طباعة

دعاؤه عليه السّلام في يوم المبعث

دعاؤه عليه السّلام في يوم المبعث

يا مَنْ اَمَرَ بِالْعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ، وَضَمِنَ عَلى نَفْسِهِ الْعَفْوَ وَالتَّجاوُزَ، يا مَنْ عَفا وَتَجاوَزَ يا كَريمُ، اَللّهُمَّ وَقَد اَكْدَى(40) الطَّلَبُ، وَاَعْيَتِ الْحيلَةُ وَالْمَذْهَبُ، وَدَرَسَتِ الآمالُ، وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ اِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ.
اَللّهُمَّ اِنّي اَجِدُ سُبُلَ الْمَطالِبِ اِلَيْكَ مُشْرَعةً(41)، وَمَناهِلَ(42) الرَّجاءِ لَدَيْكَ مُتْرَعَةً(43)، وَاَبْوابَ الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَةً، والاْسْتعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانِ بِكَ مُباحَةً، وَاَعْلَمُ اَنَّكَ لِداعيكَ بِمَوضِعِ اِجابَةٍ، وَلِلصّارِخِ اِلَيْكَ بِمَرْصَدِ اِغاثَةٍ، وَاَنَّ فِي اللَّهْفِ اِلى جُودِكَ وَالضَّمانِ بِعِدَتِكَ عِوَضاً عَنْ مَنْعِ الْباخلين، وَمَنْدُوحَةً(44) عَمّا في اَيْدي الْمُسْتَأْثِرينَ، وَاَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ اِلاّ اَنْ تَحْجُبَهُمُ الاَعْمالُ دُونَكَ.
وَقَدْ عَلِمتُ اَنَّ اَفْضَلَ زادِ الرّاحِلِ اِلَيْكَ عَزْمُ اِرادَةٍ، وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الاْرادَةِ قَلْبي، وَأَسْألُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعاكَ بِها راجٍ بَلَّغْتَهُ اَمَلَهُ، اَوْ صارِخٌ اِلَيْكَ اَغَثْتَ صَرْخَتَهُ، أَوْ مَلْهُوفٌ مَكْرُوبٌ فَرَّجْتَ عَنْ قَلْبِهِ، اَوْ مُذْنِبٌ خاطِئٌ غَفَرْتَ لَهُ، أَوْ مُعافىً اَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ، اَوْ فَقيرٌ اَذْهَبْتَ غِناكَ اِلَيْهِ، وَلِتِلْكَ الدَّعْوَةِ عَلَيْكَ حَقٌّ وَعِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ، اِلاّ صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَقَضَيْتَ حَوائِجَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ.
وَهذا رَجَبٌ الْمُكَرَّمُ الَّذي أَكْرَمْتَنا بِهِ اَوَّلُ اَشْهُرِ الْحُرُمِ، اَكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، يا ذَا الْجُودِ وَالْكَرَمِ، فَنَسْأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الاَعْظَمِ الاَعْظَمِ، الاَجَلِّ الاَكْرَمِ، الَّذي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ في ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ اِلى غَيْرِكَ، اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَاَهْلِ بَيْتِه الطّاهِرينَ، وَتَجْعَلَنا مِنَ الْعامِلينَ فيهِ بِطاعَتِكَ، وَالآمِلينَ فيهِ لاِجابَتِك.
اَللّهُمَّ وَاهْدِنا اَلى سَواءِ السَّبيلِ، وَاجْعَلْ مَقيَلنا(45) عِنْدَكَ خَيْرَ مَقيلٍ، في ظِلٍّ ظَليلٍ، فَاِنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَكيلُ، وَالسَّلامُ عَلى عِبادِهِ الْمُصْطَفَيْنَ وَصَلَواتُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ.
اَللّهُمَّ وَبارِكَ لَنا في يَوْمِنا هذَا الَّذي فَضَّلْتَهُ، وَبِكَرامَتِكَ جَلَّلْتَهُ، وَبِالْمَنْزِلِ الْعَظيمِ مِنْكَ اَنْزَلْتَهُ، وَصَلِّ عَلى مَنْ فيهِ اِلى عِبادِكَ اَرْسَلْتَهُ، وَبِالْمَحَلِّ الْكَريمِ أَحْلَلْتَهُ.
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً دائِمَةً، تَكُونُ لَكَ شُكْراً وَلَنا ذُخْراً، وَاجْعَلْ لَنا مِنْ أمْرِنا يُسْراً، وَاخْتِمْ لَنا بِالسَّعادَةِ اِلى مُنْتَهى آجالِنا، وَقَدْ قَبِلْتَ الْيَسيرَ مِنْ اَعْمالِنا، وَبَلِّغْنا بِرَحْمَتِكَ أَفْضَلَ آمالِنا، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.