طباعة

المدّعون للنبوّة يطّلعون على المغيبات

وقال ابن تيميّة:>قد ادعى جماعة من الكذّابين النبوة وأتوا بخوارق من جنس خوارق الكهّان والسحرة:... وهذا الأسود العنسي الذي ادعى النبوة باليمن في حياة النبي(صلى الله عليه وآله) واستولى على اليمن وكان معه شيطان سحيق ومحيق، وكان يخبره بأشياء غائبة.<.
إلى أن قال:>وكذلك الحارث الدمشقي ومكحول الحلبي وبابا الرومي لعنة اللّه عليهم، وغير هؤلاء كانت معهم شياطين كما هي مع السحرة والكهّان(1).
وقال أيضاً:>وكذلك مسيلمة الكذّاب كان معه من الشياطين من يخبره بالمغيّبات ويعينه على بعض الأمور، وأمثال هؤلاء كثيرون مثل الحارث الدمشقي الذي خرج بالشام زمن عبد الملك بن مروان وادعى النبوة، وكانت الشياطين تخرج رجليه من القيد وتمنع السلاح أن ينفذ فيه، وتسبح الرخامة إذا مسحها بيده، وكان يرى الناس رجالاً وركباناً على خيل في الهواء، ويقول: هي الملائكة، وإنما كانوا جنّاً ولما أمسكه المسلمون ليقتلوه طعنه الطاعن بالرمح فلم ينفذ فيه، فقال له عبد الملك: إنك لم تسم اللّه فسمى الله فطعنه فقتله< (2).
وقال أيضاً:>ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الإخبار بالأمور الغائبة(3).

____________
(1) كتاب النبوات، ص 114، عن المكتبة الشاملة، ص 155 ص156، ط، دار القلم ـ بيروت.
(2) أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ص 129.
(3) مجموع فتاوى ابن تيميّة، ج 13 ص 82.