طباعة

( أحمد السنان . السعودية . 25 سنة . خرّيج متوسطة ) القاصرين منهم قد يدخلون الجنّة

السؤال : هل يدخل الجنّة من مات مسلماً وليس موالياً لأهل البيت ؟
الجواب : قال تعالى : { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (1) .
وقال تعالى : { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (2) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " وستفترق أُمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النار إلاّ واحدة " (3) ، فالنبيّ (صلى الله عليه وآله) أثبت الافتراق ، وبيّن دخول واستحقاق الجنّة لفرقة واحدة ، وأثبت النار لباقي الفرق ، وإن سمّاها أُمّتي ، أي أنّه أثبت الإسلام للفرق الأُخرى غير الناجية في الدنيا ، وأثبت دخولها النار في الآخرة فلا منافاة .
وسؤالكم يقع في هذا التفصيل ، فإنّ المخالف لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وغير المعتقد بولاية علي (عليه السلام) إنّما هو قد أنكر أمراً إلهيّاً ونبويّاً فاستحقّ النار بذلك ، مع ثبوت إسلامه الظاهري ، كما هو حال المنافقين ، فقد كان باطنهم واستحقاقهم شيئاً ، وظاهرهم والتعامل معهم كمسلمين شيء آخر .
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ المخالف للحقّ يقسّم إلى قاصر ومقصّر ، فالقاصر الذي بذل وسعه ولم يعرف الحقّ فيتبعه ، أو كان غير مؤهّل لإدراك الحقّ ، فهذا يوكل أمره إلى الله ، وأمّا المقصّر فالكلام المتقدّم كلّه معه .
قال بعض علمائنا (قدس سره) : مع أنّ الأخبار متظافرة بعدم صحّة أعمال من لم يكن من أهل الولاية ، من جملتها ما رواه الصدوق (قدس سره) بإسناده إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) : " لو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوح في قومه ، ألف سنة إلاّ خمسين عاماً ، يصوم النهار ، ويقوم الليل بين الركن والمقام ، ثمّ لقى الله عزّ وجلّ بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئاً " (4) .


____________
1- الأنعام : 153 .
2- البقرة : 85 .
3- سنن الدارمي 2 / 241 ، سنن ابن ماجة 2 / 1322 ، سنن أبي داود 2 / 390 ، الجامع الكبير 4 / 135 ، المستدرك 1 / 128 ، المعجم الكبير 8 / 273 .
4- روض الجنان : 357 .