الخطيب البارع الشهير الحافظ سيف الله
الحنفي الباكستاني
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة عام 1370 هـ على أثر مطالعات عميقة في فضائل ومناقب الأئمة من أهل البيت(عليهم السلام) أسفرت له عن الحق فرأى من يهدي إلى ) الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ(([1]) فآمن بامامتهم ودان بوجوب طاعتهم، فدخل في زمرة شيعتهم وأوليائهم وانحرف عن ظالميهم وبرأ من أعدائهم، فاصبح من خطباء الشيعة الأعلام، المشار اليهم بالبنان.
اجتمعت به في مدينة سيالكوت، الباكستان عام 1383 هـ واستمعت إلى حديثه، فأعجبني إيمانه، وهديه وبيانه، فألفيته عالماً جليلا وخطيباً بارعاً نبيلا، ومحقّقاً وحافظاً ومدققاً، يتحلّى باخلاق فاضلة، ويتمتّع بايمان نزيه من كلّ ما يشين.
بيته بيت علم وفضل وفتوى، وكل أهله عن طريقة أهل البيت(عليهم السلام) ناكبون، وبأعدائهم ومخالفيهم مقتدون، ولم يهتدِ منهم إلى الدين القويم والصراط المستقيم سوى خطيبنا هذا الجليل، وشقيقه طلحة([2]).
ينتمي خطيبنا الحافظ الى اُسرة تعرف بـ (أرائين) أصلها من فارس، نزحت عنها إلى الهند مع محمد بن القاسم فاتح السند في زمن الحجّاج بن يوسف الثقفي.
تسلّمت منه كتاباً مؤرخاً 7/1/1383 هـ قبل اجتماعي به، أرسله إلي من (نو شهره وركان) التابعة لگجرانواله من مدن الباكستان الغربية يقول فيه:
كنت قبل التشيّع حنفيّاً من مقلِّدي النعمان بن ثابت([3]) في الفروع، وفي الأصول سنيّاً متشدّداً، متأثّراً بابن تيمية([4]) وامثاله، وكان إعتقادي انّ كلّ من أنكر خلافة الشيخين فهو كافر، وإن كان موحّداً، ولهذا كنت اُكفّر فرق الشيعة كلّها، وعلى هذا المذهب وجدت آبائي واساتذتي.
ولم اكن أعلم بأسماء إئمة أهل البيت(عليهم السلام) كلهم، ولا أعرف من فضائلهم مع انّي من علماء أهل السنّة، وخطبائهم وائمة الجمعة والجماعة فيهم.
الأسباب الباعثة لي على إعتناق مذهب الشيعة الإماميّة: كنت خطيباً لأهل السنّة([5]) وإماماً في مسجدهم في بلدة (نوشهره وركان) وكنت اُبيّن فضائل الثلاثة([6]) في خطبة كلّ جمعة، واُخالف الشيعة في عقائدهم وأعمالهم حتى أهلَّ شهر محرّم الحرام([7])، رأيت بعض أهل السنّة يذهبون إلى مجالس الشيعة لسماع فضائل آل محمد(عليهم السلام) ومصائبهم، فقلت في نفسي: إنّ علماء أهل السنّة لا يبيّنون فضائل آل محمد(عليهم السلام) ومصائبهم والمسلمون بجميع فِرقهم يشتاقون إلى سماع فضائلهم ومصائبهم، ويذهبون إلى مجالس وعظ الشيعة فيتأثرون من بياناتهم ووعظهم، فلهذا الوجه يدخلون في جماعة الشيعة.
فأردت أن أبيّن أنا أيضاً في خطبة الجمعة فضائل آل الرسول(عليهم السلام) ومصائبهم لكيلا يذهب أهل السنّة إلى مجالس الشيعة، فأعلنت في خطبة الجمعة: أنّ سماع مجالس الشيعة حرام لا يجوز لنا، فعليكم أن لا تذهبوا إليها، وإن اردتم سماع فضائل آل الرسول(عليهم السلام) ومصائبهم فها أنا حاضر اُبيّنها في خطب الجمعة، وكل ذلك موجود في كتبنا أهل السنّة.
فشرعت في الأمر، فكنت اُبيّن في كلّ جمعة فضائل أهل بيت النبوّة الموجودة في كتب أهل السنّة، ولمّا شرعت في ذلك الأمر رأيت أنّ فضائل أهل البيت لا تعدّ ولا تحصى، وأنّ أحاديث الفضائل أكثر حدّاً بهذا الوجه، وصرت افكّر في كلّ واحدة منها، فدخل في قلبي بعد شهرين حبّ آل محمد(عليهم السلام).
فقلت في نفسي: ايّها المجنون أنت تمنع الناس من سماع مجالس الشيعة، وليس جرمهم إلاّ انـّهم يقولون: إنّ آل محمد هم الأفضلون في كلّ زمان،
ومنهم الحجّة في كلّ عصر، وهم الأعلمون بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وكلّ من يخالفهم فهو ظالم، والحال أنّ عقائدهم كلّها حق لا ريب فيها، لأنّ أحاديث الرسول المرويّة في كتب أهل السنّة تؤيد عقائدهم. ففكرت في حديث الثقلين([8]) وحديث
السفينة([9]) وحديث المنزلة([10]) وحديث مدينة العلم([11]) وهكذا في الأحاديث الكثيرة، فأيقنت أنّ أهل البيت هم الأئمـّة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وهم الحجج في اُمّته، وهم الأفضلون في كلّ فضيلة، فأعلنت ذلك في خطبة الجمعة وقلت:
أيّها الناس، إنّ آل الرسول(عليهم السلام) هم الأفضلون من الثلاثة([12]) وأهل البيت في المسائل الاختلافية على الحق، لأن الرسول(صلى الله عليه وآله) قال: «عليّ مع الحق والحق مع عليّ»([13]) وقال: «اللّهم أدر الحق معه حيث دار»([14]).
فلمّا فرغت من صلوة الجمعة سمعت بعض الناس يقول: «إنّ خطيبنا وإمامنا سيف الله قد تشيّع. فقلت لهم: حبّ أهل البيت واجب على كلّ مسلم...
أردت أن لا يذهب الناس إلى مجالس الشيعة، لكن ببركة بيان فضائل آل الرسول إنّا الآن في زمرتهم.
ولمّا ايقنت أنّ أهل بيت النبوة هم الأفضلون حقيقة لا ريب فيها، صرت افكّر لماذا اخّرهم الناس في كلّ أمر، بل خالفوهم...
ثمّ فكّرت في مسألة الخلافة وفدك وغيرهما، وطالعت التواريخ والأحاديث علمت بعد المطالعات الكثيرة أنّ أهل البيت هم على الحق في كلّ أمر([15]) وكلّ من يخالفهم ليس رجل ديني، بل تلبّس بالدين لمخالفتهم، ولمّا رأيت انّ بضعة رسول الله(صلى الله عليه وآله)([16]) ذهبت وسألت حقّها لم يعطوها شيئاً، بل شكّوا في صدقها وشاهديها، ولكن هي قامت على دعواها مدّة حياتها، بل غضبت على مخالفيها أشدّ الغضب([17]) فقلت في نفسي: إن لم يذهب الدين بتكذيب فاطمة الزهراء واقربائها فلا يذهب بتكذيب ابن أبي قُحافة وأحبّاءه.
قال الأستاذ العقّاد: لمّا أجمع أبو بكر على منع فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)
ـ فدك ـ وبلغ فاطمة، لاثت خمارها على رأسها واقبلت في لمّة من حفدتها، تطأ ذيولها، ما تخرم من مشية رسول الله(صلى الله عليه وآله) شيئاً حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، فنيطت دونها ملاءة، ثمّ أ نّت أنـّةً أجهش القوم لها بالبكاء، وأرتجّ المجلس، فأمهلت حتى سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم فافتتحت الكلام بحمد الله، والصّلوة على رسول الله(صلى الله عليه وآله) فعاد القوم في بكاءهم، فلمّا أمسكوا عادت في كلامها، فكان ممّا قالت:
«وأنتم الآن تزعمون أن لا ارث لنا ) أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ ـ تَبْغُونَ ـ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْم يُوقِنُونَ(([18])
أيّها المسلمة المهاجرة أاُبتَز ارث أبي؟ (ثمّ وجّهت خطابها إلى أبي بكر قائلة): أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا ارث أبي؟ لقد جئتَ شيئاً فريّاً، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحاكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة ) يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ(([19]) ) لِكُلِّ نَبَإ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ(([20]) (ثمّ انحرفتْ إلى قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) وهي تقول):
قد كان بعدك أنباء وهنبثة***لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها***واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب»([21])
ثمّ رأيت أحاديث رسول الله الدالّة على أنّ غضب فاطمة غضب رسول الله، بل غضب ذي الجلال والاكرام. فقلت: انّ الحق مع فاطمة واقربائها الكرام.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ يونس: 35.
[2] ـ كان طلحة شديد النصب والعداء للشيعة كأخيه الحافظ، وما أن أعلن اخوه الحافظ سيف الله تشيّعه إلاّ وقد اشتد غضبه عليه ـ وقد عزم جماعة على قتل الحافظ سيف الله بعد ان أعلن تشيّعه، وكان منهم طلحة، فتولّى هو قتل أخيه لينال الفضل بذلك والاجر من الله تعالى على ذلك حسب عقيدته الفاسدة. ولمّا علم اخوه بسوء نيته دفع إليه كتاباً وقال له: اقرأه أولا ثمّ اقتلني، فأخذ منه الكتاب وقرأه فسأله أخوه: أصحيح ما فيه أم غير صحيح؟ فأجابه: وأنا أيضاً شيعي. وقد زارني طلحة بعد تشيّعه في لاهور ذهبت إلى باكستان للبحث عن المتشيّعين هناك فعبت عليه مذهبه السابق الذي يبيح له قتل المسلم الشيعي وإن كان أخاه. فطأطأ رأسه خجلا.
[3] ـ أبو حنيفة، إمام المذهب الحنفي أحد أئمـّة المذاهب الأربعة للسنّة، ولد سنة 80 هـ ومات سنة 150 هـ، وقد طعن به وبدينه جماعة من السنّة، وحكموا عليه بالكفر والزندقة، وقد روى جماعة منهم فتاوى له غريبة، وأحكاماً عجيبة خالف فيها كتاب الله وسنّة رسوله (راجع صفحة 26 من هذا الكتاب).
[4] ـ هو أحمد ابن تيميّة الحرّاني، كفّره العلامة الشيخ علاء الدين البخاري، وكفّر من يسمّيه (شيخ الإسلام) وقد أجمع العلماء المعاصرون له على اباحة دمه وحليّة ماله، وعلى كفر من تابعه في عقيدته في المنع من الاستغاثة بالنبي (صلى الله عليه وآله) كالفرقة الوهابية. اقرأ تفصيل ذلك في كتابنا (مهاترات بين أصحاب المذاهب الأربعة) أو كتاب (الوهابية في نظر علماء المسلمين لاحسان عبد اللطيف البكري المطبوع بالاوفست عام 1408 هـ على الطبعة الرابعة).
[5] ـ أطلق المنحرفون عن أهل البيت(عليهم السلام) على أنفسهم لقب أهل السنّة مع كمال الوقاحة وبالغ الصلافة، وهم أبعد الناس عن سنّة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأهل السنّة حقاً هم الآخذون بسنته(صلى الله عليه وآله)وهي أقواله، وليسوا هم إلاّ الشيعة الإماميّة التابعون لأهل البيت: امتثالا لأوامر الرسول(صلى الله عليه وآله)المؤكدة في ذلك منها حديث الثقلين وقد جاء فيه على رواية مسلم: اذكّركم الله في أهل بيتي، «اذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي». صحيح مسلم ج2 ص238 ط مصر عام 1290 هـ . ومع هذا التأكيد أعرضوا عنهم صفحاً. فأين هم من السنّة؟ وهم ابعد الناس عنها.
[6] ـ هم أبو بكر وعمر وعثمان المتقدمون على الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)في الخلافة ظلماً.
[7] ـ اي ظهر هلاله.
[8] ـ قال الناصب أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه (الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة) يريد بأهل البدع والزندقة الشيعة الإماميّة اُولياء العترة الطاهرة النبويّة وأتباعهم في الصفحة 136 منه طبع مصر عام 1324 هـ ، المطبعة الميمنية: وقد جائت الوصيّة الصريحة بهم في عدّة أحاديث منها حديث: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به (أي الثَقلين) لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما».
وأضاف: وفي صحيح مسلم وغيره في خطبته قرب رابغ مرجعه من حجة الوداع قبل وفاته بنحو شهر: «انّي تارك فيكم الثقلين أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور. ثمّ قال: وأهل بيتي، اُذكّركم الله في أهل بيتي، اُذكّركم الله في أهل بيتي، اُذكّركم الله في أهل بيتي، ثلاثاً...».
وقال في الصفحة 89 منه: وفي رواية صحيحة «إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا أن اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي». زاد الطبراني: «إنّي سألت ذلك لهما، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهم فانهم أعلم منكم». وقال أيضاً: وفي رواية صحيحة: «كأني قد دعيت فأجبت انّي قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما آكد من الآخر (الرضوي: الصواب: أكبر من الآخر) كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي، ـ أي بالمثناة ـ فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
قال: وفي رواية: «وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، سألت ربي ذلك لهما، فلا تتقدموهما فتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ولا تعلّموهم فانهم اعلم منكم. قال: ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابياً...». وسمّاهما ثقلين اعظاماً لقدرهما اذ يقال لكلّ خطير شريف ثقل، أو لأن العمل بما أوجب الله من حقوقهما ثقيل جداً...
قال: وهذه الأحاديث سيّما قوله(صلى الله عليه وآله): إنظروا كيف تخلّفوني فيهما (و) اوصيكم بعترتي خيراً (و) اُذكّركم الله في أهل بيتي. الحث الأكيد على مودتهم، ومزيد الاحسان اليهم، واحترامهم واكرامهم، وتأدية حقوقهم الواجبة والمندوبة، كيف وهم أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً. الرضوي: فإذا سألك الله تعالى يا ابن حجر يوم القيامة لماذا آثرت غيرهم عليهم وأنت تعترف لهم بهذه المنزلة عندي فما هو جوابك؟
[9] ـ تقدم الحديث في ص 25 فراجع.
قال ابن حجر في الصواعق المحرقة ص91 ط مصر عام 1324 هـ المطبعة الميمنيّة: ووجه تشبيههم بالسفينة أنّ من أحبّهم وعظّمهم شكراً لنعمة مشرفهم، واخذ بهدي علماءهم نجا من ظلمة المخالفات، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعمة وهلك في مفاوز الطغيان الرضوي: ومن الهالكين في بحر الطغيان ابن حجر نفسه حيث لم يأخذ بهدي علماءهم فهل يشعر ما يقول؟ كلاّ.
[10] ـ وهو على ما في صحيح مسلم ج2 ص323 ط مصر عام 1327 هـ المطبعة الميمنيّة أنـّه قال(صلى الله عليه وآله) لعلي: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبيّ بعدي».
ورواه الترمذي في جامعه الصحيح أيضاً ج5 ص641 ط بيروت تحقيق إبراهيم عطوة عوض وقال: هذا حديث حسن صحيح. وفي الإصابة في معرفة الصحابة ج2 ص509 ط مصر عام 1328: أي لا ينبغي ان أذهب إلاّ وأنت خليفتي. الرضوي: ذكرنا في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟) أكثر من عشرين مصدراً لهذا الحديث من كتب السنّة صحاحهم ومسانيدهم وغيرها.
[11] ـ وهو على مافي الاستيعاب ج3 ص38 على هامش الاصابة ط مصر عام 1328 هـ : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه. وذكرت في كتاب (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم)؟ أكثر من ثلاثين مصدراً لهذا الحديث. قال الشيخ منصور عليّ ناصف في غاية المأمول في شرح التاج الجامع للاُصول معلّقاً على هذا الحديث: فهذه منقبة لعلي لم يشاركه فيها غيره، فكان أعلم الناس بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله) واُقدرهم على حلّ المعضلات حتى ضرب المثل به قضيّة ولا أبا حسن لها.
[12] ـ هم أبو بكر بن أبي قُحافة التيمي، وعمر بن الخطاب العدوي، وعثمان بن عفان الاُموي الذين تقدّموا على الإمام ابن عم الرسول(صلى الله عليه وآله) عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في الخلافة، وأخّروه عن محلّ أقامه الله ورسوله فيه ظلماً له وعدواناً عليه، فالله تعالى لهم بالمرصاد.
[13] ـ تمام الحديث «لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة» ذكرنا مصادر هذا الحديث في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟) من كتب السنّة خاصة.
[14] ـ قال الرازي: ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى، والدليل عليه قوله(عليه السلام): «اللّهم أدر الحقّ معه حيث دار». مفاتيح الغيب ج1 ص159 ط مصر. قال المناوي في فيض القدير: ج4 ص19 ط بيروت معلّقاً على هذا الحديث: ومن ثمّ كان أقضى الصحابة. وقد ذكرنا في كتابنا (هذه أحاديثنا أم أحاديثكم؟) 18 مصدراً لهذا الحديث من كتب السنّة.
[15] ـ قال الله تعالى: (فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إلاَّ الضَّلالُ فَأَنّى تُصْرَفُونَ) يونس: 32.
[16] ـ بضعة الرسول(صلى الله عليه وآله) هي فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) أخرج أحمد والحاكم عن المسوّر أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال: فاطمة بضعة مني يغضبني ما يغضبها، ويبسطني ما يبسطها... الصواعق المحرقة ص112 وفي ص114 منه.
واخرج أحمد والترمذي والحاكم عن ابن الزبير أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال: «إنّما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما انصبها». قال الله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)التوبة: 61 وقال تعالى أيضاً (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللّهُ فِي الدُّنْيا وَالآْخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) الأحزاب: 57.
[17] ـ لمّا انتزع أبو بكر بن أبي قحُافة فدكاً من فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد وفاة أبيها ، وكانت ملكتها في حياة أبيها. قال ابن حجر في الصواعق المحرقة ص8: روى البخاري عن عائشة إن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله عن ميراثها من النبيّ(صلى الله عليه وآله) مما أفاء الله على رسوله من المدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر: إن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: «لا نورث، ما تركنا صدقة...» فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً. فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى تُوفّيت ، وعاشت بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله) ستة أشهر. فلمّا توفيت دفنها زوجها عليّ ليلا، ولم يؤذن بها أبا بكر.
وفي ص31 منه: فأتته فاطمة فقالت له: «انّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أعطاني فدك»، فقال: هل لك بيّنة؟ فشهد لها عليّ واُمّ أيمن، فقال لها: فبرجل وامرأة تستحقيها؟
وفي تاريخ الأمم والملوك ج3 ص202 ط مصر الطبعة الاُولى: فهجرته فاطمة فلم تكلّمه في ذلك حتى ماتت فدفنها عليّ ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر.
وفي الإمامة والسياسة ج1 ص14 ط مصر عام 1388 هـ فقالت له: «والله لأدعون الله عليك في كلّ صلوة اصلّيها». الرضوي: فقد طالب أبو بكر من فاطمة(عليها السلام) بضعة رسول الله(صلى الله عليه وآله)من يشهد لها على صحة دعواها ، وهي من الذين أنزل الله تعالى فيهم (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (الشورى: 23) وفيها وفي زوجها وأبيها وابنيها أنزل الله تعالى (انّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً) الأحزاب: 33 فهل من مدّكر؟
[18] ـ المائدة: 50 وفيها (يبغون) ولمّا كان خطابها(عليها السلام) (تبغون).
[19] ـ الجاثية: 27.
[20] ـ الأنعام: 67.
[21] ـ فاطمة الزهراء والفاطميون ص318 ط بيروت عام 1974 م.
