طباعة

ما ذكره الصفدي

الثامن والعشرون: الصفدي (ت764 هـ) فماذا عنده؟وليعلم مسبقاً انّه نسج على نول الذهبي، وطرّزه بما يلي:
النص الأول: قال في ترجمة إبراهيم بن سيّار النظام من شيوخ المعتزلة(1): ومنها ميله إلى الرفض ووقوعه في أكابر الصحابة، وقال: نص النبي(صلى الله عليه وآله) على أنّ الإمام عليّ وعيّنه، وعرفت الصحابة ذلك، ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر.
حسب القائل أن يقول: صدق النظام في دعوى النص، ويوم الغدير شاهد على الملأ الإسلامي يومئذٍ، وقد سلّم الشيخان على الإمام كما مرّ بإمرة المؤمنين(2).
النص الثاني: قال في نفس الصفحة: وقال: إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسّن من بطنها.
وهذا أيضاً ثابت، وقد مرّت أسماء من قال بأنّه سقط ذلك اليوم، فكان النظام واحداً منهم.
النص الثالث: قال في نفس الصفحة: ووقع في جميع الصحابة فيما حكموا فيه بالاجتهاد، فقال: لا يخلو إمّا أن جهلوا فلا يحلّ لهم، أو أنهم أرادوا أن يكونوا أرباب مذاهب فهو نفاق، وعنده الجاهل بأحكام الدين كافر، والمنافق فاسق أو كافر، وكلاهما يوجب الخلود في النار.
ما ذنب النظام إذا قرأ عن أبي بكر وعمر وغيرهما من الفتاوى التي تخالف النص، ولا اجتهاد في مقابل النص، وحسب القارئ مراجعة كتاب الغدير للشيخ الأميني;(3)، وكتاب النصّ والاجتهاد للسيد شرف الدين;.
النص الرابع: قال(4) في ترجمة الشاه بوري الواعظ البلخي، وقد ذكر إطراءه عن ابن النجار ومنه: وروى عنه شيخه السلفي، وكان يعظمه ويجلّه ويعجب بكلامه... وكان يميل إلى الرفض... وكان يدسّ سبّ الصحابة في كلامه, مثل قوله: قال علي يوماً لفاطمة وهي تبكي: لم تبكين؟ أأُخذت منكِ فَدَك؟ أفعلتُ كذا؟ أفعلتُ كذا؟


__________
1 - الوافي بالوفيات للصفدي 6: 17.
2- قال المناوي في فيض القدير 6: 218 ط 1 سنة 1357 مطبعة مصطفى محمد نقلاً عن ابن حجر في ذكر حديث الغدير: (ولما سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا _ فيما أخرجه الدارقطني عن سعد ابن أبي وقاص _ أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة.
3- الغدير: ج6، و7، وما بعدهما.
4- الصفدي 3: 243.