طباعة

النقطة الأولى: تأمين الموالاة بمعناها الصحيح

 بمعنى أن يشتمل المنتظِر الحقيقي على معرفة عملية بإمام زمانه (عليه السلام)، والتي تعني تولّيه عملياً والتبرّي من أعدائه كذلك، وقد عبَّرت الأحاديث عن هذا المعنى بعدَّة تعبيرات، كالاقتداء بالإمام (عليه السلام)، ومعرفة الأمر، وقد رتَّبت عليه ثمرات عملية، كالصبر على الغيبة وطولها، وضبط النفس بالتسليم لأمر الله تعالى، طالت الغيبة أو قصرت.
عن سدير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتدٍ به قبل قيامه، يأتمّ به وبأئمَّة الهدى من قبله، ويبرء إلى الله (عزَّ وجلَّ) من عدوّهم، أُولئك رفقائي وأكرم أُمَّتي عليَّ»(٢٧٣).
عن عبد الله بن عجلان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «من عرف هذا الأمر ثمّ مات قبل أن يقوم القائم (عليه السلام) كان له مثل أجر من قُتِلَ معه»(٢٧٤).
عن الفضيل بن يسار، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ﴾ [الإسراء: ٧١]، فقال: «يا فضيل، اعرف إمامك، فإنَّك إذا عرفت إمامك لم يضرّك تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر، ومن عرف إمامه ثمّ مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعداً في عسكره، لا، بل بمنزلة من قعد تحت لوائه»(٢٧٥).
***************
(٢٧٣) كمال الدين: ٢٨٦ و٢٨٧/ باب ٢٥/ ح ٣.
(٢٧٤) الغيبة للطوسي: ٤٦٠/ ح ٤٧٤.
(٢٧٥) الكافي ١: ٣٧١/ باب أنَّه من عرف إمامه لم يضرّه تقدَّم هذا الأمر أو تأخَّر/ ح ٢.