طباعة

إن الله عوض الحسين (عليه السلام) باستشهاده بثلاث

قال : إن تربة مكة التي لم تزل منذ نزول آدم (عليه السلام) إلى أرض مكة ، وأرض المدينة المنورة التي تحتضن جسد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) تكونان في المنزلة دون منزلة كربلاء ؟! قال : هذا أمر غريب ، وهل الحسين بن علي

(عليه السلام) أفضل من جده الرسول (صلى الله عليه وآله) ؟
قلت : كلا إن عظمة الحسين (عليه السلام) من عظمة الرسول (صلى الله عليه وآله) وشرف الحسين من شرف الرسول ، ومكانة الحسين عند الله تعالى إنما هي لأجل أنه إمام سار على دين جده الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى استشهد في ذلك ، لا .. ليست منزلة الحسين إلا جزءاً من منزلة الرسول ، ولكن حيث إن الحسين (عليه السلام) قتل هو وأهل بيته وأنصاره في سبيل إقامة الإسلام وإرساء قواعده ، وحفظها عن تلاعب متبعي الشهوات
عوَّضه الله تعالى باستشهاده ثلاثة أمور :
الأوّل : استجابة الدعاء تحت قبته .
الثاني : الأئمة(عليهم السلام) من ذريته .
الثالث : الشفاء في تربته(1) .
فعظم الله تعالى تربته لأنه قتل في سبيل الله أفجع قتلة ، وقُتل معه أولاده وإخوته وأصحابه وسبي حريمه ، وغير ذلك من المصائب التي نزلت به من أجل الدين، فهل في ذلك مانع ؟ أم هل في تفضيل تربة كربلاء على سائر بقاع الأرض حتى على أرض المدينة معناه أن الحسين (عليه السلام) أفضل من جده الرسول(صلى الله عليه وآله)بل الأمر بالعكس فتعظيم تربة الحسين تعظيم للحسين ، وتعظيم الحسين (عليه السلام) ، تعظيم لله ولجده رسول الله (عليه السلام) .




____________
1- فقد روي عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر ، وجعفر بن محمد (عليهما السلام) يقولان : إن الله تعالى عوض الحسين (عليه السلام) من قتله أن جعل الإمامة في ذرّيّته ، والشفاء في تربته ، وإجابة الدعاء عند قبره ، ولا تُعدُّ أيام زائريه جائياً وراجعاً من عمره ... الحديث راجع : بحار الأنوار للمجلسي : 44/221 ح 1 .