيل مأتم يخطب فيه صعصعة ويحضره الامامان الحسنان (عليهما السلام)ومحمّد بن الحنفيّة وأبو الفضل العبّاس وغيرهم من أبنائه واقاربه، ولما انتهى صعصعة من خطبته عدل الحاضرون الى الامامين الحسن والحسين (عليهما السلام) وغيرهما من أبنائه فعزّوهم في أبيهم (عليه السلام) فعادوا طرّاً الى الكوفة، والخلاصة انّ مسجد صعصعة من المساجد الشّريفة في الكوفة وقد شُوهد فيه الامام الغائب صاحب العصر صلوات الله عليه، شاهده فيه جمع من الاصحاب في شهر رجب يصلّي ركعتين ويدعو بالدّعاء اَللّـهُمَّ يا ذَا الْمِنَنِ السّابِغَةِ وَالاْلاءِ الْوازِعَةِ الدّعاء، وظاهر عمله الشّريف اختصاص الدّعاء بهذا المسجد الشّريف كأدعية مسجد السّهلة ومسجد زيد، ولكن العمل قد كان في شهر رجب وهذا ما أورث احتمال اختصاص الدّعاء بالشّهر لا بالمسجد ولذلك نجد الدّعاء في كتب العلماء مذكوراً أيضاً في خلال أعمال شهر رجب، ونحن أيضاً قد أوردناه هناك فلا نعيده .

وأمّا أعمال مَسجد السَّهلة
فمن المسنون فيه الصّلاة ركعتين بين العشاءين، عن الصّادق (عليه السلام) ما صلاها مكروب ودعا الله الاّ فرّج الله كربته، وعن بعض كتب الزّيارة انّه اذا أردت أن تدخل المسجد فقف على الباب وقُل :
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَمِنَ اللهِ وَاِلَى اللهِ وَما شاءَ اللهُ وَخَيْرُ الاَْسْماءِ للهِ، وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ وَلا حَوْلَ و لا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْني مِنْ عُمّارِ مَساجِدِكَ وَبُيُوتِكَ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ بِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ حَوائِجي، فَاجْعَلْنِي اَللّـهُمَّ بِهِمْ عِنْدَكَ وَجيهاً فِي الدُّنْيا وَالاْخِرةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْ صَلاتي بِهِمْ مَقْبُولَهً، وَذَنْبي بِهِمْ مَغْفُوراً، وَرِزْقي بِهِمْ مَبْسُوطاً، وَدُعائي بِهِمْ مُسْتَجاباً، وَحَوائِجي بِهِمْ مَقْضِيَّةً، وَانْظُرْ اِلَيَّ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ نَظَرْةً رَحيمَةً اَسْتَوْجِبُ بِها الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْهُ عَنّي اَبَداً بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَْبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبي عَلى دينِكَ وَدينِ نَبِيِّكَ وَوَلِيِّكَ، وَلا تُزِغْ قَلْبي بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَني، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً اِنَّكَ اَنْتَ الْوَهّابُ، اَللّـهُمَّ اِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَمَرْضاتَكَ طَلَبْتُ وَثَوابَكَ ابْتَغَيْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، اَللّـهُمَّ فَاَقْبِلْ بِوَجْهِكَ ِالَيِّ، وَاَقْبِلْ بِوَجْهي اِلَيْكَ ثمّ اقرأ آية الكرسي والمعوّذتين وسبّح الله سبع مرّات واحمده سبعاً وهلّل سبعاً وكبّر سبعاً أي كرّر كلّ جملة مِن سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاّ اللهُ و اللهُ اَكْبَرُ سبع مرّات ثمّ قل : اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى ما هَدَيْتَني، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما فَضَّلْتَني، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما شَرَّفْتَني، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ بَلاء حَسَن ابْتَلَيْتَني، اَللّـهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاتي وَدُعائي، وَطَهِّرْ قَلْبي، وَاشْرَحْ لي صَدْري، وَتُبْ عَلَيَّ اِنَّكَ اَنْتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ .
وقال السّيد ابن طاووس اذا أردت أن تمضي الى السّهلة فاجعل ذلك بين المغرب والعشاء الاخرة من ليلة الاربعاء وهو أفضل من غيره من الاوقات فاذا اتيته فصلّ المغرب ونافلتها ثمّ قم فصلّ ركعتين تحيّة المسجد قربةً الى الله تعالى، فاذا فرغت فارفع يدك الى السّماء وقُل : اَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ مُبْدِئُ الْخَلْقِ وَمُعيدُهُمْ، وَاَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ خالِقُ الْخَلْقِ وَرازِقُهُمْ، وَاَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ الْقابِضُ الْباسِطُ، وَاَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ مُدَبِّرُ الاُْمُورِ وَباعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، اَنْتَ وارِثُ الاَْرْضِ وَمَنْ عَلَيْها، اَسْاَلُكَ بِاسْمِكَ الَمخْزُنِ الْمَكْنُونِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ وَاَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ عالِمُ الِسِّر وَاَخْفى، اَسْاَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي اِذا دُعيتَ بِهِ اَجَبْتَ، وَاِذا ِسُئِلْتَ بِهِ اَعْطَيْتَ، وَاَسْاَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ وَبِحَقِّهِمُ الَّذي اَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَقْضِيَ لي حاجَتي السّاعَةَ السّاعَةَ، يا سامِعَ الدُّعاءِ، يا سَيِّداهُ يا مَوْلاهُ يا غِياثاهُ، اَسْاَلُكَ بِكُلِّ اسْم سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ اَوْ اسْتَأثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَنا السّاعَةَ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالاَْبْصارِ، يا سَميعَ الدُّعاءِ .
ثمّ اسجد واخشع وادعُ الله بما تريد ثمّ صلّ في الزّاوية الغربيّة الشّماليّة ركعتين وهي موضع دار ابراهيم الخليل (عليه السلام) حيث كان يذهب منها الى قتال العمالقة، فاذا فرغت من الصّلاة فسبّح ثمّ قُل بعد ذلك : اَللّـهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ الْبُقْعَةِ الشَّريفَةِ، وَبِحَقِّ مِنْ تَعَبَّدَ لَكَ فيها، قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاقْضِها، وَقَدْ اَحْصَيْتَ ذُنُوبي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْها، اَللّـهُمَّ اَحْيِني ما كاَنَتِ الْحَياةُ خَيْراً لي، وَاَمِتْني اِذا كانَتِ الْوَفاةُ خَيْراً لي عَلى مُوالاةِ اَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ اَعْدائِكَ، وَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، ثمّ تصلّي ركعتين في الزّاوية الغربية الاخرى التي هي في سمت القبلة، ثمّ ترفع يديك وتقول : اَللّـهُمَّ اِنّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ، وَطَلَبَ نائِلِكَ، وَرَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَتَقَبَّلْها مِنّي بِاَحْسَنِ قَبُول، وَبَلِّغْني بِرَحْمَتِكَ الْمَأْمُولَ، وَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، ثمّ اهو الى السّجود وضع خدّيك على التّراب ثمّ امض الى الزّاوية الشّرقيّة فصلّ ركعتين وابسط يديك وقُل : اَللّـهُمَّ اِنْ كانَتْ الذُّنُوبُ وَالْخَطايا قَدْ اَخْلَقَتْ وَجْهي عِنْدَكَ فَلَمْ تَرْفَعْ لي اِلَيْكَ صَوْتاً وَلَمْ تَسْتَجِبْ لي دَعْوَةً فَاِنّي اَسْاَلُكَ بِكَ يا اللهُ فاَنَّهُ لَيْسَ مِثْلَكَ اَحَدٌ، وَاَتَوَسِّلُ اِلَيْكَ بِمُحَمَّد وَآلِهِ وَاَسْاَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَنْ تُقْبِلَ اِلَيَّ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَتُقْبِلَ بِوَجْهي اِلَيْكَ وَلا تُخَيِّبْني حَيْنَ اَدْعُوكَ، وَلا تَحْرِمْني حَيْنَ اَرْجُوكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
أقول : نقل عن كتاب غير معروف من كتب الزّيارات انّه ثمّ تمضى الى الزّاوية الشّرقيّة الاخرى وتصلّي هناك ركعتين وتقول : اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِاِسْمِكَ يا اللهُ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ عُمْري آخِرَهُ، وَخَيْرَ اَعْمالي خَواتِيمَها وَخَيْرَ اَيّامي يَوْمَ اَلْقاكَ فيهِ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ، اَللّـهُمَّ تَقَبَّلْ دُعائي وَاسْمَعْ نَجْوايَ يا عَلِيُّ يا عَظيمُ يا قادِرُ يا قاهِرُ يا حَيّاً لا يَمُوتُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي بَيْني وَبَيْنَكَ، وَلا تَفْضَحْني عَلى رُؤوسِ الاَْشْهادِ، وَاحْرُسْني بِعينِكَ الَّتي لا تَنامُ وَارْحَمَني بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، وَصَلَّىَ اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
ثمّ تصلّي في البيت الذي في وسط المسجد ركعتين وتقول : يا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ اِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، يا فَعّالاً لِما يُريدُ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَحُلْ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذينا بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ يا كافي مِنْ كُلِّ شَيْء وَلا يَكْفي مِنْهُ شَيْءٌ، اِكْفِنا الْمُهِمَّ مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، ثمّ ضع جانبي وجهك على التّراب .
أقول : هذه البُقعة الشّريفة تعرف في العصر الحاضر بمقام الامام زين العابدين (عليه السلام) وقال في كتاب المزار القديم انّه يدعى فيها بعد الصّلاة ركعتين بدعاء اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ يا مَنْ لا تَراهُ الْعُيُونَ، الخ والدّعاء قد سلف في أعمال دكّة باب امير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد الكوفة فراجعه هناك ويقرب من هذه البُقعة موضِع يعرف بمقام المهدي (عليه السلام) ومن المناسب فيه زيارته (عليه السلام)، ونقل عن بعض كتب الزّيارات انّه ينبغي أن يزوره الزّائر هنا قائماً على قدميه بهذه الزّيارة سَلامُ اللهِ الكامِلُ التّآمُّ الشّامِلُ الخ وهذه هي الاستغاثة السّالفة في الفصل السّابع من الباب الاوّل من الكتاب نقلاً عن كتاب الكلم الطّيب فلا نعيدها وقد عدّها السيّد ابن طاووس من الزّيارات التي يزار بها في السّرداب المقدّس بعد الصّلاة ركعتين .

 

في فَضل مَسجد السّهلة وأعماله، وأعمال مسجد زيد، ومسجد صعصعة

اعلم انّه ليس في تلك البقاع مسجد يضاهي مسجد السّهلة فضلاً وشرفاً بعد مسجد الكوفة وهو بيت ادريس (عليه السلام)وابراهيم (عليه السلام) ومنزل خضر (عليه السلام) ومسكنه، وعن أبي بصير عن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال : قال لي : يا أبا محمّد كأنّي أرى نزول القائم صلوات الله عليه في مسجد السّهلة بأهله وعياله ويكون منزله، وما بعث الله نبيّاً الاّ وقد صلّى فيه والمقيم فيه كالمقيم في فُسطاط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما من مؤمن ولا مؤمنة الاّ وقلبه يحنّ اليه وفيه صخرة فيها صورة كلّ نبيّ، وما صلّى فيه أحد فدعا الله بنيّه صادقة الاّ صرفه الله بقضاء حاجته، وما مِن أحد استجاره الاّ أجاره الله ممّا يخاف منه، قلت : هذا لهو الفضل ، قال : نزيدك ؟ قلت : نعم ، قال : هو من البقاع التّي أحبّ الله أن يدعى فيها وما من يوم ولا ليلة الاّ والملائكة تزُور هذا المسجد يعبدون الله فيه، أما انّي لو كنت بالقرب منكم ما صلّيت صلاة الاّ فيه، يا أبا محمّد ما لم أصف اكثر ، قلت : جعلت فداك لا يزال القائم (عليه السلام) فيه أبداً ؟ قال : نعم .. الخ .

الأدعية والزيارات الصوتية

loading...

أدعية فلاشية

loading...

شرح الأدعية

loading...