طباعة

النّبّي (صلى الله عليه وآله وسلم) يكشف عورته!


أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة، باب كراهية التعرّي في الصّلاة، وكذلك أخرج مسلم في كتاب الحيض، باب الاعتناء بحفظ العورة:
عن جابر بن عبد الله: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان ينقُل معهم الحجارة للكعبة، وعليه إزارهُ، فقال له العبّاس عمّه: يا بن أخي، لو حللتَ إزارَكَ فجعلتَهُ على منكبيك دونَ الحجارةِ، قالَ: فَحَلَّهُ فجعله على منكبيهِ، فسقطَ مغْشِيّاً عليه، فَمَا رُئيَ بعد ذلكَ عرياناً (صلى الله عليه وآله وسلم).
أُنظر أيها القارئ إلى الاتّهامات المزوّرة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي جعل الحياء من دعائم الإيمان، والذي كان أشدّ حياءً من العذراء في خدرها!! ولم يكتفوا برواية الابتذال وكشف فخذيه أمام أصحابه، حتّى اتّهموه بكشف عورته بهذه الرّواية الموضوعة، فهل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندهم أبله إلى هذه الدرجة، فيسمع إلى كلام عمّه ويكشف عن سوأته أمام الناس؟!
استغفر الله العظيم من أقوال الشياطين الأبالسة الذين يتقوّلون على الله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، هذا الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي لم يرَ أزواجه وأقرب الناس إليه عورتَه، والذي يبيحُ الشرع له أن يكشف عورته لهن، ومع ذلك فإنّ أُمّ المؤمنين عائشة تقول: "ما نظرتُ وما رَأيتُ فرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قطٌّ"(1).
فإذا كان هذا فعله مع زوجاته اللاتي كنّ يغتسلن معه في إناء واحد، فيستر عورته عنهن، وما رأينه عرياناً أبداً، فكيف مع أصحابه والنّاس عامّة؟!
نعم، كلّ ذلك من وضع خنافس الأمويين الذين كانوا لا يتورّعون عن أيّ شيء، وإذا كان الخليفة منهم ـ وهو أمير المؤمنين ـ يطربُ لقول شاعر من الشعراء الذي ينشده قصيدة في الغزل، فيقوم إليه ويكشف عورته ويقبّل قضيبه!! فلا غرابة بعدها أن يكشفوا عورة النبىّ، وقد تفشّى منهم هذا المرض النفسي، وأصبح اليوم أمراً عاديّاً عند بعض المستهترين الذين لا يقيمون وزناً للأخلاق والحياء، فأصبح هناك نوادي ومجاميع لِلْعُرَاة في كلّ مكان، يجمع النساء والرجال تحت شعار: (ربَّنا هَا نحنُ كما خلقتنَا).

____________
1- سنن ابن ماجه 1: 217 ح662، مسند أحمد 6: 19، المصنف لابن أبي شيبة 1: 129.