أنه إنسانٌ خطير !
في مقابلة مع تلفزيون الجمهورية الاسلامية بمناسبة الذكرى ( 38 ) لاستشهاد المجاهد الكبير السيد مجتبى نوّاب الصفوي ، قال احد زملائه في حركة فدائيي الاسلام : انه اشترك في مؤتمر الأردن حول القضية الفلسطينية ، و التقى السيد في المؤتمر بالملك حسين و قال له : انني اكره الملوك ، و لكنك سيّد ! و في هذا المؤتمر أقرّ المجتمعون بأن القضية الفلسطينية عربية قومية !
فقام السيد نوّاب الصفوي و صلّى لله ركعتين ، و وقف بعمامته و هو يفرض هيبته على الحاضرين خلف المنصة هاتفاً : « ان كنتم تتكلمون عن القومية العربية ، فأنا ابن خير نبي و هو عربي ! و لكن العرب لم يكونوا على شيء لولا دين النبي محمد ، فالاسلام هو الذي انقذ العرب من حضيض الجاهلية و جعل لهم قيمة في التاريخ ، و العرب من دون الاسلام يعني من دون قيمة » . و لقد اعجبتْ السيد قطب كلمة السيد نوّاب ايّما اعجاب !
يقال : لما بلغ قول السيد عبر الاعلام الى ( بن غريون ـ الصهيوني ) قال : انه يريد ان يعيد الاسلام ، فهو انسان خطير !
و حينما حكمت عليه محكمة الشاه في ايران بالإعدام رمياً بالرصاص ، خرج من قفص الاتهام فوقع على الارض ساجداً ! سأله القاضي : أتسجد و انت في هذا الوضع ؟ !
قال السيد نوّاب : لقد كانت الشهادة في سبيل الله امنيتي التي طلبتها من الله و دعوت لنيلها فترة بعيدة ، و اليوم اشكر الله تعالى على استجابة طلبتي و دعائي . هذا و قد رفض أن تصمد عيناه حين إطلاِ رصاصة الإعدام قائلا اريد ان انظر الى تلك الرصاصة التي تخرج من فوهة البندقية و تخترِ صدري ، و قد نفّذوا طلبه هذا ، و لما اطلقوا عليه نادى « الله اكبر » و هكذا ختم هذا العظيم المجاهد حياته البطولية بالشهادة و الكرامة من الله تعالى سنة ( 1334 هـ ) فسلام عليه يوم وُلِد و يوم استُشهِد و يوم يُبعث حياً .