طباعة

مناظرة هشام آل قطيط مع الشيخ عبد الأمير الهويدي وغيره وبحثه عن الحقيقة وأشياء يسمعها لأوَّل مرة

قال الشيخ هشام آل قطيط تحت عنوان ( لقاء الصدقة ) : كنت أبحث عن بعض المصادر في مدينة بيروت التي تخصُّ بحثي عن الحقيقة ... وإذا بشيخ موجود في دار النشر ، فدفعني الفضول لأتعرَّف عليه ، فقال لي : أنا الشيخ عبد الأمير الهويدي من العراق ، وسألني : من أين أنت ؟
فأجبته : من سوريا .
فسألني : ماذا تعمل هنا ؟
فأجبته بكل صراحة : لقد أعارني أحد الشباب الشيعة كتاب المراجعات ، ومن هنا كانت بداية البحث والتساؤل والحيرة .
فقال لي : لماذا تتعب نفسك ؟ 1 + 1 = 2 ، أسألك سؤال : هل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وصَّى أم لم يوصِّ ؟
فقلت له : ماذا تقصد ؟
قال : أقصد خلافنا كله قائم على الخلافة من بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، إذا وصَّى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فالخلافة لعلي (عليه السلام) ، وإذا لم يوصِّ فالرسول فيه نقص ، وكلامه مخالف للقرآن .
فقلت له : حاشا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يخالف القرآن .
قال لي : أنت متأكِّد أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يخالف القرآن ؟
فقلت له : نعم ، أنا متأكِّد .
فقال : إذن : {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ}(1) لا يعقل أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يموت بلا وصيَّة ويخالف القرآن ، والقرآن يقول : {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}(2) .
وبعدها قال لصاحب دار النشر : أعطيه كتاب الإمام الصادق (عليه السلام) والمذاهب الأربعة(3) هديَّة ، وأنا أحاسبك به ، واقرأ في الجزء الثاني رسالة للجاحظ ، تأمَّل بها وتدبَّر فسوف تعرف الحقيقة ، وأنا مشغول ، أريد الذهاب ، في أمان الله .
فقلت له : أين أراك ؟
فقال لي : سجِّل رقم هاتفي في دمشق ، فسجَّلته ، وقلت له : في أمان الله .. وخرجت من الدار ذاهباً لزيارة صديق لي ، وبعد أن أنهيت الزيارة رجعت مبكِّراً لقراءة هذه الرسالة التي أشار إليها الشيخ الهويدي ، وهذه هي الرسالة .






____________
1- سورة البقرة ، الآية : 180 .
2- سورة الحشر ، الآية : 7 .
3- وهو لمؤلِّفه المرحوم المحقِّق الأستاذ الشيخ أسد حيدر النجفي .