طباعة

ويمكن أن نوضح هذا الأمر كما يلي

إن الأحكام الشرعية فيما يرتبط بالتعامل مع الناس إنما تجري وفقاً للظواهر العادية. وعلى الإمام والنبي أن يعامل الناس وفقاً لهذه الظواهر، لا طبقاً لما عرَّفه الله إياه عن طريق جبرئيل، أو عن طريق الرؤيا الصادقة.
أما بالنسبة لتعامل الأنبياء والأوصياء فيما بينهم، فإنما هو على أساس الواقع، لا الظاهر، كما دلت عليه قصة ذبح إسماعيل على نبينا وآله و وعليهم السلام، وقوله: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} وكما دلت عليه الروايات التي تؤكد أن الإمام يعرف المال المحرم واقعاً فيجتنبه.
كما أنهم لا يعاملون الناس طبقاً لما يعرفونه من خلال مقام النبوة الشاهدة، فإن النبي (صلى الله عليه وآله) له مقام الشهادة على الخلق: {إنا أرسلناك شاهداً}.
وإنما يعاملونهم حسب ما يصل إليهم بالطرق العادية المتوفرة لسائر المكلفين، حتى لو علموا - من خلال شاهديتهم - بأن الواقع على خلافها..