طباعة

ذلكم الإمام الحسين (عليه السلام)

قبل أن ندخل في رحاب معرفة فضائل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) يجدر بنا أن نتعرف على شخصيته ونهجه ومنهجه ؛ فيا تُرى هل عرفنا الإمام الحسين حق معرفته ؟
لاشك أن كل مسلم يعرف الإمام الحسين (عليه السلام) بنسبة أو أُخرى ، وقد تتضاعف تلك المعرفة عند المحبين والموالين له . ومهما تعاظمت تلك المعرفة إلا أنها تبقى على ضفاف شاطئ الحسين الوسيع والعميق ، وبذلك نجد أنفسنا نحبو على عتبة شخصيته . فهو سليل النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومعين العلم ، ومنهل الحكمة . المعصوم من الزلل ، المأمون من الفتن ، المطهّر من الدنس ... فكيف يتسنى لنا أن نصف حسن ثنائه ، وأن نحصي جميل بلائه ؟ لذا باتت معرفة الإمام الحسين أكثر شموخاً وأعلى منزلة ، ولأجل أن نرقى إليها وأن نعرج في آفاقها ينبغي أن نوفر في أنفسنا مؤهلات المعرفة .
ولتحقيق ذلك لا مناص لنا من مراجعة كتب التفسير والحديث والتاريخ وغيرها ... لنقف على بعض معالمه . ولسنا بصدد تدوين تفاصيل كل ذلك ، لأنه يحتاج الى تأليف مجلدات ومجلدات ، ولكن هذا لا يمنعنا من أن نذكر ولو بعض معالم شخصيته . وخير من بَيَّن ذلك بعمق واختصار هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) .
فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً . حسين سبط من الأسباط )) (1) .
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( الحسن والحسين ؛ من أحبهما أحببته ، ومن أحببته أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم . ومن أبغضهما وبغى عليهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار وله عذاب مقيم )) (2) .
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي وفاطمة والحسن والحسين : (( أنا سلم لمن سالمكم ، وحرب لمن حاربكم )) (3) .
وقال الحسين بن علي (عليهما السلام) : (( دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده أُبيّ بن كعب ، فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : مرحباً بك يا أبا عبدالله ، يا زين السماوات والأرض . قال له أُبيّ : وكيف يكون يارسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك ؟! فقال : يا أُبيّ ، والذي بعثني بالحق نبياً إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض ، وإنه لمكتوب عن يمين عرش الله : مصباح هدى وسفينة نجاة )) (4) .
وروي عن حذيفة قال : أتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فصليت معه المغرب ، فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل ، فتبعته ، فسمع صوتي فقال : (( من هذا ، حذيفة ؟ قلت : نعم .
قال : إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة ، استأذن ربه أن يسلّم عليّ ويبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )) (5) .
وهكذا تترى الأحاديث النبوية الشريفة في بيان عظمة شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) وعلو شأنه ورفعة منزلته . وحتى لا نسترسل مع هذه الأحاديث رغم جمالها وجلالها نوجز الحديث في جملة موارد أساسية في خصوص معرفة الإمام (عليه السلام) .
************************************
1- ذخائر العقبى ، الشيخ محب الدين الطبري / 133 .
2- نظم درر السمطين ، الشيخ الزرندي الحنفي / 210 .
3- سنن ابن ماجه ، الشيخ محمد بن يزيد القزويني1 / 51 .
4- بحار الأنوار ، الشيخ محمد باقر المجلسي 91 / 184 .
5- ذخائر العقبى ، الشيخ محب الدين الطبري / 129 .